شدد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، على أن “أخطر ما يهدد أمن المواطنين اليوم، هو استمرار الاحتلال والعدوان الصهيوني واستباحته لسيادة لبنان”.
وقال: “البعض ممن يخوض معركة ضد المقاومة تحت عنوان فرض هيبة الدولة أو استعادة سيادة الدولة، يتجاهل أن مصدر التهديد الحقيقي للسيادة اللبنانية هو أميركا وإسرائيل، وأن معركة السيادة الفعلية التي يجب أن تخوضها الدولة هي مع الذين يخرقون فعليا سيادتها وهيبتها ويريدون الهيمنة عليها وعلى قراراتها وهم مراكز الهيمنة في الخارج”.
ورأى دعموش ان “كل الذين يركزون على أن التهديد للسيادة موجود في الداخل، إنما يريدون التغطية على مصادر التهديد الفعلية والتي هي في الخارج. هؤلاء لا يريدون الاعتراف أن معركة السيادة الحقيقية هي مع الولايات المتحدة الأميركية ومع إسرائيل. هؤلاء ليس لهم وظيفة سوى خدمة المصالح الأميركية لكي يبقوا معتمدين من قبلها أدوات لها في الداخل”.
وتابع: “نعيش اليوم في دولة لا سيادة فعلية لها، إلا ربما على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، فنحن نعيش في دولة منزوعة السيادة وخاضعة بالكامل للإملاءات الخارجية وعلى كل المستويات، في الاقتصاد والمال والسياسة والأمن. إقتصاديا وماليا، نحن لا نعالج أزماتنا وفقا لأولوياتنا أو لما تمليه علينا مصالحنا الوطنية، إنما نناقشها وفقا لإملاءات صندوق النقد الدولي وما يمليه علينا من شروط، وبالتالي لا سيادة لنا على أموالنا ولا على اقتصادنا. وعندما نناقش أوضاعنا المالية أو الاقتصادية لا نناقشها لمصلحة المودعين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وثقوا بالنظام المصرفي والبنوك، وإنما نناقشها لمصلحة حيتان المال والسياسة”.
وأضاف: “أما سياسيا، فحركة السفراء والديبلوماسيين ولقاءاتهم مع المسؤولين في لبنان لا تتوقف وهم يتباهون في الإعلان عن تدخلهم السافر في لبنان لفرض ما يريدون. ومع ذلك تمر هذه المسائل وكأنها أمور عادية، حتى إن بعض المسؤولين في لبنان يتحدثون بصراحة في لقاءاتهم أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة من الأميركي والفرنسي والاسرائيلي وغيرهم”، وسأل: “هل القرارات التي تتخذ تحت الضغوط هي قرارات حرة ومسؤولة وسيادية، أليس ما يتخذ تحت الضغط يفقد الشرعية القانونية بعرف القانون نفسه؟”.
وأكد دعموش أن “المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار، ونفذت ما عليها بموجب الاتفاق، إلا أن العدو الإسرائيلي لم يلتزم، وما يزال يستبيح لبنان وكل عناوين السيادة اللبنانية، جوا وبرا وبحرا، ويعتدي على المواطنين ويمنعهم من العودة الى بلداتهم وقراهم، ويفرض إرادته هو والأميركي في العديد من القرارات، مثل منع الطيران الإيراني من الهبوط في مطار بيروت، ومنع الجيش من التصدي للخروق والاعتداءات الإسرائيلية وإطلاق يد قوات الطوارئ في الجنوب لتتصرف بمعزل عن قرار الدولة”، وسأل: “أليس هذا استباحة للسيادة وخرقا للسيادة الوطنية؟”.
ورأى أنه “من الطبيعي أن يعتدي علينا العدو الإسرائيلي، وأن يمعن في القتل والإجرام والتدمير يوميا. فطبيعته عدوانية وإجرامية، لكن أليس من وظيفة الدولة أن تدافع عن مواطنيها وأن تتعامل مع العدوان لا أن تتعايش معه، وأن تسلح الجيش بما يمكنه من الدفاع عن لبنان وحماية المواطنين؟”، وأشار إلى أن “أدعياء السيادة في لبنان لا يرون من وظيفة للجيش سوى استدراجه لمواجهة المقاومة وبيئتها ويتجاهلون أن وظيفة الجيش هي حماية البلد ومواجهة العدوان، وليس مواجهة الناس”.
ولفت الى أن “هؤلاء بذريعة الدفاع عن هيبة الدولة يحاولون تغيير وجهة الصراع من صراع مع العدو الصهيوني الى صراع داخلي بين اللبنانيين”، مشددا على أننا “لن نستدرج الى صراع داخلي مهما بلغ مستوى التحريض والاستفزاز، حيث تعاملنا بحكمة مع قرارات خطيرة صدرت عن الحكومة حرصا على البلد، وما نزال نعمل بجهد كبير لوأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي، لأننا أشد حرصا على استقرار البلد وسيادته من أدعياء السيادة”.
وأضاف: “اليوم، استمرار التصويب على المقاومة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل العجز الذي تعانيه الدولة، ليس سوى تشجيع للعدو على استمرار احتلاله وعدوانه، وهو دعوة للعدو للتوسع في عدوانه لا سيما في هذه المرحلة الخطيرة التي يحاول فيها الهيمنة على دول المنطقة وتحقيق مشروعه في تغيير وجه الشرق الأوسط وإقامة إسرائيل الكبرى”.
واردف: “لقد أثبتت المقاومة أنها عصية على الكسر، ولا يستطيع أحد إخضاعها أو إخراجها من المعادلة الداخلية، وكل الرهانات والضغوط والقرارات والحملات لدفعها للاستجابة للمطالب الأميركية والإسرائيلية بنزع سلاحها وإخراجها من المعادلة فشلت بالكامل. وما أظهره حزب الله على امتداد الأشهر الماضية من قوة في المنطق وصلابة في الموقف كان رسالة للداخل والخارج، بأن الرهان على ضعف حزب الله ليس في محله، بل هو وهم وسراب”.
كما شدد دعموش على ان “المقاومة متجذرة في لبنان، وهي جزء من هويته الوطنية والرقم الأصعب في معادلاته الداخلية، ولا يمكن لأحد اقتلاعها أو تفكيك بيئتها أو محو ذاكرتها أو إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي”.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :