افتتاحية صحيفة الأخبار:
حذارِ تكرار تجربة التفاوض عشية وقف إطلاق النار: من قال إن أصل فكرة نزع السلاح قابل للنقاش؟
اليوم، في لحظتنا الراهنة، ووسط ما يجري في بلادنا ومن حولنا من حروب وحشية، تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتشارك فيها دول عربية وقوى سياسية في لبنان والإقليم. وأمام كل هذا، هل يوجد فعلاً، عاقل في لبنان يريد من المقاومة تسليم سلاحها... فقط لأن الأخ ترامب يريد ذلك، أو أنه مستعدّ لقتل المزيد منا؟
طبعاً، يوجد في بلادنا الكثير من السذاجة، لكن يوجد متآمرون تعوّدوا على خدمة الخارج أكثر. وهؤلاء، ينطلقون من نتائج الحرب الأخيرة مع العدو. وهم أصحاب السردية القائلة بأن سلاح المقاومة لم يمنع العدوان على لبنان.
وهؤلاء، الذين لم يدعموا المقاومة يوماً، لا ينظرون إلى الحرب إلا من زاوية أنها لم تمنع العدوان. أو أنهم ينظرون إلى نتائجها على صعيد الخسائر البشرية والمادية.
ومعظم هؤلاء، كانوا قد تولّوا تدمير لبنان بصورة أكبر، وقتلوا عشرات الألوف من اللبنانيين، وتركوا البلاد فريسة شهواتهم لنحو عقدين، لكنهم تحوّلوا فجأة، ليصبحوا أهل اختصاص، فيفترضون أن دور السلاح محصور في ردع العدو فقط، وأنْ لا دورَ دفاعياً له.
ولذلك، لا يقبل هؤلاء إخبار الناس رأيَهم في سبب عدم قدرة العدو على احتلال منطقة لبنانية طوال 66 يوماً من المواجهات.
وهؤلاء، لا يريدون أن يقرّوا بأن الخطأ الذي ارتُكب خلال عملية التفاوض وأدّى إلى الاتفاق الذي حصل دون ضمانات واضحة، هو السبب في أن العدو قدر على الدخول إلى بلدات كثيرة في الجنوب، وعمل على تهديمها، كما أن هذه الأخطاء، هي المسؤولة أيضاً عن استمرار الخروقات الإسرائيلية.
والداعون إلى تسليم السلاح اليوم، هم أنفسهم من كانوا يطالبون خلال الحرب بأن تستسلم المقاومة، وبينهم من يعتقد بأن الاتفاق وُقّع بناءً على موازين القوى في حينه، علماً أن الأمر غير دقيق على الإطلاق، لأن طبيعة التفاوض التي جرت في تلك المرحلة، لم تكن طبيعية بشيء، ولأن نقصاً في التنسيق كما في التواصل والنقاش، أدّى إلى ما حصل من اتفاق، وما نتج من ذلك من أهوال.
والنقاش حول مسار التفاوض في حينه، يعود بقوة، ربطاً بالمناقشات التي تحصل حالياً، وسط الحديث عن مفاوضات جديدة سوف تحصل مع الوسيط الأميركي بشأن مستقبل الوضع في الجنوب ومسألة السلاح والانسحاب الإسرائيلي إضافة إلى ملف العلاقات مع سوريا، حيث تزداد الخشية من اعتماد آليات تفاوض وبحث تقود إلى نتائج أكثر قساوة من الذي حصل سابقاً، خصوصاً أن الاتفاق السابق لم يكن منسجماً مع الوقائع الميدانية حيث كان العدو يواجه صعوبة في تحقيق إنجاز كبير على الأرض، وأنه لا يجب التصرف حالياً على أساس أن لبنان منزوع أوراق القوة، فتكون هناك أصوات تبرّر تقديم التنازلات بحجة أن عدم التجاوب مع الأميركيين قد يعيد إشعال الحرب.
طبعاً، يوجد في لبنان عموماً، وحتى في بيئة المقاومة، من يحمّل قيادة المقاومة المسؤولية عن القبول بالاتفاق كما جرى.
وإذا كان الأمر يستحقّ النقاش العلمي لتبيان الأمور على حقيقتها، فإن ذلك لا يلغي، أن فكرة الاتفاق قامت على أساس إنهاء الحرب، وعلى أساس برنامج لتطبيق القرار 1701، وفق آليات، تسمح للبنانيين، بأن يعيدوا صياغة سلطة الدولة في مناطق جنوب نهر الليطاني.
وكل نقاش عن أن الاتفاق يشتمل على ما سبقه من قرارات دولية، ليس له معنى في حقيقة الأمر، لأن من يريد ذلك، فليذهب إلى تطبيق كل القرارات السابقة، فهل بين هؤلاء المتعاونين مع العدو، والخاضعين لرغبة أميركا، يتذكّرون أن القرارات المتصلة بالصراع مع إسرائيل والتي تخصّ لبنان أيضاً، يوجد بينها القرار 194 الذي صدر في عام 1948، ويضمن حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين، أو أن هناك القرار 242 الذي صدر عام 1967 الذي يسمح لنا باستعادة أرضنا في العرقوب ومحيطه.
ولأن الأمور ترتبط بالحسابات الواقعية، فإن النقاش القائم الآن تحت عنوان نزع سلاح المقاومة، ما هو إلا تكرار لمطلب يخصّ إسرائيل أولاً وأخيراً.
وهي التي لم تتوقف يوماً عن مطالبتها بتفكيك المقاومة ونزع سلاحها. حتى بنيامين نتنياهو نفسه، بعد تولّيه لأول مرة منصب رئيس الحكومة، أطلق أول موقف شامل له من لبنان، بعد اجتماع له مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في عام 1997، وقال إن الانسحاب من لبنان لن يحصل قبل تفكيك حزب الله.
وها هو اليوم يعيد تكرار الأمر نفسه، بموافقة وتغطية أميركيتين، وخلاصة ما حمله معه توم برّاك، أنّ على الدولة اللبنانية تفكيك حزب الله كقوة مقاومة، حتى تقبل إسرائيل بالانسحاب من لبنان ووقف الاعتداءات والسماح بإعادة الإعمار.
للتذكير أيضاً، أنه في عام 2000، وعقب التحرير الشهير في 25 أيار، أوكلت مهمة ترسيم الحدود إلى موفد أممي هو تيري رود لارسن.
كان الرجل شديد التفاؤل عند وصوله إلى بيروت. تحدّث مع شخصيات لبنانية، سياسية ودبلوماسية عن "تسريح مشرّف" لمقاتلي حزب الله. لم يكن الرجل يفهم معنى أن تبقى المقاومة، معتبراً أن إسرائيل انسحبت وانتهى الأمر.
لكنّ رئيسه، الأمين العام للأمم المتحدة في حينه كوفي أنان، زار الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله. وبعد حديث طويل عن الأوضاع، طرح أنان مسألة إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. لم يجادله الشهيد السيد كثيراً، موضحاً له، أن إسرائيل لم تنسحب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، وأن النزاع حول ملكية مزارع شبعا، لا يعني أنها ليست محتلة، وأنها أرضّ تخص اللبنانيين.
وحتى لا يأخذ النقاش بعداً أكاديمياً حول ملكية المزارع أولاً، قال نصرالله لضيفه: هل تعلم سعادة الأمين العام، أنه لا يزال هناك معتقلون لبنانيون في السجون الإسرائيلية، وأن إسرائيل ترفض الإفراج عنهم، وأن مندوباً عنك، كان يتولى التنسيق معنا من أجل معالجة الأمر، وهو من حمل إلينا جواب إسرائيل بأنها ترفض إطلاق سراحهم؟
ولم ينتظر السيد نصرالله جواب أنان ليقول له بحسم: نحن لن ننتظر طويلاً الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الأسرى وحسم الانسحاب من تلال كفرشوبا ومزارع شبعا. بعدها، غادر أنان قائلاً للارسن وآخرين من العاملين معه، إن عليكم أن تنزعوا من رؤوسكم فكرة تسليم حزب الله للسلاح. وهو موقف عاد وأبلغه إلى الإسرائليين والأميركيين.
اليوم، يتصرّف السياسيون كما كبار المسؤولين في الدولة، بأن ما يجري من قبل إسرائيل لا يعنيهم، إلا من زاوية أن من أتى بالسلطة الجديدة إلى الحكم، يطالبها ليلَ نهارَ بأن تعمل على نزع سلاح المقاومة.
وغير هذه العبارة، لا يعرف هؤلاء أي شيء عن الصراع مع إسرائيل، ولا عن الاحتلال المستمر، ولا عن كل نتائجه. وإذا كان وزير الاقتصاد عامر البساط عرف سعر ربطة الخبر بعد تولّيه وزارة وظيفتها حماية المستهلك، فإن أي مسؤول عندنا، سيكون مُحرجاً، إن سأله أحد الصحافيين: هل تعرف كم يوجد لدى العدو من معتقلين لبنانيين... هل تعرف أسماءهم؟!.
عملياً، يتصرف أعداء المقاومة لا خصومها، على أنهم في قلب الحرب المستمرة ضدها من قبل إسرائيل وأميركا، وهؤلاء، لا يغيّرون في نمط تفكيرهم أبداً.
فهم لا يقيمون وزناً للتغيير الهائل الذي حصل في سوريا. ولا يريدون مناقشة تأثيرات ذلك على لبنان، وعلى المقاومة وأهلها... وها هم اليوم، يكرّرون بكل وقاحة، ما سبق أن فعلوه بعد اندلاع الأزمة في سوريا، عندما هاجموا وزير الدفاع في حينه فايز غصن، ومن خلفه الجيش، لأنه قال إن عناصر تنظيم "القاعدة" صاروا يتواجدون على حدود لبنان، ودخلوا إلى جرود عرسال وبعض مناطق عكار.
وقامت الدنيا ولم تقعد، وهم أنفسهم، السياسيون والإعلاميون، الذين اعتبروا هذا الكلام، تبريراً لتدخّل حزب الله في الحرب السورية، هم أنفسهم اليوم، الذين يعتبرون أي حديث عن تسرّب إرهابيين من سوريا إلى لبنان، أو عن ملاحقة شبكات أو مجموعات لتنظيم "داعش"، أنّ ذلك محض اختلاق، وهدفه التبرير لبقاء السلاح في يد حزب الله... وكأنّ هؤلاء، يريدون من الناس، أن يستمعوا إلى رؤاهم السياسية، والكل يعرف، أنهم مجرد حفنة من خدم السفارة في لبنان.
لم ولن يتوقّف
العدو كما أميركا عن طلب تفكيك بنية المقاومة العسكرية، والداعمون من لبنان لم يقفوا يوماً إلى جانب المقاومة وأهلها
حتى وليد جنبلاط، الذي أراد استثمار قراره تسليم بعض الأسلحة الموجودة في حوزة حزبه إلى الجيش، في سردية نزع السلاح من المقاومة، لم يكن جريئاً في مكاشفة أهله، بأن الأمر يتعلق بمشكلة كبيرة قائمة اليوم داخل البيئة الدرزية.
وهو لا يعرف كيف يشرح للناس، أنه ربما استعجل في إعلان ثقته بالسلطة الجديدة في سوريا. صحيح أن جنبلاط، يواجه اليوم حرباً شعواء يقودها انعزاليون من دروز لبنان وسوريا وفلسطين، كما يواجه حملة تقودها فرق درزية على صلة بالعدو، إلا أنه، يعرف أن الناس عنده يرفضون تسليم السلاح، لأنه لا يقدر على طمأنتهم بأن هناك ضمانات بعدم تعرّضهم كجماعة للاعتداء من قبل الآخرين، علماً أن جنبلاط كان عاد من آخر زيارة له إلى دمشق، بشعور كله مرارة وخيبة.
لكنه، قد يكون محقاً في عدم إدخال العوام في كل هذا النقاش. لكنّ جنبلاط، لا يمكنه أن يفرض هذا المنطق على الآخرين، خصوصاً على المقاومة، وهو الذي بات أكثر راديكالية في موقفه من النظام الصهيوني ليس في كيان العدو فقط، بل في العالم كله.
أيضاً، يشير البعض، إلى أنه يوجد بين الشيعة في لبنان من تعب من المقاومة، وأن هناك مناخات تسود أوساطاً برجوازية شيعية حديثة العهد، تربطها علاقات برجالات نافذة في المنطقة، تطالب الحزب بوقف المقاومة. ثم يشار إلى أن أوساطاً قريبة من الرئيس نبيه بري، على أنها هي أيضاً، تعتبر أن الشيعة في لبنان قاموا بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية، وأنّه أوانُ الاهتمام بالوجود الشيعي.
وربما تكون هناك آراء من هذا النوع حتى بين كوادر أو مناصرين لحزب الله. لكنّ هذا الموقف، لا يمكن له أن يحتل المشهد، أو أن يجري التعامل معه على أنه مركز التفكير.
ومن لا يجيد قراءة حركة الناس جيداً، لن يفهم، معنى أن يحتشد أكثر من خمسين ألف شاب وصبية دون الخامسة والعشرين من عمرهم، كل ليلة للهتاف ضد إسرائيل وتأكيداً على الوعد للشهيد السيد بأنهم مستمرون في طريق المقاومة.
على أي حال، ربما كان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، كثير الدبلوماسية في طريقة مقاربته للقضية.
لكنّ الرجل، لا يفعل ذلك إلا لأنه لا يريد أخذ البلاد إلى مشكلة أو سجال في غير مكانه. وهو عندما لا يهدّد بالويل والثبور، فهذا لا يعني عجزاً، بقدر ما يعني أن لديه طريقته في التعبير عن الموقف. وهو اضطر خلال الخطب التي ألقاها في ليالي عاشوراء إلى التوضيح بأشكال مختلفة، بأن من ينتظر من المقاومة تسليم سلاحها، عليه الانتظار طويلاً!.
*************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بوتين أكد لترامب لا وقف للنار في أوكرانيا دون حلّ شامل… وترامب: لا تقدم
اتفاق غزة تقدّم جزئي… والإبادة مستمرّة… وسرايا القدس لعمليّات نوعيّة ضخمة
لبنان يناقش طلبات أميركيّة على صفيح ساخن في ظل الغارات والتهديد بالحرب
تسبّب ما كشفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الفشل في تحقيق أي تقدّم خلال محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً ما طلبه من موافقة روسية على وقف إطلاق نار في أوكرانيا، بتأكيد حجم المسافة الفاصلة بين المواقف الأميركية والروسية، بصورة خاصة في ما يتعلق بتمسك روسيا بربط أي وقف لإطلاق النار بالتوصل إلى حل شامل يطال كل قضايا النزاع، وهو ما نقله الكرملين عن الرئيس بوتين، وبقي نقاش الملفات الأخرى غامضاً خاصة ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، إلا ما فهم من كلام الرئيس بوتين عن أولويّة حل مشاكل الشرق الأوسط عبر الحوار والتفاوض.
بموازاة إعلان ترامب لهذا الفشل، تفاءل ترامب بفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتحدّثت مصادر إعلامية أميركية عن احتمال إعلان الاتفاق يوم الاثنين المقبل، خلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، والتقدّم الجزئيّ تحدّثت عنه مصادر المقاومة في غزة، لكنها أكدت أن المسافة الفاصلة لا تزال تجعل الاتفاق رهناً بوضوح مصير إنهاء الحرب، خصوصاً بطبيعة الضمانات الأميركية لتحول الهدنة الى وقف نهائي للحرب وتمديد وقف إطلاق النار وضمان مواصلة دخول المساعدات إذا استمر التفاوض حول إنهاء الحرب لما بعد مدة الستين يوماً للهدنة المقترحة. وفي ظل هذا التفاوض كانت المجازر الإسرائيلية تتواصل وتحصد رقماً جديداً لأكثر من 120 شهيداً من المدنيين العزل نسبة كبيرة منهم في مناطق توزيع المساعدات الغذائية، ومع مواصلة جريمة الإبادة تواصل المقاومة عقابها للاحتلال وقد كانت سرايا القدس صاحبة الإنجازات يوم أمس بعدد من العمليات النوعية استهدفت قوات الاحتلال وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى ودمّرت عدداً من الآليات.
لبنانياً تتواصل المشاورات الرئاسيّة لبلورة الرد الرسمي على الطلبات التي حملها المبعوث الأميركي توماس برّاك، وتقول مصادر متابعة إن النقاش يجري بينما لبنان على صفيح ساخن في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية عبّر عدد من الغارات التي شنّها طيران الاحتلال في عدد من مناطق الجنوب، واستهدفت سيارة في خلدة على أبواب العاصمة بيروت، وفيما ينطلق لبنان في نقاش الطلبات الأميركيّة من التساؤل عن مصير الاتفاق الذي صاغته واشنطن وكفلت تطبيقه لوقف إطلاق النار يؤكد المعنيون في لبنان بأن لا تنازلات يمكن تقديمها عن الحقوق الوطنية السيادية للبنان في أرضه وأجوائه ومياهه، وأن مستقبل سلاح المقاومة هو موضوع حوار بين اللبنانيّين تحت عنوان حماية لبنان.
وفيما يترقب لبنان زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك إلى بيروت لتسلّم الرد اللبناني الرسمي على اقتراحاته، صعّد العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان وصولاً الى بيروت، حيث استهدف سيارة على طريق خلدة ما أدى لسقوط شهيد وعددٍ من الجرحى بالتزامن مع سلسلة غارات شنها على الجنوب والبقاع الغربي.
ووضعت مصادر سياسية العدوان الإسرائيلي أمس، في إطار الضغط العسكري على لبنان وعلى حزب الله لمواكبة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المستمر والمكثف في ضوء التفاوض على موضوع الورقة الأميركية وقبل وصول برّاك الى بيروت لفرض الشروط الأميركية على لبنان. ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن التصعيد العسكري يحمل رسالة إسرائيلية – أميركية الى بيروت بأن هذا ما سيكون عليه الوضع من توسيع للحرب على لبنان بحال لم يستجب لبنان للورقة الأميركية ولم يأتِ الرد وفق المطلوب أميركياً.
وكشف أوساط دبلوماسية لـ”البناء” عن ضغوط كبيرة أميركية أوروبية خليجية يتعرّض لها لبنان وبشكل خاص على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لإنهاء ملف سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والانفتاح على النظام السوري من خلال الموافقة على الورقة الأميركية ببنودها الثلاثة السلاح والإصلاح والعلاقات مع سورية. ولفتت الى أن “الرسائل الدبلوماسية التي تصل الى المراجع الرئاسية تحذر لبنان من مغبة التلكؤ بتنفيذ الورقة الأميركية والتفريط بفرصة الاحتضان الدولي والعربي للبنان والمساعدة بحل أزماته لا سيما الوضع الحدودي وتجنيب لبنان أي توجه إسرائيلي لتوسيع الحرب على لبنان، وترك لبنان لمصيره”.
وسبق برّاك إلى لبنان الموفد السعودي يزيد بن فرحان، فيما استنفرت اللجنة الخماسية الدبلوماسية مجدداً واجتمعت رباعياً (لغياب السفير السعودي بداعي السفر) على مدى ساعتين في السفارة الأميركية في عوكر ناقشت خلالها الموقف اللبناني.
وينشط الأمير السعودي على جبهة تنظيم وتوثيق العلاقات اللبنانية – السورية لبلوغها افضل حال والشروع في ترسيم الحدود لضبطها ومنع التهريب على أنواعه نهائياً.
وأبرز الاتصالات السياسية دار أمس، بعيداً من الاضواء مع وصول بن فرحان الى بيروت، حيث يمكث في لبنان أياماً عدة وقد يلتقي المبعوث الاميركي إثر وصوله.
ونفى رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح صحافي ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن مواقف منسوبة إليه تتعلق بسلاح “حزب الله”.
وأكد بري أن “كل ما يُتردّد ويُنقل على مواقع إعلاميّة والتواصل الاجتماعي نقلاً عني في خصوص السلاح هو فبركات إعلامية كاذبة لا أساس لها من الصحة”.
وأفيد أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل موفداً من حزب الله الثلاثاء الماضي تبلّغ منه “نصف جواب” كان عبارة عن مجموعة ملاحظات، وأن علي حمدان، ممثل بري، نقل الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع الثلاثاء على أن يتبعها جواب رسمي”.
ولفتت المعلومات الى أن حزب الله سيبلّغ إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة براك الى الرئيس نبيه بري خلال أيام.
واجتمعت اللجنة الرئاسية المشتركة أمس، مجدداً عقب تبلغ الإجابة الرسمية لمناقشتها تمهيداً لإنجاز الردّ اللبناني الرسمي. وتابعت المعلومات مشيرة الى ان اللجنة الخماسية تتابع الاجتماعات اللبنانية لمواكبة الرد الرسمي على الورقة الاميركية في اجتماعها الذي يعقد في منزل السفيرة الأميركية في السفارة في عوكر.
وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي لقناة “الحدث” بأن المبعوث الأميركي الى سورية توم برّاك التقى أمس، مسؤولين في قصر الإليزيه لبحث الوضع في لبنان وسورية. ولفت المصدر الى أن باريس وواشنطن اتفقتا على تعزيز التعاون في الملفين اللبناني والسوري، وذكر بأن واشنطن وباريس تؤكدان التزامهما بسيادة لبنان واستقراره.
وأوضح بأن براك ووزير الخارجية الفرنسي بارو ناقشا دور آلية وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل”. ولفت إلى أن ملف اليونيفيل في الجنوب اللبناني سيُبحث بين برّاك ومسؤولين في الرئاسة الفرنسية الليلة. وأكد بأن باريس وواشنطن تعملان معاً لتعزيز جهود مكافحة داعش في سورية. وأردف “الجانبان يدعمان اتفاقاً بين سلطات الحكم الانتقاليّ في سورية وقوات سورية الديمقراطية للحفاظ على الاستقرار”.
في المقابل قال رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد إبراهيم أمين السيد خلال إحياء الليلة الثامنة في المجلس العاشورائيّ المركزيّ في مجمّع سيد الشهداء: “نحن في زمن انتصار الدول غير الخاضعة ونحن في زمن انتصار الشعوب غير الخاضعة والمقاومات والأحزاب والمنظمات غير الخاضعة”، وقال: “الزمان زماننا والعصر عصرنا لأن المتخاذلين والخاضعين ليس لديهم زمان”.
ورأى أمين السيد أن الانتصار الإيراني الأخير على العدوَّين الصهيوني والأميركي، العامل الأول فيه هو الإمام السيد علي الخامنئي والثاني الشعب العظيم في وطنيّته والثالث القوات المسلحة والرابع هو الدولة في إيران”، وأوضح أنّه “تمّت محاربة إيران بسبب وقوفها إلى جانب فلسطين ونصرة المظلومين في العالم”، متسائلًا: “أيّ دولة في العالم تجرّأت على الوقوف إلى جانب فلسطين والمقاومة الفلسطينية؟”. وأكّد أنّ “أهمية الجمهورية الإسلامية في إيران أن وجودها مبنيّ على استقلالها”، مشددًا على أنّ “إيران دولة غير خاضعة”. ونوّه إلى أنّه “مع السيد الشهيد أبو هادي بكينا وسوف نبقى نبكي، لكن الذي يحبّه يجب أن ينهض في مشروعه وإفشال مشروع الأعداء”، ولفت إلى أنه “لم تمر فترة كان فيها الظلم والكفر يسيطر بنسبة 100% بل كان هناك أجيال تقف وتواجه”.
وتوجّه للمستكبرين بالقول: “انتظروا قدوم الجيل القادم والغاضب والمنتقم”.
وفي حديثه عن الشهيد الأسمى نوّه إلى أنه: “كان عقلًا بحجم أمة، وكان عقلًا يسع الجميع ويضم الجميع”، مشيرًا إلى أن الشهيد السيد حسن نصر الله “أخذ الأمة إلى حيث يجب أن تكون، إلى المراتب العليا، وأخذهم إلى أفضل الكلمات، وكلمة الله هي العليا”.
وأكّدت كتلة الوفاء للمقاومة، حرصها على “وجوب تظهير موقف لبنان الدولة والشعب قويًا وسياديًا واضحًا، خصوصًا أنّه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب فيما ضرب العدو الصهيوني ولا يزال هذا الإعلان عرض الحائط”.
وقالت الكتلة في بيانها بعد جلستها الدورية برئاسة النائب محمد رعد: “ليكن واضحًا أيضًا أنّ لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه الوطنيّة الكبرى والسيادية وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى لمصلحة العدو الصهيوني، بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يُلزمه الاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ أو تحايل أو تذرع واهٍ ومفضوح”.
وشددت على “ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، والإجراءات والمسارات التي تتصل بالأمن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة وبسط سلطة الدولة”، ورأت أنّ “المقدّمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في إعلان وقف إطلاق النار”.
إلى ذلك، صعّد العدو الصهيوني اعتداءاته على لبنان وسيادته، وضمنًا القرار الدولي الرقم 1710، بسلسلة غارات جوية امتدت من مدخل العاصمة الجنوبي لبيروت وحتى الجنوب.
وبدأت اعتداءات العدو أمس، بغارتين نفذتهما طائرة مُسيّرة، استهدفتا سيارة مدنية على أوتوستراد خلدة عند المدخل الجنوبي لبيروت، وأسفرتا عن ارتقاء شهيد وإصابة 3 أشخاص بجروح وفقًا لبيان وزارة الصحة اللبنانية.
وبعد أقلّ من ساعة شنت طائرات العدو “الإسرائيلي”، سلسلة غارات عنيفة ومتتاليّة على مجرى نهر الليطاني بين بلدتي زوطر ودير سريان.
وفي الوقت نفسه، شهدت منطقة إقليم التفاح سلسلة غارات جوية مكثفة، استهدفت أطراف بلدة العيشيّة في قضاء جزين بغارتين، أسفرتا عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر في الأرواح حتى اللحظة.
وعاودت الطائرات الحربية الصهيونية اعتداءاتها فشنت سلسلة غارات جوية أخرى استهدفت تلال المحمودية وبرغز وجبل صافي وزلايا.
وواصلت المحلقات الصهيونية اعتداءاتها على البلدات الحدودية حيث ألقت قنبلة على معمل للحجارة شمال بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون، وألقت قنبلة صوتية على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل من دون الإفادة عن وقوع إصابات.
وفي سياق متصل لم تغِب خروقات الطائرات المُسيّرة التابعة للعدو الصهيونيّ عن الأجواء اللبنانية ونفذت تحليقًا متنقلًا بين المناطق اللبنانيّة من الجنوب وصولًا حتى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبيّة.
وتسلّلت مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي فجر الخميس إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدّى إلى تدميره.
*************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
تحرّك مفاجئ لبن فرحان و”الخماسية” في بيروت… تصعيد إسرائيلي يسابق الديبلوماسية ويبلغ خلدة
تعتقد جهات معنية أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصلياً لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية
اذا كانت مطاردة المسيّرات الإسرائيلية هدفاً من كوادر “الحزب” (يتبع فيلق القدس الإيراني) في عمق أوتوستراد خلدة وعلى مقربة من مطار بيروت عصر أمس، شكلت عنواناً متقدماً للضغط الميداني الإسرائيلي على لبنان، فيما يخوض أركان السلطة فيه اختباراً صعباً لتقديم تصوّر عملي لنزع سلاح “الحزب”، فإن ما لم يقلّ إثارة للقلق هو التحركات الديبلوماسية الاستثنائية التي برزت تباعاً وبتزامن لافت فجأة في الساعات الأخيرة. فقد بدا واضحاً أن الاندفاعة الديبلوماسية المفاجئة التي تمثلت في وصول الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت من دون إعلان مسبق، والذي تلاه اجتماع للجنة سفراء المجموعة الخماسية المعنية بمتابعة الوضع في لبنان، والتي تضم سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في السفارة الأميركية في عوكر مع غياب السفير السعودي لوجوده في بلاده، إنما عكست تحركاً دولياً بارزاً لمواكبة الاهتزاز الذي يخشى أن ينجم عن تعثر حركة إعداد لبنان لردّه الرسمي على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك في زيارته الأولى لبيروت. واتخذ وصول بن فرحان كما اجتماع اللجنة الخماسية دلالات بالغة الأهمية، لجهة ما تردد في الكواليس السياسية اللبنانية من أن هذه الحركة تهدف إلى “إسناد” الاتجاه اللبناني عبر اجتماعات لجنة المستشارين للرؤساء الثلاثة لإنجاز تصوّر جاد وملتزم ومبرمج زمنياً بهدف إتمام بسط سيادة الدولة على كل أراضيها واحتكار السلاح ونزعه من “الحزب” وكل الفصائل غير اللبنانية أيضاً. وبرز توقيت هذه الحركة قبل أيام قليلة من عودة الموفد الأميركي إلى بيروت الاثنين المقبل، بما عكس وفق المعطيات التي ترددت في الكواليس السياسية تنامي الخشية، وتالياً التحذيرات الدولية من معالم تصعيد “الحزب” لرفضه تسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية بما تعين بازائه إطلاق حركة ديبلوماسية تهدف إلى تنبيه لبنان من مغبة المحاذير التي يرتبها هذا الرفض. وتعتقد جهات معنية أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصلياً لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية بعد أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تلقى الردّ النهائي المفترض من “الحزب” على مضمون التصوّر الرسمي الذي وضعته اللجنة الرئاسية. ويأتي هذا التطور وسط انطباعات قاتمة أثارها، أولاً التاخر المتعمّد من جانب الحزب في إبلاغ بري موقفه من التصور الجاري وضعه كردّ على ورقة برّاك، ومن ثم تالياً التصعيد المتدرج المتعمّد للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لمواقفه الرافضة تسليم سلاح الحزب من دون تمييز أو تفرقة بين تسليمه إلى الدولة اللبنانية أو إسرائيل، كأنه يساوي بينهما لتكبير حجر الرفض وتبريره.
وكانت معلومات أفادت أن بري استقبل موفداً من الحزب وتبلّغ منه جواباً غير كامل ضمن مجموعة ملاحظات للحزب ونقلت الملاحظات إلى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها على أن يتبعها جواب رسمي. وتحدثت المعلومات عن أنه يفترض أن يكون الحزب أبلغ في الساعات الماضية إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة برّاك إلى الرئيس بري، وحينها تجتمع اللجنة الرئاسية مجدداً لمناقشته تمهيداً لإنجاز الرد اللبناني الرسمي.
ووسط هذه المناخات سجل وصول الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت مساء الاربعاء، وذُكر أنه قد يمكث في لبنان أياماً عدة وقد يلتقي المبعوث الأميركي إثر وصوله. وأعلن قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون استقبل بن فرحان بعد ظهر أمس من دون أي تفاصيل عن اللقاء.
تزامنت هذه التحركات مع أجواء نقلتها مراسلة “النهار” في باريس عن الأوساط الفرنسية النافذة، التي رأت أن إسرائيل ستستمر في استهداف مواقع سلاح “الحزب” أو عناصره وكوادره في لبنان. وبالنسبة إلى التجديد للقوة الدولية في الجنوب في نهاية آب، تجري باريس مشاورات مع الشركاء في مجلس الأمن وترى أن لا سبب لتغيير مهمة اليونيفيل، وتطالب بانتشار الجيش اللبناني طبقا للقرار 1701 والإسراع بذلك وتطالب بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس من الجنوب، علماً أن الأنطباع السائد في الأوساط الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن ينسحب من النقاط الخمس. أما عن آلية وقف إطلاق النار الثلاثية، فهي معنية بالإشارة للجيش اللبناني إلى المواقع التي يجب معالجتها في الجنوب، والتي تمكن بالفعل من تحقيق أهداف القرار الذي ينص على السيطرة الكاملة للجيش اللبناني وأنه من الضروري الالتزام بما تنصه قرارات مجلس الأمن. وتضيف الأوساط الفرنسية في شأن ما طلبه المبعوث الأميركي توم برّاك من القيادات اللبنانية بتجريد “الحزب” من سلاحه في مهلة لا تتجاوز تشرين الثاني، أن باريس تنسّق مع برّاك ولكنها ترى أنه إذا أمكن تحقيق تجريد”الحزب” من سلاحه بحلول تشرين الثاني، فذلك أمر جيد جداً، لكن التجربة تجعل الجانب الفرنسي حذراً جداً إزاء هذا الموعد. أما عن موعد عقد مؤتمر لإعادة الإعمار في لبنان، فترى باريس أنه قد يتم في الخريف.
وفي المواقف الداخلية البارزة، حضر أمس موضوع حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية في لقاء صحافي موسّع عقد في معراب، وتحدث فيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن ملف انتخاب المغتربين أولاً ثم عن ملف السلاح، فقال إنّ “نزع السلاح يشكّل مطلباً لبنانياً قبل أن يكون مطلباً دولياً وهذا ما يجب التركيز عليه”، مضيفاً أنه “في الجانب العملي إن سلاح “الحزب” لا يشكّل توازناً استراتيجياً إنما عامل جذب لاعتداء إسرائيل على لبنان”. وشدّد على أن “قصة سلاح “الحزب” أخذت حدّها ويجب متابعتها والتعاون لإيجاد حل”. ولاحظ أن رئيس الجمهورية “ليس مع التسبب بمشاكل في الداخل اللبناني لكن نزع السلاح يحتاج قراراً. لسنا ضدّ أن يحاولوا إقناع “الحزب” في تسليم سلاحه لكن متى سيسلّمه؟ الحلّ في أن تضطلع الدولة اللبنانية بدورها”. في محصلته، “الحوار مع “الحزب” عظيم لكن مضى 5 أشهر والحوار الذي لم يعطِ نتيجة في 5 أشهر لن يعطي نتيجة”.
في غضون ذلك، سجل تطور ميداني لافت تمثل بإغارة مسيّرة إسرائيلية عصر أمس على سيارة على طريق عام خلدة وإعلان الجيش الإسرائيلي فوراً عن الغارة. وأعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، أن الغارة استهدفت “مخرباً كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الإيراني”.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في خلدة، أدت في حصيلة أولية إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة بجروح.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساءً غارات على منطقة النبطية وتلال بين يحمر وزوطر وصولاً إلى العيشية وجبل صافي.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الضغوط تشتد قبل عودة برّاك وبري يعيد ترسيم الــــمشهد
ظهر الموفد الاميركي توماس برّاك في باريس أمس، باحثاً مع المسؤولين الفرنسيين في مهمته اللبنانية، بعدما كان زار الرياض اخيراً للغاية نفسها، على ان يزور بيروت الاثنين المقبل للمرّة الثانية، لتلقّي الردّ اللبناني على المقترحات الاميركية التي كان نقلها الى المسؤولين اللبنانيين ايام الحرب الاميركية ـ الاسرائيلية الأخيرة على ايران. وملاقاة لوصول براك، ارتفع أمس منسوب الضغوط الخارجية وفي بعض الاوساط الداخلية في موضوع نزع سلاح الحزب، في الوقت الذي ينتظر انجاز الردّ على المقترحات الاميركية خلال عطلة نهاية الاسبوع على الارجح، خصوصاً ان اللجنة الرئاسية المشتركة المكلّفة اعداده اجتمعت بعد ظهر امس في القصر الجمهوري وانجزت معظم الردود على المقترحات على أن تنجز المسودة النهائية لهذه الردود بعد تبلّغ المعنيين الموقف النهائي لـ «الثنائي الشيعي»، الذي سجّل على جبهته لقاء قبل يومين بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، جاء في اطار استكمال المشاورات التي لم تصل إلى خواتيمها النهائية بعد.
على مسافة ايام من وصول براك إلى لبنان الاثنين المقبل يشتد الضغط على الدولة اللبنانية المتمثلة بالرؤساء الثلاثة الذين يتولون صوغ الردّ الرسمي، وعلى الحزب خصوصاً، للتعهّد بتسليم سلاحه. وقد أكّدت معلومات لـ«الجمهورية» انّ الحزب لم يسلّم بعد ردّه النهائي والرسمي في انتظار ما ستسفر عنه جولات التفاوض.
وقال مصدر مسؤول مضطلع على جانب من الاجتماعات لـ«الجمهورية»، إن التشاور قائم، وإن رأي الحزب في الورقة أصبح واضحاً في أي اتجاه، لكن في النهاية هناك أجوبة نهائية يجب ان تعطيها الدولة على المقترح الأميركي، ويفترض أن تكون هذه الأجوبة موضع توافق. واشار، «أنّ الرئيس نبيه بري أعاد تصويب المشهد خصوصاً أنّ فريقاً معيناً يريد جواباً محدداً يعمل عليه من خلال ضخ أجواء ضاغطة تتقاطع بين الداخل والخارج».
وكشف المصدر أنّ الاجتماع الأخير للجنة صوغ الردّ في القصر الجمهوري وضعت خلاله أجوبة عن معظم بنود الورقة. أما الجواب الأساسي المتعلق بالسلاح وهو بيت القصيد بالتأكيد، لا يستطيعون الإجابة عنه وحدهم ويجب أن يكون الحزب الطرف الأساسي في هذا الجواب. ولفت المصدر إلى أنّ هناك نقطة مهمّة جداً في السياق العام، إذ أنه حتى الرؤساء الثلاثة لا يستسيغون طبيعة الورقة التي تتبنّى الموقف الإسرائيلي بكامله وتُسقط عدم التزامه باتفاق وقف النار والقرار 1701. والأهم أنّ هذا الاتفاق التزم لبنان به بكل شروطه سواء بالانسحاب او بتسليم السلاح جنوب الليطاني وعدم الردّ على الخروقات والاغتيالات التي بلغت 190 شهيداً، واسرائيل تستكمل عدوانها وفق اتفاقية سرّية بينها وبين الأميركيين خارج نص الاتفاق. من هنا يعتبر الرئيسان عون وبري أن الورقة لا تشكّل ضماناً لتأمين التزام إسرائيل الكامل.
«الثنائي الشيعي»
وأكّدت مصادر «الثنائي الشيعي» لـ«الجمهورية»، أنّ هناك هواجس لدى قسم من اللبنانيين حتى في البيئة المسيحية، زادها ما يحصل على الحدود الشرقية وعودة ظهور شبكات «داعش»، التي تبين أنّ لديها حركة في لبنان، فكيف يمكن تجاوز هؤلاء الناس».
واكّدت المصادر «أنّ السعي لخلق بلبلة بين «الثنائي» لن تنجح. وانّ النقاش مستمر ولن ينتهي مع وصول برّاك الذي قدّم الورقة، وقال سأعود بعد بعد ثلاثة أسابيع، ما يعني أنّه يعلم تماماً بأنّ الورقة ستخضع للنقاش، وهو العارف بالخصوصية اللبنانية». وأشارت المصادر نفسها إلى «أنّ هذه الورقة «ما بتقطع» كما هي. كما أنّه لا يجوز التعاطي معها ضمن سياسة العصا والجزرة أو بمنطق التهديد ولا وفق ضغوط لاجبار الحزب على إعطاء جواب بين السبت والأحد، فهذا الأمر لن يحصل. ولماذا استعجال الجواب بطبيعة الحال؟ الورقة تتضمن أسئلة ومطالب، ويُصار حالياً إلى توحيد الموقف حولها، ولن ينتهي النقاش على قاعدة take it or leave it، ونحن ننتظر وصول برّاك لاستكمال عملية الأخذ والردّ». وحذّرت المصادر من «فرض إيقاع يدفع في اتجاه تفجير الوضع الداخلي»، كاشفة عن «انّ النقاش يتركّز في مكان ما حول نقطة ماذا سيُعطى لبنان مقابل السلاح خصوصاً أنّ الحزب وافق على خطاب القَسَم والبيان الوزاري وأبدى مرونة في مناقشة استراتيجية الأمن الوطني. فلماذا أخذ لبنان إلى الهاوية؟».
ورشة مفتوحة
وفيما يتمّ في لبنان «طبخ» صيغة الردّ على برّاك، في ورشة مفتوحة يتشارك فيها أركان الحكم، من أجل إنجازها في الموعد المحدّد، تتوقع مصادر سياسية عبر «الجمهورية» أن تشهد الفترة الحالية تصعيداً عسكرياً وسياسياً بهدف دفع لبنان و«الحزب» إلى تقديم التنازلات في الصيغة المنتظرة. وفي هذا السياق، تقرأ المصادر تصعيد إسرائيل ضرباتها لأهداف في الجنوب كما على مشارف العاصمة، في خلدة، ورأت فيها نوعاً من التفاوض تحت النار. وفي الموازاة، تمارس واشنطن تصعيداً في ضغوطها السياسية، من خلال المواقف الصادرة أخيراً عن مسؤولين أميركيين، والتي تبدو حازمة في دفع لبنان إلى حسم ملف السلاح خارج سلطة الدولة والتزام الإصلاحات الاقتصادية تحت طائلة استمرار قطع المساعدات عن لبنان، بل زيادة العقوبات. وفي هذا السياق، جاء موقف توم برّاك الأخير، بدعم قوي من جانب الخارجية الأميركية.
ولذلك، تقول المصادر، يقف الجانب الرسمي اللبناني عند مفترق حاسم وحساس، بين رفض «الحزب» التخلّي عن سلاحه في ظل الظروف القائمة، وبين انحياز واشنطن إلى وجهة النظر الإسرائيلية في هذا الملف. وفي أي حال، سيكون التعاطي الرسمي مع هذه المسألة شائكاً ولن يخلو من العواقب.
الامير يزيد في بيروت
في هذه الاثناء، وقبل ايام على وصول برّاك، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد ظهر امس، الأمير يزيد بن فرحان مستشار وزير الخارجية السعودي والمكلّف الملف اللبناني في الخارجية السعودية، الذي كان التقى رئيس الحكومة مساء امس الاول على مأدبة عشاء، فيما تردّد انّ سفراء المجموعة الخماسية المهتمة بلبنان اجتمعوا في مقر السفارة الاميركية في عوكر، وقيل ان السفير السعودي وليد البخاري لم يحضر هذا الاجتماع لانشغاله بزيارة الامير يزيد التي تتمّ بعيداً من الأضواء الإعلامية.
.. وبرّاك في باريس
في هذه الغضون نقلت قناة «الحدث» السعودية عن مصدر ديبلوماسي فرنسي، انّ برّاك موجود في باريس، وسيلتقي مسؤولين في قصر الإليزيه لبحث الوضع في لبنان وسوريا. ولفت المصدر الى انّ باريس وواشنطن اتفقتا على تعزيز التعاون في الملفين اللبناني والسوري، وانّهما تؤكّدان التزامهما بسيادة لبنان واستقراره.
واوضح المصدر انّ برّاك ناقش مع وزير الخارجية الفرنسي بارو دور آلية وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ولفت الى انّ ملف قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب اللبناني سيُبحث بين برّاك ومسؤولين في الرئاسة الفرنسية. واكّد انّ باريس وواشنطن تعملان معاً لتعزيز جهود مكافحة «داعش» في سوريا. وقال: «الجانبان يدعمان اتفاقاً بين سلطات الحكم الانتقالي في سوريا و«قوات سوريا الديموقراطية»(قسد) للحفاظ على الاستقرار».
الخروقات الإاسرائيلية
في اطار الخروقات اليومية الاسرائيلية لوقف اطلاق النار شن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات عنيفة مساء امس على المنطقة الواقعة بين يحمر الشقيف ودير سريان واطراف بلدة زوطر الشرقية لجهة النهر. وكذلك استهدف منطقة العيشية ـ المحمودية والجرمق شمال شرق مدينة النبطية، وسمع صداها في ارجاء الجنوب، وسبق ذلك استهداف مسيّرة اسرائيلية عصراً سيارة على طريق عام خلدة فأوقعت شهيداً وثلاثة جرحى. وعلى الفور كتب المتحدث باسم الجيش افيخاي أدرعي عبر حسابه على تطبيق «اكس»: «أغار جيش الدفاع قبل قليل في لبنان على مخرّب كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضدّ مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الإيراني».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تلاحق «مهرّب أسلحة» إلى جنوب بيروت وتستهدفه بغارة جوية
ثالث الاغتيالات في محيط العاصمة اللبنانية منذ وقف إطلاق النار
استهدف الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الخميس، سيارة جنوب بيروت، قال إنه اغتال فيها شخصاً «كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة»، وذلك في تصعيد جديد بلبنان، يتزامن مع مباحثات لبنانية داخلية لتسليم سلاح «الحزب»، التزاماً بورقة المطالب الأميركية.
وتعرضت سيارة لغارة إسرائيلية عند المدخل الجنوبي لبيروت الخميس، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان. وتناقل رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر صاروخاً يستهدف سيارة على «الأوتوستراد الساحلي» في خلدة، قبل أن تتوقف السيارة ويحاول سائقها الخروج منها، ليستهدفه صاروخ آخر، ما أدى إلى مقتله. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان بأن الغارة أدت إلى سقوط قتيل، وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف شخص ينشط في «تهريب الأسلحة» لمصلحة «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استهدف «مخرباً كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين» والقوات العسكرية «نيابة عن (فيلق القدس) الإيراني». وأفادت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» بأن القوات الإسرائيلية «اغتالت عنصراً في (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني قرب بيروت».
والغارة من الاستهدافات النادرة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في بيروت ومحيطها، إذ لم يسجل منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غير استهدافين في المنطقة، أولهما يوم عيد الفطر في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث اغتالت غارة إسرائيلية مسؤولاً في «الحزب» قالت إنه مرتبط بالتنسيق مع «حركة ح»، كما نُفذت غارة في منطقة الناعمة جنوب بيروت أيضاً، أدت إلى اغتيال مسؤول في «الجماعة الإسلامية» يتحدر من منطقة حاصبيا جنوب لبنان.
وتأتي هذه الضربات بالتزامن مع مباحثات لبنانية لتحضير رد رسمي موحد بشأن موقف لبنان من الورقة الأميركية لنزع سلاح «الحزب»، وتحقيق «حصرية السلاح» بيد السلطات اللبنانية.
واحتفظت إسرائيل بقوات في مواقع بجنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحابها بالكامل في فبراير (شباط) الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن تبادلت الضربات مع «الحزب» على مدار أكثر من عام، كما تواصل شن غارات جوية على مناطق في جنوب البلاد وشرقها.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
براك ينتقد اتفاق وقف النار.. ويقترح «العصا والجزرة» لنزع سلاح الحزب
الموفد السعودي يلتقي عون وسلام.. الحزب يستمهل الرد ويطالب بـ “تظهير موقف قوي وسيادي”
في عطلة عاشوراء، بقي الموضوع المحوري: ما الردّ اللبناني، الممكن قبوله، الذي يأمل لبنان أن يسلم الى الموفد الأميركي توم برّاك، في ضوء الجهد غير العادي الذي تبذله لجنة إعداد الردّ، وهي الممثلة للرؤساء الثلاثة: جوزف عون، نبيه بري ونواف سلام.
ويأتي إعداد الردّ وسط عمل مواكب، سواءٌ عبر دور مستشار وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، الذي وصل ليل امس الاول، وزار فور وصوله الرئيس سلام، وبعد ظهر امس الرئيس عون، او عبر اللجنة الخماسية على مستوى سفراء: الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وفرنسا ومصر وقطر.
في اول ظهور علني رسمي له في بيروت، افيد ان مستشار وزير الخارجية السعودي الأمير يزيد بن فرحان زار امس رئيس الجمهورية جوزف عون.ولم ترد اي معلومات رسمية عن اللقاء. فيما ذكرت المعلومات انه جاء ليواكب الاتصالات التي سيجريها الموفد الاميركي توم براك في بيروت الاثنين المقبل والردّ اللبناني على ورقة المقترحات والمطالب الاميركية، وأن الدافع وراء حضوره حسب معلومات «اللواء» من مصادر متابعة، كان التعثر الحاصل في تنفيذ متطلبات وقف اطلاق النار في الجنوب واستكمال انتشار الجيش وحصرية السلاح بيد الدولة.
وفي حين ينتظر الجميع رد الحزب على ورقة براك ذكرت المعلومات ان الرد سيكون بين اليوم الجمعة او غدا السبت عبر الرئيس بري. واضافت المعلومات: ان لجنة ممثلي الرؤساء سلمت الحزب عبر الرئيس بري صيغة اولية للرد على ورقة براك، وأن الرئيس بري استقبل موفداً من الحزب يوم الثلاثاء هو المعاون السّياسي للأمين العام حسين الخليل وتبلغ منه مجموعة ملاحظات. ونقل ممثل بري المستشار علي حمدان الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع الثلاثاء على أن يتبعها جواب رسمي. وبناء لذلك، عادت اللجنة الممثلة للرؤساء عون وبري وسلام الى الاجتماع مجدداً امس، لدرس الملاحظات الاولية للحزب.
وكان الرد اللبناني على الورقة الاميركية الى جانب مواضيع الساعة مدار بحث بين الرئيسين عون بري في عشاء عائلي مساء الاربعاء.
وحسب مصدر مطلع ان براك لم يأتِ بجرس انذار أو بتهديد، بل بخطة واضحة تربط بين «العصا والجزرة» على حدّ تعبيره.
وفهم أن الحزب، حسب ما تردّد بعد اجتماع الرئيس بري مع الحاج حسين خليل ان الحزب غير جاهز للرد بعد على ورقة براك، وأن ثمة تبايناً ومشاورات داخل قيادة الحزب، وأن الأمر، ربما يحتاج ليومين أو اكثر.
العصا والجزرة
وقبيل عودته الى بيروت، انتقد براك وقف النار الذي انهى الحرب بين اسرائيل والحزب في ت2 الماضي بأنه فشل ذريع «لأن اسرائيل لا تزال تقصف لبنان بينما ينتهك الحزب بنود الاتفاق» حسب تعبيره.
وكشف انه قدَّم الشهر الماضي اقتراحا لوزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو، يحدّد للحكومة اللبنانية، وفق اهداف وجداول زمنية، كيفية نزع سلاح الحزب واصلاح اقتصاد البلاد، على أن يتلقى الموفد الأميركي الرد الاسبوع المقبل.
واكد الموفد الأميركي ان تنفيذ عملية نزع سلاح «الحزب» يتطلب مزيجاً من سياسة «الجزرة والعصا».
واوضح في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» ان الخطة التي قدمها الى الحكومة اللبنانية تتضمن تنفيذ الجيش اللبناني عمليات تفتيش منزلية، بحثا عن اسلحة، في خطوة قد تواجه مقاومة من بعض المجتمعات الشيعية، التي لطالما نظرت الى الحزب كمدافع عن لبنان، والمقاومة في مواجهة اسرائيل.
ولفت باراك الى ان الولايات المتحدة تعمل على تأمين دعم مالي من كل من السعودية وقطر، يركز على اعادة اعمار المناطق المتضررة في جنوب لبنان، وقال: «اذا حصل المجتمع الشيعي في لبنان على شيء من هذا سيكون متعاوناً».
لكن بدا من الاجواء التي رشحت حتى الساعة، ان الحزب لن يدخل في بازار تسليم السلاح قبل الحصول على ضمانات اميركية كافية لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة واطلاق سراح الاسرى ووقف كل الانتهاكات وصولا الى ضمان اعادة الاعمار. وقد فرض منطق الحزب نفسه على الدولة التي طالبت ايضا بضمانات اميركية صريحة وواضحة بإلزام اسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار كاملة من جانبها.
وهذا الجو المتشنج اعاد الى المسرح السياسي احتمالات عودة التصعيد العسكري الاسرائيلي بهدف الضغط اكثر على لبنان، وتبدَّى ذلك باقتراب الغارات امس من بيروت بعد استهداف سيارة في خلدة وشن غارات كثيفة على الجنوب.
وبالتوازي، عادت لجنة سفراء الدول الخماسية الى الحراك لمواكبة التطورات وعقدت اجتماعا في مقر السفارة الاميركية في عوكر استمرت ساعتين حضره سفراء مصر وقطر واميركا وفرنسا وغاب السفير السعودي وليد بخاري بداعي السفر.
كتلة الوفاء لتظهير موقف لبنان قوياً سيادياً
وقالت كتلة الوفاء للمقاومة انها حريصة على «وجوب تظهير موقف لبنان قويا وسياديا واضحا على الورقة الاميركية وان تكون على المقاربات ضمن الاطار السيادي لمناقشة استراتيجية الامن الوطني. اما المقدمات البديهية والطبيعية لكل ذلك فهي انسحاب العدو والتزامه الكامل باتفاق وقف اطلاق النار.
واتهمت الكتلة بعض الدول الكبرى بدل قيامها بمساعدة لبنان، وإلزام العدو بتنفيذ ما يلزمه بالاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ او تحصيل او تذرع ومفضوح، توفر الدعم الفاضح لمصلحة العدو.
اشتداد الضغوط: عقوبات واعتداءات
وعشية مجيء الموفد الأميركي اشتدت الضغوطات، سواء الميدانية او على مستوى العقوبات.
فعلى مستوى العقوبات، فرضت الخزانة الاميركية عقوبات مالية جديدة على ايران والحزب وعددهم سبعة، وهم على ارتباط بالقرض الحسن، واتهم بالقيام بعملية مالية متطابقة في حسابات المؤسسة مقابل حساب بنكية وسيطة ضمن النظام المالي اللبناني، لاخفاء حركة الاموال المرتبطة باعضاء معروفين في الحزب.
ومن هؤلاء نعمة احمد جميل وعيسى حسين قاصر وسامر حسين فواز.
وعلى صعيد الاستهدافات استهدفت مسيّرة اسرائيلية في منطقة خلدة سيارة وادت الى سقوط شهيد، وقال الناطق الاسرائيلي انه يعمل مع فيلق القدس، كما استهدفت مسيّرة اخرى سيارة على طريق كفردونين الشهابية.
ونفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي غارات اسرائيلية على مناطق في الجنوب في محيط النبطية، والعيشية ومجرى الليطاني وجبل صافي.
عون الى الجزائر هذا الشهر
رئاسياً، بحث الرئيس عون مع السفير الجزائر في بيروت كمال بوشابه العلاقات بين البلدين، والتحضير لزيارة الجزائر خلال الشهر الجاري بناء لدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد بتون.
توقيع القوانين العشرة
وفي عين التينة، وقَّع الرئيس بري القوانين العشرة التي اقرها المجلس النيابي في جلسته التشريعية التي عقدت على مدى يومي الاثنين والثلثاء في 30 حزيران و1 تموز واحالها الى مجلس الوزراء.
واستقبل الرئيس بري القائد الجديد لقوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) اللواء ديوداتو أبانيارا في زيارة بروتوكولية لمناسبة توليه مهامه الجديدة. وكانت أيضاً مناسبة، تم في خلالها عرض للاوضاع الميدانية في منطقة عمل «اليونيفيل» في جنوب الليطاني.
إعادة الإعمار:
ايضا، استقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ممثل البنك الدولي في لبنان جان كريستوف كاريه. وتم البحث في برامج البنك الدولي وخططه لإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية في لبنان.
الاحتلال يصعّد عدوانه
على الأرض، تجاوز الاحتلال الاسرائيلي في اعتداءاته بعد ظهر امس مناطق الجنوب الى حدود بيروت في تصعيد عسكري جديد طال ايضا بعض مناطق الجنوب، حيث اغارت مسيّرة معادية على سيارة هيونداي مدنية على طريق خلدة– صيدا ادت الى ارتقاء شخص شهيداً تردد ان اسمه قاسم الحسيني وانه عضو في فيلق القدس الإيراني، والى إصابة 3 بجروح حسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وفي التفاصيل، تم الاستهداف بدايةً بصاروخ قبل الجسر ومن ثم صاروخ بعد الجسر. وبناءً لفيديو كاميرا المراقبة اول استهداف لم يحقق الهدف وسقط الصاروخ قرب السيارة وادى الى فتح الـ airbags فتوقف السائق بعد الجسر لينزل من السيارة وحدث الاستهداف الثاني واصاب السيارة.
وعلى الفور أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عن الغارة، وكتب المتحدث باسم الجيش افيخاي أدرعي عبر حسابه على تطبيق «اكس»: «أغار جيش الدفاع في لبنان على مخرب كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الإيراني».
ولاحقاً، شن العدو غارة في محيط المحمودية– العيشية وبرغز ومرتفعات اقليم التفاح، كما شن 6 غارات جوية استهدفت محيط مجرى نهر الليطاني بين بلدتي دير سريان وزوطر وبلاط. ومساء، شن غارة حربية استهدفت حمى زلايا في البقاع الغربي.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي: انه واصل ملاحقة البنى التحتية للحزب في جنوب لبنان. كما زعمت القناة 14 الإسرائيلية:ان سلاح الجو يهاجم عددا من الأهداف التابعة للحزب جنوب لبنان بينها منصات لإطلاق الصواريخ.
وتسلّلت مجموعة من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي فجرا، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا المؤلف من طابقين، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدى إلى تدميره.
كما استهدفت منازل في ميس الجبل وحولا..
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن
توافق بين عون وبري على الرد اللبناني… وسلام اكثر تشدداً!
كما كان متوقعا، انضمت قوات الاحتلال الاسرائيلي ميدانيا الى “جوقة” الضغط على الداخل اللبناني عشية العودة المفترضة للمبعوث الاميركي توم بارّاك الى بيروت يوم الاثنين المقبل، فشنت سلسلة غارات جوية عنيفة على مجرى نهر الليطاني، كما استهدفت مسيرة سيارة مدنية بغارة على مدخل العاصمة الجنوبي في خلدة في “رسالة” دموية واضحة لفرض وقائع ضاغطة على اللجنة الثلاثية التي تعد الرد على “الورقة” الاسرائيلة-الاميركية . ولم تتاخر السعودية في الدخول على الخط فعاد مسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان دون سابق مواعيد، حاملا رسائل، ناصحا بالتعامل بايجابية مع المطالب الاميركية كي لا تذهب الامور نحو الاسوأ، باعتبار ما يحمله الاميركيون يعتبر الفرصة الاخيرة قبل ترك لبنان لمصيره. اما بارّاك، فكان اكثر وضوحا في الكشف عن استراتيجية بلاده، واشار في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية الى ان مسالة سلاح الحزب سيتم حلها عبر مزيج من سياسة “العصا والجزرة”، مراهنا على فصل بين الحزب وبيئته، واذا كان المبعوث الاميركي لم يكشف عن ماهية “العصا” الا انه كشف بان واشنطن تتواصل مع السعودية وقطر لكي تساهما في اعادة الاعمار، لانه وبحسب اعتقاده فان منح الشيعة مساعدات مالية سيؤدي الى تبديل خياراتهم؟!.
الحزب والموقف الحاسم
اما من ينتظر جواب الحزب على “ورقة” بارّاك، فهو يتوهم ان يكون الجواب مغايرا لما يقوله مسؤولو الحزب يوميا، لجهة رفض الاذعان الى صك الاستسلام المعروض على “الطاولة”،وبات واضحا ان الحزب يرفض نقاش ملف السلاح الا ضمن حوار وطني داخلي يناقش استراتيجية الدفاع الوطني، وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال، واعادة الاسرى، ووقف العدوان، والافراج عن اموال اعادة الاعمار، وهو بحسب مصادر مطلعة على موقفه، لن يرضخ لاي ضغوط داخلية او خارجية تريد ان تكشف البلاد امام التغول الاسرائيلي، دون اي ضمانات جدية يمكن الركون اليها في ظل التواطؤ الاميركي -الاوروبي مع اسرائيل. ولا يوجد في هذا السياق اي خلاف جدي مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب اللذين يدركان خطورة المرحلة ويعملان على تدوير الزوايا للاستفادة من مرونة شكلية اظهرها بارّاك خلال زيارته الاخيرة لجهة عدم الضغط بوضع جدول زمني، وتحدث عن افكار يجب مناقشتها، لا فرضها، وهو هامش قد يتيح ايجاد قواسم مشتركة لادارة المرحلة بعيدا عن موجة الضغوط الحالية التي تتولاها جهات لبنانية وخارجية، باعتبار ان “الورقة” تعتبر اتفاقا جديدا سيبنى عليه للمرحلة المقبلة، ولا يجب التسرع في صياغته. اما رئيس الحكومة نواف سلام فمع ابداء مرونة اكبر في صياغة الرد اللبناني.
ماذا تتضمن “ورقة” بارّاك؟
وكان مصدر رسمي، اكد إن المقترح الذي قدمه بارّاك إلى بيروت يتمحور حول 3 عناوين أولها حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية،وثانيا إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب وزيادة الجباية الجمركية وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة، والعنوان الثالث إصلاح العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة الأمنية والسياسية وضبط الحدود وصولا إلى ترسيم الحدود وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية. وأضاف أن المقترح الأميركي مكون من خمس صفحات، وأنه لا يتضمن مهلة زمنية لتطبيقه.
الرد اليوم او غدا؟
واذا كان الرؤساء الثلاثة يجهدون لكي يكون الموقف اللبناني موحدا، عبر تكثيف اجتماعات اللجنة الثلاثية التي عقدت بالامس اجتماعا جديدا، ويفترض ان تعقد لقاء آخر اليوم، بانتظار تسلم موقف المقاومة اليوم او غدا. الا ان الكثير من النقاط الاساسية باتت واضحة وتم وضع اطارها العام خلال العشاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا مساء الاربعاء، حيث حضر ملف الرد على الطروحات الاميركية، وكذلك حضر ملف التعيينات المالية والقضائية.
لا تسليم للسلاح
فالاجواء التي رشحت حتى الساعة، تدل على ان الحزب لن يفتح ملف تسليم السلاح في المدى المنظور، وهو يضع رزمة من الحقوق اللبنانية قبل البحث في هذا الطرح، كالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب واطلاق الاسرى وصولا الى ضمان اعادة الاعمار، كل ذلك قبل طرح ملف السلاح على الطاولة. ويبدو، وفق المصادر، ان الحزب، نجح الى حد كبير، في اقناع لبنان الرسمي بهذه الصيغة، حيث يتجه في ورقته الجوابية، نحو مطالبة إسرائيل والمجتمع الدولي بكل هذه الامور، على ان تُحل بعدها مسألة السلاح، بحوار داخلي تطبيقا لاتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري.
قناعات عون لن تتغير
وفي هذا السياق، بات رئيس الجمهورية اكثر اقتناعا بان المجتمع الدولي غير معني بمنح عهده اي فرصة للتقدم، وهو لم يحصل على اي مساعدة جدية من الخارج على رغم كثير من الوعود التي اطلقت، ولم يُسجل اي تقدم في مجال الدعم الخارجي، وهو لا يقبل بان يضعه احد امام امر واقع يشير الى ان لبنان اليوم امام الفرصة الاخيرة والا سيكون امام “العاصفة”. فهو متمسك بخطاب القسم بحذافيره، لكن التطورات الاقليمية والدولية واجواء الحرب في المنطقة لا تساعد لبنان على المضي “بخارطة طريق” تحتاج الى الوقت والظروف المناسبة، وكل من لا يتفهم هذا الامر يدفع البلاد الى “الانتحار” وهو امر لن يقبل به الرئيس عون.
بري والفبركات الاعلامية
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفى بالامس ما روجت له بعض وسائل الاعلام “المغرضة” حول نصائح من قبله اسديت للحزب ، واشار الى انها فبركات اعلامية لا صحة لها، وكان قد استقبل الحاج حسين خليل موفداً من الحزب يوم الثلاثاء وتبلغ منه مجموعة ملاحظات، وقام ممثل بري في اللجنة علي حمدان، بنقل الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في الاجتماع الاخير على أن يتبعها جواب رسمي اليوم او غدا.
وغداة تأكيد امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم ان الحزب لن يسلّم سلاحه للعدو الاسرائيلي، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان “الحزب، ابدى على الدوام، استعدادا إيجابيا للتعاون في كل ما يتصل ببناء الدولة وإصلاح مؤسساتها وتطوير قدراتها التشغيلية، والدفع باتجاه تحقيق الاستقرار المنشود، بما في ذلك مؤازرة الدولة لبسط سلطتها على كامل أراضيها، وأن تكون قادرة على تأدية كل وظائفها، وفي طليعتها وظيفة الحماية والدفاع عن الشعب والسيادة”. وتابع “لكن، كل ذلك سيبقى غير ممكن، بل متعذرًا، ما لم تتضافر الجهود الوطنية للضغط باتجاه تحقيق شرط أساسي، وهو انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المواقع الخمسة التي لا يزال يحتلها، ووقف الاعتداءات المستمرة، واحترام السيادة اللبنانية”. وختم: من وجهة نظرنا، هذا هو المدخل الطبيعي والمنطقي لإطلاق مسار الاستقرار والتعافي، ومعالجة أية عقبة تحول دون أن يستكمل الجيش اللبناني انتشاره، وأن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، وتتولى شؤون المواطنين كافة.
الرياض تواكب الضغوط
وفيما عقدت اللجنة الخماسية اجتماعا “مفاجئا” في عوكر بدعوة من السفيرة الاميركية ليزا جونسون ، وغاب السفير السعودي الوليد البخاري بداعي السفر، تمحورت الاتصالات السياسية امس بعيدا من الاضواء مع وصول بن فرحان الى بيروت مساء امس الاول حيث التقى المسؤولين اللبنانيين وبعض الشخصيات السياسية، وهو يمكث في لبنان اياما عدة وقد يلتقي المبعوث الاميركي اثر وصوله الاثنين، ولفتت مصادر مطلعة الى ان حضوره جاء مواكبا للضغوط الاميركية في ملف السلاح، الا انه يعمل على مهمة اخرى عنوانها التسريع في التواصل مع العهد السوري الجديد خصوصا في ملف ترسيم الحدود، والتعاون الامني.
تحذيرات سعودية
ووفق مصادر مقربة من المملكة، فان زيارة بن فرحان تاتي في سياق التحذير من اعادة اطلاق يد الإسرائيليين عسكريا في لبنان، للتصرف ضد الحزب، اذا لم يتم التعامل مع “الورقة” الاميركية بجدية، وانه من مصلحة لبنان اليوم الاستفادة من الفرصة الممنوحة له اميركيا ودوليا” فاذا سرّع في عملية حصر السلاح، سيضغط العالم على إسرائيل للانسحاب من الجنوب وسيساعد لبنان في اعادة الاعمار، اما اذا لم يفعل، فهو سيخسر على الصعد كافة وقد يجد نفسه امام جولة حرب إسرائيلية جديدة عليه”؟!
تصعيد اسرائيلي
امنيا، شنت الطيران المعادي سلسلة من الغارات العنيفة على مجرى نهر الليطاني بدءا من زوطر في قضاء النبطية وصولا الى مرتفعات العيشية، وبلدة زلايا في البقاع الغربي، وزعمت القناة العاشرة الاسرائيلية استهداف منصات لاطلاق الصواريخ التابعة للحزب ، علما ان ثمة اجماعا على اعتبار تلك الغارات مواكبة ميدانية للضغوط السياسية على لبنان. وفي هذا السياق، استهدفت مسيرة عصر امس، سيارة على طريق عام خلدة، ادت الى استشهاد مواطن وجرح 3 آخرين، وزعم جيش الاحتلال انه استهدف نقل اسلحة، لكن مكان وقوع الغارة يحمل دلالات كبيرة وواضحة على النوايا الاسرائيلية بتوجبه “رسائل” على البوابة الجنوبية لبيروت. وكانت مجموعة من جنود الاحتلال تسللت فجر امس، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدى إلى تدميره.
المزيد من العقوبات الاميركية
وفي سياق رفع سقف الضغوط على الحزب أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية قام امس بفرض عقوبات على سبعة مسؤولين كبار وكيان واحد مرتبط بمؤسسة القرض الحسن، وشغل هؤلاء المسؤولون مناصب إدارية عليا في “القرض الحسن”، وسهّلوا بحسب زعم واشنطن عمليات التهرب من العقوبات الأميركية، مما مكن الحزب من الوصول إلى النظام المالي الرسمي. والمشمولون بالعقوبات، نعمة أحمد جميل، عيسى حسين قصير، سامر حسن فواز، عماد محمد بزي، علي محمد كرنبي، علي أحمد كريشت، ومحمد سليمان بدير. أما شركة تسهيلات ش.م.م. فقد تم تصنيفها أيضاً بموجب نفس الأمر التنفيذي لكونها مملوكة أو مدارة من قبل جميل ويزبك والشامي، أو تصرفت بالنيابة عنهم.
جعجع يواكب الضغوط الخارجية
بدوره، واكب رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الضغوط الخارجية بمزيد من التصعيد تجاه الحزب ، وزعم ان الحزب أوقع لبنان” بكارثة منذ 25 سنة تاريخ إقرار اتفاق الطائف الذي خلافاً للسرديات لم يتحدث عن سلاح المقاومة”. فهذا السلاح في رأيه “ضد الدستور وضد الطائف وضد ميثاق العيش ..وتوجّه جعجع إلى الأمين العام للحزب الذي يتمسك بالصبر ويتوعد بمواجهة اسرائيل قائلاً: يا شيخ نعيم على مَن تضحك؟ يا أخي لا تصبر وأظهر لنا براعتك. يقولون إن الهدف من السلاح هو إقامة توازن استراتيجي مع اسرائيل، فتبيّن أن لا توازن وأنه عامل جذب لاعتداءات اسرائيل على لبنان”، مشيراً إلى “أن شعار “الحزب” بات نهدّم ولا نبني”؟! وعن سحب وزراء “القوات” من الحكومة، فقال” في حال أصبح وجودهم غير فاعل لا توصوا حريصاً، الآن وجودنا في الحكومة يفيد أكثر ونعبّر عن موقف لبنان الرسمي، إنما إذا رأينا في وقت من الأوقات أن الحكومة تنتقل من “زحطة” إلى “زحطة” فكل الاحتمالات مفتوحة.
العلاقة بين سلام ودريان؟
وبعد ان اثار كلامه الكثير من علامات الاستفهام، ونفيه انه ضد رئيس الجمهورية، نفى المكتب الإعلامي في دار الفتوى امس ان يكون قد استهدف رئيس الحكومة، ما يطرح سؤالا كبيرا حول من يستهدف حقوق السنة؟! وفي بيان نفى مكتبه “الكلام المنسوب إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لزواره على أن سلام يطيح بمكتسبات السنّة”. وأكد أن “العلاقة بين مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام متينة ولا تشوبها شائبة وعلى تواصل دائم، وهناك من يحاول بث أخبار كاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة لتشويه الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة على الصعيد الوطني والإسلامي وبين أبناء بيئته”. وشدد على أن “صلاحيات رئاسة الحكومة لا يستطيع احد أن يتجاوزها أو يضعف موقعها، والرئيس سلام يحافظ عليها..
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الشرق: بري ل «الحزب »: لا حلّ إلا بتسليم السلاح
المواكبة العربية والدولية للأوضاع اللبنانية في أعلى مستوى خشية انزلاقها مجدداً الى اتون النيران المشتعلة. فعلى مسافة امتار من عودة الموفد الاميركي توماس برّاك الى بيروت لتسلّم الرد اللبناني الرسمي على اقتراحاته، سبقه الى لبنان الموفد السعودي يزيد بن فرحان مساء امس، فيما استنفرت اللجنة الخماسية الدبلوماسية مجدداً واجتمعت رباعياً (لغياب السفير السعودي بداعي السفر) على مدى ساعتين ناقشت خلالها الموقف اللبناني.
حتى الساعة ليس ما يطمئن. فالحزب يبدو، رغم انفتاحه على الحوار، متمسكاً بسلاحه لا تهمه تهديدات اسرائيل ولا ورقة واشنطن ولا ما يتردد عن 4000 هدف حددتها تل ابيب في لبنان. وفيما تستمر الجهود حثيثة لاقناعه بورقة الرد اللبناني الرئاسي من دون تجاوب، افادت المعلومات ان الرؤساء الثلاثة يتمسكون بموقفهم الذي ضمّنوه الورقة، فإذا ما تمايز الحزب، وأصرّ على تمايزه سيبقون على موقفهم ويبلغونه لبرّاك كموقف رسمي للدولة اللبنانية.
وفي انتظار الجواب النهائي من الحزب وعلى امل الا يبقى معلقا على حبال المفاوضات الاميركية- الايرانية باعتباره ورقة قوة لطهران، وقبل وصول برّاك الى بيروت، ينشط الامير السعودي على جبهة تنظيم وتوثيق العلاقات اللبنانية- السورية لبلوغها افضل حال والشروع في ترسيم الحدود لضبطها ومنع التهريب على انواعه نهائياً .
الموفد السعودي
أبرز الاتصالات السياسية دارت امس بعيدا من الاضواء مع وصول بن فرحان الى بيروت مساء امس حيث يمكث في لبنان اياما عدة وقد يلتقي المبعوث الاميركي اثر وصوله.
بري والحزب
في السياق، وفي جديد الجواب اللبناني، كشفت المعلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل موفداً من الحزب أول من أمس تبلغ منه “نصف جواب” كان عبارة عن مجموعة ملاحظات، وان علي حمدان، ممثل بري، نقل الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع أول من أمس على أن يتبعها جواب رسمي اليوم”. ولفتت المعلومات الى ان الحزب سيبلّغ إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة براك اليوم الى الرئيس نبيه بري.
وعلم ان بري ابلغ الحزب ان لا حل ولا خيار سوى تسليم السلاح .
وأشارت الى ان اللجنة الرئاسية المشتركة تلتئم اليوم مجدداً عقب تبلغ الإجابة الرسمية لمناقشتها تمهيداً لإنجاز الرد اللبناني الرسمي. وتابعت المعلومات مشيرة الى ان اللجنة الخماسية تتابع اليوم الاجتماعات اللبنانية لمواكبة الرد الرسمي على الورقة الاميركية في اجتماعها الذي يعقد في منزل السفيرة الاميركية في السفارة في عوكر.
اعادة الاعمار
ايضا، استقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ممثل البنك الدولي في لبنان جان كريستوف كاريه. وتم البحث في برامج البنك الدولي وخططه لإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية في لبنان .
توقيع قوانين
تشريعياً، وقع رئيس مجلس النواب القوانين العشرة التي أقرها المجلس النيابي في جلسته التشريعية التي عقدت على مدى يومي الاثنين والثلاثاء الواقعين في 30 حزيران و1 تموز 2025 واحالها على مجلس الوزراء.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تصعيد إسرائيلي واستنفار داخلي عشية عودة براك
أيام حاسمة في انتظار لبنان… تنفرج أم تنفجر؟
تعكس مروحة الاتصالات الجارية على خط بعبدا – السراي – عين التينة ولعب الرئيس نبيه بري دور الوسيط مع “الحزب”، مدى التخبط الحاصل والتعقيدات التي تواجه اللجنة الرئاسية المنكبة على صياغة الرد اللبناني الرسمي على ورقة المبعوث الأميركي توم براك الذي يلتقي المسؤولين اللبنانيين في السابع والثامن من الجاري، لتسلم الرد الرسمي.
“الحزب” وعلى الرغم من كل التسريبات والمصادر التي أوحت بموافقته على مبدأ “خطوة مقابل خطوة” واقتراحه انسحاب الإسرائيلي من التلال الـ 5، بعدها ينسحب شمالاً، فهي ليست إلا عناوين مطاطة، يحاول من خلالها كسب المزيد من الوقت. فـ “الحزب” وإن كان مستعداً لبحث تخفيض جدي لما يعتبره أسلحة استراتيجية صاروخية بشكل خاص، فهو لن يتخلى عن معظم سلاحه انطلاقاً من مبدأ رفضه تعرية هيكله العسكري بالكامل. وعليه قد ينتهي “الحزب” إلى التسليم الجزئي بالشروط المطروحة حول سلاحه، وسط خلاف داخل قياداته وكوادره السياسية والعسكرية بين من يؤيد تسليم السلاح ومن يرفض بالكامل.
عين التينة غير متفائلة
وتلفت معلومات الـ MTV إلى أن مصادر عين التينة غير متفائلة حتى الآن برد إيجابي من “الحزب” على ورقة لبنان وتشير إلى أن الرئيس برّي تحدث بصراحة مع المعاون السياسي للأمين العام السابق لـ “الحزب” حسين الخليل وقال له “ادرسوا المقترح جيداً ما عندكم خيارات وسأكون صريحاً معكم إن تعرقلت الأمور وبقيتم على مواقفكم المتصلبة فلن يتوانى الإسرائيلي عن ضرب لبنان مجدداً على قاعدة يا بتمشوا بالدبلوماسية يا بتمشوا بالحرب”.
وعلمت “نداء الوطن” أن عشاءً جمع عون وبري في بعبدا أمس الأول خصص لبحث ورقة الرد، حيث أكد بري الإيجابية والعمل لتذليل العقبات وإقناع “الحزب” بالسير بها، في حين لم يصل رد “الحزب” على الورقة ولا يزال يدرسها ولا يريد التسرع بالإجابة أو إعطاء جواب سلبي أو إيجابي حاليًا.
وأكدت مصادر مطلعة أن ورقة براك، تتضمن خريطة طريق، تنص على انحساب “الحزب” من كل الجنوب إلى البقاع، وبعدها من كل البقاع. على أن تضمن المرحلة الثانية الانسحاب من بيروت الكبرى، يتبعها ترسيم الحدود مع إسرائيل وبعدها مع سوريا.
دفع سعودي لاستعجال الرد الإيجابي
وفيما تتواصل الاستعدادات لزيارة براك الإثنين المقبل، حيث عقدت اللجنة الخماسية اجتماعاً دام لحوالى الساعتين مواكبة للملفات اللبنانية العالقة وخصوصاً الرد على ورقة براك، تأتي زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان المفاجئة في توقيتها إلى بيروت، كإشارة إلى مدى عمق الأزمة الحاصلة.
وتلفت مصادر إلى أن زيارة الفرحان، تأتي في مرحلة مفصلية تحدد مصير ومسار لبنان وتموضعه الجديد في التحولات والتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. تضيف المصادر، إن الهدف من الزيارة هو دفع الدولة اللبنانية إلى اللحاق بالتغييرات الحاصلة من خلال رد واضح وإيجابي لا لبس فيه على ورقة براك، لأن السلبية وعدم التعاون، يعنيان دخول لبنان في جحيم الحرب مجددًا، وبالتالي شكلت زيارته دفعًا للإسراع في الرد.
وهنا لا بد من الإشارة، إلى أن زيارات الفرحان السابقة إلى بيروت، اتسمت بالحسم وتسهيل الاستحقاقات العالقة ولعل كان أبرزها انتخاب رئيس للجمهورية والتوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية السورية، وما أعقبها من زيارة لرئيس الحكومة نواف سلام إلى سوريا.
استهداف عنصر من فيلق القدس
تزامنت هذا التحركات والاتصالات، مع تطور أمني خطير. فعلى عمق حوالى 75 كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل، وعلى بعد بضعة كيلومترات من مطار بيروت، استهدفت مسيرة إسرائيلية عصر أمس، سيارة على طريق عام خلدة. وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه استهدف مخربًا كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين نيابة عن فيلق القدس الإيراني. ولفتت وزارة الصحة اللبنانية إلى سقوط قتيل في الغارة وإصابة 3 بجروح.
الاستهداف ترافق مع غارات إسرائيلية عنيفة على وادي زوطر الشرقية – ديرسريان، وكذلك ناحية العيشية المحمودية والجرمق شمال شرق النبطية. وعلق الجيش الإسرائيلي على الغارات بأنها استهدفت مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة لـ “الحزب” في جنوب لبنان. كما أغارت مسيرات على حمى زلايا في البقاع الغربي.
وفي رسالة أميركية واضحة على أهمية ما ورد في ورقة براك بضرورة حظر القرض الحسن، نشرت الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على أفراد وجماعات مرتبطة بإيران و “الحزب”. وفي التفاصيل، فإن المسؤولين الذين شملتهم العقوبات الأميركية، شغلوا مناصب عليا في مؤسسة “القرض الحسن” وسهلوا التهرب من العقوبات الأميركية، وهم 7 مسؤولين كبار وكيان واحد مرتبطين بمؤسسة “القرض الحسن”.
جعجع: تلويح بالانسحاب
ملف تسليم السلاح حضر في لقاء جمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعدد من الإعلاميين. حيث طالب جعجع بعرض الاقتراح الأميركي على مجلس الوزراء لمناقشته، بدل الأعراف الحاصلة كأن يكون الرئيس بري وسيطاً والتفاوض مع “الحزب”، باعتباره أن القرار يجب أن يكون محصوراً بالدولة، وفي حال فشل مجلس الوزراء في البت بملف السلاح، عندها قد تقترح “القوات” مشروع قانون معجل مكرر داخل مجلس النواب.
يلاحظ جعجع مقاربة الرؤساء عون بري وسلام الملفات بطريقة تقليدية، يحافظون من خلالها على علاقتهم مع بعضهم البعض على حساب الموقف، ملوحًا بانسحاب وزراء “القوات” من الحكومة في حال استمرار المراوحة والهذيان.
رئيس “القوات” الذي أشار إلى سقوط نظرية أن السلاح كان يحقق توازن ردع مع إسرائيل، أكد أن السلاح بات اليوم عامل جذب للاعتداءات الإسرائيلية، ودعا إلى نزعه من كل لبنان وليس فقط من جنوب الليطاني إلى الحدود مع إسرائيل كما يدعي “الحزب”، واعتباره أن مطلب نزع السلاح داخلي أولاً وخليجي وأوروبي وأميركي ثانياً.
جعجع الذي أكد أن “الحزب” أعاد لبنان “سويسرا الشرق” إلى الوراء، حيث بات مرادفاً للكبتاغون وتهريب السلاح المتفلت والحدود السائبة، لفت إلى حادثة حصلت مع مسؤول لبناني خلال زيارته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حين طالبه بالسماح للسعوديين بزيارة لبنان، فسأله بن سلمان: “هل تضمن سلوكهم طريق المطار؟” فأجاب المسؤول بـ “كلا لا أضمن”.
جعجع الذي علق على الحوار الثنائي بين الرئيس و”الحزب” بالقول: “عطينا 5 شهور للرئيس بزيادة”، تطرق إلى ملف انتخابات المغتربين، وأكد المضي قدماً في المواجهة داخل البرلمان وتشكيل قوة ضاغطة من خلال عريضة وقعها 62 نائباً، لافتاً إلى صعوبة الوصول إلى النصف زائدًا واحدًا، وامتناع بعض الأحزاب عن التوقيع على غرار حزب الطاشناق الذي يرفض التوقيع ويؤيد تصويت المغتربين للـ 128 نائباً.
ولفت جعجع إلى مواصلة الضغط إلى حد قد يدفع بالحكومة إلى الاستعانة بشركات إحصاء عالمية للوقوف على رأي المنتشرين.
جعجع الذي سرد قصة إقرار القانون النسبي في العام 2017 يقول إنّ الأمر استغرق حينها نقاشًا طويلًا للوصول إلى الصيغة النهائيّة للقانون، ولقيت ملاحظات “القوات” اعتراضاً “ممّن كانوا مع بعضهم البعض في السرّاء والضرّاء، قبل أن يصبحوا اليوم مع بعضهم في السرّاء فقط”.
وأضاف: “شعر جبران باسيل حينها، بخطر تصويت المغتربين فاقترح بدعة المقاعد الستّة لنوّاب الاغتراب، وتوافق معه “الحزب” و”أمل”، فوصلنا إلى معادلة الاختيار بين اعتماد مشروع القانون كما هو أو البقاء على القانون السابق”.
وأشار جعجع إلى أنّ “الحكومة لم تكن جاهزة عندها لآليّة التصويت لنوّاب الاغتراب الستّة، فوافقنا على السير بالقانون على أن نعمل لاحقاً على إدخال تعديلاتٍ عليه”.
وفي هذا السياق وجه الأساقفة الموارنة في بلدان الانتشار، كتابًا إلى الرؤساء عون وبري وسلام مطالبين بموجبه بإلغاء المادّة 112 من قانون الانتخابات الحالي بشكل نهائي وفقًا لاقتراح القانون المعجّل المكرّر المقدّم من كتل نيابية عدة ونواب مستقلين والمسجّل آملين عرض الاقتراح على أول جلسة هيئة عامّة مقبلة للمجلس النيابيّ.
وسط كل هذه التحركات، يبقى ملف التجديد لقوات “اليونيفيل” مثار قلق ومتابعة. فقد علمت “نداء الوطن” أنه ما من قرار واضح، وحتى الجانب الفرنسي ليس لديه نص يمكن تمريره داخل مجلس الأمن، ويشعر بقلق من الاعتراض الأميركي والإسرائيلي. وتلفت المصادر إلى أن التعديل بات ضروريًا لتمرير التجديد، ويبدو أن فرنسا تنسق مع روسيا والصين بهدف إقناعهما بضرورة الامتناع عن التصويت، عندها قد يصدر قرار جديد معدل لمهام “اليونيفيل”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :