كتب سومر أمان الدين
في فجر السابع من تشرين الأول، لم تشرق شمس عادية على فلسطين. ذلك الفجر كان مختلفًا، لأنّه حمل معه زلزالًا قلب وجه التاريخ، وبدّل معادلاتٍ عمرها سبعة عقود.
عملية طوفان الأقصى، لم تكن مجرّد هجومٍ عسكري، بل كانت لحظة انفجار الأمة من خاصرتها الجنوبية، من غزة المحاصرة التي تحوّلت إلى معملٍ للمعجزات.
في ذلك اليوم، تقدّمت كتائب القسام ومعها كل فصائل المقاومة، بجرأةٍ غير مسبوقة، فاخترقت أسوار الاحتلال وأسقطت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.
في ساعاتٍ قليلة، تبدّد كل ما بنته “إسرائيل” من وهم الردع، وسقطت منظومات المراقبة والاستخبارات التي طالما تغنّت بها.
الطوفان كان أكثر من عملية؛ كان إعلانًا صريحًا بأنّ فلسطين لم تمت، وأنّ روحها لا تزال تعرف طريق البندقية.
أسرى الاحتلال الذين سقطوا في قبضة المقاومة لم يكونوا فقط ورقة تفاوض، بل كانوا شاهدًا على عجز الكيان أمام إرادة محاصرين لا يملكون إلّا الإيمان والعزم.
أراد العدو أن يُخضع غزة بالنار، فإذا بها تُعيد تعريف الصراع.
أراد أن يثأر لهيبته، فإذا بها تُسقط هيبته أمام العالم.
اليوم، بعد عامين على الطوفان، لا تزال ارتداداته تهزّ المنطقة والعالم.
كلّ جبهة من جبهات المقاومة — من لبنان إلى اليمن، من العراق إلى إيران — باتت تتحرّك ضمن معادلة جديدة، ولدت من رحم السابع من تشرين.
لم يعد السؤال: “هل يمكن هزيمة إسرائيل؟”
بل أصبح: “متى وكيف ستُهزم نهائيًا؟”
كنت اتمنى أن يكون الوعي العربي بمستوى التغيير الكبير الذي أحدثه الطوفان بموازين القوة وشبيهاً بالتغيير الكبير الذي أحدثه في وعي الشعوب الغربية. ولو كان وعي الشعوب العربية بالمستوى المطلوب لتم إنقاذ غزة منذ الأشهر الأولى.
ولأنّ هذا الطوفان انطلق من غزة، من الأرض التي حاول العالم خنقها، فإنّ غزة أصبحت اليوم قبلة الأحرار، ورمزًا لعصرٍ جديد، لا مكان فيه للانهزاميين ولا للمطبعين.
كلّ صاروخٍ انطلق من تلك الأرض كان آية في كتاب التاريخ الحديث، وكلّ شهيدٍ ارتقى فيها صار عنوانًا لعصرٍ قادمٍ اسمه: زمن المقاومة.
فليُسجّل العالم جيدًا:
في السابع من تشرين، لم تبدأ الحرب فقط…
بل بدأت نهاية إسرائيل، وبداية وعيٍ عربيٍّ جديد، قوامه أنّ التحرير ممكن… وأنّ فلسطين ليست حلمًا بل قدرًا.
#المقاومة_مستمرة #المقاومة #رسالات_تمثلني #غزة #فلسطين #السابع_من_أكتوبر #السابع_من_اكتوبر_المجيد
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :