"حين يكتب الأب صمته بمداد التضحية"
في زوايا الحياة الصعبة، حيث تتشابك الخطوط بين الألم والأمل، يقف الأب صامدًا، يكتب قصة صراعه مع القدر بصمت لا يسمعه سوى قلبه.
هو ذلك الرجل الذي أُجبرته الحياة على الغياب، ليس بجسده فحسب، بل بروحه التي تظل معلقة بين شوقه لأولاده وعبء المسؤولية الذي يثقل كاهله.
حين يرحل الأب عن بيت يملؤه الحنان، لا يعني ذلك نهاية الحكاية، بل بداية فصل جديد من الصمود والتضحية.
فهو قد لا يلمس أيدي أولاده، لكنه يرسل لهم نبضات قلبه عبر تفاصيل الحياة اليومية، عبر التعب الذي يختبئ خلف ابتسامته الخافتة، وعبر كل لقمة يتناساها كي توفر لهم حياة كريمة.
هذا الأب، الذي قد تجده في ساعات الليل متعبًا وجائعًا، لكنه لا يتوانى عن توفير النقود التي تفتح لبناته أبواب المستقبل.
لم تكن معاناته مجرد غياب، بل كانت معركة يومية يُخفيها خلف جدران الصمت، يكتمها بين ضلوعه لكنه يرفض الاستسلام.
ومن بين الألم والمعاناة، تزدهر قصته كما تزهر الورود في أرض قاحلة، فالابنتان اللتان نشأتا تحت ظل غيابه، أصبحتا طبيبتين تناضلان لتحقيق أحلامهما.
لكن عبء المسؤولية لا يزال يثقل كاهل الأب، فكيف يؤمن لهن القسط الدراسي وسط أعباء الحياة المتزايدة؟
إنها رواية غياب لا يمحوها الزمن، قصة أب يحيا في صمت الألم، لكنه يعيش بحب لا يعرف الحدود، حب يجسد معنى التضحية والوفاء، حب يستحق أن يُروى ويُخلد في ذاكرة كل من يؤمن بأن الأب هو الحصن الأخير في حياة أبنائه.
في النهاية، يبقى هذا الأب رمزًا لكل من يحارب الظروف ليمنح أحبته الحياة التي يستحقونها، فكل لحظة غياب هي معركة، وكل تضحية هي شهادة على عظمة الحب الحقيقي الذي لا يموت.
في صمت الليل تنبض القلوب بالعطاء، وفي كل غياب يحيا الأمل بلا انتهاء.
فكم من أب قد بات نجمه في السماء، لكن حبّه يضيء دربنا في الظلام والضياع.
نصيحة لكل الآباء الحاضرين والغائبين:
أيها الآباء، كونوا الحاضرين بقلوبكم قبل أجسادكم، فلا يغني الغياب عن الحنان والاهتمام.
ولا تنسوا أن أبسط كلمة حب أو لحظة اهتمام تصنع الفرق الكبير في حياة أولادكم.
للأب الغائب، لا تدع الظروف تسرق دفء علاقتك بأبنائك، فحضورك الروحي وعطفك المستمر هما ما يبني جسور الأمان في نفوسهم.
والأب الحاضر، احرص على أن تكون سندهم، داعمهم، ورفيق دربهم في كل خطوة.
فحب الأب هو الجسر الذي يعبر به الأطفال نحو حياة ملؤها الثقة والنجاح.
بقلم: فاطمة يوسف بصل
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي