تفاهمات الكواليس.. و”هدنة الجنوب”: فك الارتباط.. وتفعيل المبادرات

تفاهمات الكواليس.. و”هدنة الجنوب”: فك الارتباط.. وتفعيل المبادرات

Whats up

Telegram

يتابع اللبنانيون الوضع في الجنوب. الأخبار المتداولة ميدانيّة. سقط شهيد هنا، وغارة هناك، وحرائق هنالك… فيما أخبار “العدو” تهديد، ووعيد، وإعلام موجّه يحدّد الأهداف، ويعوّل على الدبلوماسيّة كمسار متاح.. أو على الاجتياح، وقرقعة السلاح!

“إعلامنا” حافظ على “المانشيت” و”الخطوط العريضة”، مساندة غزّة، تسهيد طريق القدس لبلوغ الأقصى، وتحقيق النصر. فيما “إعلام العدو” يتحدّث عن الضمانات الأمنيّة المطلوبة، ويطالب بتغيير المعادلة على قاعدة “ما كان قبل السابع من تشرين الأول (طوفان الأقصى) لم يعد مقبولا بعده”، والتطورات تحدّد المتغييرات…

هناك “إعلام ثالث” تنطلق “ذبذباته” من واشنطن، ويبقى الأكثر استقطاباً، لسببين:

الأول، أن الإدارة الأميركية لا تريد توسيع دائرة الحرب. هكذا يضخّ إعلامها، وعلى لسان أكثر من مسؤول في البيت الأبيض، وجهاز الأمن القومي، ووزارة الخارجيّة.

الثاني، لدى أميركا مبادرة ومبادر هو المستشار الخاص للرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، عنوانها “ترسيم الحدود البريّة، ووضع القرار 1701 موضع التنفيذ”.

يحظى هوكشتاين بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة، كون القرار صادر عن مجلس الأمن الدولي. كما يحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، والدول المشاركة في عديد قوات الـ”يونيفيل”. إلاّ أن هذا الدعم قد “دوّل” الجبهة الجنوبيّة، وخرجت “قواعد الإشتباك” من المتبارزين في الميدان إلى عواصم دول القرار، المشرفة على بورصة المصالح الكبرى وتقلبات أسهمها في ساحات المضاربات الساخنة. وعندما يكون الحديث ناشطاً على هذه الضفة من النهر، يفترض معرفة ما يجري من حديث عند الضفّة الأخرى، والدليل أن الإعلام يتحدّث بشكل يومي عمّا يريده الإسرائيلي والأميركي والأوروبي، من الجنوب، ولكنه يتجاهل ما يقوله الإيراني والروسي والصيني، و153 دولة قالت كلمتها في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، وصوتت في 12 كانون الأول لجانب قرار يدعو إلى وقف التصعيد.

وما يجري راهناً مجرّد سباق بين الجهود الدبلوماسيّة، والخطوات التصعيديّة. يريد الإسرائيلي تغيير المعادلة، سلماً أو حرباً. ويوافقه الأميركي على التغيير، لكن بسلاح الدبلوماسيّة، فيما الإيراني يصمت ويترقب بدقّة ونباهة مرور الطريدة كي يصوّب في الوقت المناسب. لم يتردّد وزير الخارجيّة حسين أمير عبد اللهيان في توصيف الموقف عندما زار بيروت مؤخراً. أعطى المكانة والدور للمقاومة. أكدّ أن طهران لا تريد توسيع دائرة الحرب. وأشار إلى أن قنوات الاتصال مفتوحة مع واشنطن.

ويطلّ الروسي من منطلقات مؤثّرة على مجريات الأحداث، قال إنه يحتضن حواراً بين الفصائل الفلسطينية للتوافق على حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات، الأمر الذي لم تفعله الولايات المتحدة، ولا أي دولة في محورها، فضلاً عن أن قنوات الدبلوماسي ميخائيل بوغدانوف مفتوحة على بيروت لرصد المستجدات، وتبيان ما يمكن البناء عليه.

لا يوجد مؤشرات على حوار روسي ـ إسرائيلي فوق الطاولة. استقبلت موسكو قيادات من حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، أكثر من مرّة، منذ “طوفان الأقصى”، ولم يتحدّث إعلامها عن وفد إسرائيلي دخل عتبة الكرملين، وهذا ما يرخي ضبابيّة على المشهد العام في المنطقة، والجنوب تحديداً، والدليل أن تل أبيب قد ردّت على الحوار الفلسطيني في موسكو بتصعيد الموقف، وأكدت على ضرورة الفصل بين “الجبهتين”، وأعلنت أن أي هدنة حول غزّة لا تسري على الجنوب!

وبالمقابل، وصلت من باريس “نسائم” تصبّ في أشرعة المبادرة الفرنسيّة التي حملها سابقاً وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى بيروت، وشكّل لبنان محوراً أساسياً من محاور المداولات التي جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وضيفه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمّ الإتفاق على ضرورة السعي لدعم الجيش اللبناني، وتعزيز قدراته، وانتشاره على الأراضي اللبنانية كافة، لاسيما في ظلّ البحث عن زيادة عديده لتطبيق القرار الدولي 1701، وإرساء الأمن والاستقرار.

كان البيان الختامي غنيّاً بالوعود الواعدة بمعالجة الأزمة اللبنانيّة، وملفاتها المعقّدة، لكن ما يبنى عليه:

1 ـ إن قطر عضو فاعل ضمن الخماسيّة العربيّة ـ الدولية حول لبنان، وعلى علاقة عالية السقف مع إيران، وممتازة مع الولايات المتحدة، وجيدة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. ولها دور محوري في المحادثات حول تبادل الرهائن، ومواصفات اليوم التالي في غزّة، وداعم فعلي للجيش اللبناني. وهذه العناصر المحفّزة تخولها للعب دور الرافعة للمبادرة الفرنسية المتصلة بالجنوب.

2 ـ بادر الرئيس الفرنسي، بعيد القمة، إلى الاتصال بقادة دول “الخماسيّة” ووضعهم في الأجواء، مشدّداً على التهدئة في الجنوب.

3 ـ هناك حديث جدّي عن دمج الأفكار الفرنسية مع تلك التي يسوّق لها الأميركي آموس هوكشتاين، ودمجها بخريطة طريق واضحة، حول ترسيم الحدود البريّة، وتنفيذ ال 1701.

4 ـ لا يستبعد الأوروبيّون احتمال اجتماع سرّي قد حصل بترتيب من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، بين وزيري خارجيّة الولايات المتحدة انتوني بلينكن وروسيا سيرغي لافروف، على هامش اجتماعات “مجموعة العشرين” في ريو دي جانيرو. وبناء على ما تقدّم، فإنهم قلقون من “أن تراعي موسكو المبادرات الأميركيّة حول غزّة وجنوب لبنان، مقابل أن ترعى واشنطن مساراً دبلوماسيّاً لأزمة أوكرانيا”.

ويؤكد الأوروبيّون أن “الحوار الفلسطيني في موسكو، هو من بواكير ما جرى من تفاهمات وراء كواليس مجموعة العشرين في العاصمة البرازيليّة”!

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram