افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 آب 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 آب 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّاك وأورتاغوس في بيروت يمارسان الخُدَع نفسها | إسرائيل: نزع السلاح أوّلاً... وبلا ضمانات

 المكتوب يُقرأ من بيان مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. هذا تماماً ما ينطبق على مسرحية مفاوضات الترتيبات الأمنية وفصولها المُستحدثة، والتي تمثّلت بجولات مكوكية يقوم بها الموفد الأميركي توماس برّاك بين بيروت و«تل أبيب»، لتسويق انطباع بأن إدارته تسعى إلى انتزاع خطوة «حسن نية» إسرائيلية، مقابل قرار الحكومة اللبنانية حول «حصرية السلاح».

غير أن البيان كشف ضمناً عن معطيات معاكسة تؤكّد أن الباب مُغلق، وقد يكون من الأفضل للدولة اللبنانية من الآن فصاعداً تجنّب مزيد من الإحراج! فالعدو، عملياً، قطع الطريق على أي مطلب لبناني مقابل ما أقدمت عليه السلطة اللبنانية الخاضعة للوصاية الأميركية - السعودية، ما يذكّر بما سبق أن نقله عدد من الوسطاء، من بينهم ممثّلة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت (التي زارت إسرائيل أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة)، بأن التفاوض يبدأ بعد سحب السلاح بالكامل، ولا شيء أقلّ من ذلك!

ويمكن القول إن برّاك، ومعه الطبّاخون الدوليون، نجحوا في إقناع أركان السلطة قبل وصوله إلى بيروت بأنه يحمل «جديداً» في ملف التسوية مع لبنان. إقناعٌ لم يلبث أن تُرجم في موجة تسريبات عبر قنوات إعلامية محلية مُجنّدة لخدمة الدعاية الأميركية – الإسرائيلية، فضلاً عن تسريبات نقلها موقع «إكسيوس» الأميركي عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية، بأن برّاك بحث مع نتنياهو في «طلب إدارة الرئيس دونالد ترامب من إسرائيل كبح ضرباتها في لبنان، وكذلك في مسار المفاوضات مع سوريا»، مضيفاً أن «لإسرائيل، في ظل الحرب المستمرة في غزة، مصلحة بتهدئة الوضع على حدودها مع لبنان وسوريا والتوصّل إلى اتفاقات جديدة».

وتضمّنت تسريبات الموقع ذاته «خريطة» للمرحلة المقبلة، تتضمّن ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان، وكذلك بين إسرائيل وسوريا، بوصفها خطوة أولى على طريق التطبيع المحتمل للعلاقات في المستقبل.

على هذا الأساس، قرّر بعض الأطراف في لبنان الانسياق خلف الخُدَع الأميركية الجديدة، مترقّبين ما سيحمله برّاك والموفدة مورغان أورتاغوس، اللذان وصلا أمس إلى بيروت في زيارة هي الثانية لهما خلال أسبوع. زيارةٌ يُعوَّل في ضوئها على تظهير مصير الجولات المكوكية التي يقوم بها الفريق الأميركي بين بيروت و«تل أبيب» بشأن الآليات التطبيقية لاتفاق وقف إطلاق النار.

وكان برّاك استبق انتقاله إلى بيروت بمحطة في إسرائيل، على أمل أن ينتزع من العدو خطوة مقابل خطوة الحكومة اللبنانية التي تبنّت قراراً بسحب سلاح المقاومة مع نهاية العام، وأقرّت ورقة الأهداف الأميركية. ولأن الورقة تشمل أيضاً الجانب السوري، زار دمشق للقاء الرئيس أحمد الشرع قبل وصوله إلى بيروت.

غير أنّ مكتب نتنياهو سارع إلى إحراق عنصر «المفاجأة»، معلناً بوضوح أنّ «إسرائيل مستعدّة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله»، رابطاً أي تقليص لوجوده في لبنان بمدى نجاح لبنان بانتزاع سلاح حزب الله. وأشاد المكتب بـ«قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025» واصفاً إياه بأنه «خطوة جوهرية»، ومؤكّداً أنّ «إسرائيل تقدّر ما أقدم عليه لبنان».

وفي بيانه، وصف مكتب نتنياهو القرار اللبناني بأنّه «فرصة لاستعادة السيادة وبناء المؤسسات»، مشدّداً على أنّ «الوقت قد حان للعمل مع لبنان بروح من التعاون».

ولم تتأخر أورتاغوس، التي حطّت رحالها في بيروت أمس، في إظهار الانسجام التام مع الموقف الإسرائيلي، إذ أعادت نشر البيان على صفحتها في «إكس»، وأرفقته بعلامة شكر.

ويمكن القول إن ردّ رئاسة الحكومة الإسرائيلية على «طلب إدارة الرئيس ترامب من إسرائيل كبح ضرباتها في لبنان»، كما أورده موقع «إكسيوس»، يحمل مؤشّراً سلبيّاً للغاية. فقد ربط العدو الإسرائيلي أي خطوة مقابلة له بسحب السلاح بالكامل، ما يعني العودة إلى الصفر ورفض تقديم أي خطوة مقابلة لخطوة الحكومة اللبنانية، فضلاً عن تلميحاته الواضحة بالتدخل إلى جانب الدولة اللبنانية للتخلص من سلاح المقاومة في حال قرّرت السلطة اللجوء إلى خيارات مواجهة. كما أن الإعلان الإسرائيلي عن الاستعداد للتعاون هو محاولة لاستغلال لحظة داخلية لبنانية حساسة تخدم استراتيجية العدو من خلال صبّ الزيت على نار الفتنة.

وقال مطّلعون إن «ربط الإسرائيلي بدء الانسحاب بعد إتمام عملية نزع السلاح من دون تقديم أي ضمانة يعني عودة إلى الحلقة المُفرغة التي كان الأميركي يضعنا فيها وتقوم على قاعدة: قدّموا التنازلات ومن ثم نرى إسرائيل»، واصفين ما يحصل بأنه «فخّ جديد».

وفيما لم يصدر عن السلطة اللبنانية أيّ تعليق على ما أعلنه مكتب رئيس حكومة العدو، قالت أوساط سياسية إن «على لبنان أن ينتظر ما سيكشف عنه كل من برّاك وأورتاغوس والوفد المرافق لهما (يضمّ شخصيات عسكرية والسيناتور ليندسي غراهام المعروف بتأييده الشديد لإسرائيل ومواقفه المتشدّدة حيال إيران وحزب الله).

ومن المُفترض أن يبدأ الوفد جولة على المسؤولين اللبنانيين اليوم وغداً، تُختتم بمأدبة عشاء يقيمها النائب فؤاد مخزومي، وتضم عدداً من الشخصيات السياسية، علماً أنّ أورتاغوس اجتمعت مساء أمس بوزراء ونواب في أحد المطاعم بمنطقة الجميزة، في إشارة واضحة إلى تنسيق واسع النطاق يسبق الاجتماعات الرسمية.

وقبل أيام على جلسة الحكومة المُقرّر أن تبدأ النقاش في الخطة التي طلبت الحكومة من الجيش اللبناني إعدادها قبل نهاية هذا الشهر لنزع السلاح، كشفت مصادر مطّلعة أن الجيش «يتكتّم على المراحل التي يحددها لتطبيق قرار الحكومة»، وأنه «أوصل رسائل بعجزه عن تنفيذها على كامل الأراضي اللبنانية بسبب نقص الإمكانات والقدرات». هذا من الناحية التقنية، أما سياسياً، فلا يزال الجيش «يصر على عدم الذهاب إلى مواجهة مع أي طرف في الداخل، ويشدّد على التوافق لتجنيب البلاد أي انفجار».

وبسبب الوضع الأمني الدقيق، وبعدما أصبح مؤكّداً أن بعض الجهات الداخلية والخارجية تسعى لإشعال الشارع، اضطر الثنائي حزب الله وحركة أمل أمس إلى تأجيل وقفة احتجاجية ضد قرار الحكومة في ساحة رياض الصلح، كانت مُقرّرة غداً الأربعاء، دعا إليها بيان مشترك للمكتب العمالي المركزي في حركة أمل ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله، «استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة بتاريخ 5 و7 آب 2025، اللذين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا، ووثيقة الوفاق الوطني، وصيغة العيش المشترك، وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته، وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي».

وعلى عكس ما حاولت بعض القنوات الإعلامية المرتبطة بالرياض وواشنطن ترويجه، بأن التأجيل كان بسبب عدم حماسة رئيس مجلس النواب نبيه بري للتظاهرة، أوضحت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن السبب يعود إلى عدة عوامل، من بينها اتصالات أجريت مع الثنائي من قبل أصدقاء وحلفاء، شدّدوا على التريث نظراً إلى حساسية وضع الشارع واحتمال انزلاق الأمور إلى نتائج لا تُحمد عقباها. كما أن دعوة حركة أمل وحزب الله كانت تهدف إلى تنظيم وقفة احتجاجية رمزية على مستوى العمال فقط، وليست شعبية واسعة، لكنّ التفسيرات الإعلامية خلطت الأمور وأضفت عليها حجماً أكبر، ما دفع الحركة والحزب إلى التأجيل، خصوصاً أنهما يعرفان أنّ عواقب أي انزلاق قد تؤدّي إلى ضرب الاستقرار.

*********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

أورتاغوس تفجّر خطة الجيش قبل وضعها… وغراهام يلوّح بوقف التمويل والتسليح
 
نتنياهو يسقط مهمة برّاك قبل اجتماعه بالرؤساء: نزع السلاح أولاً وبعدها ننظر 
قاسم: سلاحنا روحنا وعلى الحكومة التراجع ولا خطوة بعدما قمنا به والسيادة أولاً

 يدخل لبنان مرحلة جديدة من التصعيد مع إعلان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال عن رفضه الالتزام بأي خطوة من موجبات الاحتلال وفق اتفاق وقف إطلاق النار قبل إنجاز الدولة اللبنانيّة عملية نزع سلاح المقاومة، معلناً عن الاستعداد لمساعدة الدولة في مهمة نزع السلاح، والنظر في ما يمكن فعله من سحب تدريجيّ لبعض وحدات جيش الاحتلال بعد ذلك، بينما تكفلت المبعوثة الأميركية السابقة مورغان اورتاغوس بتفجير خطة الجيش اللبناني التي تنتظرها الحكومة والتي تقول مصادر متابعة إنها توضع بحرص شديد لعدم إعطائها طابع المواجهة، من موقع اهتمام قيادة الجيش بمناخ توافقي يواكب أي خطة ينفذها الجيش في الداخل، لكن أورتاغوس غمزت من دور الجيش بالإعلان عن استعداد واشنطن للمشاركة في الخطة، ما يفقدها الطابع الوطني الذي يحرص عليه الجيش في كل مهامه بعيداً عن التجاذبات الداخلية من جهة، والتدخلات الخارجية من جهة موازية، خصوصاً أن أورتاغوس لم تنس القول إن حزب الله هو مجرد فريق إيراني، فيما قال مسؤول أميركي لقناة ام تي في المقربة من السفارة الأميركية إن على الجيش إكمال خطته واطلاع مجلس الوزراء عليها، وفي إطار الضغوط على الجيش قالت مصادر متابعة إن السناتور الأميركي ليندسي غراهام رئيس لجنة الموازنة في الكونغرس الأميركي، لوّح بوقف التمويل والتسليح عن الجيش اللبناني إذا رفض القيام بوضع خطة لنزع السلاح بالقوة، مع رفض حزب الله أي بحث بنزع السلاح.

هذا المناخ أفقد لقاءات المبعوث الأميركي توماس برّاك أي أهمية، فقد صار واضحاً أن لبنان وضع في منطقة صعبة بفعل القرار الحكومي المتسرّع بوضع جدول زمني لنزع السلاح والتخلي عن المطالبة بخطوة إسرائيلية مقابل ما نفذه لبنان من انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، وهو ما سبق وقال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إنه جاء لتفادي العزلة التي هدّد الأميركيون لبنان بها عبر التلويح بسحب يدهم ما لم يقبل لبنان بورقة توماس برّاك وفيها الجدول الزمني.

رداً على هذا المناخ كانت كلمات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واضحة في تأكيد ثوابت المقاومة، التي ترفض البحث في نزع السلاح أو تسليمه في ظل استمرار الاحتلال والعدوان، حيث قال الشيخ قاسم سلاحنا روحنا، ودعا الحكومة إلى التراجع عن قرارها حول السلاح باعتباره خطيئة والتراجع عن الخطأ فضيلة، رافضاً أي بحث مع المقاومة بخطوة إضافية بعد ما قدّمته خلال شهور ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار سواء لجهة الانسحاب من جنوب الليطاني أو لجهة الالتزام بعدم الردّ على الاعتداءات والاغتيالات التي تستهدف كوادر وعناصر المقاومة، معتبراً أن تصويب النقاش الوطني يحتاج إلى إعادة الاعتبار لأولوية مسؤولية الحكومة عن تحقيق وضمان السيادة اللبنانية المنتهكة بفعل الاحتلال والاعتداءات المتواصلة، وهو ما يجب على الحكومة وضع استراتيجية دفاعية واضحة لمواجهته من موقع مسؤوليتها عن ضمان السيادة وحمايتها.

وتوجَّه الشيخ قاسم إلى السلطة بالسؤال: «تريدون نزع السلاح الذي حَرَّر؟»، مستدركًا بقوله: «السلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلّى عنه، ولن نترك «إسرائيل» تسرح وتمرح في بلدنا. السلاح روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا. لدينا أنصار كُثر يزيدون عن نصف الشعب اللبنانيّ، وهؤلاء كلّهم معًا من أجل حماية السلاح وحماية لبنان وعزته».

وحذَّر مَنْ يخطّطون لنزع السلاح قائلًا: «من أراد نزع السلاح فهو يريد نزع روحنا، وعندها سيرى العالم بأسنا»، مردفًا قوله: «لا خطوة خطوة، ولا كلّ هذا المسار الذي يدعو للتنازل. عليهم تنفيذ الاتفاق، ثم نتحدَّث عن الاستراتيجية الدفاعية». وأضاف: «التزموا بما اتفقنا عليه، أيَّتها الحكومة، ونحن نلتزم بما عهدتمونا، وألزموا «إسرائيل». كونوا شجعانًا، وقفوا ونحن نشدُّ على أياديكم، وسنكون معكم ونعمّر وطننا معًا».

وتساءل: «ما البديل إنْ لم تستمر المقاومة؟»، مجيبًا بالقول: «إنّه الاستسلام لـ»إسرائيل»»، جازمًا بأنّ «المقاومة ستبقى سدًّا منيعًا لـ»إسرائيل» أمام تحقيق أهدافها، ولن تتمكّن «إسرائيل» من البقاء في لبنان، ولا من تحقيق مشروعها التوسُّعيّ من خلال لبنان».

وشدّد على أنّ «الحكومة اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة من أجل تحقيق السيادة، فلا استقرار دون سيادة، ولا نهضة دون سيادة»، داعيًا الحكومة إلى «جلسات مناقشة مكثَّفة في كيفيّة استعادة السيادة بالدبلوماسية وتسليح الجيش والاستراتيجية الدفاعية، وكل ما يساعد». كما دعا الأحزاب والنُخَّب إلى «مساعدة الحكومة في طريقة التفكير» وإيصال مقترحاتهم، مخاطبًا الأحزاب والنُخَّب بالقول: «خصِّصوا هذا الأسبوع من أجل تقديم المقترحات للحكومة من أجل المطالبة بالسيادة».

وفي حين أكّد أنّ «لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته على أرضه»، جزم بأنّ «كلّ المشاكل التي نعانيها هي من العدو والاحتلال ومن الداعم الأميركيّ».

وفيما بيّن الشيخ قاسم أنّ «المقاومة هي للدفاع والتحرير، وهي شعب وأهالٍ، وهي إيمان وإرادة ووطنية وشرف وهي عزّة وصمود»، أكّد أنّ «المقاومة حالة معاكسة للذل وقبول الضغوط الأجنبيّة، وهي مصير لجيش الدولة الوطنية، وليست بديلًا عن الجيش بل تساند»، مشددًا على «وجوب تسليح الجيش»، ومشيرًا إلى أنّ «المقاومة هي عامل مساعد، نشأت من أجل مواجهة العدوان».

واعتبر أنّ «المقاومة تهزم العدو وتُعيق أهدافه، لكنّها لا تمنعه من العدوان، بل تواجهه»، مذكّرًا بأنّ «المقاومة استطاعت ردع «إسرائيل» لمدة 17 عامًا وهذا يُعْتَبر إنجازًا استثنائيًّا»، قائلًا: «استطعنا بثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة ردع العدو «الإسرائيلي»، وقَبْلها كان هناك شكل من أشكال الردع لـ»إسرائيل». بمقدورنا مواجهة «إسرائيل»، وهذا أمرٌ مستمرّ».

وتساءل: «ما البديل إنْ لم تستمرّ المقاومة؟»، مجيبًا بالقول: «إنّه الاستسلام لـ»إسرائيل»»، جازمًا بأنّ «المقاومة ستبقى سدًّا منيعًا لـ»إسرائيل» أمام تحقيق أهدافها، ولن تتمكّن «إسرائيل» من البقاء في لبنان، ولا من تحقيق مشروعها التوسُّعي من خلال لبنان».

بدوره وفي المناسبة نفسها، أكّد نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، الشيخ علي الخطيب، أنّ «السلطة لم تبرّر تبريرًا منطقيًّا واحدًا قرارها المشؤوم. إذ إن قرارها كان انقلابًا على الاتفاق الرئاسيّ»، مشيرًا إلى أنّ «ما جرى عمليّة خداع لتعرية لبنان من أهم أوراق القوّة، ولحرف الأنظار عن الخروق «الإسرائيليّة»، وعدم التزام العدو بالقرار الدوليّ».

وبيّن الشيخ الخطيب، أنّ «الدبلوماسيّة لم تحقّق شيئًا ممّا وعدت به الحكومة، وتحوَّلت لأداة للإخضاع والخضوع للضغوط الدوليّة». ونبّه إلى أنّ «العمل يجري على إخضاع هذا المكوِّن (الشيعيّ) وأنْ يتصرَّف كمهزوم لحسابات سياسيّة طائفيّة داخليّة صغيرة، في تجاوزٍ واضح لاتفاق الطائف وضرب الدستور بعرض الحائط»، مشيرًا إلى أنّ «الخطاب الداخلي العدواني يتنكَّر لكل التضحيات ويهدّد الوجود».

وفي حين شدّد على أنّ «موضوع السلاح لا يجوز أنْ يُؤخَذ بخفة»، حذّر الشيخ الخطيب من أنّ «التفريط بالوحدة الداخليّة تفريط بالوطن وهو خطيئة لا تُغْتَفر».

وفيما وصفت مصادر الثنائيّ الوطنيّ عبر «البناء» حضور الوفود الدبلوماسية الأميركية في بيروت بـ»الغزو» الدبلوماسي والسياسي للبنان، حذرت من تمادي المسؤولين الأميركيين بالتدخل الواضح والفاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وانتهاك السيادة الوطنية ومن زرع المؤامرات على وحدة لبنان واللبنانيّين ومصالحه الأمنية والاقتصاديّة خدمة للمصالح الإسرائيليّة والأميركية. ولفتت المصادر إلى أن تريّث وحلم الثنائي حركة أمل وحزب الله والقوى المقاومة والوطنية والشعب الحي في لبنان من مختلف الشرائح والتيارات، لا يعني الضعف ولا التقاعس، بل حرص على السلم الأهلي ووحدة اللبنانيين وفتح المجال أمام المشاورات الرئاسيّة لإيجاد مخارج للأزمة التي خلقتها الحكومة الحالية التي انقلبت على تعهداتها وعلى الاتفاقات الوطنية وعلى الالتزامات بين الرئاسات. واتهمت المصادر المسؤولين الأميركيين والسعوديين بـ»شق الموقف الرئاسي الرسمي والتماسك الحكومي وضرب مرتكزات الوفاق الوطني والعيش المشترك وتجويف خطاب القسم والبيان الوزاري ونسف مذكرة التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية»، وحذرت المصادر من أن «القوى الحية والوطنية في البلد لن تستسلم للواقع الجديد ولا للإملاءات الأميركية والسعودية المفروضة على لبنان، بل ستواجه بكافة الوسائل والإمكانات وأولى المواجهات ستكون مع حكومة نواف سلام لوأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي والحؤول دون أي فتنة بين أبناء الوطن الواحد لا سيما بين المقاومة والجيش الذي يحاول أعداء البلد والمقاومة إشعالها». وألمحت المصادر الى «مسار تصعيديّ سيتخذ أشكالاً متعددة في توقيت ما لخوض المعركة مع الحكومة حتى إسقاطها إذا لم تتراجع عن قراراتها المشؤومة وأخذ البلد إلى الهاوية بدفع من الأميركيين».

وفي سياق ذلك أرجأت قيادتي حركة أمل وحزب الله التحرّك الذي كان مقرّراً غداً من دون تحديد موعد جديد وذلك إفساحاً بالمجال أمام المشاورات.

وكان المكتب العمالي المركزي في حركة «أمل» ووحدة النقابات والعمال المركزية في «حزب الله» في بيان دعوا «عمال لبنان ومنتجيه ونقابييه الشرفاء، إلى التجمّع في الخامسة والنصف في يوم الأربعاء في ساحة رياض الصلح»، احتجاجاً على قرار حصريّة السلاح. إلا أن تدخل مراجع رئاسية وسياسية عليا كان محورها رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق ما علمت «البناء» أدّت الى تأجيل التحرك، بانتظار المباحثات الأميركية اللبنانية وموقف الحكومة اللبنانية من الرد الإسرائيلي وتأثيره على القرارات التي اتخذتها وتنفيذها.

وذكر بيان أمل وحزب الله أنه «انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا. يعلن المكتب العمالي المركزي في حركة أمل ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله، تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم الأربعاء 27 آب 2025. إن هذا القرار، الذي ينبع من إدراكٍ عميقٍ لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار. نؤكد أن قضيتنا لم تتأجل، وأن عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرةً كلما اقتضت الضرورة ذلك».

في غضون ذلك، شكّل لقاء «القوى السيادية» مع الموفد الأميركي توم برّاك ومورغان أورتاغوس على العشاء في أحد مطاعم الجمّيزة، فضيحة سيادية من العيار الثقيل، حيث بلغ عدد من الوزراء والنواب الحاضرين نحو ٥٠، الذين لم يكترثوا لحجم التدخلات الأميركية الفاضحة في الشؤون اللبنانية من ضم لبنان الى بلاد الشام والتهديد بحرب أهلية اذا لم يتم نزع سلاح حزب الله، وتحريض الدولة اللبنانية على فريق لبناني، والتهديد بحرب إسرائيلية جديدة!

أما الفضيحة الأكبر للحكومة و«القوى السيادية» الداعمة لها، فهو إشادة «إسرائيل» بالقرارات الحكومية، وأشار ديوان رئيس حكومة الاحتلال الى أنّ «قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته. وأكّد أّنه حان الوقت للعمل مع لبنان بروح من التعاون بهدف نزع سلاح حزب الله». وقال «»إسرائيل» مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معاً نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين». وأوضح أنّ «»إسرائيل» ستُقلّص تدريجيّاً وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب الله»، مشيرًا الى أنّ «قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025 جوهري».

وبعد إشادة مكتب نتنياهو، بالخطوة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، أعادت اورتاغوس نشر البيان معلقةً «بإشارة شكر».

ومن المتوقع أن يزور برّاك وأورتاغوس بعبدا على أن يُعقد مؤتمر صحافي في بعبدا يتحدث فيه كل من برّاك والسيناتورين ليندسي غراهام وجين شاهين. كما يزور برّاك الرئيس بري ظهر اليوم والرئيس سلام عند الساعة الواحدة ظهراً ويتناول الغداء في السراي الحكومي.

ووفق معلومات «البناء» سيبلغ برّاك المسؤولين اللبنانيين الرد الإسرائيلي على الورقة الأميركية التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية، وسيناقش مع المسؤولين خطوات الحل التدريجي والخطوات المطلوبة من لبنان لدفع «إسرائيل» لاتخاذ خطوات مقابلة لوضع الأمور على قطار الحل.

ونقلت وسائل إعلام محلية محسوبة على الأميركيين بأن «قائد الجيش لم ينجز الخطة بعد ولا يزال عليه أن يُكملها ثم يقدّمها إلى مجلس الوزراء وبعدها يصوّت عليها الوزراء ثم يبدأون بتنفيذها ولا تزال هناك خطوات كثيرة بانتظار الإنجاز».

وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت «رابيد» على طريق عين المزراب – تبنين في قضاء بنت جبيل، أدّت إلى سقوط شهيد».

إلى ذلك، استقبل سلام في السراي الحكومي عضو الكونغرس الأميركيّ النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونغرس النائب ستيف كوهن، ووفد مرافق. ونوّه لحود بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية، معتبراً أنّ هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأكد أنّ الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار، مشدداً على سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش.

وفي وقت كانت أفادت معلومات بأنّ مجلس الأمن الدولي سيُرجئ التصويت على مشروع قرار بشأن تمديد ولاية قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان، إلى 29 آب الحالي، ذكرت وكالة «فرانس برس» أنّ مجلس الأمن سيُصوّت على مشروع القرار الاثنين (أمس). ويتضمّن مشروع القرار تسوية فرنسيّة تنص على تمديد مهمة قوة «اليونيفيل» التي نُشرت عام 1978 بين «إسرائيل» ولبنان، لمدة عام إضافي بينما تستعدّ للانسحاب. وفي أحدث مسوّدة اطلعت عليها وكالة «فرانس برس»، يُشير مجلس الأمن إلى «نيته العمل على انسحاب لليونيفيل بهدف جعل الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان».

على صعيد آخر، أشار وزير الداخلية أحمد الحجار الى ان «لا خطر من سورية تجاه لبنان والتنسيق قائم بين البلدين»، لافتاً إلى أن «وفداً سورياً رفيع المستوى سيزور لبنان لبحث ملفات مشتركة».

وكشف في حديث تلفزيوني إلى أن «في لبنان 2400 سجين سوري أي 30% من إجمالي عدد السجناء».

على خط آخر، أشارت قيادة الجيش في بيان الى أنه «إلحاقًا بالبيان السابق المتعلق بتوقيف مطلوبين من بينهم المواطن (ب.ج.) بتاريخ 14 /8 /2025، وبعد التوسع في التحقيق مع الموقوف من قبل مديرية المخابرات بالتزامن مع عمليات استعلام وتقصٍّ ومراقبة، تَبين أنه أحد المتورطين في جريمة سلب سيارة المواطن باسكال سليمان وخطفه بتاريخ 7 /4 /2024 في بلدة حاقل – جبيل وقتله لاحقًا، كما أنه أحد أخطر المطلوبين لارتكابه جرائم مختلفة أبرزها: تأليف عصابة لسرقة السيارات وتهريبها إلى داخل الأراضي السورية. تأليف عصابة خطف لبنانيين وأجانب مقابل فدية مالية. الاتجار بالمخدرات وترويج العملة المزورة وتنظيم مستندات مزورة لأفراد عصابته».

وذكرت مصادر سياسية عبر «البناء» بالاتهامات التي ساقتها القوات اللبنانية ضد حزب الله بالضلوع في جريمة القتل، فيما الواضح من بيان الجيش أن السبب مالي بدافع السرقة ولا تحمل أي دوافع سياسيّة، ما يطرح تساؤلات حول مسارعة القوات للاستثمار السياسي بأي حادثة لإثارة النعرات الطائفية والتحريض على الفتنة.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

لا اختراق يواكب عودة الموفدين الأميركيين… الثنائي ألغى اعتصامه وقاسم يكرّر تهديداته

كادت الدعوة الغريبة المفاجئة التي وجهها الثنائي "أمل" و"حزب الله" تحت ستار "نقابي" إلى تجمع احتجاجي على قراري مجلس الوزراء في 5 آب و7 منه الأربعاء في ساحة رياض الصلح، أن "يخطف" المشهد اللبناني وكل ما يتصل به من تحركات وتطورات محمومة يشهدها الأسبوع الحالي، بدءاً بالجولة الجديدة للموفدين الأميركيين مروراً بالموقف "المستجد" لإسرائيل الذي يوحي باستجابة التحرك الأميركي وانتهاءً بالتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل". ولكن استدراك الأمر وإلغاء التجمع أو الاعتصام كشف حقيقة لا يمكن تجاهلها، لكونها تتصل بأي سيناريو محتمل لتحريك الشارع وتعبئة "الطائفة" أو المذهب في سياق الزج بكل أساليب العرقلة أمام تنفيذ قرار حصرية السلاح في يد الدولة. هذه الحقيقة برزت في المعطيات التي كشفت أن قيادتي "الثنائي" الشيعي تبلغتا على اثر توجيه الدعوة إلى التجمع والتظاهر غداً الاربعاء، عبر قنوات موثوقة رسمية وسياسية، أن جهات سياسية وحزبية ومستقلة أخرى لوحت أنها ستنزل بدورها إلى الشارع المقابل دعماً بقوة للشرعية والدولة في قراراتها ومسارها وخطتها لحصرية السلاح. وقد تبلورت صورة واضحة مثيرة للمخاوف لدى جهات معنية من أن يتجه البلد إلى صدام فيما لو لم يرتدع الفريق الذي تجاوز كل حدود المنطق ويصعّد في نهج "انقلابي" ضد الدولة من دون الأخذ في الاعتبار أن "الشوارع" الأخرى قد تتحرك ضد الاستفزاز التصعيدي. وترددت بقوة معادلة أن استحضار ساحة في وسط بيروت لاستعادة ما يشبه "8 أذار" سيرتب فوراً استعادة ساحة "14 أذار" بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات وتطورات لن تكون إطلاقاً في مصلحة "الانقلابيين" على قرارات الدولة. وهو العامل الحاسم الذي أدى بعد ساعات إلى ردع المغامرة الخطيرة التي كان الثنائي يعتزم تعريض البلد لها.

فبعدما دعا المكتب العمالي المركزي في حركة "أمل" ووحدة النقابات والعمال المركزية في "حزب الله" في بيان صباحاً "عمال لبنان ومنتجيه ونقابييه الشرفاء، إلى التجمع في الخامسة والنصف من بعد ظهر الأربعاء في ساحة رياض الصلح" احتجاجاً على قرار حصرية السلاح، عدل عن دعوته بعد الظهر، وقال في بيان: "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا، يعلن المكتب العمالي المركزي في حركة أمل ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله، تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم الأربعاء 27 آب 2025."

وفي السياق، أفادت مصادر سياسية مطلعة أن اتصالات جرت بين كبار المعنيين وشكّل الرئيس نبيه بري لولبها أفضت إلى إرجاء الوقفة الاحتجاجية، خصوصاً وأن معلومات سرت أن شارعاً مقابلاً يستعد للتحرك، إن حاول شارع الثنائي التهجم على قياداته ورموزه.

ولعله لا يمكن تجاهل عامل التحريض الإيراني المستمر لـ"حزب الله" في موقفه، إذ تزامن ما جرى مع تأكيد مسؤول التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن خطة نزع سلاح "حزب الله" هي "مؤامرة أميركية – إسرائيلية"، مشددًا على أن "الشعب اللبناني وحزب الله لن يقبلا بأي حال بهذه الخطة". وقال إن "خطة نزع سلاح الحزب لن تنجح أبدا، لأنها تتعارض مع إرادة اللبنانيين وحقهم المشروع في المقاومة".

تزامن ذلك أيضاً مع وصول الموفدين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، علماً أن أورتاغوس سبقت برّاك، حيث يحملان رد الحكومة الإسرائيلية على الورقة اللبنانية. وسجل تطور بارز سبق وصولهما وأضفى انطباعات شديدة الالتباس بأن الوساطة الأميركية حققت اختراقاً هذه المرة في إسرائيل من خلال انتزاع موافقتها على اعتماد "تبادل الخطوة بخطوة" وهو ما ترجمه بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا الخصوص. ولكن بدا واضحاً أن البيان لم يسجل أي تغيير في ربط إسرائيل لانسحابها بنزع سلاح "حزب الله" بما يبقي الوساطة الأميركية في دائرة المرواحة. وبدا من الأصداء الأولية الرسمية أن أجواء قاتمة استبقت بدء جولة الموفدين الأميركيين اليوم على الرؤساء الثلاثة.

فقد أعلن بيان مكتب نتنياهو أنّ "إسرائيل تقدّر خطوات لبنان بشأن حصر السلاح"، لافتاً إلى أنه "إذا اتخذت القوات الأمنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة". وشدد البيان على "أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته". وأكّد أّنه "حان الوقت للعمل مع لبنان بروح من التعاون بهدف نزع سلاح حزب الله". وأوضح "أنّ إسرائيل ستُقلّص تدريجيّاً وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب الله، مشيرًا الى أنّ قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025 "جوهري".

ولوحظ أن أورتاغوس أعادت نشر بيان نتنياهو عن لبنان على صفحتها ووضعت تحته إشارة الشكر.

غير أن الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عاود إطلاق مواقفه التصعيدية من دون أن يوفر الحكومة اللبنانية من تهديداته مجدداً، فاعتبر أن "السلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه ولن نترك إسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا".

وزعم بأن "لدينا أنصار يزيدون عن نصف الشعب اللبناني وهؤلاء معاً دفاعاً عن سلاح المقاومة، ومن يريد نزع السلاح يعني يريد أن ينزع روحنا وحينها سيرى العالم بأسنا، وهيهات منا الذلة".

وقال: "لا خطوة خطوة ولا شيء. لينفذوا ما عليهم وحينها نصل إلى الاستراتيجية الدفاعية، وأيها المسؤولون لا تعرضوا كتافكم وتقولوا لهم سمعاً وطاعة ولو قلتم لهم ذلك أنتم غير قادرين". واعتبر أن "وظيفة المقاومة الآن أعلى وأشد ولن تتمكن إسرائيل من البقاء في لبنان، فلنعمل تحت شعار مطالبة حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية، لنشعرها بأنها مسؤولة في العمل من أجل ذلك، ومن يريد نزع سلاحنا كمن ينزع روحنا منا وعندها سيرون بأسنا".

في المقابل، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "ما كان متعذراً في السابق أصبح اليوم في متناول اليد. فقد انطلق قطار الدولة الفعلية، ومن المعلوم أنه يستحيل أن تقوم قيامة أي بلد ما لم يكن القرار الاستراتيجي فيه من داخل مؤسساته". وأوضح "أن الدولة بدأت تبسط سلطتها على المخيمات في خطوة كانت قوى الممانعة تحول دونها، وستواصل بالتوازي عملها على باقي المسارات. وعلى الجميع أن يعتاد على أن أي قرار تتخِّذه الحكومة سيُنفّذ، لأن مرحلة الدولة الصورية انتهت. وبالتالي، فإن أي سلاح غير شرعي يجب أن يسلّم للجيش كي تعود الدولة طبيعية وقادرة على ممارسة مسؤولياتها كما يجب، ما يبعث الاطمئنان في نفوس اللبنانيين عموماً، والشابات والشبان خصوصاً، إلى انه أصبح في إمكانهم التخطيط لمستقبلهم في لبنان وليس في خارجه".

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

شرط إسرائيلي يسبق برّاك: نزع السـلاح أولاً... "الثنائي الشيعي": تصعيد مع وقف التنفيذ

الورقة الأميركية التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية على المحك، ومصيرها أمام لحظة حاسمة اليوم، في ضوء الموقف الإسرائيلي منها، الذي سيبلغه الموفد الأميركي توم برّاك إلى المسؤولين اللبنانيّين، والذي سيحدّد واحداً من أمرين؛ الأول، ما إذا كانت إسرائيل قد استجابت لمندرجات هذه الورقة وأعطت موافقة كليّة عليها، بما يجعلها قابلة للنفاذ وفق ما يرغب راعيها الأميركي. والثاني، ما إذا كان برّاك قد أخفق في إلزام إسرائيل بمندرجات هذه الورقة، وعاد من تل أبيب بسلّة معبأة بالشّروط، تلقي الكرة من جديد في الملعب اللبناني. وتبعاً لذلك، فإنّ الأمر الثاني يبدو الأقرب إلى الواقع، ربطاً بما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي اشترط نزع سلاح «حزب الله» كخطوة تسبق «اتخاذ اسرائيل خطوات متبادلة، بما في ذلك تقليص وجود الجيش الإسرائيلي» كما قال، ومن دون أن يشير لا قولاً ولا تلميحاً إلى وقف الاعتداءات والعمليات العسكرية، او إلى الانسحاب الكامل من المناطق الجنوبية التي تحتلها إسرائيل او إلى مصير الأسرى اللبنانيين.

في مدار الاحتمالات

هذه الأجواء، وكما يقول مصدر مسؤول معني بالنقاشات مع الوسيط الأميركي لـ«الجمهورية»، «لا تشجّع على توقّع إيجابيات، بل تؤكّد أنّ الورقة الأميركيّة مرشّحة لأن تدخل مدار الإحتمالات السلبيّة. فالورقة في مضمونها تربط سريانها بالموافقة عليها، أي الموافقة الكلية وليس الجزئية او الانتقائية لبعض مندرجاتها، من قبل الأطراف المعنية بها عليها، أي لبنان وإسرائيل وسوريا. وهذا الأمر تحقق فقط من الجانب اللبناني بموافقة الحكومة على الورقة، فيما لم يصدر عن سوريا حتى الآن أيّ موقف رسمي حولها، سواء بالموافقة على الورقة او عدمها، وكذلك إسرائيل التي لا توجد أيّ مؤشرات تؤكّد موافقتها على الورقة، بل أنّ جلّ ما صدر عنها هو «مغازلة» قرار سحب سلاح «حزب الله»، وإبداء رغبتها في المساعدة في هذا المجال، يعني صبّ الزيت على النار».

وبحسب المصدر عينه، فإنّه «إذا ما استندنا إلى مضمون الورقة الذي يشترط موافقة الأطراف، فإنّ الموافقة على الورقة الأميركية هي من طرف واحد هو الحكومة اللبنانية، وهي موافقة غير مكتملة، ما يعني انّ الورقة غير قابلة للسريان حتى الآن. وإذا كانت الدولة السورية لم تحدّد موقفها الرسمي بعد، فلا مشكلة في هذا الجانب، حيث أنّ جهات إقليمية ودولية ضامنة لموافقة سوريا، ولا يتطلب ذلك كثير عناء، الاّ أنّ العقدة الأساس تكمن في إسرائيل».

نظرياً، يقول المصدر المسؤول، «يمكن القول إنّ عدم موافقة إسرائيل الكليّة على الورقة، يعني نسفها وتعطيلها، إلّا أنّ ما يُخشى منه هو أن يأتي برّاك متبنياً او مماشياً او متفهّماً للموقف الإسرائيلي الذي يقول بأنّ اسرائيل لن تُقدم على أيّ خطوة قبل أن تلمس خطوات فعّالة من قبل لبنان، وتحديداً في موضوع سحب سلاح «حزب الله» من الآن وحتى نهاية العام الجاري، وتبعاً لذلك يحاول أن يمارس ضغوطاً على الحكومة اللبنانية للشروع سريعاً في تنفيذ قرار سحب السلاح، بالتوازي مع تجييش حملة داخلية عنيفة سياسياً وإعلامياً ضدّ «حزب الله»، وداعمة لقرار سحب سلاحه «بأيّ شكل». وهذا الأمر وكما هو معلوم، دونه محاذير ومخاوف كبرى.

بيان نتنياهو

وكان نتنياهو قد استبق وصول برّاك إلى بيروت ببيان صادر عن مكتبه، قال فيه: «تُقدّر إسرائيل الخطوة الهامة التي اتخذتها حكومة لبنان، بقيادة الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام. إنّ القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الوزراء اللبناني بالسعي لنزع سلاح «حزب الله» بحلول نهاية عام 2025 كان قرارًا بالغ الأهمية، ويشكّل فرصة للبنان لاستعادة سيادته، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والجيش، والحكومة دون تدخّل أو تأثير من جهات غير حكومية».

أضاف: «وفي ضوء هذا التطور الهام، فإنّ إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح «حزب الله»، والعمل معًا نحو مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للبلدين. واذا اتخذت قوات الأمن اللبنانية خطوات لنزع سلاح «حزب الله»، فإنّ إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة، بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود قوات الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة».

وختم: «الآن هو الوقت المناسب لتتقدّم إسرائيل ولبنان بروح من التعاون، مع التركيز على الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح «حزب الله» وتعزيز الاستقرار والازدهار لكلا البلدين».

لعبة خبيثة

على أنّ ما يزيد الأمور غموضاً وتشويشاً، هو أنّ زيارات برّاك إلى بيروت تبدو مضبوطة على إيقاعات مقلقة، حيث يُلاحظ انّه قبل كل زيارة له إلى بيروت، منذ زيارته الأولى في حزيران الماضي، تحتل المسيّرات الإسرائيلية الفضاء اللبناني وتركّز في تحليقها في أجواء الضاحية الجنوبية تحديداً، كما حصل بالأمس، وبشكل مترافق مع اعتداءات واغتيالات في المنطقة الجنوبية. كما انّه قبل كل زيارة له، تأتي يد خفيّة، وتقلب وضع البلد رأساً على عقب، وتضربه بموجة عاتية من التسريبات، سواء من الداخل او من خلف البحار، وتتجنّد القنوات والشاشات والمنصّات ومواقع التواصل الإجتماعي لترويجها كأمر واقع لا محالة، ومن دون أن تتثبّت إنْ كان يعتري هذه التسريبات شيء من الدقة والصحة، أو أنّها لا تعدو اكثر من مجرّد أخبار وهميّة واختلاقات لا أساس لها.

محادثات صعبة؟!

هذه اللعبة الخبيثة تكرّرت عشية وصول برّاك، وركّزت على كلّ ما يقلق ويخيف، ويًقرأ ذلك بوضوح على وجوه الناس، وبمعزل عمّا إذا كانت تلك التسريبات والترويجات كلها، او بعضها جدّية او وهمية، فإنّ الصّورة يفترض أن تصبح أكثر وضوحاً بعد جلوس توم برّاك مع الرؤساء الثلاثة، وتفريغ حمولته الآتي بها من إسرائيل، ولكنّ ثمّة ملاحظة في الشكل، حيث أنّ الوفد الأميركي لن يكون مقتصراً على على برّاك وسلفته مورغان اورتاغوس والسفيرة الأميركية ليزا جونسون، بل سينضمّ اليه عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام.

وإذا كانت معلومات موثوقة قد أكّدت لـ«الجمهورية» أنّ تضارب المواعيد هو السبب المعلن في ضمّ غراهام إلى الوفد، حيث أنّ زيارته إلى بيروت تزامنت مع زيارة برّاك، ويفترض في هذه الحالة أنّ تحدّد مواعيد منفصلة مع المسؤولين اللبنانيين لكلّ منهما، إلّا أنّ ما لفت الإنتباه حيال هذا الأمر، هو أنّ الجانب الأميركي قرّر الجمع بين برّاك وغراهام في وفد واحد (سيزوران مع اورتاغوس والسفيرة الأميركية رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ظهر اليوم الثلاثاء).

واللافت في هذا السياق، هو انقسام النظرة الداخلية إلى هذا الإجراء الأميركي، حيث قرأت تقديرات سياسية مؤيّدة للورقة الأميركية في ضمّ غراهام إلى الوفد الأميركي، «تعبيراً عن مدى الأهمية التي تعلّقها واشنطن على نجاح الحلّ الذي تريده، والمحدّدة مندرجاته في الورقة الأميركية (ورقة برّاك)، ووجوده في عداد الوفد الأميركي، حتى ولو كان موقتاً وأملته أسباب تقنية، يضفي على مهمّة برّاك مزيداً من الزخم ويشكّل عاملاً مساعداً في بلوغ هذا الحل».

الّا انّ في مقابل ذلك تقديرات متشائمة من جانب معارضي الورقة الأميركية، تعتبر «أنّ ضمّ غراهام إلى الوفد مع برّاك يبعث على الخشية من أن يكون الجانب اللبناني هذه المرّة أمام «محادثات صعبة». حيث أنّ غراهام، يُعتبر من أكثر المتشدّدين في دعم إسرائيل وضدّ إيران و«حماس» و«حزب الله»، وهو صاحب المقولة المثيرة قبل ايام قليلة بأنّ اسرائيل تواجه تهديدات وجودية، ودعمها مسؤولية دينية وأخلاقية، وسحب الدعم الأميركي عنها قد يؤدي إلى سحب الله رحمته عن الولايات المتحدة». وبالتالي وجود هذه الشخصية ضمن الوفد إلى جانب برّاك، أو ربما برّاك إلى جانبه، قد يسخّن الأجواء، ويُعتبر وكأنّه عامل ضغط إضافي، ما قد يصعّب النقاش ويعقّده».

وأمّا سبب تصعيب النقاش في رأي المعارضين، فليس مردّه إلى كون غراهام واحداً من صقور الإدارة الاميركية، أو أنّ برّاك هو واحد من حمائمها، فلا نقول إنّ هذا افضل من ذاك أو إنّ هذا أكثر او أقل حدّة من ذاك، فجميعهم يسبحون في البحر الإسرائيلي. ولكن الفارق هو انّه في اللقاءات الثنائية مع الصقور تحديداً، يتمّ تبادل الرأي بـ«فيلتر سياسي»، يبقيه مضبوطاً تحت سقف الديبلوماسية والمجاملات، واما في اللقاءات الموسّعة، فالأمر يختلف، حيث قد يندفع أعضاء الوفد الواحد إلى أن يزايدوا على بعضهم البعض، ما قد يجعل الكلام يخرج من دون «فيلتر»، وينحى بالنقاش إلى اتجاهات أخرى وسلبيّات وتشنّجات غير محسوبة».

تصعيد.. لا تصعيد

في سياق متصل، لفت المراقبين أمس، تطوّر بارز على خط «الثنائي الشيعي»، تجلّى في ما بدا انّه تصعيد في الشارع ولكن مع وقف التنفيذ.

وجاء هذا الامر على مرحلتين، بدأت الأولى قبل الظهر بدعوة عاجلة وجّهتها حركة «أمل» و«حزب الله» إلى تجمّع حاشد في ساحة رياض الصلح عند الخامسة والنصف بعد ظهر غد الاربعاء، «استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة بتاريخ 5 و7 آب 2025، اللذين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا ووثيقة الوفاق الوطني وصيغة العيش المشترك، وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته، وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وإيماناً بقدسية المقاومة وسلاحها الشريف الذي يدافع عن الوطن، وحرصاً على تحصين القرار الرسمي اللبناني من أي ضغوط خارجية، وتحت شعار «هيهات منّا الذلّة».

الّا انّه في فترة بعد الظهر، انتقلت الحركة والحزب إلى مرحلة ثانية، حيث صدر عنهما بيان مشترك أعلنا فيه عن «تأجيل الوقفة الإحتجاجية، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبية لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال امام حوار معمّق وبنّاء حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا».

وأوضح الثنائي «انّ هذا القرار الذي ينبع من إدراك عميق لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار، مؤكّدين انّ قضيتنا لم تتأجّل، وانّ عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرة كلما اقتضت الضرورة ذلك».

إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أكّد مصدر رفيع في «الثنائي» أنّ «اتصالات سياسية وغير سياسية مكثفة تحرّكت في اتجاهنا على مدى النهار (أمس)، وشاركت فيها مراجع رسمية وسياسية وروحية ومستويات وزارية وأمنية مختلفة، تمنّت صرف النظر عن الوقفة الإحتجاجية، مع إبداء الاستعداد من قبل الجهات المعنيّة للمعالجة الهادئة لكلّ الأمور الخلافية».

ولفت المصدر إلى «اننا أكثر الحريصين على السلم الأهلي، ولسنا من هواة النزول إلى الشارع، ولكن كان لا بدّ لنا من هذا الإجراء لكي نوصل رسالة إلى من يعنيهم الأمر في «فريق القرارين» بأنّ الطريق الذي يسلكونه هو طريق خراب البلد».

قاسم

إلى ذلك، كرّر أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التأكيد على عدم التخلّي عن السلاح، وقال: «من اراد أن ينزع السلاح يعني انّه يريد نزع الروح منا وعندها سيرى العالم بأسنا». واكّد في حفل تأبيني: «أنّه لا يمكن حل المشاكل في لبنان دون استعادة السيادة الوطنية وانسحاب إسرائيل وإعادة الإعمار وإطلاق الأسرى»، ودعا الحكومة إلى العمل على استعادة السيادة الوطنية. وقال: «الحكومة اتخذت القرار الخطيئة بتجريد المقاومة من سلاحها أثناء وجود العدوان، وإذا استمرت بهذه الصيغة فهي ليست أمينة على سيادة لبنان».

ورأى انّ إسرائيل تريد إقامة منطقة اقتصادية في جنوب لبنان لطرد الأهالي وتسليمها لإسرائيل، وقال: «لن نقبل خطوة خطوة ولا كل هذا الشعار الذي يتحدثون عنه، فلينفّذوا الاتفاق الذي وقّعنا عليه، وبعدها نبحث في الاستراتيجية الدفاعية».

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

براك وأورتاغوس مع حضور أميركي غير مسبوق «لمساعدة لبنان»

سلام يُطلق استراتيجية إعادة الإعمار والتعافي.. وبرِّي يسحب الاحتجاج في الشارع دعماً للموقف الرسمي

الوفد الاميركي: توم براك ومعه شخصيات وازنة من الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في بيروت آتياً من دمشق حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع، وكانت سبقته السفيرة المساعدة مورغن اورتاغوس، التي قيل انها تابعت عن كثب المفاوضات الجارية حول التمديد لقوات حفظ السلام (اليونيفيل) في الجنوب، لجهة آلية عملها، والبدء في العدّ التنازلي لانسحابها من الجنوب، في موعد لا يتجاوز 29 آب 2026، على ان تحل مكانها قوات متعددة الجنسيات بقيادة اميركية.

وقال مصدر مطلع ان الحضور الاميركي غير المسبوق، يأتي في اطار السعي «لمساعدة لبنان» ودراسة مستقبل الوضع في هذا البلد.

وقالت مصادر سياسية مطلعة ان الموفد الأميركي باراك سيحمل معه موقفا اسرائيليا من الورقة المشتركة،وهذا ما سيبلغه الى المسؤولين اللبنانيين، واشارت الى انه بناءً على ما سيسمعه هؤلاء المسؤولون سيأتي الموقف اللبناني الموحد مع العلم ان لبنان ادى قسطه.

ورأت هذه المصادر ان ما أطلقه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من تصريحات يؤشر الى ان الاعتراض على تسليم السلاح لا يزال على حاله وأن قنوات التواصل مع حزب الله لا تزال غير سالكة لكنها لاحظت ان السهام وجهت بأغلبيتها الى الحكومة ما يؤشر الى علاقة متشنجة معها.

الى ذلك لفتت الى ان الاتصالات بين بعيدا وعين التينة قائمة وليس هناك من فتور في العلاقة.

وتزامن وصول الموفد الاميركي براك وأورتاغوس إلى بيروت، مع كلام اسرائيلي عن اتخاذ خطوات مقابلة مع لبنان «اذا قام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله»، فيما جاء معهما وفد اميركي كبير سياسي يضم اعضاء في الكونغرس بينهم ليندسي غراهام وجين شاهين، وعسكري وتقني مهمته حسب المعلومات تقييم وضع الجيش اللبناني واحتياجاته تمهيداً لتقرير حجم الدعم والمساعدات التي ستقدم له لتمكينه من استكمال مهمته في الانتشار بكامل منطقة الجنوب وبسط سلطة الدولة وجمع السلاح.

واستهل الوفد الاميركي زيارته بعشاء سياسي في الجميزة وسط بيروت ضم عددا من النواب والوزراء ونحو خمسين مدعواً من الشخصيات السياسية. على ان يبدأ لقاءاته الرسمية نهار اليوم بلقاء الرئيس جوزاف عون الساعة العاشرة صباحاً، حيث سيعقد مؤتمرًا صحافياً يشارك فيه الموفدان الأميركيان والسيناتوران ليندسي غراهام وجين شاهين. يليه لقاء مع الرئيس نبيه بري ظهرا، ثم لقاء وغداء مع الرئيس نواف سلام. وربما يلتقي مع عدد من الشخصيات النيابية والسياسية وتنتهي جولته بعشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي.

وكان وفد اميركي يضم السناتور من اصل لبناني النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونغرس النائب ستيف كوهن، قد زار رئيس الحكومة نواف سلام امس، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في بيروت ليزا جونسون والوفد المرافق.

ونوّه لحود «بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية، معتبراً أنّ هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأكد أنّ الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار، مشدداً على سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش. كما جرى التطرّق إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني على تعزيز انتشاره في الجنوب».

وشدّد رئيس الوزراء «على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكّن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي. كما أكّد أنّ الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار».

الموفدان وشرط نتنياهو

وقبل وصول براك واورتاغوس، ذكر مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، «أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساتها». وقال: أنّ إسرائيل تقدر خطوات لبنان بشأن حصر السلاح، وإذا اتخذت القوات الأمنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله فإن إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة» (وليس مع قوات اليونيفيل).

اضاف البيان: أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته. وحان الوقت للعمل مع لبنان بروح من التعاون بهدف نزع سلاح حزب الله.

وقال: «إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معاً نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين»،

وأوضح «أنّ إسرائيل ستُقلّص تدريجيّاً وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب، الله مشيراً الى أنّ قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025 أمر جوهري».

وفي هذا السياق، أفادت اذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي «بأن تل أبيب وافقت على الانسحاب تدريجيا من النقاط الخمس عند الحدود مع لبنان، شرط البدء بنزع سلاح حزب الله، وزعمت أن هذه المواقع لم تكن جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، لكن إسرائيل فرضت أمراً واقعاً وأقامت هذه المواقع».

وبعد إشادة مكتب نتنياهو بالخطوة التي إتخذتها الحكومة اللبنانية، أعادت اورتاغوس نشر البيان معلقةً «بإشارة شكر».

على ان البارز محلياً، سحب ملف الاحتجاجات في الشارع من التداول ومن جدول الاعمال، وجاء بالغاء الوقفة الاحتجاجية للمكتب العمالي المركزي في حركة «أمل» ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله التي كانت مقررة عند الخامسة من بعد ظهر غد الاربعاء وسط بيروت، انطلاقا من قطع الطريق على اي محاولة لزعزعة الاستقرار.

وجاء تأجيل التحرك «بناء لتمنيات المرجعيات الوطنية وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا». وقالا في بيان آخر: إن هذا القرار، الذي ينبع من إدراكٍ عميقٍ لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار.ونؤكد أن قضيتنا لم تتأجل، وأن عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرةً كلما اقتضت الضرورة ذلك.

وجاء القرار بعد معلومات أشارت إلى أن الرئيس بري تدخل مع الحزب لتأجيل التحرك. خصوصا ان معلومات سرت ان شارعاً مقابلاً يستعد للتحرك.

اجتماع لجنة إعادة الإعمار

وفي خطوة، تدخل في سياق التزام الحكومة بالاسراع في اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي، عقدت اللجنة الوزارية بحضور المؤسسات والهيئات المعنية من مجلس الانماء والاعمار الى مجلس الجنوب والهيئة العليا للاغاثة.

وأكد الرئيس نواف سلام بحضور الوزراء: ياسين جابر (المال) وجوزف الصدي (الطاقة والمياه) وحنين السيد (الشؤون الاجتماعية)، وشارل الحاج (الاتصالات)، وفايز رسامني (الاشغال)، وتمارا الزين (البيئة)، التزام الحكومة بالمضي قدمًا في ورشة إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي، واعلن انه سيواصل متابعته مع كبار المانحين للتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لدعم لبنان الذي كان قد سبق واعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكشف الاجتماع ان استراتجية التعافي واعادة الاعمار ترتكز على ثلاثة مسارات متوازية:

1. تعزيز صمود العائدين إلى قراهم والنازحين اللبنانيين عبر مساعدات مالية اجتماعية تهدف لدعم سبل العيش وتأمين المأوى المؤقت.

2. إطلاق إجراءات عاجلة لترميم البنى التحتية الأساسية ودعم المبادرات الاقتصادية والمعيشية.

3. إعداد برنامج تنموي اجتماعي–اقتصادي للمناطق المتضررة من الحرب، كمرحلة أولى من استراتيجية وطنية أشمل.

وأشارت اللجنة إلى أنّ تنفيذ الاستراتيجية سيعتمد على ثلاثة مصادر: المنح، القروض، والموازنة العامة، بحيث تتولى كل ادارة حكومية جزءًا من المهام وفق اختصاصها.

في ما يخص السكن والإيواء، ستطلق وزارة الشؤون الاجتماعية برنامج «النقد مقابل الإيجار» في تشرين الأول ٢٠٢٥، إلى جانب ما خُصص من الموازنة العامة لصالح مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة لتدعيم المباني السكنية المتضررة.

ومن بعبدا، شدد الرئيس جوزف عون على وجوب الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية، والتوحد تحت علم واحد، ومجلس الوزراء هو المنصة الطبيعية لتبادل الرأي واتخاذ القرارات خدمة للدولة واستعادة ثقة الداخل والخارج.

وفي السراي الكبير، اكد الرئيس نواف سلام امام وفد الكونغرس الاميركي ان الجيش اللبناني هو جيش كل اللبنانيين، وأن دعمه ركيزة الاستقرار، مجدداً المطالبة بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها، تمهيداً لمسار اعادة الاعمار.

وامام الرئيس سلام اشاد الوفد الاميركي بالاصلاحات الجارية، وبالخطوات الهادفة لحصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً استمرار دعم الجيش وتجديد ولاية «اليونيفيل» لمساندته في الجنوب.

التجديد لليونيفيل

في وقت كانت قد أفادت معلومات بأنّ مجلس الأمن الدولي سيُرجئ التصويت على مشروع قرار بشأن تمديد ولاية قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان، إلى 29 آب الجاري، ذكرت وكالة «فرانس برس» أنّ مجلس الأمن سيُصوّت على مشروع القرار الاثنين.

ويتضمّن مشروع القرار تسوية فرنسية تنص على تمديد مهمة قوة «اليونيفيل» التي نُشرت عام 1978 بين إسرائيل ولبنان، لمدة عام إضافي بينما تستعد للانسحاب.وفي أحدث مسوّدة اطلعت عليها وكالة «فرانس برس»، يُشير مجلس الأمن إلى «نيته العمل على انسحاب لليونيفيل بهدف جعل الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان».وينصّ مشروع القرار على تمديد التفويض لليونيفيل حتى 31 آب 2026.

كما تضمن النص المقترح عبارة «تدين الحوادث التي طالت منشآت وجنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ممّا أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوة حفظ السلام»، في إشارة إلى ضربات شنتها إسرائيل على مواقع لليونيفيل وتسبّبت بإصابات وأضرار. لكن لم يتم ذكر إسرائيل تحديداً بشكل مباشر.

وقُبيل جلسة التصويت، حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أنّ «القضاء التام على قدرة اليونيفيل في هذه المرحلة، أو بسرعة كبيرة، لن يخدم أحدا في المنطقة»، واصفاً أيّ انسحاب مفاجئ بأنه ينطوي على مخاطر.

وقال المسؤول إنّ اليونيفيل سهّلت نشر 8,300 جندي لبناني في 120 موقعاً، حيث قدمت لهم الدعم اللوجستي والتمويل وحتى الوقود، بالإضافة إلى التدريب.

بدوره، وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأسبوع الماضي، دعم اليونيفيل للجيش اللبناني بأنه أمر «بالغ الأهمية»، مضيفاً: «نشعر دائما وندرك أن وجود اليونيفيل يمثل الاستقرار على طول الخط الأزرق».

مواقف

ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الحكومة الى عدم الامتثال لما اسماه «ضغوط اميركية اميركية، وان لا تستجيب لها بالاستمرار على قرارها الخاطئ وادخال البلاد في فتنة داخلية يريدها العدو».

ومواقف للحزب

وبالتزامن مع زيارة الموفد الاميركي توم براك إلى بيروت شن حزب الله حملة عنيفة على الموفد الأميركي توم براك، فعبر محطته التلفزيونية «المنار»، وصف ورقة براك بأنها «مُغلّفة بالفتنِ ، ورقةٌ وَجَدَت من يوافقُ عليها ويتبناها ويسيرُ بها بل ويدافعُ عنها، مُعمِياً بصرَه عن اعتداءاتٍ مهما صَغُرت أو كَبُرت تبقى فرضًا للسطوةِ الصهيونيةِ على السيادةِ اللبنانية، وإهانةً إضافيةً للدولةِ الخائضةِ في التخلي عن قوةِ لبنان».

وقال الامين العام ل​حزب الله​ الشيخ نعيم قاسم في حفل تأبين السيد عباس علي الموسوي، الى انه «لا يمكن حل المشاكل في لبنان دون استعادة السيادة الوطنية وانسحاب اسرائيل واعادة الاعمار واطلاق الاسرى، ولولا المقاومة لوصلت اسرائيل الى العاصمة بيروت كما وصلت الى العاصمة دمشق».

واعتبر قاسم ان خارطة الطريق هي اخراج الاحتلال الاسرائيلي ووقف العدوان، واعادة الاسرى واعادة اعمار الجنوب، ثم نناقش الاستراتيجية الدفاعية، معلناً رفضه لآلية «خطوة مقابل خطوة»، وعليهم تنفيذ الاتفاق اولاً، ودعا الحكومة لاستعادة السيادة، عبر جلسات مفتوحة.

واكد قاسم: السلاح الذي اعزنا وحمانا من العدوان لن نتخلى عنه، فهذا السلاح روحنا وشرفنا ومستقبل اطفالنا، ومن اراد ان ينزع السلاح منا، وكأنه ينزع الروح منا.

وقال قاسم: القرار الحكومي اتخذ تحت الاملاءات الاسرائيلية، واذا استمرت بهذه الصيغة، فهي ليست امينة على سيادة لبنان، واذا تراجعت فالتراجع فضيلة، مشيراً الى ان المقاومة تواجه العدوان، ولا تمنعه، فالكلام عن فشلها غير صحيح، وهي لم تفقد وظيفتها بعد، وهي ليست بديلة عن الجيش، لكن نسانده ويبقى هو المسؤول الاول في الدفاع عن الوطن.

وفي السياق الاعتراضي على قرارات الحكومة، أكد مسؤول التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، «أن خطة نزع سلاح حزب الله هي «مؤامرة أميركية – إسرائيلية، مشددًا على أن الشعب اللبناني وحزب الله لن يقبلا بأي حال بهذه الخطة» .

وقال المسؤول: إن «خطة نزع سلاح الحزب لن تنجح أبدا، لأنها تتعارض مع إرادة اللبنانيين وحقهم المشروع في المقاومة»، مضيفا أن «قواتنا مستعدة وسترد بحزم على أي عدوان قد يستهدف إيران».

واعلن أن القوات المسلحة الإيرانية «زادت من قدراتها الدفاعية والهجومية، وهي جاهزة للرد على أي تهديد، مؤكدا أن المقاومة وسلاحها خط أحمر لن يُمسّ» .

سلاح المخيمات

وبالنسبة الى سلاح المخيمات الفلسطينية، ذكرت معلومات قناة «الجديد» أن دفعة جديدة من السلاح الفلسطيني ستسلم الى الجيش اللبناني يوم الخميس المقبل في مخيم البص في صور.

وأضافت المعلومات: ان الجيش اللبناني سيتسلم يوم الجمعة دفعة ثانية من السلاح في مخيم برج البراجنة.

الوفد السوري الخميس

الى ذلك، يصل وفد سوري قوامه وزراء الخارجية والداخلية والعدل في اول زيارة رسمية على هذا المستوى، للبحث في ترسيم الحدود، وموضوع السجناء السوريين في لبنان، ويتراوح عددهم بين 2400 اسيراً، قرر لبنان اطلاق ما لا يقل عن ثلثهم في ضوء القرارات القضائية المتخذة، وسيجتمع الوفد مع نظرائه اللبنانيين: الوزراء يوسف رجي (الخارجية)، احمد الحجار (الداخلية)، وعادل قصار العدل.

اغتيالات وتحليقات

ميدانياً، تمكنت مسيَّرة اسرائيلية من اغتيال مواطن كان على متن رابيد على طريق تبنين، بعدما اخطأته في منطقة صربين.

وفي مركبا، دخلت قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي الى معمل حجارة، واخضعته للتفتيش، ثم تركت داخله منشوراً يحمل الوعيد والتهديد لصاحبه.

ولم يتوقف طيران الاستطلاع المعادي على نحو منخفض في اجواء بيروت والضاحية الجنوبية.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

باراك عائد بشرط نتنياهو: فليبدأ لبنان بنزع سلاح حزب الله

قاسم: سلاحنا روحنا لن نتخلى عنه ونرفض الخطوة بخطوة
اتصالات مفتوحة لنزع فتيل جلسة 2 أيلول... ومعلومات متباينة حول تقرير الجيش

الاجواء التي تسبق جولته على الرؤساء الثلاثة تبعث على القلق، لا سيما بعد الموقف الذي صدر امس عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وتحريضه واشتراطه بدء الحكومة اللبنانية بخطوات نزع سلاح حزب الله لاتخاذ «اسرائيل» خطوات تتمثل «بتخفيض تدريجي لوجود الجيش الاسرائيلي» في الجنوب اللبناني بالتنسيق مع آلية الامن التي تقودها الولايات المتحدة.

وما يزيد من اجواء الحذر والقلق الشديدين، التسريبات التي صدرت عن وسائل اعلام اميركي في الايام القليلة الماضية عن رغبة ادراة الرئيس ترامب انشاء «منطقة اقتصادية» على الحدود داخل الاراضي اللبنانية».

وكذلك تسريبات وسائل الاعلام الاسرائيلية عن نية «اسرائيل» انشاء منطقة عازلة في الجنوب، وسعي ادارة ترامب، كما ذكرت القناة 12 العبرية، الى الدفع نحو تطبيق ترتيبات امنية جديدة بين «اسرائيل» ولبنان وسوريا لتطبيع العلاقات.

جولة الموفد الاميركي

ومن المقرر ان يجري باراك اعتبارا من صباح اليوم لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ترافقه مورغان اورتاغوس التي وصلت نهار امس الى بيروت. واشارت الوسائل الاعلامية ايضا الى مشاركة السناتور ليندس غراهام المعروف بتشدده وانحيازه الشديد الى إسرائيل في هذه الجولة.

مرجع بارز: الاجواء مقلقة لكن علينا انتظار باراك

وعشية هذه الجولة نقلت مصادر مطلعة لـ«الديار» عن مرجع بارز قوله «علينا ان ننتظر ما سيحمله باراك من رد اسرائيلي، وان كل شيء متوقف على ما سيطرحه، فاذا جاء باجواء ايجابية سنبحث معه في هذه الاجواء، واذا عاد باجواء سلبية مثل ما تسرب مؤخرا عن منطقة عازلة او اقتصادية او غيرها فان مثل هذه الطروحات مرفوضة بالمطلق، وهي تعني البقاء في مرحلة الصفر او ما قبله».

وحرص المرجع على القول «علينا الا نستبق زيارة باراك وما سيطرحه، لكن ما صدر عن رئيس وزراء العدو يعكس اجواء غير مشجعة»، مشيرا الى «محاولته اعادة الكرة الى الملعب اللبناني».

باراك مهتم بالملف اللبناني السوري

واشار المرجع من جهة ثانية الى ان باراك سيركز في زيارته اليوم على الملف اللبناني- السوري وما ورد في هذا الشأن في الورقة الاميركية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الموفد الاميركي مهتم بتحريك هذا الملف، وانه شجع الجانب السوري على التحرك باتجاه لبنان لبحث موضوع ترسيم الحدود اللبنانية-السورية، ومعالجة موضوع المعابر والتهريب، اضافة الى قضية الموقوفين والسجناء السوريين في لبنان والمفقودين والموقوفين والمطلوبين اللبنانيين الموجودين في سوريا.

ولفتت المصادر الى الزيارة المتوقعة للوفد السوري الى لبنان بعد غد الخميس الذي سيضم وزير الخارجية اسعد شيباني ووزير العدل مظهر عبد الرحمن الويس ومسؤولين امنيين.

واشارت الى ان المعلومات المتداولة تفيد بان الوفد السوري سيركز على موضوع الموقوفين السوريين في لبنان وموضوع الحدود، وتفعيل التواصل بين البلدين، ولا يحمل معه اي جديد في شأن النازحين السوريين.

وتضيف ان السعودية ترعى وتشجع هذا المسار بين لبنان وسوريا بعد ان كانت رعت اجتماعا امنيا واستخباريا بين الجانبين في المملكة.

موقف نتنياهو

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو استبق زيارة باراك للبنان بموقف صدر عن مكتبه امس وقوله «اذا اتخذت القوات المسلحة اللبنانية الخطوات اللازمة لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، فان اسرائيل ستتخذ تدابير متبادلة بما في ذلك خفض تدريجي لوجود الجيش الاسرائيلي بالتنسيق مع آلية الامن التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية».

واضاف «انها فرصة حاسمة للبنان لاستعادة سيادته واستعادة سلطة مؤسسات الدولة والجيش والحكم خالية من نفوذ الجهات الفاعلة غير الحكومية».

واشاد بالقرار الاخير للحكومة اللبنانية، وقال ان القرار الاخير الذي اتخذته «بالعمل على نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام 2025 هو قرار بالغ الاهمية».

اتصالات لنزع فتيل جلسة 2 أيلول

على صعيد آخر، لم يتبلور المشهد قبل اسبوع من جلسة مجلس الوزراء المنتظرة في 2 ايلول المقبل لمناقشة تقرير الجيش اللبناني حول خطة حصر السلاح بيد الدولة.

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ«الديار» من مصادر مطلعة، فان الاتصالات والمشاورات التي سجلت مؤخرا بين بعبدا وعين التينة، وبعبدا وحارة حريك، لم تتوصل الى نتيجة واضحة ومحددة اكان بالنسبة لمعالجة تداعيات جلستي مجلس الوزراء في 5 و7 آب، ام بالنسبة لموضوع خطة حصر السلاح وتقرير الجيش بشأنها، خصوصا لجهة رفض الثنائي الشيعي تحديد روزنامة زمنية محددة لها في ظل استمرار العدوان والاحتلال الاسرائيليين.

وتضيف المصادر ان الاتصالات لنزع فتيل جلسة 2 ايلول لم تنقطع وبقيت مفتوحة، مشيرة الى ان كلمة الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 اب الجاري ستكون مهمة وستضع الامور في نصابها بالنسبة لهذا الموضوع وغيره من القضايا المطروحة.

مصدر نيابي لـ«الديار»: تعويل على تقرير الجيش

وقال مصدر نيابي مطلع لـ«الديار» امس ان أجواء ونتائج زيارة الموفد الاميركي اليوم للبنان سيكون لها تأثير في المشهد المتعلق بجلسة 2 ايلول، لافتا في الوقت نفسه الى ان الاعتقاد السائد حتى الان هو ان يشكل تقرير الجيش اطارا لمخرج معين من الازمة الناشئة عن تداعيات جلستي 5 و7 آب.

واضاف المصدر ان المعلومات المتداولة في بعض الكواليس تفيد بان تقرير الجيش حول خطة حصر السلاح بيد الدولة تتضمن توجها الى القيادة السياسية لاهمية التفاهم من اجل توفير سلامة تنفيذ الخطة من دون اي صدام او تهديد للاستقرار العام، ولتأمين تنفيذها بشكل ايجابي يحافظ على هذا الاستقرار ويؤدي الى الاهداف لمصلحة لبنان واللبنانيين جميعا.

وتوقع المصدر ان يتضمن التقرير حاجات الجيش لتعزيز قدراته، ولم يستبعد ان يشير الى الحاجة الى اكثر من المهلة المحددة بقرار مجلس الوزراء المحددة بنهاية هذا العام لتوفير الدعم للجيش.

واستدرك المصدر قائلا «ان مثل هذا الامر غير مؤكد وغير مسنود الى معلومات موثوق بها».

مصدر مقرب من الحكومة لـ«الديار»: لا عودة الى الوراء

وفي المقابل قال مصدر مقرب من الحكومة لـ«الديار» ان «لا عودة الى الوراء بعد قرارات مجلس الوزراء في جلستي 5 و7 آب».

واضاف «ان الخطة التي ينتظرها مجلس الوزراء من الجيش يفترض ان تتضمن مراحل عديدة في اطار الروزنامة الزمنية التي حددها مجلس الوزراء».

ووتوقع ان تكون المرحلة الاولى في منطقة جنوبي الليطاني واستكمال ما بدأه الجيش اللبناني في هذه المنطقة، مع الاخذ بعين الاعتبار الخطوات التي يفترض ان تقوم بها «اسرائيل» تنفيذا لاتفاق وقف اطلاق النار.

تأجيل تجمع امل وحزب الله

وبانتظار ما ستحمله الايام القليلة المقبلة من تطورات متصلة بهذا الموضوع، توقفت الاوساط المراقبة امس عند قرار حركة امل وحزب الله تأجيل التجمع الذي دعت اليه قيادتا العمال في الحركة والحزب الذي كان مقررا غدا وسط بيروت استنكارا لقراري جلستي 5 و7 آب، ووضعته في اطار الموقف الايجابي، لا سيما لما تضمنه بيان التأجيل من اشارة الى انه جاء «تلبية لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وافساحا في المجال امام حوار معمق وبناء حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا».

ولفت البيان الى ان هذا القرار «ينبع من ادراك عميق لمقتضيات الحكمة والشجاعة بهدف تحصين الموقف الرسمي وتثبيت السلم الاهلي وقطع الطريق على اي محاولة لزعزعة الاستقرار».

عون: مجلس الوزراء منصة لتبادل الاراء واتخاذ القرارات

وامس قال رئيس الجمهورية امام زواره «ان مجلس الوزراء هو منصة لتبادل الاراء واتخاذ القرارات بعد النقاش، وهذا ما يحصل بالفعل، اذ اسفر عن صدور قرارات لم يسبق ان انخذت من قبل».

واكد «ان امام لبنان الكثير من الفرص التي يجب ان نحسن استثمارها من خلال الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية باتجاه حزب واحد هو لبنان، وطائفة واحدة هي الطائفة اللبنانية والالتفاف تحت راية علم واحد».

واضاف «لبنان الطوائف لا يصنع دولة، بل الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف وتصون الوطن».

قاسم: سلاحنا روحنا ولن نتخلى عنه

وفي كلمة به امس وعشية زيارة الموفد الاميركي جدد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التأكيد على عدم التخلي عن سلاح المقاومة، وقال «ان السلاح الذي اعزّنا لن نتخلى عنه، والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه، ولن نترك اسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا… هذا السلاح روحنا وشرفنا وارضنا وكرامتنا ومستقبل اطفالنا… ومن اراد ان ينزع هذا السلاح يعني انه يريد ان ينزع الروح منا، وعندئذ سيرى العالم بأسنا، وهيهات منا الذلة».

واضاف «لدينا انصار كثيرون يزيدون على نصف الشعب اللبناني، كلهم معا لحماية السلاح من اجل حماية لبنان».

وقال «اخرجوا العدو من ارضنا، واوقفوا العدوان الاسرائيلي، وافرجوا عن الاسرى، وابدؤوا بالاعمار، ثم تعالوا نبحث الاستراتيجية الدفاعية، هذه هي خريطة الطريق».

ووصف قرار الحكومة الاخير بانه «القرار الخطيئة بتجريد المقاومة من السلاح اثناء وجود العدوان والاحتلال الاسرائيليين ونياته التوسعية باشراف اميركي آثم».

وقال ان هذا القرار «غير ميثاقي، وانه اتخذ تحت الاملاءات الاميركية الاسرائيلية، واذا استمرت الحكومة في هذه الصيغة فهي ليست امينة على سيادة لبنان، الا اذا تراجعت والتراجع فضيلة».

وشدد على انه «اذا اردنا ان نحل مشاكلنا في لبنان، البداية هي استعادة السيادة الوطنية بوقف العدوان الاسرائيلي بشكل كامل، والانسحاب من الاراضي المحتلة، واطلاق الاسرى… السيادة هي الاولوية ويجب ان تتصدى الحكومة لها، وادعو الحكومة الى جلسات مناقشة مكثفة لكيفية استعادة السيادة ودراسة الخطط والبرامج».

واكد انه «ما زالت للمقاومة وظيفتها، والان وظيفتها اعلى». وقال «لن نمكن اسرائيل من البقاء في لبنان، ولا تحقيق مشروعها التوسعي من لبنان».

واضاف «المقاومة ليست جيشا لدولة، بل هي نصير لجيش الدولة الوطني، والجيش يبقى هو المسؤول الاول للدفاع عن الوطن».

وسأل «ما هو البديل عن المقاومة ؟ هل البديل الاستسلام لإسرائيل ؟ لولا المقاومة لوصلت «اسرائيل» الى بيروت كما وصلت الى دمشق».

وقال «نرفض الخطوة بخطوة وكل المسار الذي يدعو الى التنازلات، فلينفذوا الاتفاق، وبعد ذلك نناقش الاستراتيجية الدفاعية».

واضاف «كونوا شجعانا وقفوا، ونشد على ايديكم. لا تخافوا على الكراسي، فالكراسي محفوظة ولن يجدوا افضل منكم، ولن يجدوا غيركم».

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

لبنان يتلقى بـ«قلق» تصريحات نتنياهو: أعادت مهمة برّاك إلى الصفر التي ربط فيها الانسحاب من لبنان بنزع سلاح «حزب الله»
 

تلقّت السلطات اللبنانية تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ربط فيها الانسحاب من لبنان بنزع سلاح «حزب الله»، بـ«قلق»، معتبرة، وفق ما أفادت به مصادر وزارية، «أنها إشارة سلبية» ستكون لها تداعياتها على مفاوضات المبعوث الأميركي توم براك، الذي وصل إلى بيروت آتياً من تل أبيب، مساء الاثنين، على أن يلتقي المسؤولين اللبنانيين يوم الثلاثاء.

وفيما دعت المصادر إلى انتظار ما سيحمله المبعوث الأميركي، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن كلام نتنياهو «لا يطمئن، لا سيما أن حزب الله يربط بدوره أي خطوة من قبله، بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان»، معتبرة أن هذه الشروط «أفشلت مهمة براك وأعادتها إلى نقطة الصفر»، محذرة بذلك من رد فعل «حزب الله» الذي بدأ يلوّح بالشارع.

من جهتها، وضعت مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، تصريحات نتنياهو في خانة «التشويش والإرباك»، قبيل وصول الموفد الأميركي إلى بيروت للقاء المسؤولين، متوقفة في الوقت عينه، عند ردّ فعل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي سترافق براك في لقاءاته، وقد سبقته في الوصول إلى بيروت، والتي أعادت نشر كلام رئيس الحكومة الإسرائيلي عبر منصة «إكس»، مرفقة إياها بكلمة «شكراً».

ورأت المصادر أنه يفترض «أن يصدر موقف لبناني جامع وموحد رداً على تصريحات نتنياهو».

وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت في 5 أغسطس (آب) الجيش اللبناني، وضع خطة لنزع سلاح «حزب الله»، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام، وهو ما لم يلقَ قبولاً من «حزب الله» الذي أطلق تهديدات ولوّح بالنزول إلى الشارع اعتراضاً.

رئيس الجمهورية

ومن جهته، أكد رئيس الجمهورية جوزيف عون أن «الحكومة اتخذت قرارات لم يسبق أن اتخذت من قبل»، وقال: «مجلس الوزراء هو منصّة لتبادل الآراء واتخاذ القرارات بعد النقاش، وهذا ما يحصل بالفعل».

وشدد الرئيس عون على «وجوب أن نلقى الاهتمام العربي والدولي بلبنان عبر تعزيز خطوات استعادة الثقة»، مشيراً خلال لقائه وفداً من «اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير» (جمعية إرادة)، إلى أن «لبنان أمامه كثير من الفرص التي يجب أن نحسن استثمارها من خلال الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية، باتجاه حزب واحد هو لبنان، وطائفة واحدة هي الطائفة اللبنانية، والالتفاف تحت راية علم واحد. فلبنان الطوائف لا يصنع دولة، بل الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف وتصون الوطن».

سلام: لضرورة الانسحاب الإسرائيلي

وبدوره، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على «ضرورة احترام إسرائيل سيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكّن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي». كما أكّد أنّ «الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار».

وأتى موقف سلام خلال استقباله عضوي الكونغرس الأميركي؛ النائب دارين لحود، والنائب ستيف كوهن، والوفد المرافق.

ونوّه النائب الأميركي لحود بدوره، «بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية»، معتبراً أنّ «هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان».

وأكد أنّ «الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار»، مشدداً على «سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش». كما جرى التطرّق خلال اللقاء، إلى أهمية تجديد ولاية قوات «اليونيفيل» في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني في تعزيز انتشاره بالجنوب.

نتنياهو...

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وصف الاثنين، قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح «حزب الله» بأنه «بالغ الأهمية»، معرباً عن استعداد بلاده لخفض وجودها في جنوب لبنان «في حال اتخاذ خطوات لتطبيق القرار».

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «تأخذ إسرائيل علماً بالخطوة المهمة التي اتخذتها السلطات اللبنانية بقيادة الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام. إن هذا القرار بالغ الأهمية، وفي ضوء هذا التطوّر المهم، تبقى إسرائيل مستعدّة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح (حزب الله) والعمل معاً من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للبلدين».

وأوضح بيان مكتب نتنياهو أنه «في حال اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية نزع سلاح (حزب الله)، ستبادر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات موازية تشمل خفضاً تدريجياً لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة».

وجاء هذا البيان بعد محادثات في تل أبيب، أجراها الموفد الأميركي براك الذي يقود وساطة بين لبنان وإسرائيل.

وكان باراك اعتبر في 18 أغسطس، أن الحكومة اللبنانية قامت بـ«الخطوة الأولى» عبر إقرارها نزع سلاح «حزب الله»، وحضّ إسرائيل على القيام بـ«خطوة موازية» في إطار وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد حرب مدمّرة بين الطرفين، على خلفية حرب غزة، استمرّت أكثر من عام.

ونصّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد «حزب الله» عن الحدود، وعلى حصر السلاح في لبنان بيد القوى الشرعية اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من نقاط توغّلت إليها خلال النزاع. إلا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في 5 مرتفعات استراتيجية، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان، معلنة أنها «تستهدف مستودعات أسلحة لـ(حزب الله) وقياديين فيه».

وقال براك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت: «هناك دوماً نهج خطوة بخطوة. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى. ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم إسرائيل بخطوة موازية». وردّاً على سؤال حول إمكانية انسحاب إسرائيل ووقف خروقاتها في المرحلة المقبلة، أجاب: «هذه هي الخطوة التالية بالضبط».

ويأتي ذلك فيما لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث قتل شخص في غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة «رابيد» على طريق عين المزراب في بلدة تبنين، قضاء بنت جبيل، بحسب ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.

كذلك، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة على طريق بلدة صربين، إلا أن الصاروخ لم يُصِب السيارة واستقر وسط الطريق، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وكان سجّل مساء الأحد، «دخول قوة معادية إلى معمل حرب الواقع على طريق مركبا - عديسة، حيث فتّشته بدقة، ووضعت تحذيراً لصاحب المعمل على الباب»، بحسب ما أفادت به «الوكالة الوطنية».

الشرق الأوسط: لبنان يتلقى بـ«قلق» تصريحات نتنياهو: أعادت مهمة برّاك إلى الصفر التي ربط فيها الانسحاب من لبنان بنزع سلاح «حزب الله»

تلقّت السلطات اللبنانية تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ربط فيها الانسحاب من لبنان بنزع سلاح «حزب الله»، بـ«قلق»، معتبرة، وفق ما أفادت به مصادر وزارية، «أنها إشارة سلبية» ستكون لها تداعياتها على مفاوضات المبعوث الأميركي توم براك، الذي وصل إلى بيروت آتياً من تل أبيب، مساء الاثنين، على أن يلتقي المسؤولين اللبنانيين يوم الثلاثاء.

وفيما دعت المصادر إلى انتظار ما سيحمله المبعوث الأميركي، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن كلام نتنياهو «لا يطمئن، لا سيما أن حزب الله يربط بدوره أي خطوة من قبله، بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان»، معتبرة أن هذه الشروط «أفشلت مهمة براك وأعادتها إلى نقطة الصفر»، محذرة بذلك من رد فعل «حزب الله» الذي بدأ يلوّح بالشارع.

من جهتها، وضعت مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، تصريحات نتنياهو في خانة «التشويش والإرباك»، قبيل وصول الموفد الأميركي إلى بيروت للقاء المسؤولين، متوقفة في الوقت عينه، عند ردّ فعل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي سترافق براك في لقاءاته، وقد سبقته في الوصول إلى بيروت، والتي أعادت نشر كلام رئيس الحكومة الإسرائيلي عبر منصة «إكس»، مرفقة إياها بكلمة «شكراً».

ورأت المصادر أنه يفترض «أن يصدر موقف لبناني جامع وموحد رداً على تصريحات نتنياهو».

وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت في 5 أغسطس (آب) الجيش اللبناني، وضع خطة لنزع سلاح «حزب الله»، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام، وهو ما لم يلقَ قبولاً من «حزب الله» الذي أطلق تهديدات ولوّح بالنزول إلى الشارع اعتراضاً.

رئيس الجمهورية

ومن جهته، أكد رئيس الجمهورية جوزيف عون أن «الحكومة اتخذت قرارات لم يسبق أن اتخذت من قبل»، وقال: «مجلس الوزراء هو منصّة لتبادل الآراء واتخاذ القرارات بعد النقاش، وهذا ما يحصل بالفعل».

وشدد الرئيس عون على «وجوب أن نلقى الاهتمام العربي والدولي بلبنان عبر تعزيز خطوات استعادة الثقة»، مشيراً خلال لقائه وفداً من «اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير» (جمعية إرادة)، إلى أن «لبنان أمامه كثير من الفرص التي يجب أن نحسن استثمارها من خلال الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية، باتجاه حزب واحد هو لبنان، وطائفة واحدة هي الطائفة اللبنانية، والالتفاف تحت راية علم واحد. فلبنان الطوائف لا يصنع دولة، بل الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف وتصون الوطن».

سلام: لضرورة الانسحاب الإسرائيلي

وبدوره، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على «ضرورة احترام إسرائيل سيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكّن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي». كما أكّد أنّ «الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار».

وأتى موقف سلام خلال استقباله عضوي الكونغرس الأميركي؛ النائب دارين لحود، والنائب ستيف كوهن، والوفد المرافق.

ونوّه النائب الأميركي لحود بدوره، «بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية»، معتبراً أنّ «هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان».

وأكد أنّ «الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار»، مشدداً على «سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش». كما جرى التطرّق خلال اللقاء، إلى أهمية تجديد ولاية قوات «اليونيفيل» في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني في تعزيز انتشاره بالجنوب.

نتنياهو...

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وصف الاثنين، قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح «حزب الله» بأنه «بالغ الأهمية»، معرباً عن استعداد بلاده لخفض وجودها في جنوب لبنان «في حال اتخاذ خطوات لتطبيق القرار».

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «تأخذ إسرائيل علماً بالخطوة المهمة التي اتخذتها السلطات اللبنانية بقيادة الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام. إن هذا القرار بالغ الأهمية، وفي ضوء هذا التطوّر المهم، تبقى إسرائيل مستعدّة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح (حزب الله) والعمل معاً من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للبلدين».

وأوضح بيان مكتب نتنياهو أنه «في حال اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية نزع سلاح (حزب الله)، ستبادر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات موازية تشمل خفضاً تدريجياً لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة».

وجاء هذا البيان بعد محادثات في تل أبيب، أجراها الموفد الأميركي براك الذي يقود وساطة بين لبنان وإسرائيل.

وكان باراك اعتبر في 18 أغسطس، أن الحكومة اللبنانية قامت بـ«الخطوة الأولى» عبر إقرارها نزع سلاح «حزب الله»، وحضّ إسرائيل على القيام بـ«خطوة موازية» في إطار وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد حرب مدمّرة بين الطرفين، على خلفية حرب غزة، استمرّت أكثر من عام.

ونصّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد «حزب الله» عن الحدود، وعلى حصر السلاح في لبنان بيد القوى الشرعية اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من نقاط توغّلت إليها خلال النزاع. إلا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في 5 مرتفعات استراتيجية، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان، معلنة أنها «تستهدف مستودعات أسلحة لـ(حزب الله) وقياديين فيه».

وقال براك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت: «هناك دوماً نهج خطوة بخطوة. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى. ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم إسرائيل بخطوة موازية». وردّاً على سؤال حول إمكانية انسحاب إسرائيل ووقف خروقاتها في المرحلة المقبلة، أجاب: «هذه هي الخطوة التالية بالضبط».

ويأتي ذلك فيما لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث قتل شخص في غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة «رابيد» على طريق عين المزراب في بلدة تبنين، قضاء بنت جبيل، بحسب ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.

كذلك، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة على طريق بلدة صربين، إلا أن الصاروخ لم يُصِب السيارة واستقر وسط الطريق، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وكان سجّل مساء الأحد، «دخول قوة معادية إلى معمل حرب الواقع على طريق مركبا - عديسة، حيث فتّشته بدقة، ووضعت تحذيراً لصاحب المعمل على الباب»، بحسب ما أفادت به «الوكالة الوطنية».

***********************************************


افتتاحية صحيفة الشرق:

بيان إسرائيلي لا يخلو من المكر.. وبري تدخّل لتأجيل تحرك الشارع

بزخم ملحوظ انطلق اسبوع الاستحقاقات اللبنانية وسط مؤشرات ايجابية احاطت بها. فالأجواء المُخيمة على حراك الموفدين الاميركيين توم براك ومورغان اورتاغوس (التي وصلت بعد الظهر الى لبنان) لا تبدو سيئة، لا بل تشي بالأمل في ضوء موقف اسرائيلي جيد يشير الى اتخاذ تل ابيب خطوات متبادلة اذا اتخذت القوات الامنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله، بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وجلسة التصويت على التجديد لقوات اليونيفيل التي افيد انها ارجئت ستعقد في موعدها بحسب المعلومات، يعززها الموقف الاسرائيلي الايجابي.

اما الوقفة الإحتجاجية التي دعا اليها الثنائي الشيعي في رياض الصلح غدا الاربعاء احتجاجاً على قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة والتي شكلت موضع قلق خشية الصدام في الشارع، فنجحت الاتصالات في ارجائها من دون تحديد موعد جديد.

استعداد اسرائيلي

عشية مشاورات مفصلية يجريها الموفدان الاميركيان في بيروت غدا حيث يحملان رد الحكومة الاسرائيلية على الورقة اللبنانية، صدر بيان يمكن وصفه بـ”الايجابي” بنيامين نتنياهو في هذا الخصوص. فقد اوضح المكتب “أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته” وأشار الى أنّ إسرائيل تقدّر خطوات لبنان بشأن حصر السلاح، لافتا الى ان إذا اتخذت القوات الأمنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وشدد البيان على أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته. وأكّد أّنه حان الوقت للعمل مع لبنان بروح من التعاون بهدف نزع سلاح حزب الله. وقال “إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معاً نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين.” وأوضح أنّ إسرائيل ستُقلّص تدريجيّاً وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب الله مشيرًا الى أنّ قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025 جوهري… وبعد إشادة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالخطوة التي إتخذتها الحكومة اللبنانية، أعادت اورتاغوس نشر البيان معلقةً “بإشارة شكر”.

الحرس والخطة

وسط هذه الاجواء، وبينما اتجهت الانظار الى كلمة الامين العام لحزب الله الرابعة عصراً، أكد مسؤول التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن خطة نزع سلاح “حزب الله” هي “مؤامرة أميركية – إسرائيلية”، مشددًا على أن “الشعب اللبناني وحزب الله لن يقبلا بأي حال بهذه الخطة”. وقال المسؤول إن “خطة نزع سلاح الحزب لن تنجح أبدا، لأنها تتعارض مع إرادة اللبنانيين وحقهم المشروع في المقاومة”.

تحرك شعبي وارجاء

الى ذلك، وبعدما دعا المكتب العمالي المركزي في حركة “أمل” ووحدة النقابات والعمال المركزية في “حزب الله” في بيان صباحاً “عمال لبنان ومنتجيه ونقابييه الشرفاء، إلى التجمع في الخامسة والنصف من بعد ظهر بعد غد الأربعاء في ساحة رياض الصلح”، احتجاجاً على قرار حصرية السلاح، عدل عن دعوته بعد الظهر، وقال في بيان، “انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا. يعلن المكتب العمالي المركزي في حركة أمل ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله، تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم الأربعاء 27 آب 2025. إن هذا القرار، الذي ينبع من إدراكٍ عميقٍ لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار.نؤكد أن قضيتنا لم تتأجل، وأن عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرةً كلما اقتضت الضرورة ذلك”.

اتصالات بري

وفي السياق، اكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان اتصالات جرت بين كبار المعنيين شكل الرئيس نبيه بري لولبها افضت الى ارجاء الوقفة الاحتجاجية، خصوصا ان معلومات سرت ان شارعاً مقابلاً يستعد للتحرك، إن حاول شارع الثنائي التهجم على قياداته ورموزه.

سلام – الكونغرس: في الاثناء، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الحكومي عضو الكونغرس الأميركي النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونغرس النائب ستيف كوهن، ووفد مرافق. ونوّه لحود بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية، معتبراً أنّ هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأكد أنّ الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار، مشدداً على سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش. كما جرى التطرّق إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني على تعزيز انتشاره في الجنوب. بدوره، شدّد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكّن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي. كما أكّد أنّ الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار.

توقيع القرض

واستقبل وزير المالية ياسين جابر، ايضا وفد الكونغرس، علما ان سيتم اليوم توقيع قرض البنك الدولي المخصص لاعادة الاعمار بين وزير المالية والمدير الاقليمي للبنك جان كريستوف كاريه.

**********************************************


افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

قاسم ينسف مبدأ "خطوة مقابل خطوة"

"ليلة العشاءين" ومرشح جديد للرئاسة!
 

 ينهمك لبنان اليوم بالمحادثات مع الموفدَين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس اللذين وصلا تباعًا إلى بيروت مساء أمس. وتتجه الأنظار إلى ما يحمله برّاك في جعبته إلى هذه المحادثات بعد زيارتَين قام بهما لكل من إسرائيل وسوريا ومحادثاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس أحمد الشرع. وأمس انشغل الرأي العام بـ«ليلة العشاءين». إذ كان برّاك صاحب «العزيمة» في مطعم «Albergo»، وإلى طاولته 16 ضيفًا. بينما حلت أورتاغوس وعضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين ضيفَي شرف في عشاء دعا إليه السيدان طارق راغب (أميركي من أصل مصري)، والنائب راجي السعد في مطعم Centrale Beirut. وبينما بدا غراهام مهتمًا بالوضع المسيحي، توجهت السيدة أورتاغوس إلى النائب السعد ممازحة أنه «مرشحها المفضل» لرئاسة الجمهورية.

العشاءان سبقا يومًا طويلًا من المباحثات الرسمية التي طرأ عليها عامل إضافي تمثل بالتصريح الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أشار إلى أن «إسرائيل تُقدّر الخطوة المهمة التي اتخذتها حكومة لبنان» وهي مستعدّة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح «حزب الله»، وجاء في البيان أنه إذا شرع الجيش اللبناني في تنفيذ الخطة فإن إسرائيل ستدرس اتخاذ خطوات مقابلة بما في ذلك تقليص وجودها العسكري، بالتنسيق مع آلية أمنية بقيادة الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق أشار مصدر رسمي لـ«نداء الوطن» إلى أن لبنان ينظر بتفاؤل حذر إلى التصريح الصادر عن مكتب نتنياهو وأكد المصدر «نريد أفعالًا لا أقوالًا، فأي خطوة تصب في مصلحة التهدئة ستساعد على الإسراع بالحلول».

وقبيل بدء اللقاءات الرسمية، علمت «نداء الوطن» أن تواصلًا حصل بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام من أجل تنسيق المواقف قبل لقاءات اليوم الأميركية، وسيستمع الرئيسان إلى الجواب الإسرائيلي ليبنى على الشيء مقتضاه، في حين أن مواقف لبنان ستنطلق من تكرار الالتزام بالورقة وحصر السلاح وطلب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية واستعادة كامل الحقوق.

ويزور الموفدان برّاك وأورتاغوس عند العاشرة صباحًا الرئيس عون في قصر بعبدا حيث سيعقد مؤتمر صحافي يشارك فيه عضوا الكونغرس ليندسي غراهام وجين شاهين. ثم يزور الموفدان رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهرًا ثم الرئيس سلام عند الواحدة بعد الظهر، على أن يتناولا الغداء في السراي الحكومي.

مناورة جديدة لـ «حزب الله»

في موازاة ذلك، شهد لبنان أمس مناورة تصعيد سياسية جديدة نفذها «حزب الله» بالاشتراك مع حركة «أمل» تمثلت أولًا بدعوة المكتب العمالي المركزي في حركة «أمل» ووحدة النقابات والعمال المركزية في «حزب الله»، إلى تحرّك في الشارع غدًا الأربعاء ثم التراجع عنها ورافقها الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم بموقف سلبي عالي النبرة ضد قرار الحكومة حصر السلاح قائلًا: «من أراد أن ينزع هذا السلاح (المقاومة)، يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا، عندها سيرى العالم بأسنا. وهيهات منا الذلة. لذلك لا خطوة خطوة، ولا كل هذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. فلينفذوا الاتفاق، ويقوموا بما عليهم، ثم بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية».

ولفتت أوساط سياسية مواكبة عبر «نداء الوطن» إلى أن إعلان «حزب الله» عن «الوقفة الاحتجاجية والتراجع عنها هو رسالة مفادها أن «الحزب» سيتوسل الشارع في المرحلة المقبلة». وأضافت «رفعت جماعة الممانعة مستوى التهديد للقول إنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي والاكتفاء بالمواقف السياسية الرافضة لقرار الحكومة. ويظنون أنهم بذلك يقولون لرئيسي الجمهورية والحكومة إنكما إذا لم تتراجعا فنحن ذاهبون في هذا الاتجاه التصعيدي».

وتساءلت الأوساط «ليس المهم توسل الشارع بحد ذاته، بل السؤال عما إذا كان هذا التحرك يشبه 8 آذار ما قد يؤدي إلى «14 آذار» تعيد المشهد الوطني الجامع لأغلب مكونات الوطن، تمامًا كما حصل عام 2005؟ ثم ما هذه الحركة الاحتجاجية ذات «الطابع العمالي»، فيما المسألة سياسية بامتياز وتتعلق بقرار الحكومة في 5 و7 آب؟ وماذا بعد الحركة الاحتجاجية؟ هل للبقاء في الشارع؟ حاصروا سابقًا السراي، فهل باستطاعتهم ذلك مجددًا مع إقفال الوسط التجاري»؟

وقالت هذه الأوساط: «مناورة الأربعاء» واختيار ساحة رياض الصلح المجاورة للسراي، رسالة تهديد مبطنة إلى نواف سلام واستكمالًا للحملات المغرضة ضده على وسائل التواصل و«لافتات التخوين». كانوا في السابق يسعون إلى منع صدور القرار. أما وقد صدر القرار، فأصبح هدفهم فرملة تنفيذه.

وأشارت الأوساط إلى «أن «حزب الله» أمام 4 مسارات تتقدم وهو في وضعية تراجعية:

• المسار الإسرائيلي لا يترك لـ «الحزب» مجالًا لإعادة تكوين نفسه عسكريًا.

• المسار السوري الذي يمسك بالزمام وسط استعادة الشرعية الداخلية والعربية والغربية ويراكم الثقة تصاعديًا ويستعد الشهر المقبل إلى إطلالة الرئيس أحمد الشرع بكلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

• المسار الأميركي الرافض تمامًا لبقاء أي سلاح لـ «حزب الله».

• المسار الوطني وترجمه أمس كلام رئيس الجمهورية بالقول إن الدولة وحدها هي التي تحمي كل الطوائف وتحمي لبنان.

إذًا، إن «حزب الله» مكبّل بأربعة مسارات تتقدم وفي طليعتها مسار الدولة، وهو في مسار تراجعي بعيدًا من إيران ودعمها، كما يتراجع في الداخل شيعيًا وعلى مستوى التحالفات سياسيًا ورسميًا».

خطة السلاح في 2 أيلول

وفيما يقترب أكثر موعد الجلسة التي ستخصص لطرح الجيش خطته لحصرية السلاح بيد الدولة، كشف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في مقابلة مع «الحدث» أن «الجيش سيعرض الخطة على الحكومة في 2 أيلول المقبل»، لافتًا إلى أنه «لا مانع من أي تحركات سلمية بالشارع اعتراضًا على حصر السلاح»، وقال: «لا خطر من سوريا تجاه لبنان والتنسيق قائم بين البلدين»، لافتًا إلى أن «وفدًا سوريًا رفيع المستوى سيزور لبنان لبحث ملفات مشتركة». وكشف أنه «في لبنان 2400 سجين سوري أي 30 % من إجمالي عدد السجناء».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram