برعاية الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله)، وفي أجواء ذكرى ولادة الحوراء زينب (ع)، أقامت الهيئات النسائية في حزب الله في منطقة بيروت، الحفل التكريمي للأخوات اللواتي ارتدين العباءة الزينبية خلال العامين ٢٠٢٥/٢٠٢٤ تحت شعار "كزينب"، وذلك في قاعة السيد محمد باقر الصدر في ثانوية الإمام المهدي (عج) في الحدث، بحضور مسؤولة الهيئات النسائية في منطقة بيروت عبير سلامي، عضو المجلس السياسي في حزب الله ريما فخري، وعدد من الفعاليات النسائية، وحشد من الأخوات المكرمات اللواتي تجاوز عددهن ١١٠٠ مكرمة.
الحفل الذي افتتح بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ مصطفى شقير وتبعه وقفة مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، تخلله عرض فيلم أظهر أهمية ارتداء العباءة التي تعتبر بحسب الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام حفظه) هي الخيار الأكمل والأفضل للمرأة المؤمنة لأنها الأكثر قدرة على تحقيق شروط الاحتشام والستر المطلوبة في الإسلام، كما أوجز الفيديو احتفالات التكريم التي انطلقت منذ العام ٢٠٠٩ وحتى هذا العام، مع الإشارة إلى الازدياد اللافت من عام إلى عام للأخوات اللواتي ادتدين العباءة الزينبية.
وقدمت فرقة "كورال فدك" فقرات إنشادية عبرت في مضمونها عن تحية لروح الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله (رض) الذي أسس لهذا الجمع، فيما كانت كلمة باسم المكرمات توجهت فيها للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم معاهدة إياه بحفظ العباءة والالتزام بكل الضوابط الشرعية، كما تخلل الحفل قسم أدته الأخوات المكرمات بالحفاظ على لباس العباءة واتَّخاذها سبيلاً لتحصين الدين وصيانة الإيمان، بعيداً عن شبهات الزينة.
وفي الختام جرى تكريم عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاجة ريما فخري، التي بدورها كرمت الأخوات اللواتي ارتدين العباءة الزينبية.
وتضمن الحفل التكريمي كلمة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أكد فيها أننا في المقاومة الإسلامية في لبنان ومعنا أمّهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا الزينبيات، نتحمّل الشدائد اليوم، ونصبر على أذى الأعداء وجبروتهم وانتهاكاتهم، ونصمد في أرضنا، ونثبت على موقفنا وخيارنا، من أجل أن نحفظ كرامتنا وكرامة وطننا، وحرصاً على سيادة بلدنا لبنان، ونضحي ونبذل الدماء ثابتين على خيارنا المقاوم، كي لا يستسهل العدو إمكانية إخضاعنا أو إخضاع بلدنا، أو انتزاع الإذعان لمشروعه الإحتلالي العدواني.
وأسف النائب رعد لما نسمعه من بعض الأصوات في الداخل التي تحرّض على الاستسلام للعدو، وتفرّط بالسيادة، متوهمة أنها تحفظ مصالحها، وتعزز مواقعها في السلطة، حين ترتضي التبعية للمحتلين والتصالح معهم على حساب مصالح الوطن وكرامته ومستقبل أبنائه، فهؤلاء هم أنفسهم من كشفوا البلاد أمام الوصاية الأجنبية بكل وقاحة ونذالة ومذلة، ويزايدون بشعارات السيادة الكاذبة، التي لا تعني إلاّ التسلط على شعبهم وحراسة مصالح العدو وأسياده، ويسابقون الزمن للاستثمار على العدو الصهيوني، من أجل أن يغيّروا أو يبدّلوا في القوانين، خصوصاً قانون الانتخاب، وغايتهم أن يضعفوا تمثيل المقاومة ومؤيديها داخل المجلس النيابي، ليسهل عليهم التحكّم بإدارة البلاد كما يتوهّمون، وتحقيقًا لمصالحهم الفئوية على حساب مصالح اللبنانيين كافة، وملاقةً منهم لمشاريع العدو ورعاته الدوليين الذين يريدون فرض الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، والتصالح معه، والخضوع لإرادة الوصاية الأجنبية في لبنان.
وقال النائب رعد: إن المقاومة الإسلامية لا تزال تلتزم بشكل صارم إعلان وقف إطلاق النار رغم استباحة العدو الصهيوني لهذا الإعلان الذي نكث بضمانة تنفيذه الضامنون، الأمر الذي شجع العدو على قتل الناس يومياً، واستهداف بيوتهم وقراهم ومؤسساتهم ومصالحهم، ومواصلة الضغط عليهم، وشن الغارات المتتالية لإرهابهم وترويع أطفالهم، ورغم ذلك كله، فإن المقاومة تدعو الدولة واللبنانيين معاً إلى التمسك بوجوب الضغط لإلزام العدو بإعلان وقف إطلاق النار، وتنفيذ بنوده، بدءاً من وقف الأعمال العدائية إلى الإنسحاب الكلي من أرضنا اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح جميع الأسرى بلا شروط ودون أي قيد أو شرط أو تأخير.
وأضاف: هذا الموقف الوطني يجب أن يعبّر عنه الجميع بكل قوة وثقة وثبات، ودون أي مجاملة أو تردد، لأن هذا الموقف، هو الموقف الذي يحفظ سيادة بلدنا ووحدة شعبه وأمنه واستقراره، وصار لازماً وخصوصاً بعد إقرار الرئيس الأميركي علناً بشراكته للعدو الصهيوني في تجهيز وتنفيذ مجزرة "البيجر" ضد اللبنانيين، أن ندين الإدارة الأميركية، وأن نعرب عن شكوك كل شعبنا بمصداقية ادعائها الصداقة للبنان على الأقل، وأن ندرك على نحو اليقين، أن الإدارة الأميركية هي راعية وحامية الإرهاب الصهيوني، وشريكته في الاعتداء على لبنان، وهي لا تخفي أبداً إنحيازها للعدو الصهيوني ودفاعها عن مشاريعه التوسعية والاحتلالية في المنطقة.
وشدد النائب رعد على أن موقف الحق والعدل والاستقامة، لا يستطيع أن ينهض به إلّا المؤمنون بالقيم الإنسانية والرسالية، وبخط الأنبياء والأولياء، من أمثال شهدائنا الأبرار والمجاهدين الشجعان الملتزمين نهج الإمام الحسين (ع)، سيد أحرار البشرية، والسيدة زينب (ع) شريكته في مقارعة الظالمين، ودحض ادعاءاتهم وافتراءاتهم في كربلاء وما قبلها وما بعدها إلى يوم الدين، وليكن واضحاً لكل اللبنانيين في السلطة أو في الطوائف والقوى السياسية، أن أي تنازل للعدو أو إبداء تفهّم ما أو قبول ما أو تسويق لذرائع عدوانه الواهية، لن يوقف ابتزازه وتماديه، وإنما سيجرأه على طلب المزيد والمزيد، حتى يسلبنا الوطن كله، ويصدع قوة موقفنا الرافض لمشروعه وسلوكه، وإن الصمود بوجه اعتداءاته والتصلّب في التمسك بحقوقنا السيادية، هو أدنى ما يجب الثبات عليه حتى نسقط أهدافه، وليكن واضحاً أيضاً، أن خسائرنا في الصمود، هي أقل وأشرف مما سينتزعه منا أو يفرضه العدو علينا وعلى بلدنا من التزامات، ستكون بالتأكيد أسوأ وأخزى فيما لو خضعنا له واستسلمنا لإرادته وطغيانه، إمتثالاً لما يريده الجبناء والمتواطؤن.
وتوجّه النائب رعد للمكلفات العزيزات بالقول: إذا كان السلاح بيد الشرفاء هو أداة الدفاع عن الوجود والوطن والناس، فإن العباءة الزينبية هي رمز الوقاية والحماية والمناعة ضد كل تهديدات ونوازع الضعف الإيماني والأخلاقي والفكري والسلوكي للأخوات في مجتمعنا، إلّا أن ما ينبغي الإلفات إليه، هو أن التدرّب على حمل السلاح وحسن استخدامه، هو شرط ضروري لإنجاز مهمّة الدفاع المطلوب، وكذلك، فإن التنبّه الدائم لمرتدية العباءة الزينبية، أن مجرد ارتداء العباءة، لا يحقق الانتماء الفعلي والحقيقي لمدرسة زينب (ع)، وإنما الإهتمام الدائم بتمثّل شخصية السيدة زينب (ع) وعبادتها وأخلاقها ومعاملتها للآخرين وشجاعتها في التزام الحق والدفاع عنه وحرصها على أداء تكليفها الشرعي في السلم والحرب والرخاء والشدة والأمن وغيابه، هو ما يجعل الأخت المكلفة لائقة بالعباءة الزينبية المباركة التي ترتديها، لأنها الستر والزي الشرعي المعبّر فعلاً عن هويتها ومضمونها الإنساني والإيماني الزينبي الرسالي.
وختم النائب رعد بالقول لقد عبّرت أمهات المجاهدين والشهداء وأخواتهم وبناتهم، خير تعبير عن هذا المضمون العظيم أثناء مواجهة أبنائهن أو إخوانهن أو أزواجهن أو آبائهن للحرب العدوانية الصهيونية الأخيرة، فجسّدن بصبرهن ووعيهن وبخدماتهن ومواقفهن وبمشاركتهن، خير مثال على الشراكة التكاملية الرسالية للمقاومة بين أبناء شعبنا ومجتمعنا كله.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :