في خطوة مفاجئة، أثارت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول إقالة الإعلامية المخضرمة رنا الساحلي من منصبها المسؤول عن العلاقات الإعلامية في حزب الله. ورغم عدم وضوح الأسباب الرسمية، إلا أن الساحلي استقبلت القرار باحترافية عالية وكلمات شكر وتقدير أظهرت عمق انتمائها وإخلاصها للتنظيم.
في بيانها الأول، قدمت الساحلي نموذجاً رفيعاً للوفاء والاحترافية، حيث شكرت زملاءها ووسائل الإعلام بمشاعر صادقة قائلة: "أشكركم على محبتكم التي أعتبرها وسام فخر طيلة حياتي". كما استذكرت بإجلال المحطات التاريخية التي شاركت في تغطيتها بدءاً من حرب الجرود ومروراً بناقورة وصولاً إلى حرب الإسناد، مما يؤكد دورها المحوري في توثيق أهم المراحل التاريخية للمقاومة.
إرث إعلامي مميز
عملت الساحلي لسنوات طويلة ضمن فريق العلاقات الإعلامية لحزب الله، وتحديداً إلى جانب المتحدث الرسمي الراحل الشهيد الحاج محمد عفيف، حيث شكلت ثنائياً إعلامياً متميزاً ساهم في صياغة الخطاب الإعلامي للمقاومة خلال أصعب المراحل. ولم يقتصر دورها على الجانب الإعلامي فقط، بل امتد إلى البعد الاجتماعي والإنساني، حيث كانت حلقة وصل بين الحزب والجمهور والإعلاميين.
خلافات مهنية أم تطور طبيعي؟
رغم أن بعض التكهنات تشير إلى وجود خلافات مهنية داخلية حول الاستراتيجية الإعلامية، إلا أن الساحلي أكدت في بيانها أنها "ابنة هذا التنظيم" وأنها ستظل وفية للمقاومة أينما كانت. هذا الموقف يعكس نضجاً سياسياً وإعلامياً نادراً، ويؤكد أن الخلافات المهنية - إن وجدت - لا تطال الانتماء والولاء.
درس في الوفاء والاحترافية
بدلاً من التركيز على الجدل حول إقالتها، طالبت الساحلي بتوجيه الاهتمام نحو مناسبة أسمى وهي ذكرى اغتيال الأمينين السابقين لحزب الله، مما يدل على أولويتها الوطنية والتاريخية فوق الاعتبارات الشخصية.
رحيل رنا الساحلي عن منصبها يمثل نهاية فصل مهم من فصول الأداء الإعلامي المتميز، لكنه يفتح الباب أيضاً لمرحلة جديدة قد تحمل معها أساليب وتوجهات إعلامية مختلفة. وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، تبقى الساحلي نموذجاً للإعلامية الملتزمة والاحترافية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الإعلام المقاوم.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :