مراقبة الآخرين فُضول أم غريزة ضاربة في جذور البقاء؟

مراقبة الآخرين فُضول أم غريزة ضاربة في جذور البقاء؟

 

Telegram

بينما قد يُنظر إلى مراقبة الآخرين وتتبع أخبارهم على أنه “تطفّل” أو فضول زائد، تكشف دراسات علمية جديدة أن هذا السلوك قد يكون في جوهره سلوكًا تطوريًا حافظ عليه الإنسان منذ ملايين السنين، كبُنية أساسية للبقاء الاجتماعي.
 
ففي دراسة حديثة أجرتها الباحثة لورا لويس من جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا، تبين أن الأطفال الصغار وقرود الشمبانزي يفضلون مشاهدة تفاعلات اجتماعية بدلاً من لقطات لأفراد بمفردهم—even عندما تعرض المقاطع الفردية مكافآت. وأشارت النتائج المنشورة في Proceedings of the Royal Society إلى أن الإنسان والرئيسيات الأخرى ينجذبون بطبيعتهم إلى مراقبة العلاقات والتفاعلات بين أفراد الجماعة، ما يكشف عن جذور تطورية لهذا السلوك.
 
وتضيف لويس أن هذا الميل لمراقبة الآخرين قد تطور منذ أكثر من 25 مليون سنة، حين كان جمع المعلومات عن أفراد المجموعة يُعدّ وسيلة لتجنّب التهديدات وفهم ديناميكيات السلطة داخل المجتمع.
 
اللافت أن الأطفال، مع التقدم في السن، يُظهرون ميولًا مختلفة: الذكور ينجذبون أكثر لمشاهد الصراع أو الشجار، بينما الإناث يُظهرن اهتمامًا أكبر بالتفاعلات الإيجابية كاللعب والاهتمام الشخصي. وهو ما يعكس، بحسب الباحثين، الفروقات المبكرة في التنشئة الاجتماعية وأنماط التفاعل مع المحيط.
 
وفي دراسة أخرى على قرود الماكاك نشرتها Animal Cognition، لوحظ أن القردة تركز على مشاهد العنف والصراعات الاجتماعية، خصوصًا عندما يكون أطرافها معروفين لها. هذا الميل، كما تشرح الباحثة الهولندية ليسبث شتيرك، يشبه مراقبة البشر لحياة المشاهير أو معارفهم، بدافع فهم “توزيع النفوذ” وتحديد التهديدات.
 
ويُعلّق عالم الإدراك المقارن جيليان فورستر من جامعة ساسيكس بأن هذا الفضول الاجتماعي يخدم غرضًا عميقًا: الحفاظ على السمعة وتجنّب الإقصاء الاجتماعي، الذي قد يؤدي لدى الثدييات الاجتماعية إلى الحرمان من فرص العيش أو التزاوج أو حتى إلى النبذ.
 
ويخلص فورستر إلى أن الإنسان العصري لم يفقد هذه المهارة، بل ورثها كآلية تطورية دقيقة لحماية نفسه داخل الجماعة. أي أن حبنا لمتابعة “حياة الآخرين” ليس مجرد عادة عصرية، بل غريزة ضاربة في جذور البقاء.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram