الوطن الأكبر" بين استبعاد فايزة وانضمام وردة.. قصة أشهر أوبريت في تاريخ مصر|

الوطن الأكبر

 

Telegram

 

في أعقاب ثورة 32 يوليو المجيدة، بدأ الاتجاه الفني يميل نحو الغناء الجماعي بدلاً من الفردي، وكانت هذه الظاهرة الفنية إحدى ثمار الثورة التي حدت من دور الفرد وأعلت من صوت الجماهير في بناء مصر الجديدة، ومن أشهر تلك الأوبريتات "وطني الأكبر". 
كان الموسيقار محمد عبد الوهاب أو "موسيقار الجيل" كم كان تلقبه الصحافة آنذاك، يقود كتيبة من المطربين الذين وضعوه في مقام الأستاذية، وكانت احتفالات الثورة فرصة جيدة كي يقود جيلاً كاملاً من الفنانين للتباري في غناء الأوبريتات الوطنية
لكن أوبريت "الوطن الأكبر" لم يكن الأوبريت الأول الذي يقدممه محمد عبد الوهاب في أعقاب الثورة، فقد سبقه أوبريت آخر وهو "قولوا لمصر تغني معايا في يوم تحريرها"، والذي ألفه الشاعر أحمد شفيق كامل، وقد اشترك في الغاء كل من شادية، ومحمد عبد المطلب، وعبد الغني السيد، وفايدة كامل، وقد تم غناء هذا الأوبريت يوم 18 يونيو 1956م. 
 
لكن حين شرع عبد الوهاب في تلحين أوبريت "الوطن الأكبر" من كلمات شفيق كامل أيضًا، كانت الخارطة الغنائية في مصر قد تغيرت، فقد أصبح عبد الحليم حافظ يتصدر الساحة الغنائية، بل وبات صوت الثورة ومطربها الأول؛ لذا فقد كان الاستعانة به كصوت رجالي وحيد ليكون خير ممثلاً لها، خاصة في ظل المشروعات القومية للرئيس عبد الناصر مثل الإعلان عن تنفيذ مشروغ السد العالي، والمناداة بالقومية العربية، والجمهورية العربية المتحدة، ودعم ومساندة حركات التحرر الوطني في المنطقة العربية والعالم.
كان الشاعر أحمد شفيق كامل، يشغل منصب الملحق التجاري بالسفارة المصرية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، فكتب المذهب الافتتاحي للأوبريت الشهير، الذي تقول كلماته:"وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكتر.. وانتصاراته مالية حياته وطني بيكبر وبيتحرر". 
 
أعرب عبد الوهاب عن إعجابه الشديد بكلمات الأوبريت، ولم تنقطع الاتصالات التليفونية بين القاهرة وجدة لتعديل بعض الكلمات وإضافة أخرى حتى اكتمل النص الكامل للأوبريت. 
هنا دخل عبد الوهاب صومعته لإنجاز اللحن، وما أن فرغ منه حتى استدعى الموزع الموسيقي على إسماعيل لتوزيع النغمات بين كوبليهات الأوبريت، ثم توافقوا على اختيار المطربين، واتفقا سويًا على أن يكون للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الكلمة الأولى والأخيرة في الأوبريت، فيبدأ وينتهي به باعتباره صوت الثورة، كما تم التوافق عى أن تشترك في الغناء كل من:"شادية، صباح، فايزة أحمد، هدى سلطان، نجاة الصغيرة".
خلال الإعداد اتسحب فايزة أحمد إثر خلافات لها مع المطربات، وقد ندمت على هذا الانسحاب فيما بعد، وإن اشتركت في بعض الأوبريتات الوطنية الأخرى، لكنها لم تكن بذات مستوى هذا الأوبريت ولا في زخمه أو حضوره عند المشاهد. 
قُدم الأوبريت للمرة الأولى في 9 يناير 1960م، في حفل وضع حجر أساس السد العالي، ولكن بعد 6 أشهر وفي 23 يوليو 1960، قُدم الأوبريت للمرة الثانية، بعد إجراء تعديلات، تمثل أولها في حذف موال كان يقدمه عبدالحليم حافظ، بالإضافة لضم المطربة فايدة كامل بعد انسحاب هدى سلطان، فضلاً عن إشراك الفنانة وردة الجزائرية بعد إضافة مقطع "وطني يا ثورة على استعمارهم أملا جزايرك نار دمرهم"؛ وذلك في ظل تصاعد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. 
في ثالث التعديلات وآخرها، وهي النسخة المصورة للأوبريت، ظهر الموسيقار محمد عبدالوهاب قائدًا موسيقيًا، وقد قام المخرج عز الدين ذو الفقار بإخراج هذا الأوبريت بعد أن قام الفنان شادي عبد السلام بتصميم الديكورات الخاصة به.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram