افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 8 تموز 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 8 تموز 2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

رحيل القائد الفلسطينيّ المقاوم أحمد جبريل…وقوى المقاومة في فلسطين ولبنان تنعاه تصاعد العمليّات على الاحتلال الأميركيّ في سورية والعراق: صواريخ على عين الأسد الحريري يضع اعتذاره بتصرف السفيرتين الأميركيّة والفرنسيّة… وينتظر عودتهما من الرياض

 

 يودّع الفلسطينيون والمقاومون أحد الرموز التاريخية للنضال الوطني الفلسطيني والمقاوم، برحيل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل، الذي سقط ابنه البكر جهاد شهيداً عندما اغتالته مخابرات كيان الاحتلال بسبب دوره في نقل السلاح إلى الداخل الفلسطيني، وقيامه بتأسيس مجموعات مقاومة داخل فلسطين، والقائد الراحل يشكل أحد أبرز رموز الجيل الأول المؤسس للمقاومة المسلحة، ويرحل بعد رحيل أبرز هؤلاء القادة مثل أبو جهاد الوزير وأبو موسى وجورج حبش وأبو علي مصطفى، ورحيل عدد من قادة المرحلة الثانية من العمل المقاوم كالشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى الشقاقي ورمضان شلح. وجبريل الذي توفي في دمشق عن 83 عاماً أمضى عمره كله مقاوماً، مخلصاً لبوصلة النضال الفلسطيني من دون التورط في أي مساومة، وفياً ومخلصاً لحلفاء فلسطين ومقاومتها، وفي مقدمتهم سورية وإيران وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جمعته بالقائد الراحل علاقة تحالف متين ممتد لعقود، تجسّدت بالعمل المشترك في مقاومة الاحتلال ولاحقاً في مقاومة الإرهاب في سورية، ويأتي رحيل جبريل في توقيت فلسطيني محتدم حيث معادلات المقاومة الشعبية والعسكرية تفرض حضورها بقوة، وقد تسنى لجبريل أن يغمض عينيه على هذا التحوّل بعدما انتظره وعمل له طيلة سنوات عمره.
في الإطار المقاوم سجلت العمليات التي تستهدف قوات الاحتلال الأميركي في سورية والعراق تصعيداً لافتاً، حيث استمر تساقط الصواريخ على حقل العمر النفطي حيث تتمركز القوات الأميركية، بينما تحدثت قوات قسد الانفصالية التابعة لقوات الاحتلال عن إسقاط طائرة مسيرة كانت تستهدف القواعد الأميركية في حقل عمر، بينما استهدفت قوى المقاومة في العراق القاعدة العسكرية الأميركية في مطار أربيل والقواعد العسكرية الأميركية في منطقة عين الأسد، التي تشغلها قيادة القوات الأميركيّة في سورية والعراق.
لبنانياً، تتعزّز الوقائع المتصلة بعزم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الاعتذار، وتريثه بالإعلان، بعدما تحدثت مصادر متابعة للملف الحكومي عن أن طلب التريث جاء للحريري من باريس وواشنطن، نقلته السفيرتان الأميركية دوروتي شيا والفرنسية آن غريو، اللتان تبلغتا قرار الحريري، وأبلغتاه تكليفهما السفر الى الرياض للقاء وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان لمناقشة الاعتذار معه، وتنسيق الخيارات البديلة مع السعودية، واستكشاف ما إذا كان ممكناً الحصول على جواب سعودي يدفع الحريري لإعادة النظر بقراره، الذي بني بصورة رئيسيّة على الفيتو الذي وضعه ولي العهد السعودي على تولّيه تأليف الحكومة، رغم ربط الحريري للاعتذار بالأسباب اللبنانية المتعلقة بخلافاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ووصفت المصادر الوضع بقولها، إن الاعتذار بات بعهدة السفيرتين بانتظار عودتهما من الرياض، فيوم الجمعة سيكون حاسماً سواء لجهة مضي الحريري بالاعتذار او تراجعه عنه لحساب التأليف. وقالت المصادر إن التحرك الفرنسي الأميركي الذي يشكل إساءة علنية لمفهوم السيادة اللبنانية كان يمكن الاستعاضة عنه بتشاور عبر الفيديو بين وزراء الخارجية في فرنسا وأميركا والرياض دون الإعلان عنه، كتتمة لمباحثات الوزراء قبل أسبوع، لكن الإصرار على تكليف السفيرتين والإعلان عن مهمتهما تعمّد القول للبنانيين إنهم باتوا تحت الوصاية، وإن قرارهم السياديّ بات في أيدي العواصم الغربيّة، وذلك تمهيد نفسي وإعلامي لخطوات لاحقة، ربما يتم تظهيرها بإعلان السفيرتين عبر زيارة الشخصية التي سيتمّ تسميتها بدلاً من الحريري لتشكيل الحكومة اذا تثبت الاعتذار، للقول للبنانيين هذا هو رئيس حكومتكم الذي تعتمده السفارات، وليس مَن يسمّيه النواب، وكل هذا من دون أن تقدم هذه العواصم غير الكلام للبنانيين وتشبعهم بالنصائح والتأنيب، وتمنع عنهم بالمقابل قبول أية مساعدة تعرضها عواصم أخرى.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يتضح المشهد الحكوميّ في ظل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس المكلّف موقفه النهائيّ. وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن الحريري "أجرى منذ وصوله إلى بيروت مروحة اتصالات مكثفة لحسم موقفه النهائيّ. ومن المتوقع أن يتبلور الاتجاه خلال الـ 48 ساعة المقبلة بعدما عقد اجتماعات مع كتلة المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين". واعتبرت المصادر أن "خيار الاعتذار احتمال قويّ، لكن يجري البحث بمخارج للاعتذار لا تترك تداعيات على المستويات الاقتصادية والأمنية في الشارع ولا تجرّ الى الفوضى". ولفتت إلى أنه "فور إعلان الاعتذار سندخل مرحلة جديدة غير واضحة المعالم، لكنها شبيهة بمرحلة تكليف الرئيس حسان دياب وقد يتمّ تأليف حكومة نسخة عن حكومة تصريف الأعمال برئاسة شخصية يوافق عليها الحريري مهمتها وقف الانهيار والحد من الأزمات وإجراء الانتخابات النيابية".
وعلمت "البناء" أن البحث انطلق في الكواليس منذ عودة الحريري إلى بيروت بسلة أسماء لتكليفها بالتأليف، حيث يدعم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عدة أسماء أبرزها النائب فيصل كرامي والنائب فؤاد مخزومي ويزيد عليهم رئيس الجمهورية ميشال عون الدكتور عبد الرحمن البزري. وهذه الشخصيات بحسب المصادر "لا تحظى بموافقة الحريري الذي لم يطرح أي اسم بديل حتى الساعة رغم أن جهات عدة منها الرئيس بري حاولت استمزاج رأيه، بهذا الأمر لكنه لم يزك أحداً".
وتشير أجواء عين التينة لـ"البناء" الى أن "لم يحدد موعد للحريري لزيارة بري حتى الساعة"، وتلفت الى أن "الحريري سيأخذ وقته في مشاوراته مع كتلته النيابية ونادي رؤساء الحكومات لاتخاذ الموقف النهائي على أن يبلغ رئيس المجلس به".
وحذّرت المصادر من تداعيات ما بعد قرار الحريري الاعتذار لا سيما أن وضع البلد سيئ للغاية وهو يحتضر وكأنها الدنيا بألف خير عند بعض السياسيين الذين يعطلون تأليف الحكومة ولا ينظرون إلى معاناة الناس وما ينتظرهم في طالع الأيام.
وبحسب ما قالت مصادر أخرى لـ"البناء" فإن السيناريو المتوقع هو أن الحريري يعمل مع فريق عمله الضيق على إعداد تشكيلة حكومية جديدة وفق رؤيته ومع إصراره على مواصفاتها ويزور بعبدا ويقدمها لرئيس الجمهورية وإن رفضها سيعلن الحريري في مؤتمر صحافي اعتذاره ويحمل عون المسؤولية أمام الرأي العام والشارع الذي سيشتعل فور الاعتذار لا سيما في مناطق نفوذ تيار المستقبل وتعم الفوضى، وبالتالي يكون الحريري رمى الكرة النار في ملعب بعبدا وكسب دعم طائفته".
ولفت عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار بعد اجتماع الكتلة أن "الرئيس الحريري وضعنا في الأجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة، فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن". وقال في تصريح إلى أن "الجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا أن يقول بالعربي المشبرح إنه لا يريد سعد الحريري وأن يطلب من النواب الا يسمونه. هذا الأمر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، فقد التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتشاور معه كما رأس اجتماع الكتلة التي أبقت اجتماعاتها مفتوحة، وسيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى آرائهم".
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس قد زار بعبدا في أول تحرّك بعد عودته من روما، حيث التقى رئيس الجمهورية وبعد اجتماع مطوّل جمعهما، دعا الراعي الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن "بالتعاون بين عون والرئيس المكلف وفق الدستور، لان السفينة تغرق"، مشيراً الى ان "الكل مستعد للمساعدة واولهم الفاتيكان، الا ان على اللبنانيين ان يبادروا اوّلاً وذلك يكون من خلال مسارعتهم الى تأليف حكومة". مشيراً الى أنه "لا أحد معني بلبنان أكثر من رئيس الجمهورية بسبب الصفة التي يحملها".
وفي سياق ردّه على أسئلة الصحافيين، قال الراعي "لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، لكن هل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟"، مشدداً على أهمية أن نتحصن كي لا يتم هذا المخطط. وتوجّه البطريرك الراعي للرئيس المكلف بالقول "عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع عون وفق روح الدستور لأن لبنان يقع ضحية هذا التأخير". وختم "ما اوصلنا الى هنا هو عدم وجود حكومة، فغياب الحكومة يخرب الاقتصاد ويزيد البطالة والهجرة ويؤدي الى إقفال المؤسسات، فالحكومة هي السلطة الإجرائية ومن دونها البلد يموت".
في سياق ذلك، أعلنت السفارتان الاميركية والفرنسية في بيروت في بيانين منفصلين ان "السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ستغادر إلى المملكة العربية السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في الثامن من شهر تموز الحالي. كما ستبحث السفيرة شيا خطورة الوضع في لبنان وسوف تؤكد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. هذا، وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، سوف تواصل السفيرة شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.
وعلى وقع التسريبات الإعلامية حول نية الحريري الاعتذار في وقت قريب، ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء متخطياً 18 ألف ليرة بعدما استقر على مراوحة بين 17300 و17600 خلال الأسبوعين الماضيين.
ولاحظت أوساط سياسية ومالية الترابط بين التعقيد الحاصل في عملية تأليف الحكومة وبين تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية إذ تفجرت الازمات دفعة واحدة وفي توقيت واحد، مشيرة لـ"البناء" الى أنه "كلما وصلت مشاورات التأليف الى حائط مسدود واشتدت المفاوضات ارتفع سعر الصرف وتأزمت المشاكل أكثر"، واتهمت الأوساط جهات سياسية ومالية ونقدية وأمنية في الدولة اللبنانية بوضع العصي أمام الحلول لا سيما أمام ازمتي المحروقات والكهرباء وذلك للضغط في السياسة لصالح فريق الحريري ضد فريق رئاسة الجمهورية والنائب باسيل. وبحسب معلومات "البناء" فقد اتهم ممثل محطات الوقود علناً في احد الاجتماعات الرسمية مصرف لبنان بالتأخير بفتح وصرف الاعتمادات لتفريغ بواخر المحروقات الراسية في البحر منذ أيام عدة.
وفي سياق ذلك، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن "قضية البواخر الموجودة في المياه الإقليمية والراسية على الشاطئ لم تُحل حتى الآن، في انتظار أن يفتح مصرف لبنان الاعتمادات المالية المخصّصة لها تمهيداً لإفراغ حمولتها، الأمر الذي يساهم في نقص المخزون الموجود في خزانات الشركات"، متسائلاً "هل سيتم إعطاء الموافقات المسبقة للبواخر الجديدة، خصوصاً بعد الاتفاق الذي تم بين السلطة السياسية ومصرف لبنان والقاضي بإراحة السوق في موسم السياحة والاصطياف حتى نهاية أيلول المقبل لتشجيع المغتربين على القدوم إلى لبنان وصرف العملات الصعبة فيه!؟".
واجتمع الرئيس عون مع الرئيس دياب لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى وتقرّر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ. وبقيت الطوابير على حالها امام محطات الوقود. وقد صدر عن المديرية العامة للنفط جدول تركيب أسعار المحروقات، وسجل ارتفاع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 1600 ل.ل. وصفيحة البنزين 95 أوكتان 1500 ل.ل. والمازوت 1100 ل.ل. وقارورة الغاز 4300 ل.ل.
أما في ما خصّ أزمة الكهرباء فعلمت "البناء" أن 5 بواخر فيول ترسو على الشاطئ اللبناني لم تُفرغ حمولتها بعد وتنتظر فتح اعتماد من مصرف لبنان والذي يحتاج الى موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة.
وبدأت ملامح أزمة رغيف، حيث رأى اتحاد نقابات المخابز والأفران في بيان أن "البلاد تمرّ حالياً في أزمة اقتصادية خانقة انعكست سلباً على كل القطاعات التجارية والإنتاجية والمالية، ومنها قطاع الأفران الذي بات بوضع لا يُحسد عليه بالنظر الى الأعباء الكبيرة التي يتحمّلها أصحاب الأفران والمخابز".
وأشار مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض إلى أن "قدرة المستشفيات على تحمّل الأعباء الحالية تتضاءل يوماً بعد يوم"، لافتاً إلى أن "مع الانقطاع القاسي في التيار الكهربائيّ يتم اللجوء الى المولدات لفترة تصل الى 21 ساعة في اليوم".
وعن متحور "دلتا"، قال "المشكلة إنه سريع الانتشار ويتفوّق على المتحورات الأخرى"، وأردف أن حالات الإصابة بمتحور "دلتا" تخطت الـ60 إصابة كلها وافدة من بلدان محددة، معتبراً أنه يمكن ضبط حركة الملاحة مع هذه البلدان.
على صعيد أزمة الدواء، استنكر نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف "ما يشكو منه أطباء الأطفال في لبنان من عدم توافر اللقاحات الضرورية للأطفال في سنواتهم الأولى، بعد فقدانها بشكل تام في الصيدليات". وأوضح في بيان أن "فقدان اللقاحات هذه يشكل خطرًا داهمًا على جميع الأجيال الناشئة".
على صعيد آخر، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بعد اجتماع للجنة المال والموازنة في المجلس النيابي عن "إقرار قانون إلغاء السرية المصرفية عن القطاع العام بكل فئاته من المنتخبين الى المعيّنين وبعد ردّ فخامة الرئيس وضعنا أطراً موحدة لاستعادة دور القضاء كجهة مخولة برفع السرية المصرفية خاصة في القضايا التي تتعلّق بالإثراء غير المشروع."

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

مؤتمر في باريس ولقاءات في بيروت وتحريض على حزب الله: فرنسا تلعب بالنار

 

متعِب إيمانويل ماكرون. متعب لأهل بيته قبل الآخرين. سعيه الدؤوب لتحقيق إنجازات قابلة للصرف في معركة تحسين صورته وشعبيّته داخل فرنسا، يجعله يستخدم كل ما هو متاح من أوراق قوة أو أوراق لعب لأجل تحقيق ذلك. لكن ماكرون، الذي يقول عارفوه إنه ذكي كفاية، يتصرف بفردية مفرطة. صحيح أنه يُكثر من المستشارين من حوله وفي مؤسسات الدولة التي تخضع له، لكنه نادراً ما يتصرّف مع هؤلاء على أنهم أكثر من مساعدين تنفيذيين. ويجزم العارفون بأموره أن خطوات كثيرة قام بها أدّت الى نتائج عكسية، لسبب وحيد وهو أنه كان مقتنعاً بأن طريقته في إدارة الأمر هي الأفضل.


ماكرون شخص مستعجل. يريد تحقيق أهدافه بسرعة. يتصرّف كأنه أمام جدول أعمال واسع يشمل العالم كله. يعرف أكثر من غيره قوة فرنسا الفعلية، في الاقتصاد والسياسة والاستراتيجيا وخلافها، لكنه مثل كثيرين في القارة العجوز يعيش الإنكار حيال أن أوروبا تحوّلت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي الى تابع للولايات المتحدة الأميركية. يعاقَبون بالإقصاء إن تمردوا، أو ينفذون مع قليل من التشاور. وإذا كان ماكرون قد عانى الأمرّين مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يصل الى ما يصبو إليه مع جو بايدن. هو يتوهّم أو يتأمّل أنه بات شريكاً للولايات المتحدة في إدارة ملفات العالم.


الإجهاد الذي يميز العمل من حول الرجل ينعكس ارتباكاً في عمل المؤسسات الفرنسية. ليس في باريس اليوم من يدّعي أن لوزارة الخارجية دورها الخاص. أو للدقة، ليس لها القرار في أي مسألة يعتبرها ماكرون ذات أولوية. وخليّة العمل الموجودة في قصر الإليزيه عرضة لضغوط جبارة، حتى يتحوّل الضغط منه الى مساعديه وإلى العاملين في القصر. لقد هرب نحو أربعة من مساعدي مستشاره إيمانويل بون بسبب جنون الأخير وكثرة تطلّبه والفوضى التي ترافق طلباته ومتابعاته. حتى في الأجهزة التنفيذية الأخرى، لا يجد الوزراء والمسؤولون الكثير من الهوامش التي تتيح لهم مفاتحة رئيسهم بهذا الخطأ أو ذاك. ومن يحاول التمايز عن الوجهة الاستراتيجية يعاقَب بشكل أو بآخر.


عودة مع ماكرون وفريقه الى لبنان. رجلان أساسيان يتولّيان الملف الى جانبه: السفير بون الذي خدم في لبنان مرات ومرات، والسفير الأسبق برنار إيمييه الذي يتولّى الاستخبارات الخارجية لفرنسا. الرجلان لديهما في لبنان ما يخصهما مباشرة. علاقات وطموحات وتصورات. لكن المشترك بينهما أمر في غاية الخطورة: عداوة مطلقة لسوريا بقيادة بشار الأسد، وعداوة محسوبة مع المقاومة بقيادة حزب الله. أما المعضلة التي يعانونها، فهي فريق الحلفاء أو اللاعبون اللبنانيون والسوريون معهم. في كل مرة، يخيب ظنّهم بسبب ضعف هذه الأدوات، وقصر نظرها وقلّة حيلتها واستعجالها، كما فسادها الذي لا يمكن كتمه أو تغطيته لوقت طويل, ومع ذلك، فإذا حاول مسؤول فرنسي، مرّ على جهاز أمني أو سفارة، أن يلفت الانتباه منتقداً، يسري عليه "الحرم" فوراً... انظروا إلى برونو فوشيه. الرجل يبدو معزولاً بلا عمل بعد مغادرته بيروت. وفي باريس اقتناع بأنه يخضع لعقاب، لأنه قدّم تصوراً لمعالجة الملف اللبناني يخالف توجّهات الثنائي بون ــــ إيمييه. وعقابه صار درساً تعلّمته السفيرة التي حلّت محلّه. هي سيدة نشطة، مثابرة، تهتمّ شخصياً بالعمل المباشر. تتابع الملفات، حتى إنها عرفت كيف توائم بين بريد الخارجية وبريد الإليزيه. تعرف بالضبط حجم الدور والموقع الذي يحتلّه وزير الخارجية جان إيف لو دريان. لا تتجاهله عملاً بالأصول، لكن تركيزها على بريد الإليزيه وما يمكن أن يصل أو يرسل الى خليّة السفير بون، من دون إهمال دور رجال برنار إيمييه في بيروت والمنطقة. وهي في هذه الفترة، متحمسة أكثر من السابق لرفع الصوت، معلنة أن المعركة دخلت طوراً جديداً.


بين أيار وحزيران الماضيين، اجتهدت السفيرة آن غريو في تقديم تقييم جديد لموقع بلادها في المعادلة الدولية العاملة على الملف اللبناني. هي تحسم لمن تلتقي بهم بأن الأمور تبدّلت بعد خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض. تتحدث عن رعونته واحتقاره لكل الآخرين، ورفضه التعامل مع أوروبا كشريك. وتقول صراحة إن ترامب وأعضاء إدارته كانوا يفترضون أن فرنسا يُسمح لها بأن تلعب في الوقت الضائع. حتى حصل الصدام. تشرح هي بالتفصيل، أمام من تعتبرهم "رجال المرحلة" من اللبنانيين، أن المشكلة التي كانت قائمة سابقاً سببها وجود خطتين وتصوّرين، كل واحدة تخص طرفاً. لكن بعد وصول بايدن الى البيت الأبيض، حصل توافق على رؤية موحدة، أساسها أن أميركا قررت التعامل مع أوروبا كشريكة. وبناءً على مداولات مكثفة، تقول السفيرة إن ملف لبنان اليوم يعمل وفق رؤية مشتركة جرى التوافق عليها بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. صحيح أن الفرنسيين لديهم حساسية تاريخية تجاه الأفضلية البريطانية عند الأميركيين، لكنهم اليوم يعانون من حساسية مفرطة إزاء الدور الألماني. ربما يفكر الفرنسيون أنه في حال موافقة واشنطن على منحهم دوراً بارزاً في المجالين السياسي والأمني، فهي لن تسلّمهم رقبة لبنان، بل إنها ستجعل بريطانيا رقيباً دائماً على كل ما يتعلّق بعمل القوى العسكرية والأمنية، وربما يفضّل الأميركيون أن يكون الملف الاقتصادي بيد الألمان. وهذا ما يفسر جانباً من "الركض الفرنسي" تجاه مشاريع إعادة الإعمار في لبنان، من المرفأ الى غيره، والعودة الى برنامج تسليح القوة البحرية للجيش اللبناني، علماً بأن زيارة وفد رجال الأعمال الفرنسيين لبيروت، والزيارة المتوقّعة لوزير التجارة الخارجية، لا تشير الى وجود برامج واضحة أو مشاريع جاهزة.


أحد المشاركين في وفد رجال الأعمال، قال لصحافي فرنسي بوضوح: "نحن لسنا جمعية خيرية، ولا نملك المال الكافي لتمويل المشاريع. نحن نريد إقراراً من الحكومة اللبنانية بأفضليّة شركاتنا، وأن يسمح لنا بالتفاوض مع الجهات الدولية المموّلة لأجل الحصول على ما يكفي لإقامة هذه المشاريع".


وهؤلاء لا يكتفون بذلك، بل ينتقلون فوراً الى العبارة المفتاح، وهي: "يجب أن تكون المرافق تحت إشرافنا الكامل. ليس بالضرورة أن نشتريها، ولكن أن نديرها وفق أحد أبواب الخصخصة الممكنة، ولفترة زمنية لا تقلّ عن ثلاثين عاماً، وتحت إشراف كامل من قبلنا لضمان إنتاجها من جهة، وضمان استعادة الأموال المفترض إعادتها إلى المقرضين". وبطبيعة الحال، لا يتعب الفرنسيون، مثلهم مثل جميع رجال الأعمال، في شرح أنهم الأقدر والأكثر تفاعلاً، وأنهم يخطّطون ليس لإعمار جزء من المرفأ، بل لأجل إحياء مدينة بكاملها، أن تصوّراتهم للمرفأ الجديد تستهدف تنمية مستدامة وواسعة الاتجاهات... لكن هل من دراسة قابلة للنقاش؟ عندها ينظر الجميع الى بعضهم البعض، ويشيرون الى أنهم يريدون تمويلاً أولياً لوضع الدراسات قبل عرضها على لبنان بغية نيل موافقته، ثم للشروع في الأعمال. ولا ينسون مباغتة اللبنانيين بمفاجأة يعتقدون أنها مؤشر قوي: في الرابع من آب المقبل، ستعمد شركة الشحن البحري CGM الى إعادة افتتاح مكاتبها في بيروت التي تضرّرت في انفجار المرفأ قبل أكثر من أحد عشر شهراً. يريد هؤلاء أن يحتفل لبنان معهم بهذا الإنجاز العظيم!


الوصاية الآن... فوراً
على أن المسالة لا تقف عند هذا الحد، ذلك أن فرنسا التي تتولّى الآن دور المتحدّث الأول في الملف الداخلي اللبناني، تتصرّف كما لو أنها تملك من الأوراق ما يكفيها لكي تلاعب الجميع في لبنان. وهي تعتبر أنه بمجرد أن تكون على تواصل سياسي مع حزب الله، فهذا كاف لكي يقبل الحزب بتصوراتها. وثمة فوقية مقززة لدى الفرنسيين وهم يشيرون الى هذا الأمر على سبيل أنهم يمنحون المقاومة في لبنان بركة قبولهم التحدث معها، "بينما يرفض المجتمع الدولي ذلك". المشكلة هنا أن فرنسا لم تتعلم شيئاً لا من ماضي الاستعمار القديم ولا من محاولة إعادة الاستعمار المباشر قبل نحو أربعين سنة، ولا من كل ما مرّ عليها ومعها وبسببها في منطقتنا. فرنسا لا تزال فرنسا، بل هي من سيئ الى أسوأ.. ترى، هل يفكر الفرنسيون لحظة بأن المقاومة في لبنان هي من يمنحهم فرصة التحدث إليها، بينما يقف العالم كله طالباً التواصل؟
هل ينسى الفرنسيون قبل شهور عدة ما حصل عندما طلب العدو من الأمم المتحدة نشر كاميرات مراقبة على الحدود الجنوبية؟ ألم تتعب فرنسا لأجل تمرير مشروع تعرف أنه يخدم العدوّ وحده؟ ألم تفهم لماذا لم تكن طرفاً في التواصل لا هي ولا إسبانيا المتورّطة أصلاً في لعبة التجسس من خلال قوات الطوارئ الدولية لمصلحة إسرائيل؟ ألم تفهم لماذا رفض حزب الله التحدث مع البريطانيين، بل رفض حتى تلقّي رسالة تطلب الاجتماع بهم؟ ألم تفهم لماذا اضطرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومعهما فرنسا وإسبانيا وبريطانيا الى الطلب من سويسرا لأن تقوم هي بالتواصل مع حزب الله بغية إقناعه بأن الكاميرات لا تستهدف الجنوبيين؟ وحسناً فعل السويسريون الذين سمعوا الرسالة وفهموها جيداً: أيّ كاميرا تنصب لمراقبة المقاومة سوف تكسر، وكل يد تحاول إصلاح ما كسر ستكسر أيضاً... ألم تعرف السفيرة الحالية، لماذا بادر الجيش اللبناني من خلال موفد شخصي للعماد جوزف عون الى إبلاغ فرنسا أن الحزب لن يوافق على المشروع وأن الجيش ينصح بتجاهل الأمر لأن أحداً لا يريد الصدام؟
يبدو أن فرنسا لم تفهم الرسالة بعد. بل هي تتصرف على أنها صاحبة الحق في الوصاية الكاملة. وأنها عندما تركت لبنان، كانت في إجازة، لكنها عادت لتجد شعبه وقياداته في حالة عجز، وهي من يقرر كيف تدار الأمور.


ولأن فرنسا لم تغادر منطقها إياه، سعت السفيرة الجديدة ــــ التي تعلّمت الدرس بألّا تكرر ما كان يفعله سلفها فوشيه ــــ الى توسيع نطاق صلاتها المحلية. وخلال الشهرين الماضيين، عقدت لقاءات في مقر السفارة، جمعت عدداً من ممثلي منظمات وجمعيات مدنية، من مختلف المناطق والطوائف. وقالت لهم بداية إنها تعتقد أنهم الأكثر تمثيلاً في مناطقهم وفي بيئاتهم الاجتماعية. وهي خصّت الجمعية التي تديرها السيدة رباب الصدر بلفتة خاصة وخلوة خاصة، لأجل القول إنها تعكس تمثيلاً كبيراً في الطائفة الشيعية. لا بل لفتت انتباهها الى أنها تمثل التيار البديل من الإرهاب والتطرف والفساد... وتركت للسيدة رباب أن تفهم المقصود. وعمدت السفيرة الى القول صراحة للحاضرين، إن ما يهمّ فرنسا اليوم هو الإنسان اللبناني، وإن فرنسا تعتقد بأن هذه الجمعيات تعمل لمصلحة الإنسان في لبنان بخلاف الأحزاب والسلطة الذين يعملون لأجل مصالحهم الخاصة ومواقعهم وحماية مراكز نفوذهم وفسادهم داخل الدولة. وسارعت الى القول بأن المبادرة الفرنسية لمعالجة الأزمة اللبنانية مستمرة، وقد أخذت شكلاً جديداً. تحدثت بإسهاب عن التغييرات التي رافقت وصول إدارة جديدة الى البيت الأبيض، وأن فرنسا باتت شريكة وهي حصلت على تفويض أميركي للقيام بالعمل المباشر في لبنان... و"نحن اليوم نعمل مع الأميركيين والبريطانيين وآخرين وفق رؤية موحدة. ومبادرتنا تختلف تماماً عن مبادرة الرئيس نبيه بري. نحن نريد إنقاذ لبنان ونقله الى مستوى جديد من الإدارة، بينما تستهدف مبادرة بري إعادة التجديد للطبقة الحاكمة نفسها".
ثم قالت بحسم:
"لدى اللبنانيين اليوم خياران:
الأول: تأليف حكومة جديدة، من مستقلين لا تختارهم الأحزاب، وتكون لديهم القدرة والمسؤولية والإرادة الحرة لخوض معركة الإنقاذ من خلال الشروع الفوري في معركة محاربة الفساد، والعمل بالتعاون المباشر والوثيق مع المجتمع الدولي على إطلاق عملية إقصاء تدريجي وطوعي للفاسدين عن كل مواقع السلطة.
الثاني: الدخول في مواجهة شاملة ومباشرة وقاسية مع المجتمع الدولي، ومع إرادة المجتمع الدولي، وبالتالي تحمّل النتائج من الحصار والعقوبات. وليكن معلوماً أن المواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي ستضع لبنان أمام الانهيار الحتمي والنهائي".
لكن السفيرة تستدرك لتشرح أن الخيار الثاني ليس في مصلحة أحد، ولا يوجد في لبنان من يقدر على مواجهة المجتمع الدولي سوى حزب الله. هنا، تقرّ السفيرة بأن حزب الله قوي جداً، ولديه خبرة كما إيران على مواجهة العقوبات والحصار، لكن عليه أن يفهم بأن خيار المواجهة يضرّ كل اللبنانيين، وهذا ما يوجب على اللبنانيين إظهار التمايز الفعلي عن حزب الله وتحميله مسؤولية مواجهة المجتمع الدولي ونتائج هذه المواجهة. وبالتالي ــــ تضيف السفيرة العبقرية ــــ إن على اللبنانيين إظهار تمايزهم الفعلي عن حزب الله، وألّا يتصرفوا كما تصرفت حكومة حسان دياب التي لم تتعاون أبداً مع المجتمع الدولي ولم تنفذ توصياته ولم تلتزم بالتعليمات التي تفتح المجال أمام الإنقاذ. (ما قالته السفيرة الفرنسية للرئيس حسان دياب أول من أمس هو نفسه ما قالته في اجتماعاتها مع المجموعات اللبنانية) لأنها تعتبر أن عدم الاستجابة الكاملة لبرنامج الإصلاحات كما يراه البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي هو السبب في تعميق الأزمة.


وحتى لا يبقى السؤال ماثلاً حول موقف فرنسا والمجتمع الدولي من حزب الله، سارعت السفيرة الى القول بأن الحزب هو أيضاً أمام خيارين: "إما أن يقبل التفاوض مع المجتمع الدولي، وله الخيار في أن يختار الجهة أو الدولة التي يريد التحاور معها. الجميع يريد التحدث إليه، وإذا كان يرفض الأميركيين أو البريطانيين أو الفرنسيين فيمكنه التحدث مع الأمم المتحدة أو مع ألمانيا" (قال دبلوماسي غربي إن ألمانيا في لبنان يراد لها أن تؤدّي دور سلطنة عُمان في ملفات إيران واليمن). لكن السفيرة أظهرت بعض "الحزم" عندما أوضحت: "نحن من جانبنا سنستمر بالتواصل والتحدث مع الحزب، لكن على الحزب أن يعلم أننا نتحدث معه من الآن وصاعداً تحت سقف هذا التوجه. ونحن نقول للحزب بأنه في حال قرر رفض التفاوض وقرر الدخول في مواجهة معنا، فعليه تحمل النتائج. وعندها سيتم عزله بصورة كلية من قبل كل العالم، ولن يبقى أحد، بمن فيهم نحن، يقبل التحدث معه. وسيواجه وضع كل المنظمات الإرهابية المعزولة في العالم. ونحن نثق بأنه ليس حزباً مغامراً، وبأنه لن ينجرّ الى مغامرات". لتختم: "لبنان اليوم في وضع يشبه ما كان عليه بين عامَي 1982 و1983، وهناك الكثير من الخيارات على الطاولة".


عصف فكري في باريس: مؤتمر لدراسة الحكم البديل في لبنان
لقاءات السفيرة الفرنسية في بيروت لم تكن معزولة عن نشاط آخر بادرت السلطات الفرنسية الى القيام به في باريس. تعاونت وزارة الخارجية مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية ومراكز أبحاث على ترتيب مؤتمر لمناقشة الوضع في لبنان والمنطقة. ودعي إلى الاجتماع موظفون فرنسيون وشخصيات لبنانية حضرت إما بوصفها تحمل جنسية أخرى، أو أنها تمثّل مراكز أبحاث ومؤسسات غير لبنانية. لكن باريس اختارت شخصية لبنانية واحدة حضرت من بيروت. وتبيّن أن الشخصية الحاضرة هي المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد، ويبدو أن حضوره تمّ بتوصية من قائد الجيش العماد جوزف عون. واستمر المؤتمر لأيام عدة، واختتم نهاية الشهر الماضي، وكان مناسبة لنقاش نظريّ حول الأزمة اللبنانية كجزء من مشكلة المنطقة. وليس غريباً على الحاضرين أن ينجحوا في تقديم تشخيص وفهم دقيق للأزمة من جوانبها كافة. لكن الحيرة تعود الى الطروحات البديلة وإلى الأفكار العلاجية الممكن اعتمادها في مقاربة الأزمة اللبنانية. على أن الخلاصات التي يمكن الخروج منها بعد هذا اللقاء تفيد بالآتي:
أولاً: إن فرنسا باتت كما بقية "المجتمع الدولي" على اقتناع تامّ بأن الطبقة السياسية الموجودة لم تعد مؤهّلة للاستمرار في الحكم، بمن فيهم الرئيس سعد الحريري، وأنه حان وقت التغيير الشامل. و"نحن ندعم تغييراً شاملاً، لكننا لا ندعم أن يحصل ذلك بالقوة لأنه لا يدوم، وقد يتسبّب بمشكلات كبيرة، بل نسعى إلى أن يتحقق من خلال تعزيز حضور ونشاط المجتمع المدني والجمعيات والشخصيات التي يمكن أن تشكل بديلاً حقيقياً من الموجودين حالياً. وفرنسا تتحدث باسم المجتمع الدولي عن الاستعداد للمساعدة على عقد تسويات تسمح بخروج هذه الطبقة السياسية من دون مواجهة. وهذه التسويات لا يمكن أن تكون بطريقة تُبقي الأمور على ما هي عليه اليوم".
ثانياً: يعتقد الفرنسيون أن المشكلة في لبنان تتطلّب تغييراً شاملاً، وتحتاج الى حوار يقود الى عقد اجتماعي وسياسي جديد. ويجب أن يكون الأمر أساسياً لا أن يتمّ ربط التغيير بالانتخابات. وهم يُظهرون خشية كبيرة من كون الانتخابات في حال حصولها بصورة مبكرة أو في موعدها قد تعيد إنتاج الطبقة الحاكمة نفسها، وسيكون المجتمع الدولي ملزماً بالتعامل مع المجموعة نفسها لسنوات أربع جديدة. لذلك يجب البحث في آلية مختلفة لإدارة الانتقال السلمي الى سلطة جديدة.
ثالثاً: يبدو أن الفرنسيين، بعدما عجزوا عن تأمين إجماع أوروبي على فرض عقوبات على أركان الطبقة السياسية في لبنان، يفكرون في عقد اتفاقات مع بريطانيا وألمانيا، أو مع دول أخرى، لأجل فرض عقوبات ثنائية أو ثلاثية على شخصيات لبنانية من البارزين، تؤدي الى منعهم من دخول أوروبا أو بعض الدول، ومنعهم من مزاولة أي أعمال اقتصادية أو تجارية مباشرة، أو من خلال أزلامهم، وتعقيد كل معاملاتهم في هذه الدول. مع الرغبة الواضحة بعدم اللجوء الى عقوبات تعطّل أي مسعى لإقناع هذه القيادات بالابتعاد السلمي عن مواقعها. وهدف الفرنسيين هنا، هو استخدام هذه الضغوط لأجل إقناع هذه الفئة بعدم خوض الانتخابات النيابية الجديدة وترك المجال أمام آخرين.
رابعاً: بانتظار حسم وجهة الحل في لبنان، على الجميع التصرّف على أساس أنه لن تكون هناك أي برامج دعم مالي للبنان، لا من المجتمع الدولي ولا حتى من الدول العربية. ولن يصرف قرش واحد في لبنان قبل إقرار الإصلاحات التي يطلبها "المجتمع الدولي" وبإشرافه، وبوجود فريق لا يمثل الطبقة السياسية الحالية. أما حاجات لبنان الغذائية، فسيتلقّاها، في ظل وجود تصور لتعزيز وضع القوى العسكرية والأمنية لمنع حصول الانهيار الأمني وقيام الفوضى الشاملة.
خامساً: يتصرّف الفرنسيون بالعقلية نفسها التي دفعت جهات بارزة في بريطانيا، كما في الولايات المتحدة أيضاً، الى الحديث من جديد عن الحاجة الى وصاية دولية مباشرة على إدارة المرحلة الانتقالية في لبنان. ويصل الأمر ببعضهم الى الحديث عن ضرورة البحث في خيار فرض وصاية دولية ولو توجّب وجود فريق دولي يتولّى على الأرض ممارسة الإجراءات الكفيلة بالتزام تطبيق الإصلاحات كاملة.


لا تضخّموا الأمور
وسط كل هذه الأجواء، يخرج من بين الفرنسيين من يدعو الى عدم المبالغة في قراءة ما تقوم به الحكومة الفرنسية في هذه الفترة. بعض المتابعين من باريس يعتقدون أن الرئيس إيمانويل ماكرون في حالة إحباط شديد إزاء الأزمة اللبنانية، وهو سعى إلى استثمارها في معركته الداخلية، وأن خلية الإليزيه لم تعد تظهر حماسة كبيرة للقيام بأمور استثنائية ربطاً بعجزها عن إقناع اللبنانيين بتقديم حلول مختلفة... والأهم من كل ذلك، أن فرنسا بلد يواجه صعوبات كبيرة تمنعه من عرض عضلات تكلّفه إنفاقاً غير ممكن في لبنان ولا في غيره... ويصل الأمر بأحد الفرنسيين المتابعين لملف لبنان وعمل سلطات بلاده الى القول: إنهم كمن يجذّف في الهواء!


*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

لقاءات الرياض الثلاثية: سقوط الإعتراف بالسلطة؟

 

لم تكفّ الصدمة المهينة للسلطة عموماً التي ترددت أصداؤها بقوة أمس غداة #”فضيحة السرايا” حتى برز تطور ديبلوماسي غير مسبوق ينطوي على معطيات ودلالات يعتقد انها على جانب كبير من الأهمية فاجأت بدورها كل اركان السلطة، كما جميع القوى السياسية، بحيث بدا الجميع في حالة غياب عن مجريات تطورات خارجية متقدمة تسعى بقوة الى منع انهيار لبنان. هذا التطور تمثل في المفاجأة التي اثارها صدور بيانين متزامنين أمس عن كل من السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو تعلنان فيهما انهما ستتوجهان معاً الى المملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات اليوم مع مسؤولين سعوديين،  وان هذه الزيارة تأتي عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان لكل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الذي سبق ان عُقِد في 29 حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في مدينة ماتيرا في إيطاليا. وهذه سابقة ديبلوماسية من حيث زيارة سفيرتين لدولتين كبريين دولة ثالثة بارزة في موقعها حيال لبنان للبحث في الازمة اللبنانية، الامر الذي دفع بعض الأوساط الى الاستنتاج بأن دولاً أساسية وعديدة بدأت تتعامل مع الواقع اللبناني كأن لا سلطة فيه بعدما سقطت كل معالم الثقة الدولية بهذه السلطة وبالطبقة السياسية.

 

وأكدت السفيرة شيا انها “ستؤكد أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، ستواصل العمل على تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة”.

 

بدورها اكدت السفيرة غريو انها “ستشرح خلال لقاءاتها بأنه من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات صدقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل. ستشدّد أيضاً على ضرورة المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها”.

 

ويتخذ هذا التطور أهميته من كونه يأتي امتداداً للقاء وزراء الخارجية للبلدان الثلاثة بما يعكس ان اتفاقاً او تفاهماً محدداً حصل في ذاك اللقاء وستحمل لقاءات السفيرتين الأميركية والفرنسية مع مسؤولين سعوديين اليوم معطيات جديدة حيال تنفيذ ما سيتفق عليه في شأن الازمة الحكومية اللبنانية، كما في موضوع مد لبنان بمساعدات حيوية تحول دون انهياره. حتى ان بعض الأوساط الديبلوماسية والسياسية ابرز أهمية بعيدة المدى للتنسيق الأميركي الفرنسي السعودي، اذ تجري الان بلورة جهد ثلاثي من خلال التنسيق مع السعودية الراعية الأساسية لاتفاق الطائف حيال الازمة اللبنانية الراهنة. ويتركز هذا الجهد على الضغط المتعاظم على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة، كما يتركز في الجانب الاخر على درس الجوانب الأكثر إلحاحاً في موضوع دعم القطاعات الأكثر حاجة للشعب اللبناني.

 

وليس بعيداً من أجواء التحضيرات الفرنسية لعقد مؤتمر دعم ثالث للبنان قبل الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وصل امس الى لبنان منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان، في زيارة تستمر حتى الثلثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى “متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الحاجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريبا”.

 

الحريري وكتلته

وسط هذه التحركات الخارجية البارزة استمر الملف الحكوميّ بعيداً عن دائرة الحسم خلافا للتسريبات الإعلامية التي ملأت المشهد الداخلي وأوهمت الرأي العام الداخلي بان الساعات المقبلة ستشهد اعلان الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره عن التأليف. ولعلّ الجديد البارز حكوميّاً الذي يمكن الإضاءة عليه، يتمثّل في معلومات “النهار” من أجواء اجتماع الرئيس الحريري مع كتلته النيابية امس ، حيث وضعهم في الأسباب التي تحول دون ولادة الحكومة، مشيراً الى تعنّت فريق العهد الذي لا يريد حكومة، وفق التعبير الذي استخدمه مباشرة. ولفت الحريري أمام نواب كتلة المستقبل إلى أنّه وافق على التكليف لأنه قارب وضع البلد واستعدّ لخوض مهمّة وقف الانهيار، من ضمن تصوّر قائم على تأليف حكومة من اختصاصيين غير حزبيين. ورأى أن البلاد تتّجه فعليّاً مع كلّ يوم إضافي إلى مزيد من الانهيار، والشعب اللبناني يفتقد القدرة على التحمّل. وانطلاقاً من هذه الصورة، وضع الرئيس المكلّف على طاولة الخيارات أمام أعضاء كتلة “المستقبل” مجموعة أفكار ومقترحات سيعمل على دراستها، بما في ذلك خيار الاعتذار عن عدم التأليف الذي عاد ليبرز كاحتمال أساسيّ بين مجموعة الأوراق التي يحملها في يده، من دون أن يعني ذلك اتّخاذ قرار بالاعتذار حتى الآن.

 

وفيما لا يبدو انطلاقاً من المعطيات التي ترويها مصادر “بيت الوسط” أنّ الحريري  في صدد التحضير لتقديم مسوّدة حكومية جديدة حتى الساعة الى رئيس الجمهورية، تؤكد معلومات أخرى انه من غير الوارد ان يقبل أي من رؤساء الحكومات السابقين وتحديدا الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام ان يتوليا مهمة تشكيل الحكومة مكان الرئيس الحريري في حال اعتذار الأخير، كما فهم انه ليس وارداً أقله حتى الان ان يغطي الحريري أي اسم محتمل لتأليف الحكومة في حال اعتذاره.

 

باسيل: اكثر الخاسرين

في المقابل أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لـ”النهار” أنّ “اعتذار الحريري عن عدم التشكيل هو خسارة بالنسبة الينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار”. ورداً على سؤال في شأن إمكان التفاهم مع الحريري إذا تشكلت الحكومة، قال باسيل: “في الماضي تفاهمنا مع الحريري على الكثير من المواضيع، وبإمكاننا اليوم الاتفاق، ولا شيء من جهتنا يمنعنا من التفاهم معه، وأنا جاهز كما في السابق للنقاش في كل الأمور وسنجد مساحة مشتركة تصبّ في مصلحة الجميع”.

 

وفي موضوع إصرار”التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية على تسمية الوزيرين المسيحيين، أكّد باسيل أن “الرئيس عون لم يطالب يوماً بتسمية اي من الوزيرين المسيحيين، والاقتراح المنطقي يقضي بموافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على اسمين من لائحة مقترحة عليهما تتضمّن أسماء اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، فيتفقان على الإسمين بما يؤدّي الى ان لا يحصل رئيس الجمهورية بأي شكل على الثلث الضامن، ولا تنحصر كذلك التسمية بالرئيس المكلّف. كما انّ موضوع الثقة قد تمّ معالجته، فلماذا الاعتذار ؟”

 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الراعي يستعجل التأليف في “ربع الدقيقة” الأخير

“كونسولتو” ديبلوماسي حول لبنان و”حزب الله” يستنفر ضدّ “الانتداب”!

 

بعدما تيقّن القاصي والداني أنّ الطاقم الحاكم تتملّكه نوازع انتحارية في قيادة دفة المركب اللبناني، متجاهلاً كل نداءات الاستغاثة التي يطلقها شعبه ومتعامياً عن كل رسائل الإنذار والتحذير التي يوجّهها الأشقاء والأصدقاء… يبدو أنّ المجتمع الدولي قرّر تلقف زمام المبادرة ودفة المسؤولية بنفسه بعد أن تخلى عنها أهل الحكم في لبنان، فاستنفر طواقمه الديبلوماسية في بيروت وأدار محركاته لقيادة الشعب اللبناني نحو ضفة آمنة تنأى به وباحتياجاته الحيوية عن أمواج السلطة المتلاطمة.

 

بالمبدأ، لو أنّ لدى أركان الحكم اللبناني ذرّة حياء لكانوا دفنوا رؤوسهم “تحت سابع أرض” لمجرد سماع هذا الكمّ غير المسبوق من البهدلات التي تنهال عليهم يومياً من عموم اللبنانيين والديبلوماسيين، لكنهم عوضاً عن ذلك آثروا الاستمرار في سياسة “دفن الرؤوس في الرمال” والانفصام عن الواقع، الأمر الذي لم يترك خياراً أمام الدول المعنية بالملف اللبناني سوى التداعي لإنشاء “كونسولتو” ديبلوماسي في ما بينها لتدارس الطرق الآيلة إلى اتخاذ خطوات مشتركة تحول دون انفجار صاعق القنبلة الاجتماعية والمؤسساتية العسكرية والأمنية على الساحة اللبنانية.

 

وتحت هذا العنوان، تقاطعت التصريحات والتحركات الأميركية والفرنسية والإيطالية والأممية خلال الساعات الأخيرة تزخيماً لقنوات التواصل في ما بين المجتمعين الدولي والعربي على نية البحث في سبل إنقاذ اللبنانيين… لكن وعلى قاعدة “لا برحمك ولا بخلّي ألله يرحمك” استنفر “حزب الله” مقدمة نشرة “المنار” المسائية لتوجيه صلية من المواقف العدائية تجاه السفيرتين الفرنسية والأميركية معتبراً أنّ تحركهما يجسد “انتداباً سياسياً بكل وقاحة” على البلد، ومشبّهاً إعلانهما الذهاب إلى الرياض لنقاش كيفية مساعدة لبنان بذهاب “مندوب سامٍ لدولة الانتداب للتفاوض باسم أو على الدولة المنتدَبة”.

 

وكانت السفارتان الأميركية والفرنسية قد أعلنتا في بيانين منفصلين متزامنين توجّه السفيرتين دوروثي شيا وآن غريو اليوم الى المملكة العربية السعودية للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، في سياق ترجمات الاجتماع الثلاثي الذي عقد في إيطاليا نهاية الشهر الفائت حول لبنان بين وزراء الخارجية الأميركية والسعودية والفرنسية. وأوضحت شيا أنها تعتزم إثارة مسألة “خطورة الوضع في لبنان وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي” خلال اجتماعاتها في السعودية، مع الإشارة إلى مواصلة العمل على “تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث (أميركا – فرنسا – السعودية) التي ترتكز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة”.

 

كما أضاءت غريو في بيانها على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي خلص في ضوء “عجز القادة السياسيين اللبنانيين عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة” إلى الاتفاق على “ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة”، مشيرةً إلى أنها ستشرح خلال لقاءاتها مع المسؤولين السعوديين أنه “من المُلحّ أن يشكل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقا لتطلعات الشعب اللبناني، وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل”، وسط التشديد في الوقت عينه على “ضرورة تقديم مساعدات إنسانية مباشرةً للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي”.

 

تزامناً، وعلى وقع توجيه الخارجية الأميركية دعوة متجددة إلى “القادة اللبنانيين لإظهار ليونة لتشكيل حكومة تطبق إصلاحات لإنقاذ الاقتصاد المتدهور”، وصل منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان إلى بيروت أمس للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين في إطار التمهيد لمؤتمر الدعم الإنساني للبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في وقت استرعى الانتباه أمس اتصال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، مبدياً خلال الاتصال “قلقه من الوضع في لبنان”، ومؤكداً “ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان”.

 

كما نبّه وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني خلال تقديمه إحاطة برلمانية بشأن مشاركة إيطاليا في المهمات العسكرية الدولية إلى أنّ “لبنان ما يزال يمر بواحدة من أعمق أزماته الاقتصادية والاجتماعية، حيث لا مفرّ من قيام حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات”، لافتاً إلى أنّ “الجيش اللبناني يحتاج اليوم إلى دعم عاجل وفوري من جانب المجتمع الدولي”. بينما شدد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو على أن “دور المجتمع الدولي ضروري لعكس الديناميات التي تفاقمت بسبب العديد من الأزمات المتداخلة” في لبنان.

 

وفي الغضون، لا يزال الملف الحكومي عالقاً بين ضفتي التكليف والتأليف بانتظار “خطوة مرتقبة قريباً” من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحسم مسار الأمور والاتجاهات، وفق ما نقلت مصادر مواكبة للملف الحكومي، مشيرةً إلى أنّ الحريري وضع أعضاء كتلته النيابية في أجواء “العناوين العريضة لخياراته في هذه المرحلة تحت وطأة استحكام النهج التعطيلي في أداء العهد وتياره وإجهاضهما كل المحاولات والمبادرات الآيلة إلى تأليف حكومة إنقاذية من الاختصاصيين”.

 

وتوازياً، وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي من منبر قصر بعبدا أمس رسالة مباشرة إلى الرئيس المكلف حثّه فيها على “أن يعجّل بأسرع ما يمكن في تأليف الحكومة مع فخامة رئيس الجمهورية، وفق روح الدستور، لأن كل يوم نتأخر فيه تغرق السفينة أكثر فأكثر”. وإذ كرر بلباقة كلامه من روما حيث لم يستثن رئيس الجمهورية ميشال عون من مخالفة الدستور قائلاً رداً على استفسارات الصحافيين في قصر بعبدا أمس: “الجميع يخالف الدستور، نعم جميعهم يخالف الدستور”، شدد الراعي إثر لقائه عون على أنّ “من أوصلنا إلى هنا هو عدم وجود حكومة، فعندما لا تكون هناك حكومة يخرب الاقتصاد والتجارة والسياحة والحياة وتتوقف المصارف والمصالح، وتزيد الهجرة والبطالة، وتقفل المحال والمؤسسات”، وأضاف: “الحكومة هي الباب، لكن أين هي؟ ليست موجودة فلا يتم اتخاذ أي قرار والنتيجة أنّ البلد يموت… ونحن لا نقدر بروح المسؤولية الوطنية أن نتأخر “ربع دقيقة” عن عدم التأليف”.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

التنكيل بالمواطن مستمر .. الراعي يستعجل الحكومة.. الحريري: أدرس مجموعة اقتراحات

 

المشهد الداخلي ينطق بحقيقة واحدة، خلاصتها، ان شُكِّلت الحكومة الجديدة او لم تُشكّل، وان قرّر الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري أن يتصالحا ويتفقا على حكومة، وإن استمرا في خلافهما وصراعهما من الآن وحتى نهاية العهد. وإن قررت حكومة تصريف الاعمال ان تمضي في فشلها في ادارة الدولة ولو ضمن الحدود المتاحة لها، او تسلك مساراً معاكساً ولو متأخّراً، او تواظب أو لا تواظب على عقلية الولدنة السياسية التي تجلّت في “فضيحة السرايا” بسقوطها المدوّي في الامتحان الديبلوماسي، واستجلبت تقريعاً فرنسيّاً تستحقه، فكلّ ذلك يعادل صفراً في اهتمامات اللبنانيين. فلقد قطعوا الأمل نهائياً، في كل من ليس في وجهه ذرّة حياء، وكل من أفقرهم وجوّعهم وأوجعهم، وباعهم مجاناّ في سوق مصالحه وحساباته الشخصية، ويعبث بحاضرهم ومستقبلهم على منصّة الغباء الفاضح والمُحرج في تصريف الاعمال.

مسخرة التأليف

الحقيقة الساطعة امام المواطن اللبناني هي انّ البلد صار يتيم المرجعيّة التي تقوده بحكمة ودراية في الاتجاه الذي يبقيه على قيد الحياة، وتنأى به عن الإرتطام الكارثي الذي يتهدّده. وما هو أسوأ من هذا اليُتم، هو إنكاره المفجع من المنظومة القابضة على السلطة والحكومة والقرار، ودورانها في صراع لا نهاية له؛ عشوائي، عبثي، شخصاني بغيض، على ما باتت تُعرف بـ”مسخرة التأليف”.

 

مسلسل التنكيل

ومع هذا اليّتم، تكبر مصيبة المواطن، صار عاجزاً، لم يعد يقوى حتى على الصراخ، لا يسأل عن سلطة ميتة، بل هي لم تعد تعنيه على الاطلاق، لا يشغل باله بما يُحكى عن اتصالات تجري لتدوير زوايا العِقد المانعة للتأليف، فيما هي باعث للملل وتتنقل من فشل الى فشل، هكذا على المنوال نفسه منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. سمع الكثير عن ساعات حاسمة، او أيام حاسمة او افكار حاسمة او قرارات حاسمة، او اعتذار الرئيس المكلّف او لا اعتذار الرئيس المكلّف.. وما الى ذلك من كلام فارغ لا يسدّ جوعاً ولا يبلسم جرحاً، بل خطوات اضافية نحو الأعماق. لا يعني المواطن كل هذا السيلان المقرف، ما يريده فقط هو أن يعرف متى يتوقّف مسلسل التنكيل المتمادي به، بحرمانه دوائه وخبزه واساسيات حياته، واغراقه في العتمة ورصّه لكيلومترات في طوابير الإذلال أمام محطات المحروقات.

 

مبادرة بري .. ضرورة

في هذه الاجواء، تؤكّد الأجواء الطاغية على الملف الحكومي، بأنّ حركة الاتصالات التي تواصلت في الساعات الماضية على أكثر من خط معني بملف تأليف الحكومة، أنّ الحديث عن خرق حكومي في هذه الآونة ليس واقعياً على الاطلاق، وخصوصاً انّ طرفي الاشتباك الحكومي لم يقدّما ما يمكن اعتبارها تسهيلات او تنازلات تفضي الى فتح ثغرة في الجدار الحكومي المسدود، بل على العكس، فإنّ منسوب التصلّب زاد بدرجات عمّا كان عليه في السابق.

ولفتت المصادر، الى انّ الرئيس نبيه بري ما زال يدفع في الاتجاه الذي يبقي باب التواصل مفتوحاً وبوتيرة مكثفة استناداً الى مبادرته المطروحة، باعتبارها صارت اكثر من ضرورة ملحّة في هذه الفترة، درءاً للمخاطر التي تتفاقم بصورة مريعة، وكسبيل للخروج من الأزمة ووقف مسلسل الانهيارات الداخلية والمعيشية على أكثر من مستوى، ما دفع لبنان أكثر الى حافة السقوط في محظور لا يبقي شيئاً، وسيندم عليه الجميع بسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

 

اعتذار .. لا اعتذار

الى ذلك، الأجواء رمادية في “بيت الوسط”، وأوساطه تعتصم بالصّمت إنفاذاً لقرار للرئيس المكلّف بعدم المقاربة العلنية لموقفه، وعدم الإنجرار إلى ايّ سجال يسعى البعض الى جرّ الرئيس المكلّف اليه. في وقت تؤكّد مصادر قريبة من القصر الجمهوري ان لا جديد يُذكر على خط الاتصالات، وما زال رئيس الجمهورية يؤكّد انّ الاولوية هي لتشكيل حكومة سريعاً، وهو بالتالي ما زال ينتظر ما سيقرّره الرئيس المكلّف، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وبحسب مصادر موثوقة، فإنّ الحديث عن اعتذار الرئيس المكلّف عن تشكيل الحكومة، مصدره منصّات اعلامية وغير اعلامية، بدت في الآونة الأخيرة وكأنّها متخصّصة في قياس المسافات، فتارة تقول انّ الحريري صار على بُعد قريب من قرار الإعتذار، وتارة أخرى تقول انّ اعتذار الرئيس المكلّف او عدمه، لا يزالان على بُعد متساوٍ. وفي الوقت نفسه تختلق سيناريوهات افتراضية أو بالأحرى تضليليّة لحوارات لم تحصل، وخصوصاً بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، توحي وكأنّ مروّجي هذه السيناريوهات او الحوارات، كانوا طرفاً مشاركاً في لقاءات بعضها حصل بشكل مغلق لا ثالث معهما، وبعضها لم يحصل.

ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن اعتذار وشيك للرئيس المكلّف، قالت المصادر الموثوقة: “من بداية الامر، حينما تصاعد الصراع بين الحريري وعون ومن خلاله جبران باسيل، سمعنا من مقرّبين من الحريري كلاماً يفيد بأنّ اعتذاره مطروح على الطاولة الى جانب مجموعة من الخيارات الاخرى. ويبدو انّ موقف الحريري ما زال متساوياً حيال تلك الخيارات كلها”.

اضافت المصادر: “لا نريد ان نستبق موقفه بحسم الاعتذار او عدمه، ولا نريد ان نتحدث عمّا في النيات، فحتى الآن لم نسمع منه أنّه حسم قراره وسيعتذر، نسمع عن ذلك فقط في الاعلام ومن بعض خصوم الحريري. علماً انّه لو كان قد حسم خياره بالاعتذار فلماذا لم يعتذر بعد؟”.

واستدركت المصادر قائلة: “نفترض انّ خيار الاعتذار على طاولة الحريري، فلو انّ مفاعيله ستكون ايجابية على الرئيس المكلّف، فبالتأكيد هو لن يتوانى على اتخاذ هذه الخطوة، ولن يتأخّر فيها. اما اذا كانت مفاعيله سلبية، فالامر البديهي انّه سيتريث، ولن يتسرّع في اتخاذ خطوة من هذا النوع. وفي أي حال فلننتظر ما ستحمله الايام المقبلة، وفي ضوء ذلك يتحدّد الخيط الابيض من الخيط الأسود”.

واكّدت المصادر انّ التواصل بين الرئيسين بري والحريري مستمر منذ عودة الرئيس المكلّف من سفرته الخارجية، وللبحث صلة بينهما في ضوء حركة الاتصالات التي تجري على أكثر من خط، وخصوصاً بين “حزب الله” وفريق رئيس الجمهورية، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي، وكذلك على بعض الخطوط الديبلوماسية، التي نشطت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وعلى مسافة ايام قليلة من الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية انتوني بلينكن، وفرنسا جان ايف لودريان والسعودي فيصل بين فرحان.

 

الحريري: كل الخيارات

الى ذلك، علمت “الجمهورية”، انّ الرئيس الحريري اجتمع بكتلته النيابية، ووضع اعضائها في ما آلت اليه تطورات الملف الحكومي.

وبحسب المعلومات، فإنّ الحريري عرض وجهة نظره من ملف التأليف، مؤكّداً انّ الامور ما زالت مقفلة بسبب تعنت رئيس الجمهورية ومن خلفه جبران باسيل.

وقال الحريري لنواب كتلة “المستقبل”، انّه التقى الرئيس بري الاثنين الماضي، “وقد تكلمنا في كل شيء”.

ولفت الحريري الى “اننا عندما قبلت المهمّة بترؤس حكومة، قبلتها لأنّه كان لديّ تصوّر حول كيفية الخروج من الازمة التي دخل فيها البلد”. وبعدما اشار الى التعقيدات والتعطيل المتعمّد من قِبل عون وباسيل، قال: “انّ في كل الأحوال لن اقبل في ان اكون على رأس حكومة كيفما كان”.

اضاف: “انطلاقاً من كل ذلك، فأنا لديّ امامي مجموعة اقتراحات، اقوم بدراستها من جديد، ومن ضمنها موضوع الاعتذار”.

وخلص الحريري الى الطلب من كتلة “المستقبل” بأن تبقي اجتماعاتها مفتوحة، معلناً في الوقت ذاته انّه سيعكف في هذه الآونة على عقد اجتماعات على مستوى قيادة واركان تيار “المستقبل” والمكتب السياسي، للتداول في هذه التطورات والتأسيس لما يمكن اتخاذه من خطوات.

 

التلاعب بالدولار

في سياق متصل، وفي خطوة مريبة، دخلت الغرف السوداء على الخط الحكومي من جديد، من خلال بث شائعات اعتباراً من بعد ظهر امس، حول انّ الرئيس المكلّف قد اعتذر، وانّه سيترك لبنان ويسافر. وترافق ذلك مع ارتفاع في سعر الدولار تجاوز سقف الـ18 الف ليرة.

 

السفيرة الاميركية

في هذا الوقت، برز تطور ديبلوماسي لافت، تمثل في توجّه السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو الى السعودية اليوم، في زيارة مرتبطة بالملف اللبناني.

وقالت السفارة الاميركية في بيان، انّ ” هذه الزيارة تأتي عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان لكل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود.

واشار البيان، الى انّ السفيرة شيا ستبحث خلال اجتماعاتها في المملكة العربية السعودية خطورة الوضع في لبنان، وسوف تؤكّد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. هذا، وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، سوف تواصل السفيرة شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث، التي تركّز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.

 

الخارجية الأميركية

توازياً، قال المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي أن وزارة الخارجية الأميركية تؤكد أنّ «على القادة اللبنانيين إظهار ليونة لتشكيل حكومة تُطبق إصلاحات لإنقاذ الإقتصاد المتدهور».

 

السفيرة الفرنسية

بدورها اعلنت السفارة الفرنسية في بيان، بذات روحية بيان السفارة الاميركية، “انّ هذه الزيارة تأتي امتداداً للقاء الثلاثي”. مشيرة الى انّه “سبق للودريان وبلينكن أن أشارا معاً في باريس في 25 حزيران، إلى عجز القادة السياسيين اللبنانيين، حتى الآن، عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة. كما واتفقا على ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة”.

وقال البيان، انّ “السفيرة غريو ستشرح خلال لقاءاتها، بأنّه من الملح أن يشكّل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعّالة وذات صدقية، تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلعات الشعب اللبناني. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين، للضغط على المسؤولين عن التعطيل. وستشدّد أيضاً على ضرورة المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها”.

 

فلنرصد الرياض

وربطاً بخطوة السفيرتين، اكّدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية”، انّ زيارة السفيرتين تؤشران الى خطوات تنفيذية اميركية – فرنسية بالشراكة مع الجانب السعودي، لفرض تشكيل حكومة في لبنان، ما يعني انّ علينا ان نرصد الرياح من الرياض.

ورداً على سؤال عمّا اذا كانت الزيارة تمهّد لحكومة جديدة، يسبقها اعتذار الرئيس الحريري، قالت المصادر: “الفرنسيون والاميركيون مغتاظون من معطّلي تشكيل الحكومة، اي انهّم لا يمانعون تشكيل حكومة برئاسة الحريري، والزيارة الى السعودية ينبغي قراءتها من هذا الجانب. علماً انّه لو كانت ثمة رغبة في حكومة جديدة برئاسة شخصية سنيّة غير الحريري، لكان تمّ التعبير عن هذه الرغبة بأية طريقه، ولكان هذا الشخص البديل قد عُرف، وكلنا نعرف “انو ما في سرّ بلبنان”.

 

غوتيريش

في سياق اممي متصل، اعرب الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه حيال الوضع في لبنان. وعكس غوتيريش في اتصال من الوزيرة زينة عكر اهتمامه بلبنان، مشدّداً على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على إستقرار وأمن لبنان.

 

الراعي

الى ذلك، حضر الملف الحكومي، في زيارة قام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى القصر الجمهوري ولقائه الرئيس عون، حيث قال بعد الزيارة: “انّ الهدف كان وضع الرئيس عون في جو لقاء الفاتيكان مع البابا، ويجب على الجميع العمل لتطبيق نداء البابا”.

وأشار الى أنّ “البابا فرنسيس يحمل القضية اللبنانية في أعماق قلبه، وعلينا في لبنان ان نبني بيتنا الداخلي” وأضاف: “المسؤولية تقع على الجميع، ويجب التكاتف والتضامن لحل الأزمات”.

ورداً على سؤال حول تشكيل الحكومة قال: “لم نتناول الحديث التقني عن تشكيل الحكومة. والجميع يعرف أنّ المطلب الوطني هو حكومة إختصاصيين”. وطالب الرئيس المكلّف “بالإسراع في تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ووفقاً لروح الدستور”. وختم: “ما أوصلنا الى هذه المرحلة هو عدم تشكيل الحكومة. ولا يمكن التأخّر ولو لربع دقيقة بعد عن التشكيل”.

 

لغز ارتفاع المحروقات

بعد مرور بضعة ايام على وعود بالحلحلة في أزمة المحروقات، يتبين اليوم انّ المشكلة تزداد حدّة، والطوابير تزداد طولاً، والمحطات تحذّر من انّ المخزون ينضب وقد تُقفل واحدة تلو الأخرى. وكأنّ مصيبة اللبناني في ملف فقدان المحروقات لا تكفي، حتى تُضاف اليها عمليات التشاطر التي تقوم بها وزارة الطاقة، وآخرها رفع سعر المحروقات امس من جديد وفق جدول تركيب الاسعار الاسبوعي. وهنا، يُطرح سؤال عن سبب رفع اسعار المحروقات ما دامت صيغة الدعم الجديدة تعتمد تسعيرة موحّدة لدولار بـ3900 ليرة، ويسدّد مصرف لبنان الاعتماد بالكامل. فيما في السابق، كان يتمّ رفع الاسعار انطلاقاً من ارتفاعها عالمياً، وعلى أساس انّ المستورد يدفع بالدولار نسبة 15% من الفاتورة، في حين انّ الصيغة الحالية تنص على ان يدفع المركزي كامل الفاتورة، بما يعني انّ السعر ينبغي ان يبقى ثابتاً بصرف النظر عن تغيّره عالمياً. فما الذي جرى لتبرير الزيادة امس؟

في الموازاة، سُجّل امس تسريع لوتيرة ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي وصل الى 18 الف ليرة، وسط كلام عن ترجيح استمرار ارتفاعه في الساعات المقبلة، بما يعني تآكلاً اضافياً في القدرات الشرائية لكل المواطنين الذين باتوا يقفون على عتبة الفقر المدقع.

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الملك سلمان للبطريرك الراعي: نعد اللبنانيين أهلنا ونعرف محبتهم للمملكة وشعبها

الأمير محمد بن سلمان: نحن نحبّ اللبنانيين جميعاً محبّة خاصّة

 

كان لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والبطريرك الماروني بشاره الراعي، في الرياض، بمثابة حدث إنساني حضاريٍّ، يؤسّس لعهد جديد من العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة.

 

فيوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 كان تاريخياً، إذ تبادل خادم الحرمين الشريفين مع البطريرك الراعي السّلام بحرارة لافتة، وحرص الملك سلمان بعد ذلك على مصافحة أعضاء الوفد المرافق للبطريرك فرداً فرداً بترحاب واحترامٍ وفرح.

 

يوثق كتاب «مسيرة حوار واعتدال – علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية» هذه الزيارة التاريخية، وينقل الكاتب الأباتي أنطوان ضو وقائعها بالتفصيل.

 

ففي جوٍّ أخوي قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في استقبال البطريرك الراعي: «أريد أن أشكركم يا صاحب الغبطة أنتم، والوفد المرافق لكم، لأنّكم لبّيتم دعوتنا لزيارة المملكة العربية السعودية التي هي مملكتكم ومملكة جميع اللبنانيين».

 

وشدد الملك سلمان على «أننا نكنّ للبنان، ولجميع اللبنانيين، كلّ احترامٍ، وتقديرٍ، ومحبّة، ونعدهم أهلنا. كما نعرف ونشعر بمحبّة اللبنانيين للمملكة ولشعبها». وأضاف: «دعوناكم يا صاحب الغبطة لزيارة المملكة لأنّكم شخصيّة لبنانيّة عربيّة عالميّة ممتازة. فإلى جانب دوركم الديني الكبير، فإنّكم تقومون بدور ريادي في تعزيز العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة. كما تعملون أيضاً على تعزيز حوار الحضارات والثقافات».

 

وتابع خادم الحرمين الشريفين: «إننا في المملكة نُعير موضوع حوار الحضارات، والثقافات، والعلاقات الإسلاميّة المسيحيّة أهميّة كبرى، لأنّ هذا الموضوع هو من جوهر إسلامنا، وحضارتنا، وثقافتنا، وسياستنا». وأكد الملك سلمان «إنّه خيارنا الأوّل في زمن صراع الحضارات والحروب التي تعصف بعالمنا العربيّ، والعالم كلّه، لأنّ الإسلام هو دين السَّلام، ونحن لا نستطيع إلاّ أنْ نكون مع السَّلام العادل». وتابع: «لذلك، أنا سعيد جداً أن ألتقي معكم، أنتم يا من تحملون رسالة الحوار باسم لبنان والعرب إلى العالم كله، مؤكّداً لكم أنّ المملكة لا تبغي إلا أنْ يسود التسامح، والعدل، والسَّلام في العالم كلّه».

 

وختم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كلمته قائلاً: «هلُمُّوا نعمل معاً من أجل السَّلام العادل والشامل في عالمنا كلّه. وأهلاً وسهلاً بكم في مملكتكم».

 

وردّ البطريرك الراعي بالقول: «دعوتكم الشريفة للبطريرك الماروني لزيارة المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام، وقِبلة المسلمين، هي حدث تاريخي كبير، لم يشهد له التاريخ مثيلاً منذ نشأة الإسلام إلى اليوم. كما أنّ هذا اللقاء هو دعوة إلى المسلمين والمسيحيين في العالم كلّه (لتعارفوا) وإلى (كلمة سواء) بينهم، وإلى محبّة بعضهم لبعض، كما أحبَّنا الله تعالى، وهو لا يزال يحبُّنا اليوم وغداً وإلى الأبد».

 

وتابع البطريرك الراعي: «يا سيّدي الملك، بين البطريركيّة المارونيّة وبين المملكة العربية السعودية علاقة احترام، ومحبة، وتعاون، وثيق، ابتداءً من أيّام المؤسّس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، مروراً بسائر الملوك الذين تعاقبوا على المُلك، وصولاً إلى عهدكم. وقد توَّجتم هذه العلاقات الطيّبة بدعوتي للقائكم، لنعمل معاً من أجل تعزيز العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة، والسعودية اللبنانيّة، وحوار الحضارات والثقافات». وقال الراعي: «نحن مدعوون إلى الالتزام بتطوير العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة وتقدّمها وترسيخها في العالم كلّه من خلال النيات الحسنة، والإرادات الطيّبة، والعمل الجّاد، والصادق، لنمتلك القدرة على التلاقي، والانفتاح، والحوار، والتعاون، والتفاعل، والعيش معاً بحريّة، وكرامة، ومساواة، وعدالة، وأمان».

 

وختم البطريرك الراعي كلمته قائلاً: «عندما يصل المسلمون والمسيحيّون إلى هذا المستوى من العلاقات، يصبحون قادرين على قيادة حركة حوار الحضارات والثقافات لوقف الصراعات، والحروب، والكراهيّة، والإرهاب، والتكفير، والعمل معاً لأجل إقامة حضارة العدالة، والسَّلام، والمحبّة في بلدانهم وفي العالم كلّه».

 

يتحدث الكاتب الأباتي أنطوان ضو عن ظروف الزيارة. يؤكد أنه «لمّا كانت العولمة قد أحدثت تحوّلات وتغيّرات كبرى على كلّ الصعد، وقادت العالم كلّه إلى الانفتاح على الضرورات، والتطوّرات، والدخول في حركة حوار الحضارات، بديلاً عن صراع الحضارات، رأت المملكة العربية السعودية أن تلعب دورها الإيجابيّ، وتشارك في عمليّة ترسيخ حوار الحضارات، والثقافات، والأديان، وتطويرها، وتقدّمها، والتربيّة عليها، من أجل نشرها في العالم كلّه، كأداة عدالة، وسلام، وخلاص».

 

ويشدد على أنه «لأنّ المملكة العربية السعودية ترى في لبنان الذي تربطها به أفضل العلاقات، وتعده نموذج وطن العيش المشترك المسيحي الإسلاميّ، والرسالة إلى العالمين، رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يحفظ في قلبه محبّة خاصّة للبنانيين، توجيه دعوة رسميّة إلى الكاردينال بشارة الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، أحد أبرز رموز العيش المشترك المسيحي الإسلامي في العالم، إلى زيارة المملكة من أجل ترسيخ العلاقات السعودية اللبنانيّة، والعلاقات المسيحيّة الإسلاميّة، ودفع حوار الحضارات إلى الأمام».

 

ويشير الكاتب إلى أن الزيارة بكلّ تفاصيلها وبرامجها «أُعدّت في أقل من أسبوعين بفضل جهود حثيثة ومميزة وعمل دؤوب على مدار الساعة بالتنسيق بين بكركي والديوان الملكي السعودي وسفارة المملكة في لبنان».

 

يتحدث الكاتب عن لقاء الراعي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. يقول: «دخل البطريرك الراعي إلى مكتب سموّ الأمير محمد بن سلمان مبتسماً، والفرح ظاهر على محيَّاه، وفي قلبه المحبّة العارمة، وسلّم على سموّ الأمير بلطفٍ، واحترامٍ، وحرارة، كأنّه يعرفه من زمان».

 

وبعدما سلَّم الأمير على البطريرك، بدأ بالسّلام على الوفد فرداً فرداً بابتسامته المعهودة وإعجابه بهذه الكوكبة من الأحبار والوفد المرافق لغبطته.

 

جلس الجميع، وبدأ الأمير محمد بن سلمان كلامه قائلاً: «أهلاً وسهلاً بالبطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي وصحبكم. أنتم في بلدكم، ونحن نُحبّ اللبنانيين جميعاً محبّة خاصّة. ونعد لبنان وطننا الثاني، ومن واجبنا الوقوف إلى جنبه لأنّه دعامة للعرب، ورسالتهم إلى العالم».

 

وأضاف الأمير محمد بن سلمان: «يا سيّدي البطريرك هذه أوّل مرّة في حياتي التقي فيها رجل دين مسيحي بمقامكم. ومن كثرة ما شرحوا لي عن لبنان والموارنة، صرت أظنّ أنّ مسيحيي العالم كلّهم موارنة. وبعد تشريفكم إلى المملكة تأكَّدنا أنّكم بطريرك المحبّة، محبّة المسلمين ومحبّة المسيحيين معاً. ولأنّ عيال الله تجمعهم المحبّة، فبإمكانكم أن تعدّونا من عائلة المحبّة، عائلتكم وعائلة كلّ العرب المسلمين والمسيحيين في العالم كلّه».

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

بندان في جعبة السفيرتين: حكومة عاجلة ومساعدات للجيش والشعب!

واشنطن لمرونة في التأليف والراعي يحاول تطويق اعتذار الحريري.. وبعبدا لتفعيل دور السراي

 

بندان في جعبة السفيرتين الاميركية دورثي شيا، والفرنسية آن غريو، في الطائرة التي تقلهما اليوم 8 تموز 2021، إلى المملكة العربية السعودية، في تحرك دبلوماسي مشترك، من أجل إنقاذ لبنان من الانهيار. البند الأول: كشفت عنه السفيرة غريو، ويتعلق بشرح أهمية وإلحاح تأليف «حكومة فعالة وذات مصداقية بهدف تحقيق الاصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان».

 

 

ولم تخف غريو في بيان السفارة الفرنسية من ابلاغ المسؤولين الذين ستلتقيهم مع نظيرتها الأميركية من العمل مع الشركاء الاقليميين والدوليين للضغط لوقف التعطيل فضلاً عن المساعدات الضرورية الإنسانية للشعب اللبناني والجيش اللبناني.

 

والبند الثاني المتعلق بالمساعدات شرحته السفيرة دورثي بالتأكيد ان البحث مع المسؤولين في المملكة سيتطرق إلى خطورة الوضع في لبنان، وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الامن الداخلي.

 

وهكذا دفع الاجتماع الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي الذي عقد على هامش قمة العشرين قبل أيام، بجهوده خطوة إلى الأمام، لرؤية ما يمكن فعله من اجل عدم سقوط البلد، والوصول إلى حافة الانهيار، الذي يصبح بمثابة القدر، في وقت دخل الملف الحكومي، بكل تشابكاته وتداعياته في المسار الصعب، وحتى الحاسم، ونظرا لانتهاء اسبوع الفصل بين تكليف طال وانتظار محفوف بالمخاطر، على طول المسار مع قفزة جديدة مخيفة لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، تجاوز الـ18000 ليرة لبنانية لكل دولار، وسط نشاط مخيف لمجموعات الاحتكار، حيث باتت السوق السوداء محك الأسعار والبيع والشراء، وتوافر الاحتياجات الحيوية من ماء ودواء وكهرباء وما يتعلق بها.

 

وعشية المهمة الدبلوماسية المشتركة الاميركية – الفرنسية، دعت الخارجية الاميركية القادة اللبنانيين لاظهار مرونة لتشكيل حكومة تطبق اصلاحات لانقاذ الاقتصاد المتدهور.

 

وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة انه بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت وابلاغ من يعنيهم الامر، اصراره على الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد امعان رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي باستمرار تعطيل الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة واخرها مبادرة الرئيس نبيه بري بقبة باط مكشوفة من حزب الله، جرى اكثر من تحرك داخلي وخارجي لتطويق قرار الحريري واعادة تحريك مساعي التشكيل قدما إلى الأمام. واشارت المصادر الى ان تحرك البطريرك الماروني بشارة الراعي وزيارته للرئيس ميشال عون، كانت بهدف استدراك قرار الاعتذار قبل حدوثه، ومحاولة لاعادة احياء جهود التشكيل من جديد.

 

ومن ناحية ثانية، حظي سفر السفيرتين الاميركية والفرنسية في لبنان إلى المملكة العربية السعودية، باهتمام ومتابعة لافتة لمعرفة الغاية منه، وما اذا كان بهدف وقف قرار الاعتذار والمباشرة بسلسلة تحركات على مستوى عربي ودولي لاعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة، ام انه بدافع تقديم مساعدات انسانية للبنان. واشارت المصادر الى ان كل هذه المساعي، ما زالت تدور في حلقة مفرغة. بسبب عدم تجاوب الفريق الرئاسي مع رغبتهم واصرارهم على التشبث بالشروط والمطالب غير الواقعية، ما عطل هذه المحاولات وأبقى ازمة تشكيل الحكومة متواصلة والجهود المبذولة بلا جدوى حتى الساعة.

 

ولفتت أوساط مطلعة عبر «اللواء» إلى أن التدهور الحاصل في البلد على صعيد عدة ملفات وقطاعات لا يمكن أن بجد له أي سبيل للمعالجة مع انعدام الأمل في تأليف الحكومة خصوصا أن كان اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بات مرجحاً وينتظر نقطة الصفر.

 

وقالت الأوساط أن هذا المشهد الذي يفرض نفسه بات يفرض نفسه وإن أي مساعدات خارجية متوقعة للبنان لن تكون الا على شاكلة مساعدات انسانية.

 

وفهم من إلاوساط نفسها أن لا عوامل إضافية جديدة تخدم للحل وإي تحركات في الخارج لن تحمل معها أي جديد وبالتالي ترجمتها مرهونة بما يمكن الاتفاق بشأنها على صعيد مساعدة الداخل اللبناني.

 

وكانت زيارة البطريرك الراعي إلى رئيس الجمهورية تركزت على الأوضاع الراهنة واعادة التشديد على تأليف الحكومة سريعا وعلم أن البطريرك الراعي نقل هواجس البابا فرنسيس بالنسبة إلى هذه الأوضاع.

 

إلى ذلك يتوقع أن تعقد سلسلة اجتماعات لمواكبة سلسلة ملفات في حين لم يعرف ما إذا كانت تعقد في قصر بعبدا أو السراي.

 

الحريري للكتلة: الاعتذار قائم

 

وعلى وقع العراقيل السياسية امام الحلول والكلام عن قرب اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة ورفضه تسمية اي بديل حتى لا تقع البلاد في الدوامة والتجارب السابقة، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، عصرامس، 18150 ليرة للشراء و 18200 ليرة مقابل الدولار الواحد.وبدأ التجار بزيادة تسعيرات بضائعهم من كل الانواع والاصناف.

 

وذكرت بعض المعلومات ان كل المعنيين بتشكيل الحكومة تبلغوا قرار الحريري وبدأت الاتصالات بشكل كثيف للبحث عن البديل الذي يحمل ويحتمل ثقل المهمة، وان توقيت إعلان الاعتذار وطريقته هي ملك الحريري نفسه.

 

إلا ان عضوكتلة المستقبل النائب هادي حبيش قال لـ«اللواء» بعد اجتماع الحريري بنواب الكتلة: ان قرار الاعتذار خيار قائم لكن لا شيء نهائياً بعد، والرئيس الحريري سيجري مزيداً من الاتصالات خلال الاسبوعين المقبلين لجوجلة الافكار والآراء لتقرير الموقف.

 

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار اثر اجتماع الكتلة امس: الرئيس الحريري وضعنا في الاجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن. فالجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا ان يقول «بالعربي المشبرح» انه لا يريد سعد الحريري وان يطلب من النواب الا يسمونه.هذا الامر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، وابقت الكتلة اجتماعاتها مفتوحة، وهو سيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى ارائهم.

 

واضاف: للاسف هناك مواقف مسبقة معلنة في الغرف المقفلة . الحقيقة انهم لا يريدون حكومة ولا يريدون لهذا البلد الخروج من ازمته بحكومة لا يستطيعون ان يسيطروا على كل قراراتها.

 

في هذه الاثناء، وصل الى بيروت امس، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى «متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريباً».

 

للبحث في التحضيرات لمؤتمر باريس3 لدعم لبنان، والاطلاع على مجمل الاوضاع والاحتياجات اللبنانية.

 

الراعي يستعجل الحريري

 

وسجلت في الحركة السياسية زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الى رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال بعد اللقاء: هذه الزيارة هي لوضعه بجو ما حصل في الفاتيكان، وقيمة اللقاء الذي دعا اليه البابا، واردت ان اقول له ان خطاب قداسة البابا خريطة طريق لنا كرؤساء كنائس وسنباشر عملنا ضمن اطارنا الكنسي لننفذ هذه الخريطة التي تفضّل بها في خطاب.

 

واشار البطريرك إلى أن البابا وجه نداءات لفئات عديدة، وعلينا كرؤساء كنائس ان نعمل في الخط نفسه كل من موقعه لحماية المجتمع، فلبنان يقوم بسواعدنا. وتابع: سنتواصل مع المعنيين الذين وجّه لهم البابا النداء.

 

ورداً على سؤال حول تصريحه من الفاتيكان أن الجميع يخالفون الدستور بمن فيهم رئيس الجمهورية، قال: لا احد معني بلبنان اكثر من رئيس الجمهورية بسبب الصفة التي يحملها.

 

وردا على أسئلة الصحافيين، قال الراعي: لا اتعجب ان يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، لكن هل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟ علينا أن نتحصن كي لا يتم هذا المخطط.

 

وتوجّه البطريرك الراعي للرئيس المكلف بالقول «عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع عون وفق روح الدستور لأن لبنان يقع ضحية هذا التأخير». وختم: ما اوصلنا الى هنا هو عدم وجود حكومة، فغياب الحكومة يخرب الاقتصاد ويزيد البطالة والهجرة ويؤدي الى اقفال المؤسسات، فالحكومة هي السلطة الاجرائية ومن دونها البلد يموت.

 

وغوتيريش القلق

 

على خط آخر، تلقت نائب رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جرى خلاله البحث في الأوضاع في لبنان. وتطرق الاتصال الى موضوع تشكيل الحكومة والأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها لبنان، إضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل.

 

وحسب بيان صادر عن مكتبها الاعلامي، تمنت عكر دعم الأمم المتحدة للبنان للخروج من هذه الأوضاع الصعبة. وهنأت غوتيريش على إعادة إنتخابه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية ثانية معربةً عن ثقتها في أنه سيواصل تفعيل آليات العمل في الأمم المتحدة.

 

بدوره، أعرب غوتيريش عن اهتمامه وقلقه من الوضع في لبنان، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على ستقرار لبنان وأمنه.

 

حزب الله: المسؤولية تقع على أميركا

 

بالمقابل، جدد حزب الله اتهام الولايات المتحدة الأميركية بأنها هي المسؤول الأوّل عمّا نحن فيه دون أن ننسى الداخل والفساد والخيارات الخاطئة، ولكن أغلب من مارس هذه السياسات هم من جماعة أميركا وأتوا في سياق نفس المشروع الأميركي، وفقاً لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين.

 

وتابع رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله «للأسف البلد الذي نعيش فيه مع شركائنا يعيش أزمة كبرى، وأقول بكل صراحة الوقت ليس متاحًا لحل كل الأزمات التي تراكمت على مدى سنوات وقد تنتج ما هو أسوأ، ليس فقط كورونا من ينتج متحورات فيروسية، كذلك الأزمة في لبنان تنتج متحور في الفساد ونحن نعيش اليوم الفساد اللبناني المتحور 2021».

 

وأكَّد السيد صفي الدين أنَّ «الحلول موجودة على الرغم من كل الواقع، وشرط هذه الحلول الأول وليس الوحيد، أن يجتمع اللبنانيون ويؤمنوا أنهم قادرون على الحل».

 

وأشار إلى أنَّه «نحن لم نستقل من مسؤولياتنا ولكن أعطينا فرصًا ولا زلنا نعطي فرصًا للحلول، لا زلنا في الوقت الذي يمكن أن ننقذ فيه لبنان قبل الكارثة الكبيرة».

 

السرية المصرفية عن موظفي القطاع العام

 

نيابياً، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان «اننا اقرينا قانون الغاء السرية المصرفية عن القطاع العام بكل فئاته من المنتخبين الى المعيّنين وبعد ردّ فخامة الرئيس وضعنا اطراً موحدة لاستعادة دور القضاء كجهة مخولة برفع السرية المصرفية خاصة في القضايا التي تتعلّق بالإثراء غير المشروع». وأضاف من مجلس النواب «بعد ما شفنا مسؤول واحد تحاسب بموجب القوانين التي اصدرناها مؤخراً من اثراء غير مشروع ورفع حصانات ولا نرى الا التعميم والقدح والذم ولا محاسبة فأوقفوا الكلام واذهبوا الى احترام القوانين والمحاسبة الفعلية من خلال قضاء حر ومستقل». وتابع «اللجان النيابية ولاسيما لجنة المال تقوم بجهد كبير لانجاز القوانين الاصلاحية والمطلوب ليس كثرة التشريعات والكلام بل التنفيذ من خلال سلطة تنفيذية تحترم القوانين وسلطة قضائية تحاسب وهو ما لم نشهده حتى الآن».

 

عون ودياب والازمات

 

وفيما تفاقمت ازمة المحروقات التي ارتفع سعرها امس، وازمة الدواء الذي فقدت اكثراصنافه من الصيدليات، عقد رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعا مع رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب، خصص لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة، في شأن مسألتي المحروقات والدواء، إضافة الى مواضيع معيشية أخرى. وتقرر عقد اجتماعات لاحقة في خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال عملية التنفيذ.

 

توصيات لجنة الإجراءات من كورونا

 

وعلى صعيد مواجهة المخاطر الناجمة عن تزايد اصابات كورونا، صدر عن  لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا مجموعة توصيات جديدة متعلقة بالوافدين الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي ومستقبليهم بالاضافة الى ترصد الحالات المستجدة والمتعلقة بالمتحورات الجديدة لفيروس كورونا، منها الطلب إلى وزارة الاشغال إلزام الراغبين بالقدوم إلى لبنان من بعض الدول أن يكون لديهم حجز فندق على نفقتهم الخاصة عى ان تصبح المدة ٣ ليالي – 4 ليالي أيام وذلك لتنفيذ الحجر باستثناء الذين تلقوا جرعة واحدة عى الأقل من اللقاح وذلك للوافدين من البلدان التالية: الإمارات العربية المتحدة، اثيوبيا، زامبيا، سيراليون، سالاوي كينيا، ليبيريا، غامبيا.

 

كما طلبت من وزارة الداخلية والبلديات العمل على تحديد عدد الأشخاص الراغبين باستقبال الوافدين إلى لبنان بشخص واحد مع الإبقاء على كافة الإجراءات الأخرى المتخذة في إطار تنظيم عملية استقبال ونقل الوافدين عبر مطار بيروت الدولي.

 

واوصت اللجنة وزارة الصحة العامة، الداخلية والبلديات والصليب الأحمر اللبناني إنشاء خلية عمل لترصد الحالات المستجدة وتلك المتعلقة بالمتحورات الجديدة للفيروس.

 

546366 إصابة

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 401 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، مع تسجيل حالتي وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 546366 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

إشكالات على المحطات

 

وامتلأت مواقع التواصل بأخبار الإشكالات على محطات الوقود، ففي محطة بنزين في برمانا وقع اشكال بين شخص واحد عناصر شرطة البلدية، على خلفية ان الزبون ليس من المنطقة حتى يسمح له بتعبئة البنزين.

 

وفي خطوة تندرج في إطار الابتزاز، هدّد تجمع أصحاب محطات الوقود ببيع المخزون واقفال المحطات ما لم تتوفر الحماية الأمنية لمحطاتهم كاشفاً في مؤتمر صحفي ان «حملة الأجهزة الأمنية والعسكرية ووزارة الاقتصاد مؤذية للمحطات».

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

لبنان في صلب المحادثات السعودية: اجتماعات اميركية فرنسية في الرياض وكلمة مرتقبة للبخاري من بكركي

 الحريري لنوابه: لم يعد يمكن الاستمرار… واتفاق سني شيعي على البديل قبل اي اعتذار – جويل بو يونس

فرنسا تدعم ميقاتي والسعودية كرامي والحريري يفضل سمير حمود … والبحث الجدي لم يبدأ بعد

 

فيما البلد ينزلق اكثر فاكثر الى قعر الانفجار الكبير ويتخبط بازمات اجتماعية اقتصادية لا تكاد تعالج واحدة منها ولو بترقيع سياسي لتنفجر الثانية بوجه شعب باتت اقصى طموحاته ضمان حصوله على»تنكة بنزين» ولو بعد انتظار طابور طويل، وحبة دواء ، اذا ما توفرت، ليعالج بها داءه ، وفيما يهب الخارج عند اول فرصة يرى فيها مناسبة لاعلان استعداده للمساعدة على حل الازمة اللبنانية ، لا يزال المعنيون والمسؤولون غارقين بمشاكلهم الداخلية اخذين الحكومة رهينة «حساباتهم الضيقة» غير ابهين بدولار يحلق فوق سقف ال18000 وبصرخات شعب يقف عاجزا عن تأمين ابسط حاجاته اليومية من ماء وكهرباء ودواء وبنزين واستشفاء قبل حتى لقمة العيش!

 

هذا المشهد القاتم داخليا كسره بريق امل خارجي تمثل بعودة لبنان الى خارطة الاهتمامات العربية والدولية وتحديدا الاميركية الفرنسية القطرية وحتى السعودية فبعد زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الى بيروت الثلاثاء حيث اجتمع بكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلف وكذلك قائد الجيش، وحط في اليوم التالي منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان في بيروت على ان يلتقي اليوم عددا من المسؤولين.

عودة سعودية على خط لبنان؟

 

الا ان البارز والجديد اتى من الرياض التي قد تكون انتقلت من مرحلة الانكفاء عن ملف لبنان الى عودة الاهتمام السعودي بالملف اللبناني ، اولى ملامح هذا الاهتمام، تكشّف في البيان الذي اصدرته السفارة الاميركية بالامس ويفيد بان السفيرة الاميركية دوروثي شيا ستغادر اليوم إلى السعودية برفقة السفيرة الفرنسية لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين وذلك عقب الاجتماع الثلاثي الذي عُقِد في 29 حزيران الماضي في ايطاليا وبحث ملف لبنان، بين وزير خارجية اميركا أنطوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان-إيف لودريان وكذلك السعودي فيصل بن فرحان.

 

الاهم ان البيان اشار الى ان المحادثات في السعودية ستتطرق لخطورة الوضع في لبنان وستؤكد على المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي اضافة الى العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.

 

خبر السفارة الاميركية تزامن مع بيان مماثل من السفارة الفرنسية يؤكد ان السفيرة ان غريو ستتوجه الى السعودية الخميس إلى جانب السفيرة شيا، للقاء عددٍ من المسؤولين حيث ستشدد على وجوب ان يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات شعبه.

 

هذا التطور الخارجي ، قرات فيه مصار متابعة عبر الديار عودة للاهتمام السعودي بملف لبنان بعدما كانت المملكة تنأى بنفسها بالكامل عن الموضوع.وفيما اشارت المصادر الى ان هذه الاجتماعات المرتقبة تأتي استكمالا للقاء ايطاليا في 29 حزيران، رات ان هذه الاجتماعات ما كانت لتحصل لو لم يات الجواب السعودي ايجابيا بعد اجتماعات ايطاليا التي طلب خلالها وزيرا اميركا وفرنسا من نظيرهما السعودي جوابا حول ضرورة عدم سقوط لبنان وما يمكن القيام به لتفادي ذلك.

 

وبانتظار ما قد يرشح من الرياض، فلم يرشح حكوميا من الداخل اللبناني سوى اخبار وتحليلات تفيد بالبحث عن البديل للرئيس سعد الحريري الذي حسم امره بالاعتذار.

 

الا ان هذه التحليلات، علقت عليها اوساط مطلعة على جو الرئيس بري عبر الديار بالقول ان اجواء الاعتذار موجودة عند الحريري وهو احتمال وارد، لكن الوارد ايضا نجاح التشكيل بعد دخول عوامل خارجية على الخط في محاولة لانقاذ الوضع وابرزها زيارة الوزير القطري وما سمعه ولاسيما في بعبدا من ان رئيس الجمهورية يؤيد مبادرة الرئيس بري ، لافتة الى راس الدبلوماسية القطرية كان مهتما بالاستفسار عن مبادرة رئيس مجلس النواب وعما تواجهه من عوائق.

لا حكومة …والاعتذار ينتظر التوقيت الصائب!

 

صحيح ان هناك حراكا خارجيا يعول عليه الا ان واقع الامور لا يبشر خيرا حكوميا، اذ جزمت اوساط بارزة رفيعة مطلعة على جو 8 اذار عبر الديار بالا حكومة وكذلك لا اعتذار حتى اللحظة فساعة الاعتذار لم تدق بعد، بانتظار ان يحين توقيته الصحيح ، كاشفة ان الاعتذار لن يتم الا بعد التوافق على رئيس الحكومة المقبل وعلى الحكومة المقبلة بين رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف.

 

باختصار، تشير الاوساط المطلعة على جو 8 اذار بان المعادلة المقبلة ستكون على الشكل التالي : في حال اعتذر الحريري، فاسم رئيس الحكومة المقبل سيكون متفقا عليه اسلاميا سنيا شيعيا قبل ان يرسل الاسم الى رئيس الجمهورية!

 

لكن المصادر تستدرك لتقول : « الاعتذار مطروح لكن توقيته غير محسوم و»بعد بكير عالاعتذار»، وحتى بكير عالاسماء البديلة.

 

لتضيف ان الاكيد ان الرئيس الحريري لن يقدم الاعتذار على طبق من فضة لرئيس الجمهورية وهو لن يخرج خاسرا امامه لا بل سيسجل انه هو من سمّى رئيسا ينوب عنه موقتا حتى الانتخابات النيابية.

 

اما في ما يتعلق بمروحة الاسماء المتداولة وترجيح البعض لكفة الرئيس ميقاتي ، فمصادر مقربة من ميقاتي نفسه اكدت للديار ان كل ما نشر غير دقيق وان الرئيس ميقاتي ليس بوارد هذا الامر من الاساس وهو اذكى من ان يكون «انتحاريا» في هذه المرحلة.

 

هذا الجو تقاطع مع ما قالته مصادر الرئيس فؤاد السنيورة للديار فاكدت بدورها ان ما حكي اعلاميا اخبار مختلقة ، لتجزم بالقول : الرئيس الحريري مستمر وهو بطور اعداد تشكيلة لتقديمها الى رئيس الجمهورية!

 

وفي اطار لعبة الاسماء، كشفت مصادر خاصة للديار بان فرنسا تريد ميقاتي رئيسا للحكومة فيما تزكّي السعودية فيصل كرامي الا ان الاهم هو ان الرئيس الحريري يفضل سمير حمود في حال كان الخيار عائدا له علما ان المصادر ذاتها شددت في الوقت نفسه على ان كل هذه الاسماء هي مجرد مناورات في الكواليس «وكلو بلا معنى الان» فالرئيس الحريري لم يعط اي اشارة بعد الى انه يريد ان يسمي البديل.

 

وتختم المصادر بان التنسيق سيكون كاملا بين بري والحريري وعندما يحين وقت الاعتذار فالاكيد ان اتفاقا سنيا شيعيا سيكون جاهزا على الاسم البديل!

الحريري يصارح نوابه: لا يمكن الاستمرار!

 

اما على خط المعني الاول بالتكليف والتشكيل، فافادت مصادر مطلعة على جو المستقبل للديار ان كل الخيارات مطروحة بما فيها الاعتذار المطروح على الطاولة وكذلك امكان تقديم تشكيلة من 24 وزيرا الا ان اي خيار لم يحسم بعد علما ان الحريري فاتح نواب كتلته في اجتماع عقد امس بانو «كلو وارد» لكنه ينتظر الرئيس بري الذي استمهله لترتيب الامور، ومعلوم هنا ان ما يريده الرئيس بري ان يضمن خروجا آمنا للحريري يكسبه سنيا ولا يضعفه عبر تزيكة البديل.

 

وبحسب مصادر مشاركة، فقد صارح الحريري نوابه بما بلغته الامور ، مشددا على انه لم يعد باستطاعته الاكمال بمشهد اذلال الناس في حياتهم اليومية وابسط متطلبات معيشتهم، وكذلك لم يعد قادرا على ان يكون جزءا من الكباش الحاصل ولو «على انقاض وطن»، بحسب تعبيره مؤكدا ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.

 

وعلم ان هنالك رأيين داخل الكتلة فبعضهم نصح الحريري بتقديم تشكيلة فالاعتذار اذا رفضت فيما البعض الاخر ينصحه بالاعتذار ووضع رئيس الجمهورية امام الامر الواقع.

 

وقد جدد الحريري خلال الاجتماع رمي كرة التعطيل لدى رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر.

 

نقاشات اجتماع كتلة المستقبل في بيت الوسط لم ينته لاي قرار حاسم او موحد فاتفق المجتمعون على ابقاء اجتماعاتهم مفتوحة.

 

وفي هذا الاطار علمت الديار ان بت الامور ينتظر اعطاء الحريري جوابا للرئيس بري حول طرح قدمه باسيل عبر الوسيط حزب الله الذي نقله لرئيس مجلس النواب الذي نقله بدوره للرئيس المكلف الا ان الجو يشير الى ان الحريري «مش ماشي» بانتظار اللقاء الذي سيجمع مجددا الرجلين.

البطريرك للحريري: اسرع بالتشكيل

 

كما في بيت الوسط حضر الملف الحكومي على طاولة بعبدا بين رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي زار امس القصر الجمهوري لاطلاع الرئيس عون على جو لقاء الفاتيكان مع قداسة البابا ، ليخرج بعدها معلنا في رده على اسئلة الصحافيين حول ما قاله عن مخالفة الجميع الدستور بمن فيهم رئيس الجمهورية، انه لم يقصد اتهام شخص وان جوابه اتى ردا على سؤال عام ليضيف ان الكل يخالف الدستور ولا أحد معني بلبنان بقدر رئيس الجمهورية.

 

ووجه الراعي ، رسالة الى الرئيس المكلف سعد الحريري مفادها ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة مع الرئيس عون وفقا للدستور لان لبنان يقع ضحية هذا التأخير». وقال الراعي: «لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، فهل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟».

 

وفي هذا السياق اكدت مصادر مطلعة على جو بكركي للديار ان اللقاء بين عون والراعي كان جيدا، نافية وجود اي سوء تفاهم بين بعبدا وبكركي.

 

وعلم هنا من مصادر مطلعة على جو بكركي ان البطريرك عاتب على الحريري اذ كان يأمل منه ان يكون اسرع واسهل في عملية تاليف الحكومة، علما ان اي اتصال او تواصل لم يسجل بين الطرفين.

 

الى الملف الحكومي، اكد الراعي من بعبدا ان خطاب قداسة البابا هو خريطة طريق لنا كرؤساء كنائس، وسنباشر عملنا ضمن إطارنا الكنسي لننفذ هذه الخريطة واشارت مصادر مطلعة على جو بكركي ان البطريرك باشر اتصالاته وهو سيلتقي مرجعيات روحية وقيادات لاستكمال بحث تنفيذ الخارطة.

البخاري في بكركي ويلقي كلمة

 

وفي بكركي يحل اليوم السفير السعودي وليد البخاري ضيفا في الحادية عشرة صباحا احتفالا بصدور كتاب علاقة البطريركة المارونية بالمملكة العربية السعودية للاباتي انطوان ضو الانطوني بحضور الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الاباتي مارون ابو جودة.

 

وسيلقي السفير السعودي الذي وصل مساء الى بيروت عائدا من الرياض بحسب معلومات الديار كلمة من المتوقع ان تتضمن مواقف هامة.

عون يلتقي دياب

 

حياتيا ، تابع رئيس الجمهورية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في اجتماع امس في بعبدا تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى، وتقرر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ. وعلم ان الرئيس عون شكا امام دياب التأخير الحاصل بالتنفيذ وطلب منه متابعة الموضوع.

 

وكان تجمع أصحاب محطات الوقود قد اطلق صرخة معلنا ان الشركات غير قادرة على تأمين الكميات اللازمة لتلبية حاجات المواطنين، والدولة غائبة إلا عند مداهمة المحطات وذلك بكل أجهزتها للتفتيش عن محروقات في الخزانات، من دون مراعاة ظروف المحطات ومساعدة أصحابها في هذا الظرف الأمني المضطرب.

 

وحذر التجمع في مؤتمر من انه في حال استمرت الأمور على ما هي عليه من استنزاف لصحتنا ومصالحنا وأموالنا وعدم إيجاد الحلول لحماية هذا القطاعِ والعاملين فيه، فقد نجد أنفسنا مرغمين على بيع مخزوننا والتمنع عن استلام البضاعة من الشركات وإغلاق محطاتنا قسرا».

 

«المال والموازنة» تُقرّ إلغاء السرية المصرفية عن القطاع العام

 

تشريعيا، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، أن اللجنة أقرّت قانون إلغاء السرية المصرفية عن القطاع العام بكل فئاته من المنتخبين إلى المعيّنين، لافتا في تصريح له من مجلس النواب الى أنه تم وضع أُطر موحّدة لاستعادة دور القضاء كجهة مخوّلة رفع السرية المصرفية، وخاصة في القضايا التي تتعلّق بالإثراء غير المشروع.

اصابات كورونا تتخطى ال400

 

اما صحيا، فلا يزال الخوف من متحور دلتا يسيطر على المشهد الصحي وقد سجلت وزارة الصحة 401 اصابة جديدة بكورونا خلال الساعات ال24 الماضية مع تسجيل حالتي وفاة.

 

 

*****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحسم الحكومي خلال أسبوع  

 

حسمها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. لن يبقى الى ما شاء الله مكلفا غير مؤلفٍ، موكلا بمهمة انقاذية مقطوعة امامه منافذ الشروع بها. القرار اتخذ ويبقى اخراج الاعلان. الزمان والمكان  وحبكة السيناريو. اقتراحات كثيرة قيد الجوجلة، فللطريقة وقعها وانعكاساتها واعلان «الانكسار» لمصلحة الارادة «الباسيلية» ليس بشربة ماء. اطلالة متلفزة خلال ساعات، ام مؤتمر صحافي نهاية الاسبوع، ام زيارة لبعبدا وتشكيلة مرفوضة سلفاً تلبي رغبة الناصحين برمي كرة المسؤولية في ملعب الرئاسة؟

 

كل المعنيين والعاملين في الملف الحكومي تبلغوا القرار الحريريّ، وانتقلوا الى البحث عن البدائل، والشخصية السنية التي ستقبل حمل كرة نار احرقت كل من قَبِلَها حتى اليوم. فهل من فدائي بديل وتجربة حسّان دياب غير الموفقة خير انذار؟

 

البطريرك يتحرّك

 

الاتصالات تسارعت خلف الكواليس فيما ظهرت منها الى العلن زيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى بعبدا، الذي توجّه للرئيس المكلف بالقول»عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع عون وفق روح الدستور لان لبنان يقع ضحية هذا التأخير».

 

شيا وغريو

 

وفيما يؤكد انتقال الاهتمام الدولي بلبنان الى مرحلة العمل الجدي، وفي مفارقة لافتة،  اعلنت السفارتان الاميركية والفرنسية في بيروت في بيانين منفصلين ان» السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ستغادر إلى المملكة العربية السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في الثامن من شهر تموز الجاري. وتأتي الزيارة عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان لكل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الذي سبق أن عُقِد في 29 حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في مدينة ماتيرا في إيطاليا.

 

الاعتذار حُسم؟

 

في الموازاة، لايزال الصمت يخيّم على بيت الوسط، واي حركة علنية لم تسجّل على ضفة التشكيل حتى الساعة. وقد اشارت معلومات صحافية الى ان الحريري اتخذ قراره بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة وابلغه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طلب منه ان يتم الاتفاق على بديل كي يكون هناك حد ادنى من حكومة توافقية لانه يكفي البلد مشاكل اضافية والدخول في الفوضى. وتابعت: الاتفاق على بديل عن الحريري غير مؤمن حتى الآن، وهو يكمل مشاوراته وليس في وارد تغطية اي بديل واعلان الاعتذار باتت مسألة توقيت فقط.

 

اجتماع المستقبل

 

عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار قال لـ»المركزية» اثر اجتماع الكتلة امس: الرئيس الحريري وضعنا في الاجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن. فالجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا ان يقول بالعربي المشبرح انه لا يريد سعد الحريري وان يطلب من النواب الا يسمونه.هذا الامر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، فقد التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتشاور معه كما رأس اجتماع الكتلة التي ابقت اجتماعاتها مفتوحة، وسيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى ارائهم. واضاف: للاسف هناك مواقف مسبقة معلنة في الغرف المقفلة. الحقيقة انهم لا يريدون حكومة ولا يريدون لهذا البلد الخروج من ازمته بحكومة لا يستطيعون ان يسيطروا على كل قراراتها.»

 

استعجال اممي

 

في سياق الاهتمام الخارجي بالازمة اللبنانية، وغداة زيارة وزير خارجية قطر الخاطفة للبنان، تلقت نائب رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جرى خلاله البحث في الأوضاع في لبنان وموضوع تشكيل الحكومة والأزمة الاقتصادية والمعيشية إضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل.  وشرحت عكر، بحسب بيان صادر عن مكتبها الاعلامي، للأمين العام الوضع اللبناني والتحديات التي يواجهها لبنان وشعبه في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية الحادة، متمنية دعم الأمم المتحدة للبنان للخروج من هذه الأوضاع الصعبة. بدوره، أعرب غوتيريش عن اهتمامه وقلقه من الوضع في لبنان، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على استقرار لبنان وأمنه.

 

دوكان في بيروت

 

ودائما على خط الرعاية الدولية للبنانيين، وصل امس الى لبنان منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان، في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى «متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريبا».

 

الازمات على حالها: معيشيا، الاوضاع على تردّيها. وفي حين اجتمع عون صباحاً مع دياب لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى وتقرر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ، بقيت الطوابير على حالها امام المحطات.

 

وكشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن قضية البواخر الموجودة في المياه الإقليمية والراسية على الشاطئ لم تُحل حتى الآن، في انتظار أن يفتح مصرف لبنان الاعتمادات المالية المخصّصة لها تمهيداً لإفراغ حمولتها، الأمر الذي يساهم في نقص المخزون الموجود في خزانات الشركات».

 

***********************************************************************

 

 

 صحيفة "الأنباء" الالكترونية:

 

حراك بيروت الرياض على وقع أسبوع الحريري الحاسم... ورسالة دوكان: المساعدات للشعب لا الدولة

 

بعد الاتهامات الخارجة عن الأدبيات السياسية والدبلوماسية التي وجهها رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى السفراء الدوليين الذين التقاهم في السراي الحكومي بناء لطلبه بمحاصرة لبنان وإفقاره اقتصاديا ومعيشيا، والرد الصاعق من قبل السفيرة الفرنسية آن غريو متهمة السلطة الحاكمة والطبقة السياسية بمحاصرة شعبها، جاء تحرك السفيرة الفرنسية ونظيرتها الاميركية دورثي شيا ليضع الامور في اتجاه مختلف.


حراك شيا وغريو باتجاه بكركي ولقاءهما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من القادة السياسيين، تبعه الإعلان عن توجههما الى الرياض للقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وعدد من المسؤولين السعوديين، وذلك لمتابعة المقررات التي اتخذت بشأن لبنان عقب الاجتماع الذي عقد في 29 حزيران الماضي على هامش قمة العشرين في ايطاليا، الذي جمع الى الوزير السعودي كلاً من وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان.


مصادر سياسية علقت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية على ما قام به دياب بالقول إن دياب وحكومته والسلطة الحاكمة هي التي تتحمل وحدها مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية بهذا الشكل المخيف. وسألت المصادر: "هل نسي دياب انه أتى على رأس الحكومة لمعالجة الازمة وعلى طريقة المثل اللبناني "بدل ان يكحلها عماها"، فالقرار الهيموني الذي اتخذه في أواخر شباط العام 2020 بالتوقف عن دفع مستحقات "اليوروبوند" ما يعني إفلاس لبنان، كان الاشارة الاولى لبداية هذه الكارثة التي يعيشها اللبنانيون".


وفي الشق الحكومي، أفادت مصادر بيت الوسط في اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية ان أمام الرئيس المكلف سعد الحريري "أسبوعا حاسما لإعلان خياره النهائي باتجاه الاعتذار من عدمه، وهو أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذا القرار، وذلك بعد ان يكون انتهى من لقاءاته مع هيئة الرئاسة في تيار المستقبل والمجلس التنفيذي لقيادات وكوادر التيار والطلب اليهم شرح الموقف الشارع السني الذي يرفض الاعتذار، لأنه من الواضح ان فريق العهد لا يريد التعاون معه حتى في حال قدم تشكيلة حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل، فلن يقبلها رئيس الجمهورية ميشال عون ولن تحصل على ثقة تكتل لبنان القوي".


المصادر استبعدت ان يقوم الحريري بزيارة الى بعبدا في الايام المقبلة، وهو كذلك يرفض ان يسمي احدًا لرئاسة الحكومة.


في هذا السياق، وصف عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث الى جريدة "الأنباء" الالكترونية الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بأنها "تسير من سيء الى أسوأ"، كاشفا ان الرئيس المكلف إما يتقدم بتشكيلة حكومية في اليومين المقبلين، أو يذهب الى الاعتذار الاسبوع المقبل.


نجم أشار الى ان الحريري شرح لكتلة المستقبل وجهة نظره مما يحصل، مبقياً على اجتماعات الكتلة مفتوحة، ومتابعة الاجتماعات مع الهيئات القيادية والمكاتب الحزبية في التيار ليشرح لهم قبوله التكليف على قاعدة أنه المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة وليس بهدف العودة الى رئاسة الحكومة أو تحد لأحد، لافتا الى أن الاجواء غير مشجعة بسبب تعنت العهد وابلغهم بأنه قام بمروحة اتصالات داخلية وخارجية ولاقى ترشيحه لرئاسة الحكومة صدى ايجابيا لدى معظم قادة العالم لكن الواضح ان العهد لا يريد التعامل معه، ولذلك يفضّل الاعتذار لأنه يرفض اتهامه بوصول البلد الى ما وصل إليه.


على خط آخر، تتجه الأنظار الى زيارة منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، التي سيلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية، وتهدف الى متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في تحفيز الشركاء الدوليين لتحديد الاحتياجات من أجل مؤتمر الدعم رقم 3 الذي يخص الشعب اللبناني والذي سينظم قريبا.


وتعليقاً على هذه الزيارة، أشار الخبير الاقتصادي انطوان فرح عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان المجتمع الدولي وفرنسا مهتمان بلبنان وليس لديهما رغبة بتركه لمصيره، وهناك رغبة لدى بيار دوكان بالتركيز على مساعدة الشعب اللبناني لأنه لا توجد نية بمساعدة الدولة اللبنانية قبل ان تتشكل الحكومة وتبدأ بالإصلاحات.


وقال فرح: "لبنان بأمسّ الحاجة الى الإصلاحات لأنها ضرورية جدا، فالاصلاح أولا والهدف الأساسي استكمال المساعدات التي بدأت منذ سنتين في القطاعين التربوي والصحي، فلبنان بالحد الأدنى يتطلب إصلاحات لاستمرارية المساعدات"، كاشفاً عن قرار دولي بتقديم المساعدات للتعليم والاستشفاء لكن من الطبيعي انها لن تُقدم الا للشعب اللبناني وليس عبر القنوات الرسمي للدولة، وذلك على غرار ما حصل بعد انفجار المرفأ.
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram