بين جنة اللعب وفخ المخاطر.. تحذير للأهل من “روبلوكس”
حين يتحدث خبراء تقنيون عن مخاطر الألعاب الإكترونية وبعض منصات التواصل الإجتماعي، قد يبدو الأمر عادياً. إلا أن مقطع فيديو نشرته الممثلة اللبنانية رولا بقسماطي عن مضارّ لعبة روبلوكس على الأطفال، انتشر كالنار في الهشيم، أدى إلى تسليط الضوء على بعض ما قد لا يراه الأهل من علامات حمراء وتحذيرية تخصّ أبناءهم.
“كنت أظن أنني أعرف ما تشاهده ابنتي”. هذه العبارة اختصرت محتوى فيديو بقسماطي التي قالت: “كنت أعتقد أنني أتحكّم تماماً في ما تشاهده ابنتي وتلعبه، من خلال مراقبة وقتها على يوتيوب والآيباد. كنت أظن أنني أعرف كل شيء، ولكنني لاحظت أن ابنتي بدأت تُظهر مخاوف غير مبررة وغير واقعية”.
ولفتت بقسماطي إلى أن ابنتها كانت تتحدث عن “شبح يطاردها في الحمام”، وذلك بسبب بعض المشاهد الموجودة في اللعبة، والتي تتضمن أرواحاً وشخصاً يحمل سكيناً.
وحذّرت الأهالي من السماح لأطفالهم باستخدام لعبة “Roblox”، مشيرةً إلى ضرورة إيجاد بدائل صيفية أكثر إبداعاً.
كلام بقسماطي ليس بجديد، ولكنه دقّ ناقوس الخطر لأنه جاء على لسان أمّ قلقة على ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات.
وبينما يرى الكثيرون في منصة روبلوكس عالمًا من الإبداع والتسلية، حيث يمكن للأطفال تصميم ألعابهم والتفاعل، فإن هذه المساحة الافتراضية تحمل في طياتها مخاطر جدية قد لا يدركها الأهل في خضم انشغالاتهم اليومية.
تُعد روبلوكس أكثر من مجرد لعبة فهي منصة تتيح للمستخدمين، بمن فيهم الأطفال، إنشاء عوالم افتراضية وألعابهم الخاصة. هذه الحرية، التي هي جوهر جاذبيتها، تفتح الباب أيضًا أمام تحديات ومخاطر تتطلب وعيًا ويقظة من الأهل.
فسابقاً، حذّر خبير بريطاني في مجال السلامة عبر الإنترنت، الآباء من المخاطر والانحرافات المحدقة بأطفالهم بسبب منصة الألعاب الإلكترونية “روبلوكس”، بعدما وصفها تقرير أميركي بأنها “جحيم من الاستغلال الجنسي للأطفال”.
وأكد أن روبلوكس تعمل على استمالة الأطفال إلى أوضاع لا تناسب أعمارهم، وتدخلهم في متاهات المنحرفين جنسياً، عازياً المشكلة إلى الأسلوب الذي تستخدمه اللعبة، والشبيه بمحادثات وسائل التواصل الاجتماعية، ما يسمح للمتحرشين باستهداف مئات الأطفال بنجاح.
ورغم الجهود التي تبذلها روبلوكس لفرض إرشادات مجتمعية صارمة بسبب كل الانتقادات التي طالتها، فإن الحجم الهائل للمحتوى الذي يتم إنشاؤه يوميًا يجعل من المستحيل تقريبًا مراقبة كل شيء بدقة. هذا يعني أن الأطفال في لبنان قد يتعرضون لمحتوى غير مناسب لأعمارهم.
فقد يجد الأطفال أنفسهم في ألعاب تتضمن مشاهد عنف مبالغ فيها، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على سلوكهم وتصورهم للعالم الحقيقي.
وتتيح خاصية الدردشة التفاعل المباشر بين اللاعبين. وهذا قد يؤدي إلى تعرض الأطفال للغة بذيئة، أو حملات تنمر إلكتروني، أو حتى مضايقات من قبل لاعبين آخرين، بعضهم قد يكونون بالغين يستغلون إخفاء هويتهم.
كما تعد القدرة على التفاعل مع لاعبين من كل أنحاء العالم إحدى أهم مميزات روبلوكس، لكنها أيضًا مصدر خطر كبير. قد يستغل المفترسون الإلكترونيون هذه الميزة للتواصل مع الأطفال واستغلالهم لكسب ثقتهم، ثم يطلبون معلومات شخصية أو يضغطون عليهم لتبادل صور أو مقاطع فيديو خاصة.
وقد يحاول المحتالون إقناع الأطفال بتقديم تفاصيل بطاقات الائتمان الخاصة بأهلهم بحجة شراء “روبوكس” (عملة اللعبة) بسعر مخفض، مما يؤدي إلى سرقات مالية.
كما يمكن أن يتعرض الأطفال لضغوط من مجموعات أو أفراد داخل اللعبة لتبني سلوكيات خطيرة أو غير مقبولة، مما يؤثر على نموهم الاجتماعي والأخلاقي.
تعتمد روبلوكس على نموذج “اللعب المجاني” الذي يشجع على المشتريات داخل اللعبة. هذه المشتريات، التي تتم عبر عملة “الروبوكس”، يمكن أن تؤدي إلى إنفاق الأطفال مبالغ طائلة لشراء ملابس لشخصياتهم الافتراضية ، أو امتيازات خاصة في الألعاب، أو حتى لفتح مستويات جديدة، مما يرهق ميزانية الأسرة.
ولمواجهة هذه المخاطر، يجب على الأهل في لبنان أن يكونوا على أهبة الاستعداد وأن يتخذوا خطوات استباقية مثل التعرف على الألعاب التي يفضلها طفلهم، وفهم بيئتها وتحذيره من مخاطرها.
ويجب أيضاً تفعيل أدوات الرقابة الأبوية من خلال الإعدادات المتوفرة في روبلوكس للتحكم في من يمكن لطفلك الدردشة معه، والمحتوى الذي يمكنه الوصول إليه، ووضع قيود على الإنفاق.
روبلوكس، مثلها مثل أي أداة رقمية، تحمل وجهين. يمكن أن تكون مصدرًا للتسلية، أو مصدرًا للمخاطر إذا لم يتم التعامل معها بوعي وحذر. الأمر يتوقف على مدى يقظة الأهل واستعدادهم لتوجيه أطفالهم في هذا العالم الافتراضي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي