ثلاثة أرباع دول العالم تعترف بفلسطين.. أين أصبح حلم الدولة؟
مع إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، بات حلم قيام الدولة الفلسطينية قاب قوسين من التحقق، رغم الهجمة الإسرائيلية الشرسة على كل عواصم العالم من أجل وقف تيار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ففرنسا هي الدولة الأولى ضمن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تقدم على هذه الخطوة، ما يفتح الباب أمام دول الأخرى في المجموعة على اتباع نفس النهج.
وبهذا الإعلان يرتفع عدد العواصم التي اعترفت بالدولة الفلسطينية إلى 147، مضاف إليها باريس من أصل 193 دولة بالعالم أي ثلاثة أرباع الأرض تقريباً.
منذ مرور أكثر من 35 عاماً، وبعد إعلان قيادة منظمة التحرير في الخارج قيام دولة فلسطين، اعترفت ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بها، وهو ما قررت دول أوروبية وأمريكية، أن تمضي قدماً فيه مؤخراً، إذ أدت الحرب المستمرة المستمرة منذ نحو أكثر من عشرين شهراً، والتي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى إحياء الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودفعت حكومات في العالم إلى للاعتراف بها، كما دفعت حكومات أخرى إلى عزمها الاعتراف قريباً.
واعترفت حتى الآن رسمياً 146 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، منها أربع دول أوروبية صدّقت على الاعتراف مؤخراً، هي: إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينا، إضافة إلى أربع دول أخرى تقع في منطقة الكاريبي، هي: جامايكا وترينيداد وتوباغو وبربادوس وجزر الباهاما.
ويذكر أنه في منتصف إبريل/نيسان، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يهدف إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.
اعترافات 1988
وبدأت قصة الدولة الفلسطينية بعد عام واحد من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل، أي في منتصف فبراير 1988، حيث أعلن آنذاك زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات «قيام دولة فلسطين» وعاصمتها القدس الشريف، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، وبعد دقائق، اعترفت الجزائر رسمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وبعد أيام اتخذت قرابة أربعين دولة الخطوة نفسها، وهذه قائمة بالدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية في ذلك الوقت: الإمارات العربية المتحدة، مصر، السعودية، البحرين، الجزائر، العراق، إندونيسيا، ليبيا، الكويت، ماليزيا، موريتانيا، المغرب، الصومال، تونس، اليمن، تركيا، أفغانستان، بنغلاديش، كوبا، مدغشقر، الأردن، نيكاراغوا، باكستان، مالطا، قطر، زامبيا، صربيا، جيبوتي، ألبانيا، بروناي دار السلام، موريشيوس، السودان، الهند، جمهورية التشيك، قبرص، غامبيا، نيجيريا، سيشيل، سلوفاكيا، سريلانكا، روسيا البيضاء (بيلاروسيا)، ناميبيا، الاتحاد السوفييتي «روسيا حالياً»، فيتنام، أوكرانيا، الصين، بوركينا فاسو، كمبوديا، جزر القمر، غينيا، غينيا بيساو، مالي، منغوليا، السنغال، هنغاريا، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الرأس الأخضر، النيجر، رومانيا، تنزانيا، بلغاريا، جزر المالديف، غانا، زيمبابوي، توغو، تشاد، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، سيراليون، أوغندا، جمهورية الكونغو، أنغولا، موزمبيق، ساو تومي وبرينسيبي، الغابون، سلطنة عمان، بولندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، نيبال، بوتسوانا، بوروندي، جمهورية إفريقيا الوسطى وبوتان.
في عامي 2010 و2011، اعترفت معظم بلدان أمريكا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية، معبرة بذلك عن ابتعادها عن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، إذ اعترفت بها كل من فنزويلا، الدومينيكان، البرازيل، الأرجنتين، بوليفيا، الإكوادور، تشيلي، غويانا، بيرو، سورينام، أوروغواي، ليسوتو، ليبيريا، السلفادور، هندوراس، سانت فينسنت والغرينادين، بليز، دومينيكا، أنتيغوا وباربودا، غرينادا، آيسلندا، تايلاند، إضافة إلى سوريا التي اعترفت بدولة فلسطين على حدود 1967.
دولة مراقب.. تصويت تاريخي
وفي تصويت تاريخي نوفمبر 2012، حصل الفلسطينيون على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحقّ لها، في غياب العضوية الكاملة وحق التصويت، الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، وذلك بعد حملة دبلوماسية ضخمة قادتها منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات والذي توفي في عام 2004، قبل أن يشهد التصويت.
وبناء على وضعهم الجديد (دولة مراقب في الأمم المتحدة)، انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وفتحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في أكتوبر 2011، وانسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018، قبل أن تعود الأخيرة في عام 2023، ثم انسحاب آخر في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب أعلن مؤخراً، وسيتم تطبيقه رسمياً في 31 ديسمبر 2026.
2014: انطلاقة أوروبية
أصبحت السويد التي تقيم فيها جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف ب«دولة فلسطين» في عام 2014، بعد جمهورية التشيك (تشيكوسلوفاكيا آنذاك) والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأدى قرار ستوكهولم الذي اتخذ في وقت بدت فيه الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في طريق مسدود تماماً، إلى سنوات من العلاقات العاصفة مع إسرائيل.
أوروبا تعترف
وفي 2024 أعلنت إسبانيا وأيرلندا المنضويتان في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى النرويج وسلوفينا، سيرها على خطى السويد، إذ أصدرت الدول الأربع مع مالطا في 22 مارس، بياناً قالت فيه إنها «مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين» إذا «كانت الظروف مناسبة».
2025: قرار فرنسا التاريخي
وفي إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي يمثل نقطة تحول جيوسياسية في الموقف الأوروبي من فلسطين، أكد ماكرون أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.
وقال ماكرون عبر منصتَي إكس وإنستغرام: «وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل».
وأضاف الرئيس الفرنسي: «الحاجة مُلحّة اليوم لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين.. علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تسهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط».
وقال ماكرون في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي «تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة».
أثار هذا الإعلان غضباً في إسرائيل، إذ انتقد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بأنه «مكافأة للإرهاب ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد».
وفي واشنطن قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة «ترفض بشدة خطة (ماكرون) للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وحدد ماكرون شروطاً واضحة للاعتراف تشمل:
نزع سلاح حماس العسكري وتأمين غزة وإعادة بنائها
قبول الدولة الفلسطينية بنزع سلاحها والاعتراف الكامل بإسرائيل
المساهمة في أمن الجميع في الشرق الأوسط
تنفيذ وقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح جميع الأسرى
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي