السيد: شبكة مراكز التنمية الاجتماعية تدخل مرحلة التحديث الشامل
أطلق مجمع الرحمة الطبي مؤتمره العاشر تحت عنوان: "Community Roots, Robotic Wings, AI Minds"، حول أهمية التأهيل المتكامل للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك برعاية وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، في قاعة مؤسسة الصفدي بطرابلس، بحضور مقبل ملك ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور سعد الله صابوني ممثلاً وزير الصحة ركان ناصر الدين، والدكتور منذر حمزة ممثلاً مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام.
استُهلّ المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم ألقى مدير عام مجمع الرحمة الطبي عزّت حسين آغا كلمةً رحّب فيها بالحضور، وخصّ بالشكر الوزيرة السيد «التي حضرت إلى طرابلس في سياق فرصة تطّلع من خلالها على أعمال مجمع الرحمة».
وقال آغا: "في مجمع الرحمة الطبي نؤمن بأن إعادة التأهيل ليست مجرد علاج عضلي أو حركي، بل هي رحلة استعادة الكرامة والقدرة على الحياة المستقلة. وانطلاقًا من هذا الإيمان، نسعى باستمرار إلى تطوير خدماتنا والوصول بها إلى أعلى المستويات الإنسانية والعلمية والتقنية".
وتحدث الدكتور علي الحاج عن تجربته في انتزاع تورّم سرطاني وهو يبلغ السبعين من العمر، بعد اقتطاع 50% من موضع الورم، مستعرضًا أهمية الإرادة الطبية والعلمية في مواجهة التحديات الصحية.
بدوره، ألقى عميد المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية الدكتور قاسم حمزة كلمةً أشار فيها إلى أنّ "عنوان المؤتمر يذكّرنا بأن حاجات الناس والأجنحة الروبوتية تعبّر عن الثورة التكنولوجية التي جعلت من الروبوت شريكًا في العلاج وإعادة التأهيل".
وأضاف: "أطلقنا عدة برامج لتمويل مشاريع الدكتوراه المشتركة مع جامعات فرنسية في الاختصاصات العلمية، وبالتحديد في الهندسة الصحية والذكاء الاصطناعي، وهذا المؤتمر العلمي هو وسيلة لإنتاج المعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات الوطنية في البحث والتطوير".
من جهتها، توقّفت نقيبة المعالجين الفيزيائيين سيدة ساسين صهيون عند أهمية المؤتمر، معتبرةً أنه "يسلّط الضوء على مرحلة جديدة في تطور مهنة العلاج الفيزيائي، مرحلة تتداخل فيها القيم الإنسانية مع التقدّم التكنولوجي، ليصبح فيها العلاج الفيزيائي ملتقى بين الإنسان والآلة، بين الإحساس والعين، بين الجذور التقليدية والرؤية المستقبلية المتطورة".
وقالت صهيون إنّ "العالم اليوم يسير بخطى سريعة نحو التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي في كل الميادين، والعلاج الفيزيائي ليس استثناءً عن ذلك، إذ تشهد المهنة تطورًا ملموسًا بفضل التقدّم العلمي والتقني".
وأوضحت أنّ "التكنولوجيا الحديثة أصبحت حاضرة في غرف العلاج، فـاستخدام الروبوتات في إعادة التأهيل وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم الإيذاء الحركي وتحليل البيانات لم يعد خيالًا أو فكرة بحثية، بل أصبح جزءًا من المسار العلاجي الحديث في العديد من المراكز العالمية، وهو يبرهن يومًا بعد يوم على فعاليته في تحسين نوعية العلاج وتسريع عملية الشفاء وتقديم نوعية حياة أفضل للمرضى".
وأشارت إلى أنّ نقابة المعالجين الفيزيائيين تعمل على تعزيز الشراكة مع الوزارات والمؤسسات كافة من خلال ورش عمل مشتركة وتبادل الخبرات ودعم الأبحاث العلمية، إلى جانب إدخال التكنولوجيا الحديثة في المناهج التعليمية والتدريب المهني. وأضافت: "النقابة ليست مرجعًا إداريًا أو تنظيميًا فحسب، بل هي مرجعية مهنية وأخلاقية تسعى دائمًا لتطوير المهنة وضمان أن يكون التطور ضمن أطر قانونية وأخلاقية سليمة"، داعيةً الزملاء إلى الالتزام الكامل بالقوانين والقرارات التنظيمية الصادرة عن النقابة ومجلسها.
من جانبها، ألقت الوزيرة حنين السيد كلمةً قالت فيها: "يشرفني أن أكون اليوم في طرابلس، هذه المدينة التي لها معزّة خاصّة في قلبي. عرفتُ طرابلس قبل أن أتولّى وزارة الشؤون الاجتماعية وزارتها أكثر من مرة كمواطنة، وفي عملي السابق كنت مؤمنة برسالتها. ثم عدت إليها كوزيرة في زيارات رسمية شملت طرابلس وعكّار، واليوم أعود إليها لأؤكّد من جديد أنّ طرابلس ليست هامش لبنان بل قلبه الاجتماعي والإنساني النابض".
وأضافت: "يسعدني أن أكون بينكم، بين وجوه تعرف أن تصنع الأمل رغم الصعاب، وتحوّل العلم والرحمة إلى عملٍ ملموسٍ على الأرض. منذ تأسيسه، لم يكن مجمع الرحمة الطبي مجرد مؤسسة صحية، بل فكرة تؤمن بالإنسان قبل المرض، وبالحق في الكرامة قبل الرعاية. واليوم، مع هذا المؤتمر العلمي – الإنساني، أنتم لا تحتفلون فقط بعشر سنوات من العمل والإنجاز، بل تؤسّسون لمسارٍ جديد يجعل من العلم شريكًا في العدالة الاجتماعية، ومن الذكاء الاصطناعي أداة في خدمة الإنسان لا بديلاً عنه".
وأشارت الوزيرة إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية في رؤيتها الجديدة تعتبر أن الدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة ليس خدمة إضافية بل حقّ أصيل. وقالت: "نعمل اليوم على تطوير شبكة مراكز التنمية الاجتماعية لتكون أكثر شمولًا واستجابة، مجهّزة بوسائل التأهيل المجتمعي وبفرق متخصّصة في الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السنّ".
وأضافت أنّ الوزارة تعمل على "إقرار معايير جديدة للتعاقد مع الجمعيات الشريكة، تضمن النوعية والاستدامة، وتربط بين الدعم الاجتماعي والتمكين الاقتصادي، لأنّ الكرامة لا تُصان بالمساعدة وحدها، بل بالقدرة على المشاركة والإنتاج".
وختمت السيد: "إنّ ما يجمعنا اليوم هو الإيمان بأنّ العلم والمعرفة أساس بناء المجتمعات المعاصرة، وأنّ التكنولوجيا ليست رفاهية بل وسيلة ذكية لإعادة الاعتبار للإنسان. هذا المؤتمر ليس فقط مساحة لتبادل الخبرات، بل دعوة للتفكير في لبنانٍ أكثر عدالةً وإنصافًا، حيث تتكامل العلوم مع السياسات، والمستشفيات مع الوزارات، والمجتمع المدني مع الدولة".
وأضافت: "أوجّه تحية تقدير إلى مجمع الرحمة الطبي على رؤيته الريادية، وإلى نقابة المعالجين الفيزيائيين وكل الشركاء الأكاديميين على التزامهم بتطوير هذا القطاع الحيوي. أنتم تمثّلون الصورة الأجمل للبنان الذي نريد: لبنان المعرفة، والرحمة، والابتكار. أشكر كلّ من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر، وأتمنى أن تخرج منه أفكار ملموسة تُترجم إلى سياسات وشراكات تخدم الإنسان في أضعف لحظاته وتعيد له قدرته على النهوض بثقة وكرامة".
وختمت قائلة: "شكرًا لكم، وشكرًا لطرابلس التي تذكّرنا دائمًا أنّ في لبنان أماكن تعرف أن تجمع بين الرحمة والعلم، بين الفكر والعمل، وبين الإنسان والأمل".
وفي ختام المؤتمر، قدّم مؤسس الجمعية فواز آغا ومديرها عزّت آغا درعًا تكريمية للوزيرة السيد تقديرًا لدعمها ورعايتها الفاعلة للمؤتمر.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي