هل تتخيل أن يتم اكتشاف إصابتك بالسرطان قبل أن تظهر عليك أي أعراض بثلاث سنوات كاملة؟
هذا لم يعد حلمًا بعيدًا، بل أصبح واقعًا علميًا مدهشًا كشف عنه فريق باحثين من جامعة جونز هوبكنز، ونُشر في مجلة Cancer Discovery العلمية المرموقة.
السر يكمن في اختبار دم بسيط يُعرف باسم MCED (الاختبار المبكر للكشف عن السرطان المتعدد)، يستطيع اكتشاف الطفرات الجينية التي تطرحها الأورام السرطانية في مجرى الدم، حتى عندما يكون الورم في مراحله الأولى، وربما قبل أن يبدأ بالنمو فعليًا!
كيف بدأ الاكتشاف؟
استفاد العلماء من عينات بلازما تعود لدراسة سابقة ممولة من المعاهد الوطنية للصحة، كانت تركز بالأساس على أمراض القلب والسكتات الدماغية. من بين المشاركين، اختير 52 شخصًا: نصفهم تم تشخيصهم بالسرطان بعد أقل من 6 أشهر من إعطاء عينة الدم، والنصف الآخر لم يصب بالسرطان.
وباستخدام تقنيات تسلسل جيني بالغة الحساسية، تبيّن أن 8 من المشاركين أظهروا علامات مبكرة على وجود طفرات مرتبطة بالسرطان. لكن المفاجأة الكبرى لم تأتِ بعد...
مفاجأة في الزمان!
تمكّن الباحثون من الوصول إلى عينات أقدم لنفس الأشخاص، أُخذت قبل 3.1 إلى 3.5 سنوات، ووجدوا أن 4 من هؤلاء الثمانية أظهروا دلائل على وجود السرطان في دمائهم منذ ذلك الحين!
ماذا يعني هذا؟
إذا تم إدراج مثل هذا الاختبار في الفحوصات الدورية السنوية، فقد نكون أمام تحول جذري في مسار تشخيص وعلاج السرطان. كما يقول البروفيسور نيكولاس بابادوبولوس، أحد كبار الباحثين:
"الكشف المبكر يعني فرص علاج أكبر ونسب شفاء أعلى."
رغم أن العمل لا يزال جاريًا لتحديد أفضل طرق المتابعة بعد نتائج إيجابية، فإن هذه النتائج تمهد الطريق نحو عصر جديد من الطب التنبؤي والوقائي، حيث لا ينتظر الأطباء ظهور الأعراض، بل يستبقونها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :