افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 24 تموز 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 24 تموز 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّاك للنواب: وقّعوا اتفاق سلام مع إسرائيل
 

يُحاول المبعوث الأميركي توماس برّاك توسيع بيكار لقاءاته اللبنانية كلّما حطّ في بيروت. فيلبّي دعوات الغداء والعشاء، من دون أن يُحرج في الحديث والرّد على جميع الأسئلة، وحتّى إصدار المواقف.

وهو ما حصل حينما جلس برفقة السفيرة الأميركية ليزا جونسون أكثر من ثلاث ساعات في منزل النائب فؤاد مخزومي أوّل من أمس، حيث استمع إلى الوزراء والنواب الذين حضروا وأجاب على أسئلتهم، كما وضعهم في أجواء جولة لقاءاته بشأن الورقة الأميركية ونزع سلاح حزب الله.

وأكثر من مرّة أعاد المبعوث الأميركي على مسامع الحاضرين عبارة «Do something»، مُحاولاً تحريض الموجودين على حزب الله، قبل أن يجيبه بعض الحاضرين: «ليست بيدنا حيلة»، ليردّ بالسؤال: «هل تريدون منا أن ننزع نحن سلاح حزب الله؟».

ولمّا سئل عن الضمانات التي يُمكن لأميركا أن تُعطيها للبنان مقابل نزع سلاح الحزب، أجاب بأن بلاده «لا تمون على إسرائيل كي تعطيكم ضمانات». وقال: «أنا مقتنع بأن سلاح حزب الله موجود في المخازن ولا يُشكّل أي خطر ولكننا لا نستطيع إقناع إسرائيل بذلك».

وعن لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، قال إن اللقاء توقّف عند نقطة واحدة هي عدم قدرة أميركا على إعطاء ضمانات بتوقّف العمليات العسكرية الإسرائيلية والاغتيالات في لبنان، وكذلك عدم قدرة بري على إعطاء جدول زمني لنزع سلاح حزب الله بشكل شامل إذا لم تكن هناك ضمانة بتوقّف العمليات الإسرائيلية.

واللافت أن برّاك أسهب في الحديث عن تاريخ الكيان الصهيوني في المنطقة، لكن بالطبع وفقاً لوجهة نظره، منطلقاً من ذلك لتشجيع النواب والوزراء على المطالبة بضرورة توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، ومحاولاً إقناعهم على طريقته بأن «إسرائيل تُريد العيش بسلام ولا تنوي التوسّع ولا تمتلك أصلاً مشاريع توسّعيّة وأطماعاً بمحيطها».

وبفظاظة مطلقة، عاد الرجل إلى عام 1982 حينما اجتاح جيش العدو الإسرائيلي العاصمة بيروت، واعتبر أن «الجنوبيين استقبلوا يومها الجيش الإسرائيلي بالأَرزّ والورود. فالشعب اللبناني شعب طيب ويحب العيش بسلام ويحب الطعام»!

كما تحدّث عن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما ما يتعلق بالاتفاقيات الإبراهيمية، وقال بوضوح: «التقطوا الفرصة الأميركية الموجودة اليوم واذهبوا إلى السلام».

وفي الشأن السوري، أشار برّاك إلى أنّ «ما حصل في محافظة السويداء عطّل المسار التفاوضي في لبنان والمنطقة، خصوصاً أنّ أولويتنا في الوقت الحالي هي سوريا، لأنّ أي خضّة أمنية فيها ستكون لها انعكاساتها على المنطقة»، لافتاً إلى أنّ «الأوضاع في السويداء أعطت ذريعة محقّة لحزب الله للتوجّس من نظام الحكم في سوريا وإمكانية انتقال ما حصل إلى المناطق اللبنانية الحدوديّة».

وأكّد، في هذا السياق، أنّ «اتفاقية وقف إطلاق النّار في السويداء يجب أن تستمر ويجب حمايتها من أي إخلال».

تكتّم ومديح

وفي سياق متصل، طلبت السفارة الأميركية من مخزومي التكتّم قدر الإمكان على تفاصيل العشاء وأسماء الحاضرين والتعاطي معه على شاكلة لقاء برّاك مع النواب والوزراء في السفارة الأميركية منذ أيّام.

ولذلك، قام مخزومي بنشر مقطع مصوّر على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر أمس تضمّن كلمته مع لقطتين سريعتين للنواب والوزراء الحاضرين لا تتعدّيان الثانية الواحدة، إضافةً إلى صورٍ للحاضرين من الخلف!

وكال مخزومي في كلمته المديح للأميركيين، ودعا إلى ««نزع سلاح حزب الله بالكامل وتفكيك المؤسسات المالية غير الشرعيّة فوراً وعلى رأسها جمعيّة القرض الحسن التي تموّل أنشطة تهدّد الاستقرار». وشكر أميركا على «مساعداتها في شتى المجالات»، من دون أن ينسى أن يوجّه شكراً خاصاً للسفيرة الأميركية ليزا جونسون، بقوله بطريقة توحي بقربه منها: «ثانك يو ليزا».

غياب دريان

إلى ذلك، غاب مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان عن اللقاء. وإذا كان المقرّبون من مخزومي ينفون أن يكون قد وجّه دعوة إلى دريان، فإن أوساطاً بيروتية تؤكّد العكس.

وتشير إلى أنّ نصائح وُجّهت إلى المفتي بعدم تلبية الدّعوة، بسبب حملة قد تُشنّ عليه، على اعتبار أنّ برّاك زار عدداً من المرجعيات الدينيّة المسيحيّة، من دون أن يطلب موعداً من دار الفتوى. وفي هذا الإطار، تقول هذه الأوساط إنّ أحد المقرّبين من دريان رتّب له زيارة سريعة إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة نوّاف سلام، ليبرّر عدم حضور عشاء مخزومي بارتباطه بموعدٍ مع سلام.

وكان برّاك التقى أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، في زيارة اختتم بها جولته على المسؤولين اللبنانيين. وقال إن «الجميع يرغب في مساعدة لبنان، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله. القرار في يدها، وإن لم يتوصّل اللبنانيون إلى تثبيت الاستقرار فلن يأتي أحد للمساعدة»، مضيفاً أن «هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعدّدة في هذا المجال».

وعن دور الرئيس نبيه بري، قال برّاك إن «بري يبذل جهوده في حلحلة الأمور، لكنه مسار وعلى الحكومة أن تقرّر ما تريده. الاستقرار أساسي وحصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها، فالمطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر».

***********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

الكنيست يضم الضفة… ورئيس الأركان يعترف بإنهاك الجيش… وحرب التجويع! |

باراك يحذّر الشرع من فقدان الدعم وقوة الاندفاعة إذا لم يُعِد النظر بتركيبة الجيش |

ترقب لبناني للخطوة الإسرائيلية المنتظرة بإعلان وقف الاعتداءات والعودة للاتفاق

 جيش العدو منهك ويحتاج إلى استراحة عملياتية باعتراف رئيس الأركان
 


 

في خطوة غير مفاجئة، لكنها تقلب الموازين السياسية، صدّق الكنيست في كيان الاحتلال ضمّ الضفة الغربية إلى الكيان وإخضاعها للسيادة الإسرائيلية قانوناً، بما يعني دفن اتفاقات أوسلو إلى غير رجعة، رغم تمسّك السلطة الفلسطينية بوهم الاتفاق الذي قدّم للكيان ما يحتاجه لملاحقة المقاومة وتوسيع المستوطنات، حتى حان وقت دفنه، بينما كان الجوع يحصد المزيد من الأرواح في غزة وقادة الكيان يجتمعون على اعتبار التجويع جزءاً من استراتيجيتهم الحربية، رغم بدء تصدّع الإجماع في الرأي العام في الكيان حول جريمة التجويع، مع مواقف لنقابة الأطباء في الكيان تحت طائلة تهديد نقابة الأطباء البريطانيين بالمقاطعة، وتظاهرات احتجاجيّة تحاكي المشهد الأوروبي دفاعاً عن سمعة الكيان في دول الغرب، بينما الحرب العسكرية تسير بعكس ما يرغب جيش الاحتلال وتسجل المقاومة سيطرتها على الميدان وإمساكها بزمام المبادرة العسكري، وجاء الكلام المنسوب لرئيس أركان جيش الاحتلال ايال زامير عن إنهاك الجيش وحاجته لهدنة طويلة حتى مع بقاء حماس ليمثل تحولاً نوعياً في المشهد الإسرائيلي، حيث قال زامير إن الجيش بحاجة إلى “استراحة عملياتية” بعد نحو عامين من القتال المستمر، وتحدّث عن مخاطر تحيط بالجيش الإسرائيلي وتماسكه الداخلي.
في سورية كان لافتاً صدور أول كلام تحذيري من نوعه عن المبعوث الأميركي توماس باراك متوجّهاً للرئيس الانتقالي أحمد الشرع بالدعوة لإعادة النظر بتركيبة الجيش قبل أن يفقد داعميه وقوة الاندفاع، في وقت بدا النظام الجديد أمام تحديات تزداد تعقيداتها، حيث من جهة بنية متطرفة للجماعات المسلحة تسيطر على أداء المؤسسات العسكرية والأمنية، وتتسبب بتفجير عصبيات طائفية ومذهبية وجراحات تفتح طريق الحرب الأهلية، وتعطل فرص الحفاظ على وحدة سورية الجغرافية، خصوصاً مع تعثر التفاهمات مع قوات سورية الديمقراطية، بينما التحدي الإسرائيلي ماثل ويحضر في يوميات السوريين كقوة تعطيل للاستقرار الأمنيّ وعبث بالنسيج الاجتماعي مع جدول أعمال يصعب الحديث عن بناء دولة في ظله، وفوق كل ذلك صراعات داخل الجماعات المسلحة وولاءاتها، سبق للشرع أن ربط بمجاراتها وطمأنتها الحفاظ على تماسك القوة الرئيسية للنظام الجديد، عندما تحدّث عن الشروط الأميركية لرفع العقوبات وكانت بينها إتاحة ملاحقة الرموز المدرجة على لوائح الإرهاب طالباً الضمانات بوقف الاستهداف لضمان تماسك بنية النواة الصلبة في دولته الجديدة.
لبنانياً، حملات محمومة لافتعال أزمة بين المقاومة والدولة بعدما خاب أمل المراهنين على التصعيد مع مهمة المبعوث الأميركي توماس باراك، وتبين أن لبنان بصمود دولته ووحدة موقف الرؤساء وحكمة المقاومة قد نجح بتجاوز مخاطر ومخاوف كثر الحديث عنها قبل زيارة باراك الأخيرة، وصار واضحاً أن الكرة عادت مرة أخرى إلى ملعب كيان الاحتلال، وترقب ما وعد به باراك من الحصول على التزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار انطلاقاً من وقف الاعتداءات، وفقاً لاقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري ليجري في ظل التهدئة وضع سلة تبادليّة لخطوة مقابل خطوة تتضمّن توسيع نطاق سيادة الدولة جنوباً حتى الحدود، بالتوازي مع توسيع نطاق سيادة الدولة في اتجاه حصريّة السلاح.

وانشغلت الأوساط السياسية بقراءة نتائج لقاءات ومواقف الموفد الأميركيّ توم برّاك التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، لا سيما اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد لضيفه وفق معلومات «البناء» التزام لبنان بكل ما تمّ التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مقابل تنصّل الاحتلال الإسرائيلي، حيث شرح الرئيس بري لبرّاك مضامين القرار 1701 واتفاق 27 تشرين الثاني الماضي والمراحل والأولويّات وقدّم له الأدلة بالتفصيل على تنفيذ لبنان المطلوب منه مقابل عدم تنفيذ «إسرائيل» لأيّ شيء واستمرارها بالعدوان. واستعرض الرئيس بري بالأرقام الخروقات والاعتداءات، كما شرح بري موقف حزب الله من مسألة حصرية السلاح ودوافعه وهواجسه المحقة لجهة نكث الاحتلال بكل الاتفاقات والقرارات وعدم ضمانة الأميركيّين للوعود بتطبيق القرارات والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات والاغتيالات وإطلاق إعادة الإعمار». وأصرّ برّي وفق المعلومات على أولويّة وقف العدوان والانسحاب من الأراضي التي احتلّها العدو الإسرائيليّ، فيما لبنان انطلاقاً من المصلحة الوطنية وبما يحفظ سيادته وكرامته يعي التزاماته. كما كان رئيس المجلس حاسماً بأن المفاوضات مع الجانب الأميركي ليست للوصول إلى اتفاق جديد على حساب الاتفاقات والقرارات السابقة لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي لا يمكن فرض اتفاقات جديدة فيما لم يطبق العدو الاتفاق الذي أنهى الحرب بضمانة أميركية.
في يومه الثالث والأخير في لبنان، التقى الموفد الأميركي توم برّاك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي. وقال البطريرك لزائره إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك «لا أعلم ماذا ستكون النهاية، لكننا نواصل العمل للوصول إلى الاستقرار». من جانبه، قال برّاك إلى «أن حصريّة السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وقال «ما نقوم به هو عمليّة متواصلة وليس حدثاً والجميع يقوم بما في وسعه والجميع يحاول كل ما بإمكانه لتسوية الأمور في لبنان إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيّين، كما بالنسبة للجميع وآمل أن يستمرّ التواصل وأتفهّم الصعوبات». ورداً على سؤال، قال «بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرّر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط مَن يريد مساعدة لبنان إنّما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبرّي يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور». ولفت برّاك إلى أنّ «هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعدّدة في هذا المجال، وهناك خيارات عدة على الحكومة اللبنانيّة القيام بها».
وخلال اللقاء صوّب بري كلام برّاك وفق معلومات «البناء» بأن المسؤول عن فشل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار هي «إسرائيل» وليس لبنان أو حزب الله الذي التزم ببنود الاتفاق بعكس الجانب الإسرائيلي.
وأفادت مصادر عليمة لـ»البناء» أنّ رئيس الجمهورية شرح لبرّاك بإسهاب الواقع الأمني والعسكري في الجنوب وحجم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تقوّض الاستقرار على الحدود وقد تؤدي الى توتر وتصعيد أكبر بحال استمرّت. كما شرح الواقع الداخلي والتوازنات السياسية والطائفية التي لا تسمح بأيّ ضغط على الدولة اللبنانية لتطبيق حصريّة السلاح بالقوة ما يهدّد الأمن والسلم الأهليّ. لكن اللافت وفق المصادر أنّ برّاك لم يقدم أي ضمانة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الجنوب ولو بعد تسليم حزب الله السلاح الثقيل والمتوسط.
وخرج بعض مَن التقى برّاك وفق معلومات «البناء» بأجواء تشاؤميّة حيال نجاح المفاوضات بين الأميركيين والمسؤولين اللبنانيين وأن التصعيد العسكري الإسرائيلي مطروح بقوة بحال لم تنجح الدبلوماسية، على الرغم من نفي برّاك في مقابلة تلفزيونيّة احتمال شن «إسرائيل» عدواناً شاملاً على لبنان، لكن مصادر سياسيّة لفتت لـ»البناء» إلى أن اللقاء بين بري وبرّاك كان اللقاء الأهم ودخل النقاش في العمق وانتهى بأجواء إيجابيّة وتفهّم متبادل، وقد عرض برّي للدبلوماسي الأميركي خطة شاملة للحل عبر مراحل متدرّجة ووفق جدول أولويّات لا تخرج عن المسلمات والثوابت والمصلحة الوطنية اللبنانية، وتطبيق هذا الحل مرهون بقدرة الأميركيين وبرّاك شخصياً بالضغط على إسرائيل وإقناعها بمسار الحل، لكن برّاك عبر عن امتعاضه من «إسرائيل» بعد الغارات العنيفة التي شنّتها على العاصمة السوريّة. على أن المبعوث الأميركي سيتوجّه إلى سورية لرعاية اجتماعات بين الإسرائيليّين والسوريّين لمتابعة تداعيات الأحداث الأخيرة.
وأفادت مصادر قناة «الجديد» إلى أن برّاك والسفيرة الأميركية عادا إلى عين التينة بعد انتهائهما من العشاء في منزل النائب مخزومي والتقيا مستشار الرئيس بري علي حمدان واستكملا النقاش بالأفكار التي طرحها بري مع برّاك. ولفتت إلى أن الوضع الأمني مرهون بمسار المفاوضات وتحذيرات من إمكانيّة تصعيد إسرائيلي وشيك في ‎لبنان.
ونفت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان بشكل قاطع ما بثّته قناتا «العربية» و»الحدث» حول ما زُعم عن جهوزية الحزب للتصادم مع الدولة اللبنانية. ووصف البيان هذه الأخبار بـ»الأكاذيب العارية عن الصحة جملة وتفصيلاً»، مؤكّداً أنها افتراءات مختلقة لا تمتّ للواقع بصلة، وتأتي في إطار «خدمة أجندات مشبوهة تهدف لخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في لبنان». ودعت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله وسائل الإعلام إلى تجاهل تلك الأخبار المفبركة وعدم اعتمادها في أيّ تحليلات أو مواقف، مشدّدة على أهميّة مراجعة الجهات المختصة في الحزب للحصول على مواقفه الرسميّة، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمرّ بها البلاد.
أمنياً، حلّقت مسيّرة إسرائيلية نهار أمس، فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
وأعلنت قيادة الجيش أنه «ضمن إطار متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسّس مموّه ومزود بآلة تصوير كان قد وضعه العدو الإسرائيلي في مزرعة بسطرة – حاصبيا، كما عملت الوحدة على تفكيكه».
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى «الابتعاد عن الأجسام المشبوهة وعدم لمسها، والتبليغ عنها لدى أقرب مركز عسكريّ، حفاظاً على سلامتهم».
في غضون ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته مع المسؤولين البحرانيين، في زيارة رسمية يقوم بها الى البحرين التي أعلن ملكها حمد بن عيسى آل خليفة عن قرار المملكة بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، مؤكداً على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية – اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة. ولفت الى أن مملكة البحرين تحرص دائماً على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ولا سيّما في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، إذ نؤكد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانيّة الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنيّة. كما نجدد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانيّة، بما يضمن مصلحة الشعب اللبنانيّ، ويُعيد للبنان مكانته الرياديّة في محيطه العربيّ والدولي.
وكان الرئيس عون شدّد خلال زيارة قام بها إلى مجلس التنمية الاقتصاديّة في البحرين على أن لبنان يرى في البحرين «شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسّس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعليّ، على المستوى الحكوميّ والقطاع الخاص».
بدوره وصل رئيس الحكومة نواف سلام إلى ‎فرنسا أمس، في زيارة رسميّة يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووفق المعلومات فإن الزيارة يتمّ التحضير لها منذ مدة وترتبط عناوينها بالإصلاحات والإعمار الذي تحضّر.
وأفادت مصادر حكوميّة أنها ستتناول الملفات التي هي موضع اهتمام فرنسيّ، إن بالنسبة للإصلاحات بما يتعلق بالمؤتمر الذي تُعدّ له باريس لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات للبنان إضافة إلى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما إعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفيل، إذ تبذل باريس جهدا ًكبيراً في مجال إعادة التجديد لها في جلسة مجلس الأمن الشهر المقبل وإرساء الاستقرار في الجنوب.
سياسياً، زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو يرافقه النائب ملحم الرياشي، بحضور النائب وائل أبو فاعور. وبعد اللقاء قال جعجع «كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة»، مضيفاً «الله يقدم اللي فيه الخير» خصوصاً في المرحلة التي وصل إليها البلد».
ووفق المعلومات فإنّ الزيارة كانت بمثابة «غسيل قلوب» بين الرجلين، بعد قطيعة وتوتّر سادت العلاقة بين الحزبين بسبب الخلافات السياسية والتباعد بكثير من الملفات لا سيما في أحداث السويداء الأخيرة وتداعياتها على لبنان.
إلى ذلك، خطفت ساحة النجمة الأضواء، حيث رفع مجلس النواب وللمرة الأولى الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان إفساحاً في المجال للقضاء للتحقيق معه، وإحالة وزراء اتصالات سابقين إلى لجنة تحقيق برلمانية.
ووافق مجلس النواب على رفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان بـ99 صوتاً وامتناع النائب جميل السيد عن التصويت بسبب عضويّته في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. ووافقت الهيئة العامة لمجلس النواب على إحالة ملف الاتصالات إلى لجنة تحقيق برلمانية بأكثرية 88 صوتاً و9 أصوات ضد الإحالة وامتناع نائبين عن التصويت.
وبعد موافقة مجلس النواب بتحويل ملف الاتصالات إلى لجنة تحقيق برلمانيّة تحولت الهيئة العامة لمجلس النواب إلى جلسة مغلقة لانتخاب أعضاء اللجنة المؤلفة من ثلاثة نواب أصيلين وثلاثة أعضاء رديفين. وجرت عملية الانتخاب بالاقتراع السري. وبعد فرز الأصوات فاز كل من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب. رئيس لجنة الاتصالات النيابية إبراهيم الموسوي، والنائبة غادة أيوب كأعضاء أصيلين، كما فاز بالتزكية رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة د. فريد البستاني، رئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبد الله وعضو لجنة الاتصالات النيابية النائب ياسين ياسين أعضاء رديفين. ثم أدّى أعضاء اللجنة اليمين أمام الهيئة العامة لمجلس النواب.
على مقلب آخر، أحيَت السفارة الصينية في لبنان الذكرى الـ 98 لتأسيس الجيش الصينيّ وذلك بحفل في النادي العسكري المركزي في بيروت، بحضور ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية وملحقين عسكريين لدول عربيّة وأجنبيّة، وحشد من الإعلاميّين ورجال أعمال واقتصاديّين.
وشدّد ملحق الدفاع لدى السفارة الصينيّة في لبنان العميد ليو تشاو في كلمته على ضرورة «العمل بشكل ثابت على تعزيز التعاون العسكريّ بين الصين ولبنان يولي الجيش الصيني أهميّة كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الجيش اللبنانيّ، فيواصل تعميق التعاون في مجالات تدريب الأفراد، والزيارات الجماعيّة، وعمليات حفظ السلام، وحماية المدنيين، من أجل تعزيز الصداقة الثنائيّة التقليديّة والتعاون العمليّ».
وقال: «منذ بدء وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»، قام جنود حفظ السلام الصينيّون بتنظيف أكثر من 60 ألف متر مربع من المناطق الخطرة في منطقة المهمة، وأزالوا أكثر من 30 حاجزاً، وأصلحوا أكثر من 1600 متر من الطرقات، من أجل توفير «الممرات الخضراء» الآمنة أمام السكان المحليّين للعودة إلى ديارهم. وقدمت قوات حفظ السلام الصينيّة العلاج الطبيّ لأكثر من 1000 شخص من السكان المحليين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتبرّعت باللوازم التعليمية للمدارس المحلية، وأصلحت المرافق التعليمية، ونظمت دورات تدريبية في المهارات المهنية للشباب، مما أدى إلى تعزيز الصداقة والثقة المتبادلة، وأظهرت الممارسة العملية للالتزام الرسمي «بالوفاء بالمهمة بأمانة والحفاظ على السلام العالمي».

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

جلسة الرقابة "فُخّخت" وحرب انتصر للأصول برّاك "يختمها" ملوّحاً بالدعم والمساعدات الخليجية

ماكرون سيبلغ سلام أن موضوع نزع سلاح "حزب الله" هو أيضاً مطلب فرنسي، علماً أن هناك تفهماً لمصاعب هذه المهمة في فرنسا، لكن القلق هو من أن تعترض الولايات المتحدة الأميركية على التصويت على قرار بقاء اليونيفيل بضغط من إسرائيل

 ما بين اليوم الرابع من زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك وتموّجاتها الغامضة، والزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية جوزف عون إلى البحرين والزيارة التي سيقوم بها اليوم رئيس الحكومة نواف سلام لقصر الاليزيه، وكل ما يحيط بالمناخات الملبّدة لبنانياً واقليمياً، بدا أمراً لافتاً أن يخرق تطور داخلي هذه التحركات من خلال ما مثلته جلسة "رقابية" نادرة لمجلس النواب من دلالات بارزة أثارت على ضفتيها ردوداً متناقضة، ولو سلّم الجميع بأهمية الانخراط النيابي في مسار رقابي إصلاحي. وكان يمكن للجلسة أن تأخذ مدى إيجابياً أوسع لولا "تفخيخها" بقرار معاند لرئيس مجلس النواب نبيه بري وفريقه السياسي والنيابي بالإصرار على التصويت دفعة واحدة على إحالة ثلاث حالات لكل منها خصوصياتها في ملفات الوزراء السابقين في وزارة الاتصالات، في حين كانت الوقائع المثبتة من الأساس تملي فصل حالة الوزير والنائب السابق بطرس حرب عن سواها، وسط تأييد نيابي عارم لكل ما أدلى به حرب في مطالعته من دحض للاتهامات الموجهة إليه. مع ذلك بدا حرب في حضوره إلى القاعة العامة وإدلائه بمطالعته، نجم التمسك بالأصول النيابية والقانونية والديموقراطية نظراً إلى تاريخه ومراسه كأبرز رموز الرعيل المواكب لحقبات أساسية والدفاع عن النظام والأصول.

وقد وافق مجلس النواب على رفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان بـ99 صوتاً. كما وافقت الهيئة العامة للمجلس على إحالة ملف الاتصالات إلى لجنة تحقيق برلمانية بأكثرية 88 صوتاً و9 أصوات ضد الإحالة وامتناع نائبين عن التصويت. وردّ حرب من مجلس النواب على الاتهامات في حقه كوزير سابق للاتصالات، وقال: "أقف اليوم بموقع المتّهم رغم أنّني لطالما كان ضميري مرتاحًا لأنني لم أخالف القانون بل حافظت على المال العام". أضاف: "أنا النائب الأول والوزير الأول في لبنان الذي قدم تصريحاً بثروته تطبيقاً لقانون الإثراء غير المشروع ورفضت أن يكون هذا الملف معلّقاً و"فوق رأسي" تهمة هدر في حين أنّ كل ما قمت به هو وقف للهدر". تابع: "في شأن عقد إيجارات مبنى كسابيان أملك مستندات أنّ هذا المبنى غير صالح لتحمّل الأوزان للمعدات وهو يحتاج إلى ترميم". وقال: "أنا من قرر أن يفسخ العقد ويوقف الهدر، فالمساهمة في هدر الأموال العمومية كانت في عدم فسخ هذا العقد، وأستغرب كيف للقاضي بيرم أن ينص على منع المحاكمة لمن وقّع العقد". وأضاف: "من المؤسف جداً أن يعرض القضاء كرامتي أن اقف هنا بوصفي متهماً للدفاع عن نفسي. لم أقم بمخالفة واحدة في حياتي وأؤيد إنشاء لجنة تحقيق، كما أني على استعداد مطلق للتعاون مع أي لجنة تُشكّل". كما ردّ الوزيران السابقان نقولا الصحناوي وجمال الجراح على ما سيق ضدهما من اتهامات. وبعد ذلك انتخبت الهيئة العامة للمجلس أعضاء اللجنة المؤلفة من ثلاثه نواب أصيلين وثلاثة أعضاء رديفين.

وفي الاستحقاقات والتحركات الرئاسية، تتّسم الزيارة الأولى الرسمية للرئيس نواف سلام اليوم إلى باريس بأهمية خاصة نظراً إلى دقة الملفات التي ستطرح في محادثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيستقبله ظهراً في قصر الاليزيه. وأفادت مراسلة "النهار" في باريس، أن ماكرون سيكون صريحاً مع ضيفه اللبناني لجهة مطالبته بالإسراع بالإصلاحات المصرفية تحديداً، إذ تعتبر باريس أن هناك تباطؤاً على صعيد الإصلاح المصرفي. وسيبلغ الرئيس ماكرون رئيس الحكومة نواف سلام أنه لا يمكن عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان وإعادة إعماره إذا لم يتم التقدم في هذا الموضوع لأن صندوق النقد الدولي مطالب بحل المشكلة المصرفية في لبنان لكن حتى الآن لم يحدث شيء. أما بالنسبة إلى نشر الجيش اللبناني في الجنوب حسب ما تم الاتفاق عليه لوقف اطلاق النار، فالجيش أنجز الكثير في نظر باريس، لكن ماكرون سيبلغ سلام أن موضوع نزع سلاح "حزب الله" هو أيضاً مطلب فرنسي، علماً أن هناك تفهماً لمصاعب هذه المهمة في فرنسا، لكن القلق القائم هو من أن تعترض الولايات المتحدة الأميركية على التصويت على قرار بقاء اليونيفيل بضغط من إسرائيل.

ويتزامن ذلك مع إعلان الاتحاد الأوروبي إطلاق مشروع جديد بقيمة 12.5 مليون يورو لدعم الجيش اللبناني في قيادة جهود التعافي، وتعزيز الأمن، ومساعدة المجتمعات المحلية في جنوب لبنان على إعادة البناء. وسيُنفَّذ هذا المشروع من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.

بدوره، أنهى رئيس الجمهورية جوزف عون زيارته الرسمية للبحرين بعد محادثاته أمس مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي أعلن خلال اللقاء قراره بإقامة بعثة ديبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت "متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك". وصدر عن القمّة البحرينيّة – اللبنانيّة بيان مشترك، أكّد ضرورة "تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار". وأشار إلى أن "البحرين تؤكد ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصادي".

أما الموفد الأميركي توم برّاك، فأنهى زيارته للبنان بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي، حيث اعتبر أن "زيارتي حملت أملًا وهذا ما يجب التركيز عليه بدل التركيز على ما تقوله الأطراف، وأتيت إلى البطريرك الراعي لينصحني". أضاف: "يمكن أن نقدم الأمل والمال والدعم لأن الخليج والعالم معنا"، مشيراً إلى أن حصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وأعلن أنه سيعود إلى لبنان "كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبري يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور". ولفت برّاك إلى أن هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعددة في هذا المجال، وهناك خيارات عدة على الحكومة اللبنانية القيام بها. وشدّد على أن المطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر.

ولفت بيان صدر مساء أمس عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، نفى بشكل قاطع ما ورد من "أخبار نُسبت ‏إلى "حزب الله" حول جهوزيته للتصادم مع الدولة اللبنانية وإلى غير ذلك من أكاذيب". وأكد "أن تلك الأخبار ‏والمعلومات هي عاريةً عن الصحة جملةً وتفصيلًا، وهي محض افتراءات مختلقة من مخيّلة تلك ‏القنوات وخدمة لأجندات مشبوهة تسعى لخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في لبنان".‏

وسط هذه الاجواء، زار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو يرافقه النائب ملحم الرياشي، في حضور النائب وائل ابو فاعور. وبعد اللقاء اكتفى جعجع بالقول: "كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة"، مضيفاً، "الله يقدم اللي فيه الخير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد".

********************************************


افتتاحية صحيفة الجمهورية:

عون يلتقي ملك البحرين.. والمجلس يتصدّى للفساد... برّاك سافر ليعود بزيارة رابعة: المشكلة معقّدة جداً
 

المشهد الداخلي متخم بالملفّات الضاغطة عليه بكلّ مفاصله، والقاسم المشترك بينها جميعها أنّ أفقها مجهول وليس معلوماً ما إذا كانت ستُحسم بالفعل وكيف ومتى، او ما إذا كانت هناك قدرة أصلاً على حسمها بصورة جديّة، في ظل واقع عالق يعاني التخبّط المزمن في الإرباكات والتناقضات، ومستوطن في حقل مفخّخ بصراع الإرادات والاصطفافات السياسية والشعبوية والاشتباك والتخاصم والنكد المتبادل على أتفه الأسباب. واللبنانيون في هذا الوضع يبحثون عن فسحة أمل، لعلّ فيها منفذاً في هذا الإنسداد نحو إيجابيات يفتقدونها، تؤسّس لانفراجات يتوقون إليها.
في صدارة المشهد، زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف إلى البحرين، وقرار مجلس النواب برفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان وإحالة ملفات مرتبطة بوزارة الاتصالات على لجنة تحقيق برلمانية، وكذلك ملف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والتي تواكبت بالأمس مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في الأجواء اللبنانية، ولاسيما فوق الضاحية الجنوبية، إضافة إلى الملف المرتبط بهذه الاعتداءات، ويتمثل بمشروع الحلّ الأميركي الذي يعدّ أكثر الملفّات الداخليّة سخونة ودقّة في هذه الفترة.
قمة لبنانية - بحرينية
رئاسياً، التقى رئيس الجمهورية في قصر القضيبية في المنامة، أمس، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث صدر في ختام القمة بيان مشترك، أكّد على ضرورة "تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار".
وتابع البيان: "البحرين تؤكّد ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخّل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصادي".
ولفت إلى أنّ "مملكة البحرين تساند لبنان في استعادة دوره الحيوي غير القابل للتبديل أو الاستبدال، وتدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل وتنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها".
وشدّد البيان على "أهمّيّة دعوة قمة البحرين 2024 إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية، وتعزيز الجهود الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة"، مضيفاً أنّه يجب "دعم المساعي الرامية إلى استئناف مفاوضات الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وأكّد الرئيس عون في اللقاء مع ملك البحرين على المحبة المتبادلة بين لبنان والبحرين، وعلى التوق لعودة السفارة البحرينية كاملة الى لبنان. وقال "إنّ البلدين يتبادلان دوماً أغلى ما عندنا وهو إنساننا وثرواتنا البشرية، ومع ذلك نطمح ونطمع باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا، كما تعاوننا في شتى المجالات، وذلك لما فيه خير الشعبين ومصالح البلدين".
من جهته، أعلن ملك البحرين، عن قرار المملكة بإقامة بعثة ديبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، مؤكّداً على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، وأكّد على حرص المملكة الدائم على الوقوف إلى جانب لبنان، ودعمها الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية.
رسالة واضحة
وكان المجلس الينابي قد تصدّى بالأمس، لجانب من ملف الفساد، سواء في الخطوة الاستثنائية التي أقدم عليها برفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملف الاتصالات.
وأكّدت مصادر نيابية لـ"الجمهورية"، "انّ المجلس بمبادرته هذه، وجّه بذلك رسالة في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية، حول جدّية مواجهة الفساد المشكو منه، وإماطة اللثام عن هدر وارتكابات واختلاسات كان لها الأثر الكبير والمباشر على إرهاق الخزينة وإشعال الأزمة الاقتصادية والمالية الصعبة التي يعاني منها البلد".
الّا انّ المصادر عينها أكّدت أنّ "هذه الخطوة على أهميتها الكبرى، تبقى ناقصة وبلا أيّ قيمة، ما لم تقترن بجهد صادق، لمقاربة هذه الملفات، بالحيادية المطلوبة، وبالعزم الأكيد، بعيداً من أي مداخلات او محاولات للمماطلة والتمييع، على إظهار الحقائق كما هي، بإدانة المرتكبين والمشاركين وكل من له صلة بهدر او سرقة المال العام". وخلصت إلى القول: "لا بدّ من إظهار الحقائق ومحاسبة المرتكبين، والأهم استعادة المال المنهوب من مختلسيها".
وكان المجلس النيابي قد عقد جلسة عامة أمس، صوّت فيها بغالبية 99 صوتاً على رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، كما صوّت بغالبية 88 صوتاً على ملفات تتعلق بوزارة الاتصالات إبان تولّي كل من الوزراء السابقين: بطرس حرب، نقولا صحناوي وجمال الجراح، مهام هذه الوزارة، إلى لجنة تحقيق برلمانية، تألّفت من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب والنائب إبراهيم الموسوي والنائب غادة ايوب.
ملف متأرجح
على صعيد مشروع الحل، فرغم الحضور الأميركي المباشر لتمريره عبر الزيارات المتتالية للموفد الأميركي توم برّاك، لم يؤسس حتى الآن لمساحة التقاء مشتركة عليه، وخصوصاً في ما يتصل بملف سلاح "حزب الله"، وكذلك في ما يتصل بالضمانات التي يطلبها لوقف العدوان الإسرائيلي وعدم تجدده، وإلزام إسرائيل باحترام القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة والإفراج عن الأسرى اللبنانيين. حيث انتهت الزيارة الثالثة لبرّاك إلى ترحيل هذا الملف إلى زيارة رابعة له إلى لبنان، تسبق أو تلي الردّ الأميركي - الإسرائيلي، على الردّ الأميركي على جواب لبنان على مشروع الحل الأميركي.
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو أنّ هذا الملف تأرجح منذ بداية طرحه بين التفاؤل والتشاؤم، وهو ما تبدّى في المواقف التي قاربت المحادثات حوله، وتحدثت تارة عن أجواء إيجابية، وفي المواقف التي صدرت في موازاتها، وتحدثت عن أفق مسدود،.إلّا أنّ مجريات الزيارة الأخيرة وما تمّ طرحه داخل الغرف المغلقة، وفق ما تبلّغت "الجمهورية" من مصادر مشاركة في المحادثات المغلقة مع برّاك "ترفع مستوى التفاؤل في إمكان بلوغ حلّ في القريب العاجل، إنْ لم يطرأ في الطريق ما قد يأخذ الأمور في مجرى آخر، ويجب ألّا نغفل هنا العامل الإسرائيلي الذي يعتمد سياسة التصعيد والاستفزاز بقصد الابتزاز لبلوغ حلّ بحقق مصلحته حصراً".
ووفق معلومات "الجمهورية" من مصادر موثوقة، فإنّ الردّ اللبناني الذي قُدّم إلى برّاك، لم يأتِ باقتراحات جديدة او بتعديلات لمضمون الردّ اللبناني السابق، بل جاء بصياغة مكمّلة، تلحظ التزام لبنان بكل الثوابت والمسلّمات الواردة فيه في ما خصّ وقف العدوان، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب وتحرير الأسرى. وتلحظ أيضاً تصوراً حول آلية حصرية السلاح بيد الدولة، وايضاً لما قد يقوم به لبنان من خطوات وإجراءات لتسهيل بلوغ حلّ تركّز بالدرجة الأولى على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي".
وفيما لوحظ انّ اياً من المسؤولين الذين التقاهم برّاك، تجنّبوا الحديث عن إيجابيات، بل يبدو أنّهم اكتفوا بترك الحديث عن تفاؤل وإيجابيات للموفد الأميركي، أبلغ مرجع كبير إلى "الجمهورية" قوله: "من يسمع كلامه يصعب عليه فهم ما يقصده، فتارةً يحكي عن إيجابيات، وتارةً أخرى يرفض تقديم ضمانات، ويصرّح بأنّ واشنطن لا تستطيع ان تلزم إسرائيل بشيء او ترغمها على شيء، وتارةً ثالثة يتحدث عن تفاؤل، وتارةً رابعة يتحدث عن أجواء ممتازة، كما قال بعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، يعني "بيشدّ وبيرخي"، ولكن كلّ هذا لا يغيّر في حقيقة أنّنا نريد حلاً لمصلحة لبنان، وليس حلاً على حساب لبنان يوصف وكأنّه استسلام".
وبحسب المرجع عينه، فإنّ ما نسمعه داخل الغرف المغلقة، غير ما يُقال خارجها. فكل الامور تُبحث بالتفصيل، وبشكل معمّق، والبحث يتمّ بصورة هادئة وجدّية جداً، ودائماً نقول إنّ الامور في خواتيمها، والامور لم تنته بعد، وسنصل في نهايتها إلى نتيجة حتماً، وتبعاً لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن إيجابيات مسبقة او عن سلبيات، بل انّ النقاش مستمر، والامور ليست مقفلة، ونحن على موعد جديد في وقت قريب مع ردّ وعد برّاك بإبلاغه الينا، سواء عبر السفارة الأميركية في بيروت او عبر زيارة جديدة له إلى لبنان".
ورداً على سؤال عمّا اذا كان الردّ الذي سُلِّم إلى الموفد الأميركي يلحظ التزاماً بصورة مباشرة او غير مباشرة بسحب سلاح "حزب الله" شمال الليطاني، قال: "لا علم لي بوجود شيء من هذا القبيل. والكل يعلم أنّ منطقة جنوب الليطاني صارت خالية تماماً من سلاح "حزب الله".
لم يقدّم ورقة
إلى ذلك، وخلافاً للجو الذي جرى ترويجه قبل لقاء برّاك بالرئيس بري، بأنّ رئيس المجلس سيقدّم للموفد الأميركي "ورقة حلّ"، استغربت مصادر عين التينة هذا الامر، واكتفت بالقول لـ"الجمهورية": "الرئيس بري لم يقدّم اي ورقة لا الآن ولا قبل ولا بعد".
وعمّا إذا كان الرئيس بري متفائلاً قالت المصادر: "برّاك وصف اللقاء مع رئيس المجلس بأنّه ممتاز، وبرّاك نفسه عاد وقال إنّه متفائل. ومن هنا نأمل ان يكون لهذا التفاؤل ترجمته".
وفي موازاة تكرار الموفد الأميركي قوله بأنّ الاتفاق (اتفاق وقف إطلاق النار) قد فشل، أكّدت المصادر عينها انّ ما نهدف اليه، ليس الوصول إلى اتفاق جديد، وخصوصاً انّ هناك اتفاقاً موجوداً، المطلوب تنفيذه والالتزام به من قبل اسرائيل".
في بكركي
وكان برّاك، قد زار قبل مغادرته بيروت أمس، البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وقال بعد اللقاء الذي تخللته خلوة مع البطريرك: "زيارتي اليوم تحمل الراحة والأمل، ولا بدّ من التركيز على الحل، فقد حان الوقت ليتخلّى الجميع عن شيء ما والتعاون معاً".
وسُئل عن الإيجابية التي تحدث عنها بالأمس، فقال: "لقد قلت سابقاً انّ المشكلة معقّدة جداً، المشكلة التي بدأت منذ نحو السنتين، أطلقنا منذ أربعة أسابيع مبادرة إيجاد حل لها. هي ليست بحدث آني وانما تتطلّب مساراً محدداً وتستغرق وقتاً. وانا أعتقد انّ الجميع يبذل أقصى ما يمكنه من جهود في هذا السياق، الّا انّ الأمر معقّد بالنسبة للقادة اللبنانيين وبالنسبة للجميع".
اضاف: "آمل أن يستمر الحوار وأن يتواصل تصويب الأمور وتذليل الصعوبات التي أتفهمها. اميركا والرئيس الأميركي مهتمان جداً بنجاح هذا المسار. الجميع يحب اللبنانيين، فلننطلق من هذا الأمر. ولكن لا يمكننا تحديد يوم معين للقول بأنّ المشكلة قد حُلّت. فالمسؤولية ليست آحادية وإنما تقع على عاتق الجميع، وهناك من يحمل حلاً، ولكنه ليس على طاولة الحوار، لذلك يجب مواصلة الحوار معه".
وعن إمكانية عودته إلى بيروت، قال: "طبعاً سأعود إلى بيروت. الجميع يرغبون في مساعدة لبنان، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله. القرار في يدها، وإن لم يتوصّل اللبنانيون إلى تثبيت الاستقرار فلن يأتي أحد للمساعدة. هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، ووجهات النظر متعددة في هذا المجال".
وعن دور الرئيس نبيه بري، قال برّاك: "رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهوده في حلحلة الامور، لكنه مسار وعلى الحكومة ان تقّرر ما تريده. الاستقرار أساسي وحصرية السلاح نص عليها القانون ويجب تطبيقها، فالمطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات، والمطلوب الصبر ليستمر الحوار دون خسائر. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهي التي عليها أن تقرر ما يجب فعله. وليست الولايات المتحدة وحدها من تريد مساعدة لبنان، بل أيضاً دول الخليج ودول الجوار. ولكن، من أجل أن تأتي المساعدة، على اللبنانيين أولاً تحقيق الاستقرار".

********************************************


افتتاحية صحيفة اللواء:

هدية ملكية لعون: عودة البحرانيِّين.. وملفات المرحلة بين ماكرون وسلام اليوم
 
براك لم يأخذ الترياق من عين التينة.. ورفع الحصانة عن بوشكيان و3 وزراء اتصالات أمام لجنة برلمانية

 على مسارات عدة، تتحرك الاوضاع الداخلية: 1- فعلى المسار التفاوضي حول تحقيق خرق في اتفاق وقف النار، من جهة وقف العمليات العدائية الاسرائيلية ضد لبنان، والتي غادر الموفد الاميركي توم براك بيروت الى باريس من دون إحداث خرق، يخدم وضع سلاح حزب الله في عهدة الدولة من زاوية قرار «السلم والحرب» واعتبار الدولة اللبنانية هي مرجعية السلاح، ولا سلاح خارج ارادة الدولة.

على أن الاهم اعلان براك من بكركي حيث اختتم لقاءاته باجتماع مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، انه سيعود الى لبنان كلما دعت الحاجة.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما قاله الموفد الأميركي توماس براك في زيارته الى لبنان سيشكل محور متابعة لاسيما انه اعاد تكرار الفرصة الواجب الإستفادة منها في لبنان ودور الحكومة في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، مشيرة الى ان ما بعد هذه الزيارة ترقب لخطوات لبنانية بشأن التعهدات ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.

وقالت انه لا يمكن الحديث عن تفاؤل او تشاؤم بالنتائج التي خرجت بها الزيارة، انما انتظار جديد.

الى ذلك خلصت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى البحرين الى سلسلة اجراءات تنعكس ايجابا على لبنان أبرزها إقامة بعثة ديبلوماسية بحرينية في لبنان وعودة مواطنين من البحرين الى بيروت. ولفتت المصادر الى ان رئيس الجمهورية ما يزال يواصل العمل على تحقيق جدول اعمال اعده قوامه شبكة الأمان مع محيطه العربي وانشاء إستراتيجية قوية من العلاقات بين لبنان واشقائه العرب.

2- وعلى مسار التحركات الرسمية اللبنانية لحشد الدعم للبنان من الاشقاء والاصدقاء، ففي البحرين، عقد الرئيس جوزاف عون قمة مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، انضم اليه في ما بعد، ولي العهد الامير سلمان بن حمد وابناء الملك الشيخ عبدالله، والشيخ ناصر، والشيخ خالد، ووزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. كما انضم عن الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي والمستشار الخاص للرئيس عون العميد اندريه رحال.

وخلال الاجتماع القى الملك كلمة ترحيبية، مما قال فيها: تتزامن زيارتكم الكريمة مع الذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، واستئناف التمثيل الدبلوماسي لمملكة البحرين في لبنان. وبهذه المناسبة، نعلن بكل اعتزاز عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.

اضاف: وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وتعود عليهما بالخير والنفع وهو أمر نحرص عليه دائماً على العلاقات الثنائية.

وتابع: إن مملكة البحرين تحرص دائماً على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، إذ نؤكد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية. كما نجدد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانية، بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني، ويعيد للبنان مكانته الريادية في محيطه العربي والدولي.

ورد عون بكلمة قال فيها: نطمح ونطمعُ من أخوتكم، باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا .... كما تعاوننا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا، فكل الشكر لكم على كل الدعم للبنان قبل الزيارة وبعدها.. وفي خلال المحادثات، جدد الرئيس عون شكر الملك حمد على الدعم المتواصل للبنان في المحافل الاقليمية والعربية والدولية.

وخاطب الرئيس عون الملك البحرين بالقول: نتمنى ان نراكم في لبنان في اقرب فرصة ممكنة.

وصدر عن القمّة البحرينيّة - اللبنانيّة بيان مشترك أكّد على ضرورة «تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار».

وتابع:«البحرين تؤكد ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصادي».

ولفت إلى أنّ «مملكة البحرين تساند لبنان في استعادة دوره الحيوي غير القابل للتبديل أو الاستبدال، وتدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل وتنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها».

وفي هذا الاطار، يغادر الرئيس نواف سلام الى باريس، في زيارة مفصلية لجهة الدعم الفرنسي للبنان ومساعدته على النهوض، فضلاً عن الاصلاحات والاعداد للمؤتمر الذي تعد له باريس لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات للبنان اضافة الى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما اعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفل، اذ تبذل باريس جهدا كبيرا في مجال اعادة التجديد لها في جلسة مجلس الامن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب.

رفع الحصانة وإحالة 3 وزراء اتصالات إلى لجنة تحقيق برلمانية

تشريعياً، ورقابياً، رفع مجلس النواب الحصانة عن وزير الصناعة السابق والنائب الحالي جورج بوشكيان بـ99 صوتاً، وامتناع النائب جميل السيد عن التصويت، والنائب سجيع عطية، كما صوَّت على احالة ملفات فساد وهدر مال عام تتعلق بوزارة الاتصالات إبان تولي كل من الوزراء السابقين: بطرس حرب، نقولا صحناوي وجمال الجراح، مهام هذه الوزارة، إلى لجنة تحقيق برلمانية.

وطالب عدد من النواب، بخاصة نواب الكتائب بفصل الملفات، وأكد الرئيس بري ان اللجنة تحقق ولا تتهم، فأحيل الملف بموافقة 88 نائبا. وأعلن تسعة نواب انهم ضد هذه الإحالة فيما امتنع اثنان واعتبر النائب جبران باسيل ان هناك عملية تسييس في موضوع التصويت على احالة ملف الاتصالات إلى لجنة تحقيق برلمانية.

وانتخب المجلس أعضاء لجنة التحقيق بسرية بعد ايقاف البث المباشر وهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب والنائب إبراهيم الموسوي والنائب غادة ايوب.اعضاء اصيلين، كما فاز بالتزكية رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة فريد البستاني، رئيس لجنة الصحة النيابية بلال عبد الله وعضو لجنة الإتصالات النيابية النائب ياسين ياسين أعضاء رديفين.

ورد الوزراء حرب والصحناوي والجراح وموكلته المحامية ستيفاني نوفل على الاتهامات عارضين بعض المستندات والوقائع التي تثبت عدم تورطهم.

الرئيس بري أشار إلى «أن القانون معقد وعلينا ان نسير درجة درجة، وذلك ردا على استفسارات النواب حول قانون محاكمة الرؤساء والوزراء.

وبعدها طلب بري التصويت على إحالة الملف إلى لجنة تحقيق برلمانية والتصويت يتطلب 65 نائبا فاعترض عدد من النواب، من بينهم :« نديم الجميل وميشال معوض، وطالبوا بفصل كل ملف من ملفات الوزراء الثلاثة عن بعضها البعض، اي ان كل وزير سابق للاتصالات يحال ملفه إلى اللجنة لوحده، فرد الرئيس بري بالقول: لجنة التحقيق هي التي تحقق وسنصوت بالأكثرية المطلقة. واعتبر انه «ملف واحد» ونحن لا نتهم».

وأشار النائب حسن فضل الله انه «تم الجمع وفق الإحالة من المدعي العام المالي. وفيما أكد النائب الصمد هذا الكلام، اعترض عدد من النواب. فدعا النائب نديم الجميل الى فصل الملفات.

بلاسخارت في اسرائيل

4- وعلى خط اممي، بدأت امس المنسقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين الكبار. وأوضح بيان لمكتبها الإعلامي ان هذه الزيارة « تندرج ضمن إطار المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصّة مع الجهات المعنية بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) وتفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

اضاف: في ظلّ أجواء من الاضطرابات الإقليمية، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوة جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتعهداتهم ضمن إطار وقف الأعمال العدائية وتعزيز تنفيذ القرار 1701، الذي لا يزال يشكّل حجر الأساس للأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق.

5- سياسياً، زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرافقه النائب ملحم رياشي، النائب السابق وليد جنبلاط، بحضور النائب وائل ابو فاعور.

وبعد اللقاء قال جعجع: كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة، والله يقدم اللي فيه الخير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد.

وقالت مصادر مطلعة ان الرجلين استعراضا ثلاث نقاط اساسية، اولاها، التطورات في سوريا وضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان.

ثانيا: ضرورة وقف اطلاق النار بشكل كامل بين لبنان واسرائيل تطبيقا للاتفاق المبرم والشروع في الخطوات العملية التي تقود في اسرع وقت الى قيام دولة فعلية في لبنان من دون اي تنظيمات غير شرعية،يكون الجيش اللبناني وحده المسؤول عن حدود لبنان وامتلاك السلاح.

اما النقطة الثالثة فركزت على الغاء المادة ١١٢ من قانون الانتخاب بما يمكّن المغتربين من الاقتراع في دوائرهم في لبنان.

براك: حصرية السلاح نصّ عليها القانون

بالعودة الى لقاءات براك، ذكرت بعض المعلومات ان براك عاد مع السفيرة ليزا جونسون الى عين التينة بعد العشاء عند النائب فؤاد مخزومي مساء الثلاثاء، والتقى مستشار الرئيس بري علي حمدان، واستفسر منه بعض النقاط في الاقتراح الذي كان قد طرحه عليه بري صباحاً، والذي يدعو الى الزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الإعتداءات والاغتيالات والانسحاب من بعض النقاط المحتلة كخطوة اولى إنطلاقاً اساساً من اتفاق وقف اطلاق النار وآليته التنفيذية، على ان يقوم لبنان وحزب الله بخطوة حول سحب السلاح من الجنوب.

والتقى براك صباحا قبل سفره البطريرك بطرس الراعي في بكركي، وقدّم الراعي لبراك هديّتين هما عبارة عن ميداليّة فضيّة وكتاب.وفي مستهل اللقاء قال البطريرك الراعي لزائره: إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك: لا أعلم ماذا ستكون النهاية.

وقال برّاك بعد اللقاء: زيارتي تحمل الراحة والأمل، ولا بد من والتركيز على الحل، فقد حان الوقت ليتخلى الجميع عن شيء ما والتعاون معا.لقد قلت سابقا ان المشكلة معقدة جدا، وجئت اليوم الى الصرح للإستماع الى نصح البطريرك حول ما يريد المسؤولون اللبنانيون فعله حقا.

وعن الإيجابية التي تحدث عنها بالأمس، قال: أطلقنا منذ أربعة أسابيع مبادرة إيجاد حل للمشكلة التي بدأت منذ قرابة السنتين. هي ليست بحدث آني وانما تتطلب مسارا محددا وتستغرق وقتا. وانا أعتقد ان الجميع يبذل اقصى ما يمكنه من جهود في هذا السياق، الا ان الأمر معقد بالنسبة للقادة اللبنانيين وبالنسبة للجميع.

اضاف: آمل ان يستمر الحوار وان يتواصل تصويب الأمور وتذليل الصعوبات التي أتفهمها. اميركا والرئيس الأميركي مهتمون جدا بنجاح هذا المسار. الجميع يحب اللبنانيين، فلننطلق من هذا الأمر. ولكن لا يمكننا تحديد يوم معين للقول بأن المشكلة قد حلت. فالمسؤولية ليست آحادية وانما تقع على عاتق الجميع وهناك من يحمل حلا ولكنه ليس على طاولة الحوار، لذلك يجب مواصلة الحوار معه.

وعن إمكانية عودته الى بيروت، قال: طبعا سأعود الى بيروت كلما دعت الحاجة.

اضاف: الجميع يرغب في مساعدة لبنان، ولكن لا يمكن لأحد أن يفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله. القرار في يدها، وإن لم يتوصّل اللبنانيون الى تثبيت الاستقرار فلن يأتي أحد للمساعدة. هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعددة في هذا المجال.

وعن دور الرئيس نبيه بري، قال براك: رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهوده في حلحلة الامور لكنه مسار وعلى الحكومة ان تقرر ما تريده. الاستقرار اساسي وحصرية السلاح نص عليها القانون ويجب تطبيقها، فالمطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار دون خسائر. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهي التي عليها أن تقرر ما يجب فعله. وليست الولايات المتحدة وحدها من تريد مساعدة لبنان، بل أيضا دول الخليج ودول الجوار. ولكن، من أجل أن تأتي المساعدة، على اللبنانيين أولا تحقيق الاستقرار».

وكان النائب فؤاد مخزومي قد استضاف براك الى عشاء في منزله، بحضور عدد من الوزراء النواب، واكد ان زيارته تأتي في لحظة حاسمة يقف فيها لبنان على مفترق طرق مصيري، وفي رسالة واضحة وحازمة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مشددا على وجوب ان يفي لبنان بكامل التزاماته - سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، من أجل حماية سيادته، واستقراره، ومستقبله، لا بالأقوال بل بالأفعال.

ورأى انه لم يعد بإمكاننا نحن اللبنانيين تجاهل مبدأ وضع جميع الأسلحة تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بما في ذلك نزع سلاح حزب الله بالكامل، وسحب جميع الأسلحة من الفصائل الفلسطينية داخل وخارج المخيمات، وحلّ جميع الميليشيات اللبنانية والأجنبية دون استثناء.

وطالب مخزومي الحكومة اللبنانية بأن تعتمد وتنشر جدولاً زمنياً وطنياً لنزع السلاح بالتشاور مع مؤسساتها. علمًا أن نزع السلاح وحده لا يكفي لإنقاذ لبنان بل يجب أن نتحرك على جبهتين إضافيتين بالقدر ذاته من الإلحاح:

ترسيم كامل لكافة حدودنا البرية والبحرية مع جيراننا.

• وإصلاح بنيوي عميق يشمل:

• إعادة هيكلة شاملة للقطاع المصرفي، قائمة على الشفافية والعدالة وحماية المودعين.

• القضاء على الاقتصاد النقدي وغير الرسمي الذي يغذي الفساد والتهرب الضريبي.

• تفكيك المؤسسات المالية غير الشرعية فورًا، وعلى رأسها جمعية القرض الحسن التي تعمل خارج الإطار الرقابي الرسمي وتُموّل أنشطة تُهدد الاستقرار.

-إصلاح القضاء بشكل جذري لضمان استقلاليته ونزاهته وفعالية المحاكم في لبنان.

وكان بين النواب الحاضرين فيصل كرامي الذي كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي:تميّز اللقاء مع المبعوث الأميركي، السفير توماس براك، على هامش العشاء الذي أقامه الاخ والصديق فؤاد مخزومي في دارته، بالصراحة والوضوح. وقد نقلتُ له، بصدق، الهواجسَ والتمنّيات التي يعيشها حالياً السوادُ الأعظم من اللبنانيين.يرى اللبنانيون في لبنان وطناً نهائياً، بشكله الحالي وحدوده الراهنة، ويعتبرون عودة الدولة، بعد غيابٍ مزمن، فرصةً حقيقيةً لاستعادة الوطن لدوره وتألقه، وشرطاً ضرورياً لبقائه في وجه الأخطار التي تتهدّده. وجاء كلام السيد براك في غاية الوضوح والصراحة، مؤكداً أن على اللبنانيين إيجاد الحل بأنفسهم، وأنه كوسيط جاهز للمساعدة على تحقيق ذلك».

الحزب ينفي تسريبات

الى ذلك، أصدرت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» بياناً نفت فيه بشكل قاطع ما ورد في تقارير تلفزيونية، والتي نُسب فيها إلى الحزب «جهوزيته للتصادم مع الدولة اللبنانية»، إضافة إلى مزاعم أخرى وُصفتها بأنها «أكاذيب مختلقة لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة».

وأكد البيان «كل ما نُشر في هذا السياق عارٍ تماماً من الصحة، وهو محض افتراء من خيال تلك القنوات، ويأتي في إطار حملة تضليل إعلامي تهدف إلى خلق البلبلة وزعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان، وخدمة لأجندات مشبوهة».

ودعت جميع وسائل الإعلام إلى «تجاهل هذه الأخبار المفبركة وعدم اعتمادها في التحليلات أو اتخاذ المواقف على أساسها»، مشددة على «ضرورة مراجعة الجهة المختصة في حزب الله للحصول على المعلومات والمواقف الدقيقة، خصوصاً في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد».

وكانت مصادر قناة «الحدث» ذكرت ان حزب الله لن يسلم سلاحه حتى لو انسحبت اسرائيل، مشيراً الى انّ الجناح العسكري لحزب الله أبلغ بري أنه لن يسلم السلاح، وأنّه لن يمضي في أي قرار حتى لو تعهد به أي أحد وانه غير مهتم بمؤتمر اقتصادي أو إعمار. وشدّدت على أنّ حزب الله يقول إن لا أحد في الحزب قادر على اتخاذ قرار تسليم السلاح مؤكدا إنه جاهز إذا أرادت الدولة اللبنانية التصادم.

وتابع المصدر: أنّ الاجواء في الرئاستين تشير الى ان لبنان لن يخسر فرصة العودة لمحيطه العربي والدولي بسبب عناد اشخاص في حزب الله.وأعلن عن توجه لدى رئاستي الجمهورية والحكومة بالمضي قدما في اعلان التعهد بحصر السلاح بحد اقصى نهاية العام.

اضافت مصادر الحدث: ان براك طالب بجدول زمني لتسليم سلاح حزب الله على مراحل يمتدّ حتى شهر تشرين الاول كحدّ اقصى.كما ذكرت المصادر أن الردّ الذي نقله حزب الله إلى براك عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري كان سلبياً.وبينت المصادر ذاتها أن حزب الله متمسّك بسلاحه لعدم وجود ضمانات وربط مسألة سلاحه بما حصل أخيراً في السويداء جنوب سوريا.

***********************************

افتتاحية صحيفة الديار:

القلق يسود... وردّ جعجع وجنبلاط: الطوائف تستعدّ للآتي!

قنبلة براك السياسية تنفجر من بكركي: لا أعلم النهاية!
البرلمان يُحيل صحناوي والجراح وحرب إلى التحقيق ويرفع الحصانة عن بوشكيان

 الى باريس طار الموفد الاميركي المؤقت توم براك للقاء المسؤولين عن الملف اللبناني، على جري عادته بعد كل زيارة الى بيروت. والى العاصمة الفرنسية يغادر رئيس الحكومة نواف سلام للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل، املا في تحريك مياه المساعدات الراكدة، عشية المؤتمر الذي تسعى الام الحنون الى عقده دعما لنهوض لبنان من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والامنية وما يتناسل منها، فيما نجح رئيس الجمهورية في «انتزاع» قرار من ملك البحرين باقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت.

وما بين الحوادث الثلاثة، حدث برلماني تمثل برفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان افساحا في المجال للقضاء للتحقيق معه، وإحالة وزراء اتصالات سابقين، نقولا صحراوي وجمال الجراح وبطرس حرب الى لجنة تحقيق برلمانية.

برّاك في بكركي

ففي يومه الثالث في بيروت، زار المبعوث الأميركي المؤقت إلى لبنان توم برّاك بكركي حيث إلتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وخلال الزيارة، قال البطريرك الراعي لزائره: إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فكان ردّ برّاك «لا أعلم ماذا ستكون النهاية». وصرّح برّاك أنه يجب سحب سلاح كل الميليشيات في لبنان مؤكدًا أن هناك مشاكل تمنع تطبيق كامل لوقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» وموضوحًا أن هناك وجهات نظر مُتعدّدة في هذا المجال، وقال «بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبري يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور».

وبحسب مصادر سياسية مُطلعة، هناك مخاوف جدّية من أن يكون صيف هذا العام، مُلتهبًا سواء جراء عدوان إسرائيلي جديد، أو جرّاء ما يحدث في السويداء. وشدّد المصدر على أن أسلوب برّاك في تصاريحه الإعلامية لا يُطمّئن إذ أنه يُشدّد على أن المُجتمع الدولي يقف بجانب لبنان ولكن على اللبنانيين أخذ القرار، ومن جهة أخرى يتحدّث عن ضمّ لبنان إلى بلاد الشام. وهو ما يُوحي بحسب المصدر أن خلف الإبتسامات الظاهرة أمرا ما يُحاك للبنان.

بلاسخارت الى «اسرائيل»

وفي شأن غير بعيد من محور زيارة براك لبيروت، بدأت المنسقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى «إسرائيل» حيث من المقرر أن تلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين، حيث أوضح بيان لمكتبها الإعلامي ان هذه الزيارة « تندرج ضمن إطار المشاورات الدورية التي تجريها بشأن تنفيذ القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2024. في ظلّ أجواء من الاضطرابات الإقليمية».

عون في البحرين

على صعيد آخر، انهى رئيس الجمهورية زيارته الى المنامة والتي استمرت ليومين، حيث كانت له سلسلة من النشاطات واللقاءات، توجها بلقاء ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الذي اعلن عن قرار بلاده اقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، فيما عبر عون عن رغبة لبنان في استئناف التبادل التجاري الكامل بين البلدين والتعاون في شتى المجالات.

ومن مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، اكد رئيس الجمهورية ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها. وشدد على ان لبنان يرى في البحرين «شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص».

سلام الى باريس

هذا ويلتقي اليوم رئيس الحكومة نواف سلام في الايليزيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث أفادت مصادر حكومية ان المحادثات ستتناول الملفات التي هي موضع اهتمام فرنسي، ان بالنسبة للاصلاحات بما يتعلق بالمؤتمر الذي تعد له باريس لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات للبنان، اضافة الى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما اعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفل، اذ تبذل باريس جهدا كبيرا في مجال اعادة التجديد لها في جلسة مجلس الامن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب.

جعجع في كليمنصو

في النشاط السياسي الداخلي، إجتمع أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور النائبين ملحم رياشي ووائل أبو فاعور. وبحسب التصاريح الرسمية، تمّ البحث خلال اللقاء في آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وكانت كلمة للجعجع في نهاية الإجتماع قال فيها «كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة، والله يقدم اللي فيه الخير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد».

تحرّك جعجع في هذه المرحلة وفي ظل الظروف الأمنية التي تُحيط بشخصه، إستدعت تساؤلات حول أهمية هذا اللقاء وما حصل فيه فعلًا من نقاشات. وبحسب أحدّ المُحلّلين السياسيين، فإن ما يُخيف جعجع، هو الردّ الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية والتي إنتقدها عبر قوله: «الردّ الرسمي يكون من خلال الحكومة رأس السلطة التنفيذية». وبالتالي فإن جعجع بحاجة إلى حليف في هذا الملف، وقد يكون جنبلاط. أضف إلى ذلك، يعتقد المُحلّل السياسي أن تداعيات ملف السويداء على الساحة اللبنانية أخذت حيزًا مُهمًا من الإجتماع. وشدّد على أن هذه الزيارة هي لإعادة تعزيز العلاقات بين القوتين السياسيتين بعد فترة من التباعد فرضها العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.

قمة روحية قريبًا

وفي ضوء اجتماعات لجنة متابعة القمة الروحية الدورية، خاصة الاجتماع الأخير الذي عقد منذ ايام في الصرح البطريركي في الديمان، أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اتصالات هاتفية بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى، وتداول معهم في تطورات الاوضاع الراهنة واتفقوا على عقد قمة روحية موسعة، على أن تتولى لجنة المتابعة الاعداد لها.

رفع الحصانات

محليًا وفي جلسة علنية، رفع مجلس النواب الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشيكيان في جلسة صوت فيها تسعة وتسعون نائبا لصالح رفع الحصانة وذلك على خلفية الاتهامات التي تطاله حين كان وزيرًا في الحكومة السابقة.

هذا وفي الجلسة نفسها، أقر المجلس بأغلبية النواب (88 مع، 9 ضد، و2 إمتناع عن التصويت) إحالة وزراء الإتصالات السابقين بطرس حرب ونقولا صحناوي وجمال الجراح إلى لجنة تحقيق برلمانية. وقد تمّ الإستماع خلال الجلسة إلى مطالعة الإدعاء كما والدفاع من قبل الوزراء قبل التصويت على تحويلهم إلى اللجنة وسط إعتراضات من بعض النواب على التصويت على القرار بالجملة. إذا أن مطلب هؤلاء كان بأن يتمّ التصويت على حالة كل وزير على حدة، إلا أن الرئيس برّي أصرّ على التصويت على إحالة الوزراء الثلاثة بإعتبار أن الملاحقات هي لنفس القضية.

وكان إنتخب المجلس أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في جلسة سرية وتمّ إنتخاب كل من النواب الياس بوصعب، غادة أيوب وإبراهيم الموسوي (بالأصالة) وياسين ياسين، فريد البستاني وبلال عبدالله (ردفاء). وبحسب المعلومات، صوّت 91 نائباً أُلغيت منها ورقتان: 84 صوتاً للياس بو صعب، 65 لابراهيم الموسوي، 56 لغادة أيوب، 31 لسيزار أبي خليل و25 لبولا يعقوبيان.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

برَّاك: هناك فرصة أمام لبنان... ومهلة السلاح إسرائيلية وليست أميركية

وجَّه نصيحة إلى «حزب الله» بصفقة مع تل أبيب... ولمس استعداداً لـ«التطبيع»

اختتم الموفد الرئاسي الأميركي توم برَّاك زيارته الجديدة لبيروت بإعادة رسم الثوابت الأميركية من موضوع نزع سلاح «حزب الله» الذي هو مسؤولية الحكومة اللبنانية الواجب عليها تنفيذ القانون الذي ينص على حصرية السلاح بيدها، محذراً من أن عدم قيامها بخطوات ملموسة في هذا المجال يعني استمرار الوضع الحالي الذي يتضمن غارات في الجنوب وطائرات مسيَّرة فوق بيروت. وخلص برَّاك إلى أنه لا توجد مهلة مفتوحة لذلك، معتبراً أن من يقرر مدة هذه الفترة «هي إسرائيل وليست الولايات المتحدة».

وفي لقاء مع مجموعة صغيرة من الإعلاميين شاركت فيه «الشرق الأوسط»، كرر برَّاك أنه «متفائل بشأن كل هذا». وقال: «بالمناسبة، لقد أُعجبتُ كثيراً بالطريقة التي تصرفوا بها في خضم هذا الوضع... أعتقد أن الدعم الذي قدمناه يُجبر الجميع على القول: يا إلهي، علينا التغيير وإلا سنشهد كارثة».

وإذ رأى أنه «حان الوقت لتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية الاتفاقات التي أبرمتها في الماضي». قال: «وافقت الحكومة على مجموعة من الظروف التي ربما تكونون غير راضين عنها أو راضين عنها». وأضاف: «نصف من أتحدث إليهم يقولون إن الوضع الراهن جيد ولن يتغير أبداً. لذا دَعُوا (حزب الله) وإسرائيل يتقاتلان في الأسفل. هذا شأنهم. بيروت بخير». ورأى أن الناس يريدون التغيير، ولهذا عليهم أن يحددوا ما يتطلبه التغيير. وأضاف: «هناك مسار بدأ في لبنان؛ لقد انتخبتم رئيساً جديداً، ولديكم رئيس وزراء جديد، ورئيس برلمان كفء. لديكم مجموعة جديدة من الوزراء يتميزون بكفاءتهم. رجال ونساء متميزون. حاسبوهم. إذا كان هناك قانون، فعلى أحدهم تطبيقه. إذا كان قاسياً على شريحة من السكان، فعليكم أن تقولوا لهم: لستم بمنأى عن سيادة القانون. سبب نجاح لبنان في السابق هو أن الجميع يعمل خارج نطاق النظام. لقد تعلمتم مع مرور الوقت من السبعينات؛ أن اللون الرمادي يُفلح وأنَّ لكل شخص تفسيره الخاص حول ما ينص عليه القانون (...) الشجاعة تكمن في تطبيق القانون. إذا لم تطبقوا القوانين، فمن المرجح أن الذي ترونه على الحدود الإسرائيلية والطائرات المسيَّرة التي تحلق فوق رؤوسكم لن يتوقف. الأمر بهذه البساطة».

وفي تعبير مفاجئ آخر قال برَّاك بوضوح إنه «لمس في اجتماعاته استعداداً لبنانياً للتطبيع مع إسرائيل». لكنَّ هذا الكلام لم يسمعه من المسؤولين؛ «فموقف الحكومة سيكون دائماً أننا لا نتحدث حتى مع إسرائيل». وفي المقابل أكد أنه لا أطماع إسرائيلية في لبنان، قائلاً: «هل من غبي بما يكفي ليصدق ذلك حقاً؟ لو كانت لدى إسرائيل الرغبة في ابتلاع لبنان، لفعلت ذلك في لمح البصر. الجميع يعلم ذلك. حكومتكم تعلم ذلك، وهذه ليست رغبة إسرائيل. (...) أتيحت لي فرصة الجلوس مع وزرائكم. أنا معجبٌ جداً. إنه ذكاءٌ رائع، وكذلك كبار المسؤولين. لذا أعتقد أن الجميع، في أعماقهم، يقولون، بالطبع، إننا بحاجة إلى الوصول إلى حلٍّ للصراع في منطقتنا». وسئل برَّاك: «هل هناك جدول زمني... للبنان لتفكيك سلاح (حزب الله)؟»، فأجاب مباشرة: «نعم... وأعتقد أن جيرانكم (إسرائيل) هم من يحددون الجدول الزمني، وليست الولايات المتحدة».

ويخلص برَّاك مجدداً إلى القول بأن لبنان «أمام فرصة». وقال: «نعتقد أن لدينا فرصة. نعتقد أننا نستطيع المساعدة. أن نكون حلقة وصل مع جميع جيراننا عندما نكون في وضع جيد. ونعتقد أننا نستطيع، مع أصدقائنا الخليجيين ومع أصدقائنا الغربيين، ومع فرنسا، التأثير حقاً على المسار. لكن الرسالة هي نفسها: عليكم تطبيق قوانينكم. إنْ لم تطبقوها فلا يهم ما تفعلونه. لن تحصلوا على سنت واحد من رأس المال الخارجي».

دعاية «حزب الله»

وسخر برَّاك من «الدعاية» التي يبثها «(حزب الله) عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تقول إنه لا يقبل بنزع سلاحه لحماية اللبنانيين من (السوريين الأشرار)». قائلاً: «السوريون الأشرار لا يستطيعون حتى الخروج من دمشق». وأضاف متوجهاً إلى اللبنانيين: «لا تقلقوا بشأن إيران، ولا بشأن إسرائيل، ولا بشأن سوريا. اقلقوا بشأن قتل أنفسكم داخلياً. إذا تماسكتم فستسيطرون على هذه المنطقة. حتى مع إسرائيل، إنها فرصة لعقد صفقة بين (حزب الله) وإسرائيل الآن. ولو استطعتُ التحدث مع (حزب الله)، لقلتُ لهم ذلك». وأضاف: «أعتقد أن احتمالات عدم إبرام إيران صفقة مع أميركا ضئيلة جداً. لذا، فكّروا في متطلبات هذه الصفقة فيما يتعلق بـ(حزب الله) و(حماس) والحوثيين».

وأشاد برَّاك بالخطوات اللبنانية في الإصلاحات، معتبراً أن الأزمة المصرفية قابلة للحل بعد تحديد من يتحمل الخسائر، كما حصل في الولايات المتحدة في عام 1989، وكما حدث في أماكن أخرى من العالم». وقال: «في السابق كانت لديكم مجموعة من النخبويين الذين يمتلكون البنوك وينظمون البنوك والبلاد، وهم المستفيدون من كل الأموال التي تأتي وتذهب. وبصراحة تامة، يستفيدون من ذلك شخصياً. لذا لم يرغب أحد في اتخاذ القرار. أعتقد أن لديكم الآن الكثير من الأشخاص المستعدين لفعل ذلك».

وقدم برَّاك في معظم مفاصل كلامه دعماً واضحاً للقيادة السورية الجديدة، سائلاً «المشككين» عن البديل. وقال: «في نظرة سوريا إلى لبنان، لم يكن هناك أي عداء على الإطلاق. لم يفكروا أبداً في: يا إلهي، هذه فرصة على الحدود، سنستولي على مزيد من الأراضي... هم بالكاد يتعاملون مع ما يجري في دمشق». في المقابل رأى أن أمام لبنان فرصة. لذا، بالنظر إلى العقول اللبنانية والمكانة اللبنانية، ستكون هناك فرصة للتنمية في سوريا بأموال الخليج. وسأل: «لماذا كانت أموال الخليج تتدفق إلى سوريا في هذا النظام الجديد ولا تتدفق إلى لبنان؟ لأنه كان يبدأ من الصفر. على الرغم من أن الجولاني أو الشرع كانت لهما سمعة سيئة في البداية. كانت هذه هي الفرصة للمضيّ قدماً. ربما سيكون هناك فساد في المستقبل، لكن الفساد ليس موجوداً الآن. في المقابل كان لبنان (بالنسبة إلى العرب) معقَّداً للغاية. لقد كانوا جميعاً هنا. قالوا: حسناً، سوريا هي المكان الذي سنستثمر فيه، وسننشئ معاً هذا الكيان الجديد. سيكون لبنان المستفيد الأكبر، لأن السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ستنقل الأموال إلى سوريا. لكنَّ اللبنانيين، كالعادة، هم من سيقررون ما يجب فعله، تماماً كما فعلوا في دول عربية أخرى».

وأوضح برَّاك رداً على سؤال أن المقصود بالعلاقة مع سوريا في الورقة الأميركية هو ترسيم الحدود وتحديداً في مزارع شبعا. وأردف ساخراً: «بالمناسبة، ذهبتُ إلى مزارع شبعا. بصراحة، ظننت أنها مزرعة خيول أصيلة من كنتاكي. وأنها أجمل قطعة أرض رآها أحد على الإطلاق. على ماذا يتقاتلون؟ لم أفهم الأمر. ما زلتُ لا أفهمه تماماً، إنه أمرٌ يتعلق بالحدود. أقول: رائع، لنتبادل بعض الأراضي المحيطة بها. الأمر يتعلق بالأرض. هذه أرضٌ لا قيمة لها».

وتابع متحدثاً عن العلاقة بين لبنان وسوريا، معتبراً أن الأمر كله يتعلق بعدم الثقة. وقال: «إن التوافق بين سوريا ولبنان، إذا تجاوزنا كل هذا، أمر بالغ الأهمية. من جانبهم، لا يوجد عداء ولا يوجد أثر للماضي. إنهم ليسوا جزءاً مما شهدتموه من قبل مع نظام الأسد».

البطريرك الراعي

كان برَّاك قد التقى صباح الأربعاء، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي قال لزائره الأميركي إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك: «لا أعلم ماذا ستكون النهاية، لكننا نواصل العمل للوصول إلى الاستقرار».

وقال برَّاك: «زيارتي حملت أملاً وهذا ما يجب التركيز عليه بدل التركيز على ما يقوله الأطراف، وأتيت إلى الراعي لينصحني». وأضاف: «يمكن أن نقدم الأمل والمال والدعم لأن الخليج والعالم معنا»، مشيراً إلى أن حصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وقال: «ما نقوم به هو عملية متواصلة وليس حدثاً، والجميع يفعلون ما في وسعهم ويبذلون كل ما بإمكانهم لتسوية الأمور في لبنان إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما للجميع، وآمل أن يستمر التواصل، وأتفهم الصعوبات». ورداً على سؤال، قال: «بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليست أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان، إنما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة على اللبنانيين تحقيق الاستقرار، وبري يفعل ما بوسعه رغم تعقيد الأمور».

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

برّاك يغادر بحزمة أمل رغم “التعقيد الكبير” ويعد بالعودة: أصبروا

بلاسخارت في اسرائيل.. و"الحزب " يصعّد: لن نسلّم السلاح

 ما إن يغادر المبعوث الاميركي توم برّاك لبنان منهياً زيارة هي الثالثة اليه متوجهاً الى باريس، حتى يطير الى العاصمة الفرنسية ايضاً رئيس الحكومة نواف سلام للاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، في زيارة تندرج في اطار المساعي المبذولة لمساعدة لبنان على النهوض من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والامنية وما يتناسل منها، فيما يُجري رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون محادثات في البحرين لبناء شراكات مستدامة تسهم في تعافي ونهوض لبنان.

وما بين الحوادث الثلاثة، حدث برلماني تمثل برفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان افساحا في المجال للقضاء للتحقيق معه، وإحالة وزراء اتصالات سابقين الى لجنة تحقيق برلمانية.

برّاك سأعود

في يومه الثالث والاخير في لبنان، إلتقى الموفد الاميركي توم برّاك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي. وقال البطريرك لزائره إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك “لا أعلم ماذا ستكون النهاية، لكننا نواصل العمل للوصول إلى الاستقرار”. من جانبه، قال براك “زيارتي حملت أملًا وهذا ما يجب التركيز عليه بدل التركيز على ما يقوله الأطراف وأتيت إلى الراعي لينصحني”. أضاف “يمكن أن نقدم الأمل والمال والدعم لأن الخليج والعالم معنا” مشيرا الى ان حصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وقال ” ما نقوم به هو عملية متواصلة وليس حدثًا والجميع يقوم ما في وسعه والجميع يحاول كل ما بإمكانه لتسوية الأمور في لبنان إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما بالنسبة للجميع وآمل أن يستمر التواصل وأتفهم الصعوبات”. وردا على سؤال، قال “بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار لكن من أجل المساعدة، على اللبنانيين تحقيق الاستقرار وبري يقوم بما بوسعه رغم تعقيد الأمور”. ولفت برّاك الى ان هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووجهات النظر متعددة في هذا المجال وهناك خيارات عدة على الحكومة اللبنانية القيام بها. وشدد على ان المطلوب الصبر ليستمر الحوار دون خسائر.

بلاسخارت الى اسرائيل

وفي شأن غير بعيد من محور زيارة براك لبيروت، بدأت امس المنسقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين الكبار. وأوضح بيان لمكتبها الإعلامي ان هذه الزيارة “تندرج ضمن إطار المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصّة مع الجهات المعنية بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) وتفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. في ظلّ أجواء من الاضطرابات الإقليمية، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوة جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتعهداتهم ضمن إطار وقف الأعمال العدائية وتعزيز تنفيذ القرار 1701، الذي لا يزال يشكّل حجر الأساس للأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق”.

جاهز للتصادم

وكانت معطيات صحافية اشارت الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الموفد الأميركي توم برّاك بأنه لا يعد بحصر السلاح شمال الليطاني قبل نهاية العام حتى لو انسحبت اسرائيل. ولفتت الى غضب داخل الدولة اللبنانية تجاه إصرار حزب الله على إضاعة الفرصة. وقالت انّ حزب الله أكد انه لن يسلم السلاح حتى لو انسحبت إسرائيل، مشيرًا الى انّ الجناح العسكري لحزب الله أبلغ بري أنه لن يسلم السلاح، وأنّه لن يمضي في أي قرار حتى لو تعهد به أي أحد وانه غير مهتم بمؤتمر اقتصادي أو إعمار. وشدّدت على أنّ حزب الله يقول إن لا أحد في الحزب قادر على اتخاذ قرار تسليم السلاح مؤكدا إنه جاهز إذا أرادت الدولة اللبنانية التصادم. وأكّدت أنّ الاجواء في الرئاستين تشير الى ان لبنان لن يخسر فرصة العودة لمحيطه العربي والدولي بسبب عناد اشخاص في حزب الله. وأعلنت عن توجه لدى رئاستي الجمهورية والحكومة بالمضي قدما في اعلان التعهد بحصر السلاح بحد اقصى نهاية العام.

ملفات زيارة باريس

اما زيارت سلام الى فرنسا، فأفادت مصادر حكومية “المركزية” انها ستتناول الملفات التي هي موضع اهتمام فرنسي، ان بالنسبة للاصلاحات بما يتعلق بالمؤتمر الذي تعد له باريس لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات للبنان اضافة الى العناية الكبرى التي توليها للملف المالي لا سيما اعادة هيكلة المصارف، ومسألة التجديد لقوات اليونيفيل، اذ تبذل باريس جهدا كبيرا في مجال اعادة التجديد لها في جلسة مجلس الامن الشهر المقبل وارساء الاستقرار في الجنوب.

شراكات مستدامة

على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها.

*****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

فرسان ثلاثة أمام محكمة "ساحة النجمة" و"فارس" رابع يسقط عن ..."حصانته"

تسعون يومًا لتسليم السلاح

 مشهد جديد في ساحة النجمة لم يشهده البرلمان في المجلس الحالي ولا في أكثر من مجلس سابق. ومن شأن ما حدث أمس أن يعيد الروح إلى أحد الأدوار التي هي من صلب مسؤوليات السلطة التشريعية.

الحدث الأول تمثل في رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشيكيان، المتواري في قبرص، وتم ذلك بتصويت تسعة وتسعين نائبًا على رفع الحصانة.

الحدث الثاني تمثل في التصويت بثمانية وثمانين نائبًا على قرار إحالة وزراء الاتصالات السابقين نقولا صحناوي وبطرس حرب وجمال الجراح إلى لجنة تحقيق نيابية في مخالفات في قطاع الاتصالات، من خلال رعاية نشاطات ونفقات مشبوهة، منها منح ساعات عمل إضافية وهمية لمدير عام أوجيرو، التعاقد مع شركة GDS لتمديد شبكة الألياف الضوئية، ما تسبب بخسائر بمليارات الليرات، استئجار مبنى في سوليدير بكلفة مرتفعة، استئجار مبنى كسابيان بمبالغ طائلة من دون إشغاله لسنوات، استئجار مبنى في منطقة الباشورة بكلفة مرتفعة، كان من الممكن بدلًا منها شراء المبنى.

وعقب التصويت، انتخب المجلس أعضاء اللجنة في جلسة سرية، وهم بالأصالة، النواب الياس بو صعب، غادة أيوب وابراهيم الموسوي. أما النواب الردفاء فهم ياسين ياسين، فريد البستاني وبلال عبدالله.

برّاك قال كلمته ومشى

وأمس أنهى الموفد الأميركي توم براك زيارته الثالثة للبنان بلقاءات أبرزها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال بعد اللقاء: "المشكلة معقدة جدًا، وجئت إلى الصرح للاستماع إلى نصائح البطريرك حول ما يريد المسؤولون اللبنانيون فعله حقًا". وتابع: "المطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهي التي عليها أن تقرر ما يجب فعله. وليست الولايات المتحدة وحدها من تريد مساعدة لبنان، بل أيضا دول الخليج ودول الجوار. ولكن، من أجل أن تأتي المساعدة، على اللبنانيين أولا تحقيق الاستقرار". وعن إمكانية عودته إلى بيروت، قال: "طبعا سأعود إلى بيروت".

براك، وقبيل مغادرته بيروت، التقى إلى طاولة مستديرة في المطار مجموعة ضيقة من الصحافيين بينهم "نداء الوطن"، وردًا على سؤال حول تبعات ما سيحصل إذا لم يلتزم لبنان الورقة الأميركية وعن الجدول الزمني، اكتفى بالقول: "الوقت يحدده جيرانكم".

مضمون الورقة الأميركية

تزامنًا، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ "نداء الوطن" أن "الورقة الأميركية" المقدمة إلى لبنان تتضمن بنوداً شديدة التفصيل، خصوصًا في ما يتعلق بتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني. وتشير الورقة إلى ضرورة تسليم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، إلى المؤسسة العسكرية الرسمية. ويبدو أن هذا الشرط يشكّل جوهر المقترح الأميركي لحل أزمة السلاح غير الشرعي في لبنان.

من حيث الجدول الزمني، تشير الورقة إلى أنه تم تقسيم الاتفاق المقترح إلى مرحلتين أساسيتين: الأولى مدتها 90 يومًا تخصص لعملية تسليم السلاح بشكل كامل ومنظم، فيما المرحلة الثانية تستغرق 30 يومًا، يتم خلالها وضع لبنان على "سكة الحلول"، أي إدماجه في المسار الدولي الداعم لاستقراره، وضمان استيعاب الوضع الجديد من قبل المجتمع الدولي.

لقاء أميركي إسرائيلي - سوري اليوم

براك الذي أنهى زيارته لبيروت، يترأس اليوم لقاء يضم إسرائيل وسوريا، من دون أن يتحدد نهائيًا مكان اللقاء المرجَّح بين اسطنبول وباكو. وتقول معلومات "نداء الوطن" إن التفاهمات الأمنية هي محور اللقاء المرتقب.

جعجع في كليمنصو ولقاء مع جنبلاط

في المشهد الداخلي، زيارة لافتة في توقيتها ومضمونها قام بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط في كليمنصو. اللقاء الذي حضره النائبان محلم رياشي ووائل أبو فاعور ودام ساعتين وتخللته دعوة جنبلاط لجعجع إلى الغداء، تطرق بحسب معلومات "نداء الوطن" إلى معظم الملفات المطروحة ومنها حصرية السلاح بيد الدولة وملف الانتخابات النيابية والعلاقات بين "القوات" و"التقدمي الاشتراكي" والعلاقة مع الطائفة الشيعية، كذلك تم البحث في ملف أحداث السويداء، وتضيف المعلومات أن هناك تطابقًا في وجهات النظر في مختلف الملفات المطروحة، وأن الجو كان ممتازًا، وهذا ما عكسه التصريح المقتضب للدكتور جعجع بعد اللقاء حيث قال: "كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة، والله يقدم اللّي فيه خير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد".

بيان لبناني - بحريني

أنهى الرئيس جوزاف عون زيارته للبحرين، البيان المشترك بعد القمة ركز على عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها.

وبحسب البيان "أكد جلالة الملك موقف البحرين الثابت والداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وأهمية احترام الخصوصية التاريخية والتنوع الديني وقيم التعايش الحضاري التي تميز المجتمع اللبناني، ومساندة المملكة لجهود الرئيس العماد عون والحكومة اللبنانية للمضي في الإصلاح السياسي والاقتصادي وتعزيز الوحدة الوطنية لما فيه خير وصالح الشعب اللبناني.

وأشاد الجانبان بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وأكدا ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته التحديات الراهنة ودخوله مرحلة إعادة الإعمار.

وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، سعيًا إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram