افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 9 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الثلاثاء 9 كانون الثاني 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هوكشتين: مهمتي لا تشمل مزارع شبعا

 

 في المبدأ، لا ترتيبات سياسية في الجنوب قبلَ وقف الحرب على غزة. خلاصة ليست تحليلية، بل مبنية على الربط الذي أكّد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة، الجمعة الماضي، وما يسمعه الموفدون الغربيون من الحزب عبرَ وسطاء أو مباشرة، وآخرهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال لقائه النائب محمد رعد.وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقناة «الحرة»، أمس، إن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين الذي زار تل أبيب الأسبوع الماضي «سيصل إلى بيروت خلال هذا الأسبوع»، وإن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستصل إلى لبنان اليوم. وعلمت «الأخبار» من مصادر سياسية رفيعة المستوى أن «هوكشتين سيستبق زيارته بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في إحدى العواصم الأوروبية»، مشيرة إلى أن «التواصل الهاتفي بينهما قائم، وسبقَ أن التقيا قبل مدة في دبي».

الإعلان عن زيارة هوكشتين استوقف الأوساط السياسية نظراً إلى عدم توفر معطيات حول وجود أرضية لأي حلّ سياسي، خصوصاً أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أعلن مع وزير حربه يوآف غالانت، في بيان مشترك أمس، أن «الحرب لم تقترب من نهايتها لا في غزة ولا على الحدود الشمالية» مع لبنان. وربطاً بالقاعدة التي وضعها السيد نصرالله بعدم البحث في أي حلول قبل وقف العدوان على غزة، طُرحت علامات استفهام حول جدوى الزيارة، خصوصاً أن الوسيط الأميركي نُصِح بعدم القيام بها في حال لم تتوافر ظروف الحل. فيما أشارت مصادر إلى أن واشنطن تبدو أكثر اقتناعاً بأن الخيار العسكري لن يكون مريحاً لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله، وهذا ما يدفعها إلى دعم التفاوض على وضع أسس لاتفاق سياسي قابل للتحقق.

عملياً، سيتلقّى هوكشتين مطالب لبنان وفق الآتي:

أولاً، حسم لبنانية النقطة B1 في رأس الناقورة، ما يعني تعديل السيادة على شريط الطفافات البحرية قبالة ساحلَي لبنان وفلسطين المحتلة. وهو أمر ظل عالقاً بعد التفاهم على الحدود البحرية، إضافة إلى استعادة لبنان سيطرته على كامل نفق الناقورة. والتأكيد على ضمان عدم خرق العدو الخط الأزرق براً أو بحراً أو جواً.

ثانياً، تثبيت لبنانية النقاط البرية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق الممتدّ من الناقورة حتى خراج بلدة الماري (الغجر). وهنا تبرز قضية سكان الجانب الشمالي من بلدة الغجر، الذين نقلت استطلاعات رغبتهم بالبقاء في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل. وبالتالي، يُطرح السؤال عن مصير المباني التي قد يلجأ العدو إلى تدميرها بالكامل، لضمان عدم استخدامها لاحقاً.

ثالثاً: إعادة تفعيل العمل بالتفاهم البحري لناحية إطلاق عمل شركة «توتال» للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية المحاذية للحدود مع فلسطين.

وفيما يصرّ لبنان على أن يشمل أي تفاهم تثبيت لبنانية مزارع شبعا وانسحاب العدو منها، علمت «الأخبار» أن هوكشتين أبلغ الوسطاء، بأن مهمته محصورة بالخط الأزرق، وأن ملف مزارع شبعا ليس مُدرجاً على جدول أعماله، معتبراً أن الحل بشأنها مسألة لبنانية – سورية.

بناءً عليه، يُمكن القول إن الاقتراح الأميركي باتَ معروفاً ويتصل بالنقاط البرية والبحرية التي لم تُحسم، مع تحييد مزارع شبعا نظراً إلى التشابك مع سوريا، وعودة شركات التنقيب للعمل، وهو اقتراح تعتبره واشنطن أفضل وسيلة لتجنّب الحرب بين لبنان وإسرائيل. لكنّ هذا الحل تربطه مصادر سياسية ليسَ بالحل في غزة، وحسب، إذ لفتت إلى أن «هذه الأمور تحتاج إلى استقرار سياسي داخلي يتصل بملف رئاسة الجمهورية والحكومة والوضع الاقتصادي»، مشيرة إلى أن «النقاش حولها ليس متوقّفاً، بل إنه مفتوح وتتولاه على خط موازٍ اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني».

وفيما سيشهد لبنان حراكاً جديداً يبدأ مع وزيرة الخارجية الألمانية اليوم، تصل إلى بيروت السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الخميس، على أن تمارس دورها كقائمة بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد تقدّم له أوراق اعتمادها، لكنها وفقَ ما نقلت مصادر دبلوماسية «ستبدأ جولة على القوى السياسية في سياق ضبط التصعيد على الجبهة الجنوبية».

***********************

افتتاحية صحيفة النهار

“حل ديبلوماسي” على وقع طبول الحرب؟

اذا كانت “عملية” القرصنة الإلكترونية لمطار رفيق الحريري الدولي مساء الأحد زادت الشكوك والمخاوف حيال “إيحاءات” تحضيرية لمخطط حربي #إسرائيلي ضد لبنان، حتى لو لم تنكشف بعد أي دلائل وقرائن تكشف الجهة التي تقف وراء الخرق، فان الوقائع الميدانية الجارية “في الميدان” الجنوبي وعبره، زادت هذه المخاوف في ظل التصعيد الذي شهدته ألمواجهات في الأيام الأخيرة ولا سيما مع استهداف إسرائيل امس مسؤولا ميدانيا كبيرا في “الحزب” انتقاماً لقصف الحزب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية الجمعة. ولكن اللافت في هذا المشهد تمثل في تصاعد ملحوظ للكلام عن الحل الديبلوماسي للازمة وسط العد العكسي لانفجار حربي واسع محتمل، وهو مسار مواز للتصعيد الميداني بات يتعين التركيز عليه بقوة في ظل الحركة الديبلوماسية المحمومة التي تشهدها المنطقة بدفع قوي واستثنائي بل بدور قيادي من الولايات المتحدة ولو بمساهمات أوروبية متعددة الامر الذي تجسده الجولة الراهنة الجارية لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في المنطقة. ولخص بلينكن نفسه هذا المسار بإعلانه ان ليس من مصلحة لبنان او إسرائيل او “الحزب” تصعيد الصراع.

 

وفيما تتصاعد هذه الحركة مجسدة السباق بين الديبلوماسية والمواجهات العسكرية والميدانية في غزة و#جنوب لبنان، علمت “النهار” ان السفيرة الأميركية الجديدة المعينة في لبنان ليزا جونسون ستصل بعد غد الخميس الى بيروت للشروع في مهمتها الجديدة فيما سيلي وصولها بسرعة وصول الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس #هوكشتاين الى بيروت لاستئناف المهمة البارزة التي بدأها في تل ابيب قبل أيام ساعيا الى منع توسع المواجهة الحربية الواسعة من غزة الى لبنان .

 

ولعل ما جسد بوضوح هذا السباق “المصيري” بين الديبلوماسية والحرب حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي امس عن معالم الحل المطروح لبنانيا كما عن تلقي “عرض” بحل مقترنا بتأكيده لعودة هوكشتاين هذا الأسبوع. وقد صرح ميقاتي في حديث الى قناة “الحرة”: “اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة”. وشدد على” أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة”. وكشف ان مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، “وسنبحث معه في كل هذه المسائل”. وقال: “لقد ابلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701″.

 

وكشف :”إننا تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح الحزب”.

 

ولم يكن خافيا ان حديث المفاوضات لا بد من ان يثير تساؤلات وشكوكا اثارها رئيس حزب “القوات اللبنانية”#سمير جعجع اذ قال امس :”رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلأً عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الحالية. #رئاسة الجمهورية في لبنان موضوع مهمّ جدًّا، وموضوع قائم بحدّ ذاته”.

 

في الميدان

 

في غضون ذلك سجل تطور ميداني خطير جديد امس تمثل في مقتل #وسام الطويل الذي يوصف بانه من كبار القادة الميدانيين في “الحزب” . فقد نفذت مسيرة اسرائيلية غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، ادى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الاسعاف والاطفاء من الدفاع المدني و كشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر وعملوا على اخماد النيران . وقتل في الغارة المسؤول الميداني وسام الطويل الملقب بـ”جواد”، وشخص ثان. وفيما نعاه “الحزب” اشارت وسائل اعلام إسرائيلية الى ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على قاعدة ميرون الجوية يوم السبت. وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المستهدف “كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات الحزب في الجنوب وقد قُتل إلى جانب عنصر آخر في الحزب” . وعرّفت مصادر أمنية أخرى تحدثت لوكالة “رويترز”، بأن المسؤول هو وسام الطويل، وهو يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن قوة الرضوان. وأكّد أحد المصادر الأمنية لـ”رويترز” أن “هذه ضربة مؤلمة للغاية للحزب”، في حين قال آخر إن “الأمور سوف تشتعل الآن”. وتأتي هذه العملية على وقع تصعيد متزايد على جانبي الحدود، لا سيّما أن الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري مع ستة آخرين الثلثاء الماضي بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “الحزب”. ووفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس فانه منذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 181 شخصا في لبنان، بينهم 153 عنصرا من الحزب، وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

وسجل امس أيضا قصف إسرائيلي لبلدة عديسة بالقذائف الفوسفورية كما استهدف القصف مؤسسة تجارية على طريق العديسة، وأدى إلى اندلاع النيران فيها واستهدف الجيش الاسرائيلي رويسة حولا عند اطراف بلدتي حولا وميس الجبل بالقصف المدفعي. في المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف ‌موقع حدب ‏البستان وموقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا وتجمعا للجنود الإسرائيليين في شتولا وتجمعا اخر في محيط جل العلام .

 

اختراق المطار

 

الى ذلك لم تتوصل التحقيقات المستمرة في اختراق امن المطار السيبيراني اول من امس بعد الى نتائج حاسمة تكشف الجهة التي تقف وراء الخرق ولو ان الشبهات تتركز على إسرائيل. وأعلن امس وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية في مؤتمر صحافي ان” المطار يعمل بشكل طبيعي، ولم يكن هناك اي مشكلة في ما خصّ الرحلات الجوية”، موضحاً ان “حوالي 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ”. وقال: “اننا ادارة رسمية وعلينا تفعيل الامن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها”. وأوضح ان”هناك اجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الاضرار”. ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: “العمل جار مع الاجهزة الامنية المختصة، والاجابة ستكون خلال ايام لتحديد اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً”. واعلن ان “التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان”

 

وقد عادت شاشات المغادرة والوصول في المطار إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهرامس. وجال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن مع الصحافيين في أرجاء المطار للتأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها. وصرح الحسن بان “الشاشات عادت للعمل بشكل طبيعي أما جرارات الحقائب فنعمل على اعادة وضعها للشكل الطبيعي بشكل تدريجي وحاليا يُشغّل التفتيش يدوياً أما السكانر فلم تتأثر”.وقال ” حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل”.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

إسرائيل تغتال قائد “الرضوان” وتتوعّد بيروت بـ”copy-paste” لحرب غزة

ميقاتي يُلاقي الخطّة الأميركية: حلّ شاملٌ للسلاح والحدود

 

دخل لبنان على ما يبدو مرحلة حرجة جداً، ارتباطاً بالتطورات الميدانية والديبلوماسية المتلاحقة. وأتت المواقف التي أعلنها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس كي تحدّد معالم هذه المرحلة انسجاماً مع تحرك أميركي على أعلى المستويات من أجل منع انزلاق لبنان الى حرب تهدّده بها إسرائيل. وزاد حراجة الظروف التي ترافق مساعي الحل اغتيال إسرائيل قائد فرقة «الرضوان» النخبوية في «الحزب»، كما قالت وكالة «رويترز». وهو حدث أمني وضع في مصاف اغتيال إسرائيل القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قبل أسبوع.

 

ماذا في التحرك الأميركي الذي سيشمل لبنان وإسرائيل معاً؟ البداية من المعلومات التي رافقت وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل ابيب مساء أمس في زيارته الخامسة منذ اندلاع الحرب في غزة. فقد أفادت بأنه انطلاقاً من بدء اسرائيل ما يشار إليه باسم «المرحلة الثالثة» من الحرب، سيسعى الوزير الأميركي كي تعلن الدولة العبرية بدأها رسمياً. وهذا الاعلان من شأنه أن يمنح الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصر الله «فرصة تهدئة الوضع، ما من شأنه أن يمهد الطريق لخطة المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين»، الذي سيزور بيروت هذا الأسبوع، كما صرّح ميقاتي أمس لقناة «الحرّة» التلفزيونية. وقال ميقاتي رداً على سؤال: «تلقينا عرضاً بالانسحاب الى شمال الليطاني، لكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح «الحزب».

 

وأورد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» ما أذاعته «القناة 12» الإسرائيلية أنّ بلينكن «سيجلب هذا الاقتراح المثير، من أجل إعطاء نصرالله، على ما يبدو، السُلّم للنزول».

 

ومن التطورات السياسية الى الميدانية، فقد أفادت «رويترز» أنّ إسرائيل اغتالت وسام طويل الذي كان قائداً لقوات «الرضوان» التابعة لـ»الحزب»، وأكبر ضابط في «الحزب» قتل حتى الآن في الصراع، وهو لعب دوراً قيادياً في توجيه عملياته في الجنوب.

 

وقال مصدر أمني لبناني لـ «وكالة فرانس برس»، إنّ طويل «قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم» الواقعة على بعد حوالى 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.

 

ونشر الإعلام الحربي لـ»الحزب «مجموعة صور لطويل يظهر في إحداها وهو يجلس الى جانب قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وفي صور أخرى مع عدد من قيادات «الحزب»، بينهم أمينه العام السيد حسن نصرالله.

 

وفي سياق متصل، واستباقاً لمحادثات بلينكن في تل ابيب وزيارة هوكشتاين لبيروت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت في بيان مشترك، أن الحرب في الجنوب في قطاع غزة، وفي الشمال على حدود لبنان «ستستمر شهوراً عديدة».

 

وخلال زيارة مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل قال نتنياهو لجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي:»الحزب» ارتكب خطأً كبيراً معنا عام 2006 وهو يرتكب خطأً الآن، لقد اعتقد أننا مثل شبكة العنكبوت».

 

أما وزير الدفاع غالانت، فقال إنّ المواجهات الحالية قد تؤدي الى تكرار حرب غزة في لبنان، وتحديداً بيروت، مستعملاً عبارة بالانكليزية:» copy-paste Gaza war to Beirut أي «نسخ ولصق» تلك الحرب.

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مقتل قيادي في «الحزب» بضربة إسرائيلية

لبنان يسعى للتهدئة ويشدد على حل شامل من ضمنه السلاح

 

يسعى لبنان الرسمي للتهدئة وعدم توسعة الحرب عبر اتصالات ولقاءات يعقدها مسؤولوه في وقت استهدفت فيه إسرائيل، أمس (الاثنين)، قيادياً في «الحزب هو الأعلى رتبة بين القتلى الذين سقطوا في صفوفه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

ونعى «الحزب»، في بيان له، «القائد وسام حسن طويل» الملقب بـ«الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها وصف «قائد» من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وقد أجمعت المعلومات على أن الطويل هو قائد في «قوة الرضوان»، بينما قال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات (الحزب) في الجنوب»، في حين نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها إن مقتل الطويل «ضربة مؤلمة جداً»، مرجّحة أن يؤدي ذلك إلى تصاعد المواجهات بين «الحزب» وإسرائيل، لا سيما أن اغتياله جاء بعد نحو أسبوع على اغتيال نائب رئيس حركة «حماس» صالح العاروري في معقل «الحزب» في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

في الأثناء، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استعداد لبنان «للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية واتفاق الهدنة والقرار 1701». وأكد، في لقاء مع قناة «الحرة»، أن لبنان «يشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح (الحزب)».

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

ملفات الداخل تتراجع… وهوكشتاين آتٍ.. والبابا لوقف النار على كل الجبهات

كلّ الملفات الداخلية مجمّدة حتى إشعار آخر؛ فلا مبادرات حقيقية في الوقت الحالي لإعادة تحريك الملف الرئاسي برغم ما يُقال عن هذا الملف في الداخل والخارج، ولا نوايا جدية لحسم موضوع التعيينات العسكرية، وبات الداخل اللبناني منضبطاً بالكامل على وقائع الميدان العسكري على حدود لبنان الجنوبية، التي بدأت في الايام الاخيرة تسلك مسارا تصاعديا يعزّز احتمال الحرب الواسعة. في وقت تتكثّف فيه التحذيرات الدولية من مخاطر إشعالها بالتوازي مع حراك ديبلوماسي دولي على اكثر من خط لاحتواء التصعيد، وكذلك الدعوات المتتالية الى تجنّب إشعال الحرب، وآخرها دعوة قداسة البابا فرنسيس الى «وقف إطلاق النار على كل الجبهات بما في ذلك لبنان».

وربطاً بهذا التجميد، حَسمت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» انّه على الرغم من كلّ ما يقال حول أولويّة الملف الرئاسي، فليس في أفق هذا الملف ما يعوّل عليه لا من الداخل ولا من الخارج لتحريكه في اتجاه الحسم وانتخاب رئيس للجمهورية، حيث أنّ التطورات الحربية على حدود لبنان دفعت بهذا الملف مسافات بعيدة الى ما وراء الاحداث، وبالتالي ليس مطروحاً في هذه الفترة على مائدة الاولويات».

 

وفيما بَدا ممّا كشفته المصادر المذكورة أنّ إقامة الملف الرئاسي طويلة على رصيف الانتظار، ريثما تحين اللحظة التي يشعر فيها اللاعبون الداخليون والخارجيون على الحلبة الرئاسية بأنّ إعادة تحريك هذا الملف ممكنة عبر مبادرات وجولات ومشاورات مكوكية لموفدين فرنسيين او قطريين، فإنّ مصدراً حكومياً أكد لـ»الجمهورية» أنّ عدوى الانتظار قد أصابت ايضاً ملف التعيينات العسكرية التي رَحّلتها التعقيدات والنكايات الى أجل غير مسمّى». فيما قال مصدر وزاري مواكب لملف التعيينات لـ»الجمهورية»: حتى الأمس القريب كانت ثمّة محاولات لإنضاج هذا الملف، ولكن نتيجة للتعقيدات التي تحيط به تم تجميده، اسمع بعض الكلام عن أنّ هذا الموضوع سيطرح في جلسة مجلس الوزراء، لكن على حد علمي لا شيء ناضجاً حتى الآن حول هذا الموضوع، وما يجري البحث فيه حالياً هو محاولة الانتهاء من قانون موازنة العام 2024 قبل نهاية الشهر الجاري».

 

مخاطر الحرب

هذه الصورة الداخلية المشوّهة بالمشاحنات السياسية والمكايدات والمزايدات وبالامعان في تعطيل الملفات الاساسية، تعكس بلا أدنى شك انفصال مكونات التعطيل عن الواقع، في لحظة بات فيها لبنان معلّقاً بحاضره ومستقبله، بل بمصيره، بشعرة رفيعة فوق آتون حرب تتهدده، انطلاقاً من الجبهة الجنوبية التي تشهد غلياناً خطيراً، وكثافة ملحوظة في العمليات العسكرية والقصف المتبادل بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي، والذي بدأ يطال مناطق بعيدة عن خط الحدود.

 

فالميدان العسكري تتراكم فيه شرارات اشتعال الحرب الواسعة، عبر توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها، سواء باستهدافها المدنيين وأحياء البلدات الجنوبية بالقصف المدفعي والغارات الجوية والقنابل الفوسفورية الحارقة، او عمليات الاغتيال التي طالَت بالأمس قياديا ميدانيا بارزا في «الحزب» هو الشهيد وسام حسن الطويل (جواد) في بلدة خربة سلم. ويتوازى ذلك مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضد «الحزب» ولبنان، والتي تقابل فيها اسرائيل كل الدعوات الخارجية، لا سيما الاميركيّة، بعدم توسيع دائرة الصراع.

 

وكان الميدان العسكري قد شهد توترا متصاعدا منذ ساعات الصباح الاولى ليوم امس، حيث كثّف الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على البلدات اللبنانية، واستهدف بالقصف أطراف بليدا ومارون الراس، المدخل الجنوبي لبلدة الخيام بقذائف فوسفورية، بلدة العباسية، وأقامَ غارتين على خراج بلدة الوزاني، اطراف ميس الجبل، حولا، يارين، علما الشعب، كفر شوبا، غارة على اطراف الهبارية، جبل بلاط، مروحين، اطراف طير حرفا، الجبين، بيت ليف، راميا، عيتا الشعب، اللبونة، الناقورة، اطراف بلدة رميش. كذلك نفّذ غارة على احد منازل الضهيرة، و4 غارات على خلة وردة. وفي غضون ذلك، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيّارة من نوع «CRV» في خربة سلم ما أدى الى استشهاد القيادي في «الحزب» وسام الطويل الذي نعاه الحزب، وسيتم تشييعه في مجدل سلم عند الواحدة والنصف بعد ظهر امس.

 

وعلى أثر الاغتيال، نقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤول امني كبير بأنّ لدينا اشارات الى احتمالية اطلاق واسع للصواريخ الليلة رداً على عملية الاغتيال في لبنان.

 

في المقابل أعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع رويسات العلم، وموقع حدب البستان، وتجمّعاً لجنود العدو في محيط موقعَي جل العلام وشتولا. واعترف الاعلام الاسرائيلي بسقوط جريحين احدهما جندي. فيما اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة قبل 10 دقائق من وصول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إليها نهار امس.

 

من هو وسام حسن طويل؟

بعد اغتيال العدو للشهيد وسام حسن طويل ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت. وانه من وجهة نظر الحزب ، هذه عملية إغتيال أخطر بكثير من عملية إغتيال صالح العاروري..

 

وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المستهدف كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات الحزب في الجنوب، وقد سقط إلى جانب عنصر آخر في الحزب بغارة إسرائيلية.

وعرّفت مصادر أمنية أخرى تحدثت لوكالة رويترز، بأن وسام الطويل، الملقب بـ جواد الطويل، يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن قوة الرضوان.

 

وأكّد أحد المصادر الأمنية لوكالة «رويترز» أن هذه ضربة مؤلمة للغاية للحزب، في حين قال مصدرامني آخر إن الأمور سوف تشتعل الآن..وذكرت الوكالة ان «الاستراتيجية الإسرائيلية الآن هي الانتقام من الحزب».

 

الأميركيون يمنعون الحرب

على أنه بالرغم من هذه الاجواء الحربية، فإنّ الاجواء الديبلوماسية ما زالت تستبعد خيار الحرب. وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ أحد كبار المسؤولين تلقّى من سفارة احدى الدول الكبرى في بيروت ما يفيد بأنّ احتمالات الحرب، ورغم ارتفاع وتيرة التوتر على جبهة لبنان، ما زالت ضعيفة. فواشنطن لا تريد للحرب أن تتوسّع دائرتها، بل تمنع حصولها، ولهذه الغاية تواصل ضغوطها وجهودها لاحتواء التصعيد خصوصاً على جبهة لبنان، وهذا الموضوع من ضمن جدول اعمال وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن، الذي سيطرحه في زيارته الخامسة الى اسرائيل».

 

يتزامن الحراك الاميركي مع تشكيك الصحافة الاميركية بنجاح اسرائيل في ايّ حرب مع «الحزب»، وفق ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» مستندة الى تقييم استخباري أميركي يفيد بأنّ «نجاح إسرائيل في حرب ضد «الحزب» وسط القتال المستمر بغزة سيكون صعباً»، معتبراً انّ «حديث إسرائيل عن توسيع الحرب لتشمل لبنان يثير قلق الولايات المتحدة».

 

وفي سياق متصل، أعلن السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري اننا «تلقّينا قبل 10 أيام رسالة أميركية عبر دولة خليجية تعرض تسوية بشأن المنطقة برمّتها»، لافتاً الى انّ «دولة خليجية سَلّمتنا رسالة واشنطن وأرسلت وفداً رفيعاً لطهران لمناقشة تفاصيل الرسالة».

 

وأوضح «انّ رسالة أميركا تضمنت عرضاً يبدأ بعدم توسيع دائرة الحرب كأرضية لحل أزمات المنطقة». واشار الى انّ «ردّنا على العرض الأميركي كان أن قرار حلفائنا السياسي مستقل ولا نقرر بدلاً عنهم، ولهم حق تقرير مصيرهم ومصير شعوبهم».

 

نعمل لحلٍ سياسي

وفي وقت يتواصل فيه مجيء الموفدين الى بيروت، حيث من المقرر ان تصل اليوم وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ولقد سَبقتها أنباء عن أنّ في جعبتها مقترحا إسرائيليا بنشر قوات ألمانية بصلاحيات عسكرية على الحدود مع لبنان، كما يصل وكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، أكّد لبنان الالتزام الكلي بالقرار 1701.

 

وكشفَ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب مرتبط تطبيقه بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة».

 

وشدد على «أن المطلوب هو اعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجاً، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وكشفَ انّ مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكستاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل.

 

وأشار الى أنّ التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب «الحزب» الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدّد نحن على أنّ هذا الامر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلّها ووَقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية».

 

وأوضح ميقاتي «أننا تلقّينا عرضاً بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح الحزب. وكشف انّ «هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل».

 

واشار الى أنّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تحدث عن ضرورة التنَبّه لعدم توسيع الحرب. ونحن شدّدنا على أننا نمدّ أيدينا الى المجتمع الدولي سعياً لإرساء الاستقرار في المنطقة، واذا استطعنا تحصيل حقوق لبنان، فإنّ «الحزب» لا هدف له الّا المصلحة اللبنانية.

 

المرّ

وفي السياق، زار دولة الرئيس الياس المر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق، يرافقه النائب ميشال المر، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية قبل ظهر أمس، حيث هنأاه بالسنة الجديدة وبحثا معه في المستجدات السياسية، والجهود المبذولة دولياً وإقليمياً ومحلياً لمساعدة لبنان في مواجهة التحديات، لا سيما منها الناجمة عن العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان.

 

جديد التهديدات

على أنّ هذه الجهود لاحتواء التصعيد، تقابَل بتهديدات اسرائيلية، جديدها جاء على لسان مسؤولين اسرائيليين يقولون انّ عمليات الجيش الاسرائيلي يجب ان تتحول من الدفاع الى الهجوم، وانّ الديبلوماسية لن تنجح مع «الحزب»، وان «الحزب» يجب أن يدفع ثمناً مؤلماً ويشعر بالضغط». كذلك على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال زيارة له الى مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان، حيث قال خلال تفقّده لواء «حيرام 769»: «إخترتُ القدوم إلى كريات شمونة في اليوم الذي نتعرّض فيه للقصف، بالنيران المضادة للدبابات. إنني أقدّر بشدة الخدمة التي تقدّمونها أنتم وأصدقاؤكم هنا لحماية حدودنا الشمالية ولإرسال رسالة إلى الحزب».

 

اضاف: «سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والسماح لعائلاتكم، لأنّ العديد منكم من السكان المحليين، بالعودة إلى ديارهم بأمان ومعرفة أنه لا يمكن العبث بنا. سنفعل كل ما يتطلبه الأمر. وبطبيعة الحال، نحن نفضّل أن يتم ذلك من دون حملة واسعة النطاق، لكنّ ذلك لن يوقفنا».

 

وقال: «لقد أخطأ «الحزب» الحسابات في حقنا في عام 2006، وحتى اليوم هو يرتكب خطأ كبيراً في تقدير فعاليّتنا. لقد ظن أننا «شبكات عنكبوت»، وفجأة رأى، يا له من «عنكبوت». فهو يرى هنا قوة هائلة، وتوحيد شعب، وإصرارًا على القيام بكل ما هو ضروري لاستعادة الأمن في الشمال، وأنا أقول لكم: هذه هي سياستي. لقد ضربنا له مثالاً عمّا يحدث لأصدقائه في الجنوب (غزة) وهو ما سيحدث هنا في الشمال. سنفعل كل ما بوسعنا لاستعادة الأمن».

 

وكان نتنياهو قد أبلغ هوكشتاين أنّ «إسرائيل ملتزمة بإحداث تغيير جذري في الوضع الأمني على حدودها الشمالية مع لبنان، يجب استعادة الأمن على الحدود الشمالية حتى يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة، والذين يقدّر عددهم 100,000، من «العودة إلى منازلهم والعيش في أمان».

وفي السياق ذاته، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «الحزب» من مغبة الإصرار على عدم سحب قواته من الحدود في إطار اتفاق دبلوماسي، مؤكداً أنّ ذلك سيعني حرباً بالنسبة إلى اسرائيل.

 

وأشار غالانت، في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال، إلى أنّ مصدر قلقه المباشر الآخر هو الحدود الشمالية، حيث سيتمّ نشر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين في حالة نشوب صراع مع «الحزب»، موضحاً أن «الأولوية ليست الدخول في حرب مع «الحزب»، ويجب أن يتمكّن 80 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان»، مشيراً إلى أنه «إذا لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكناً من خلال انسحاب قوات الحزب، فإنّ إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري».

 

وأضاف: «نحن على استعداد للتضحية، إنهم يرون ما يحدث في غزة، إنهم يعرفون أنه يمكننا إحداث ذلك في بيروت».

 

مستشفيات الشمال

واللافت في هذا السياق ما أوردته صحيفة يديعوت احرونوت، أمس، بأنه في حال اندلعت حرب في الشمال، فإنه من المتوقع أن يتم إجلاء الجنود الاسرائيليين عبر المروحيات الى مستشفيات وسط البلاد، حيث لن تتمكن مستشفيات الشمال من استيعاب عدد كبير من الجنود المصابين جرّاء القتال مع «الحزب».

 

«الحزب»: سقط العدو

الى ذلك، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: إنّنا الآن نشهَدُ السقوط التنازلي للعدو الإسرائيلي رغم الحماية الدولية لمشروعه ولكيانه».

أضاف رعد خلال الحفل التكريمي الذي نظّمه «الحزب» للشهيد إبراهيم عفيف فحص في بلدة جبشيت: «العدوّ الإسرائيلي يهوّل علينا بتوسِعة نطاق الحرب وبالتهديد بأنه سيشنّ حرباً واسعة، وسيلجأ إلى الخيار العسكري إذا لم تنفع السّبل السياسية في تحقيق أهدافه ومآربه ومطالبه ومزاعمه وأوهامه التي يريد من خلالها أن يُهجّر أبناء الجنوب، وتأتي الوفود لتقنعنا بأنه يجب أن لا ندع فرصة لتوسّع نطاق الحرب».

وأكد اننا «لا نريد توسّع نطاق الحرب لكن نريد أن يتوقف العدوان، ولا أحد يبحث معنا في أيّ أمرٍ يتّصل بساحتنا اللبنانية قبل أن يوقِف العدو عدوانه». وسأل: «إذا لم تستطيعوا أن تمونوا على الإسرائيلي بأن يوقف عدوانه على غزة لماذا تأتون إلينا؟».

وختم قائلاً: «إذا أردتم حرباً واسعة تعتدون فيها على بلادنا فسنذهب فيها إلى النهاية. نحن لا نخاف تهديدكم ولا قصفكم ولا عدوانيّتكم، وحَضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام».

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء
 

الدبلوماسية الدولية تسابق التدهور الميداني: العودة إلى اتفاقية الهدنة

تعزية باسيل لقائد الجيش تُنهي القطيعة.. والحزب ينعى وسام الطويل مهندس استهداف القاعدة الجوية

 

مع اقتراب حرب غزة من المائة يوم، تبدو الساحة الجنوبية تسير، يوماً إثر يوم، متثاقلة او متسارعة باتجاه انهيار ضوابط قواعد الاشتباك، في ظل اوضاع مأزومة لا تقتصر على طرف بحد ذاته، وإن كانت اسرائيل أكثر تأزّماً، بعد عملية الحزب ضد قاعدة مون ميرون، التي تتحكم بحركة الطيران الحربي الاسرائيلي في الجنوب وعموم المنطقة الممتدة الى سوريا.

وفي اليوميات الامنية البالغة التعقيد، نعى الحزب القيادي الكبير في الحزب الشهيد وسام حسن الطويل (الملقب بالحج جواد)، الذي استهدفته مسيَّرة اسرائيلية عند العاشرة والربع من صباح امس في بلدته خربة سلم، لتسارع وسائل اعلام اسرائيلية وتعلن ان الشهيد الراحل هو المسؤول عن اطلاق الصواريخ الـ62 على القاعدة الجوية ميرون السبت الماضي.

واذا كانت المقاومة لم تتأخر بالرد باستهداف رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع حدب البستان بالصواريخ المناسبة.بقي العمل السيراني المتعلق بالقرصنة في مطار رفيق الحريري والذي حصل بعد ظهر امس، في واجهة المتابعة، وإن كان وزير الاشغال علي حمية اعلن بعد عودة المطار الى العمل «ولا مشكلة في ما خص الرحلات الجوية» (حسب حمية) الذي اوضح ان «حوالى 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ». وقال: اننا ادارة رسمية  وعلينا تفعيل الامن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها.

اضاف: هناك اجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الاضرار. ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: العمل جار مع الاجهزة الامنية المختصة، والاجابة ستكون خلال ايام لتحديد ما اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً. واعلن ان «التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان».

وسيحضر الوضع في ما تعرض له المطار من هجوم سيراني ادى الى تعطل شاشات الوصول والمغادرة، فضلاً عن نظام الحقائب على جدول اعمال اول مجلس وزراء، يجري التحضير له الاسبوع الحالي، بانتظار استكمال جدول الاعمال، وطبيعة الملفات التي ستطرح، ومن بينها التعيينات في رئاسة الاركان والمجلس العسكري، وبت الزيادات المقترحة على رواتب العاملين في القطاع العام ومعاشات التقاعد.

وعلمت «اللواء» من مصادر وزارية ان انعقاد جلسة مجلس الوزراء لم يتقرر، بعد وبالتالي لم يتبلغ الوزراء بموعدها.

 

باسيل يعزي عون

والابرز على صعيد الحركة السياسية، حضور رئيس  التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى صالون كنيسة سان تريز – الفياضية، لتقديم التعازي لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، والذي كان واصل تقبل التعازي بوفاة والدته هدى ابراهيم مخلوطة، ومن ابرز المعزين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الرئيسين أمين الجميّل وميشال عون ووفد يمثل المطارنة الكاثوليك، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وملحقون عسكريون عرب واجانب وشخصيات اجتماعية.

احتواء التصعيد

جنوباً، وفيما اعتبر الرئيس نبيه بري ان رد المقاومة على اغتيال الشيخ صالح العاروري يساوي 10/10، مضيفاً ان العدو قرأ الرسالة جيداً، والجنون الذي نشهده منذ يومين تعبير عن الألم الذي اصابه، تركزت حركة الموفدين الدوليين، فضلاً عن الحركة الدبلوماسية على احتواء لهب الحرب الدائرة عند الحدود الجنوبية، منعاً لامتدادها على ساحات يصعب السيطرة عليها.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاشتباكات في الجبهة الجنوبية والتي حضرت بندا أساسيا للنقاش في زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل إلى بيروت ،تتحول رويدا إلى نوع متطور مع مرور الأيام وأشارت إلى أن تكتيكات استراتيجية يتم اتباعها من قبل الحزب والعدو الإسرائيلي ما يدفع إلى السؤال عن إمكانية الانتقال إلى مرحلة أكثر خطورة لاسيما إذا لم يأت الحل الديبلوماسي الذي يعمل عليه بثماره.

‎ولفتت هذه المصادر إلى أن بوريل حذر من اتساع رقعة الحرب وأكد أنه لا يحمل أي مسعى إنما يرغب في إنهاء التوتر والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١، مؤكدة أن هذا التحذير ليس جديدا وإن الترقب سيد الموقف لزيارات عدد من المسؤولين إلى المنطقة وما قد تخرج عنها لجهة إمكانية التوصل إلى تفادي توسيع رقعة الحرب.

وكشفت مصادر ديبلوماسية ان جولة مسؤول السياسية والخارجية في الإتحاد الاوروبي بوريل على المسؤولين اللبنانيين،تناولت مجمل العلاقات بين لبنان والاتحاد  على كل المستويات، والاوضاع السياسية بما فيها أزمة الانتخابات الرئاسية والازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، وموضوع النازحين السوريين وكيفية معالجة الاوضاع المتدهورة جنوبا بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت  ان زيارة المسؤول الاوروبي للبنان حققت اختراقا بلقائه مع  وفد من الحزب للإطلاع منه على موقف الحزب من مجريات الاشتباكات الدائرة في الجنوب مع الجيش الاسرائيلي وارتباطها بالحرب في غزة، وخلص الى انه من الصعب وقف التدهور الحاصل بمعزل عن توقف الحرب في غزة كليا .ولكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان، من خلال السعي لتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١ من قبل جميع الاطراف.

واضافت  ان بوريل ناقش بانفتاح  موضوع النازحين السوريين، على عكس لقائه السابق مع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب في بروكسل، ابدى تفهما لوجهة النظر الحكومية بخصوص معاناة لبنان جراء أزمة النازحين السوريين الضاغطة بكل المجالات وضرورة مد يد المساعدة والتعاون لمعالجة هذه الازمة، وابدى استعداده لبحث افضل السبل لمساعدة لبنان ليتمكن من التخفيف من وطأة هذه الازمة. لكنه اعتبر ان الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها المنطقة حاليا وتعدد وجهات النظر بين دول الاتحاد بخصوص موضوع اللاجئين السوريين تقف حائلا دون الاتفاق على حلول لهذه الازمة.

وكشف النقاب عن ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يعمل على اعداد خطة تتضمن معالجة الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل.

وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ان هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، ومعه سنبحث كل المسائل.

واضاف ميقاتي: نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، مشدداً على ان «المطلوب اعادة احياء اتفاق الهدنة وتطبيقه واعادة الوضع في الجنوب الى ما كان قبل العام 1967، واعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة.

واشار:«نحن نعمل على حل ديبلوماسي ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة».

‎وردا على سؤال قال: «التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب الحزب الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الامر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلها  ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية».

‎وتابع: «تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح الحزب».

وكان ميقاتي بحث الاوضاع الجنوبية والتحركات الدبلوماسية مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي اعلن انه جرى عرض الوضع في الجنوب، والمساعي القائمة، بدءاً من لقاءات ‎الاسبوع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي وبحثنا الوضع في الجنوب كما سنلتقي وزيرة خارجية ألمانيا، وكما هو معروف فإن الولايات المتحدة أوكلت الى أموس هوكشتاين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه أمور إيجابية سيزور لبنان في وقت لاحق، وقد أبلغنا الجميع اننا على إستعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة الى خط الهدنة لعام  1949 مما يعني انسحاب إسرائيل من الاراضي اللبنانية كافة وان توقف خروقها البرية والبحرية والجوية، واذا طبقت هذه الامور فان ليس لدى لبنان أي مشكلة، وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن ان يزور لبنان عدد من وزراء خارجية بعض الدول وسنعلن عنهم في الوقت المناسب».

عودة الشاشات

وفي المطار، عادت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ظهر أمس، بعد أن كانت تعرضت لهجوم سيبراني منذ الأمس.

وجال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن مع الصحافيين في أرجاء المطار للتأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها.

وصرح الحسن من المطار قائلا: «الشاشات عادت للعمل بشكل طبيعي أما جرارات الحقائب فنعمل على اعادة وضعها للشكل الطبيعي بشكل تدريجي وحاليا يُشغّل التفتيش يدوياً أما السكانر فلم تتأثر».

وقال الحسن : «ما حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل».

وكشف مصدر أمني تعليقاً على القرصنة انه تم إدخال فيروس لأنظمة مطار مطار رفيق الحريري الدولي ما يستدعي إعادة برمجة جميع الأنظمة.

وافاد المصدر الأمني عن تعاون ألماني فرنسي مع الجيش والأمن اللبناني لتفكيك الهجوم السيبراني على مطار بيروت.

واعلن رئيس المطار فادي الحسن في تصريحات تلفزيونية عن «اعادة تشغيل شاشات مطار بيروت بعد القرصنة ونعمل على إعادة تشغيل خطّ الحقائب ونجتمع الآن مع وزير الأشغال وأمنيّين لمعرفة أسباب ما حصل».

وأكد أن الشاشات ونظام جرارات الحقائب في المطار تعود تدريجيًا الى العمل، وشدد الحسن على أنه سيتم التعاون مع الفنيين للكشف على السيرفر لمعرفة سبب ومصدر الخرق.

وكانت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قد تعرضت الى قرصنة إلكترونية بدأ العمل فورا على معالجتها.

واستنكر النائب فؤاد مخزومي «ما حدث في مطار رفيق الحريري الدولي معلناً رفضه له، وفيه اختراق أمني فاضخ لأمن المطار وأمن وسلامة المسافرين. على القضاء والقوى الأمنية والجهات المختصة وكافة المعنيين، تحمل مسؤولياتهم والتحرك فورًا وفتح تحقيق شامل ودقيق لكشف ملابسات ما حصل لمنع تكراره وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين».

الوضع الميداني

ميدانياً، كان الحدث الجسيم استشهاد القيادي الرفيع في الحزب الشهيد وسام حسن الطويل بضربة جوية في بلدته خربة سلم، ومن الجنوب، ظهر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في كريات شمونة، وقال: الحزب كان يعتقد بأننا كخيوط العنكبوت، وفجأة واجه قوة هائلة.

بالمقابل، استهدف الحزب موقع الراهب في سياق المواجهة المفتوحة مع اسرائيل.

ودعا الحزب الى المشاركة في تشييع الطويل في بلدته خربة سلم عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم.

وكان الجيش الإسرائيلي صعّد خلال ليل الاحد الاثنين من اعتداءاته، فأغار منتصف الليل على أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذ غارتين على أطراف موقع الراهب وعيتا الشعب، وغارة على الاودية المحيطة ببلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع الاوسط. كما نفذ غارات وهمية فوق بلدة تبنين واخترق جدار الصوت على مستوى منخفض جدا، ما أدى الى تكسير زجاج عدد من من المنازل وواجهات المحال التجارية.

وبعد منتصف الليل، أغار الطيران الحربي المعادي على الأودية المجاورة لبلدات رامية والقوزح ودبل.

كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليل الفائت فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.

وفي الجو، أطلق جيش العدو الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وهو بالون عملاق للرصد والتجسس والتصدي للتسلل، سماه Sky Dew أو “ندى السماء” وخصصه للتمركز على الحدود الشمالية، للكشف عن مختلف التهديدات القادمة من الجنوب اللبناني، وأهمها ما يطلقه الحزب من مسيّرات وصواريخ على أنواعها، للتحذير الاستباقي منها، وفقا لما ورد عنه بوسائل إعلام إسرائيلية عدة، منها موقع The Times of Israel الناشر مواده بالعربية والإنجليزية.

مع ذلك لا تزال منظومة المراقبة المركَّبة في المنطاد الذي يمكن رؤيته من مسافة بعيدة في لبنان، قيد التجهيز وليست مهيأة للتشغيل بعد، بحسب ما قالت القوات الجوية الاسرائيلية في بيان ذكرت فيه أن في المنطاد المعروف باسم “تل شميم” عبريا، عشرات الكاميرات الخاصة، كما وأجهزة كمبيوترية صغيرة، وأخرى رادارية ضخمة. ويبلغ طوله 117 متراً، ويزن عدة آلاف كيلوغرامات.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«إسرائيل» تحاول ترميم هيبتها المفقودة في «ميرون» باغتيال قيادي في المقاومة

 نتنياهو يتوعّد من الشمال… ورئيس مُستوطنة «مرغليوت»: الحزب أعادنا للعصر الحجري

حراك أميركي «عقيم»… وهوكشتاين يزور لبنان لخفض التصعيد لا وقف الحرب! – ابراهيم ناصرالدين

 

«الاستراتيجية الإسرائيلية الآن هي الانتقام من الحزب»، هكذا لخصت وكالة «رويترز» طبيعة المواجهة الدائرة على الحدود الجنوبية، بعدما نجحت المقاومة في توجيه ضربات امنية وعسكرية مؤلمة غير مسبوقة، دفعت برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى زيارة مستوطنة «كريات شمونة»، في محاولة لرفع معنويات جنوده ومستوطنيه المذعورين، عبر اقناعهم انهم في دولة قوية وليست من «خيوط عنكبوت»، وهو ما كذبه رئيس مستطونة «مرغليوت» الذي قال «ان الحزب اعاد الشمال الى العصر الحجري».

 

وفيما احتفت «اسرائيل» باستشهاد القائد الميداني وسام الطويل بعد استهداف سيارته بصاروخ في بلدته خربة سلم، باعتباره «الرقم الثاني» في «فرقة الرضوان»، والمسؤول عن ضرب قاعدة ميرون الاستخباراتية، لم تقلل مصادر معنية من حجم عملية الاغتيال، ولا من اهمية الرجل وموقعه القيادي في المقاومة، وهو رافق الحاج عماد مغنية والحاج قاسم سليماني ومصطفى بدرالدين، وهو ركن اساسي في عملية تطوير المقاومة بعد 2006، الا انها اعتبرت ان الحرب «سجال» والاستهداف يفتح المواجهة على نسق جديد كمّا ونوعا، لان الرد سيكون قاسيا، وليس الاستهداف التدميري مساء امس لموقع الراهب بصواريخ بركان الا مؤشر بسيط عما ينتظر العدو في الايام المقبلة.

«العصر الحجري»

 

وفي تكذيب مباشر لأوهام نتناياهو، قال رئيس مستوطنة «مرغليوت» إيتان دافيدي «أنّ الحزب أعادنا الى العصر الحجري، فيما كان وزير الأمن يوآف غالانت يتوعّد لبنان بأنه سيُعيده إلى العصر الحجري». وفي مقابلة مع قناة «كان الاسرائيلية»، قال دافيدي إنّ «الإضرار بمرغليوت يضرّ بالأمن الغذائي لإسرائيل، لأننا نزوّد المؤسسات الغذائية الكبرى بالمحاصيل اللازمة»، وخلص الى القول «يقولون إنّ الحزب غير مهتمّ بالقتال في الشمال، في رأيي أنهم حقّقوا بالفعل ما أرادوا، طردونا، يجب أنْ نسحق الحزب».

«نرتعد من الخوف»

 

وردًا على سؤال هل أنتَ خائف اليوم على ضوء ما جرى في بيروت؟ أجاب دافيدي «أنا أخاف كلّ يومٍ، طوال اليوم أخاف.. نحن نرتعد من الخوف، ببساطة نحن مرئيون من قبل الحزب طوال اليوم، ولا نستطيع السير بشكلٍ عاديٍّ وحرٍّ، نحن نعرف أنّ الحزب طوال الوقت مَنْ ينظر إلينا وفي كلّ لحظةٍ يستطيع قتلنا، الحزب لا يقتلنا حاليًا لأنّه لم يقرر».

المواجهات الميدانية

 

ميدانيا، نفذت المقاومة 6 عمليات نوعية ضد المستوطنات ومواقع قوات الاحتلال، واوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود «الاسرائيليين»، وكان ابرزها اصابة موقع الراهب بصواريخ بركان ادت الى اندلاع حريق كبير في داخله. وكانت مسيرة «اسرائيلية» استهدفت قرابة العاشرة والربع صباح امس سيارة من نوع «رابيد» على  طريق  محلة الدبشة في بلدة خربة سلم  في قضاء بنت جبيل، مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، ادى الى استشهاد المسؤول الميداني في الحزب وسام الطويل الملقب بـالحاج «جواد». وقد اصدر الحزب بياناً نعى فيه الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.

زيارات «عقيمة»

 

في هذا الوقت، وفيما تتواصل التحقيقات في الخرق المريب لامن المطار، لا تعويل جديا على الزيارات الديبلوماسية المكوكية الى بيروت، لانه لا قدرة جدية عند اي طرف اقليمي او دولي لفصل مسار الابادة الاسرائيلية المتواصلة في غزة عن الجبهات الاخرى في المنطقة، بعدما ابلغ المعنيون الجديون بمسار التطورات العسكرية والسياسية في لبنان من يعنيهم الامر، ان لا تسوية او ترتيبات امنية او سياسية قابلة للبحث والنقاش قبل توقف الحرب في القطاع، وهو الامر الذي لا يبدو انه ممكن في المدى المنظور، بسبب الميوعة الديبلوماسية الاميركية المتخبطة في مستنقع «المياه الآسنة» الاسرائيلية، ما يجعل المنطقة برمتها امام مخاطر تصعيد جدي لا يمكن حصره، خصوصا ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بليكن لم يحمل معه اجابات واضحة على تساؤلات زعماء الدول التي التقاها، قبل وصوله محتطه الاخيرة في «تل ابيب» حول «اليوم التالي» الذي ترفض «اسرائيل» حتى اليوم في بحثه مع واشنطن، التي استبقت لقائه برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بتصريح لاحد كبار المسؤولين فيها الى محطة «سي ان ان» الاميركية دعاه فيها الى الاختيار بين طريقة وزيريه المتطرفين بن غقير وسموتريتش في الحكم او طريقة ترضي الاميركيين حسب تعبيره.

واشنطن غير جدية!

 

هذه التصريحات لا تثمن ولا تغني عن جوع، لانها لا تقترن بضغوط جدية على «اسرائيل»، وهو امر يشير بوضوح الى عدم وجود نية لدى واشنطن لاجبارها على وقف تهديد امن المنطقة، فادارة بايدن، بحسب مصادر سياسية بارزة، امام معضلة وعليها ان تحلها قبل ان يجول ديبلوماسييها في المنطقة سعيا الى عدم توسع الحرب، وعليها اقناع «اسرائيل» اولا بوقف التصعيد الخطير في المنطقة. وفي هذا السياق، صدر بيان لافت في توقيته عن نتانياهو ووزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غلانت اعلانا فيه ان الحرب لم تقترب من نهايتها في غزة، وكذلك على الحدود الشمالية وهي ستستمرّ لأشهر طويلة، وطالبا قبل ساعات من وصول بلينكن دعما دوليا لمواصلة الحرب في غزة لعدة أشهر أخرى.

الاخفاق الاميركي

 

من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن بلينكن قوله اننا تحولنا بسبب حرب غزة الى شرطي عند «اسرائيل»، وبتنا نحن ايضا نبحث عن صورة انتصار. وقالت الصحيفة «ان بايدن ابلغ نتانياهو انه لا يريد حربا مع الحزب، وعليه كبح جماح وزارئه ومصالحه الشخصية، لكن عندما تخفق واشنطن في صياغة أي حل تكتيكي للحرب في قطاع غزة، فهي ترجح في الوقت نفسه كفة الإنجازات لصالح إيران، فهي بحسب الصحيفة، لم تنجح حتى الآن في تشكيل تحالف لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، ولم تتمكن من معالجة الجبهة اللبنانية، أما وجودها في العراق فمتعلق بنية حسنة للحكومة التي ترتبط بكل الطرق مع القيادة في إيران. وفي ظل التنافس على المكانة الإقليمية ثم الدولية، تحتاج واشنطن إلى صورة نصر أكثر من «إسرائيل». واليوم بلينكن يريد ايجاد حلول، وليس مؤكداً أن حقيبته محملة بالبضاعة اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

مهمة بلينكن الصعبة

 

ولفتت الصحيفة، الى انه أمام بلينكن مهمة أخرى مستعجلة، وهي محاولة تهدئة النفوس المشتعلة على الحدود مع لبنان. وقالت ان إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع التي أطلقها الحزب السبت الماضي على وحدة المراقبة الجوية في جبل ميرون، رداً على اغتيال قائد حماس صالح العاروري في بيروت، ضخمت أجواء الحرب. ولهذا كلف الرئيس الأميركي رجاله بمهمة منع حرب شاملة بين «إسرائيل» والحزب. وحسب الصحيفة، فإن موظفين أميركيين يخشون من أن يعتبر نتنياهو توسيع الحرب في لبنان مفتاحاً لبقائه السياسي، إزاء انتقاد الجمهور لأداء حكومته إزاء 7 تشرين الأول، وحذرت الإدارة الأميركية نتنياهو من حرب واسعة.

 

ورأت «هآرتس» ان تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، يقدر بأن «الجيش الإسرائيلي» سيجد صعوبة في مواجهة مثل هذه الحرب، بسبب الحاجة إلى توزيع قدراته بين لبنان وغزة، يبدو خطوة تعمدتها الإدارة الأميركية التي تشعر بان ممثلي اليمين المتطرف يؤججون الخلافات بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، يبدو أن نتنياهو أسير لديهم.

«حركة بل بركة»

 

وفيما التقى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروربي جوزيب بوريل في السعودية، وبحثا جهود منع اتساع الصراع في قطاع غزة، ستشهد الساحة اللبنانية حركة دولية مكثفة خلال الشهر الجاري، فثمة اجتماع مهم يفترض ان تعقده خماسية باريس نهاية الاسبوع المقبل على الارجح، او نهاية الشهر، يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، يبحث تطور الوضع في لبنان وصيغ الحل القابلة للتنفيذ.

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان بيانا مهما سيصدر عنه وقد يكون مفصليا، على ان يتوجه على الاثر العلولا الى بيروت لوضع المسؤولين في اجوائه واطلاعهم على المداولات الخماسية. تزامنا، من المقرر ان يزور بيروت ايضا، وزير خارجية فرنسا السابق جان ايف لودريان، والموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، لكن النتائج مرهونة بمرحلة ما بعد وقف الحرب في غزة، اي التحضير للتسوية الكبرى، ولا توجد اي امكانية لفصل الملفات، وهو امر المح اليه بالامس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي اكد انه يجري العمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب، لكن تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة». وشدد على «أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه، وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة.

مهمة هوكشتاين خفض التصعيد

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان هوكشتاين طالب «اسرائيل» بعدم استهداف الجيش اللبناني راهنا او مستقبلا، وبينما تريد «اسرائيل «تعهدا من الحزب بوقف النار، فان الحزب يرفض اي حديث حول اليوم التالي قبل وقف العدوان على غزة. وهنا بات هوكشتاين مقتنعا انه لا تطبيق لاي حل الا بعد وقف الحرب على غزة، ولذلك هو في مهمة الآن لخفض نسق التوتر وضبطه كي لا تخرج الامور عن السيطرة، وبات مدركا انه غير قادر على اعادة الهدوء الى الجبهة اللبنانية. ولهذا قد يحمل معه مقترحا قابل للتطبيق بعد توقف الحرب، من خلال معالجة نقاط النزاع على الحدود البرية، انطلاقا من النقطة «ب1» والنقاط الـ13 المتحفظ عليها، وينتظر الجانب اللبناني التصور الاميركي العملاني، لأجل انسحاب العدو من الجزء اللبناني من شمال بلدة الغجر، والتصور لحل مشكلة مزارع شبعا، حيث يطالب الجانب اللبناني بإقرار حكومة العدو بلبنانية المزارع، ومن ثم ترك كيفية إدارتها ومعالجة أي نقاط خلاف مع سوريا للحكومة اللبنانية، وهو امر تشك مصادر ديبلوماسية بامكان التسليم «الاسرائيلي» به.

 

في المقابل، منح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الجانب الرسمي اللبناني دفعا قويا من خلال اعلانه دعمه المساعي لاي تفاهمات حول الترسيم البري، تمنح لبنان تحرير اراضيه كاملة.

ميقاتي غير متفائل

 

وقد عبر ميقاتي عن عدم تفاؤله بالحراك الدولي رئاسيا، ولفت الى ان وضع المنطقة يتقدم على الملف الرئاسي. وقال «اذا بقيت الحرب مفتوحة فلا اعتقد شخصيا ان ملف الرئاسة سيتقدم. هناك تحرك للجنة الخماسية العربية والدولية ، واتمنى ان يكون وقف لاطلاق النار في غزة ليصار الى تحريك هذا الملف، وانتخاب رئيس جديد لكي تنتظم الحياة الدستورية والوطنية».

جعجع قلق من التسوية؟

 

في المقابل، في تعبير واضح عن القلق من احتمالات التسوية، التي يمكن ان تكون لصالح الحزب، استبق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وصول هوكشتاين بالتغريد عبر منصة «اكس» قائلا: «ان رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلأً عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الحالية. رئاسة الجمهورية في لبنان موضوع مهمّ جدًّا، وموضوع قائم بحدّ ذاته».

الامن السيبراني «هش»

 

في هذا الوقت، استمرت التحقيقات في اختراق امن المطار السيبيراني، وهي تعمل على خطين متساويين: الاول تشغيل السيرفرات ومسار الحقائب، والثاني كيفية حصول الخرق الامني. وتتولى التحقيقات ثلاثة اجهزة: فرع المعلومات ومخابرات الجيش وجهاز الامن العام، وفيما لا نتائج نهائية حتى الآن، من المرجح وفق مصادر امنية، ان يكون الخرق خارجيا، وليس من داخل المطار، وقد حصل عبر شبكة «الانترنت». لكن يبقى الامر الاساسي الذي يجب العمل عليه هو تحصين المطار امنيا، بعد ان ثبت انه «هش» وسهل الاختراق، وهو امر يحتاج الى الوقت والتمويل.

 

وقد أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، ان المطار يعمل بشكل طبيعي، ولم يكن هناك اي مشكلة في ما خصّ الرحلات الجوية، موضحاً ان «حوالى 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق، ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ».  من حهته قال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن  «ان ما حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل».

معالجة عقيمة لادوية السرطان؟!

 

صحيا، لا تزال رحلة البحث عن الادوية السرطانية مستمرة لكثير من المرضى فيما لا تزال المعالجة بطيئة، حيث لا اجراءات عملية حتى الآن بانتظار الجلسة الحكومية الموعودة التي يعول عليها وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض، الذي عقد اجتماعات متتالية تمحورت حول موضوع الدواء، وشملت وفودا من كل من نقابة مصانع الأدوية في لبنان ونقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات، وتركز البحث على ضرورة عدم انقطاع السوق اللبناني من الدواء والإسراع في تأمين أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية.

 

ووضع الأبيض المجتمعين في خلاصة الإجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية ، حيث من المفترض أن يتم إقرار الإعتمادات للإستمرار بتأمين الأدوية في الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء بعد بضعة أيام.

 

وفي موقف يعكس حالة البطء الشديد في معالجة هذا الملف الخطير، قال وزير الصحة ان الإستمرار بتأمين الأدوية ولا سيما أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، يشكل الأولوية القصوى لدى الوزارة، ووعد ان الإنفراج في مسألة التمويل في الفترة القريبة المقبلة التي سنسعى كذلك خلالها، الى إقرار آلية بالتعاون مع المعنيين في هذا القطاع لتأمين استدامة وجود الأدوية في السوق اللبناني. ويبقى السؤال هل ينتظر المرض «الفترة القريبة المقبلة»؟ وهل يدرك الوزير ان هذه الآلية كان يجب ان تكون جاهزة قبل 6 اشهر؟

**********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

غارات إسرائيلية كثيفة وقذائف فوسفورية جنوباً واستشهاد قائد في المقاومة و «الحزب» واصل رصد واستهداف مواقع ومراكز تجمّعات جنود العدو  

 

لا يزال التوتر سيد الموقف على الحدود اللبنانية الجنوبية، وسط استمرار الاحتلال الصهيوني في استهداف القرى الحدودية بالغارات والقذائف الفوسفورية، ملحقة اضرارا في الارواح والممتلكات،في المقابل ردت المقاومة باستهداف مواقع العدو ومراكز تجمعات جنوده محققة اصابات مؤكدة بين صفوفهم.

 

فقد نفذت مسيرة اسرائيلية قرابة العاشرة والربع صباحا، غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخا موجها ما ادى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الاسعاف والاطفاء من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر وعملوا على اخماد النيران، واستشهد المسؤول الميداني في الحزب وسام الطويل الملقب بـ»جواد»، وشخص ثان في الغارة.

 

وقد اصدر الحزب بياناً نعى فيه «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.. واشارت وسائل اعلام إسرائيلية الى ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت، وسجل قصف لبلدة عديسة بالقذائف الفوسفورية. واستهدف القصف الإسرائيلي مؤسسة تجارية على طريق العديسة، وأدى إلى اندلاع النيران فيها. وقد عملت فرق الدفاع المدني من مركز «الطيبة» على اخماد الحريق.

 

وتعرضت مزرعة مواشي في أطراف الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الجيش الاسرائيلي رويسة حولا عند اطراف بلدتي حولا وميس الجبل بالقصف المدفعي. وطال قصف مدفعي جبل بلاط ومروحين وأطراف بيت ليف وعيتا الشعب، وبعد الظهر افيد عن قصف مدفعي مباشر على أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، متزامنا مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي غير الاعتيادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري، ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة بين بلدتي الضهيرة ويارين – قرب الجسر، وحلق الطيران الاستطلاعي بكثافة فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وبخاصة فوق القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الازرق.

 

وافيد عن قصف مدفعي اسرائيلي استهدف أطراف منطقة الطباسين في الناقورة. كما استهدفت مسيرة معادية منزلا قرب الجامع في بلدة الضهيرة. وصباحا قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، بالقنابل الفوسفورية باب ثنية في الخيام. في المقابل، اعلن الحزب انه استهدف «موقع حدب ‏البستان بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة».

 

كما اعلن استهداف «موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتحقيقه فيه إصابات مباشرة».

 

كما اعلن الحزب استهدافه عند الساعة 15:45 من بعد الظهر «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح»، واشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى إصابة جندي جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على منطقة جبل دوف على الحدود مع لبنان.

 

وافادت هيئة البث الإسرائيلية عن إصابة إسرائيليين أحدهما جندي بجراح  جراء قصف من جنوب لبنان.

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد صعد خلال الليل الفائت من اعتداءاته، فأغار منتصف الليل على أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذ غارتين على أطراف موقع الراهب وعيتا الشعب، وغارة على الاودية المحيطة ببلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع الاوسط. كما نفذ غارات وهمية فوق بلدة تبنين واخترق جدار الصوت على مستوى منخفض جدا، ما أدى الى تكسير زجاج عدد من من المنازل وواجهات المحال التجارية،وبعد منتصف الليل، أغار الطيران الحربي المعادي على الأودية المجاورة لبلدات رامية والقوزح ودبل. كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليل الفائت فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.

 

في الجو، أطلق الجيش الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وهو بالون عملاق للرصد والتجسس والتصدي للتسلل، سماه Sky Dew أو «ندى السماء» وخصصه للتمركز على الحدود الشمالية، للكشف عن مختلف التهديدات القادمة من الجنوب اللبناني، وأهمها ما يطلقه الحزب من مسيّرات وصواريخ على أنواعها، للتحذير الاستباقي منها، وفقا لما ورد عنه بوسائل إعلام إسرائيلية عدة، منها موقع The Times of Israel الناشر مواده بالعربية والإنجليزية.

 

المنطاد الذي ظهر للعيان السبت لأول مرة، وسط احتدام في الاشتباكات بين إسرائيل والحزب، هو أبيض اللون، طوله 117 مترا «ووزنه آلاف الكيلوغرمات» وشاركت تل أبيب وواشنطن بتطويره كمنظومة للمراقبة، وجاءت فرق أميركية خاصة إلى إسرائيل لنفخه وتجميع الأجزاء داخله على مدى سنوات، وحين يصبح صالحا بالكامل للتحليق، سيكون بإمكانه القيام بدوريات فوق منطقة المثلث الحدودي مع لبنان وسوريا والأردن «ومن مسافة تمتد مئات الكيلومترات في عمق أراضي هذه الدول».

**************************

افتتاحية صحيفة البناء:

رعب الشمال يلاحق الاحتلال ويطغى على زيارة بلينكن بعد اغتيال العاروري

المقاومة تُخرِج قاعدة ميرون الاستراتيجية عن العمل والاحتلال يغتال «الطويل»
من شمال غزة صواريخ إلى تل أبيب… والخسائر البشرية تنهك جيش الاحتلال

 

 تواصل المقاومة في غزة عمليات استهداف جيش الاحتلال الذي يعجز عن التقاط أنفاسه لإعلان الانتقال الى مرحلة جديدة يسحب فيها قواته إلى نقاط أقل تعرّضاً للعمليات، حيث جاء انطلاق الصواريخ من شمال غزة على تل أبيب فضيحة للإعلان الإسرائيلي عن إنجاز المهمة في الشمال والاستعداد للانسحاب النهائي منه، بينما لم ينتج عن الزج بالمزيد من الألوية في معارك جنوب غزة إلا إلى المزيد من الخسائر، حيث اعترف جيش الاحتلال بـ 11 قتيلاً في يوم وصفه بالأسوأ منذ بدء الحرب. وجاءت الأرقام المنشورة لجيش الاحتلال عن عدد الجنود الذين تلقوا المراجعات في العيادات النفسية وقد تجاوزوا التسعة آلاف بين جندي وضابط منذ بدء الحرب، لن يتمكّن ربعهم من العودة الى القتال أي أكثر من ألفي جندي وضابط. وهو رقم يضاف الى ثلاثة آلاف مصاب بإعاقة جسديّة دائمة تحول دون العودة إلى الخدمة، لتصبح الخسائر البشرية التي سبق وأدّت إلى سحب وحدات وكتائب من ألوية النخبة مصدراً لإنهاك الجيش وطرح أسئلة حول قدرة الجيش على مواصلة القتال، لأن التقديرات لعدد الإصابات في صفوفه وفقاً لعدد الذين لن يستطيعوا العودة إلى القتال تقول بحدّ أدنى هو أربعة أضعاف الخمسة آلاف الذين خرجوا من ساحة الحرب ولن يعودوا اليها. وهذا يعني 20 ألفاً من أصل 50 ألفاً يقاتلون في غزة، ما يمثل نسبة 40% وهي نسبة الخطر التي تبدأ الجيوش بالانهيار عندها.

على جبهة حدود لبنان الجنوبيّة وما يسمّيه جيش الاحتلال برعب الشمال، صداع مستمرّ في الكيان، بين رغبة بتهدئة تضمن عودة مهجّري المستوطنات الذين زادوا عن ربع مليون مهجر، ورغبة بتصعيد يمنح الفرصة لصورة نصر تكتيكيّ دون التورط في حرب لن تنتهي إلا بهزيمة استراتيجية أكيدة. وقد طغى رعب الشمال على زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للكيان، بعد جولة عربية أراد خلالها تقديم صورة الوسيط المحايد لإدارة جو بايدن المتورطة بكل جرائم الحرب الإسرائيلية، أملاً بأن ينفع حديثه عن حل الدولتين وعن المساعدات الإنسانية وعن تخفيف الخسائر بين المدنيين، بتأمين مساهمة عربية إلى جانب واشنطن في التخلص من صداع آخر هو رعب البحر الأحمر، في ظل إصرار أنصار الله على المضي بمنع السفن المتوجّهة إلى موانئ كيان الاحتلال من العبور، وخشية أميركيّة من التورّط في حرب تجلب الأذى لقوة ردعها وتصاب خلالها القواعد والسفن الأميركيّة في المنطقة.

رعب الشمال تجلّى يوم السبت برد أولي للمقاومة الإسلامية في لبنان على اغتيال القيادي في حركة حماس وقوات القسام صالح العاروري وعلى انتهاك معادلة الردع التي تحمي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتضمن الردّ استهداف قاعدة جبل ميرون الاستراتيجية بـ 62 صاروخاً، أخرجتها عن الخدمة باعتراف وزير الحرب في كيان الاحتلال يوآف غالانت الذي قال إن هناك منظومات بديلة لتعويض الخلل الذي أصاب «القاعدة الحساسة». وأمس قام جيش الاحتلال باغتيال القيادي الجهادي في المقاومة وسام الطويل معتبراً أنه مسؤول عن عملية استهداف قاعدة جبل ميرون، بما يشير الى حجم الأذى المعنوي والمادي الذي تسبّبت به عملية الاستهداف، لقاعدة تعتبر عيون جيش الاحتلال ودماغه ومنظومة إدارة وسيطرة على شبكات التنصّت والتوجيه الإلكتروني للطائرات المسيّرة تتولى مهام كل منطقة لبنان وسورية والعراق.

تسارعت وتيرة التطوّرات على الجبهة الجنوبيّة في ظل حرب أمنية مفتوحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي بموازاة الحرب العسكرية منذ 8 تشرين الأول الماضي، ما يرفع احتمالات انزلاق الوضع الى حرب واسعة النطاق، إذا لم تفلح الجهود الدبلوماسية الأميركية – الأوروبية باحتواء الموقف. وإذ أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين سيكون في لبنان هذا الأسبوع.

وفي سياق ذلك، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الى أنّ «مهمة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العاجلة ستكون محاولة تبريد الرياح الساخنة عند الحدود اللبنانية، خاصة بعد صليات القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها حزب الله، أول من أمس السبت، على وحدة مراقبة الحركة الجوية في جبل ميرون، والتي أدّت إلى تسخين أجواء الحرب».

وبعد أيام على عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الضاحية، اغتال العدو الإسرائيلي القيادي في حزب الله وسام الطويل في غارة استهدفت سيارته في خربة سلم في الجنوب.

وفي التفاصيل أن مسيّرة إسرائيلية نفذت قرابة العاشرة والربع من صباح أمس، غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخاً موجّهاً، أدّى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الإسعاف والإطفاء من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والصليب الأحمر وعملت على إخماد النيران. واستشهد في الغارة المسؤول الميداني في حزب الله وسام الطويل الملقب بـ»جواد»، وشخص ثانٍ.

ونعى حزب الله في بيان «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس. فيما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت الماضي.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «الشهيد الطويل هو قيادي ميداني بارز في حزب الله ومن الطبيعي أن يُستشهَد كغيره من المقاومين الشهداء من مختلف الرتب والمواقع العسكرية، في ظل ضراوة العمليات العسكرية ومواجهة الحرب الأمنية الإسرائيلية التي تخوضها المقاومة ضد لبنان ومحور المقاومة، وتأتي عملية الاغتيال بعد قيام المقاومة بتسديد ضربة كبيرة واستراتيجية لقاعدة ميرون العسكرية والاستخباراتية». ولفتت المصادر الى أن «اغتيال قيادات في المقاومة مهما بلغت أهميّتهم لن يؤثر على معنوياتها وقوتها ودورها في القيام بواجبها الميداني في الدفاع عن الجنوب ولبنان ورد العدو الإسرائيلي وإسناد غزة، بل يزيد من معنويات المقاومين في ساحات الحرب». وأوضحت المصادر أن «العدو الإسرائيلي يعرف أن الهيكلية العسكرية والتنظيمية للمقاومة لا تتأثر باغتيال من هنا وهناك بل لكل قياديّ بديل وربما أكثر تقوم قيادة المقاومة بتعيينه للاستمرار بمهامه الجهادية، لا سيما أن حزب الله ينتج قيادات بشكل دائم، والدليل أن المقاومة لم تتأثر باغتيال قيادات كبيرة لها منذ اغتيال القائد العسكري للحزب الشهيد عماد مغنية والمسؤول العسكري الكبير الشهيد مصطفى بدر الدين وآخرين، بل المقاومة ازدادت قوة وقدرة وعقيدة وعدّة وعديداً وتطوراً الى حد كبير». وأضافت المصادر أن استهداف قيادات المقاومة في الميدان ليس إنجازاً للعدو، وهناك الكثير من القيادات استشهدت في الميدان خلال مواجهات عسكرية وليس باغتيالات أمنية فقط. وأكدت المصادر أن المقاومة لا تزال سيّدة الميدان ولها اليد الطولى وتملك بنك أهداف كبيراً عن مواقع ومراكز العدو على مساحة الشمال وكل فلسطين المحتلة، وستختار الهدف المناسب لضربه خلال الأيام المقبلة وهي ملتزمة بالدفعات المتبقية من الرد على استهداف الضاحية واغتيال القيادي العاروي.

وفي سياق ذلك، توقّف اللواء احتياط ومفوّض شكاوى جنود العدو الصهيوني سابقًا يتسحاق بريك، في مقالٍ نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عند تكرار وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي والناطق العسكري الإسرائيلي قولهم: «إن الجيش في جهوزية غير مسبوقة ضد حزب الله»، مشيرًا إلى أنَّ: «حقيقة ما يجري اليوم عند الحدود الشمالية يمكن سماعها من وحدات احتياط تنتشر على خط الشمال اليوم ووحدات خدمت في نشاط عملانيّ، قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب».

وقال بريك: «قبل خمس سنوات، عندما كنتُ مفوضًا لشكاوى الجنود، مررت على جميع المواقع عند الحدود اللبنانية وهضبة الجولان، على مدار أسبوعين. وزرت كل واحد من المواقع لمدة أربع ساعات، ووجدت عدم كفاءة المواقع وغياب جهوزيّتها، سواء للأمن الجاري أو للحرب».

وأشار خبراء في العلوم العسكرية والحرب النفسية لـ»البناء» الى أن «كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه مأزقاً كبيراً بسبب فشله في تحقيق أهداف الحرب وفي حل مشكلة الأمن في غلاف غزة وفي شمال فلسطين المحتلة وفشله في إيجاد الحل لملف الأسرى لدى حركة حماس، ولذلك هو يبحث عن إنجازات أمنية بعد فشله العسكري الذريع. ومن هذا المنطلق قرر الأميركيون اللجوء الى المرحلة الثالثة من الحرب وهي الحرب الأمنية والاغتيالات والتخفيف تدريجياً من العمليات العسكرية في غزة وأقنعوا حكومة الحرب الإسرائيلية بها، وبالتالي سيستمر جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات اغتيال وضربات أمنية محددة وفق بنك أهداف طويل بالتوازي مع تفعيل المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». ولفت الخبراء إلى أن «كيان الاحتلال سيظهر أي اغتيال في أي ساحة كإنجاز يستثمره في الحرب في غزة بمحاولة ترميم صورة جيشه المهشّمة ورفع معنوياته والتخفيف من غضب الشارع الإسرائيلي على الحكومة وإيهام المستوطنين في الغلاف والشمال بأن جيش الاحتلال يواصل الحرب على الجبهات ولم يضعف ولديه بنك أهداف ويسعى لتوفير الأمن لهم، كما تسعى حكومة الحرب بهذه الاغتيالات الى محاولة رأب الصدع والتشظي في حكومة الحرب». كما أن مسارعة إعلام الاحتلال بحسب الخبراء الى «الإعلان عن عملية اغتيال القائد الطويل وأنه ينتمي الى قوة الرضوان تهدف إلى تعزيز وعود قادة الاحتلال للمستوطنين بأنهم سيُجبرون قوات الرضوان في الحزب على التراجع من الحدود الى شمال الليطاني عبر استهداف قيادات هذه الوحدة».

وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريح له خلال تفقّده لواء «حيرام 769» في الشمال أننا «سنفعل كل شيء يلزم من أجل إعادة الأمن إلى حدودنا الشماليّة وعليهم ألا يعبثوا معنا».

إلا أن الأرقام والاستطلاعات تُكذّب تصريحات نتنياهو، إذ أفاد تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب أمس، بأن الجمهور الإسرائيليّ وبشكل خاص سكان البلدات القريبة من الحدود اللبنانيّة، الذين تمّ إجلاؤهم عن هذه البلدات، لا يرون أن عودتهم إلى هذه البلدات مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله، وذلك خلافاً للخطاب العام والإعلامي في «إسرائيل».

ويستند التقرير إلى استطلاعات أجراها المعهد، في الشهرين الماضيين، تبين منها أن «الحل المطلوب، ينبغي أن يشمل عمليات عسكرية شديدة في شكل القتال الحالي وتحسيناً كبيراً في مُركبات الأمن في المنطقة وخاصة في مجال التحصينات، إلى جانب عملية سياسيّة تقود إلى إبعاد متفق عليه لناشطي حزب الله عن الحدود».

وأجرى المعهد استطلاعات بين السكان اليهود حول الموضوع، في تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين، وقال 20% من المستطلعين إن سكان الشمال لن يتمكنوا من العودة من دون شنّ حرب كبيرة ضد حزب الله.

وتبين أن التأييد لإمكانية التوصل لاتفاق سياسيّ يبتعد مقاتلو حزب الله بموجبه عن الحدود كوسيلة لإعادة سكان الشمال قد ارتفع في الفترة بين الاستطلاعين، من 25% بين مجمل المستطلعين و14% بين سكان الشمال، في 19 تشرين الثاني، إلى 33.8% بين مجمل المستطلعين و18% بين سكان الشمال، في 24 كانون الأول، في موازاة تراجع الاستعداد للاكتفاء بتحصين بلدات الشمال.

وأيّد 29% من مجمل الجمهور و18% من سكان حيفا و16% من سكان بلدات الشمال أن يبادر الجيش الإسرائيلي لعمليات هجوميّة من دون التدهور إلى حرب إقليميّة، واعتبروا أنه في حال حرب إقليمية يتعين على «إسرائيل» إقامة شريط أمني في جنوب لبنان. وتبين من استطلاع أجري في 22 تشرين الأول، أن 46.4% من الإسرائيليين يرون أن الجبهة الداخلية محمية بشكل ضئيل أو ليست محمية أبداً، وذلك في حال نشوب حرب إقليمية يتخوف الإسرائيليون من أثمانها.

وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عملياتها النوعية ضد مواقع وتجمعات الاحتلال، وأعلنت في سلسلة بيانات أن مجاهديها استهدفوا موقع الاحتلال الصهيوني في ‏رويسات العلم بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية، واستهدفوا تجمّعين لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا، وجل العلام، مؤكدة وقوع إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.

إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أننا نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة». وشدد على أن «المطلوب إعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وكشف أن «مستشار الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل».

ولفت الى ان «التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدّد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب «إسرائيل» الكامل من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية». وأشار الى اننا «تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدّد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله».

وأشار ميقاتي الى أن «مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تحدث عن ضرورة التنبه لعدم توسيع الحرب. ونحن شدّدنا على أننا نمد ايدينا الى المجتمع الدولي سعياً لإرساء الاستقرار في المنطقة، واذا استطعنا تحصيل حقوق لبنان، فإن حزب الله لا هدف له الا المصلحة اللبنانية». وأردف «أن القرار 1701 نص على تعزيز دور الجيش والتعاون مع اليونيفيل لتمكينها من القيام بدورها، وهذا الأمر يحتاج الى زيادة عديد الجيش حوالى عشرة آلاف عنصر وتقوية قدراته. ونحن مستعدون للتعاون شرط أخذ الضمانات اللازمة لعدم استمرار التعديات الإسرائيلية».

على صعيد آخر، استمرّت التحقيقات في اختراق أمن المطار السيبيراني مساء الأحد. حيث أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة للطيران المدني في المطار، أن «المطار يعمل بشكل طبيعي ولم يكن هناك اي مشكلة في ما خصّ الرحلات الجوية»، موضحاً أن «حوالي 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ». وقال: إننا ادارة رسمية وعلينا تفعيل الأمن السيبراني، وما حدث ليس له علاقة بأي إهمال، لقد حصلت بعض الأضرار والعمل جارٍ على تصحيحها. وأضاف: هناك إجراءات احترازية، فقد فصلنا الانترنت عن المطار وذلك لحصر الأضرار.

ورداً على سؤال عن تحديد نوع الخرق، قال: العمل جار مع الأجهزة الأمنية المختصة، والإجابة ستكون خلال ايام لتحديد اذا كان الخرق داخلياً او خارجياً. واعلن ان «التحدّي اليوم هو أن نقوم بإجراءات جذرية وتأمين التمويل لها كي لا يتكرر ما حدث ونكون 99 في المئة في أمان».

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram