افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

خصوم فرنجية يخشون تسوية أميركية على حسابهم
ليزا جونسون لسفراء اللجنة الخماسيّة: انسوا أيام دوروثي شيا!

 لا يشعر اللاعبون الكبار في لبنان بوجود مناخ داخلي أو خارجي مساعد على إنضاج تسوية رئاسية في وقت قريب. وقد أظهرت كلمات النواب في جلسات مجلس النواب المخصصة لمناقشة مشروع الموازنة، أن الانقسامات لا تزال عند حدودها، وقد أضيفت إليها تداعيات المواجهة القائمة مع العدوّ على الحدود الجنوبية.وعلمت “الأخبار” أنه جرت محاولة من قبل مرجعيات مسيحية لفحص إمكانية كسر الجمود في الملف الرئاسي حالياً. لكن الاتصالات التي جرت، دلّت على أن الأطراف الأساسية ليست في وارد البحث في خطوة كهذه الآن. وأن حزب الله على وجه الخصوص لا يجد أن هناك ما يفرض تعديلاً على موقفه الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بينما يكرر المعارضون له مواقفهم، مع تحذير منهم أن تكون هناك تسوية سياسية كبيرة على هامش البحث في ملف الحدود.

وحول هذه النقطة، كشفت المصادر أن البحث الذي بدأه المستشار الأميركي آموس هوكشتين حول الملف الحدودي تناول في جانب منه ما سمّاه مطّلعون “التسوية السياسية الداخلية التي تنتج حكماً يقدر على حماية أي اتفاق حدودي”. وقال هؤلاء إن البعض يفكر في أن أي اتفاق مرتقب لإعادة ترتيب الوضع في الجنوب يحتاج الى تغطية سياسية داخلية، وخصوصاً من جانب المؤسسات الرسمية. حتى قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يضعه الأميركيون في أجواء الاتصالات، قال صراحة إن الجيش لا يقدر على القيام بأيّ خطوة من دون وجود غطاء سياسي حقيقي.

وبينما ينفي مقربون من حزب الله وجود أيّ بحث حول هذا الجانب، وأنه لا يقدّم حتى رأيه في الأفكار الأميركية الخاصة بالجنوب، قال المطّلعون إن الجانب الأميركي أثار مع الحكومة الفرنسية مسألة أن يكون تحريك الملف الرئاسي والملف الاقتصادي الداخلي مرتبطاً مع المساعي الخاصة بترتيب جديد للوضع على الحدود جنوباً. وقال المطّلعون إن خروج أصوات من جانب الفريق المعارض لخيار فرنجية “محذّرة” من محاولة تحويل الملف الرئاسي الى بند في مفاوضات خارجية مع حزب الله، هو بالضبط مصدر القلق الناجم عن خشية هؤلاء، أن يعرض الجانب الأميركي تنازلات في الملف الرئاسي مقابل حصوله على اتفاق مع حزب الله بشأن الوضع على الحدود الجنوبية، وأن هذا الفريق لا يرى أن واشنطن ستكون معترضة على تولي فرنجية رئاسة الجمهورية إن ضمن هو أيّ اتفاق بشأن الجنوب.

ولفت المطّلعون الى أن ما يظهر اليوم من تباين بين سفراء دول اللجنة الخماسية، ربما يعكس في جانب منه اعتبار السعودية ومعها قطر ومصر، أنّ من غير الجائز مقايضة حزب الله بالملف الجنوبي مقابل منحه رئاسة الجمهورية. ولفتت المصادر إلى أن السعودية تريد توجيه رسالة الى الأميركيين والإيرانيين بأنها لن تكون خارج أي تسوية داخلية في لبنان، محاولة حجز مقعد لها”، ولا سيما “بعد زيارة هوكشتاين لبيروت منذ أسبوعين لتسويق الحل السياسي في الجنوب الذي يبدأ بوقف إطلاق النار بالتوازي مع الانتقال الى المرحلة الثالثة في غزة، ويصل الى اتفاق شامل يتضمن النقاط المتنازع عليها والانسحاب من بعض المناطق وتطبيق القرار 1701”. ويبدو أن الرياض، بشكل خاص، تقول بأن أي محاولة لفرض تسوية لن تؤمن فوزاً مريحاً لفرنجية وسوف يكون رئيساً ضعيفاً، علماً أن حزب الله سبق أن أبلغ جهات عدة أنه لا يقبل أن يضمن الملفات الداخلية في أي بحث يجري معه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة حول الصراع مع العدو.

تجدر الإشارة هنا الى أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري حرص في لقاءات جمعته مع شخصيات سياسية وإعلامية معادية لحزب الله على القول إن الاتصالات الجارية بين بلاده وإيران جيدة جداً، لكنها لا تؤثر على موقف الرياض من الحزب. وشرح بأن التعليمات التي تأتيه من وزارة الخارجية تمنعه من أيّ تواصل مع أيّ مسؤول في حزب الله، وأن هذا القرار سرى على فكرة أن يقوم بتقديم واجب العزاء الى رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد بعد استشهاد نجله بقصف إسرائيلي في الجنوب. وقال البخاري: نحن لا نزال نصنّف حزب الله كمنظمة إرهابية، وعلاقتنا مع إيران هي علاقة دولة بدولة، ولا تؤثّر على موقفنا من الحزب.

ليزا غير دوروثي

في هذه الأثناء، وبعدَ البلبلة التي أُثيرت حول المواعيد المتضاربة لجولة سفرائها على المسؤولين، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، في دارته في اليرزة سفراء اللجنة الخماسية: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والمصري علاء موسى، بهدف “دوزنة” حراكهم الذي تبيّن أنه لا يحمِل شيئاً جديداً، وخاصة بعدما بنى عليه الكثيرون، وبادر البعض إلى الحديث عن مبادرة جديدة تتعلق بالفراغ ووجود ضغط خارجي يهدف الى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ربطاً بالتطورات الأمنية والعسكرية.

وعلمت «الأخبار» أن السفراء اتفقوا في ما بينهم على الاجتماع عند البخاري، وخاصة بعدَ «الإحراج» الذي تسبّبوا به لزميلهم بعدم حضور اللقاءات التي نسّقها، ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليتبيّن بعدها أن هناك «منافسة» على قيادة الحراك، وامتعاض لدى السفراء من طريقة عمل البخاري، وخصوصاً السفيرة الأميركية التي “تريد محو كل آثار السفيرة السابقة” في طريقة التعامل مع السياسيين والديبلوماسيين في لبنان، وهي لا تريد حكماً أن تبدو ملحقة بالبخاري.

وبحسب مصادر مطّلعة على نشاط السفارة الأميركية، فإن جونسون، التي تملك علاقات سابقة مع شخصيات لبنانية كثيرة، لا تريد العمل وفق الأجندة المتعارف عليها، وهي ستستفيد من إحالة الموظف اللبناني في العلاقات العامة زياد الحافظ الى التقاعد، في وقت قريب، لإعادة ترتيب وضع فريق العمل الخاص بها، وحيث يتوقع أن تستقدم موظفين جدداً من الخارج ليحلّوا محل موظفين حاليين يتوقع أن يغادروا بيروت.

وكشفت المصادر أن «عدم التنسيق والتخبط في عمل اللجنة» ساهما في تجميد مهمة المبعوث القطري أبو فهد جاسم بن فهد آل ثاني، علماً أنه موجود في بيروت منذ يوم الأحد الماضي، لكنه لم يلتقِ أياً من القوى السياسية حتى الآن.

واستغربت المصادر ما يقال عن تحضير الأرضية الداخلية لتسوية رئاسية، والعمل على تحديد مواصفات الرئيس والمهام المطلوبة منه، مؤكدة أن “لا شيء يحدث من هذا القبيل”. وأشارت المصادر إلى أن “الحد الأقصى الذي يقوم به السفراء هو وضع كاتالوغ للمواصفات الرئاسية والبحث في موعد الاجتماع المقرر عقده، علماً أن لا المكان ولا الزمان قد حدّدا للقول بأن هناك رؤية مشتركة بين دول اللجنة الخماسية”.

وكشفت المصادر أن “الأميركيين غير معنيين اليوم بالملف الرئاسي، وأن أمن إسرائيل والترتيب السياسي على الجبهة الجنوبية هو كل ما يشغل بالهم”، مشيرة إلى أن “ما قامت به السفيرة الأميركية في بيروت، عمداً، كان الهدف منه التأكيد على عدم جهوزية الولايات المتحدة للخوض في الملف، وأنها لن تسمح لأيّ طرف في الخماسية بتصدر المشهد من دون التنسيق معها”، وخاصة أن “كل طرف يركّز على نقطة معيّنة متصلة بمصلحته”.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار

الخماسية تقلع “محلياً” وتصعيد للتهديدات الإسرائيلية

وسط رتابة اليوم الثاني من “منبريات” جلسات مناقشة الموازنة في #مجلس النواب قبل ان تصل الى خواتيمها، ومع عودة التصعيد الميداني اللافت في المواجهات على الحدود الجنوبية ل#لبنان مع إسرائيل مقترنا بتصعيد مماثل في التهديدات الإسرائيلية لـ” ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” ولبنان، اتجهت الأنظار امس إلى الاجتماع الأول من نوعه لسفراء الدول الخمس الأعضاء في المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان كونه سيشكل مبدئيا حجر الزاوية في اجندة محدثة لعمل المجموعة التي ستنعقد على مستوى ممثليها الأساسيين في باريس او الدوحة في بداية شباط المقبل للاتفاق على مسار متجدد حيال لبنان.

 

اجتماع سفراء الدول الخمس عقد في الرابعة والربع عصرا في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة وضم الى بخاري سفراء الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وفرنسا هيرفي ماغرو، وقطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى. وإذ لم يصدر أي بيان عن اللقاء وسط كتمان عما تخلله من أبحاث فهم ان الاجتماع كان تنسيقيا بحيث توافق السفراء على الخطوات التي يتخذونها معا في المرحلة المقبلة والتي ستبدأ بجولة على المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية لوضعهم في الخطوط الأساسية لتحرك المجموعة الخماسية على ان تتحدد طبيعة التحرك في المرحلة التالية بعد الاجتماع المبدئي المقرر للمجموعة في باريس او الدوحة وسط تأكيد الفصل بين الازمة الرئاسية ومجريات الأحداث الجارية في الجنوب اللبناني وغزة.

 

وأفادت معلومات ان بين أبرز النقاط التي وردت في نقاشات السفراء الخمسة التأكيد أن دور الخماسية لا يحل بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد للتقارب في الموقف بين الخماسية ورئيس مجلس النواب لناحية الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزة والمنطقة.

 

التصعيد جنوباً

 

في غضون ذلك واصلت إسرائيل امس تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، واقترنت هذه التهديدات بما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان .وفي حين صعد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدات وقرى حدودية مستهدفا تجمعات تجارية ومحدثا دمارا واسعا فيها، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال لقائه نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني بان “الجيش الإسرائيلي سيوجه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها في حال لم ينسحب الحزب من الحدود”. وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كاتس طلب من تاياني “العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب الحزب من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين”.

 

وفي هذا الوقت كان الطيران الحربي يشن غارات على أهداف مدنية فاستهدف اطراف بلدة البازورية حي حانيين، مما ادى الى اصابة امرأة في منزلها، وتم نقلها بواسطة سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية الى احد المستشفيات في صور. كما شن ثلاث غارات على بركة الجبور في منطقة جزين مطلقا خمسة صواريخ. وشن لاحقا غارة على كفركلا – تل نحاس، كما اغار على بلدة بليدا مستهدفا بالصواريخ منزلا دُمر بالقصف والغارات المسيّرة سابقا. واعلنت هيئة البث الإسرائيلية ان “الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع للحزب بينها مهبط طائرات عسكري يبعد 20 كم عن شمال المطلة”.

 

وبعد الظهر أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة الضهور في بلدة كفركلا، واستهدف “سنتر حسن وحسين دخل الله جمعة” مما تسبّب بدمار شامل في المركز التجاري والمحلات والمنازل المجاورة له.

 

وفي المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة كما شن هجومًا جويًا بمسيّرتين إنقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة.

 

“ثلاثية” الموازنة

 

اما جلسات مجلس النواب لمناقشة قانون موازنة 2024، فغرقت في رتابتها في اليوم الثاني الذي لم يكن كافيا لانهاء الكلمات، فتمددت الى يوم ثالث حيث ستعقد الجلسة الختامية في الثالثة بعد ظهراليوم ويلقي خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رد الحكومة على النواب ثم يجري التصويت بندا بندا على الموازنة. ومن بعض المواقف اللافتة في الكلمات التي ألقيت في جلستي البارحة رأى النائب آلان عون “ان هناك عجزا مستفحلا يسمح بالتدخّل الخارجي، وحان وقت العودة للحديث عن السلة المتكاملة وأي كلام آخر هو تمديد للفراغ. والخروج من المأزق بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات. ولو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيراً، شجاعة الحريري في فتح الثغرات.

اشتقنالك”. واعتبر النائب رازي الحاج “ان هذه الموازنة ليست موازنة 24 انها موازنة 24 جريمة”. وقال “من كتب الفذلكة ليس هو من حضّر الموازنة وهذا دليل على الإنفصام في الدولة “، مؤكدا انه “يجب عدم القبول بموازنة من دون قطع حساب”. ودعا النائب اسامة سعد “إلى إسقاط الموازنة وردّها من حيث أتت، لأنّه لا يمكن إصلاحها ” وأعلن ان “انتخاب الرئيس هو دورنا نحن نواب البلد، واللبنانيون يريدون رئيسا مستقلا عن المحاور الدولية والاقليمية”. وقال: “لا لمرشح التوافقات الاقليمية والدولية ولا لمرشح الصفقات والتسويات وانتخاب الرئيس حق الناس على النواب”.

 

وسأل النائب سليم الصايغ، في الجلسة ، “الى متى الاهتمام بكل شيء بينما المطلوب واحد وهو استعادة الشرعية في كل الميادين الذي هو المدخل للاصلاح” وأكد “ان غياب الرئيس هو فضّ للشراكة الوطنية فالدستور لا يحتمل اي انتظام للحياة الديمقراطية في غيابه “. وأشار النائب علي حسن خليل الى ان “قدرنا ان نحمي وجودنا في هذا البلد ولا مجال لفكرة القوة وفائضها في علاقاتنا مع بعض، ولا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات وحريصون على من نختلف معهم”. وجدد الحرص على “إتفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان”.

 

النائب غسان حاصباني قال” مع إلتزامنا بأولوية إنتخاب رئيس للجمهورية وعدم تطبيع التشريع في غيابه، فالمادة 32 من الدستور توجب علينا في العقد الثاني للمجلس ان نبحث بالموازنة ونصوّت عليها قبل أي عمل آخر وأن ما نُعت “بالبهلوانات السياسية” ليس بممارسة حق التصويت أو عدمه بل بتقديم هرطقات دستورية عبر اقتراح قانون منفصل للموازنة من خارج مجلس الوزراء، الذي يتعارض مع مبدأ فصل السلطات”.

 

جعجع

 

وفي ألمواقف القيادية البارزة اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بان “ما يقوم به الحزب في الجنوب لا يخدم قطاع غزة بشيء ويشكل خطراً كبيراً على لبنان”. ولفت في حديث إلى برنامج “صار الوقت” من محطة “ام تي في” ، ان “الحزب هو أكبر مشكلة يواجهها لبنان في المرحلة الحالية، وكثر حاولوا معالجتها ولا نزال في المشكلة نفسها، والحزب انخرط فعلاً بالحرب لكنه لم يذهب بعيداً لأن ميزان القوى ليس لصالحه”. وأضاف ان “الحزب وايران انخرطا في الحرب إلى الحد الذي يناسبهم وموقفنا من الحزب معروف ولا يتغير، في السلم والحرب، واليوم الحزب وضع لبنان في خطر حقيقي، لكننا لا نتمنى أن تندلع الحرب لأي اعتبار ولكن نخشاها لأنها ستكون حربا مدمّرة”. ورأى ان “ما يقوم به الحزب في جنوب لبنان هو للبقاء مع إيران في المعادلة القائمة، لأنه فعلياً لا يؤثر على الأحداث بشكل مباشر في قطاع غزة، ما يقوم به الحزب لا يقدّم بل يؤخر في موضوع الحل”. وقال جعجع، “ان كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ربط وقف النار في لبنان بوقفه في غزة غير مقبول لأنه يؤدي إلى نتائج غير محسوبة. والمسؤولية اليوم تقع على هذه الحكومة رغم كل “خنفشرياتها”.

 

ولفت الى ان “حكومة تصريف الأعمال تكون “تصريف أعمال” في الأيام العادية لكن في حال الحرب تكون حكومة “طبيعية” وعليها تحمّل المسؤولية عن أي شيء يقع في لبنان”. وذكر جعجع، أن “على الحكومة اللبنانية أن تضبط ما يحصل وعلى من يملك صلاحيات أن يستعملها و”ما فينا إلّا ما نطبق القرار 1701”. دول العالم تطالبنا بتطبيق القرار 1701 فيما نحن نقول لهم “لا ما فينا” وهذا غير مقبول”.

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

جعجع: تركيبة الدولة “مش شغّالة” وتغييرها يُناسب المسيحيين

قهوة البخاري تُعيد وئام “الخُماسية” والقطري يتبرّأ من طرح الأسماء

 

كانت الآمال معلقة على اللجنة الخماسية ولا تزال للدفع في اتجاه إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق زجاجة التعطيل، إلا أنّ التطورات الأخيرة، أظهرت أن العلاقات بين مكوّناتها اقتضت المراجعة بعد البلبلة التي أثارها نبأ التحرك نحو القيادات الداخلية. وهذا عملياً ما انتهى اليه اللقاء الذي عقده عصر أمس سفراء دول اللجنة في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة. ووفقاً لمصدر ديبلوماسي تحدثت اليه «نداء الوطن»، فإنّ اللقاء خصص «لتأكيد السفراء على عدم وجود خلاف بين مكوّناتها». وحرص المنظمون على تصوير السفراء يحتسون القهوة في صالون المضيف الذي يعتمد «القعدة العربية».

 

وأفاد المصدر أنّ «لا متغيرات» في المعطيات الداخلية تشير الى إمكان إجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور. وفي الوقت نفسه، شدد السفراء على «ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس مع الرفض المسبق لطرح الأسماء». وانطلاقاً من هذه الوقائع، نفى المصدر ان يكون هناك توقيت لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان مجدداً.

 

وخلال لقاء السفراء، سئل نظيرهم القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، عمّا تردد ان لدى الدوحة مرشحاً محدداً، فأجاب: «لا مرشح لدينا. وما سوى ذلك فهو من تركيب الاعلام اللبناني».

 

وفي سياق متصل، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ سفراء «الخماسية» عادوا الى الاجتماعات، لكن «الجولة الأولى ماتت قبل ما تبلّش»، لأن الرئيس نبيه بري لا يزال متمسكاً برئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

 

وقال في حوار مساء أمس مع برنامج «صار الوقت» عبر قناة «أم تي في»: «إذا وصل فرنجية سيعمل مع محور الممانعة. و»الحزب» يريده منذ سنة ونصف فمن الطبيعي أن لا يتحاور مع جميع الأطراف». وأضاف: «علينا انتخاب رئيس لنقرّب خطوة الى الأمام. لكن إذا وصل فرنجية، مع مين بدو يحكم؟».

 

ورأى أنه «إذا حصلت جلسة انتخابات رئاسية فـ»التيار الوطني الحر» سينتخب المرشح جهاد أزعور ولن ينتخب فرنجية».

 

وأكد أن رئاسة الجمهورية «ليست تسوية ولا ترضية لأحد ومرشحنا هو جهاد أزعور». وقال: «إذا متكلين على جنبلاط تيوصّل فرنجية… حرير رح يلبسوا».

 

وأكد أنّ «تركيبة الدولة الحالية غير شغّالة، وحركة 14 آذار قد نبّهت سابقاً الى هذا الأمر، وإذا استمعنا للمداخلات في جلسات الموازنة يتبيّن اننا بعدنا محلنا». وتابع: «إن التركيبة ليس جيدة وعلينا إعادة النظر فيها. ومن يظن أن تغيير تركيبة الدولة لا يناسب المسيحيين لأنهم ضعفاء فهو مخطئ جداً، فنحن لا نزال كما كنّا منذ آلاف السنين».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان… «الخماسية» تتبنى الخيار الرئاسي الثالث وتكلف لودريان تسويقه نيابياً

سفراؤها يستعدون لمواكبة انطلاقتها اللبنانية

بيروت: محمد شقير

 

يأتي لقاء سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المعتمدين لدى لبنان، بمبادرة من سفير المملكة العربية السعودية، وليد البخاري، في سياق التحضير العملاني لمواكبة اجتماع «الخماسية» على مستوى ممثليها في اللجنة، والتي تضم، إضافةً إلى السعودية، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر، التي يُفترض أن تعقد اجتماعها قبل نهاية الشهر الحالي، للتوافق على مقاربة موحدة لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزم، قاعدتها ترجيح الخيار الرئاسي الثالث للوصول بانتخابه إلى بر الأمان، وتفادي الانقسام داخل البرلمان اللبناني بين المعارضة ومحور الممانعة، الذي لا يزال يعطّل انتخاب الرئيس، لأن المرشحَين المنتميين إليهما يواجهان صعوبة في تأمين عدد النواب المطلوب لانتخابه.

 

فالاجتماع التحضيري لسفراء «الخماسية» في لبنان أكثر من ضروري، لقطع الطريق على مَن ذهب بعيداً في تفسيره لتأجيل اجتماعهم برئيس المجلس النيابي، نبيه بري، والتعامل معه على أنه ينمّ عن وجود تباين استدعى تأجيله من جهة، ولتأكيد الدور المتقدم للسعودية في تهيئة الظروف السياسية لوضع حد للتمادي في الشغور الرئاسي، خصوصاً أن المشهد السياسي الذي رسمته الجلسة التشريعية للبرلمان اللبناني لمناقشة الموازنة العامة لعام 2024 لا يدعو للتفاؤل، في ظل تصاعد وتيرة الانقسام بين النواب للمصادقة على موازنة الضرورة في الوقت الضائع، ريثما يستعيد لبنان عافيته، وباتت الحاجة ملحة لـ«الخماسية» لحثهم على ترحيل خلافاتهم لصالح إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية، بدلاً من إقحام لبنان في نزاعات داخلية، أُضيف إليها التباين في العمق في مقاربتهم للوضع المشتعل في جنوب لبنان.

 

ولا بد من التوقف ملياً أمام سير المناقشات الخاصة بالموازنة، التي أقل ما يقال فيها إنها لم تكن في مستوى التحديات التي تهدد الكيان اللبناني، مع اختلاط الحابل بالنابل، خصوصاً أن الكثيرين من النواب تطرقوا إلى كل شاردة وواردة، ما عدا مناقشتهم للموازنة، وكادت الجلسات تتحول إلى «هايدبارك» جمع تحت سقفه كل التناقضات، وهذا من شأنه أن يرفع منسوب المهام الملقاة على عاتق «اللجنة الخماسية» في مساعدتها اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، شرط أن يبادر النواب إلى مساعدة أنفسهم، لأن «الخماسية» لن تنوب عنهم في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم مع اقتراب الفراغ من دخول شهره السادس عشر.

 

هل تلاقي الكتل النيابية موقف «الخماسية»؟

 

ويبقى على الكتل النيابية أن تُلاقي «الخماسية» في منتصف الطريق، لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث على الخيارات الأخرى، وهذا ما سيعمل من أجله الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي يستعد للقيام بجولة رابعة من لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية، فور انتهاء الاجتماع المرتقب لـ«الخماسية»، التي ما زالت تراهن على فصل انتخاب الرئيس عن الحرب الدائرة في غزة وامتداداتها إلى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.

 

ويشكل عدم الربط بين جبهتَي غزة وجنوب لبنان وبين انتخاب الرئيس، أول اختبار لـ«الحزب» للتأكد، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، من مدى استعداده لأن يعيد النظر في أولوياته لصالح الانفتاح على الجهود الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي من جهة، ولتطبيق القرار الدولي 1701 الذي يسعى له الموفد الرئاسي الأميركي، أموس هوكستين، الذي تقدّم بعرض أمني لإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية، تعاطى معه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بإيجابية، كما قال على هامش الجلسات النيابية المخصصة لمناقشة الموازنة.

 

ولم تستبعد المصادر النيابية أن يكون لهوكستين دور إلى جانب «الخماسية» في مقاربتها للخيار الرئاسي الثالث، شرط أن يتمتع هذا الخيار بالمواصفات التي خلص إليها لودريان، آخذاً في الاعتبار ردود الفعل التي أودعته إياها الكتل النيابية في إجابتها عن الأسئلة التي طرحها عليها.

 

وفي هذا السياق، تستبعد المصادر نفسها ما كان قد تردد سابقاً من أن «الخماسية» ستتحول إلى «سداسية» بانضمام ممثل لإيران إليها، وتقول إن التواصل مع الأخيرة لم ينقطع، وتتولاه قطر وفرنسا التي تتواصل أيضاً عبر سفيرها لدى لبنان هيرفيه ماغرو، بقيادة «الحزب»، في إطار الجهود الدولية والعربية المبذولة لمنع توسعة الحرب في غزة لتشمل جنوب لبنان وإعطاء الأولويات لانتخاب الرئيس.

 

تساؤلات حول موقف «الحزب»

 

وتؤكد المصادر أنه من غير الجائز إدراج انتخاب الرئيس على لائحة الانتظار إلى ما لا نهاية، وبالتالي ربطه بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتسأل: هل يصر أمين عام «الحزب» ح.س.ن. نصر الله على أن تبقى الكلمة للميدان في غزة، ويستمر في مساندته لحركة «ح.م.ا.س»؟ أم أنه سيقرر الاستدارة نحو الداخل لتسهيل انتخاب الرئيس من البرلمان الحالي، قبل أن يستعصي عليه انتخابه، وبذلك يكون نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب على حق في قوله إن انتخاب الرئيس سيرحَّل إلى البرلمان الجديد، رغم أن هناك صعوبة في تقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية؟

 

لكنّ ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث الذي يستعد لودريان لطرحه بالإنابة عن «الخماسية»، لا يعني، حسب المصادر النيابية، أن الطريق سالكة سياسياً أمام رؤيته النور، ما لم يبادر الناخبون الكبار، بمن فيهم محور الممانعة، إلى «تنعيم» موقفه بما يسمح بالتوافق على رئيس من خارج الانقسامات في البرلمان، مع أن المنافسة ما زالت في المربع الأول، ولم تغادره، وتدور بين رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وقائد الجيش، العماد جوزف عون، بعد التمديد له، الذي كان وراء إبقاء اسمه في عداد المرشحين، رغم أن فرنجية ليس في وارد عزوفه عن الترشح حتى لو بقي وحيداً في المعركة.

 

ويبقى السؤال: كيف ستتعامل «الخماسية» لمساعدة النواب لإخراج الاستحقاق الرئاسي من الحلقة المفرغة التي يدور فيها؟ وأين يقف بري في تدويره للزوايا لما له من دور، وكعادته، في ابتداع المخارج؟ وماذا سيقول لودريان للكتل النيابية بالإنابة عن الخماسية؟ وهل من «كلمة سر» سيحملها معه في زيارته الرابعة التي قد تكون حاسمة هذه المرة بخلاف المرات السابقة؟

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  “الخماسية” تستطلع تمهيداً لمبادرة..والموازنة تُقرّ اليوم

يفترض ان يكون سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية الذين اجتمعوا عند السفير السعودي وليد البخاري قد وضعوا خريطة الطريق لتحرّكهم الرئاسي في اتجاه المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية اللبنانية المعنية بالاستحقاق الرئاسي ابتداءً من الاسبوع المقبل، حيث سيكون لقاؤهم الاول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك تحضيراً لاجتماع ستعقده المجموعة الخماسية على مستوى ممثليها في الرياض او القاهرة الشهر المقبل على الأرجح.

إجتماع سفراء «الخماسية»

اجتمع امس سفراء دول اللجنة الخماسية في بيروت في دارة سكن سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في اليرزة وهم إلى البخاري: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى.

وقال موسى لـ«الجمهورية»: «تمّ البحث في تطورات الشغور الرئاسي، وعرض كل سفير حصيلة الاتصالات التي قام بها، وأردنا توجيه رسالة مفادها انّ المجموعة الخماسية موقفها واحد وموحّد من مقاربة الملف اللبناني، وبحثنا في الخطوات المقبلة ووضعنا خريطة طريق للتعاطي مع الملف اللبناني في المستقبل، وستكون لنا سلسلة تحرّكات ولقاءات تحضيراً للقاء الخماسية التي ستناقش التقرير الذي سنرفعه لها».

وأضاف: «لم نبحث في الأسماء، والاستحقاق هو لبناني، ونأخذ الطرح بما خصّ الاسماء من اللبنانيين. ونحن لا نملي عليهم شيئاً ونقوم بتسهيلات لحلّ الازمة».

مبادرة خماسية

ورشحت معلومات لـ«الجمهورية»، انّ السفراء الخمسة في صدد التحضير لتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية وإطلاق اللجنة الخماسية المركزية مبادرة، باعتبار انتخاب الرئيس اولوية لديها، لكنهم لم يبحثوا في اسماء مرشحين بل في معايير مطلوب توافرها في الرئيس العتيد. كذلك تمّ التداول في اوضاع المنطقة والجبهة الجنوبية وتأثير ذلك على الملف الرئاسي، وانتهى الاجتماع من دون صدور اي موقف او بيان.

ووصفت مصادر ديبلوماسية متابعة لـ«الجمهورية» الاجتماع بأنّه «أولي تمهيداً لجدولة مواعيد السفراء للقيام بجولة على المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية، يليها اجتماع للجنة الخماسية على مستوى المندوبين في دولة من الدول الاعضاء، تخرج عنه قرارات او توصيات يحملها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، وربما يكون معه موفد آخر من أعضاء اللجنة». واضافت: «انّ انعقاد اجتماع السفراء هو في حدّ ذاته امر مهمّ يدلّ الى دينامية متزايدة لدى «الخماسية» لدفع الملف الرئاسي اللبناني خطوات الى الأمام ولحضّ المسؤولين اللبنانيين على تحمّل مسؤولياتهم في إنتخاب الرئيس».

إرادة اللبنانيين

والى ذلك، قالت قناة «LBCI» إنّ مشهدية اجتماع سفراء الدول الخمس أمس، «عكست صلابة الموقف المشترك لهذه الدول والجهود المشتركة المبذولة لحلّ الملف الرئاسي».

وذكرت «أنّ من بين أبرز النقاط التي وردت في النقاشات هو التشديد على أنّ دور «الخماسية» لا يحلّ بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد على التقارب في الموقف بين «الخماسية» ورئيس مجلس النواب لجهة الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزة والمنطقة».

جلسة التسليم بالأمر الواقع

من جهة ثانية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع جلسة مناقشة الموازنة العامة للدولة لسنة 2024 إلى الثالثة بعد ظهر اليوم، حيث سيتمّ الاستماع الى ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على المداخلات النيابية، ثم يشرع المجلس في التصويت على بنود الموازنة التي وصفها نواب بأنّها موازنة «أفضل الممكن».

وشدّد وزير العمل مصطفى بيرم، على هامش الجلسة على «ضرورة إيجاد خطة شاملة تشترك فيها كل المؤسسات»، واشار الى انّ «يوم غد (اليوم) سيتمّ التصويت على الموازنة وسيكون جواب الحكومة على عدد من النقاط في شأنها». وقال: «نحن في ظرف استثنائي والحكومة التزمت بالموعد وإقرار الموازنة في حدّ ذاته رسالة إيجابية».

وقال مصدر نيابي بارز لـ«الجمهورية»: «انّ جلسة مناقشة موازنة العام 2024، والتي لم يقاطعها اي من المكونات السياسية والكتل النيابية، كانت مؤشراً واضحاً إلى انّ الامور عادت الى السكة في المجلس النيابي، وانّ ادارتها المنفتحة والمدوزنة على يد الرئيس نبيه بري أفضت الى النتائج التي كرّست هذا الواقع».

وحول السقوف العالية للمواقف السياسية وخصوصاً المعارضة والتغييريين، قال المصدر: «اللي بدن يحكوه حكيوه» وهذا هو السقف من دون إضافة اي مادة سجالية جديدة، هذا هو البلد وهذه تركيبته، ولا احد كان يتوقع ان تنفجر الجلسة وتؤدي الى انقسام داخلي يذهب لصدام كبير، على العكس الأجواء بين النواب كانت ودّية وجرت أحاديث جانبية بين الأضداد، هذا تسليم بالامر الواقع ومهادنة مقنعة الى حين اتضاح المشهد. الموازنة كانت الحلقة الأضعف تمّ التصويب عليها ومسخها، لكنها ستُقرّ تجنّباً للكأس الأمرّ وهو ان تصدر بمرسوم حكومي».

وأشار النائب علي حسن خليل، خلال جلسة مجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة، الى أننا «نُجدّد الحرص على إتّفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان»، مؤكّداً أننا «مع اللامركزية الإدارية الموسّعة وبتشكيل مجلس الشيوخ وبإعادة النظر بقانون الإنتخابات». ولفت «في علاقاتنا مع بعض لا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات. وحريصون على من نختلف معهم».

وسأل عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون اثناء مداخلة النائب بلال الحشيمي خلال جلسة مجلس النواب: «نحن كفريق سياسي، حدا يخبرني وين معرقلين بانتخابات الرئيس؟»، ليجيبه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: «بقلك بيني وبينك».

ولاحقاً أشار عون، في حديث متلفز إلى أنّه «مهما بلغت شدّة الخلاف السياسي لا يترك رئيس المجلس النيابي نبيه برّي المجال لحصول صدام معه لأنّه يمتلك من الذكاء و»الهضامة» ما يمنع ذلك، وأنا فهمت ما رمى إليه عندما قال لي خلال الجلسة في مجلس النواب «بقلّك بيني وبينك»، أين عرقل تكتل «لبنان القوي» إنتخابات رئاسة الجمهورية». وقال «أننا أبدينا إستعدادنا للتعاون مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في حال وصوله إلى سدّة الرئاسة».

جعجع

وفي المواقف، أشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حوار مع قناة «أم. تي. في» مساء امس، الى أنّ «الحزب أصبح أكثر تشدّداً في موضوع الانتخابات الرئاسية، بسبب ما يحصل في المنطقة اليوم. «الحزب» لا يزال متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجية والجولات التي تحصل اليوم هي لمحاولة إقناع الحزب للذهاب إلى مرشح ثالث». وأضاف: «رئاسة الجمهورية ليست «تسوية أو شيخ صلح»، مرشحنا اليوم جهاد أزعور، ونحن نعرف كيف نمنع وصول مرشح «الحزب» لرئاسة الجمهورية». وقال: «تعلّمنا من تجربتنا السابقة مع ميشال عون عندما وصل إلى رئاسة الجمهورية. لدينا مقاربة مختلفة تماماً عن السابق، نريد رئيساً للجمهورية يملك الحدّ الأدنى من المواصفات التي وضعناها، ويجب أن نستفيد من الانتخابات الرئاسية لنتقدّم خطوة إلى الأمام». تابع: «وضعنا جهداً كبيراً للتمديد لجوزف عون على رأس قيادة الجيش، أما للرئاسة فلكل حادث حديث. إذا وصل سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية فـ»الكلمة الكبيرة» ستكون للثنائي الشيعي، وبالتالي سنبقى في مكاننا». واشار الى انّ «سليمان فرنجية يعتقد أنّ لبنان لن يقوم إلاّ بالتنسيق مع النظام السوري لكن أنا متأكّد أنّه «ما حدا خرب لبنان قدّ النظام السوري».

 

الجنوب والتهديدات

على الجبهة الجنوبية، تلاحقت المواجهات امس بين المقاومة واسرائيل، فشنّ الطيرن الحربي الاسرائيلي بعد ظهر امس غارات على بلدة البازورية وجبل حانين، ومرتفعات الجبور، فيما تعرّضت الأحياء السكنية في عيتا الشعب لقصف مدفعي ترافق مع ثلاث غارات لطائرات مسيّرة استهدفتها. كذلك اغار الطيران الاسرائيلي

على بلدة بليدا مستهدفاً منزلا مدمّراً كان سبق استهدافه، كما أغار على أطراف كفركلا حيث استهدف سنتر «حسن وحسين دخل الله جمعة»، ما تسبّب بدمار شامل فيه وفي المحال والمنازل المجاورة له. وقبيل الخامسة غروباً شنّ العدو غارة على أطراف الضهيرة ويارين والجبين. واستهدفت مسيّرة بصاروخ، وادياً في الاطراف الشمالية لبلدة المنصوري. تلتها ثلاث غارات على بركة الجبور في منطقة جزين.

واعلنت «المقاومة الاسلامية» استهداف موقع ‏الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية، وكذلك ‏موقع ‏جل العلام، وهاجمت ‏بمُسيّرتين إنقضاضيّتين أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب ‏مستوطنة «كفربلوم» وحققت فيها إصابات مباشرة.‏


واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إغلاق الطريق في محيط مستوطنة «كفار بلوم» للتعامل مع سقوط المسيّرتين المفخختيّن قربها.

واعلنت هيئة البث الإسرائيلية انّ «الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع للحزب، بينها مهبط طائرات عسكري يبعد 20 كم عن شمال المطلة».

وظهراً، اطلقت دبابة اسرائيلية قذيفتين على منزل رضوان عطايا الخالٍ في بلدة طيرحرفا، وذلك اثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا.

وجدّدت «إسرائيل» تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضدّ لبنان، في حين أكّدت وسائل إعلام العدو انتشار «عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان».

وقال وزير الخارجية «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، خلال لقائه في القدس المحتلة مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني: «إنّ الجيش الإسرائيلي سيوجّه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها، في حال لم ينسحب الحزب من الحدود»

وقالت «الخارجية الإسرائيلية»، في بيان، إنّ كاتس طلب من تاياني «العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب الحزب من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين».

وذكر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية: انّ الحرب في الشمال تعني أننا سنواجه جيشاً، وستكون أمامنا أيام طويلة وسيكون من الصعب مغادرة الملاجئ».

********************

افتتاحية صحيفة اللواء

سفراء الخماسية في خيمة بخاري: طائف رئاسي لإنهاء الشغور في بعبدا

إقرار الموازنة اليوم بعد «مداخلات تسجيل حضور».. وتهديدات إسرائيلية بابعاد مقاتلي الحزب

 

بين مشهد الجبهة في الجنوب، الموزع على هجمات الحزب بمسيَّراته الانقضاضية وصواريخه على منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي ومنصات القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم، وغارات الاحتلال ومدفعيته التي لم توفر القرى والمدن الجنوبية من البازورية الى بركة جبوري في جزين ومشهد «الرمي الكلامي» على الموازنة، من قبل النواب، قبل الانصياع  لواجب اقرار الموازنة للعام 2024، على حسناتها (صفر عجز) وعلاقتها لجهة التهرب الضريبي وسوء الجباية وتعطل انتاجية الادارة العامة، بدا الجو السياسي موضع اسئلة، ورهانات، سواء على مآل التصعيد الجنوبي او الانكشاف السياسي، وجهود الخماسية تكوين تقاطعات مشتركة، تساهم في الذهاب الى انهاء الشغور الرئاسي، واعادة الانتظام للوضع العام في البلاد، سواء من الناحية السياسية والدستورية والمالية او على صعيد الاستقرار الجنوبي الذي بات جزءاً من الاستقرار العام في المنطقة، بعد كبح العدوانية الاسرائيلية المستعرة في غزة.

لقاء الخماسية

على الخط هذا، يمكن متابعة تحركات اللجنة الخماسية، فبعد سلسلة من التحركات المتصلة، من زيارة الرئيس بري في عين التينة، وقبل ذلك «لقاء الخماسية» في اليرزة مع السفير الايراني مجتبى اماني، ولقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس نجيب ميقاتي، جمع امس سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، سفراء اللجنة العربية – الدولية الخماسية في دارته في اليرزة، وهم: الاميركية ليزا جونسون، والفرنسي هنرفي ماغو، والقطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى.

ووصفت مصادر ديبلوماسية اجتماع سفراء دول اللقاءالخماسي بأنه محاولة جادة لوضع خارطة طريق، لتنفيذ التزامات اللجنة بمساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من التطورات المستجدة في المنطقة بعد السابع من شهر تشرين الاول الماضي والحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وانشغال دول اللجنة بتداعيات هذه الحرب وتاثيرها على المنطقة العربية والعالم.

وقالت المصادر ان هناك تفاهما بين دول اللجنةالخماسية على ضرورة اخراج عملية انتخاب الرئيس من خضم الحرب على غزة، وازالة كل محاولات الربط بينهما،لابقاء لبنان يتخبط في ازماته المتعددة، واشارت إلى من أولويات التحرك التي تم الاتفاق عليها، تكثيف الاتصالات مع جميع الاطراف السياسيين والنواب،ووضعهم في اجواء الاجتماع،وابلاغهم برغبة دول اللجنة الخماسية، لمساعدتهم على تجاوز خلافاتهم، وتقريب وجهات النظر فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بالتوافق المطلوب،ولا يشكل استفزازا لاي طرف،باقرب وقت ممكن،من دون الخوض في الاسماء المرشحة او من خارجها ، باعتبار ان مهمة انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق اللبنانيين انفسهم،ومهمة اللجنة الخماسية المساعدة وتذليل العقبات.

وربطت المصادر سرعة تحرك سفراء دول اللجنةالخماسية، في هذا الظرف بالذات، تداركا لمخاطر قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد الحزب،لتغيير الواقع العسكري والامني جنوبا، بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد لبنان ،وترددت معلومات بأن احد سفراء اللجنة العرب ،تولى نقل تهديد من الجانب الاسرائيلي لكبار المسؤولين اللبنانيين مؤخرا، مفاده بضرورة وقف الاشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبية اللبنانية من قبل الحزب،قبل نهاية الشهر الجاري،والا ستنفذ إسرائيل تهديداتها، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق،لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي.

وحسب المعلومات، فإن التوجه لدى اللجنة الخماسية يتعلق بتوحيد الموقف الداعم، لا السعي لان تكون بديلا للموقف اللبناني، الذي يتعين ان يتوحد او يتلاقى مع الفرصة المتاحة في الخارج لتسهيل مهمة المجلس في انتخاب رئيس في وقت لا يتأخر، من اجل ملاقاة ما يجري من مفاوضات لم تنضج بعد في المنطقة، بعد توقف صلب غزة.

وسيرفع سفراء اللجنة الخماسية تقريراً عن تصورها للحل، الى الاجتماع المرجح عقده اواسط شباط في الرياض لممثلي الدول الخمس في اللجنة، قبل عودة الوسيط الفرنسي جان- إيف لودريان الي بيروت، لاعلان التوجه في مؤتمر صحافي، واضعاً الاجراءات العملية في ملعب رئاسة مجلس النواب.

وقال دبلوماسي مطلع ان ما يجري هو اشبه «بطائف خماسي» لانهاء الشغور في قصر بعبدا، ووضع لبنان على سكة الاستقرار الدائمة، والعودة الى الانتظام الطبيعي.

وحسب المعلومات، فإن اصرار اللجنة الخماسية على احداث خرق في الجمود الرئاسي، يأتي على خلفية التفاهم مع الرئيس بري، للعمل رئاسياً بصرف النظر عما يجري على جبهتي غزة والجنوب.

وحسب السفير موسى، فالهدف من الاجتماع استمرار التشاور ووحدة الموقف داخل اللجنة الخماسية والنظر في تقييم ما حصل، والخطوات المستقبلية للتعامل مع الملف الرئاسي في لبنان.

يشار الى ان المعاون السياسي للرئيس بري اعلن عن الاستعداد: «للحديث عن تفاهم شامل لتسهيل عملية الانتخابات».

و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب سيد الموقف للخطوة التي تلي اجتماع سفراء اللجنة الخماسية والظروف  المتاحة للتحرك،  وأشارت إلى ان الحركة الجديدة متواصلة لكن الوقائع تشير إلى هناك انتظارا بجلاء مشهد غزة وإمكانية قيام هدنة تستتبعها تهدئة في الجنوب،  ما يسمح بالغوص بالملف اللبناني.

وأفادت المصادر أن لا شيء محسوما في التحرك الجديد وانما الرغبة  في الداخل قائمة في انجاز هذه الانتخابات، والإشكالية تكمن في الآلية التي يصار إلى الاتفاق عليها لاسيما أن موضوع تبديل قناعات القوى بشأن مرشحيهم  لم ينضج بعد.

الجلسة الى ما بعد ظهر اليوم

على صعيد مناقشة مواد الموازنة، لم تنتهِ المناقشات خلال اليومين الماضيين فقرر الرئيس بري رفع الجلسة المسائية الى جلسة جديدة تعقد عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم.

وحسب وزير العمل مصطفى بيرم فإن التصويت على الموازنة سيتم اليوم، بعد كلمة يرد فيها الرئيس ميقاتي على مداخلات النواب، وانتقاداتهم.

وفي اليوم الثاني من مناقشة مشروع الموازنة العامة، ضمنها للجولة الاولي، والتي اتسمت بالصخب السياسي وعرض العضلات وتبادل الكلام الناري، بقيت المناقشات أمس تحت سقف التهدئة، لا بل ان الرتابة طبعت الاجواء تحت قبة البرلمان، حتى أن بعض المفردات قد تكررت في العديد من المداخلات النيابية، خصوصا لجهة التصويب على الموازنة على اعتبار انها لا تلبي حاجات اللبنانيين، وتفتقد الى الرؤيا الاقتصادية والمالية، والبرنامج الاصلاحي ، حتى ان المعارضين في الأساس لمناقشة الموازنة قبل انتخاب الرئيس، رأوا أن ما كتب قد كتب ، وان معارضتهم لن تخرج عن اطار التسجيل بالمحضر وهي لن تقدم أو تؤخر. كما ان الوضع في غزة والتهديدات الاسرائيلية للبنان وما يجري من اعتداءات يومية على الجنوب ، لم تغب عن بعض المداخلات النيابية، والتي اظهرت فروقات واضحة في المقاربة ، بين هذا الفريق السياسي أو ذاك.

وقد لوحظ ان حزب الكتائب الذي قاطع الجلسة في يومها الاول تمثل امس بالنائب سليم الصايغ الذي القى مداخلة ، فيما غابت غالبية الذين حضروا أمس الاول من كتلتي «لبنان القوي» و«الجمهورية القوية»، وقد تحدث في الجولة الصباحية 14 نائبا، وفي المسائية تحدث 10 نواب، واتسمت الكلمات بنوع من التسجيل الحضوري وليس إلا، وفقا لمصادر نيابية.

ومن المقرر ان تبدأ مناقشة بنود مشروع الموازنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بنداً بنداً ومن ثم يتم التصويت عليها، بعد ان يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد القى كلمة الحكومة ردا على مداخلات النواب حيث بلغ عدد التكلمين 41 نائبا غي غضون 14 ساعة في غضون 4 جولات على مدى يومين.

بو حبيب: لبنان ليس بوارد التصعيد

دبلوماسياً، اكد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب للامين العام للامم المتحدة انطونيو غريتش ان لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701، شاكراً له موقفه في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط.

واجتمع بوحبيب مع وكيل الامين العام لعمليات السلام، والذي زار بيروت مؤخراً، بيير لاكروا والذي شارك في الاجتماع مع غوتريش، كما ابلغ وزير الخارجية وكيل الامين العام للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو، وابلغها ان لبنان ليس بوارد التصعيد في الجنوب.

جعجع يهاجم الحزب

سياسياً، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان ما يقوم به «الحزب» في الجنوب لا يخدم قطاع غزة بشيء، ويشكل خطرا كبيرا على لبنان، ووصف الحزب بأنه اكبر مشكلة يواجهها لبنان في المرحلة الحالية، والحزب انخرط بالحرب، لكنه لم يذهب بعيدا لان ميزان القوى ليس لصالحه، مشيرا الى اننا «لا نتمنى ان تندلع الحرب لأي اعتبار».

الوضع الميداني

توسع الاستهدافات المعادية

ميدانياً، لا تزال مدفعية العدو، وطائراته، تستهدف المشيعين في القرى الجنوبية، فقد جري استهداف منزل مواطن لدى تشييع والدة احد الشهداء، وكذلك اطلاق صواريخ من مسيرة معادية..

كما اغار الطيران المعادي على منطقة الظهور في كفركلا، واستهدف سنتراً تجارياً، مما ادى الى تدمير عدد من محلاته ومنشآته التجارية.

وردت المقاومة، باستهداف القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم ومنصات الدفاع الجوي بمسيرتين انقضاضيتين..

********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لقاء سفراء «الخماسية»: قلق من الحرب و«خارطة طريق» للتحرك رئاسيا!

الحزب يردّ على التهديدات بعملية جوية نوعية و«هلع» في المستوطنات

 ألمسيّرات تضرب «القبة الحديدية»… إقرار اسرائيلي بالفشل وغارات انتقامية – ابراهيم ناصرالدين

 

ثلاثة عناوين اختصرت مشهد الحرب المفتوحة على كافة الاحتمالات مع كيان العدو بالامس. كان يوم «الهلع» في الجليل، ويوم تجديد التهديد والوعيد من قبل قادة الاحتلال، ويوم نجاح الحزب في استهداف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومنصات القبة الحديدية قرب ‏مستوطنة «كفربلوم « التي تبعد 8 كلم عن الحدود اللبنانية، بمسيّرتين انقضاضيتين، دون ان تنجح في اعتراضهما، وهو ما يعتبر تحولا نوعيا في المواجهة ويضع القيادتين العسكرية والسياسية في مأزق حقيقي على وقع تهديدات متهورة تتخوف من نتائجها الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك شريحة واسعة من الاسرائيليين الذين عبرت عنهم صحيفة «هآرتس» بالقول ان «المتدينين القوميين المتطرفين هم أكثر خطراً من الحزب، ولهذا هم سيشعلون الحريق الآتي».

 

داخليا، المشهد على رتابته في مجلس النواب على هامش مناقشة موازنة «الغش» والتي يفترض ان تقر اليوم، ولا جديد في المناكفات الفارغة من اي مضمون لممثلي الشعب الذي يعيش معظمهم في «عالم آخر»، وسط انقسام افقي وعمودي حاد حيال المواجهة الدائرة في الجنوب. وبخلاف الحماوة التي طبعت الفصلين الاول والثاني من جلسة مناقشة مشروع موازنة اتسم الثالث والرابع ببرودة اقتصرت على انتقاد المشروع بضرائبه واصابته المواطن في الصميم، ولم يخرج عن الروتين المعهود في جلسات مماثلة.

حراك دبلوماسي؟

 

في هذا الوقت، تحركت العجلة الدبلوماسية من دارة سفير المملكة العربية السعودية الوليد البخاري، في اليرزة، من خلال اجتماع تحضيري ضم سفراء اللجنة الخماسية لمواكبة التطورات الخطرة جنوبا، والبحث ايضا في احتمال إطلاق مبادرة جدية تقود إلى تحريك ملف انتخاب رئيس للجمهورية، وفصله عن حرب غزة. وهو ما «نعت» نتائجه مسبقا، مصادر سياسية بارزة تحدثت عن صعوبة كبيرة في ايجاد «ثغرة» يمكن النفاذ منها لانتاج الاستحقاق الرئاسي، فيما التطورات الجنوبية تبقى «الشغل الشاغل» لتلك الدول على وقع ارتفاع نسق التوتر في الساعات القليلة الماضية في العلاقة بين الدوحة والقاهرة وعمان مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، وخروجها الى العلن، وسط مخاوف جدية لدى ادارة بايدن من توجهات لديه لتوسيع رقعة «الحريق» في المنطقة، وضمنا اشتعال جبهة الشمال مع الحزب.

  تحذيرات اميركية واوروبية

 

علما ان واشنطن بدأت تتلمس خطورة توسع رقعة الحرب، وامكانية اشتعال كافة الجبهات اذا ما تعرض الحزب لهجوم اسرائيلي، ما سيؤدي الى مواجهة واسعة النطاق، وما يحصل في البحر الاحمر على محدوديته اليوم بدأ يتحول الى خطر استراتيجي داهم، وقد حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد امس، من استمرار التوتر في الشرق الأوسط واضطراب الملاحة في البحر الأحمر، وقالت انه «يمكن أن يؤديا إلى رفع معدلات التضخم مجددا، وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن في الأمد القريب وعرقلة التجارة العالمية».

تهديد ووعيد

 

وعلى وقع تهديدات جديدة بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، أكدت وسائل إعلام العدو انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب الحدود الشمالية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال لقائه بالقدس المحتلة مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، إن الجيش الإسرائيلي سيوجه للبنان ضربة عسكرية «لن يتعافى منها»، في حال لم ينسحب الحزب من الحدود، وطالب من تاياني العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب الحزب من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين.

المأزق الاسرائيلي

 

في المقابل، لفتت مصادر سياسية بارزة الى ان هذه التهديدات تعبر عن حجم المأزق الاسرائيلي في ظل «صفر» انجازات في غزة، واشارت الى انه يمكن توقع اي شيء من قبل حكومة اليمين المتطرفة، لكنها نفت صحة المعلومات حول تبلغ لبنان مهلة زمنية اسرائيلية  تنتهي آخر الجاري، لوقف عمليات الحزب، تحت طائلة شن حرب مدمّرة. وفي سياق الاتصالات الدولية لمنع تمدد حرب غزة الى لبنان، يزور وزير خارجية اسبانيا بيروت، فيما أنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب زيارته الى نيويورك باجتماعه بأمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأكد بوحبيب استعداد لبنان لتطبيق شامل ومتوازن لقرار مجلس الامن  ١٧٠١ وذلك ضمن حل متكامل يضمن الاستقرار واستدامة الهدوء. كذلك كان هنالك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق حل الدولتين للخروح من دوامة الصراع في الشرق الاوسط الذي ما يزال مستمراً دون حلول منذ اكثر من ٧٥ عاما».

لا انتصار في الحرب

 

في هذا الوقت، تحدثت وسائل اعلام العدو عن التجارب المريرة في لبنان، واكدت ان لا انتصار في غزة، لكنها اشارت الى وجود ازمة ذخائر وكشفت ان الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو يقتصدان في «التسليح» ويحاولان الرقابة على استخدام الذخيرة الجوية للحفاظ على احتياطي لمواصلة الحرب، لا سيما إذا اندلعت حرب شاملة في الشمال.   وتتزامن هذه التطورات مع تراجع القناعة لدى الاسرائيليين بتحقيق»الانتصار التام»، في غزة. وقالت صحيفة «هآرتس»هذا هراء، وهو شعار لحملة بائع فرشات، وليس أمام «إسرائيل» احتمالية للانتصار، سواء كان مطلقاً أو غير مطلق، بعد ضربة 7 أكتوبر، وبعد عدد الجنود والمدنيين القتلى وقضية المخطوفين.  وقالت، ان الوجود في منطقة حضرية محتلة يحول القوات إلى قوات ثقيلة وثابتة، وهدف سهل للقضم وحرب العصابات. لا كتاب في التاريخ العسكري إلا ويذكر هذا النموذج بشكل ممل، بما في ذلك حروب «إسرائيل» في لبنان. ولذلك برأي «هآرتس» فان الانتصار المطلق الوحيد الذي يمكن تمنيه هو عزل رئيس حكومة الفشل والدمار، وتقديمه لمحاكمة الناخب ومحاكمة التاريخ.

  اين الابناء؟

 

وفي تعبير واضح عن الاستياء من قياديي حكومة الحرب، الذين يخوضون معاركهم الشخصية بابناء الآخرين، قالت «هآرتس»، لقد عاد يئير نتنياهو في هذا الأسبوع إلى المجمع السكني الفاخر «ذي سليت»، الذي يقضي فيه وقته في ميامي بهدوء. لن يُقتل في خان يونس، في الوقت الذي يكرر فيه والده شعار «سنواصل الحرب حتى الانتصار الكامل». هو يقصد أن أبناء الآخرين سيواصلون هذه الحرب.  وابن يوآف غالانت أيضاً لم يعد من المكان الذي يعيش فيه في شيكاغو من أجل الانضمام الى رجال الاحتياط في سلاح البحرية، في وقت يتفاخر فيه والده بقول سحب الدخان التي تنبعث من الدبابات والمدافع وسلاح الجو ستغطي سماء غزة. ويقصد أن أصدقاء ابنه سيحرقون المكان. أما ابن بتسلئيل سموتريتش فبلغ العشرين سنة، ولم ير أن التجند أمر واجب؛ فهو يتعلم في مدرسة دينية. في حين يعلن والده: وقف الحرب خطوة خطرة. ويقصد أن يقوم بعمل ذلك شباب آخرون، مثلاً عائلة آيزنكوت.

  هلع وسقوط هيبة «القبة»

 

ميدانيا عاشت مستوطنات الجليل ساعات من «الهلع» اثر انذار خاطىء بوجود عملية تسلل من الحدود اللبنانية، وقد عم الشلل نحو 9 مستوطنات لساعات طويلة، واستدعيت قوات كبيرة من جيش الاحتلال لتمشيط المنطقة لييتبين بعد ذلك عدم صحة المعلومات. وفي تطور نوعي جديد للمقاومة، وبعد ساعات على معلومات نشرها الاعلام العبري عن قذائف هاون جديدة ادخلها الحزب الى ارض المعركة تحدث اضرارا اشد فتكا، نجحت مسيرتان انقضاضيتان في استهداف منصات القبة الحديدية في أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي قرب مستوطنة كفربلوم وحققتا فيها إصابات مباشرة. وأكد بيان للجيش الإسرائيلي فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض المسيرتين. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذه العملية الاستثنائية جاءت في توقيت شديد الاهمية تزامنا مع ارتفاع حدة التهديدات الاسرائيلية، وفيها «رسالة» ردعية واضحة من المقاومة لتبريد «الرؤوس الحامية» في «اسرائيل»، فهي اثبتت عمليا امتلاكها القدرة على تعطيل منظومة الدفاع الجوي في اي مواجهة مفتوحة، ما يعني عمليا ان «الطريق» ستكون مفتوحة امام الصواريخ الدقيقة للوصول الى اهدافها الحساسة والاستراتيجية.

انتقام اسرائيلي في كفركلا

 

وفي وقت لاحق، اعلن الحزب عن استهداف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة، وفي ساعات المساء شن الطيران الاسرائيلي غارات عنيفة على احد الاحياء في كفركلا ما ادى الى تدمير 13 منزلا، وتدمير احد المجمعات التجارية في البلدة. فيما تعرضت منذ ساعات الفجر، أطراف بلدات طيرحرفا وعلما الشعب والضهيرة ومنطقة البطيشية لقصف مدفعي مركز، تزامن مع عملية تمشيط شملت محيط موقع الحدب بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، وإلقاء قذائف ضوئية فوق محيط الموقع والاحراج المتاخمة. كما تعرضت اطراف بلدة طير حرفا جهة المثلث من بلدة الجبين لقصف مدفعي. ايضا، تم استهداف منزل غير مأهول يعود للمواطن رضوان عطايا في بلدة طير حرفا بغارة، أثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا. والاستهداف هذا، هو الرابع. واستهدفت مسيرة بصاروخ، واديًا في الاطراف الشمالية لبلدة المنصوري. كما استهدفت غارة اسرائيلية جبل حانين في البازورية. كما استهدفت غارة إسرائيلية بركة الجبور في جزين.

ماذا دار في اجتماع «اليرزة»؟

 

في هذا الوقت، تحركت العجلة الدبلوماسية باجتماع في دارة سفير المملكة العربية السعودية الوليد البخاري، في دارته في اليرزة، ضم سفراء اللجنة الخماسية، الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى، في اجتماع تحضيري لمواكبة التطورات الخطرة جنوبا، والبحث ايضا في احتمال إطلاق مبادرة جدية تقود إلى تحريك ملف انتخاب رئيس للجمهورية، ووفقا لمصادر مطلعة فإن هذه الحركة لا تعني ان الانتخاب سيحصل في القريب العاجل بل هي تؤسس لتحريك المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي في الفترة المقبلة، لكن من بين أبرز النقاط التي وردت في نقاشات امس هو التأكيد على أن دور «الخماسية» لا يحل بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد على التقارب في الموقف بين «الخماسية» ورئيس مجلس النواب لناحية الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزة والمنطقة.

تفاؤل مصري!

 

وفي هذا السياق، اكد السفير المصري ان الاجتماع كان تشاوريا، وتم خلاله وضع «خريطة طريق» للتحرك المقبل من قبل السفراء حيال الشان الرئاسي، ومن بينها التواصل مع القوى السياسية. واشار الى ان الاجتماع الخماسي سيعقد قريبا، والسفراء لمسوا توجهات ايجابية لدى القادة اللبنانيين للخروج من الازمة، دون ان يوضح ماهية المؤشرات المشجعة، رافضا القول ان الوضع اختلف اليوم عما سبق.  لكنه اقر بان الحرب على غزة تحتل المشهد الاقليمي. وقال انه جرى تقييم للاتصالات التي يجريها كل سفير على حدة وسيبني على الشيء مقتضاه.

لا معطيات جديدة

 

ووفقا للمعطيات،لا جديد لدى دول السفراء يمكن اي يغير المعطيات الداخلية، فالثنائي الشيعي وحلفاءه لا يزالون متمسكين بفرنجية مرشحا وحيدا، ولا تظهر المعارضة في المقابل اي استعداد للتحاور حول الملف، والانتظار يبقى سيد الموقف بانتظار ان تتبلور نتائج الحرب في غزة حيث لا تعويل جدي على انفراجات داخلية في وقت سيتركز الجهد على عدم حصول انفجار اقليمي واسع.

نتانياهو «صداع» للحلفاء

 

وتجدر الاشارة الى ان اللقاء الدبلوماسي عقد على وقع ازمة مفتوحة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودول «الاعتدال» العربي ومعها واشنطن حيث تحول الى «صداع» جدي للجميع. وبدت ملامح الازمة واضحة في توتر العلاقات مع كل من مصر وقطر والأردن، وكذلك واشنطن، وذلك بسبب سياساته التي تقول المعارضة  الاسرائيلية إنها تضع «إسرائيل في خطر». ففي غضون الساعات الماضية، بدأت تتصدر أزمات نتنياهو مع القاهرة، والدوحة، وعمان، عناوين وسائل الإعلام في «إسرائيل»، وبحسب الاسرائيلي، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تلقي اتصال هاتفي من نتنياهو، فيما وجهت الخارجية القطرية انتقادات مباشرة وعلنية له شخصيا، فيما اتجهت حكومته إلى تهديد الأردن بوقف تنفيذ اتفاقية المياه بين البلدين…

توتر على كافة الجبهات

 

ومحاولة الاتصال الهاتفي الفاشلة التي أجراها نتنياهو مرتبطة بالتوترات الأخيرة مع الجانب المصري، والتي أثارت غضبًا متزايدًا بسبب التصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا، واتهام «إسرائيل» لمصر أمام محكمة العدل الدولية بعرقلة المساعدات الإنسانية إلى جنوب غزة، ولفتت صحيفة «معاريف» امس الى ان الحرب في غزة تضع العلاقات الإسرائيلية المصرية أمام تحديات صعبة. لم تتوقف أزمات نتنياهو السياسية عند مصر، إذ تسرب تسجيل له الأربعاء، يوجه فيه انتقادات حادة لقطر ولعلاقات واشنطن مع الدوحة، هذا الانتقاد دفع قطر إلى الرد بحدة، إذ قال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصار ان  نتنياهو يعرقل ويقوض جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح. اما الازمة مع الاردن فهي على خلفية امتعاض نتنياهو من تصريحات الملكة رانيا ووزير الخارجية أيمن الصفدي ضد الحرب، وبناءً عليه هددت تل أبيب بعدم تمديد اتفاقية المياه مع عمان. هذه التوترات يضاف اليها التوتر المتصاعد مع واشنطن حيث اكد موقع  «واينت» أن مقربين من الرئيس الأميركي جو بايدن نصحوه بالتبرؤ من نتنياهو والإعلان عن فقدان الثقة به، وهم يعتبرون انه يخوض الحرب لأسباب سياسية.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

هل تنصف محكمة العدل الدولية الفلسطينيين اليوم؟

 

قدم فريق يضم أكثر من 600 محام من أنحاء العالم أدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في إطار دعوى أقاموها ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة.

 

جاء ذلك في اجتماعين منفصلين عقدهما المحامون مع كل من مكتب المدعي العام للمحكمة وقسم الضحايا التابع لها.

 

وكان هذا الفريق الذي يقوده المحامي الفرنسي جيل ديفير قدم للجنائية الدولية في تشرين الثاني الماضي دعوى تقع في 56 صفحة للمطالبة بفتح تحقيق في الوقائع المنسوبة لجيش الاحتلال في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي. ويتتبع نص الدعوى خيوط القضية منذ بدايتها، انطلاقا من فترة الانتداب البريطاني ووعد بلفور ثم نكبة الشعب الفلسطيني، والحروب الإسرائيلية العربية المختلفة واتفاقيات أوسلو عام 1993 والحصار المفروض على قطاع غزة وعملية طوفان الأقصى، ثم الحرب المستمرة على القطاع.

 

ويأتي تقديم الأدلة الجديدة في ملف الدعوى قبل يوم من قرار منتظر لمحكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة.

 

وقالت المحكمة -التابعة للأمم المتحدة- إنها ستعقد جلسة عامة بقصر السلام في لاهاي، وسيعلن خلالها رئيس المحكمة القاضي جوان دونوغو أمر اللجنة المؤلفة من 17 قاضيا.

 

وقد تصدر المحكمة أمرا لإسرائيل بوقف حربها على غزة في إطار ما يسمى “التدابير المؤقتة”، وذلك لحماية فلسطينيي غزة إلى حين البت في جوهر القضية، وهو أمر قد يستغرق سنوات.

**************************

افتتاحية صحيفة البناء:

اليمن يصيب سفينة حربية أميركية في خليج عدن ويمنع عبور سفينتين تجاريتين 
بغداد تتسلم رسالة أميركية بالموافقة لبدء التفاوض على الانسحاب رغم العمليات
النرويج تستضيف قادة مخابرات أميركا و«إسرائيل» وقطر ومصر لبحث الصفقة

بقيت تردّدات ما شهده خليج عدن من مواجهة عسكرية بين الجيش اليمني والبحرية الأميركية، أدت الى إصابة سفينة عسكرية أميركية، وفقاً للبيان اليمني وبعض التسريبات الأميركية، رغم النفي الرسمي، مع اعتراف أميركي بأن الصواريخ اليمنية التي استهدفت إبلاغ سفينتين تجاريتين أميركيتين بحظر عبور البحر الأحمر، وتدخلت السفن الحربية الأميركية لتأمين هذا العبور، قد أفلحت في تحقيق أهدافها بعدما تخلت السفن الحربية الأميركية عن المهمة وقرّرت مغادرة منطقة الاشتباك ونصيحة السفينتين التجاريتين بالعودة وسلوك ممرات أخرى لاستحالة العبور.
المواجهة تمثل أول اشتباك مباشر بين الجيش اليمني والبحرية الأميركية منذ بدء تنفيذ اليمن قرار حظر السفن المتجهة الى موانئ كيان الاحتلال حتى وقف العدوان على غزة وفك الحصار المفروض عليها، وأضافت لاحقاً السفن الأميركية والبريطانية على لائحة المنع رداً على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن. ونتيجة المواجهة تقول بالطريقة التي انتهت إليها أن واشنطن ولندن لا تملكان القدرة عن كسر القرار اليمني بالقوة، وأن الخيار أمامهما هو شن حرب شاملة على اليمن أو التراجع أمام عزيمة وإرادة اليمنيين، وهذا هو ما حصل.
في الاتجاه ذاته، سلمت واشنطن لبغداد رسالة رسمية تؤكد الاستعداد لبدء التفاوض على سحب قواتها من العراق رغم استمرار الهجمات التي تتعرّض لها، وتراجعها عن شرط وقف العمليات ضد قواتها لبدء التفاوض، والاكتفاء بحق الردّ على الهجمات التي تستهدفها خلال المفاوضات، بينما المقاومة العراقية تشدد ضرباتها على القواعد الأميركية في العراق وسورية، وقد جددت أمس، عملياتها باستهداف هذه القواعد بالصواريخ والطائرات المسيرة.
في جبهتي لبنان وغزة مزيد من الإنجازات للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، بينما مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش شروط المقاومة لصفقة تبادل. وقالت الواشنطن بوست إن دولة أوروبية، يبدو انها النرويج، تستضيف اجتماعاً حاسماً لمدراء المخابرات الأميركي والإسرائيلي والمصري والقطري، لمناقشة بنود الصفقة، بعدما قدمت قوى المقاومة ممثلة بحركة حماس شروطها وأجوبتها على العروض المصرية والقطرية، وطرح حماس وفقاً لما نقلته القناة التلفزيونية الثانية عشرة في كيان الاحتلال تتضمن، هدنة بين 10 إلى 14 يوماً قبل إطلاق سراح الأسرى، وفترات وقف إطلاق نار بين مرحلة ومرحلة تمتدّ لنحو شهرين تقريباً، ووضع معادلة للتبادل تقوم على نسبة إطلاق السراح في الجزء الإنساني تبلغ 100 أسير لكل أسير إسرائيلي، ونسبة أعلى عند الدخول في الأسرى العسكريين، اضافة الى طلبها، انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع ووقفاً كاملاً لإطلاق النار.

في موازاة الحديث عن تقدّم في التفاوض الجاري في قطر بين ممثلين عن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعن حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية حول تسوية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بجيش الاحتلال بسبب العمليات النوعية للمقاومة، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرتها مع تسجيل عمليات نوعية إضافية للمقاومة في لبنان، بشن هجوم جوي بمسيّرتين انقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم.
ووصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية هذه العملية بالمتقدّمة وتعكس تفوقاً استخبارياً وإلكترونياً للمقاومة ونقطة إضافية في إطار الحرب الاستخباراتية والتكنولوجية التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي علاوة على الحرب العسكرية. ولفت لـ»البناء» الى أن اختراق مسيرات المقاومة لمراكز القبة الحديدية التي هي مفخرة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، تصيب هذه القبة بالصميم، وتعطل نسبة كبيرة من دورها في اعتراض صواريخ المقاومة الثقيلة ما يمنح حزب الله قدرة أكبر على تنفيذ اختراقات وعمليات استهداف لمناطق حيوية اقتصادية وأمنية وكيميائية ومراكز عسكرية واستخبارية إسرائيلية دقيقية وحساسة بعد تعطيل عملية تفعيل القبة الحديدية. وأوضح الخبراء الى أن الصواريخ الدقيقة التي يملك منها حزب الله المئات وربما الآلاف، لن تستطيع القبب الحديدية الاسرائيلية اعتراضها. وذكر الخبراء باستهداف المقاومة للقواعد الاستخبارية والجوية الاسرائيلية منذ أسابيع لا سيما قاعدتي ميرون في جبل الجرمق و»دودو» في صفد بالصواريخ الثقيلة، ولم تستطع القبة الحديدة اعتراض سوى بعضها.
وأعلن حزب الله عن استهداف «موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة». وأعلن أنه شن «هجومًا جويًا بمسيّرتين انقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة».
وزعم جيش الاحتلال أنّه هاجم مباني ومواقع عسكريّة تستخدمها الوحدة الجويّة التابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانيّة.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلامية قبة تجسسيّة في موقع جل العلام التابع لجيش العدو الإسرائيلي بأسلحة صاروخية خاصة».
في المقابل، شن العدو الإسرائيلي هجوماً على منزل غير مأهول يعود للمواطن رضوان عطايا في بلدة طير حرفا بغارة، أثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا. واستهدفت مسيّرة بصاروخ، وادياً في الأطراف الشمالية لبلدة المنصوري. وافيد عن غارة إسرائيلية معادية نفذت على جبل حانين في البازورية. كما استهدفت غارة إسرائيلية بركة جبور في جزين ومنزلاً في الخيام. وحلق الطيران الحربي المعادي على علو متوسّط في أجواء الجنوب.
وتتزايد رسائل التهديد الإسرائيلية ضد لبنان، وسط حديث وسائل إعلام الاحتلال عن مهلة إسرائيلية للبنان لوقف حزب الله عملياته العسكرية ضد كيان الاحتلال والابتعاد عن الحدود مسافة 7 كيلومتر، قبل أن تستخدم «إسرائيل» القوة العسكرية لفرض هذا الأمر. ويجري التداول ايضاً بأن جيش الاحتلال سحب أولوية من غزة لنقلها الى جبهة الشمال تحضيراً لتوسيع الحرب على الجنوب. لكن خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون استبعدوا لـ»البناء» شن «إسرائيل» عدواناً واسعاً على لبنان لأسباب متعددة داخلية أميركية وداخلية «إسرائيلية» رغم وجود ظروف مؤاتية ودوافع لدى حكومة الحرب ورئيسها تحديداً مع التيار الديني المتشدد الذي يرفض وقف الحرب على غزة ويدعو لتوسيعه باتجاه لبنان. لكن قرار الحرب لا يتعلق بـ»إسرائيل» بمفردها بل يتطلب غطاء أميركياً غير متوافر حالياً بسبب انشغال الأميركيين بالانتخابات الرئاسيّة وبالحرب الأوكرانية – الروسية، والخشية من الاستدراج الى حرب برية ضد اليمن لمواجهة ضربات حركة أنصار الله والقوات اليمنية في البحر الأحمر، وكذلك الخوف من تداعيات الحرب الكبرى على المصالح والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وعلى مصير الكيان الإسرائيلي الذي سيكون أولى ضحايا هذه الحرب وهو نافذة أميركية على البحر المتوسط تخدم المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة. لكن الخبراء يتوقعون تصعيداً إسرائيلياً اضافياً على الجنوب خلال الأيام المقبلة تحت سقف تفادي الانجرار الى حرب كبيرة مع حزب الله.
ولفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» أن حزب الله في إدارته لهذه الحرب يراعي الاعتبارات الداخلية اللبنانية والمصلحة الوطنية ويقوم بالدور اللازم الأخلاقي والعسكري اللازم لإسناد غزة وتثبيت قوة الردع لمنع أي عدوان إسرائيلي استباقي على لبنان، لكن الحزب وفق الأوساط نفسها لا يخشى الحرب ويمتلك الكثير من الأوراق والمفاجآت التي لم يستخدمها في حرب 2006 ولا خلال أشهر الحرب على غزة، وقد تغير مسار الحرب وتقلب الموازين. وشددت الأوساط على أن الحزب لن يعطي العدو ذريعة لشن عدوانه المبيت بل هو يقوم باختيار أهداف نوعية تؤلم العدو وتستنزف قواته وإمكاناته بشكل لا يمنح الاحتلال ذريعة ومشروعية داخلية ودولية لتوسيع عدوانه على لبنان. لكن الأوساط أكدت بأن المقاومة بالتوازي مع أداء واجبها الإسنادي لغزة والردعي في حماية لبنان، تستكمل استعداداتها تحسباً لكافة الاحتمالات أكان رفع وتيرة العدوان، أو للحرب الشاملة، وستخوضها بكل جرأة وبلا ضوابط وسقوف وحتى النهاية، كما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاباته الأخيرة.
وشدّد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، على أنّ «الاغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيليّ في لبنان ليست دليل قوّة، وهي رهانات خاسرة وفارغة، لأنها لن تغيّر في واقع المعادلات في الميدان، ولن تنال من إرادة وعزم وقرارات المقاومة، وإنما تؤجج فينا روح المقاومة لنكمل المعركة في الميدان».
ولفت إلى أنّه «كلما عجز العدو في الميدان، يقصف المنازل والسيارات والمناطق السكنية، ولكن المقاومة بالأمس وجّهت رسالة قاسية وواضحة للعدو الإسرائيلي باستهداف قاعدة ميرون مجدداً، وعلى العدو أن يفهم معنى هذه الرسالة، والمقاومة تعتبر استهداف المدنيين خطاً أحمر، وسترد على أي اعتداء، وكلما رفع العدو وتيرة اعتداءاته على المدنيين، سترفع المقاومة وتيرة الردّ».
وتوجّه الشيخ قاووق للحكومة الإسرائيلية بالقول: «عندما تفكّرون بخطة حرب واسعة على لبنان، عليكم أن تتذكروا أن صواريخ المقاومة في لبنان، تستطيع أن تطال كل مكان على امتداد الكيان، ولا يوجد مستوطنة ولا مدينة ولا مطارات ولا مرافق استراتيجية إلاّ وتطالها صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان».
على المستوى الدبلوماسي، وبينما يزور وزير خارجية إسبانيا بيروت حاملاً اقتراحات يبحثها مع المسؤولين لإيجاد حلول للوضع المشتعل على الحدود، علمت «البناء» أن الاتصالات ومباحثات الدبلوماسيين الأوروبيين مع المسؤولين اللبنانيين تمحورت حول أن يبادر حزب الله إلى وقف العمليات العسكرية أو خفضها للحد الأدنى ضد «إسرائيل» تزامناً مع بدء المرحلة الثالثة من الحرب الاسرائيلية في غزة وانسحاب القوات الاسرائيلية من أغلب المناطق التي دخلتها في غزة في الجنوب والشمال والوسط الى القشرة مع الاحتفاظ ببعض النقاط. وهذا متوقع أن يحصل مطلع الشهر المقبل، وهذا ما يسمح بوقف العمليات العسكرية في الجنوب والبدء بمفاوضات على الملف الحدودي برعاية أميركية. ووفق المعلومات فإن الحل الذي يتم البحث فيه بين الأوروبيين وخاصة الموفد الإسباني للمرحلة الفاصلة بين انتهاء العملية البرية في غزة وبين التوصل الى وقف مؤقت او كامل لإطلاق النار وبدء التفاوض على تبادل الأسرى.
وأنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب زيارته الى نيويورك باجتماعه بأمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحضور وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا ومساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد الخياري. كما أكد بوحبيب على تمسك لبنان بعمل قوات اليونيفيل وتنسيقها مع الجيش اللبناني، وحرص السلطات اللبنانية على سلامتها وتسهيل مهمتها، إضافة الى استعداد لبنان لتطبيق شامل ومتوازن لقرار مجلس الامن ١٧٠١ وذلك ضمن حل متكامل يضمن الاستقرار واستدامة الهدوء.
وحضرت الأوضاع الساخنة جنوباً في ساحة النجمة خلال مداخلات النواب في جلسة المجلس النيابي لمناقشة مشروع الموازنة العامة للعام 2024، وبرز موقف النائب عن بيروت نبيل بدر في مداخلته تأييد حزب الله الذي وصفه بـالمقاوم، تأييد الحرب الذي فتحها في الجنوب ضد العدو الاسرائيلي من الزاوية الأخلاقية تضامناً مع غزة ضد العدوان الصهيوني. واستطرد بدر بأن «على الدولة أن تقوم بحماية حدودها وأمنها وأمن مواطنيها، ولا يمكن أن تلزّم ذلك لأيّ حزب مهما كانت قدراته ومهما علت تضحياته».
وفيما كرّر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث تلفزيوني، أن «ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان لا يؤثر على الأحداث بشكل مباشر في قطاع غزة»، تساءلت أوساط سياسية عبر «البناء»: إذا كان ما يقوم به حزب الله غير مؤثر، لماذا كل هذه الضغوط الأميركية – الأوروبية والدولية على الحكومة اللبنانية والحجّ الدبلوماسي الى لبنان للطلب من الحزب وقف عملياته ضد العدو الإسرائيلي والابتعاد عن الحدود مسافة 7 كلم؟ ولماذا كل هذه التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الحرب على الجنوب لإبعاد «قوات الرضوان» عن الحدود؟
واعتبر جعجع بأن «كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ربط وقف النار في لبنان بوقفه في غزة غير مقبول لأنه يؤدي إلى نتائج غير محسوبة. المسؤولية اليوم تقع على هذه الحكومة رغم كل «خنفشرياتها».
وكان المجلس النيابي استأنف الجلسة الثالثة لمناقشة قانون موازنة 2024، برئاسة الرئيس نبيه بري.
وأشار النائب علي حسن خليل، خلال الجلسة الى أننا «نُجدّد الحرص على اتّفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان»، مؤكداً أننا «مع اللامركزية الإدارية الموسّعة وبتشكيل مجلس الشيوخ وبإعادة النظر بقانون الانتخابات»، ولفت خليل، الى أن «قدرنا ان نحمي وجودنا في هذا البلد ولا مجال لفكرة القوة وفائضها في علاقاتنا مع بعض ولا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات وحريصون على من نختلف معهم».
وأشار عضو تكتل «التوافق الوطني» النائب فيصل كرامي، من مجلس النواب، إلى أنّ «الحوار وحده قادر على إخراجنا من كل الأزمات»، مشيرًا إلى أنّ «كل الموازنات التي سيتم إقرارها من دون قطع حساب هي موازنات غير دستورية»، وقال: «نعم لموازنة الوقت الضائع، آملًا أن لا نصل في ظل هذه السياسات إلى زمن الوطن الضائع».
وقال الرئيس بري رداً على النائب سليم عون الذي طلب الكلام بالنظام سائلاً أين عرقل تكتل لبنان القوي انتخابات رئاسة الجمهورية: بقلك بيني وبينك.
وبعد انتهاء الجلسة المسائية، رفع رئيس المجلس جلسة مناقشة الموازنة إلى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم. ووفق ما يقول أكثر من نائب لـ»البناء» بأن مشروع الموازنة سيقر مع بعض التعديلات، وهناك شبه توافق على إقرار الموازنة لتسيير الموافق العامة والوزارات لجهة رواتب الموظفين والتقديمات الاجتماعية وتعزيز الإيرادات الضرائبية لا سيما تحسباً لأية تداعيات لتوسيع العدوان الاسرائيلي على غزة.
واعتبرت مصادر نيابية جلسات المجلس التي نقلت مباشرة على الهواء بأنها فرصة استغلها أغلب النواب لمخاطبة ناخبيهم وإطلاق المواقف الشعبوية وتوجيه الرسائل السياسية، أكثر من مناقشة حقيقية وجدية للموازنة. مشيرة لـ»البناء» الى أن النقاشات والمداخلات خلال الجلسات تعكس عمق الخلافات السياسية والمصالح الخاصة، وتركيبة المجلس الهجينة والتي لا تسمح لأي من التكتلات النيابية انتخاب رئيس للجمهورية، ما يفرض على الجميع الحوار الثنائي والوطني للتوصل الى توافق على مواصفات الرئيس المقبل والخطوط العريضة للعهد الجديد ومن ثم الانتقال الى البحث في الأسماء للاختيار منها في جلسة انتخابية.
وانطلقت لقاءات سفراء اللجنة الخماسية بشأن لبنان، وعقد لقاء أمس في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن «الخماسية لن تصبح سداسية وايران لن تُضمَّ الى اللجنة»، كاشفةً أنه «لا تباين في وجهات النظر بين السفراء والدليل لقاء اليوم (أمس) في دارة السفير بخاري الذي أوجد خطاباً سياسيا موحداً بين السفراء ولغة مشتركة بينهم».
ولفتت المعلومات، الى «تشديد على ضرورة فصل مسار غزة والميدان عن الملف الرئاسي وإصرار على وجوب انتخاب رئيس يكون حاضراً في مشهد ما بعد الحرب وفي عملية تطبيق القرارات الدولية وضمنا الـ 1701»، مضيفةً «الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان هو من سيعلن مواصفات رئيس الجمهورية في بيان مفصل عند عودته الى بيروت».
على مقلب آخر، ردّ مكتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، على السؤال الذي وجهه النائب جورج عدوان إلى وزير الداخلية خلال جلسة مناقشة الموازنة العامة، والذي «طلب فيه توضيحًا بخصوص العناصر الأمنية المحاطة برياض سلامة والتي لم تستطيع توقيفه حتى الآن»، حيث أوضح أنّه «بعد التواصل بين الوزير مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، أنه ليس برفقة سلامة أي عنصر من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إطلاقًا». وأشار إلى أنّ «قضية سلامة وتوقيفه في عهدة القضاء اللبناني».
على خط قضائي موازٍ، كشف رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، أنّ القرار في شأن الطّعن المقدّم من نواب تكتّل «لبنان القوي» بقانون التّمديد لقادة الأجهزة الأمنيّة من رتبة عماد ولواء، «سيصدر عن أعضاء المجلس قبل نهاية الشّهر، والأرجح الخميس أو الجمعة المقبلَين، ونحن الآن في مرحلة المذاكرة بعد تقديم المقرّر تقريره».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram