افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 21 حزيران 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 21 حزيران 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

عواصف “الحزب” مجدداً تحرج عين التينة والحكومة… عون يؤكد “لا حرب” وسلام “للترفع عن المزايدات”

شكل التناقض العلني الذي برز مساء الخميس الماضي بين موقفي طرفي الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم تطورا لافتا أطلق العنان للكثير من التفسيرات

 

لا تبدو الصورة مريحة في لبنان حيال مجريات الحرب الإسرائيلية الإيرانية بعد أسبوعها الأول ان لجهة الاحتمال الذي يشغل الجميع المتصل بتورط أو عدم تورط “الحزب ” في الحرب في مرحلة ما متقدمة منها، أو لجهة الخشية من تنامي تداعياتها السلبية اقتصاديا وسياحيا على لبنان في حال طال أمدها كما باتت تنذر الوقائع العسكرية.

 

ومع أن زيارة الموفد الأميركي توم براك لبيروت لاقت ارتياحا من أركان السلطة في ظل المقاربات الهادئة والعميقة التي طرحها حيال الملفات الكبيرة فإن ذلك لم يحجب إدراك المسؤولين اللبنانيين أن الظروف المتراكمة وصولا إلى تداعيات الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وايران وترقب التدخل الأميركي فيها سيضغط أكثر فأكثر على السلطة اللبنانية لدفعها إلى القرار الحاسم المنتظر ببرمجة نزع سلاح “الحزب” بعيدا عن الحسابات والرهانات التي تعتمد تمرير المزيد من الوقت لئلا تنزلق الامور نحو أوضاع سيئة مجددا.

 

ولذا شكل التناقض العلني الذي برز مساء الخميس الماضي بين موقفي طرفي الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري والأمين العام ل”الحزب” الشيخ نعيم قاسم تطورا لافتا أطلق العنان للكثير من التفسيرات ولو أن الطرفين حاولا التقليل منه بنفي أي تضارب او تناقض بينهما. حتى أن بعض الأوساط ذهب إلى ترجيح أن يكون الرئيس بري تعمد الجزم مسبقا بنفي أي تورط للحزب في الحرب على سبيل ممارسة ضغط غير مسبوق من جانب بري كشريك وحليف أساسي للحزب منعا لانجرار الحزب مجددا إلى تورط من شأنه هذه المرة أن يشكل الخطر الأقصى خطورة على الطائفة ولبنان كلا.

 

ومع أن الحزب لم يصدر أي توضيح حيال هذه المسالة بما عزز وجهة النظر الذي تعتقد أن مسارعة الشيخ نعيم قاسم إلى التلويح بعمل ما في مرحلة معينة كان للإيحاء بان الحزب وحده يقرر موقفه من الرد او عدمه كورقة أساسية لا يزال يمتلكها غير ان الأوساط الوثيقة الصلة ببري شددت على نفي كل هذه التفسيرات وأكدت أن ما أعلنه بري وما أبلغه إلى الموفد الأميركي حول عدم التورط أبدا في الحرب هو المحور الجاد والجدي المتبع وتاليا فإنه موقف ثابت انطلاقا من التفويض الذي يمنحه الحزب إلى الرئيس بري في التفاوض واتخاذ المواقف التي تعبر عن اتجاهات الثنائي.

 

وكان نقل أمس عن الرئيس بري استغرابه وصف البعض لكلام الشيخ نعيم قاسم كما لو أنه جاء ردّاً على كلامه. وأكد أن ما نُسب لبري بأن الحزب لن يشارك في الحرب هو “أكيد”، أما كلام قاسم فهو موقف مبدئي لا يمكن للحزب اتخاذ موقف غيره، لأنه بطبيعة الحال هو متضامن مع إيران.

 

وقد أثير موقف الشيخ نعيم قاسم في جلسة مجلس الوزراء عصر أمس إذ بادر وزير الخارجية يوسف رجي إلى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من هذا الكلام الذي يهدد بالتسبب بآثار دولية سلبية على لبنان ، وأثار مطلب رجي نقاشا حادا وأجاب رئيس الحكومة نواف سلام بأنه سبق له أن أصدر بيانا يؤكد رفض الانجرار إلى الحرب ولكن رجي اعتبر أن ذلك لا يكفي ويجب صدور موقف عن الحكومة وفيما أيد عدد من الوزراء مطلب رجي لم يوافق مجلس الوزراء على تبني مطلبه.

 

وعلى الأثر أصدر رئيس الحكومة نواف سلام بيانا استغرب فيه “الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء بأنه رفض أن تصدر الحكومة موقفا ضد توريط لبنان في الحرب الدائرة، بينما كان الرئيس سلام قد شدد أكثر من مرة أن الموقف اللبناني ثابت في رفض زج لبنان او إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة”، مذكرا بأن “مواقفه تعبر عن سياسة الحكومة، وهو المخول دستوريا النطق باسمها”.

 

وطالب الجميع بـ “الترفع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد”.

ومساء أمس شارك رئيس الجمهورية جوزف عون وزوجته السيدة نعمة في احتفال أقيم في وسط بيروت بعنوان “بيروت نبض الحياة” لإطلاق ورشة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة. أكد عون في كلمة القاها أن “إرادة الحياة أقوى من كل شيء ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة”. وقال: “نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار”. أضاف: “نعمل على بناء كل لبنان ونشكر كل مَن ساهم ودعم هذا العمل الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط”. ورداً على سؤال حول احتمال دخول لبنان بالحرب، قال عون: “ما في حرب… شو كلفة هالحرب؟”.

وفي تفاعلات هذا التطور أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيانا تعليقا على الكلام الأخير للأمين العام للحزب  قال فيه: “شيخ نعيم، لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسبا. الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسبا، لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني.شيخ نعيم، لبنان وطن ودولة، وبخاصة حاليا في العهد الجديد، وليس مقبولا على الإطلاق أن يسمح كل أحد لنفسه بالتصرُّف، وإلا تحوّل لبنان إلى ساحة فوضى لا يحكمها حاكم، ولا يرعى شؤونها دستور ولا قانون. شيخ نعيم، إذا كان لديك أي اقتراح في ما خص الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، تستطيع أن تحمِّله إلى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في أول جلسة لمجلس الوزراء، وهناك حصرا يتم التداول به واتخاذ القرار المناسب”.

 

إلى ذلك، وقبيل انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الحكومي  أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار في دردشة  مع الصحافيين أن “الملف الفلسطيني قيد المتابعة ونأمل بأن تتم معالجته بما يتناسب مع البيان الوزاري”. وتعليقا على بيان الأمين العام للحزب نعيم قاسم قال: “الكلام في الإعلام شيء فيما الواقع شيء آخر وهو أن جميع اللبنانيين مقتنعون بأنه لا يجب اقحام لبنان في حرب”.

 

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون المهجرين كمال شحادة قبيل الجلسة الحكومية: “مطار القليعات رح يقلع”.

 

وأعلن وزير الإعلام بول مرقص بعد الجلسة أن مجلس الوزراء شكل لجنة وزارية مصغرة لدارسة الإطار القانونيّ الأسرع الذي سيُعتمد لتطوير مطار القليعات وعرض النتيجة في جلسة مجلس الوزراء المقبلة وإقرار ترحيل المواد الكيميائية من معملي الجية والذوق.

************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حزب الله ملتزم نصّ البيان وروحه وإسرائيل تصعّد جنوباً: قاسم يستنفر السياسيّين والدبلوماسيّين

 

 

«تدخّل حزب الله في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً». موقف واضح أطلقه المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية السفير لدى تركيا توماس باراك من بيروت «نيابةً عن الرئيس دونالد ترامب» كما قال.

ولا شيء يوازيه وضوحاً، إلا كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي أكّد أمس أننا «لسنا على الحياد، ولذا نعبّر ‏عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرّف بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان ‏الإسرائيلي الأميركي الغاشم».

موقفان تردّد صداهما بقوة، في بيروت التي تراقب عن كثب تداعيات العدوان الصهيوني على إيران، وسطَ مخاوف متصاعدة من أن تهرب إسرائيل من مأزقها بتوجيه ضربة إلى لبنان، وفتح الجبهة مجدّداً.

 

وفي وقت أتى به تصريح باراك بعد محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، في لحظة حرجة إقليميّاً، فقد تكثّفت الاتصالات الداخلية والدبلوماسية مع حزب الله، إذ عبّر البعض عن «الاستغراب» من كلام قاسم ومنهم مَن أبدى «قلقاً كبيراً من إمكانية انفجار الوضع»، لا سيّما وأنّ «البيان أتى بُعيد ما جرى تسريبه على قنوات عربية من أنّ حزب الله يتحضّر لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأنه في حال دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أنّ حزب الله سيتحرّك».

من جانبه، يواصل حزب الله سياسة «الغموض» في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان ارتباطاً بالحرب الإسرائيلية على إيران، فلا يعطي جواباً عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها. لكن ما يمكن الإشارة إليه هو أنّ موقف حزب الله الذي عبّر عنه الشيخ قاسم في كلامه الأخير، مرتبط بتطوّرين: الأول، التهديد الأميركي – الإسرائيلي باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهو مرجع ديني يتّبعه الملايين في أنحاء العالم الإسلامي، ويُعتبر كلامه فتوى ملزمة لمقلّديه، لذا أتى هذا الموقف في إطار التنبيه إلى خطورة إقدام إسرائيل وأميركا على تنفيذ تهديداتهما، لأنّ ذلك قد يُحدث زلزالاً في المنطقة.

أما التطور الثاني، فيتّصل بالكلام الأميركي عن إمكانية انخراط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، وهو ما تحذّر منه جميع الدول لعلمها أنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى فتح الباب أمام حرب شاملة لا تهدّد فقط إسرائيل وإيران بل كل دول المنطقة وحتى الدول الكبرى، كما سيعطي هذا التدخل شرعية لكل الأطراف للدخول في هذه المعركة والدفاع عن مصالحها.

وبالإضافة إلى الحرب بين إيران والعدو الإسرائيلي، ثمّة جانب داخلي لا بد وأنه استدعى هذا السقف، وهو الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان وقتل المدنيّين.

 

ففيما تزداد وتيرة هذه الاعتداءات وتتحوّل إلى روتين يومي تتراجع مواقف الإدانة الرسمية، وكأنّ الدولة غير معنيّة بما يحصل وبالتايل فإنّ حزب الله معنيّ بعدم إظهار أي تراجع، ولو أنه أعطى الفرصة إلى الدولة للقيام بما هو مطلوب منها، علماً أنها تتلكّأ.

وبعدَ كلام قاسم، استفاق النائمون عن الاعتداءات الصهيونية والخروقات، وهبّ أصحاب «السيادة» لمهاجمته، فعلّق قائد «القوات» اللبنانية سمير جعجع قائلاً إنّ «شيخ نعيم، لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً.

الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً، لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني»، فيما اعتبر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أنه «لا يحق لأحد أن يجرّ لبنان إلى أي مغامرة جديدة ولا داعي لـ (بروفا) جديدة فالأهم من التضامن مع إيران هو التضامن مع لبنان». وترافقت هذه البيانات، مع حملات داخلية تحريضيّة على الجمهورية الإسلامية وسفارتها في بيروت، والدعوة إلى إغلاقها.

 

أما الردّ الإسرائيلي على كلام قاسم فأتى عبر حملة غارات جوية نفّذها العدو على أكثر من منطقة في الجنوب أمس، مدّعياً أنه قصف منصّات صواريخ تعود إلى المقاومة. فيما هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمين عام حزب الله، قائلاً «نعيم قاسم لم يتعلّم درساً من أسلافه ويهدّد بالتحرّك ضد إسرائيل وفقاً لأوامر خامنئي، وعلى حزب الله أن يكون حذراً ويدرك أنّ صبر إسرائيل نفد حيال الإرهابيّين الذين يهدّدونها»، بينما قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن دوروثي شيا إنّ الحكومة الإيرانية «شجّعت حزب الله على فتح جبهة من لبنان».

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل تحذر «الحزب » من دخول الحرب إلى جانب إيران

تنديد لبناني بإعلان قاسم الاصطفاف إلى جانب إيران… وتأكيد على «الحياد»

 

وجهت إسرائيل تحذيراً رسمياً لـ«الحزب» من مغبة المشاركة في الصراع مع إيران، مهددة بضرب «من يهددونها»، بعد تصريحات لأمين عام الحزب نعيم قاسم الذي قال في بيان، الخميس، إن الحزب «سيتصرف بما يراه مناسباً»، وسط تنديد لبناني بتجاوز الحزب لقرار حصرية قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، وتشديد لبناني على تحييد البلاد.

 

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، الجمعة، الحزب من مغبة المشاركة في الصراع مع إيران، قائلاً إن صبر إسرائيل نفد مع «الإرهابيين» الذين يهددونها، وقال يسرائيل كاتس: «لم يتعلم الأمين العام لـ(الحزب) من أسلافه ويهدد بالعمل ضد إسرائيل»، في إشارة إلى الأمين العام السابق لـ«الحزب» نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر (أيلول) الماضي.

 

وأضاف محذراً: «أقترح على الوكيل اللبناني أن يكون حذراً، وأن يفهم أن إسرائيل فقدت صبرها مع (الإرهابيين) الذين يهددونها».

 

وقال قاسم، الخميس، إن جماعته «ليست على الحياد» في الصراع بين إيران من جانب، وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر. وأضاف، في بيان: «لذا نُعبِّر ‏عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرف بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان ‏الإسرائيلي – الأميركي الغاشم».

 

الحكومة وحدها تتصرف

وانسحبت ردود الفعل من تصريح قاسم على الداخل اللبناني؛ إذ جددت القوى السياسية اللبنانية تأكيد موقفها الداعي إلى حياد لبنان في ظل الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وشددت على أن قرار السلم والحرب بيد الدولة وحدها.

 

وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، متوجهاً إلى قاسم: «شيخ نعيم، لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً. الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً؛ لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني».

 

 

وأضاف: «لبنان وطن ودولة، وبخاصة حالياً في العهد الجديد، وليس مقبولاً على الإطلاق أن يسمح كل أحد لنفسه بالتصرُّف، وإلا تحوّل لبنان إلى ساحة فوضى لا يحكمها حاكم، ولا يرعى شؤونها دستور ولا قانون».

 

وتابع متوجهاً إلى قاسم بالقول: «إذا كان لديك أي اقتراح فيما يخص الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، تستطيع أن تحمِّله إلى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في أول جلسة لمجلس الوزراء، وهناك حصراً يتم التداول به واتخاذ القرار المناسب».

 

وجاء بيان قاسم بعد وقت قصير على تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف «الحزب»، قال فيها إن الحزب لن يدخل الحرب، ولن يفتح جبهة من لبنان على إيقاع تلك الحرب.

 

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أن «موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري عندما قال إننا لن ننجر إلى الحرب، يطرح علامات استفهام حول كلام الأمين العام لـ(الحزب)»، متسائلاً: «هل يهدد قاسم بفتح جبهات جديدة لتعديل موازين القوى أمام الولايات المتحدة؟ أو أنه يلوّح باستخدام ما تبقى من ترسانة (الحزب) في محاولة لتشكيل جبهة استراتيجية جديدة رغم الخطر الكبير الذي قد يجلبه هذا الخيار على لبنان؟».

 

ورأى حمادة، في تصريح إذاعي، أن تصريحات قاسم «لم تأتِ من فراغ بل ترتبط بشكل مباشر بالولاء لنهج الولي الفقيه، وقد لامست مشاعر شريحة واسعة من الطائفة الشيعية، ما قد يضغط على (الحزب) باتجاه التحرك، خاصة إذا ما تعرض المرشد الإيراني خامنئي لأي مكروه»، مشيراً إلى أن «بيان قاسم كان صريحاً في مساندة إيران، لكنه ترك الباب مفتوحاً بقوله: سنتصرف بما نراه مناسباً في الوقت نفسه».

 

حياد لبنان

وتدعم قوى سياسية كثيرة موقفَ الحكومة اللبنانية الداعي إلى تحييد لبنان عن الصراع. وقال النائب أشرف ريفي في تغريدة على منصة «إكس»: «للشيخ نعيم قاسم الذي يقول لسنا على الحياد، نقول: لبنان على الحياد، ولن تستطيعوا جرَّه مرةً أخرى للدمار».

 

وتابع ريفي: «من المعيب والمهين أن إيران كانت على الحياد عندما عرَّضتم لبنان للحرب، فيما تستمرون اليوم بسياسات الانتحار. حياة اللبنانيين غالية، وإذا أردتَ الانتحار، فانتحر وحدك».

 

من جهتها، أشارت النائبة نجاة عون صليبا إلى أنه «في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ المنطقة، نتمسك بالحياد الاستراتيجي كخيار وجودي، لا مجرد موقف سياسي»، مشيرة إلى أن «الحياد هو الضمانة الوحيدة لبقاء لبنان، ولحماية شعبه من الدمار، ولصون وحدة أراضيه من التفتت والانزلاق نحو مزيد من الأزمات».

 

وأضافت في بيان: «إننا نرفض، جملةً وتفصيلاً، أي محاولة لزجّ لبنان في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، سواء جاءت هذه المحاولات من الداخل أو الخارج، وسواء كانت تحت عناوين (الدفاع) أو (الردع) أو (المقاومة). لا غاية تُبرّر تحويل لبنان مجدداً إلى ساحة حرب، ولا مصلحة وطنية في الدخول في صراع مدمر لا نملك قراره ولا نتيجته».

 

وتابعت صليبا: «لبنان لم يعد ورقة تفاوض في يد أحد، ولا أداة لتحقيق مكاسب الآخرين على حسابنا. من يدعو إلى إشراك لبنان في هذه الحرب يرتكب فعل خيانة، ليس فقط للقانون والدستور، بل للوطن نفسه، ولدماء أبنائه، ولحقهم بالحياة الكريمة». ودعت إلى التوقف عن «زجّ لبنان في حروب الآخرين»، و«الاستخفاف بأرواح الناس، والرهانات على الخراب».

************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 تطمينات بعدم فتح «الحزب» جبهة «إسناد» وإسرائيل وإيران على النار في انتظار قرار ترامب

الملاحظ في بداية الأسبوع الثاني للحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، ثباتها تحت سقف الضربات الجوية والصاروخية العنيفة المتبادلة بين العدوَّين اللدودَين. فيما خرقت هذا الإشتعال ما بدت أنّها انعطافة نحو إعادة فتح المجال للبحث عن مخرج يوقف هذه الحرب ويُنجّي المنطقة من دمار شامل يتهدّدها، لكن من دون أن تلغي هذه الإنعطافة، حال الترقّب لما سيقرّره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أسبوعَين في شأن التدخّل المباشر في هذه الحرب أو عدمه. ما يعني أنّ الأمور مضبوطة لا بل مُعلّقة على «مزاج ترامب» الذي قال بصريح العبارة إنّ لا أحد يعرف ما يجول في فكره. وانعكس ذلك في الصحف العالمية، إذ كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»: «كما يعلم الجميع تقريباً في واشنطن، فإنّ أسبوعين هي إحدى وحدات الوقت المفضّلة لدى ترامب، وقد يعني مرور أسبوعَين على ترامب شيئاً ما، أو قد لا يعني شيئاً على الإطلاق»، فيما رأت «التلغراف» أنّ «التوقف لمدة أسبوعَين قد يؤدّي إلى تخفيف التوترات وخلق مساحة للمحادثات، لكن حتى مع ذلك، فإنّ الشرق الأوسط لا يزال يسير على حبل مشدود»، فيما أوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ «أعضاء في الكونغرس قدّموا قراراً هذا الأسبوع لمنع الجيش الأميركي من خوض قتال ضدّ إيران من دون إذن الكونغرس. ومن اللافت أنّ مصير هذا القرار سيتحدّد خلال الأسبوعَين المقبلَين».

 

الضرورات الداخلية

وإذا كانت دول المنطقة برمّتها، تبدو متموضعة في موقع المراقب لمجريات الحرب، والقلق من أفقها المجهول، واحتمالات تمدّدها واتساع رقعة تداعياتها، فإنّ لبنان لا يختلف حالاً، فعينٌ على الداخل تتجاذبها الحفاظ على أمن البلد واستقراره، وضرورة التنبّه لما تبيّته إسرائيل ضدّ لبنان. وعينٌ على الحرب وما قد تحدثه من تحوّلات وتغييرات وارتدادات، ومن آثار ومخاطر كبرى وخفايا مجهولة. وفي هذا السياق، تؤكّد معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، مسارعة وكالات الأنباء الأجنبية إلى إجراء دورات تدريبية عاجلة للعاملين لديها وتزويدهم بتوجيهات وإرشادات حول كيفية الوقاية والتعامل مع النووي في حال بلوغ الأمور هذا الحدّ.

 

بري: الحزب لن يتدخّل

بمعزل عن التوتر السياسي الذي أعقب موقف أمين عام «الحزب» الشيخ نعيم قاسم، الذي بدا في إعلانه أنّ الحزب ليس على الحياد ويتصرّف وفق ما يراه مناسباً في مواجهة هذه الحرب، وكأنّه يمهّد لإنخراط الحزب في حرب إسناد لإيران، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري أعاد التأكيد على موقفه بأنّ «الحزب» لن يتدخّل في هذه الحرب. وعلى ما ينقل زوّار عين التينة عن بري، فإنّ ما قاله الشيخ نعيم قاسم بشأن دعم إيران، «هو موقف مبدئي عبّر عنه من موقع تضامنه مع إيران، ولا يستطيع الحزب أنّ يقول غير هذا الكلام».

وإذا كانت بعض الأصوات الداخلية قد سعت إلى تجييش الأجواء السياسية ربطاً بما قاله الشيخ نعيم قاسم، فإنّ مصادر سياسية مسؤولة أوضحت لـ«الجمهورية» أنّ لا مبرّر للتسرّع والانفعال، وخصوصاً أنّ الموقف الدقيق عبّر عنه الرئيس بري، بقوله إنّه واثق من أنّ الحزب لن يتدخّل في هذه الحرب بنسبة 200%، وهذا الكلام هو كلام مسؤول، وكافٍ ليطمئنّ مَن يساوره أي قلق».

 


وفي موازاة تأكيد برّي على عدم التدخّل في الحرب، أدرج مصدر حزبي كلام قاسم في خانة الجهوزية الدائمة للمواجهة، التي يعلنها الحزب منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من العام الماضي، وأكّد لـ«الجمهورية»: إنّ هذا الكلام موجّه إلى الإسرائيلي قبل أي طرف آخر، والغاية منه أن يبقى الإسرائيلي قلقاً» (يُشار في هذا السياق إلى أنّ الأيام الأخيرة التي تلت الهجوم الإسرائيلي على إيران، شهدت، باعتراف الإعلام الإسرائيلي، إجراءات وتدابير عسكرية إسرائيلية كان دافعها قلق المستويات الأمنية والسياسية من توتير الجبهة الشمالية).

وفي السياق عينه، كشف مصدر مقرّب من «الحزب» لـ«الجمهورية»: «إنّ الحزب لن يتدخّل في هذه الحرب كما هي الآن، وكما هو واضح فإنّ الجمهورية الإسلامية أثبتت أنّها دولة قوية». ولفت المصدر إلى أنّ «عدم التدخّل لا يَنمّ عن ضعف، وواضحة في هذا السياق خشية العدو من ترسانته الصاروخية التي يفتقد لأي معلومات حولها، ومن هنا يتبدّى الضغط الكبير الذي يمارسه من أجل تسليم السلاح الثقيل شمال الليطاني».

 

تحذير

على أنّ مصدراً سياسياً رفيعاً قدّم لـ«الجمهورية» صورة قلقة للوضع بصورة عامة، واعتبر أنّ «الجو شديد الضبابية، يستوجب الحذر الشديد من الغدر الإسرائيلي في أي لحظة».

وعندما سُئل المصدر عن دقّة ما يُرَوّج حول إقدام إسرائيل على مهاجمة لبنان إمّا بقصف شديد أو عملية برية محدودة، أوضح: «كل شيء وارد ومحتمل، إذ لا يمكن أن يؤمَّن لإسرائيل بأي شكل من الأشكال. وواجبنا إزاء ذلك أن ندافع عن بلدنا».

إلّا أنّ المصدر عينه كشف أنّ «اجتماعات الموفد الأميركي توماس براك مع المسؤولين في لبنان دارت في أجواء إيجابية، وما طرحه كان على نقيض كلّي مع سابقته مورغان أورتاغوس، إذ عكس دراية كاملة لديه بالملف اللبناني والتركيبة اللبنانية. وبناءً على ما دار بحثه مع الموفد الأميركي، والمقاربة الهادئة للملفات اللبنانية، يمكن أن نرسو على استنتاج يُفيد بأنّه أصبح واضحاً الآن، لماذا كان هذا الضغط على إنهاء مسألة سلاح «الحزب» خلال شهر أو شهرَين، إذ يبدو أنّه كانت لديهم معلومات من أنّ إسرائيل ستضرب إيران. من هنا تقاطعت بعض الجهات الدولية مع جهات محلية تنادي بنزع سلاح «الحزب» قبل هذه المدة خوفاً من أن يردّ الحزب من لبنان».

على أنّ المصدر عينه وإن كان يُبدي ارتياحاً للوضع الداخلي جرّاء ما سمّاها حرص المكوّنات الداخلية بصورة عامة على الحفاظ على أمن البلد واستقراره، فإنّه في الوقت عينه يرى «ضرورة البقاء على أعلى درجات اليقظة والحذر، ولاسيّما أنّ الحرب بين إسرائيل وإيران مستمرّة، والوضع مفتوح، وكل يوم بل كل ساعة يمكن أن يطرأ أمر جديد، وعلى هذا الأساس يجب أن نتصرّف». ولفت المصدر الرفيع إلى أنّ التطمينات من «الحزب» بأنّه لن يدخل في الحرب أو ينجرّ إليها هي تطمينات جدّية ولا مواربة فيها. إلّا أنّ «التطمينات الأميركية التي يُعبّر عنها، غير كافية قياساً لتجارب سابقة، ولأنّ العدو متفلّت من كل الحسابات. ولبنان حالياً معلّق على هذه التطمينات ريثما تتضح نتائج الحرب».

 

مطار القليعات

على صعيد محلي آخر، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السراي الحكومي، وأُقِرّت عدد من البنود، أبرزها الشروع في درس مشروع تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير وتشغيل مطار رينيه معوّض في القليعات، وترحيل المواد الكيماوية المنتهية الصلاحية، التي وُضِّبت في معملَي الذوق والجية.

 

مواجهات… ومحادثات

على الصعيد الحربي، ضراوة الضربات الجوية والصاروخية كانت مشهودة بصورة عنيفة في الساعات الأخيرة، وزامنت الإنعطافة السياسية التي قُرِئت في الإجتماع العاجل في جنيف بين وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع وزير الخارجية الإيراني، ويُراد منها أن تحقق اختراقاً في جدار النار المشتعلة في إسرائيل وإيران، تتفق التقديرات على أنّها قد تكون موقتة، ولاسيّما أنّها محفوفة بضعف احتمال تأسيسها لفرصة حل سياسي بصورة جدّية، بالنظر إلى التصلّب الشديد في الطروحات الذي تصرّ فيه إيران على الإستمرار في برنامجها النووي وحقها في التخصيب السلمي كما تقول، فيما تؤكّد الولايات المتحدة أنّ أيّ اتفاق ممكن بلوغه، ينبغي أن يلحظ عدم التخصيب بصورة مطلقة. وبالنظر أيضاً إلى تزامنها مع وتيرة تصعيد عالية من الجانبَين، تجلّت في الساعات الأخيرة في ضربات جوية إسرائيلية مكثفة لمناطق مختلفة في إيران، وفي دفعات متتالية من الصواريخ الإيرانية الثقيلة التي طالت العمق الإسرائيلي في حيفا وتل أبيب والقدس وبئر السبع، ومن بينها صواريخ أكّدت إسرائيل أنّها لم تُستَخدم من قبل.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول الحرب بين إسرائيل وإيران، الذي برزت فيه دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الأطراف لوقف الحرب، واتهام المندوبة الأميركية في مجلس الأمن طهران بأنّها «شجّعت «الحزب» على فتح جبهة من لبنان»، وأضافت أنّ الحكومة الإيرانية دعت مراراً إلى تدمير إسرائيل، وأنّ عليها التخلّي عن طموحها في الحصول على السلاح النووي. فيما اعتبر سفير إيران لدى الأمم المتحدة أنّ إسرائيل ترتكب جرائم متعمّدة في إيران، وأنّ إيران مارست حقها في الدفاع عن النفس وستستمر في ذلك حتى انتهاء العدوان.

تزامناً، انعقدت جولة المحادثات بين الوزراء الأوروبيِّين ووزير الخارجية الإيراني، وفي اعقاب اللقاء، قال وزير الخارجية الايراني: «أجرينا نقاشاً جاداً وسط جو من الاحترام ندعم استمرار المناقشات مع الترويكا الاوروبية والاتحاد الاوروبي، ونستعد للقاء آخر في وقت قريب». وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: «اتفقنا على مواصلة المناقشات وبحث أمور أخرى وليس القضايا النووية فقط»، معتبرة ان المحادثات مع إيران يجب أن تبقى مفتوحة.

وقال وزير الخارجية البريطاني: «ندعو إيران إلى مواصلة مناقشاتها مع الولايات المتحدة»، فيما اكد وزير الخارجية الفرنسي أن هذه المبادرة الدبلوماسية يجب أن تمهد الطريق للمفاوضات، ووزير الخارجية الإيراني مستعد لمواصلة المناقشات بشأن القضية النووية وقضايا أخرى. واما وزير الخارجية الألماني، فقال: «سعيد لأننا أجرينا محادثات جادة مع زملائنا الإيرانيين، ومن المهم أن تشارك الولايات المتحدة في المزيد من المحادثات وفي إيجاد حل».

 

واشنطن: نأمل النجاح

واللافت ربطاً بلقاء جنيف، إعلان وزارة الخارجية الأميركية بـ«اننا لن نقوم بتوصيف أجواء المفاوضات بين إيران والأوروبيين ونأمل ان تؤدي إلى النجاح».

وبرز ليلاً، اعلان الرئيس الاميركي انه من الصعب الطلب من إسرائيل وقف الضربات، الّا انه أضاف: «قد ندعم وقفا لإطلاق النار».

وسبق اللقاء إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ «فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستقدّم خلال جولة المفاوضات في جنيف عرض تفاوض كاملاً لإيران».

وترافق انعقاد جولة المحادثات مع إعلان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، أنّ بلاده تسعى إلى بذل جهود حقيقية بشأن قدرات إيران النووية من خلال اجتماع أمس بين وزراء أوروبيِّين وإيرانيِّين، وليس مجرّد جولة أخرى من المحادثات. وقد سبق هذا الكلام إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنّ «هدفنا هو تدمير برنامج إيران النووي، وإيران لديها 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية، والرئيس ترامب قال إنّ سلاحاً نووياً بيد إيران هو خطر كبير وهو محق في ذلك، وترامب هو قائد كبير ونشكره على مساعدته لنا».

 

الموقف الإيراني

في الموازاة، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من جنيف، أنّ «إسرائيل شنّت عدواناً على إيران ونحن عازمون على الدفاع عن سيادتنا». ولفت إلى أنّ «إسرائيل هاجمت منشآتنا النووية السلمية على رغم من أنّها تحت الرقابة الدولية، ونطالب الموقّعين على اتفاق جنيف بتحمّل المسؤولية حيال العدوان الإسرائيلي علينا. إنّنا نتعرّض إلى عمل جائر وعدوان ولا يمكن أن نسمح لإسرائيل وداعميها بقلب الأمور رأساً على عقب».

************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

مجلس الوزارة يتجاوز قطوع تصريحات قاسم.. وإجماع رئاسي على رفض الانجرار للحرب

شيّا تتهم طهران بتحريض الحزب على التدخل.. والاحتلال يرفع من وتيرة اعتداءاته وتحرشاته

 

رفع الاحتلال الاسرائيلي من وتيرة اعتداءاته واستفزازته، وتحدياته لكل المساعي التي تبذل لتثبيت الاستقرار جنوباً، وآخرها جولة الموفد الأميركي طوم باراك، والذي اكد تمسك بلاده بدعم السلطات اللبنانية، والسعي لممارسة ضغوطات على دولة الاحتلال، مع التأكيد أن هناك إجماعاً رئاسياً (بين الرؤساء الثلاثة) على رفض الانجرار الى الحرب مجدداً..

واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان تكرار موقف لبنان من الحياد عن التطورات الحاصلة في المنطقة جراء الصراع الإسرائيلي-الإيراني يدلل ان لا عودة عن  هذا الموقف وجاء للتذكير به بمثابة رسالة يراد ان تصل الى الجميع.

الى ذلك كشفت المصادر نفسها انه ليس مستبعدا ان تحضر وفود خارجية الى بيروت في سياق استطلاع  الأوضاع، وقالت انه وسط الانشغال المحلي بهذه التطورات فان الحكومة مررت مجموعة ملفات وستواصل العمل على بحث ملفات ملحَّة واقرارها.

فمساءً، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على مرتفعات الريحان وتومات نيحا وأطراف وادي برغز في الجنوب والبقاع الغربي، وزعم الناطق الاسرائيلي بأن المواقع المهاجمة، فيها منصات لاطلاق الصواريخ تعود الى الحزب.

وقبل ذلك، شنت طائرات الاحتلال غارات على اطراف العيشية ونهر بلاط- قضاء مرجعيون.

ومجمل الملفات حضرت في جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر امس في السراي الكبير برئاسة الرئيس نواف سلام، بما في ذلك اعتبار الملفات الاقليمية التي كانت على الأجندة، سواءٌ السلاح الفلسطيني او عودة النازحين، او مسارات الحوار حول سلاح الحزب.

وقرأ مصدر قيادي في «الثنائي الشيعي» في كلام الموفد باراك من أن دخول الحزب في الحرب «قرار سيىء للغاية» بمثابة تهديد مباشر غير قابل للتأويل.

ونُقل عن قيادي بارز ان باراك قال للمسؤولين: «أرجوكم.. امنعوا الحزب من التدخل في الحرب».

 

تصريحات قاسم

 

وبقيت تصريحات الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في واجهة التعليقات. ففي حين طالبه رئيس حزب «القوات اللبنانية» بعدم لسماح لنفسه ان يتصرف وكأن لا دولة، فيتحول عندها لبنان الى ساحة فوضى، واذا كان لدى الشيخ نعيم اقتراح في ما خص الحرب الدائرة في المنطقة، فحمله الى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في جلسة لمجلس الوزراء.. وتتخذ الحكومة القرار المناسب..

واعتبر الرئيس نبيه بري ان موقف الشيخ نعيم قاسم مبدئي ونقل عنه قوله (اي بري): «بأن الحزب لن يشارك في الحرب».

 

خلاف حول مواقف قاسم في مجلس الوزراء

 

وحسب ما اعلن عن مداولات مجلس الوزراء، فإن الشق الأمني والسياسي اخذ حيِّزاً من مداولات مجلس الوزراء.

واثير موقف الشيخ قاسم في الجلسة، عندما بادر وزير الخارجية يوسف رجي إلى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من هذا الكلام الذي يهدد بالتسبب بآثار دولية سلبية على لبنان، وأثار مطلب رجي نقاشا حادا وأجاب رئيس الحكومة بأنه سبق له أن أصدر بيانا يؤكد رفض الانجرار إلى الحرب.

ولكن رجي اعتبر أن ذلك لا يكفي ويجب صدور موقف عن الحكومة، وفيما أيد عدد من الوزراء مطلب رجي لم يوافق مجلس الوزراء على تبني مطلبه.

في سياق متصل أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار في دردشة قبيل الجلسة أن «الملف الفلسطيني قيد المتابعة ونأمل بأن تتم معالجته بما يتناسب مع البيان الوزاري».

وتعليقًا على قاسم قال: «الكلام في الاعلام شيء فيما الواقع شيء آخر وهو أن جميع اللبنانيين مقتنعون بانه لا يجب اقحام لبنان في حرب».

 

بيروت تنبض الحياة

 

ومن قلب بيروت، وفي حفل «بيروت نبض الحياة» حيث جرى احتفال مساء  امس لتدشين وتأهيل ساحة الشهداء وسط بيروت، حيث ازاح الرئيس جوزف عون الستارة عن لوحة تذكارية في الشارع، اكد رئيس الجمهورية تأييده لما قاله الرئيس بري من انه 200 في المائة ليس هناك من حرب في لبنان، لان لا مصلحة لنا فيها، كما ان ايران لا تحتاج إلينا.

وفي ما خص بورود تطمينات اجاب: نحن هناك نعطي التطمينات في هذا المجال.

 

شيا مجدداً تحرّض

 

وفي نيويورك، خلال مناقشة مجلس الامن الدولي الحرب الاسرائيلية – الايرانية، قالت المندوبة الاميركية دورثي شيا (وهي سفيرة واشنطن السابقة في لبنان) ان ايران شجعت الحزب على فتح جبهة لبنان، وهي دعت مرارا الى تدمير اسرائيل.

وفي السياق الدبلوماسي، أعرب السفير السعودي وليد بخاري عن ثقته في أن لبنان سيبقى بمنأى عن الاستهداف العسكري في هذه المرحلة، بفضل النهج الواعي واليقظ للدولة والقوى السياسية.

 

مطار القليعات

 

حضر مشروع تصميم وانشاء وتأهيل وتطوير مطار رينيه  معوض (القليعات) في جلسة مجلس الوزراء، وجرى التطرق الى انجازه بطريقة BOT او DBOT، وعبر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص   على أن يعرض المشروع مجددا امام جلسة جديدة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.

ونُقل عن وزير الدولة لشؤون المهجرين كمال شحادة قبيل الجلسة: «مطار القليعات رح يقلع».

 

إيطالي قائد لليونيفيل

 

وفي تطور آخر، يسبق التمديد المقبل لليونيفيل، وبعد انتهاء انتداب القائد السابق لوحدات حفظ السلام، اعلن امس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين اللواء ديوداتو أبانيارا من إيطاليا رئيساً وقائداً لبعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.و يخلف اللواء أبانيارا الجنرال الإسباني أرولدو لازارو ساينز. واعرب الأمين العام عن خالص امتنانه للجنرال أرولدو لازارو ساينز لتفانيه وقيادته لليونيفيل خلال إحدى أصعب فترات البعثة.

 

الوضع الميداني

 

على الأرض، أقدمت قوة اسرائيلية بالتوغل الى ميس الجبل، وفجرت احد المنازل فيها. كما أغارت مسيّرة معادية على طريق العباسية حيث أدت الى سقوط شهيد وجرحى. كما استهدفت مسيّرة أخرى سيارة في الهبارية.

وانسحب عناصر الجيش اللبناني من تلة الطيحات عند الخط الأزرق بعد رفض قوات الاحتلال تسليم جرافة استولت عليها من ميس  الجبل فجر امس، واطلقت النار بالهواء خلال تراجع الجيش.

************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

إيران تؤلم «إسرائيل» من الشمال إلى الجنوب… والمفاوضات تنتظر وقف القصف

الموفد الاميركي لم يحسم التمديد لليونيفيل وغازل جنبلاط

اين الحكومة من الغلاء الجنوني وموسم الاصطياف مهدد؟

 

لبنان والمنطقة والعالم ينتظرون نتائج المواجهة الإيرانية الاسرائيلية وقرار الرئيس الاميركي ترامب الدخول المباشر في الحرب او الاكتفاء بالدعم اللوجيستي الحالي والجسر الجوي المفتوح الذي يزود اسرائيل بكل انواع الاسلحة وما يحتاج اليه الجيش الاسرائيلي في حربه ضد طهران.

 

وحسب قراءات سياسية رفيعة في بيروت، فان الحرب على ايران كانت بقرار أميركي اسرائيلي دولي مكشوف، والهدف اسقاط النظام الايراني وليس جره الى المفاوضات، لكن الحسابات الاميركية الاسرائيلية اصطدمت بالقدرة الإيرانية على استيعاب الضربة الأولى، وحسب ّالمصادر السياسية، ان الضربة الاولى شارك فيها 300 طائرة نفذت اكثر من 1500 غارة على مراكز القادة الإيرانيين عبر استخدام تقنيات تكنولوجية لا تملكها الا واشنطن، واستهدفت الغارات مقر الامام الخامنئي.

 

وحسب المصادر نفسها، فان الخطة لاسقاط النظام وضعها كبار القادة العسكريين الاميركيين والاسرائيليين منذ سنتين وتعززت بعد الانهيارات لمحور المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين، واخذ الضوء الاخضر بالتنفيذ بعد استشهاد سماحة السيد نصرالله وترك تحديد ساعة الصفر لترامب ونتنياهو، وكانت تتضمن حصول فوضى شاملة داخل ايران بعد الضربة الأولى وقتل القادة واحداث فراغ في السلطة مما يؤدي الى نزول الناس الى الشوارع مقابل تحركات لعملاء الموساد والمعارضين للنظام، ويترافق ذلك مع انزال قوات اميركية واسرائيلية في المناطق الحساسة كالمقرات الرئاسية والاذاعة والتلفزيون، لكن المخطط أحبط نتيجة الاجراءات الإيرانية السريعة والقرارات التي اصدرها الامام الخامنئي بتعبئة المراكز الأساسية العليا بالإضافة إلى التفاف الشعب الإيراني بكل مكوناته حول قيادته، ولم تسجل تظاهرة واحدة ضد النظام في القارة الإيرانية الكبرى ولم تحدث اي فوضى ولم يغادر الناس طهران ولم يتمرد اي جنرال على قرارات المرشد، وساهمت إجراءات الشعب في كشف العملاء بتمتين الجبهة الداخلية، حتى المعارضون في الخارج للنظام الإيراني وقفوا ضد العدوان، وتوحد الشعور القومي الفارسي مع الانتماء الديني مما ادى الى فشل اسقاط النظام الايراني، لكن المحاولات مستمرة.

 

وتؤكد المصادر السياسية، ان توازن الرعب الذي حققته ايران والقدرة التدميرية الهائلة للصواريخ الإيرانية رفع من معنويات الشعب الإيراني الذين نزلوا امس الى شوارع طهران متحدين الغارات مؤكدين التصدي للحرب على بلادهم مهللين للصواريخ الإيرانية على تل ابيب، كما رفع تساقط الصواريخ الإيرانية على طول مساحة فلسطين المحتلة من معنويات حلفاء محور المقاومة ايضا، من اليمن الى لبنان. هذا التطور الميداني جعل الرئيس الاميركي مترددا ايضا في الدخول المباشر بالحرب جراء استحالة اسقاط النظام الايراني من الجو دون غزو بري ومشاركة كل العالم في العمليات العسكرية كما حصل في العراق، والخشية عند ذلك من بدء عودة الجنود الاميركيين.

 

وحسب المصادر السياسية ايضا، فان ما يعزز تردد ترامب في العملية العسكرية المباشرة يعود ايضا الى مواقف الدول الخليجية وتحديدا السعودية الرافضة لاغراق المنطقة بالفوضى الشاملة. والموقف السعودي يتلاقى مع المواقف التركية والروسية والصينيه، لكن الهاجس الاكبر لترامب يبقى مرتبطا بالموقف الباكستاني الداعم لإيران والقادر على ضبط الحدود بين البلدين ومنع اي غزو من الحدود الباكستانية. وظهر الجيش الباكستاني قويا خلال المواجهة مع الهند، وهذا الامر ينطبق على الحدود التركية العراقية، والخاصرة الرخوة تبقى الحدود السورية، كما ان التدخل المباشر لاسقاط النظام سيحرك حلفاء ايران في كل مكان لضرب القواعد الاميركية، وعندما تصبح المعادلة «يا قاتل يا مقتول» تسقط كل الخطوط الحمراء في كل الساحات وربما أشعل ذلك كل المنطقة، هذه الأسباب جميعها وراء تردد ترامب في الدخول المباشر واعطاء اسبوعين اضافيين لاسرائيل للحسم، وفي ضوء النتائج الميدانية تحدد خيارات ترامب المدرك بان اي تسوية في ظل توازن الردع الحالي اكبر كارثة على الكيان الاسرائيلي.

 

طهران حسب المصادر السياسية، لن ترفع الرايات البيضاء وستقاتل حتى الرمق الاخير وقادرة على تحويل المنطقة الى فيتنام ثانية واستخدام اسلوب الحروب الشعبية الطويلة الامد في المواجهة المفتوحة. وفي الوقت نفسه، فان القرار الإيراني يبقى «مرنا» تجاه عودة المفاوضات بعد توقف القصف الاسرائيلي، وايران ابدت تجاوبا مع المساعي الاوروبية قبل تدحرج الامور الى نقطة اللاعودة ولم تقفل خطوط الهاتف امام بعض الاتصالات مع الاميركيين رغم صعوبة الوصول الى حلول ديبلوماسية في الوقت الراهن.

 

الوضع اللبناني

 

الملفات اللبنانية الأساسية من سلاح المقاومة الى السلاح الفلسطيني في الثلاجة حتى انقشاع صورة المشهد الإيراني الاسرائيلي. لكن قلق المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا الموفد الاميركي براك ارتفع بعد رفض الزائر الاميركي اعطاء موقف حاسم لبلاده من موضوع التمديد للقوات الدولية في جنوب لبنان في اب، كاشفا ان الموازنة الاميركية لقوات اليونيفيل والمقدرة بـ250 مليون دولار لم يحسم اعطاؤها بعد بانتظار مناقشات الكونغرس. واشار الزائر الاميركي ان قرار ترامب حاسم في وقف المساعدات الاميركية عن قوات الامم المتحدة في العالم، وشمل القرار مكاتب الامم المتحدة في اوروبا مما ادى الى اجراءات تقشفية.

 

وفي المعلومات، ان الموفد الاميركي كان «لينا» في طرح مواقفه مع الحفاظ على المضمون، لاعتقاده بان لبنان يسقط بالجاذبية لمصلحة التطبيع مع اسرائيل اذا هزمت ايران في الحرب. كما زار براك مختلف القيادات السياسية و«غازل» جنبلاط خلال اللقاء معه بهدف انهاء الفتور الذي ساد العلاقة ايام اورتاغوس. لكن اللافت ان الزائر، حاول استطلاع رأي القيادات اللبنانية بشان الحرب الإيرانية الاسرائيلية.

 

خلافات في مجلس الوزراء

 

حصل نقاش حاد في مجلس الوزراء بعد مطالبة وزير الخارجية يوسف رجي باصدار موقف عن مجلس الوزراء ردا على كلام الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم «بأننا لسنا على الحياد في الحرب على ايران» وحصل نقاش حاد بين الوزراء الشيعة ووزير الخارجية، ونقل الى الوزير رجي موقف الرئيس بري بان لبنان لن يدخل الحرب 200%، فرد وزير الخارجية بان هذا الكلام غير كاف ويجب صدور موقف عن الحكومة لان كلام بري لا يعبر عن موقفها، وتدخل الرئيس نواف سلام مشيرا الى صدور عدة مواقف عن الحكومة في هذا الشان ولا مبرر الان للدخول في سجالات، ولم ياخذ مجلس الوزراء باقتراح رجي مما اثار غضبه وقام بتسريب ما حصل في مجلس الوزراء الى الاعلام محملا المسؤولية الى سلام الذي رد على رجي، واوضح، ان الحكومة وهو شخصيا اصدرا اكثر من موقف في هذا الاطار، مشيرا الى ان كلامه يعبر عن سياسة الحكومة.

 

كما حصل نقاش لم يخلُ من الحدة بين وزير الاشغال فايز رسامني والوزراء الشيعة على خلفية التلزيمات المتعلقة بفتح مطار القليعات.

 

غلاء جنوني

أولى بوادر انعاكسات الحرب الاسرائيلية على ايران تمثلت بالانفلات العشوائي للأسعار وبالتحديد المواد الغذائية دون اي رقابة من وزارة الاقتصاد. وشملت الزيادات اسعار اللحوم والزيوت والخضر وحليب الأطفال والاجبان والالبان وكل المواد المستوردة تحت حجة الخوف من تطورات الحرب وصعوبة الاستيراد او تبدل الخطوط البحرية والجوية. هذا الامر ادى الى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين حسب المسؤولين عن حماية المستهلك. وتؤكد لجنة مؤشر الغلاء في تقريرها، ان الحد الادنى للرواتب يجب ان يكون 900 دولار في الشهر قبل الزيادات الاخيرة على الاسعار،. وتدرس النقابات العمالية خيار اللجوء الى الاضرابات والعودة الى الشارع، ويحتج التجار بارتفاع اسعار المحروقات وانعاكسها على زيادة الأسعار وتحديدا على الخبز والمواد الغذائية كما سجل مؤخرا لجوء أصحاب المولدات الى رفع نسبة الاشتراكات، والطامة الكبرى تمثلت «بالشح» الكارثي في المياه الجوفية نتيجة عدم تساقط الأمطار هذا العام واللجوء الى تقنين قاس في تأمين المياه الى المنازل مما رفع سعر صهريج المياه سعة 10 براميل 20 دولارا.

 

والانعكاس الثاني على اللبنانيين يتمثل بالخوف على موسم الاصطياف، فالاصلاحات التي بدأها المصطافون العرب على قصورهم في قرى الجبل لقضاء فصل الصيف تراجعت وبعضها توقف كليا، علما ان العديدين من الأمراء العرب كانوا قد انجزوا إصلاح قصورهم واضافوا اليها كل التقنيات الحديثة.

 

وفي المعلومات، ان الكثيرين من المغتربين اللبنانيين قاموا بالغاء الحجوزات في الفنادق والمقاهي، وتعاني «الشاليهات» التي انتشرت في مناطق الاصطياف تراجعا مخيفا في الحجوزات مما يعرض اصحابها متوسطي الدخل الى خسائر كبرى، هذا التراجع شمل ايضا السياحة الداخلية وظهر من خلال انحسار الطلب على الايجارات في جميع مناطق الجبل.

 

التراجع في الموسم السياحي يحرم الخزينة اللبنانية من مليارات الدولارات ويتطلب معالجة سريعة ووضع خطة طوارئ عاجلة لمواجهة المستجدات الاستثنائية التي لم تشهدها منطقة الشرق الاوسط منذ سقوط فلسطين المحتلة عام 1948.

************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و”نيميتز” تصل خلال ساعات

وصلت مدمرة أميركية إلى شرق البحر المتوسط لتنضم إلى 3 مدمرات أخرى هناك واثنتين في البحر الأحمر، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، في سياق حشد أميركي للقدرات العسكرية من أجل مساندة إسرائيل التي تشن حربا على إيران منذ أسبوع. في الوقت نفسه، شارفت حاملة الطائرات الأميركية “نيميتز” على الوصول إلى الشرق الأوسط بعدما غادرت بحر جنوب الصين، ومن المتوقع أن تصل اليوم السبت أو غداً الأحد، وفقا لما نقلته قناة “فوكس نيوز” عن مسؤول أميركي. يأتي هذا في وقت يبحث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ قرار بالدخول المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، وقد أعلن البيت البيض الخميس أن الرئيس سيحسم الأمر خلال أسبوعين.

************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحكومة انقسمت في الموقف من إعلان نعيم قاسم أولوية مساندة إيران

الإدارة الأميركية: نفد صبرنا من تعاملكم مع سلاح «الحزب»

 

عاد لبنان أمس إلى مربع القلق الذي عاشه في الأعوام الأخيرة. وظهرت هشاشة الأوضاع الداخلية في ضوء ما صرّح به الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم من أن «الحزب» لن يقف على الحياد حيال ما تتعرض له إيران. وانتقل هذا القلق إلى جلسة مجلس الوزراء أمس، عندما اقترح وزير الخارجية يوسف رجي أن تأخذ الحكومة موقفاً من كلام قاسم يرفض ما قاله ويؤكد على البيان الوزاري بالنسبة إلى حصرية السلاح والقرار 1701. وهنا حصل نقاش حاد وأصرّ رجي على موقفه حيث لاقى تأييداً من عدد من الوزراء واعتراض عدد آخر. عندئذ تدخل رئيس الحكومة نواف سلام في النقاش فقال إنه سبق له واتخذ موقفاً على هذا الصعيد، فرد رجي قائلًا، إن هذا كان موقفًا فرديًا وهو لا يمنع أن تتخذ الحكومة مجتمعة موقفًا حاسمًا. وهنا ذكّر بعض وزراء الشيعة بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أن لبنان لن يدخل بالحرب فرد وزير الخارجية: «مشكور الرئيس بري، لكن يجب أن نـأخذ كحكومة الموقف خصوصاً في ضوء رسائل دولية تحذيرية نبهت من تبعات ما قاله قاسم».

 

ولاحقاً، استغرب الرئيس نواف سلام «الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء بأنه رفض أن تُصدر الحكومة موقفًا ضد توريط لبنان في الحرب الدائرة. بينما كان الرئيس سلام قد شدد أكثر من مرة على أن الموقف اللبناني ثابت في رفض زج لبنان أو إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة، مذكرًا أن مواقفه تعبّر عن سياسة الحكومة وهو المخول دستورياً النطق باسمها». وطالب سلام «الجميع بالترفع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد». كما أوضحت مصادر حكومية لـ «نداء الوطن» في صدد كلام قاسم: «ما بيقدر يقول غير هيك».

 

ومن المقرر أن يزور الرئيس سلام قطر يوم الاثنين المقبل للبحث مع كبار المسؤولين في تداعيات الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية إضافة إلى المساعدات التي تقدمها دولة قطر للبنان.

 

 

الرئيس عون: ما في حرب 

ومساء أمس، وصل رئيس الجمهورية جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمة عون إلى وسط بيروت للمشاركة في حفل «بيروت نبض الحياة» لإطلاق ورشة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة.

وأكد عون أن «إرادة الحياة أقوى من كل شيء ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة». وقال: «نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار». أضاف: «نعمل على بناء كل لبنان ونشكر كل مَن ساهم ودعم هذا العمل الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط».

 

وردًا على سؤال حول احتمال دخول لبنان بالحرب، قال عون: «ما في حرب… شو كلفة هالحرب؟».

 

تدابير أمنية لتحييد لبنان عن الحرب

وأشارت مصادر أمنية لـ «نداء الوطن»، إلى أن التدابير التي اتخذت في جنوب البلاد والاستنفار الاستخباراتي الذي يشمل كل أجهزة الاستخبارات وليس فقط الجيش، عوامل أدت إلى ضبط الساحة الجنوبية واللبنانية وتحييدها عن الحرب وسط وجود قرار سياسي واضح بهذا الشأن.

 

وفي المعلومات أن الجهد يتركز على داخل المخيمات وخارجها وخصوصاً على نشاط حركة «ح» وأخواتها، حيث أبلغت رسالة واضحة بأن أي محاولة تحرك ستواجه بحزم لم يسبق له مثيل لأنه ممنوع على لبنان التورط في الحرب.

 

تطمينات أوروبية

إلى ذلك كشفت مصادر سياسية لـ «نداء الوطن»، أن الدولة اللبنانية تلقت تطمينات من دول أوروبية من أن لبنان سيبقى محيّدًا إذا لم يحصل أي طارئ أو يورطه أحد في الحرب. وتجرى اتصالات أوروبية وخصوصاً بين الفرنسيين والفاتيكان من أجل الحفاظ على الهدوء، وتتصل هاتان الدولتان بشكل مباشر بواشنطن للحفاظ على الهدوء اللبناني وعدم جره إلى آتون النار والحرب.

 

تطور الموقف الأميركي 

وكانت هذه التداعيات الحكومية حيال مجاهرة قاسم بموقف «الحزب» الذي يمعن بالتفرد بقرار الحرب والسلم لتمر بهدوء لولا اتساع رقعة ردود الفعل خارج الحدود. وكانت النتيجة، عاد التدهور الأمني أمس إلى مناطق واسعة من لبنان بفعل العمليات الإسرائيلية والتي حملت العنوان من بيان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس والذي نقلته وكالة «فرانس برس» حيث جاء فيه: «أنصح الوكيل اللبناني أن يلزم الحذر ويدرك أن إسرائيل فقدت صبرها حيال الإرهابيين الذين يهددونها وإذا حصل إرهاب، فلن يعود هناك «الحزب».

 

وعلمت «نداء الوطن» أن عبارة كاتس حول «فقدان الصبر»، هي ذات العبارة التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين أخيرًا من واشنطن، حيث أكدت الإدارة الأميركية أن «صبرها قد نفد حيال تعامل السلطات مع ملف نزع سلاح «الحزب». وحذرت مصادر دبلوماسية من أن تطابق الموقفَين الأميركي والإسرائيلي من سلاح «الحزب» يجب أن يدفع الحكم في لبنان إلى إعادة النظر في مقاربته لهذا الملف.

 

وفي السياق نفسه، علمت «نداء الوطن» أن المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك الذي زار لبنان الخميس غادر في اليوم نفسه إلى الرياض لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين حول تطورات المنطقة. وقد قرر برّاك العودة إلى لبنان بعد ثلاثة أسابيع لكي يبقى في بيروت قدر ما تتطلبه مهمته إضافة إلى تسيير شؤون سفارة بلاده في أنقرة.

وأتت زيارة الموفد الأميركي لرئيس «الحزب الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في إطار إعادة تمتين العلاقات بين الجانبَين بعد التوتر الذي شابها نتيجة مواقف الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس من جنبلاط. ونقل بعض الذين التقوا برّاك بعد لقائه الرئيس بري أن هناك تقاربًا بين الجانبَين وتقديراً من برّاك لشخصية بري ومواقفه.

 

وفي نيويورك وفي إحاطة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط صرّحت المندوبة الأميركية في المجلس دوروثي شيا: «أن الحكومة الإيرانية شجعت وكيلها الإرهابي «الحزب» على فتح جبهة شمالية من لبنان».

 

وأسهبت مصادر نيابية بارزة في تتبع تسارع التطورات في لبنان فقالت لـ «نداء الوطن» إن خطورة كلام نعيم قاسم الأخير أنه موجه ضد خطاب القسم الرئاسي والبيان الوزاري. لكن الأخطر هو عجز الدولة عن تطمين اللبنانيين إلى استقرار البلاد مثلما هو عجز «الحزب» عن مواجهة إسرائيل.

 

أضافت المصادر، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ماضية إلى تصعيد وأن هناك ضربة كبرى بين ساعة وأخرى ستسبق طاولة المفاوضات. وما يثير القلق أن يقدم «الحزب» بناء على قرار إيراني على عملية انتحارية يجر معه لبنان مجددًا إلى الانتحار. وتساءلت عن قدرة المسؤولين على توجيه إنذار إلى «الحزب» من مغبة انفراده مرة أخرى بقرار الحرب تحت طائلة مواجهته من الدولة نفسها؟».

 

ولفتت إلى أن تصريح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس ينطوي على دلالة مفادها أن «الحزب» المشارك في الحكومة إذا قرر عدم الالتزام بسياستها عليه الاستقالة منها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram