13 نيسان 1975: أي سبب (بل قدر) قاد السائق ليمرّ من هناك؟ وماذا لو لم يمرّ من ذلك المفترق؟

13 نيسان 1975: أي سبب (بل قدر) قاد السائق ليمرّ من هناك؟ وماذا لو لم يمرّ من ذلك المفترق؟

Whats up

Telegram

13 نيسان 1975: أي سبب (بل قدر) قاد السائق ليمرّ من هناك؟
وماذا لو لم يمرّ من ذلك المفترق؟
د. طلال حاطوم

 

كان يوم احد.
الوقت في نيسان ربيعي يغري على الخروج الى نزهة محدودة المسافة والعدّة.
فجأة ترتفع وتيرة الاخبار المتناقلة (بلا وسائل تواصل كما اليوم): اطلاق نار في منطقة (المرايا) عين الرمانة من ضاحية بيروت الجنوبية.
نستفسر من بعضنا، لا خبرَ مؤكد!
(بوسطة) تقلّ عائدين من مهرجان احتفالي فلسطيني في ذكرى شهداء عملية ضدّ العدو الاسرائيلي أُقيم في منطقة صبرا إلى مخيم تل الزعتر، تمرّ عبر الشياح عين الرمانة، تعرّضت لإطلاق نار من قِبل مسلحين في المنطقة، وأنباء عن سقوط اكثر من 20 ضحية وجرحى. 
صبرا، عين الرمانة، تل الزعتر؟؟
إرباك وتساؤلات ولا أجوبة شافية.
لماذا من عين الرمانة؟ ولماذا في عين الرمانة؟ ومَن مِن عين الرمانة؟
وأي سبب (بل قدر) قاد السائق ليمرّ من هناك؟ 
ماذا لو لم يمرّ من ذلك المفترق؟ وأكمل سيره على الخط العام بالرغم من زحمة يوم الاحد؟ خصوصاً انّ هناك تزامناً مع احتفالٍ لتدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك بحضور الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب؟
(بوسطة) قادت البلد إلى الحرب والاقتتال؟؟ 
اليوم، بعد 48 سنة، هل هي الأسئلة اللحظية ذاتها لا تزال تُشغل البال؟ وتُرمى عليها الحجج لتبرير حرب اهلية استعرّت واستمرت عسكرياً 15 عاماً، ولا تزال جروحها مرسومة على حاشية الكلام في كل المناسبات رفضاً واستنكاراً، و(تنذكر ما تنعاد) دون ان تُنمحى من الذاكرة؟
كان الكل ينفخ في نار وجمر بلا رماد، يؤجج مشاعر الناس ويرمي الخوف في قلوبهم من الآتي.
وكانت الأحداث تتوالى: اغتيال معروف سعد، اتفاق القاهرة، الخلافات السياسية المتفاقمة...، كانت الأرضية تُحضّر للانفجار الكبير بانتظار شرارة حرب تُشعل براميل وقود الفتنة لتحرق الوطن بأكمله.
لا احد يحمل المسؤولية، والكل يتحمّلها.
“الطائف” كان يُفترض ان يجُبَّ ما قبله، ولكن لم يقدر إلى ذلك سبيلاً، لم يُطبّق، بقي انتقائياً، من رفض حينها لا يريد اليوم...
هل اتعظنا؟؟
للمناسبة، فتحت دفاتر الذاكرة، وأرشيف الصحف والمجلات التي تتحدث عن تلك المرحلة: تكاد تقرأ اخبار الماضي على انّها تتصدّر عناوين الصحف اليوم.
اذن، لم نتعلّم. وكأنّ (جينات) الذاكرة تنتقل من جيل إلى جيل دون ان تنمحي او على الاقل تضمحل. نفس المطالب حول ذات العناوين بلغة تتطابق مع ذلك الزمن.
متى نتّقي الله في وطننا، وفي اجيالنا، ونترك بصمة واحدة إيجابية في كتاب تاريخنا الوطني؟؟
لا مؤشرات على ذلك.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram