عندما يتحول التكتيك إلى "استراتيجية" ....! إيران وأميركا ورقصة النار الهادئة!

عندما يتحول التكتيك إلى

 

Telegram

 

 

 *بقلم: محمد هاني هزيمة محلل سياسي* *وخبير استراتيجي* .

 

في دهاليز السياسة الدولية، لا شيء يُقال عبثًا، ولا خطوة تُترك دون حساب. كل تصريح، كل ابتسامة باهتة، كل انسحاب جزئي من منطقة ساخنة… قد يكون "تكتيكًا" لحظيًّا، لكنه في لحظة ما، يتحول إلى "استراتيجية" شاملة تعيد رسم الخريطة.

هذا بالضبط ما يحدث بين *إيران وأميركا*.

أميركا التي لطالما لعبت على حبال الضغوط القصوى، والعقوبات الاقتصادية، والاغتيالات "الموجهة"، لم تعد تمتلك ترف الصدمة. فإيران، التي تعلّمت من كل موجة حصار، استطاعت أن تحوّل كل ضربة إلى درس، وكل جبهة مفتوحة إلى ورقة ضغط.

أما طهران، فهي لم تعد فقط "تردّ" أو "تنتظر"، بل صارت تشارك في صناعة المرحلة. ما كان يُعتبر سابقًا ردّ فعل، بات اليوم فعلاً فاعلاً ومؤثراً: دعم حلفائها في الإقليم، تحريك الجبهات عند الحاجة، والجلوس على طاولة التفاوض من موقع الشريك لا التابع.

حين اغتيل قاسم سليماني، ظنّت واشنطن أنها أحرزت نقطة فاصلة… لكنّ الردّ الإيراني بضرب قاعدة "عين الأسد"، وتكثيف الدعم لمحور المقاومة، كان رسالة أن طهران لا تكتفي بالبكاء على الشهداء، بل تصنع من دمائهم خارطة جديدة.

*اليوم،* التكتيك الإيراني هو في الانضباط… لكن الاستراتيجية هي التوسّع الذكي في النفوذ، في اليمن، سوريا، العراق، لبنان، وأبعد.

*وأميركا؟*  

تُعلن الانسحاب من الشرق الأوسط، لكنها تزرع قواعد في الأردن وشرق سوريا.

 تفاوض إيران في فيينا، وتحاصرها في مضيق هرمز.  

تدعو إلى السلام، وتُشعل حروب الوكالة من السودان إلى غزة.

فمن يربح هذه الرقصة؟ من يتقن التوقيت.  

حين يتحوّل "التكتيك" إلى استراتيجية، نكون أمام لاعب لا يُرهق بالضربات… بل يستثمرها.  

وفي المشهد الإيراني-الأميركي، لم تعد القصة عن مَن يصرخ أولًا، بل عن مَن يصمد أكثر…  

والمفارقة أن الذي يصمت في الشرق، يدوّي صداه في واشنطن.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram