في خطوة تُعد تحولًا لافتًا في تكنولوجيا الحروب الحديثة، كشفت الصين عن تطوير طائرة مسيّرة متناهية الصغر بحجم يشبه حشرة البعوض، ما أثار اهتمام الأوساط العسكرية ومخاوف دوائر الاستخبارات حول العالم. هذه الطائرة المصنفة ضمن فئة “المسيّرات الدقيقة جدًّا” تتميز بتصميمها البيوني المستوحى من الكائنات الحية، وقد صُممت خصيصًا لأغراض المراقبة وجمع المعلومات بسرية تامة.
أسلحة نارية حديثة
المسيّرة الجديدة لا يتجاوز طولها 1.3 سنتيمتر، أي بحجم بعوضة عادية، ويصعب رصدها بالعين المجردة. كما يمكن حملها بين أصابع اليد بكل حذر نظرًا لحجمها الدقيق. وتتمتع هذه الطائرة الصغيرة بقدرة على الطيران الذاتي أو التحكم بها عن بُعد، دون إصدار أي صوت أو إحداث حركة تلفت الانتباه، ما يجعلها مثالية للتجسس في مناطق النزاع أو البيئات الحساسة أمنيًا.
التصميم البيوني للطائرة يتجلى في جناحين يرفرفان بأسلوب يحاكي حركة أجنحة الحشرات، بالإضافة إلى ثلاث أرجل فائقة النحافة تقارب في حجمها الشعرة، ما يعزز من قدرتها على المناورة والاستقرار خلال الطيران.
وبحسب صحيفة South China Morning Post، فإن تطوير هذا النوع من المسيّرات يفرض تحديات هندسية بالغة، تتطلب دمج أنظمة استشعار دقيقة، ومصادر طاقة مصغّرة، ودوائر إلكترونية معقدة في مساحة لا تتعدى ميليمترات، الأمر الذي يستدعي تعاونًا بين تخصصات عدة أبرزها هندسة الميكروأجهزة، وعلوم المواد، والتصميم البيوني.
وتندرج هذه المسيّرة ضمن سلسلة من الابتكارات التي تسعى بها بكين إلى تعزيز قدراتها في مجال الطائرات غير المأهولة، بما في ذلك نماذج تحاكي شكل الطيور، وأخرى مزودة بتقنيات تخفٍّ متقدمة لتفادي الرادارات، في إطار سباق تسلّح تقني بات يثير قلق واشنطن، التي ترى في هذه الابتكارات تحديًا متزايدًا لهيمنتها التكنولوجية في المجال العسكري.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :