بقلم سومر أمان الدين
8 تموز يوم أُعدم جسد،
وولد مشروع مقاومة لا يموت
في 8 تموز 1949،
لم يُعدم رجل… بل أُعدمت قامة فكرية وثورية كانت تحمل في عقلها وقلبها مشروع خلاص أمة بأكملها. في تلك الليلة، اغتال نظام الطائفية والعمالة جسد أنطون سعاده، لكنّه لم ينجح في قتل فكره. سُفك الدم على مذبح دولة لا تشبهنا، في زمن كانت فيه الخيانة تُكافأ، والحق يُطلق عليه النار.
اليوم، وبعد أكثر من سبعين عامًا، نقف على الركام نفسه، نبحث عن قائد، عن فكرة، عن مشروع، عن معنى. والجواب لا يزال هو هو: أنطون سعاده… لا يزال بيننا، في الفكر، في الحزب، وفي كل مقاومة ترفض الانبطاح.
“لماذا أُعدم أنطون سعاده؟”
أنطون سعاده لم يُعدم لأنه ارتكب جريمة، بل لأنه قال الحقيقة في وجه مملكة الطائفية والاحتلال. لأنه حلم بأمة واحدة، حرة، قوية، ترفض التجزئة والعمالة. لأنه أعلن الحرب على المستعمر الفرنسي، وعلى النظام اللبناني الذي صنعوه ليكون أداة قمع في يد الخارج.
أُعدم لأنه تجرّأ وقال: فلسطين لنا، والشام لنا، ولبنان ليس فندقاً طائفياً بل قلب هذه الأمة.
“في زمن الخيانة، تُصبح الفكرة جريمة”
إعدام سعاده لم يكن نهاية، بل بداية لمسار طويل من الدم والمواجهة. لأن الفكرة التي أطلقها من بيروت إلى دمشق، من حيفا إلى بغداد، من جبال لبنان إلى سواحل فلسطين، لم تكن تنظيراً فكرياً، بل مشروع مقاومة شاملة: ضد العدو الصهيوني، ضد التجزئة، ضد الطائفية، ضد الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
“الحزب القومي: مقاومة لم تُعدم”
رغم كل محاولات التصفية، لم يمت الحزب السوري القومي الاجتماعي. لأنه لم يكن يوماً مجرد تنظيم… بل كان نهجاً وجودياً، وفكرة لا تموت. منذ اللحظة التي سقط فيها سعاده، تحوّل الحزب إلى حالة نضالية دائمة، حملت السلاح في وجه الاحتلال، وقدّمت الشهداء في جنوب لبنان، في فلسطين، في سوريا… في كل معركة دفاعاً عن الكرامة.
“لماذا نحتاج سعاده اليوم أكثر من أي وقت مضى؟”
في زمن التفاهة السياسية، والانهيارات الأخلاقية، والارتباط بالغرب والصهاينة، نحتاج إلى فكر سعاده كمنارة. نحتاج قائداً لا يساوم، لا يبيع الأرض، لا يركع في السفارات. نحتاجه لأننا نواجه اليوم نفس الوحوش التي واجهها:
الطائفية = لا تزال تذبحنا
العمالة = صارت علنية
فلسطين = تُنسى وتُباع
الهوية = ممزقة
الوطن = مستباح
أنطون سعاده أُعدم برصاص الحقد، لكن الرصاصة ارتدت على النظام نفسه. الرجل مات واقفاً… رافضاً التوسّل. قال قبل إعدامه: “إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.”
اليوم، نحن مدعوون لنفعل… أن نغيّر وجه التاريخ، لا بذكرى حزينة، بل بنار لا تنطفئ. لأن أنطون سعاده ليس ذكرى، بل نداء. ليس ماضياً، بل مستقبل. ليس رجلاً، بل أمة بأكملها تنتظر الخلاص.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :