افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 1 كانون الاول 2023

   افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة  1 كانون الاول 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة النهار

سجال لودريان وباسيل: القلق على الجيش يتعاظم

ينهي الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان اليوم زيارته الرابعة للبنان بعدما كلف بملف الازمة الرئاسية اللبنانية وسط مفارقة لافتة تتمثل في ان هذه الازمة تراجعت في مراتب الأولويات التي شهدتها لقاءات لودريان مع المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية لتتقدم عليها مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وأخطار المواجهات التي جرت على الحدود الجنوبية للبنان مع #إسرائيل. وهي مفارقة تشكل في ذاتها ذروة دلالات وخلاصات هذه الزيارة، من زاوية تقويم داخلي لبناني قبل معرفة كيف سيكون عليه التقويم الفرنسي لنتائج جولة لودريان التي سبقتها زيارته للرياض وماذا ستقرر باريس على اثر عودة موفدها من بيروت. وتصاعد التركيز على ملف قيادة الجيش بات يشكل قلقا كبيرا لدى أوساط معنية تتخوف من المعطيات التي دفعت دولا عدة معنية بالملف اللبناني الى تقديمه كاولوية ضاغطة لا تحتمل تاجيلا وكأنها تتوجس من مخطط يجري تنفيذه عمدا لاصابة المؤسسة العسكرية، اخر المؤسسات التي تحمي الاستقرار في لبنان، بعطب خطير في رأسها وقيادتها بما يؤدي الى شل فاعليتها.

 

اما حصيلة اليوم الثاني من لقاءات لودريان، فلم تختلف بطبيعة الحال عن اليوم الأول لجهة تكرار العناوين الثلاثة الأساسية التي اثارها مع القيادات السياسية والكتل والنواب والمتعلقة تحديدا بالازمة الرئاسية والوضع في الجنوب والتمديد لقائد الجيش. بدا واضحا ان الدفع الفرنسي تضاعف من اجل إعادة الوضع في الجنوب الى مندرجات القرار 1701 وسط تصاعد نبرة لودريان من الاخطار المحدقة بلبنان في حال انزلاقه الى حرب ولو انه لم يأت ابدا على ذكر أي تعديلات للقرار 1701 خلافا لما تردد. ولكنه كان جازما في تحذيراته بقوله “لا تلعبوا بالنار لان بلدكم قابل للانكسار والتحطم بسرعة قياسية”. وفي الملف الرئاسي لم يسمع أي ممن التقوه أي تلميح لاي اسم او مرشح بل إشارات واضحة إلى تغليب الخيار الثالث وضرورة الحوار للانتخاب وفق أوسع توافق ممكن .

 

سجال ساخن

 

واما النقطة المثيرة للاهتمام فتمثلت في موضوع التمديد لقائد الجيش الذي كما فاجأ لودريان في يومه الأول البعض في إيلائه التمديد الذي تؤيده باريس أولوية تسبب البارحة بصدام حاد بين الموفد الفرنسي والمعارض الأساسي للتمديد والذي يشن معركة كسر عظم مع العماد جوزف عون أي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل. الخلاف الحاد بين لودريان وباسيل اثار سجالا ساخنا تسبب باقتصار لقائهما على دقائق قليلة فقط ليرخي ذيولا على تداعيات هذا السجال لاحقا.

 

ذلك ان لودريان استهل يومه الثاني من اللقاءات بزيارة حارة حريك حيث التقى يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو رئيسَ “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في مقر الكتلةK ثم توجه بعدها الى ميرنا الشالوحي حيث التقى النائب جبران باسيل وغادر بعد فترة قصيرة. وفي معلومات “النهار” ان باسيل الذي خاض في حوار ساخن مع لودريان بعدما تحدث الأخير مباشرة عن ضرورة التمديد لقائد الجيش فحاول باسيل احراجه بسؤال كرره اكثر من مرة : “كيف تقولون لنا وتدعوننا كل يوم الى احترام الدستور والقوانين وعدم القفز فوقها. وتطلبون منا خرقها اليوم عبر التمديد لقائد الجيش”.

 

ورد لودريان بان “بلدكم يواجه اليوم حالة طارئة لتسيير عمل الجيش. ومن الافضل لكم عدم دخولكم في اي ازمة جديدة”. وبلغ الامر بباسيل القول له “ان ما يظهر ان الوكيل بالانابة يثبت انه افضل من الأصيل ولماذا تتمسكون بجوزف عون الذي تقترب نهاية ولايته ويحال على التقاعد. يوجد عشرات الضباط من اصحاب الكفاءات والتجارب وفي امكان واحد منهم تسلم قيادة الجيش وادارة المؤسسة.”

 

ولاحقا اوضح المستشار السياسي لباسيل انطوان قسطنطين أنّ “الجديد الوحيد في لقاء اليوم (امس) أنّ النائب باسيل فوجئ بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد الجيش اللبناني، فكان جواب باسيل أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين، وأنّ التّيّار لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها”. وقال قسطنطين “لم يحصل إشكال بل استُقبل لودريان بحسب البروتوكول الّذي تقتضيه علاقتنا مع فرنسا، وهناك فقط موقف مغاير لما طلبه وهو ليس جديدًا، بل سبق وأعلنه باسيل مرارًا”.

 

كذلك التقى لودريان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي أوضح أن “المشكلة ليست عند المعارضة بل عند “#حزب الله” المُتمسّك بمرشحه والرافض لأي كلام حول إسم آخر، وبات مصدر التعطيل واضحاً” لافتا إلى أنه “لا يُمكن المساواة بين المُعطّل والمخوّن وبين الموافق مع التوافق والذي يحضر جلسات انتخاب الرئيس”. ودعا الجميّل “حزب الله وحلفاءه إلى التعالي عن منطق الفرض، ولا خيار سوى بمرشحين جامعين يحظيان بثقة ودعم كلّ الأطراف” وشدد على “أننا بحاجة الى مؤسسة وطنية عسكرية جامعة في تطبيق الـ1701 وتثبيت سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، مطالبا بـ”عدم زعزعة قيادة الجيش في هذه الفترة، ونحن غير قادرين على تعيين قائد جديد للجيش، وندعو إلى تأجيل تسريح قائد الجيش في هذه الفترة المصيريّة” .

 

كما التقي لودريان النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي إلى غداء عمل في قصر الصنوبر في حضور السفير ماغرو ثم التقى النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق وبعدهم “كتلة الاعتدال الوطني” . ونقل ضو عن لودريان “انه لم يلمس اي اصرار لدى أي طرف على مرشح رئاسي معيّن والكل منفتح على الخيار الثالث ونحن أكدنا على ضرورة الانتقال الى مرحلة الأسماء”.

 

قلق أميركي

 

اما في ما يتصل بالوضع الحدودي جنوبا فبدا لافتا امس إبراز السفارة الأميركية في بيروت قلقها مجددا من تمدد الصراع الى لبنان اذ كتبت على حسابها عبر منصة “إكس”: “لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث سيكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية”. وأضافت “يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد”. وتابعت السفارة الأميركية “تلعب اليونيفيل دوراً حيوياً على طول الخط الأزرق، ونتوقع أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة قوات حفظ السلام”.

 

تزامن هذا الموقف مع تعرض الهدوء الذي يسود الجنوب منذ سريان الهدنة في غزة لبعض الخروقات حيث سمعت  أصوات قوية في المناطق الحدودية الجنوبية وافادت المعلومات انها دوي صواريخ اعتراضية  للقبة الحديدية، وافيد ان عدداً من القذائف الإسرائيليّة سقط عند أطراف بلدة رامية ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى. ونقلت وكالة “رويترز” عن قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، أنّ إسرائيل ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي انفجار صاروخين اعتراضيين من القبّة الحديديّة فوق أطراف بلدة رميش الحدودية. وقال “مقاتلاتنا نجحت في اعتراض تهديد جوي اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل”. وحلقت مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية.

 

وفي السياق اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع “إن الملايين العشرة التي وعدت بها الحكومة تعويضًا للأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في الجنوب من جراء تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين “حزب الله” وإسرائيل، يجب أن يدفعها الوزراء الذين صوّتوا على هذا القرار من جيوبهم، ذلك أنّ أكثرية، وأكثرية كبيرة من الشعب اللبناني لم تفوِّض أحدًا بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل حفاظًا على دوره الإقليمي”. اضاف” إنّ ما يشهده الجنوب من تبادل للقصف ليس مساندة لغزة بتاتًا، وأكبر دليل أنّ العدوان على غزة استمر وما زال مستمرًا، وهل يمكن أن يلحق الدمار بغزة أكثر مما لحق بها؟ وبالتالي ما الدور الذي أداه إطلاق الصواريخ والقذائف من لبنان؟ الجواب : أنّ دور هذه القذائف والصواريخ هو لمجرد أن يُبقي “حزب الله” ، إيران في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي”.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“مِسك ختام” لودريان: التمديد للقائد وتطبيق الـ1701 ولو بالقوّة

 

أفصح اللقاء المتوتر أمس بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، عن جزء من حقيقة المهمة التي أتى من أجلها لودريان الى لبنان، فهو بإعلانه منذ اليوم الأول من الزيارة أنّه أتى ممثلاً اللجنة الخماسية الدولية والعربية، طرح بلا مواربة عنوانين رئيسيّين لمهمته: تطبيق القرار 1701، وتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون.

 

شملت محادثات لودريان في اليوم الثاني «حزب الله» ممثلاً برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. واكتفى «الحزب» ببيان مقتضب عن اللقاء. أما باسيل، فبدا كمن فوجئ بطرح لودريان موضوع التمديد للعماد عون، لذلك حرّك على الفور موقفه الرافض لقائد الجيش، ما أدى الى تقصير مدة اللقاء.

 

ما هي الخلاصة الشاملة لزيارة موفد الرئيس إيمانويل ماكرون؟

 

بحسب معطيات «نداء الوطن»، صار جلياً أنّ القرار 1701 وضع على المشرحة الدولية، بدليل ما يصل الى المسؤولين اللبنانيين من رسائل مباشرة أو مداورة تقضي جميعها بالدفع إلى تطبيق القرار من باب سحب كل المظاهر المسلّحة في منطقة عازلة بعمق 30 كلم.

 

إلّا أنّ هذا الدفع، الذي يتحوّل مع الوقت إلى حملة ضغط دولية، يترافق مع طروحات سبق للموفد الأميركي آموس هوكشتاين أن حملها إلى اللبنانيين وتتصل بتثبيت الحدود البرية وانسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة جنوب لبنان.

 

فإلى جانب دعوته الصريحة، للتمديد لقائد الجيش، كان لافتاً كلام لودريان عن القرار 1701، بقوله أمام بعض من التقاهم إنّ واجب السلطات اللبنانية تطبيق القرار الدولي، بمبادرة ذاتية منها، وإلا سيتمّ تطبيقه بالقوة.

 

بالتفصيل، يتبيّن أنّ كلام لودريان دلّ الى أنّه يتمحور على ثلاثة طروحات: أن يعمد لبنان إلى تطبيق القرار الدولي بإنهاء الوجود المسلح ضمن منطقة عمقها 30 كلم لتكون منطقة عازلة، وإمّا سيتمّ تعديل القرار الدولي لتكون القوات الدولية أكثر فعالية في صلاحياتها العسكرية، أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرض تنفيذه بالقوة.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية إنّ الضغط الدولي من أجل تطبيق القرار، وصل الى المسؤولين اللبنانيين من أكثر من جهة دولية، وليس من لودريان وحده، وهو أمر يتوقع حصوله، خصوصاً أنّ مستوطني الشمال الإسرائيلي يرفضون العودة إلى منازلهم من دون ضمانات أمنية تبدأ بانسحاب المظاهر المسلحة جنوب الليطاني.

 

وأفادت المصادر أنّ الضغط الدولي على لبنان، سيتعاظم مع الوقت من باب إعادة ترتيب وضع المنطقة الحدودية التي يصعب أن تعود إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول الماضي، أي تاريخ هجوم «حركة حماس» على غلاف غزة. لذلك يُجسّ نبض القوى اللبنانية في مسألة تثبيت الحدود البرية بعد انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة، والنقاط الـ13 المتنازع عليها، ووقف الخروق مقابل سحب المظاهر العسكرية جنوب منطقة الليطاني.

 

وأشارت المصادر الديبلوماسية إلى أنّ باريس تتولى النقاش الرسمي في ما خصّ القرار الدولي كونها ناظرة القرار في الأمم المتحدة، أي «حاملة القلم» كما توصف في المفردات الديبلوماسية.

 

وفي سياق متصل، قالت أوساط بارزة في المعارضة لـ»نداء الوطن» إنّ ما طرحه لودريان في شأن الرئاسة «كان عرضياً، بل كان التركيز على القرار1701، وهو الأولوية وعليه يدور الصراع». ولفتت الى أنّ «حزب الله» يريد في هذه المرحلة «أن يتمكّن من تجاوز 7 تشرين الأول ليبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه». وأضافت: «ما يقوم به «الحزب» هو تضليل متعمد بالادعاء أنّ أحد شروط القرار 1701 هو إفراغ بلدات الجنوب من سكانها، وهذا غير صحيح، بل المطلوب، هو تنفيذ القرار الذي سبق لـ»الحزب» أنّ وقّعه عام 2006، ووافق عليه الأمين العام حسن نصرالله. وبمقتضى القرار، لا يكون هناك أي وجود مسلح غير الجيش و»اليونيفيل» في جنوب الليطاني».

 

وخلصت الأوساط نفسها الى القول «إنّ «حزب الله» يريد الحصول على رئيس للجمهورية بإيصال مرشحه سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، كي يعطي وعداً بتنفيذ القرار1701، أي أنه سيعطي شيكاً بلا رصيد، والعودة الى ما كان عليه الوضع في 6 تشرين الاول الماضي، بينما يذهب الواقع الدولي اليوم الى 1701 فعلي وليس شكلياً كي تعود الحدود الجنوبية لبنانية شرعية».

 

ومن المشهد السياسي الى المشهد الميداني، حيث اهتز أمس الهدوء الذي يسود الجنوب منذ سريان الهدنة في غزة الجمعة الماضي. ونقلت وكالة «رويترز» عن «اليونيفيل»، أنّ إسرائيل «ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود». وهذه المرة الأولى التي تصدر القوات الدولية مثل هذا البيان منذ اندلاع المواجهات في 8 تشرين الأول الماضي. وكانت سابقاً تتحاشى إيراد التفاصيل في بياناتها.

 

ومن جهة أخرى، كتبت السفارة الأميركية في بيروت على حسابها عبر منصة «إكس»: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد». وقالت: «يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لودريان يدفع للتمديد لقائد الجيش اللبناني ويصطدم مع باسيل

لقاءات الموفد الفرنسي لم تنجح بخرق تعقيدات الملف الرئاسي

 

لم تنجح جهود الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في تحقيق أي خرق في ملف الشغور الرئاسي في لبنان، وركز خلالها على ضرورة تثبيت الهدوء في الجنوب، وتجنب الانزلاق إلى حرب واسعة، والتمديد لقائد الجيش اللبناني، وهو ما أدى إلى خلاف بين لودريان ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية.

 

وواصل لودريان جولته على السياسيين اللبنانيين في اليوم الثاني من زيارته، وقالت مصادر نيابية مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يحمل جديداً في الملف الرئاسي، ولم ينجح في تحقيق خرق في مواقف القوى اللبنانية، مما مدد أزمة الشغور الرئاسي. وقالت المصادر إن أهم ما في الزيارة، دعوته لتجنب الشغور في موقع قيادة الجيش قبل موعد إحالة قائده العماد جوزيف عون على التقاعد في يناير (كانون الثاني) المقبل، و«اقترح التمديد له، وليس تعيين بديل»، وهو مطلب يتوافق مع مطالب القسم الأغلب من القوى السياسية، باستثناء «التيار الوطني الحر» الذي يدفع باتجاه تعيين قائد بديل.

 

وساهم هذا التعارض في المواقف مع التيار، في تشنج مع النائب باسيل، حيث لم يطل اللقاء أكثر من 10 دقائق. وذكرت قناة «إل بي سي» المحلية، أن لقاء لودريان مع باسيل «انتهى على خلاف حول التمديد لقائد الجيش»، وأن باسيل «رفض التدخل الفرنسي في هذا الملف باعتباره شأناً داخلياً»، وأن مطلب التمديد «يتعارض مع الإصلاحات»، فيما يعمل لودريان على ضرورة تجنب الشغور في الموقع، حيث ينطلق موقفه «من ضرورة الحفاظ على الموقع في هذه الظروف ولا يرتبط الأمر بالاسم».

 

واستهل لودريان اليوم الثاني من اللقاءات، بلقاء مع رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد، في مقر «كتلة الوفاء للمقاومة» في الضاحية الجنوبية، وناقش خلالها الملف الرئاسي وملف التطورات الحدودية، وملف التمديد لقائد الجيش، قبل أن ينتقل للقاء باسيل حيث غادر من دون الإدلاء بتصريح.

 

والتقى لودريان رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميّل، وعقدا اجتماعاً مطولاً وصفه الجميّل بأنه إيجابيّ تمت خلاله «تصفية القلوب»، متحدثاً عن تطوّر نوعي في الموقف الفرنسي. وقال الجميّل في مؤتمرٍ صحافي: «من الواضح اليوم أن المشكلة ليست لدى المعارضة، فكلنا مع فكرة مرشح رئاسي توافقي وقادر على جمع اللبنانيين في حين يرفض (حزب الله) الكلام مع الآخرين ويتمسّك بمرشحه، وبالتالي لا يمكن المساواة بين المُعطّل والموافق على (التوافق)، وبين من يحضر الجلسات الانتخابية النيابية ومن يقاطعها»، مضيفاً: «لقد أصبح واضحاً ومفهوماً من أين يأتي التعطيل»، لافتاً إلى أن الكرة باتت في ملعب «حزب الله» وحلفائه، و«نطلب منهم ملاقاتنا إلى منتصف الطريق رئاسياً، والتعالي عن منطق التعطيل والفرض، ولا خيار اليوم إلا بمرشحين جامعين يحظون بثقة ودعم الأطراف كافة».

 

وشدّد الجميّل على أن الهاجس بما يتعلّق بلبنان وأمنه كبير وقال: «نحن في حالة حرب، ونحتاج لمؤسسة عسكرية وطنية جامعة تستطيع حماية لبنان، وقادرة على لعب دور مهمّ في تطبيق القرار 1701 وتثبيت سيادة لبنان على أراضيه كافة، وأن تكون هذه المؤسسة العسكرية قوية ومستقرة وغير خاضعة للاهتزازات، ونتشارك هذا الهاجس مع كل أصدقاء لبنان». وأضاف: «تطبيق القرارات الدولية وبسط سيادة الدولة على أراضينا كافة يبقى أولوية لدينا، فنحن بحالة حرب، وجنوب لبنان يتعرّض للقصف منذ شهرين، واللافت أننا لم نسمع أي تصريح لأي مسؤول حكومي، ووزير الدفاع غائب عن السمع».

 

ورأى الجميل أنه «بغياب تطبيق القرار 1701، وعدم وجود سلاح واحد في لبنان بيد الدولة والجيش اللبناني، سنبقى عرضة للحروب والدمار».

 

وبالحديث عن ملف قيادة الجيش، قال الجميّل: «في ظلّ الفراغ الرئاسي وكل ما نعيشه من أزمة سياسية نحن نرفض تعيين قائد جيش جديد من دون رئيس للجمهورية، ونحن مع تأجيل تسريح قائد الجيش إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ونتشارك هذا الموقف مع أصدقاء لبنان، وأبرزهم الفرنسيون».

 

والتقى لودريان أيضاً النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي، والنواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق، وأعضاء كتلة «الاعتدال الوطني».

 

وليل الخميس، أقام لودريان عشاء في مقر السفارة الفرنسية في بيروت حضره سفراء الدول الأعضاء في المجموعة الخماسية لأجل لبنان التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، لوضعهم في أجواء الاتصالات التي أجراها في لبنان.

 

وفي السياق، قال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص الذي شارك في لقاء لودريان مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الأربعاء: «ما زال الرجل في التوجه السابق نفسه خلال الزيارة الأخيرة، بأن لا مجال للمرشحَين السابقَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور لنيل الأكثرية المطلوبة، وبأن الحلّ يكمن في الذهاب إلى خيار ثالث».

 

وأضاف في تصريح لوكالة «المركزية»: «تحدّث الموفد الفرنسي عن ضرورة تطبيق القرار 1701، وعن الضرورة القصوى بالتمديد لقائد الجيش؛ إذ لا يجوز في هذا الوقت بالذات العبث بأمن لبنان».

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

زيارة لودريان: غلافها غزة وعنوانها رئاسي وجوهرها التمديد

فيما لاحت احتمالات استئناف الحرب الاسرائيلية على غزة والمواجهات على الجبهة الجنوبية نتيجة عدم تمديد الهدنة، ينهي الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان زيارته للبنان اليوم، وسط انطباعات البعض في انه سيعود خالي الوفاض، فهو طرح مع جميع الذين التقاهم ثلاثة ملفات: الاستحقاق الرئاسي، الاستحقاق العسكري، تنفيذ القرار 1701. لكنه لم يلمس اي تقاطع عليها بين مختلف الافرقاء، بل لمس ان المواقف لم تتغير عما سمعه منهم في زياراته السابقة. إلّا انّ الجميع لمسوا وجود اهتمام شديد لديه بموضوع تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون التي تنتهي في العاشر من كانون الثاني المقبل، ما دفعَ بعضهم الى الاستنتاج انّ إمكانية انتخاب رئيس جمهورية خلال الشهر الجاري ليست متاحة وانّ الفراغ الرئاسي سينسحب الى السنة الجديدة.

إختتم لودريان اجتماعاته التي استغرقت يومين مساء أمس بلقاءٍ في قصر الصنوبر تخلله عشاء مع سفراء دول المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية (الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر)، حيث اطلعهم على نتيجة لقاءاته مع مختلف الافرقاء اللبنانيين لينقلوها الى المسؤولين المعنيين في بلدانهم، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه وتحديد الخطوات اللاحقة.

إنكشاف اللثام وقد تكشّف اللثام عن هدف الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان، وبسرعة انكشح الدخان من امامها ليتبيّن انه مهمته الاساسية، والتي اعطيت دفعا قطريا سعوديا ظاهرا ودعما اميركيا من الخلف، كانت التسويق لمطلب التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بحسب ما اكد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» واصفاً الزيارة بأنها «مغلّفة بغزة، عنوانها رئاسي وجوهرها التمديد لقائد الجيش تحت عنوان انّ لبنان في حالة حرب والمنطقة ملتهبة وفي ظل هذا الوضع القائم لا يجب ان يتخلى لبنان عن قائد الجيش ويغيره آخذاً بنظرية: «لا تبديل للضباط في خضمّ المعركة». واعتبر المصدر «انّ مهمة لودريان فشلت في ساعاتها الاولى وانتهت، اي انها عملياً لن تقدّم ولن تؤخر ولم تعد ذات اهمية، وما حصل في الاجتماع بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر خير دليل». وتوقف المصدر عند مطلب لودريان التمديد لقائد الجيش، لافتاً الى «ان المفارقة تكمن في انه في الوقت الذي ننتظر طرحاً او حَضاً من الموفد الفرنسي باسم المجموعة الخماسية لمساعدة لبنان على انتخاب رئيس، جاء طلب التمديد، فهل هذا يحمل تخلياً ضمنياً عن العماد عون كمرشح لرئاسة للجمهورية؟. وكشف المصدر انّ «خيار التمديد لقائد الجيش تراجع الى الحدود الدنيا لمعوقات سياسية وقانونية عدة والاهم لأسباب تتعلق بقيادة الجيش نفسها، اذا حصل انقسام سياسي حاد حول القرار المتخذ، (طلائعه موجودة حالياً) ماذا سيكون تأثيره على استقرار المؤسسة. كما ان التعيين سيكون صعباً لعدم مواجهة شبه الاجماع المسيحي على رفضه (باستثناء التيار الوطني الحر).

ومن هنا، رجّح المصدر ان يكون خيار تعيين رئيس اركان للجيش والذي لا يعارضه احد بالمعنى الفعلي، هو الخيار المرجّح، اذا خَطا كل فريق خطوة الى الامام لإيجاد مخرج. وعلمت «الجمهورية» ان وزير الدفاع موريس سليم سيزور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي عند الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم لشرح موقفه من هذا الامر، وسيحمل معه قانون الدفاع ليعرض للبطريرك المواد التي تدل الى عدم قانونية التمديد.

جولة غير موفقة والى ذلك قال احد الذين التقوا لودريان لـ«الجمهورية» ان الرجل ركّز في لقاءاته على موضوع التمديد لقائد الجيش على نحوٍ بَدا انّ المواضيع الاخرى التي حملها واثارها كانت من باب الايحاء انه آت ويحمل في جعبته مجموعة من الملفات، من الاستحقاق الرئاسي الى التطورات الناشئة من عملية «طوفان الاقصى» وصولاً الى تنفيذ القرار 1701 في الجنوب. لكن جولته لم تكن موفقة لأن طلبه التمديد لقائد الجيش يأتي في اطار موقف المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية التي كان قد رشح من اجتماعها الاخير لها في الدوحة انها بغالبية اعضائها تحبّذ وصول قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية اللبنانية. واكد المصدر انه «اذا كانت غاية لودريان وبقية اعضاء اللجنة الخماسية من طرح التمديد لعون هو التعبير غير المباشر عن تأييد وصوله الى سدة رئاسة الجمهورية، فإنّ هذا الامر لا يُلزم الآخرين، لا سيما منهم الذين لا يؤيدون هذا الترشيح». وتوقّع المصدر ان يستمر الفراغ الرئاسي الى أمد طويل في ظل تمسك «الثنائي الشيعي» وحلفائه بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وقد ازداد تمسكهم به بعد التطورات الاخيرة في الجنوب وغزة».

وعلمت «الجمهورية» انّ لودريان أبدى خلال لقاءاته مع القوى السياسية، لا سيما مع «حزب الله»، اهتماماً بموضوع الشغور في قيادة الجيش. امّا في الموضوع الرئاسي فقد طرح التوافق على خيار ثالث طالما لم يحصل توافق على المرشحين الذين تم اقتراح اسمائهم سابقاً. وبحسب المعلومات فإنّ «حزب الله» اكد للموفد الفرنسي انه مع أي اجراء يتم الاتفاق عليه يمنع الشغور في قيادة الجيش، سواء عبر تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون او تعيين قائد جديد. وكان لودريان قد التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مقر الكتلة في حارة حريك، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو ومسؤول العلاقات العربية والدولية في «حزب الله» عمار الموسوي.

لقاء عاصف وعُلم انّ لقاء الدقائق المعدودة الذي انعقد بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ولودريان في مقر «التيار» في سنتر ميرنا الشالوحي كان عاصفاً من جانب باسيل، الذي رفض بشدة البحث في بند التمديد لقائد الجيش داعياً ضيفه الى شطبه من جدول اعمال اللقاء، معتبراً الامر تدخّلاً في شأن لبناني داخلي، مؤكداً عدم قانونية التمديد.

مواقف وكذلك كانت للودريان لقاءات مع كتل نيابية ونواب تغييريين في قصر الصنوبر وخارجه، ولوحظ ان غالبية الكتل التي تصنّف نفسها معارضة او تغييرية، اعلنت تأييدها للتمديد لقائد الجيش مقدّمةً التبريرت التي توجِبه. ولفت النائب مارك ضو في حديث اذاعي الى أنه شدد خلال لقائه والنائبين وضاح صادق وميشال الدويهي مع لودريان على «الحاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً». ونقل عن الموفد انّ «مبادرته تأتي بالتنسيق مع موقف الدول الخماسية، عبر طرح خيار ثالث في الرئاسة، بعيداً من الاسمين المطروحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، إذ لاقى تجاوباً أكبر في هذا الإطار». وأكد أنّ «فريق الثنائي هو المتمسّك بطرح فرنجية، وبالتالي يسقط كل حديث عن خيار ثالث، إذا لم ينتقل الثنائي الى طرح آخر». وشدد على «ضرورة التمديد لقائد الجيش في هذا الظرف، من خلال الحكومة، إذ لا يمكن أن تحصل التعيينات بغياب رئيس الجمهورية، والحكومة لا تستطيع ان تعيّن بصلاحياتها الحالية». وكتب النائب فؤاد مخزومي عبر منصة «أكس» انه خلال لقائه والنائب ميشال معوض، لودريان، ممثلين كتلة «تجدد»، شددا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن. وعدم السماح بحصول أي تدخلات سياسية في عمل المؤسسة العسكرية مع ضرورة تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون لمنع الفراغ في قيادة الجيش وحماية هذه المؤسسة الوطنية، عدا عن تأكيد تنفيذ القرار 1701 بكل بنوده والتنسيق الكامل مع قوات اليونيفيل».

وشدد النائب وليد البعريني على أن كتلة «الإعتدال الوطني» ملتزمة بانتخاب رئيس للجمهورية، إلّا أن الخيار لم يُحسم حتى الآن. وأوضح أن «الكتلة ستجتمع مع كتلة «لبنان الجديد» للاتفاق على اسم مرشح، وعندما يحصل طرح جدي ونهائي في الجلسة النيابية سيكون عندها خيارنا موجوداً». وقال: «نحن يهمّنا الرأي السعودي ولن نخرج من خيار المجتمعين العربي والدولي في الملف الرئاسي، وعند اقتراح اسم مرشح يُبنى على الشيء مقتضاه، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، إذ وضعا عناوين عريضة فقط». وأكد أنّ «الاعتدال الوطني يؤيّد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان معًا، وتمّ تقديم اقتراح في هذا الشأن».

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

دخول أميركي على مهمة لودريان: لا نريد امتداد الصراع إلى لبنان

دقائق متوترة بين باسيل والوسيط الفرنسي.. وسفراء الخماسية في قصر الصنوبر

 

تراجع الاهتمام الداخلي بجولة اللقاءات التي يجريها الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، إذ تقدَّم ملف التمديد لقائد الجيش جوزاف عون الى الواجهة، لا سيما خلال اللقاء في ميرنا شالوحي مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

ولئن كان موضوعا الانتخابات الرئاسية والهدوء الهش في الجنوب حضرا أيضاً على الطاولة بنسب متباينة، خلال اللقاء مع هذه الشخصية أو تلك، فإن اللافت كان الدخول الأميركي على الخط، عبر منصة «أكس» وبشخص السفارة الأميركية في بيروت.

بنت السفارة دعوتها الى «استعادة الهدوء على ما أسمته شعور «بالقلق إزاء احتمال امتداد الصراع» في اشارة الى حرب غزة بين اسرائيل وحماس ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية.

اعتبرت السفارة ان الجهد يجب ان ينصب على «التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701».

واشارت الى ان الولايات المتحدة لا «تريد رؤية صراع في لبنان»، نظراً لآثاره الخطيرة على الامن والسلم الاقليمي والشعب اللبناني، مؤكداً ان استعادة الهدوء على طول الحدود الاسرائيلية – اللبنانية أمر في غاية الأهمية، منوهة بدور اليونيفيل على طول الخط الأزرق.

اللقاء الأقصر

وبالعودة الى جولة لودريان، فإن اللقاء الأقصر، الذي لم يتعدَّ الدقائق كان مع باسيل، الذي تقول أوساطه انه فوجئ بطلب لودريان الموافقة على التمديد للعماد عون في قيادة الجيش.

لم يتردد باسيل في اعتبار ان هذا الطلب يعتبر نوعاً من التدخل السافر في مسألة سيادية، فما كان من لودريان الا ان حزم أوراقه وغادر على عجل.

وتكشف مصادر التيار الوطني عن السبب الذي ادى إلى تقصير لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لبضع دقائق فقط خلافا لما كان متوقعا، وتشير إلى انه منذ بدء اللقاء فاجأ  لودريان باسيل باصرار فرنسا على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، نظرا لاهمية وجوده في سدة القيادة في هذه الظروف الصعبة وللحفاظ على الأمن والاستقرار، حسبما قال.

واستنادا للمصادر نفسها فإن باسيل بدا مستاء  من  هذا الطلب، وبادر ضيفه بالقول: انت هنا  في مهمة للمساعدة بانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان مسألة التمديد لقائد الجيش التي نرفضها ونعارضها، هي شأن داخلي  يتم بحثه في ما بيننا، ولا شأن للخارج فيها، وهي خارج نطاق مهمتكم .

وتقول المصادر ان جو اللقاء تكهرب منذ الدقائق الاولى، ونهض لودريان مستاء وغادر ميرنا الشالوحي، وسجل بأن هذا اللقاء هو الاقصر في سلسلة اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي مع المسؤولين والقيادات اللبنانية خلال زيارته هذه.

وحسب مستشار  باسيل (انطوان قسطنطين)، فإن رئيس التيار كان يحضر نفسه للحديث في رئاسة الجمهورية، من زاوية التقاطع مع قوى نيابية حول اسم المرشح جهاد ازعور، ولكن التيار الوطني الحر جاهز للحوار مع الجميع للاتفاق على اي مرشح آخر فإذا بلودريان يفاجئه بطلب التمديد لعون، واضاف الى ما ذكر سابقاً اننا «اعتدنا من فرنسا احترام سيادة الدول والقانون».

يشار إلى ان لودريان بدأ الكلام بإثارة 3 ملفات مترابطة على جدول الاعمال اللقاء: القرار 1701 ورئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، فطلب باسيل شطب البند الثالث، لكن لودريان قال له ليس بامكاني فعل ذلك، فأنا مكلف من بلادي لبحث المواضيع الثلاثة كسلة واحدة، وحدث انفعال فانفضاض للقاء.

واليوم الثاني من مهمة لودريان، بدأ من حارة حريك التي زارها، والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، وبعد ميرنا شالوحي، زار لودريان الصيفي والتقى رئيس الكتائب النائب سامي الجميل في اجتماع مطول وصفه الجميل بأنه ايجابي جداً ملاحظاً تطوراً نوعياً في الموقف الفرنسي.

وعلم ان لودريان عزّى رعد باستشهاد نجله عباس في الجنوب، ونوه بانضباط الحزب لجهة عدم الانجرار الى توسيع الحرب، وتغير قواعد الاشتباك، مع ملاحظة استمرار الثنائي في ما خص القرار 1701.

ولبى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة لودريان الى غداء عمل، كما التقى الموفد الفرنسي النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق، وكذلك كتلة الاعتدال الوطني.

وليلاً، اقام لودريان لسفراء مجموعة الدول الخماسية: الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر إلى جانب فرنسا مأدبة عشاء في قصر الصنوبر.

مالياً، كشف رئيس  لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع للجنة حضره وزير المال يوسف خليل، ان اللجنة  ستنهي مشروع موازنة ٢٠٢٤ بتعديلات جوهرية قبل نهاية كانون الثاني ولن تسمح للحكومة باصدار صيغتها بمرسوم وعلى الكتل النيابية تحمّل مسؤولياتها والمشاركة في جلسة الموازنة لأن المواعظ والتصريحات وحدها لا تكفي لمنع الكوارث.

تحصيل فواتير كهرباء النازحين

وفي خطوة غير مسبوقة أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها بدأت يوم الاثنين «بتحرير محاضر لتحصيل قِيم استهلاك الكهرباء من مخيمات النازحين السوريين، بحسب قراءات ما يقارب 900 عداد إلكتروني، والتي بدأ تركيبها منذ حوالي العام لهذه المخيمات على مختلف الأراضي اللبنانية، (وهي كالمحاضر التي تحرّر نظامياً على مستهلكي الكهرباء من غير المشتركين العاديين الذين تصدر لهم فواتير)، بالتنسيق مع دوائر التوزيع المعنية، باحتساب القيم المالية المتوجبة عن استهلاك الكهرباء من قبل كل من هذه المخيمات، ووضع المحاضر بها لتحصيل قِيمها في كل من هذه الدوائر. وقد تم إصدار، لتاريخه، 110 محاضر بالقِيم المتوجبة على عدد من هذه المخيمات، وُضعت قيد التحصيل خلال الأسبوع الحالي، على أن يتم استكمال تسجيل وتسعير محاضر للمخيمات المتبقية تباعاً».

خروقات في الجنوب

ميدانياً، سجلت خروقات للهدوء في الجنوب للمرة الاولى منذ سريان هدنة غزة قبل اسبوع.

وسمع دوي اصوات قوية تبين ان صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية، وسقط عدد من القذائف الاسرائيلية عند اطراف بلدتي راميا ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى.  وردت إسرائيل على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود.

وفي اطار التضامن مع عزة ونسائها وأطفالها، تداعت الشبكات والائتلافات العربية المناهضة للعنف ضد المرأة الى وقفة موحدة تضامناً مع نساء فلسطين وتحت شعار «أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار»، ذلك أمام مباني الامم المتحدة في أكثر من 8 دول عربية، لمطالبتها بـ «تحمل مسؤولياتها» ومن بينها بيروت، اذ تجمعت شبكات التضامن امام مبنى الاوسكو في وسط العاصمة.

كما أحيت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» عبر لقاء رسمي افتراضي أُقيم لهذه المناسبة.

وافتُتح اللقاء بتلاوة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والتي أكّد فيها أن هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقِّه في العيش في سلام وكرامة، وعلى ضرورة وقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني في غزّة. كما أكّد على ضرورة أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على القطاع.

أما كلمة الاسكوا، فألقتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية رولا دشتي التي أعربت فيها عن بالغ ألمها لما تشهده من مشاهد قتل لأطفال داخل المستشفيات بعد تجويعهم وقصف منازلهم، مشيرة إلى أن أكثر من مليون طفل فلسطيني وُلِدوا وعاشوا تحت الحصار في أكبر سجن مفتوح في العالم. وشدّدت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للنزاع من خلال تطبيق القانون الدولي.

***************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الديار: حَراك دبلوماسي بلا نتائج في بيروت و«العين» على اللقاءات الاستخباراتية في الدوحة

لودريان يخفق رئاسيا ويفشل في الحصول على ضمانات من الحزب حول الـ 1701

الهدنة تهتز جنوبا و«اسرائيل» تبحث عن انجاز ميداني وترويج اميركي لـ«نكبة» جديدة

الحركة الدبلوماسية النشطة في بيروت بفعل زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، كانت حركة دون “بركة”، كونها تاتي في “الوقت الضائع” بين هدنة غزة ومعها جبهات المساندة، والافق المفتوح على كافة الاحتمالات في المنطقة في ضوء عدم الوصول بعد الى صيغة واقعية تخرج كيان العدو من مأزقه الحالي، بعد ان اخفق خلال 50 يوما في تحقيق اي انجاز عسكري او سياسي يسمح له “بحفظ ماء” وجهه “للنزول من اعلى الشجرة” والذهاب الى وقف كامل لاطلاق النار، ولذلك “فالعيون” شاخصة الى الدوحة حيث تعقد الاجتماعات الاستخباراتية على اعلى مستوى في محاولة لرسم توازنات القوى في المنطقة. ولان مستقبل التطورات غير واضح المعالم، لا يمكن فصل الساحة اللبنانية عما يدور من حولها، خصوصا انها جزء لا يتجزأ من المواجهة الميدانية، وكذلك الدبلوماسية، في منطقة يجري رسم معالمها الجديدة في ضوء موازين القوى الجديدة. ولهذا خرج لودريان “بخفي حنين” رئاسيا، ولم يجد طرح الخيار الثالث الصدى المطلوب لدى احد من القوى السياسية في غياب التبني الصريح والواضح من قبل باريس لقائد الجيش جوزاف عون على الرغم من انضمامها الى القوى الدولية الداعية لتمديد ولايته على رأس المؤسسة العسكرية، وفي غياب اي اشارة صريحة او مكتومة من قبل “الثنائي الشيعي” باستعدادهما للتخلي عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اما بالنسبة للقرار 1701 ومحاولة الضغط على الجانب اللبناني للالتزام به، بما يعيد الطمانينة الى مستوطني شمال فلسطين المحتلة، فكان الطرح مجرد “ثرثرة” لا طائل تحتها في ظل الوقائع الميدانية السائدة راهنا، وغياب اي وزن سياسي للفرنسيين الذين لم يحصلوا من الحزب على اي التزامات حول الجبهة اللبنانية في ظل التبني المستمر لاستراتيجية “الغموض البناء” في التعامل مع الحرب التي لم تنته فصولها بعد. وفي هذا السياق، كشف الاعلام الاسرائيلي عن توجهات داخل الكونغرس الاميركي لتفعيل موضوع تهجير الفلسطينيين من غزة الى الدول المجاورة مقابل “رشوة” مالية، ولعل اخطر ما في هذا الطرح القياس على نجاح النازحين السوريين في التأقلم في الدول التي نزحوا اليها ومنها لبنان، للبناء على هذه السابقة للترويج لفكرة “النكبة” الجديدة.

 

لودريان يفتقد “خطة”

ووفقا للمعلومات، انتهت لقاءات “جس النبض” الفرنسية مع القوى السياسية اللبنانية الى لا شيء مع استمرار من التقاهم في تقاذف المسؤوليات بالتعطيل ورفض الحوار، والجميع كان يقول للمبعوث الفرنسي “الكرة ليست في ملعبنا بل في ملعب الطرف الآخر”، وعندما كان يطرح خيار الذهاب إلى خيار ثالث، كان يرفض الدخول في تسميات، وعلى عكس ما روج له البعض، لم يسمع خلال لقائه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد اي وعد بالتفكير في هذا الخيار، وهي نقطة جوهرية كان يسعى اليها لودريان للبناء عليها في الزيارات المقبلة. اما قوى المعارضة فانها لم تمانع البحث في الخيار الثالث، لكنها كانت “متوجسة” في ظل عدم طرح اسم بديل وابلغت المبعوث الفرنسي انه حين  تنضج ظروفه ، فالامر قابل للبحث، فليس اي خيار ثالث قد يكون مقبولا، وعندما تطرح الاسماء يمكن القبول بها او رفضها بناء على مواصفات معينة. وهذا مشروط اولا بتراجع فريق “الثنائي” عن ترشيح فرنجية. وهذا الامر لم يحصل بعد. ويبقى السؤال: هل من خطة عملية لدى لودريان؟ لا يبدو ذلك، بحسب مصادر مطلعة، فهو وعلى الرغم من حرصه على التأكيد انه لا يعمل بمنأى عن “مظلة” المجموعة “الخماسية” ولا يتناقض تحركه مع حراك الموفد القطري، فان كلامه لا يقترن “بخارطة طريق” واضحة، فلقاؤه في المملكة العربية السعودية، المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي المسؤول عن الملف اللبناني، نزار العلولا، لم يحمل اي تغييرات في الموقف السعودي،  وهو اكتفى بالتأكيد ان زيارته لن تكون الاخيرة وسيعود بعد تحليل الموقف مع الدول المعنية بالملف اللبناني، مجددا التاكيد ان اي تسوية ستكون في اطار اللجنة الخماسية وليس بخطة فرنسية. لكن من التقوا لودريان الذي تحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الدوحة، لم يلاحظوا ان هذا التفويض يمنح المبعوث الفرنسي الثقل المطلوب لاحداث اختراق في حالة الاستعصاء اللبناني.

 

التزام لا تعديل الـ 1701؟

اما في ملف الحرب المفتوحة مع “اسرائيل”، فكرر لودريان تحذيراته من الوضع الخطر جنوبا، ودعا الى ضرورة تثبيت الهدوء ومنع تصاعد المواجهات، ودعا الحزب لـ “الالتزام بتطبيق القرار 1701” والعودة الى القواعد التي كانت تحكم الجبهة الجنوبية قبل 7 تشرين الأول الماضي، دون ان يطرح صراحة تعديل القرار في ما يتعلق بصلاحيات قوات “اليونيفل”. وقد تبلغ صراحة خلال لقائه في حارة حريك بان من يخرق القرار هو “اسرائيل”، ويجب وقف عدوانيتها على غزة وعلى الاراضي اللبنانية، ولبنان ليس معنيا بايجاد حل لمشكلة العدو الإسرائيلي  الذي يواجه معضلة رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة إليها بسبب وجود الحزب على الحدود.

واشنطن تدخل على “الخط”

وواكبت السفارة الأميركية في بيروت طروحات لودريان بتغريدة على حسابها عبر منصة “إكس” حرصت خلالها على عدم الحديث عن اي تعديل للقرار 1701 بل تطبيقه وقالت: “لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث سيكون للتصعيد آثار خطرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية”. وأضافت “يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد”. وتابعت السفارة الأميركية “تؤدي اليونيفيل دوراً حيوياً على طول الخط الأزرق، ونتوقع أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة قوات حفظ السلام”.

 

رد حاسم من الحزب

وكانت جولة لودريان، بقيت في يومها الثاني، الحدث السياسي في الداخل. هو استهل نشاطه صباحا من حارة حريك حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيسَ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة في حارة حريك،وهو لقاء لم ينته الى اي جديد، بينما حافظ لودريان على “الشكليات” بتقديمه العزاء لرعد باستشهاد نجله. وكان النقاش الاهم حول الوضع في الجنوب، وعندما طرح لودريان مسألة تطبيق القرار 1701 بحذافيره، ابلغه رعد ردا حاسما مفاده ان لبنان هو من يحتاج الى ضمانات من “اسرائيل” وليس العكس، والامر مرتبط بتطورات غزة. اما رئاسيا فلم يحصل اي تغيير في موقف الجانبين، ولم يقدم لودريان اي جديد يمكن البناء عليه. لكن الجديد كان تحذيره من الشغور المرتقب في قيادة الجيش وقد جرى نقاش عام حول الحلول الممكنة بهذا الشأن.

 

خلاف حول “التمديد”

بعد ذلك توجه لودريان الى ميرنا الشالوحي حيث التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وغادر من دون الادلاء بتصريح. ولم يدم لقاء لودريان باسيل الا 7 دقائق، وقد غادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش جوزاف عون. ووفقا للمعلومات، فوجىء باسيل بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد الجيش، فكان جوابه أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين وشأن لبناني داخلي، وأنّ “التّيار” لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها”. وقد انتهى اللقاء المتوتر خلال وقت قصير على بدئه بعدما باتت الاجواء متشنجة. ومن ميرنا الشالوحي توجه الى الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي رأى ان المشكلة ليست عند المعارضة، بل عند الحزب المتمسّك بمرشحه والرافض لأي كلام حول اسم آخر. وقد لبى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى غداء عمل في قصر الصنوبر ، في حضور السفير ماغرو. كما التقى لودريان في قصر الصنوبر النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق. وفي السياق، قال ضو في حديث صحافي: لودريان أكد انه لم يلمس اي اصرار لدى أي طرف على مرشح رئاسي معيّن والكل منفتح على الخيار الثالث، ونحن أكدنا على ضرورة الانتقال الى مرحلة الأسماء. والتقى لوريان ايضا كتلة “الاعتدال الوطني” عند الخامسة والنصف.

 

اهتزاز الهدنة جنوبا

ميدانيا، اهتز الهدوء على نحو محدود في الجنوب امس، وحصلت بعض الخروقات امس، وسمعت  أصوات انفجارات في المناطق الحدودية تبين انها دوي صواريخ اعتراضية  للقبة الحديدية، وقد سقطت القذائف الإسرائيليّة عند أطراف بلدة رامية ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي زعم قبل الظهر حصول تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى. واعلن الجيش الإسرائيلي انفجار صاروخين اعتراضيين من القبّة الحديديّة فوق أطراف بلدة رميش الحدودية. وقال ان مقاتلاتنا اعترضت تهديدا جويا اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه “إسرائيل”. وحلقت مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية. وسجل سقوط 6 قذائف إسرائيلية معادية بالقرب من موقع قوات اليونيفيل الدولية في أطراف مروحين وأخرى في أطراف بلدة راميا. وفي موقف استغربته مصادر حكومية ورأت فيه كلاما “استفزازيا” في غير مكانه وفي توقيت “غير موفق” ويحمل في طياته خلفيات غير “بريئة”، اعتبر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان “إن الملايين العشرة التي وعدت بها الحكومة تعويضًا للأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في الجنوب من جراء تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين الحزب و”إسرائيل”، يجب أن يدفعها الوزراء الذين صوّتوا على هذا القرار من جيوبهم، ذلك أنّ أكثرية، وأكثرية كبيرة من الشعب اللبناني لم تفوِّض أحدًا بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل حفاظًا على دوره الإقليمي”!

 

عشرة ايام من القتال؟

ووفقا لاوساط دبلوماسية، فان الانظار لا يجب ان  تتوجه حول مهمة لودريان في بيروت، وانما يجب تكون على مهمة الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي شارك بالامس في اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، ودعا “اسرائيل”  قبل زيارة رام الله، الى تجنب الاضرار بالمدنيين في جنوب غزة، ما اوحى باحتمال استئناف الحرب. اما المهمة الاكثر اهمية فهي التي يقودها رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية وليام برنز الذي لم يغادر المنطقة، والتقى عدة مرات رئيس الموساد ووزير المخابرات المصرية عباس كامل ومسؤولين قطريين في الدوحة. ولفتت تلك المصادر ان ما يتم بحثه يتجاوز مسألة الهدنة وتبادل الدفعات المتتالية من تبادل الأسرى، فما يتم تداوله يرتبط باليوم التالي للحرب على مختلف الجبهات ومنها لبنان وليس فقط غزة التي قد تشهد جولة عنف جديدة لمدة عشرة ايام طلبتها “اسرائيل” لتحقيق “انجاز” على الارض يساعدها في تبرير وقف الاعمال القتالية امام الجمهور الاسرائيلي.

 

معضلة نتانياهو

ووفقا للاعلام الاسرائيلي، يجد نتنياهو نفسه أمام معضلة قاسية عالقاً في لعبة “شد حبال” بين وزراء متطرفين ومؤسسة عسكرية ترغب بمواصلة الحرب لمسح “عار السابع من أكتوبر”، وهو شخصياً يميل مع هذا الطرف مقابل ضغط معاكس هو خارجي بالأساس من جهة الولايات المتحدة. واشنطن، بعد نحو الشهرين على الحرب، تلاحظ أن “إسرائيل” لم تحقق الهدف، على الرغم من الدعم الدبلوماسي والعسكري والمالي المفتوح، وتضطر الى مواصلة التدخل الفعال لحمايتها من أعدائها ومن نفسها، وهي تنشغل في الوقت نفسه بمشاغل أخرى، منها داخلية وتتعلق بانتخابات الرئاسة المقبلة، وباتت الحرب على غزة تثقل عليها ، وهذا واحد من حساباتها الحالية المتحفظة من تجديد الحرب وفق اجندة مفتوحة، خاصة مسألة التوغل البري. ولفتت صحيفة “هآرتس” الى ان وقف الحرب الآن، ودون مكسب عسكري حقيقي عدا الدمار والتدمير، من شأنه أن يعود بالسلب على صورة ومستقبل الحكومة، لا على “اسرائيل” كدولة فقط، لا سيما أن شعبيتها بالحضيض أصلاً، وبعض أحزابها يهدد بتفكيكها إذا ما توقفت الحرب دون تدمير حركة حماس. وهذا ما يدفع المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل، الى القول ان “إسرائيل” اقتربت من الحائط، ومن لحظة الحقيقة في هذه الحرب، لافتاً إلى أن “حماس” أحرزت مكسباً عسكرياً في السابع من أكتوبر، وتتطلع لوقف دائم للنار، واستعادة كل الأسرى، ما سيعزز مكانتها. وفي المقابل يرى أنه على “إسرائيل” أن تتخذ قراراً حاسماً في الأيام المقبلة.

خطة التهجير على “الطاولة”؟

اما الاخطر فيبقى ما كشفته صحيفة “إسرائيل اليوم”، من خطة جديدة يعدها الكونغرس الأمريكي تربط بين تقديم مساعدات مالية كبيرة لعدد من الدول العربية على رأسها مصر، مقابل قبول لاجئين من غزة. وفيما يحاول واضعو الخطة إبعادها عن التداول الإعلامي، لفتت الصحيفة الى انها عرضت على كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الديموقراطي والجمهوري. والخطة التي يروج لها عضو مجلس النواب الأميريكي جوي ويلسون تشير الى تخصيص مليار دولار من المساعدات الخارجية لمصلحة اللاجئين من غزة الذين سيسمح لهم بدخول مصر.على الا تكون مصر تكون الدولة الوحيدة التي يجب عليها استقبال اللاجئين، بل يكون العراق واليمن ضمن الخطة مقابل نحو مليار دولار من المساعدات الخارجية الأميركية، على ان تتلقى تركيا  ايضاأكثر من 150 مليون دولار. وأضافت الصحيفة أن كل دولة من هذه الدول ستتلقى ما يكفي من المساعدات الخارجية ولديها عدد كبير من السكان، بما يكفي لتتمكن من استيعاب اللاجئين الذين يمثلون أقل من 1% من سكانها. وتفصّل الخطة عدد سكان غزة الذين ستستقبلهم كل دولة: مليون في مصر (أي 0.9 % من السكان هناك)، ونصف مليون في تركيا (0.6 % من الأتراك)، و250 ألفا في العراق (0.6%)، و250 ألفا في اليمن (0.75 % من اليمنيين).وفي مقارنة “ساذجة” “وخبيثة” في آن واحد قارنت الصحيفة المقربة من نتانياهو بين النزوح السوري الذي استوعبته دول المنطقة والتهجير القسري المفترض للفلسطينيين، واشارت الى إنه منذ عام 2011 فرّ 6.7 ملايين سوري من سوريا في جميع أنحاء البلدان المحيطة، وتم نقل 3.2 ملايين لاجئ سوري إلى تركيا، 789 ألفا إلى لبنان، و653 ألفا إلى الأردن، و150 ألفا إلى مصر، فيما استقبلت بلدان أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا مئات الآلاف، وقد تم استيعاب هؤلاء دون مشاكل؟!

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

 هدنة غزة والجنوب تترنح وبلينكن يحاول التهدئة

تعرض الهدوء الذي يسود الجنوب اللبناني منذ سريان الهدنة في غزة الجمعة الماضي لبعض الخروق امس.

فقد سمعت أصوات قوية في المناطق الحدودية الجنوبية وافادت المعلومات انها دوي صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية، حيث افيد ان عدداً من القذائف الإسرائيليّة سقطت عند أطراف بلدة رامية ورميش.

وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى.

ونقلت معلومات عن قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، أنّ إسرائيل ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي انفجار صاروخين اعتراضيين من القبّة الحديديّة فوق أطراف بلدة رميش الحدودية.

وقال: “مقاتلاتنا نجحت في اعتراض تهديد جوي اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل”.

وحلقت مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية عدة. الى ذلك، قام الجيش الإسرائيليّ بعمليّة تمشيط عند محيط بركة ريشا عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية مقابل بلدة مروحين الجنوبية بالأسلحة المتوسطة. وافادت “الوكالة الوطنية للاعلام”، بأن أحد المواطنين عثر على مسيرة في أحد بساتين بلدة عدلون.

وسجل منذ الثانية من بعد ظهر امس تحليق مكثف للطيران الحربي المعادي في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو مرتفع ، ويتزامن مع تحليق متواصل منذ ساعات فجرا لطائرات تجسسية معادية في اجواء قرى وبلدات النبطية وعلى علو متوسط.

من جهة ثانية، واصل الاهالي تفقد ممتلكاتهم وقطف الزيتون في العديد من القرى الحدودية مستغلين فترة الهدوء الناجمة عن الهدنة.

 

تبادل جديد للأسرى وتمديد للهدنة ومساعٍ لأخرى

مقتل 3 إسرائيليين بهجوم  في القدس و”القسام” تعلن مسؤوليتها

قادة الاحتلال بحضور بلينكن: سنقضي على “حماس” ولا وقف للحرب

في وقت تم فيه التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليوم سابع بين إسرائيل وحركة حماس، سُجل توتر أمني كبير في القدس الشرقية صباح الخميس، إذ قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرون بينهم ثلاثة إصابتهم خطرة، في هجوم بأسلحة نارية عند محطة لتوقف الباصات في غرب مدينة القدس على ما أظهرت حصيلة للشرطة الإسرائيلية. كما أعلن الجيش الإسرائيلي  إصابة جنديين بجروح طفيفة في هجوم دهس عند حاجز عسكري في الأغوار بالضفة الغربية مشيراً إلى “تحييد” المهاجم.

وقال الجيش في بيان “يقوم الجيش بتفتيش المنطقة بحثاً عن مشتبه فيهم” زاعما مصادرة  كميات كبيرة من الاسلحة مصدرها الاردن.

ونفذ هجوم القدس بحسب الشرطة الإسرائيلية، اثنان من سكان القدس الشرقية. وقال قائد شرطة القدس دورون ترجمان لصحافيين في مكان الهجوم “إن المهاجمَين “قتلا على الفور على أيدي جنديين كانا خارج دوام الخدمة ومدني أطلق النار عليهما”.

وأعلنت حركة “حماس” ا تبنيها لهجوم إطلاق النار في القدس الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص داعية إلى “التصعيد”.

وكان الجيش الإسرائيلي وقبل 10 دقائق على موعد انتهاء الهدنة أعلن  الخميس، تمديد الهدنة الإنسانية إفساحاً بالمجال لمواصلة جهود إطلاق المخطوفين.

وأعلنت حركة “حماس”، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، أسماء قائمة الأسرى  المفرج عنهم مساء الخميس، وتضم 30 فلسطينيا ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتم إطلاق سراح ثماني نساء وأطفال من غزة إضافة إلى تسليم 3 جثث لإسرائيل ضمن الاتفاق وفق ما أوردت مواقع إسرائيلية.

وطالبت وزارة الخارجية الصينية بأن يتم فوراً إرساء “هدنة إنسانية مستدامة” بين إسرائيل وحركة “حماس” داعية إلى “وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء القتال”.

وافاد بيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ، بأن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين مع الإفراج عن مزيد من المحتجزين وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وتأكيداً على إلحاح الوضع  قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في زيارته الثالثة للشرق الأوسط منذ بدء الحرب إن الجهود مستمرة لإطالة أمد الهدنة. وأضاف في اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ “شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطوراً إيجابياً للغاية هو عودة الرهائن إلى ديارهم ولم شملهم بأسرهم، هذا يجب أن يستمر، .

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن  بلينكن شدد ، على ضرورة أن تحاسب إسرائيل فوراً المستوطنين اليهود المتطرفين المسؤولين عن أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال بنيامين نتانياهو لوزير الخارجية الأميركي إنه تعهد بالقضاء على حركة حماس، مضيفا “ولن يوقفنا أي شيء”، في حين نقل  أن بلينكن أبلغ نتنياهو بضرورة حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال.

كما أعلن مكتب نتانياهو عن انعقاد مجلس الحرب بحضور وزير الخارجية الأميركي امس وكان دعا الى هدم منازل منفذي عملية القدس التي تبنتها حماس .

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنهم سيواصلون هذه الحرب “حتى ننتصر، ونقضي على حماس ونفكك كل قدراتها”، وفق قوله.

وعقب لقائه بنيامين نتانياهو قام بلينكن بزيارة رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس  وبحث معه تمديد الهدنه وتقديم المساعدات للفلسطينيين ودور السلطة ما بعد الحرب على غزة.

واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس،، ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار  غزة ووقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، مجددا رفضه التهجير القسري للفلسطينيين سواء في القطاع أو الضفة الغربية بما فيها القدس.

وبالتزامن اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن مصممة على استعادة كل اسير لدى حماس.

***********************

افتتاحية صحيفة البناء

اقتراب نهاية المرحلة الأولى من التبادل يفتح باب سقوط الهدنة أو شروط جديدة واشنطن تدعو تل أبيب إلى الإقرار بفشل الحرب والانتقال معاً إلى إدارة اللاحرب التمديد يوماً بيوم يظهر تحكّم المقاومة بالشروط وخشية الاحتلال من العودة للحرب

التمديد المعقد والصعب للهدنة، والتجديد المحاط بالقلق لكل يوم لصفقة التبادل، يظهران اقتراب نهاية المرحلة الأولى، التي قامت على إطلاق سراح المحتجزين لدى قوى المقاومة، وهم نساء وفتية وأطفال، يبدو أن أعدادهم شارفت على النهاية، فيما الانتقال الى الأسرى لدى المقاومة يخضع لمعادلات مختلفة كلياً، لا تنطبق عليها حكماً معادلة واحد بثلاثة ولا واحد بمئة، بل الكل مقابل الكل. بينما على مستوى قيادة كيان الاحتلال وجيشه، تلويح عند كل تعثر وتأخير بالعودة الى الحرب، لا يلبث أن يتكشف عجزٌ عن التنفيذ، ويترجم قبول بالمياومة في التمديد والتجديد، لكن هذا سوف ينتهي مع نهاية أعداد المحتجزين والانتقال الى الأسرى. وهنا يبدو أن كيان الاحتلال وجيشه لم يجهزا بعد للمعادلة التي تدعو لها واشنطن، عبر مدير مخابراتها المقيم في الدوحة منذ أيام لبلورة صيغة عنوانها تمديد التهدئة حتى إنهاء ملف المحتجزين والأسرى، حتى لو اقتضى الأمر وقف الحرب. وهذا ما جاء به وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب، داعياً بنيامين نتنياهو إلى الانتقال معاً من الرهان على الحرب، إلى إدارة اللاحرب، ولدى واشنطن ما يكفي من الأسباب للقول إن الحرب لم تعُد خياراً مناسباً وباتت طريقاً مكلفة، كي لا تقول بوضوح إن الحرب فشلت وإن الإصرار على العودة إليها يعني المزيد من الفشل، والكثير من الأضرار.
اليوم السابع تم تمديده قبل التوصل للاتفاق على شروط التبادل تفادياً للعودة إلى الحرب، ويبدو اليوم الثامن تكراراً للمأزق والولادة العسيرة، وتبدو قيادة المقاومة مرتاحة إلى وضعها، واثقة بما لديها، بينما يبدو الكيان مرتبكاً، وتبدو واشنطن حائرة.
الأكيد وفق مصادر على صلة بالمفاوضات، أن الإثنين يوم آخر، بين احتمال النجاح بتجديد للهدنة في ملف تبادل الأسرى، وفق ترتيبات تشمل عدة أيام، وربما أسابيع، أو احتمال الذهاب إلى جولة جديدة، تصبح ضرورية لإنضاج الذهاب إلى هدنة جديدة واتفاق تبادل جديد.
ولم يحمل الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان في جعبته طروحات جديدة في الملف الرئاسي، بل جاء بمهمة واحدة هي ممارسة الضغوط على المسؤولين والكتل النيابية للسير بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وفق ما تشير مصادر مواكبة لجولة لودريان لـ»البناء»، والتي لفتت إلى أن موقف لودريان يعكس مطلب الأميركيين والأوروبيين والقطريين بإبقاء العماد عون في منصبه. كما كشفت المصادر أن لودريان تحدّث مع فريق الموالاة عن ملف قيادة الجيش، فيما فاتح قوى المعارضة بالملف الرئاسي طالباً منها التخلي عن مرشّحها لمصلحة الخيار أو المرشح الثالث.
ولعلّ المبعوث الفرنسي كان أكثر وضوحاً وشفافيّة في اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ميرنا الشاوحي حيث غادر من دون الإدلاء بتصريح. وأفيد أن اللقاء لم يدم إلا دقائق قليلة وقد غادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش. إلا أن المستشار السياسي لباسيل أنطوان قسطنطين أوضح في تصريح تلفزيوني، أنّ «الجديد الوحيد في اللقاء، أنّ باسيل فوجئ بطلب الموفد الفرنسيّ التّمديد لقائد الجيش اللبناني، فكان جواب باسيل أنّ «هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين، وأنّ «التّيّار» لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها». وأكّد قسطنطين «أنّنا تعوّدنا على احترام دولة الحق والقانون من السّياسة الفرنسيّة، ولم يحصل إشكال اليوم بل استُقبل لودريان بحسب البروتوكول الّذي تقتضيه علاقتنا مع فرنسا، وهناك فقط موقف مغاير لما طلبه وهو ليس جديدًا، بل سبق وأعلنه باسيل مرارًا». وأشار إلى أنّ «المسألة ليست شخصيّة مع قائد الجيش، بل مبدئيّة بعدم مخالفة الدّستور».
وأشارت مصادر نيابية لـ»البناء» الى أن خيار التمديد لقائد الجيش يتقدّم بعد الضغط الأميركي والقطري وتوّج بالضغط الفرنسي عبر لودريان، بالتوازي مع إصرار البطريرك الماروني بشارة الراعي على التمديد للقائد الحالي ورفض تعيين قائد جديد للجيش في ظل الفراغ الرئاسي. ولفتت المصادر إلى أن التمديد سيمرّ عبر رفع سنّ التقاعد لرتبة عماد ولواء بقانون في مجلس النواب لصعوبة تمريره في مجلس الوزراء لأن تأجيل تسريح قائد الجيش يحتاج إلى توقيع وزير الدفاع، وأي تجاوز له يعرّض قرار مجلس الوزراء للطعن أمام مجلس شورى الدولة. وكشفت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بصدد تعيين جلسة الشهر المقبل بعد عقد اجتماع لهيئة مكتب المجلس لتحديد جدول أعمال الجلسة وعلى جدول أعمالها بند رفع سنّ التقاعد وفق اقتراحات القوانين المقدّمة من أكثر من كتلة. ولفتت إلى أن نصابَ الجلسة هو 65 نائباً والتصويت على الاقتراحات بأكثرية الحضور أي بـ 33 صوتاً.
واستهلّ الموفد الفرنسي جولته من حارة حريك، حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مقر الكتلة، بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي.
وأشارت أوساط سياسية لــ»البناء» الى أن «لودريان طرح خلال لقائه وفد حزب الله التمديد لقائد الجيش»، مشيرة إلى أن «لا مانع لدى الحزب بالتمديد لقائد الجيش ولا بتعيين قائد جديد أو رئيس للأركان لكن وفق الطريقة أو الصيغة القانونية المناسبة، أي أن لا يكون التمديد عرضة للطعن أمام مجلس شورى الدولة، لأن تأجيل التسريح في مجلس الوزراء يحتاج إلى توقيع وزير الدفاع، لكن الأهم بالنسبة للحزب هو الحؤول دون حصول فراغ في المؤسسة العسكرية».
كما حاول لودريان استمزاج رأي حزب الله بالخيار الثالث أي البحث عن مرشحٍ خارج إطار مرشحي جلسة 14 حزيران الماضي، الوزير السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور. وإذ لم يذكر لودريان أياً من الأسماء ضمن الخيار الثالث، رجح مصدر شارك في اللقاءات لـ»البناء» أن يكون لودريان يُلمح إلى قائد الجيش.
كما التقى لودريان تكتل الاعتدال الوطني، وعلمت «البناء» أن لودريان طلب ممن التقاهم التمديد لقائد الجيش في ظل الوضع في لبنان الذي يواجه مجموعة من الأخطار لا سيما الحرب في غزة والجنوب. وقال لودريان: «لا أحد يغير ضابطاً في المعركة». واللافت وفق المصادر أن لودريان لم يفتح ملف الرئاسة في أكثر من لقاء بل اكتفى بالإصرار على التمديد لقائد الجيش.
إلا أن مصادر «البناء» كشفت أن لودريان تحدّث عن المرشح الثالث مع قوى المعارضة لا سيما عند حزبي القوات اللبنانية والكتائب، كما طرح في لقائه مع حزب الله الخيار الثالث، لكنه لم يسمع أي تعليق على هذا الطرح. كما لفتت المصادر الى أن موقف الخماسية الدولية أقرب الى المرشح الثالث.
وفي سياق ذلك، جددت مصادر مطلعة في «الثنائي» حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» التمسك بالوزير فرنجية أكثر من أي وقت في ظل الحرب الأميركية الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان وحجم المؤامرة والمشاريع العسكرية والسياسية الخطيرة التي تستهدف فلسطين ولبنان والمنطقة.
وعلمت «البناء» أن لودريان لم يتحدّث خلال اللقاء مع الوزير فرنجية بالملف الرئاسيّ، بل اقتصر على ملف قيادة الجيش.
ولبّى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة الموفد الفرنسيّ الرئاسيّ إلى غداء عمل في قصر الصنوبر، في حضور السفير ماغرو. كما التقى لودريان في قصر الصنوبر النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق.
على صعيد آخر، تعرّض الهدوء الذي يسود الجنوب اللبناني منذ سريان الهدنة في غزة الجمعة الماضي لبعض الخروق. فقد سمعت أصوات قويّة في المناطق الحدودية الجنوبية وأفادت المعلومات أنها دويّ صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية، وأشارت المعلومات أن عدداً من القذائف الإسرائيليّة سقط عند أطراف بلدة رامية ورميش. وكان جيش الاحتلال حذّر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى.
ونقلت وكالة «رويترز» عن قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، أنّ «إسرائيل» ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود. من جهته، أعلن جيش الاحتلال انفجار صاروخين اعتراضيين من القبّة الحديديّة فوق أطراف بلدة رميش الحدودية. وقال: «مقاتلاتنا نجحت في اعتراض تهديد جوي اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل». وحلقت مسيّرات إسرائيلية معادية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية. وأفادت قناة المنار بسقوط 6 قذائف إسرائيلية معادية بالقرب من موقع قوات اليونيفيل الدولية في أطراف مروحين وأخرى في أطراف رامية.
وكتبت السفارة الأميركية في بيروت على حسابها عبر منصة «إكس»: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث ستكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية».
وأضافت: «يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد». وتابعت السفارة الأميركية «تلعب اليونيفيل دوراً حيوياً على طول الخط الأزرق، ونتوقّع أن تعمل جميع الأطراف على ضمان سلامة قوات حفظ السلام».
ولفتت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» أن الحديث عن توجه أميركي إسرائيلي أوروبي لتعديل القرار 1701 في جنوب الليطاني لن ينفّذ على أرض الواقع في ظل قواعد الاشتباك التي فرضت بعد 8 تشرين الأول الماضي»، موضحة أن «العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى الجنوب أسقط قواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل 8 تشرين، وبالتالي المقاومة ستبقى على جهوزيتها على طول الحدود وفي أي مكان وموقع تراه مناسباً لردع العدوان الإسرائيلي على لبنان».
على صعيد آخر، أشار النائب سجيع عطية، بعد جلسة لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الى أننا «بحثنا بموضوع التعديات على الأملاك العامة والسلامة العامة، وللأسف دعونا خمس وزارات ولم يحضر اي وزير».
ولفت عطية، الى أن «الأسباب عديدة للفيضانات والتعديات على مجرى الأنهر والأملاك العامة، منها موضوع تمويل التنظيف ومنها التداخل بين المجاري الصحية مع مجاري المياه وعدم تحمل المسؤوليات وتداخل الصلاحيات».
وشدد على أن «وزارة الأشغال يجب أن تضع موازنة مخصصة للتبريكات من أجل تلزيم وتنظيف المجاري وأيضاً ان تمنع وزارة الطاقة التعديات، وطلبنا لوائح بكل المعتدين على مجاري الأنهر لأنه بمهلة معينة اذا لم يزيلوا التعديات ولم يتم الالتزام يتم الادعاء امام النيابة العامة على كل المعتدين، خصوصاً في الأماكن التي تضررت وألحقت أذى مباشراً بالناس».

**************************************
 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

قصة لقاء الدقائق الساخنة مع جبران باسيل | لودريان: جوزف عون ضمانة لأمن أوروبا

 

فيما تقاطعت المعلومات على أن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت لم تحمل جديداً في الملف الرئاسي الذي كان لودريان قد عُيّن في منصبه أساساً لتقريب وجهات النظر حوله، كشف الزائر الفرنسي، في اليوم الثاني من زيارته، عن الهدف الأساس من الزيارة التي لا سياق لها في ما يتعلق بملف الرئاسة المجمّد. فقد بدا واضحاً أن الرجل جاء يحمل رسالة ذات شقّين، باسم دول اللقاء الخماسي، أوّلهما تفعيل القرار 1701 بعد التطورات الأخيرة على الحدود الجنوبية، وثانيهما أن التمديد للعماد جوزف عون في قيادة الجيش بات مطلباً غربياً، وحاجة لـ"ضمان أمن فرنسا وأوروبا"، أكثر منه حاجة لبنانية تتعلق بتسيير المؤسسة العسكرية وعدم تعريضها للفراع. وهو ما رأت مصادر سياسية أنه "رسالة غربية واضحة بأن قائد الجيش أصبح الجوكر الذي يراهن عليه الغرب في ما يتعلق بما يُطبخ من محاولات لتعديل القرار 1701، ولاستمرار ضبط إغلاق المنافذ البحرية أمام أي هجرة للنازحين السوريين نحو أوروبا، وأخيراً في ما يتعلق بالملف الرئاسي عندما يحين أوانه".الزائر الفرنسي تعمّد البقاء في العموميات في ما يتعلق بالشقّين أثناء لقائه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد في حارة حريك، أمس، فشدّد على "عدم التصعيد" على الحدود اللبنانية، ولم يتطرّق مباشرة إلى القرار 1701، متحدثاً عن "مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وتداعيات ما حصل على المنطقة ككل، ومن بينها لبنان"، لافتاً إلى أن "المنطقة ذاهبة الى تغييرات كبيرة وإعادة ترتيب للأوراق، وهذا يستدعي من لبنان تغييراً في السلوك السياسي مع الملفات التي تفرض نفسها". كما أشاد بدور الجيش، من دون أن يتطرّق الى التمديد لقائده، وشدد على "عدم جواز ترك المؤسسة العسكرية فريسة للفراغ كما حصل في مراكز أخرى نظراً إلى حساسية الوضع ربطاً بما قد يحصل في غزة لاحقاً ويمتدّ الى ساحات عدة". وقد سمع لودريان أن "حزب الله مع أيّ خيار يجري التوافق حوله ويحمي المؤسسة العسكرية ويضمن استمرارها". كذلك تطرّق الموفد الفرنسي الى الملف الرئاسي، مكرراً بأن "لبنان لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهورية، لأن المسار الذي ستسلكه المنطقة يتطلب وجود رئيس في بعبدا وعودة المؤسسات الى عملها". وتحدث عن "خيار ثالث - من دون أن يُسمّي أحداً - بعدما تبيّن أن لا توافق على الأسماء المرشحة"، معتبراً أن "على الأطراف السياسية التشاور في ما بينها للوصول الى اسم مشترك وبرنامج عمل للسنوات المقبلة".

غير أن "زبدة" الزيارة تكشّفت في اللقاء بين لودريان ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، والذي استمر أقل من 10 دقائق خرج بعده الزائر الفرنسي غاضباً من الجلسة التي وُصفت بـ"الحامية". وفي المعلومات أن الموفد الفرنسي كان سريعاً في الانتقال من بحث الملف الرئاسي، الذي يُفترض أنه أساس مهمته، إلى موضوع التمديد للعماد عون. فعاجل باسيل بسؤاله عن موقفه من التمديد، وبأنه الوحيد الذي يعارض الأمر، مع "كلام غير مقبول ديبلوماسياً" فُهم منه بأنه إشارة الى تداعيات غير جيدة لهذا الموقف. وشدّد لودريان على أن الفراغ في قيادة الجيش "يمسّ بأمن لبنان وبأمن فرنسا وأوروبا"! وعلمت "الأخبار" أن باسيل استغرب تدخل فرنسا في تعيين قائد للجيش في لبنان، وسأل الضيف الفرنسي عن "المنطق الذي تدعوننا وفْقَه الى مخالفة القانون والدستور، في وقت تقولون فيه إنكم تريدون منّا إجراء إصلاحات وإقامة دولة قانون"، مشيراً إلى أن موقف التيار من التمديد لعون لا علاقة له بشخص قائد الجيش، "وهذا كان موقفنا من التمديد للنواب عام 2009 ومن التمديد للمدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم". وأضاف باسيل: "ربما كان لنا كلام آخر لو لم تكن هناك مخارج قانونية. ولكن في ظل وجود هذه المخارج، فإنّ أحداً لن يجبرنا على تغيير موقفنا حتى لو بقينا وحدنا. وإذا كنا فعلاً وحدنا، فاذهبوا ومدّدوا له ولا تنتظرونا".

وبحسب مصادر مطّلعة، فإن لودريان كان ناقلاً لموقف دول اللقاء الخماسي، وليس ممثّلاً لموقف بلاده، وخصوصاً أن باريس باتت أقلّ تأثيراً بعد فشلها في التعامل مع الملف اللبناني منذ عام 2020، وخصوصاً بعد انحيازها الى جانب العدو في العدوان على غزة، فضلاً عن أن "انفراط عقد خليّة الإليزيه التي كانت مكلفة متابعة الملف اللبناني بعد تعيين باتريك دوريل سفيراً لبلاده في العراق، ما يعني خروجه من الخلية، وكفّ يد برنار إيمييه عن الملف بعد خلافات كبيرة بين أعضاء الخلية".
وفي لقاء لودريان مع نواب "التغيير": ميشال الدويهي، وضاح الصادق ومارك ضو، ركّز وفق مصادر على نقاط ثلاث: "أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون الدخول بالأسماء. وفي موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش، أشار لودريان إلى أنّه لمس من جميع الكتل النيابية ما عدا كتلة لبنان القوي استعداداً للتمديد، وهو ما لم يعارضه النواب: الدويهي وضو والصادق، الذين يؤيدون التمديد لمدة سنة، على أن تتخذ الحكومة قراراً بذلك، وليس عن طريق مجلس النواب". وكما في جميع لقاءاته، شدد لودريان على أهمية احترام القرار 1701، "لأن لبنان بحاجة إلى حماية"، وأكد أنه سيعود إلى لبنان "في إطار مهمته المستمرة".
زيارة لودريان سبقتها رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أكد فيها أن تهيئة الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة أمر ملحّ، معتبراً أن "امتداد رقعة الصراع إلى لبنان ستكون له عواقب وخيمة على البلد وعلى الشعب اللبناني، ويجب ألّا يستخدم أيّ طرف الأراضي اللبنانية بشكل يتعارض مع مصالحه السيادية، وعلينا اليوم تجنّب الأسوأ".

***************************

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram