افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 20 تشرين الاول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 20 تشرين الاول 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء

عمليات تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق… والمدمرة يو اس اس /

المقاومة توسّع مدى عملياتها جنوباً وتدمر السياج الالكتروني… ودبابات ومواقع/

القسام والسرايا استدرجت الاحتلال الى كمين شمال غزة وأصابت دبابات وجنوداً

 

لم يكن كافياً تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن لينفي ما نسب إليه من قادة الكيان عن تعهده بقتال حزب الله إذا دخل المعركة الكبرى إلى جانب غزة. وبالنسبة لقوى المقاومة في المنطقة أظهر كل الأداء الأميركي في معركة غزة قراراً بالتموضع العسكري المباشر الى جانب جيش الاحتلال، ولذلك تصرفت قوى المقاومة على هذا الأساس، وقد تحدث القادة الأميركيون عن اعتراض صواريخ فوق البحر الأحمر أثناء مرور المدمرة يو أس أس، يعتقدون أن مصدرها مواقع أنصار الله في اليمن، دون أن يعلموا ما إذا كانت الصواريخ موجّهة نحو المدمرة أم لاستهداف مواقع إسرائيلية. بينما تكرّرت في العراق وسورية عمليات استهداف القواعد الأميركية، خصوصاً قاعدة عين الأسد في العراق، بعدما تعرّضت قواعد حقول الغاز شرق سورية والتنف على الحدود السورية العراقية الى هجمات بمسيرات انتحارية، بصفتها رسائل واضحة من محور المقاومة رداً على التهديدات الأميركية، وتأكيداً على أن المقاومة وحدة متكاملة ولن يردعها أحد عن تحمل مسؤولياتها.
على جبهة الجنوب اللبناني، تحدثت معلومات مؤكدة عن إمساك المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله بزمام المبادرة، حيث قام جيش الاحتلال بحشد ثلاث فرق عسكرية لمواجهة احتمال التصعيد من جانب المقاومة، متخذاً وضعية دفاعية، حيث يكتفي بالرد على هجمات المقاومة على مواقعه من جهة، وقام بإخلاء المستوطنين على عمق 6 كلم ونشر جنوده في منازل المستوطنين تحسباً لفرضية العبور الى الجليل من جانب المقاومة من جهة أخرى، بينما قام حزب الله بتوسيع نطاق هجماته على طول خط الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا وبعمق مدى صواريخ الكورنيت، حاصداً دبابات الاحتلال في الخط الأمامي، بعدما أكمل أمس مهمة التخلص من الستار الإلكتروني المتمثل بالرادارات وأجهزة التنصّت وأدوات الحرب الالكترونية وما يرتبط بها من الكاميرات على طول خط الحدود. وفي الحصيلة التي تحملت خلالها المقاومة ارتقاء دزينة من مجاهديها شهداء تؤكد المعلومات ان جيش الاحتلال خسر بين 30 و40 قتيلاً وعشرات الجرحى، بالإضافة لعدد من المواقع المحصنة وعشر دبابات على الأقل.
في جبهة غزة، حيث الارتباك سيد الموقف في قرار العملية البرية، يواصل جيش الاحتلال القتل المفتوح مسجلاً المزيد من الجرائم والمجازر، وآخرها تدمير أقدم كنيسة أرثوذكسية هي خامس أقدم كنيسة في العالم، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى، وبينما واصلت المقاومة إطلاق صواريخها نحو عمق الكيان، نقلت تقارير مؤكدة معلومات عن نجاح قوات القسام وسرايا القدس باستدراج وحدات جيش الاحتلال ودباباته إلى كمين شمال غزة، دمّرت خلاله عدداً من دباباته وقتلت وجرحت عدداً من ضباطه وجنوده.

 

وكثفت المقاومة الإسلامية والفلسطينية في لبنان من عملياتها العسكرية على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال الذي يعيش في قلقل وإرباك كبير وقد اتخذ إجراءات مشددة كالتقليل من تحركاته والتنقل بآلياته العسكرية إلا للضرورة القصوى والاختباء في الثكنات والمواقع والدشم، وفق ما تشير مصادر ميدانية لـ»البناء»، والتي أكدت بأن «المقاومة مستمرّة في عملياتها وبوتيرة أعلى ولن توفر أي هدف إسرائيلي على طول الحدود، ولن تسمح للعدو بأن ينعم ساعة بالهدوء»، مشددة على أن اليد الطولى للمقاومة والتي تتحكم بالميدان وتفرض على العدو معادلة صعبة وهي بث الرعب في جنود جيش الاحتلال وضباطه واتخاذه إجراءات صعبة ونقل مئات الآلاف من الجنود والضباط من محيط قطاع غزة وحشدهم على الجبهة الشمالية مع لبنان، إضافة الى نشر الذعر في نفوس المستوطنين والشلل الاقتصادي في أغلب مناطق شمال فلسطين. كما لفتت المصادر إلى أننا في حالة حرب مفتوحة وحقيقية مع العدو الإسرائيلي ومرشحة للتوسّع ولدخول عناصر قوة وتكتيكات إضافية ستلحق بالعدو خسائر إضافية. كما أن الجبهة باتت مشرعة أمام كافة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبالتالي حزب الله ليس شرطيّ حدود بل يدعم أي عمل مقاوم وأيّ سلاح موجه للاحتلال الإسرائيلي»، وكشفت المصادر أن «المقاومة في لبنان مرابضة على كافة المواقع على طول الحدود ومستعدة لكافة الاحتمالات وجاهزة لصفارة الانطلاق لتنفيذ عمليات نوعية وفي عمق الأراضي المحتلة وضد أهداف حساسة عندما تأتي الساعة».
ومساء أمس، وإثر اشتباكات مع المقاومة حاصرت قوات الاحتلال مجموعة من 9 مدنيين من بينهم 6 صحافيين قرب موقع العباد الإسرائيلي في محيط بلدة حولا، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار في محيط المكان الذي يوجد فيه الصحافيون والمدنيون لمنع مغادرتهم.
وبعد مناشدات عدة تمكّن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل من نقل الصحافيين والمدنيين المحاصرين.
وأفيد لاحقاً عن سقوط شهيد وجريح من ضمن الفريق الصحافي الإيراني – اللبناني بعد سحبهم من قبل قوات اليونيفيل الدولية التي سلّمتهم إلى الجانب اللبناني. والشهيد هو محمد ربيع البقاعي.
وذكر الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، أنّ “القوات المسلحة اللبنانية طلبت هذا المساء (امس) من اليونيفيل مساعدة سبعة أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق».
وأشار تيننتي إلى أنّ “اليونيفيل” “اتصلت بالجيش الإسرائيلي وحثته على وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ”، موضحاً أنّ “الجيش الإسرائيلي أوقف إطلاق النار، مما أتاح للجيش اللبناني إخراج الأفراد بنجاح من المنطقة”، مؤكداً أنّ “أحد الأشخاص فقد حياته خلال هذا الحادث وتم إنقاذ الآخرين بنجاح”.
وكانت المقاومة نفذت سلسلة هجمات ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي: جل العلام، البحري، زرعيت، وثكنة شوميرا وبرج مراقبة في حبد ‏البستان بالأسلحة المباشرة والمناسبة وتمّت إصابتها إصابة دقيقة وتدمير كمية من ‏تجهيزاتها الفنية والتقنية. كذلك هاجمت موقع ‏المنارة الصهيوني بالصواريخ الموجهة وتمت إصابته إصابة مباشرة.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقعي جل العلام ورأس الناقورة التابعين لجيش العدو الصهيوني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية وحققوا إصابات مباشرة ودقيقة. كما استهدفت المقاومة الموقع العسكري الإسرائيلي في تلة “العباد” عند حدود بلدة حولا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن إصابة مبنى في كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان.
بدورها، أعلنت كتائب القسام في لبنان، إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات الجليل الغربي وأبرزها نهاريا وشلومي.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنّ “إطلاق النار مستمر في الجليل الغربي، حيث طُلب من سكان مستوطنات خط النزاع أن يحبسوا أنفسهم في المناطق المحمية”.
وواصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على القرى والبلدات الجنوبية الأمامية، وأغارت مسيّرة إسرائيلية بصاروخين على أحد بساتين الوزاني. واستهدف العدوان الإسرائيلي محيط بلدات حولا ومركبا والعديسة في القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
ويشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن “ما يجري في الجبهة الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في العلم العسكري يسمّى حالة حرب، وقد سقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة منذ العام 2006 عقب القرار 1701 حتى السابع من تشرين 2023، سقطت عندما استهدفت “إسرائيل” مركزاً لحزب الله وسقط عدد من الشهداء، وبالتالي تحولت الحدود مع فلسطين المحتلة الى منطقة عمليات للمقاومة، والجيش الإسرائيلي يحسب ألف حساب ويحاول قدر الإمكان تفادي توسيع الحرب لأسباب مختلفة إذ لا يستطيع القتال على جبهتين، أما التهديدات الأميركية بتولي قتال حزب الله، فهذا غير دقيق لكون لا منطقة اشتباك مباشرة بين الحزب والقوات الأميركية وثانياً الأميركيون لا يقاتلون في البر، لأنهم لا يحتملون الخسائر البشرية لأسباب داخلية، وثالثاً إن القصف الجوي أو من البوارج الموجودة في المتوسط على عمق بعيد لا تغير بالمعادلة الميدانية والعسكرية وإن تمكنت من تدمير قرى ومدن في الجنوب وبيروت”، لذلك الجيش الإسرائيلي وفق الخبراء لا يريد فتح جبهة جديدة، ولذلك أرسل الأميركيون “جيشاً” من الديبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين والعرب واستنفر سفراء الدول الغربية والعربية في لبنان للضغط على الحكومة وحزب الله لوقف تدخل الحزب في الحرب.
وأكد عضو حكومة طوارئ العدو الإسرائيلية بيني غانتس، وهو وزير حرب سابق، أن بلاده ستحتاج أشهرًا قبل أن تتمكن من هزيمة حركة حماس، بخاصة إذا شارك حزب الله في الحرب، كما أفادت وكالة “تاس”. وقال: “سيستغرق الأمر الكثير من الوقت. الحرب في الجنوب، وإذا لزم الأمر، في الشمال أو في أي مكان آخر يمكن أن تستغرق أشهراً. أما التعافي وإعادة البناء، فسيستغرقان سنوات”. ولفت إلى أن “الهدف ليس فقط هزيمة حماس، بل ضمان أن يصبح الجنوب جنة بنسبة 100%. بعد الحرب، وبعد انتصارنا في كل جبهات معاركنا، سنكرس أنفسنا لهذا التعافي”.
ووفق أوساط سياسية مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” فإن “قيادة الحزب لن تعطي أي تطمينات ولا ضمانات لأي ديبلوماسي ولا موفد ولا رسول من اي مكان أتى، بأنها ستوقف عملياتها أو ستقف على الحياد بهذه المعركة ولن تفصح عن أوراقها ولا عن مستوى التدخل وتوقيته ولا أي تفصيل يطلبه العدو عبر أدواته الديبلوماسية التي تصول وتجول في لبنان”، مشددة على أن “أي قرار تتخذه قيادة المقاومة أو أي خطوة مرتبطة بمجريات الميدان لا سيما في غزة والوجهة التي سيسلكها العدو الاسرائيلي وحليفه الأميركي الذي يدير الحرب بشكل مباشر من بوارج التحكم والقيادة والسيطرة الراسية في البحر المتوسط فيما المسؤولون الأميركيون انضموا الى غرفة عمليات الاحتلال الاسرائيلي”. وكشفت الأوساط أن “المقاومة تعمل بشكل عقلاني ومنطقي من غير تسرّع أو مواقف عاطفية وعشوائية وتدير المعركة بحكمة وعقل بارد وتدرس كافة السيناريوت والخيارات ومستعدة لأي احتمال”.
وأكدّت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي إجراء صهيوني يشكّل تهديدًا أو محاولة خرقٍ للمعادلات التي فرضتها المقاومة خلال تصديها للاعتداءات الصهيونية، وأن من حق المقاومة وواجبها أن تتصدّى للاعتداءات الصهيونية. ومجاهدوها وشهداؤها الأبرار هم الضمانة وصمام الأمان، ولهم منا ولشهيد الإعلام وللشهداء والجرحى المدنيين كل التحية والإكبار، والعهد أن نحفظ أمانة دمائهم الطاهرة”.
وحذّرت كتلة الوفاء للمقاومة من أن: “العدو الصهيوني قد يهدف، من خلال مواصلة حربه العدوانية المدانة على غزة وتدمير بناها التحتية ومعالم الحياة فيها، إلى إحداث تغييرات جيوسياسية خطيرة. وهذا يشكّل تهديدًا إقليميًا متناميًا، من شأنه أن يضع المنطقة في أتون الفوضى ويوسّع دائرة المخاطر فيها على أكثر من مستوى واتجاه”.
بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في الحزب الله الشيخ نبيل قاووق أن “موقف المقاومة هو موقف مبدئي ونحن لا ننتظر دعوات من أحد ولا نخشى تهديدات أحد. المقاومة في لبنان وفلسطين في خندق واحد وعدونا واحد ومصيرنا واحد وسيل الدم واحد. نقوم بواجبنا في المقاومة دون تردد ودون تأخير وبكل شجاعة وبسالة ولا نخشى تهديدات أحد”.
أضاف “الموقف الأميركي لم يفاجئنا، الإدارة الأميركية تقود اليوم علناً العدوان على غزة، وتحرك حاملات الطائرات والبوارج والأساطيل، وأرسلت الخبراء وأقامت جسراً جوياً لنقل القنابل والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة التي تقتل اليوم المدنيين في غزة، الإدارة الأميركية هي المسؤول الأول والأخير عما يجري من مذابح في غزة وإن دماء أطفال غزة تتقاطر من أيدي الرئيس الأميركي”.
وتواصل الحج الدبلوماسي باتجاه لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية لاحتواء التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وحط وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في لبنان أمس، والتقى قوة اليونيفيل التي تضم 140 جندياً ألمانياً في جنوب لبنان، واعتبر وزير الدفاع الألماني، في تصريح على متن السفينة الحربية الألمانية أولدنبورغ المنتشرة ضمن بعثة الأمم المتحدة والراسية في ميناء بيروت، أنّ “خفض أو سحب قوة اليونيفيل سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت”.
في المقابل أعلن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، أنّه التقى السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو و”بحثنا سويًا الأوضاع في غزة”، وكشف “أنني أوضحت بأن السياسات الداعمة للكيان الصهيوني تضرّ بالمنطقة، وأن الجهود الدبلوماسية الرامية لمنع توسع الحرب ودخول آخرين يجب أن تتركز على منع الكيان من مواصلة قصفه الوحشي قبل الانتقال الى خطوات اخرى”.
الى ذلك ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء، مخصصة لتقييم الأوضاع في الجنوب واتخاذ الإجراءات الاستباقية تحسباً لتوسع الحرب ضد لبنان.
وكشف ميقاتي خلال الجلسة أننا “مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهماً للمخاوف اللبنانية ووعداً باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الموجود في القاهرة والذي وضعني في أجواء الاتصالات تمهيداً لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل”.
وتمنى ميقاتي أن “يكون هناك موقف داخلي موحّد، ولن نمل من تكرار هذه المطالبة، وندعو الجميع سواء كانوا مشاركين في الحكومة أو خارجها، وخاصة المشاركين في الحكومة والذين لا يحضرون جلساتها، ولا أحد يزايد على الآخر بالوطنية، وهمنا واحد هو مصلحة البلد ويجب ان نبقى معاً. واذا لم يتلقف الجميع الفرصة الحالية للاجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا ينتظرون؟”.
ولفت ميقاتي إلى أنّه “في اطار الخطوات العملانية، اجتمعت مطولاً مع حاكم مصرف لبنان واطلعت منه على الإجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقدي. وضبط سعر الصرف، وانا مطمئن للخطوات التي تتخذ”.
وكشف “أنني عقدت اجتماعاً لهيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية لبلورة الخطوات التنفيذية المطلوبة لمواجهة ما قد يحصل. وانتهينا الى سلسلة من المقررات والخطوات التي تتم سنتخذ القرارات المناسبة بشأنها. كما عقدت هذا الصباح اجتماعاً موسعاً مع الوزراء المختصين والمنظمات والهيئات الدولية العاملة في لبنان وبحثنا في سبل التنسيق وتعيين اشخاص يتولون التنسيق ويبدأون بالعمل فوراً”.
بدوره، ذكر وزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، أنّ “مجلس الوزراء وافق على كامل مقترحات وخطة عمل وزارة الاشغال العامة والنقل الخاصة بتأمين استمرارية اعمال صيانة وتشغيل وتحديث الأجهزة والمستلزمات العائدة للمطار ولمعالجة كافة الثغرات الموجودة حالياً”.
على صعيد آخر، لم يشارك ممثلو شركة “توتال” في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم ٩. وبحسب ممثلي “توتال” فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لـ”إسرائيل”. في المقابل قالت مصادر مطلعة إن عدم مشاركة ممثلي “توتال” يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.
وأوضحت وزارة الطاقة اللبنانية في بيان أنه “بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما أنها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني”.

**********************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

انتظام قوى محور المقاومة دعماً لغزّة | شريط عمليات يمتدّ من لبنان إلى سوريا والعراق وصولاً إلى اليمن

 الحشد الدولي المستمر لتغطية جرائم العدو في قطاع غزة لا يبدو أنه كافٍ لتوفير ضمانات بنجاح أي حملة برية ضد القطاع، فيما الجرائم الوحشية ضد المدنيين لا تسعف العدو في تحصيل السقوف السياسية العالية، ما ينقل النقاش إلى مستوى جديد يتعلق بالاستعداد لعملية برية.

وبمعزل عن الدعم العملاني المفتوح الذي يقدّمه الغرب بقيادة أميركا للعدو، لا يزال الإرباك يسود قيادة جيش الاحتلال إزاء آلية شنّ العملية البرية وموعدها، خصوصاً أن البحث عن أجوبة حول الكلفة المتوقّعة، لا يزال عند حدود المدة الزمنية التي يتطلّبها الهجوم، وسط مخاوف من ردود فعل تتجاوز ما تعدّه المقاومة في القطاع، إلى ما يمكن لقوى محور المقاومة أن تقوم به من خارج فلسطين.

انتظام تنسيق المحور

وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن كل قوى محور المقاومة، على امتداد الدول العربية والإسلامية، ثبّتت في الأيام القليلة الماضية آليات العمل المتعلقة بتوفير أعلى مستوى من «الدعم الفعّال» للمقاومة في فلسطين. وتشكّلت مجموعة من غرف العمليات المشتركة التي تتابع الأوضاع الميدانية لناحية الأعمال اليومية والإستراتيجية إضافة إلى النشاط السياسي. كما تبلورت مجموعة كبيرة من الخطط، ما أشاع مناخاً إيجابياً انعكس على أداء مجموعة من فصائل المحور وفي أكثر من ساحة.

وخلال الساعات الـ 36 الماضية، كانت قوى المحور تترجم ذلك إلى خطوات عملية. فإلى المواقف السياسية الرافضة لطلبات الغرب بوقف دعم غزة، نُفّذت سلسلة من العمليات العسكرية المتناسقة بين ساحات عدة. فقد واصلت فصائل المقاومة في فلسطين توجيه الصواريخ إلى عمق الكيان، وتحديداً تل أبيب، وأطلقت مجموعة من المقاومة صاروخ «كورنيت» على مدرّعة للعدو شرق خان يونس. وفي الوقت نفسه، وجّهت «كتائب القسام» ضربة صاروخية من لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية الشمالية، فيما كانت «سرايا القدس» تفجّر عبوات ناسفة في طولكرم موقعة قتلى وجرحى في فرق العدو من المستعربين. في غضون ذلك، واصل حزب الله عملياته التي تستهدف «تعمية جيش الاحتلال» على طول الحدود مع لبنان. ووفق معلومات «الأخبار»، فقد أنجزت ضربات المقاومة لمواقع الحافة الأمامية حتى الآن، تدمير منظومة تقنية كبيرة بينها كاميرات مراقبة متطوّرة تتيح تغطية مساحات واسعة، بعضها يصل إلى مدى 20 كلم، كما تم تدمير رادارات خاصة بالأفراد والآليات منصوبة على أبراج في المواقع، إلى جانب منظومة للتنصّت على الاتصالات والتشويش، وتقنيات خاصة بالاستشعار عن بعد تستهدف حرارياً كل جسم يتحرك في أكثر من منطقة. وبحسب المصادر، يحاول العدو التعويض عن هذه الخسائر بنشر مزيد من المُسيّرات على ارتفاعات عالية ومتوسطة لتغطية الجبهة الحدودية.

كذلك تعرّضت قيادة قوة المدرّعات في جيش الاحتلال لضربة قاسية، بعدما تمكّن حزب الله من تجاوز عملية التدريع الحديثة لدبابات ميركافا وتدمير عدد غير قليل منها، بينها الدبابة «الملكة» التي تحظى بتدريع خاص مع أجهزة تشويش لتعطيل صواريخ «كورنيت». وكان لافتاً في الأيام القليلة الماضية أن المقاومة استخدمت الـ«كورنيت» بكثافة، ما حوّله إلى «سلاح فردي»، ما يعكس وجود مخزون هائل من هذه الصواريخ في حوزتها، فضلاً عن أنها لم تستخدم بعد كل أنواعه.

تفعيل وحدة الساحات

بالتزامن، فعّلت غرفة العمليات المشتركة لقوى المقاومة العمل في ساحات أخرى. فقد بادرت مجموعة من فصائل المقاومة العراقية بتوجيه ضربات متلاحقة بالمُسيّرات ضد قواعد أميركية في العراق وسوريا وأوقعت إصابات مباشرة فيها، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اعتراض قطعها البحرية صواريخ أطلقها أنصار الله، ولم تحدد بدقة هدفها هذه الصواريخ، وما إذا كانت تستهدف البوارج الأميركية أم نقاطاً عسكرية داخل فلسطين المحتلة. فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ «مسؤولين إسرائيليين يؤكدون لنا أنّ عدداً من الصواريخ انطلقت من اليمن واستهدفت إسرائيل، وهي بين صاروخين وخمسة».

كما استهدفت «المقاومة الإسلامية في العراق» بالقذائف والطائرات المُسيّرة قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. وأعلنت المقاومة نفسها شنّ هجوم بطائرة مُسيّرة على قاعدة «عين الأسد» غرب بغداد، بعد يومين من تعرّض القاعدة نفسها لهجوم مماثل بطائرات مُسيّرة، بالتزامن مع هجوم آخر على قاعدة «حرير» في شمال العراق. وسُمع ليل أمس دويّ انفجارات قوية في ذيبان والحوايج وحقل العمر وسط تحليق مكثّف للطيران المُسيّر فوق المنطقة. وفي الوقت نفسه، جرى تفجير خط الغاز الواصل إلى معمل «كونيكو» للغاز الطبيعي، والذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الأميركي كقاعدة له في الريف الشمالي لدير الزور، شرق سوريا.

 

في غضون ذلك، بدأت حشود ضخمة من المقاتلين العراقيين بالتوجه الى الحدود العراقية مع الأردن. وبحسب مصادر، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار «منظم»، وقد يصل عدد هؤلاء إلى عشرات الآلاف في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما استدعى تحركات عسكرية إسرائيلية على الحدود الأردنية – الفلسطينية.

وعلمت «الأخبار» أن التنسيق العملاني بين قوى المقاومة يستهدف تحديد الخطوات الواجب اتخاذها لاستنزاف العدو على أكثر من جبهة، وإفهام العدو الأميركي بأن تهديداته ضد قوى ودول المقاومة سيُقابل بعمل مباشر وليس بالكلام فقط. وقد ترافق ذلك مع استنفار أمني أميركي وإسرائيلي غير مسبوق، وإغلاق عدد من البعثات الدبلوماسية في أكثر من دولة في المنطقة، فيما دعت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها في العالم إلى الحذر خشية تعرّض مصالحها لضربات انتقامية جرّاء موقفها الداعم للعدو في فلسطين. وهو ما بادرت إليه إسرائيل نفسها التي طلبت من رعاياها العودة مباشرة إلى تل أبيب، كما طلبت من حكومات دول عديدة عربية وإقليمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم التعرّض لمقراتها ومواطنيها جراء التعبئة الكبيرة في الشارع العربي والإسلامي.

وفي المعلومات أن التنسيق القائم بين قوى محور المقاومة سيُترجَم إلى خطوات سياسية وشعبية كبيرة ضد العدوان وضد الوجود الأميركي في المنطقة، إذ ستشهد دول المحور توسّعاً في فعاليات الدعم الشعبي للمقاومة في فلسطين، وأن الأمر سيكون ضمن مسار تصاعدي يترافق مع زيادة مستوى الدعم الميداني للمقاومة في فلسطين من داخلها وخارجها، خصوصاً أن العدو فعّل نشاطه الأمني والعسكري في مناطق الضفة الغربية، وطلب من الأردن بذل «أقصى جهد»لمنع حصول أي نشاط عبر أراضيه.

 

سقوف أميركية للعملية البرية

إلى ذلك، ضجّت إسرائيل أمس بأنباء عن صدور القرار بإطلاق العملية البرية والطلب من الجيش تقديم خطط مفصّلة ليصادق عليها المستوى السياسي. ويتّضح من المعطيات والمواقف والإجراءات أن الموقف الأميركي صار حاكماً للقرارات الإسرائيلية، خصوصاً أن ما سُرّب عن نتائج اجتماعات الرئيس الأميركي جو بايدن مع المسؤولين الإسرائيليين أول من أمس، كشف أن واشنطن «توفّر دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً لإسرائيل، وستمنع صدور أي قرار عن أي مؤسسة دولية يدعو إلى وقف إطلاق النار أو إلى تقييدها»، لكنّ الأميركيين طلبوا في المقابل من قادة العدو أن تكون أهداف الحرب البرية واقعية وقابلة للإنجاز. ونقل إعلام العدو رداً للرئيس الأميركي على قول أحد وزراء العدو: «بأن لا مفرّ من العملية البرية»، بدعوته إلى تحديد غايات عملية كهذه. كما صرّح بايدن علناً أنه لم يقل أبداً لقادة إسرائيل بأن الجيش الأميركي سينضمّ إلى القتال ضدّ حزب الله إذا بدأ الأخير حرباً استباقية ضدّ إسرائيل. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن قيادة «كتائب القسام» و«سرايا القدس» أبلغت غرفة العمليات المشتركة مع محور المقاومة، بأنها في حالة جهوزية كبيرة، وأن العدوان الإسرائيلي لم يعطّل قدراتها في كل الاختصاصات، وأن ما هو مقرّر لمواجهة أي هجوم بري، سيتيح توجيه ضربات قاسية جداً إلى قوات الاحتلال. وقالت المصادر إن فصائل المقاومة في فلسطين أكّدت أن العدو لم ينجح في ضرب أي نفق في القطاع، وأن عمليات تحشيد آلاف المقاتلين مستمرة من دون توقف، وأن بيدها نوعية جديدة من الأسلحة الخاصة بالمواجهات البرية.

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

“خطط طارئة” حكومية تحت وطأة التصعيد الميداني

اتخذ السباق بين التصعيد الميداني المتواصل على “جبهة الجنوب” والمساعي الداخلية والديبلوماسية المحمومة للحؤول دون التفلت النهائي لهذا التصعيد والانزلاق بالوضع نحو حرب مفتوحة ذروة غير مسبوقة. ولعل ما فاقم الأجواء المنذرة باحتمالات اتساع التصعيد العسكري والميداني الدلالات الساخنة والمثيرة للقلق التي اكتسبها توجيه السفارة الأميركية طلبا طارئا ثانيا الى جميع الرعايا الاميركيين الموجودين في لبنان بضرورة مغادرته بأسرع وقت فيما تكر سبحة التحذيرات التي توجهها دول الى رعاياها لتجنب التوجه الى لبنان. كما ان من موشرات ترجيح كفة التصعيد المتدرج عند الجبهة الجنوبية عامل لافت يتمثل في انضمام مزيد من التنظيمات ال#فلسطينية واللبنانية الى المشاركة في تبني العمليات الجارية ضد القوات ال#إسرائيلية وسط كلام عن إقامة غرفة عمليات ميدانية مشتركة بين “#حزب الله” وهذه التنظيمات التي صار معروفا منها علنا “#حماس” و”#حركة الجهاد الإسلامي” و”#الجماعة الإسلامية” وربما تنظيمات أخرى تعلن تباعا. وفي ظل التراشق الصاروخي والمدفعي المتكرر يوميا عبر الجبهة الجنوبية تثار تساؤلات عدة حيال ما اذا كانت معادلة “التناسب” في قواعد الاشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل الصامدة نسبيا حتى اللحظة بما لم يشعل المواجهة الشاملة ستحافظ على صمودها طويلا ام ان تعدد التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى جانب “حزب الله” في الاشتباكات الجارية واعمال القصف قد تخرج الوضع الميداني في أي لحظة عن إمكانات ضبطه وتاليا اشعال المواجهة الكبيرة.

 

الاستنفار الحكومي

 

وقد عكس الاستنفار الحكومي الواسع ديبلوماسيا وانسانيا واغاثيا للتهيؤ لاحتمالات الحرب انطباعات مشدودة للغاية اذ بدا بمثابة “اعلان رسمي” للمرة الأولى باطلاق الاستعدادات لاحتمالات الحرب تعززها دعوات الدول الى رعاياها لمغادرة لبنان على جناح السرعة وعدم التوجه اليه. وفي اطار هذا الاستنفار عقدت بعد ظهر امس جلسة لمجلس الوزراء خصصت لدرس الطوارئ في حال نشوب حرب، برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعدما كان رأس قبل الظهر اجتماعا موسعا خصص للمنظمات الإنسانية. وقد وافق مجلس الوزراء على خطة وزارة الاشغال العامة والنقل ووزارة الصحة في ما يتعلق بإدارة الكوارث. وقال وزير الاعلام زياد مكاري “ان المواطنين يجب ان يطمئنوا الى ان الحكومة تعمل على وضع خطة وقاية في حال لا سمح الله حصلت حرب”. وفي مستهل الجلسة لفت ميقاتي الى انه طوال الايام الماضية واصل اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية “لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني” . وقال “تلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهما للمخاوف اللبنانية ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس الموجود في القاهرة والذي وضعني في اجواء الاتصالات تمهيدا لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل”.

 

واعتبر ان “الظرف يقتضي ان يكون التعاطي مع المستجدات حكيما وهادئا. وليس الاوان مناسبا لمزايدات شعبية. واما التحركات الشعبية التي تتخطى التعبير عن الرأي لتتحول الى تعديات على الناس والجيش والقوى الامنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة والبعثات الديبلوماسية فامر مرفوض على الاطلاق. كما ان حساسية الظرف الراهن تقتضي مقاربة حكيمة لكل الاوضاع، والمطلوب وقف الشحن وضبط المناصرين”.

 

وأفادت مصادر وزارية انه بإزاء الأوضاع الاستثنائية الراهنة واخطارها، طرح في الجلسة مشروع قانون للتمديد للذين هم في الخدمة العسكرية وبرتبة عماد ولواء لسنة واحدة والبحث لاحقا في مخرج قانوني لتعيين قائد الجيش ورئيس الأركان في الجيش وتقرر بعد النقاش استكمال البحث لاحقا في الاقتراح. واشارت المصادر الى ان الجزء الأخير من الجلسة التي دامت ثلاث ساعات تحول الى مناظرة بين رئيس ديوان المحاسبة محمد بدران ووزير الاتصالات جوني القرم حول تلزيم خدمات البريد مكان شركة “ليبان بوست” .

 

اما الاجتماع الموسع الذي عقد برئاسة ميقاتي قبل الظهر، فضم عددا من الوزراء ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا ومسؤولي الهيئات الانسانية والانمائية والاغاثية التابعة للامم المتحدة والعاملة في لبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتيا وانسانيا وصحيا واجتماعيا، اضافة الى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف. وتقرر ان يعقد اجتماع تقني اليوم يضم مندوبين عن الوزارات المختصة وهيئات الامم المتحدة لوصل خطة العمل النهائية.

 

وإجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم. وكانت استراليا وكندا نصحتا رعاياهما بعدم السفر إلى لبنان. اما السفارة الاميركية فجددت مناشدة رعاياها في لبنان “التخطيط للمغادرة في أقرب وقت ممكن”. وسبق هذا التحذير الجديد اصدار الخارجية الأميركية لاحقا تحذيراً عالميّاً للرعايا الأميركيين مع الإشارة إلى احتمال شنّ “متطرفين” هجمات والقيام بأعمال عنف . وبدورها طلبت وزارة الخارجية الألمانية من رعاياها مغادرة لبنان .

 

وفي سياق الاستنفار الديبلوماسي اجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان وذلك في اطار مناقشة الاوضاع والتطورات الاقليمية في غزة والمنطقة وأوضح انه “تم التوافق على اهمية وقف فوري لاطلاق النار وإرسال المساعدات ، ورفض التهجير والتوطين في بلد آخر، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية هو الحل”.

 

الوضع الميداني

 

على الصعيد الميداني عادت السخونة الى الجبهة الجنوبية منذ الظهر اثر اطلاق صاروخين من لبنان باتجاه مستعمرة المنارة في الجليل الأعلى مقابل بلدتي ميس الجبل وحولا. على الاثر، سجل قصف مدفعي استهدف مناطق عدة على الحدود اللبنانية بإتجاه اطراف بلدة ميس الجبل وحولا وطلبت إسرائيل من مستوطني المنارة ومسكاف عام والجليل الأعلى البقاء في منازلهم .

 

وفي هذا السياق، أفادت أن عددا من الصواريخ أطلق من لبنان باتجاه المواقع الإسرائيلية في رأس الناقورة وزرعيت. وأعلنت “كتائب القسام” مسؤوليتها عن إطلاق رشقة صاروخية مركزة مكونة من 30 صاروخاً إنطلاقاً من #جنوب لبنان بإتجاه مستوطنات الجليل الغربي وأبرزها نهاريا وشلومي. واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، أنه متابعة للتقارير عن تفعيل الانذارات في الجليل الغربي، “تم رصد اطلاق ست قذائف من لبنان نحو إسرائيل، حيث سقطت خمس منها في مناطق مفتوحة بينما تم اعتراض قذيفة واحدة”. واضاف : “كما وردت تقارير عن تعرض موقع عسكري لاطلاق قذيفة مضادة للدروع وموقع آخر لنيران أسلحة خفيفة دون وقوع إصابات. قواتنا تهاجم في هذه الاثناء مصادر اطلاق النار”. ولفتت قناة ١٤ الإسرائيلية الى إطلاق قذائف بالإضافة الى إطلاق النار من أسلحة رشاشة تجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي عند الحدود مع لبنان. وأفيد عن استهداف أجهزة التجسّس في موقع جل العلام وحانيتا التابعة للجيش الإسرائيلي مقابل علما الشعب بالصواريخ الموجهة. وتجدد إطلاق قذائف هاون من لبنان، كما تم إطلاق نار من أسلحة خفيفة على الجيش الاسرائيلي في الناقورة. واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي اطراف بلدة مروحين.كما أطلِقت قذائف اسرائيلية نحو اللبونة ووادي علما. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى مكون من 9 طبقات في كريات شمونة . واصدر “حزب الله” بيانات عن مهاجمته مجموعة مواقع إسرائيلية منها موقع المنارة وموقع المالكية وموقعي جل العلام ورأس الناقورة وموقع العباد وتحقيقه إصابات مباشرة في صفوف الإسرائيليين.

 

وهدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي”حزب الله” بانه سيتحمّل تبعات جميع العمليات التي ينفّذها الجناح الشمالي لـ”حماس” في الأراضي اللبنانية بموافقته.

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تستعجل مغادرة رعاياها

“حماس” تساهم في الحماوة جنوباً وتحذير ألماني من سحب “اليونيفيل”

 

على وقع استمرار المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تصاعدت أمس وتيرة التحذيرات الخارجية من مغبة انفلات هذه المواجهات ما يجعل الجبهة اللبنانية امتداداً لجبهة غزة المفتوحة. وكان لافتاً تبنّي حركة «حماس» إطلاق الصواريخ من لبنان نحو اسرائيل، حيث تحدث الإعلام هناك عن إصابة ثلاثة مستوطنين في كريات شمونة بـ»جروح طفيفة»، لكنه وصف ما جرى بأنه «أخطر هجوم على المدينة منذ عام 2006، عندما تعرضت لهجوم عنيف من «حزب الله» خلال حرب إسرائيل التي استمرت 34 يوماً مع الحركة المدعومة من إيران».

 

في المقابل، حذّرت المانيا من مغبة رحيل قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، لأن في ذلك «إشارة خاطئة»، على حد تعبير وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس، وجاء موقفه قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك الى بيروت حيث يستقبلها بعد ظهر اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وهي ثالث وزير خارجية يزور لبنان بعدما سبقتها وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان.

 

وتفقد وزير الدفاع الالماني قوة بلاده في «اليونيفيل» التي تضم 140 جندياً. وقالت وزارته على شبكة «إكس» («تويتر» سابقاً) إنه التقى هؤلاء الجنود قبالة الساحل اللبناني. وقال للصحافيين، على متن السفينة الحربية الألمانية أولدنبورغ الموجودة ضمن بعثة الأمم المتحدة والراسية في ميناء بيروت، إن»خفض أو سحب قوة «اليونيفيل» سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت». ويذكر أنّ مقر «اليونيفيل» في منطقة الناقورة في جنوب لبنان تعرض لقصف صاروخي الأحد الماضي.

 

وبحسب صحيفة «بيلد» الألمانية، أنّ زيارة بيستوريوس بيروت «أُعدّت على عجل» ضمن جولة على دول الشرق الأوسط، في أعقاب التصعيد «الكبير» بين إسرائيل وحركة «حماس».

 

وفي موازاة هذا الاستنفار الديبلوماسي الدولي، كانت الجبهة الجنوبية فوق صفيح ساخن، كما الحال منذ الثامن من الجاري. وتوالت أمس البيانات الصادرة عن «المقاومة الإسلامية» الجناح العسكري لـ»حزب الله»، وأعلنت مهاجمة مواقع: «المنارة، جل العلام البحري، زرعيت، ثكنة شوميرا والبستان» في القطاعين الأوسط والغربي على الجانب الاسرائيلي من الحدود. وأشارت الى تحقيق «إصابات مباشرة وتدمير تجهيزات فنية وتقنية».

 

بدورها أعلنت حركة «حماس» في بيان أن جناحها العسكري في لبنان «أطلق رشقة صاروخية مركزة، من 30 صاروخاً، انطلاقاً من جنوب لبنان، في اتجاه مغتصبات الجليل الغربي، وأبرزها نهاريا وشلومي الجاثمتان شمال فلسطين المحتلة».

 

وعثر الجيش اللبناني على منصة صواريخ فارغة في خراج بلدة الماري قضاء حاصبيا فعمل على تفكيكها.

 

وأفيد ليلاً أنّ القوات الاسرائيلية حاصرت 9 مدنيين من بينهم 6 صحافيين قرب موقع العباد الإسرائيلي في محيط بلدة حولا، وراحت تطلق النار في محيط المكان لمنعهم من المغادرة. ثم تدخل الجيش اللبناني وعمل على تسهيل مغادرتهم.

 

وفي اسرائيل، تحدث الإعلام عن إطلاق عشرات الصواريخ في اتجاه البلدات الشمالية في تتابع سريع بعد ظهر أمس، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في عدة بلدات، بما في ذلك نهاريا وكريات شمونة، اللتين يقطنهما ما يقرب من 90,000 نسمة. وأعلنت «حماس مسؤوليتها» عن إطلاق الصواريخ.

 

وسقطت قذيفة على منزل في كريات شمونة، وقالت خدمة الإسعاف التابعة لـ»نجمة داوود الحمراء» إن ثلاثة أشخاص عولجوا من إصابات ناجمة عن انفجار نقلوا إلى المستشفى.

 

وفي وقت باكر أمس، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ غارات جوية ضد مواقع «حزب الله» في جنوب لبنان. ولفت الإعلام الإسرائيلي الى ان مستوطنة المنارة هي واحدة من 28 تجمعاً يتم إجلاؤها من الشمال تحت التهديد المتزايد للحرب. وقد وضعت خطط لإخلاء المدن البعيدة عن الحدود، بما في ذلك كريات شمونة.

 

وفي سياق متصل، صدرت أمس دعوات أميركية وبريطانية والمانية في وقت واحد الى رعايا الدول الثلاث لمغادرة لبنان. وحضت سفارات الدول الثلاث رعاياها على مغادرة الأراضي اللبنانية في أقرب وقت ممكن بينما لا تزال الخيارات التجارية متاحة». وأوصت الراغبين في البقاء بـ»إعداد خطط استعداداً لحالات الطوارئ»، على أن «يبقوا يقظين». وحذّرت من أنّ وتيرة الاشتباكات في المنطقة الحدودية مع إسرائيل «قد تتصاعد في أي وقت».

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مخاوف في لبنان من ذيول الدعم الأميركي لحملة نتنياهو على غزة

نصر الله يخاطب جمهوره فور اكتمال المشهد السياسي – العسكري

بيروت: محمد شقير

 

أحدثت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقاً غير مسبوق للبنان؛ بوقوفه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليسترد هيبته التي أُصيبت بأضرار كبيرة، من جراء قيام حركة «حماس» باجتياح المستوطنات الواقعة ضمن غلاف غزة، بخلاف ما كان متوقَّعاً من زيارته، لجهة سعيه لإقناع نتنياهو بعدم اجتياح قطاع غزة، لئلا تتمدد الحرب إلى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.

 

وارتفع منسوب القلق اللبناني مع إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقرَّرة في العاصمة الأردنية بين بايدن والملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنها أُلغيت بعد قيام إسرائيل بقصف المستشفى في غزة.

 

وبدلاً من أن يشكل ذلك حافزاً لبايدن للتدخُّل لضبط إيقاع نتنياهو للبحث عن تسوية تؤدي إلى خفض المخاوف المترتبة على قيامه باجتياح قطاع غزة، ذهب بعيداً في توفير كل أشكال الدعم له، بدءاً بإعفائه من استهداف المستشفى، مروراً بالطلب من الكونغرس تأمين الدعم غير المسبوق لإسرائيل، وانتهاءً بحضور اجتماع المجلس العسكري الإسرائيلي المخصص لإعداد الخطة لغزو غزة.

 

فبايدن هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي يزور إسرائيل أثناء خوضها الحرب لتمكين نتنياهو من أن يسترد هيبته ويستعيد مكانته في الحياة السياسية، لئلا يلتحق بسلفيه؛ غولدا مائير التي استقالت بعد اتهام حكومتها بالتقصير في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وإيهود أولمرت على خلفية التداعيات التي أحدثتها حرب يوليو (تموز) في لبنان عام 2006.

 

وفي هذا السياق، يقول مرجع سياسي لبناني (فضّل عدم ذكر اسمه)، إنه كان منتظراً من بايدن القيام بدور الإطفائي لمنع إقحام المنطقة في نزاع لا شيء يمنع تمدده من غزة إلى جنوب لبنان؛ فإذا به يرفع معنويات نتنياهو لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، ويسأل إذا كان بايدن يتوخى من تحريض إسرائيل خوض معركته الرئاسية لولاية ثانية، وصولاً إلى «منحها» إجازة لقتل الفلسطينيين.

 

ويبدي المرجع السياسي استغرابه للموقف الأوروبي، في ضوء مبادرة عدد من رؤساء الدول الأوروبية للالتحاق ببايدن، بدلاً من أن يشكلوا قوة ضغط لوقف الحرب التي يتوعد بها نتنياهو قطاع غزة، ويستغرب انحيازهم المطلق لإسرائيل في ضوء الأجواء التي سادت المحادثات التي أجرتها وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، في بيروت.

 

ويكشف أن كولونا حضرت إلى بيروت في مهمة بقيت محصورة في توجيه رسالة إلى لبنان كانت أشبه بإنذار تحت عنوان: «إياكم والحسابات الخاطئة، وما على أركان الدولة إلا التصرُّف على أساس أن موقف واشنطن أكثر تصلباً مما تتوقعون، وأن هناك ضرورة لضبط المجموعات المسلحة في جنوب لبنان، ومنعها من تحريك الجبهة الشمالية»، مع أن رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي أكدا أنهما يقومان بكل ما في وسعهما لمنع تمدد التوتر إلى الجنوب.

 

وعليه، فإن الرئيس ميقاتي، كما يقول المرجع السياسي، بادر إلى تشغيل محركاته باتجاه الدول العربية والغربية والمؤسسات الدولية للنأي بلبنان عن التوترات في المنطقة، إضافة إلى أنه يعقد لقاءات مع المنظمات المعنية بالإغاثة يتطلع من خلالها إلى إعداد خطة متكاملة تحسباً لما يمكن أن يطرأ.

 

كما أن ميقاتي على تواصل مع «حزب الله»، من خلال المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل، مراهناً على تعامله بواقعية حيال أي تطور يشهده الجنوب تقديراً منه للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأزومة في البلد.

 

وفي المقابل، تبدو الدول المعنية بلبنان من زاوية حرصها على النأي به عن التوترات التي تعصف بالمنطقة، وكأنها في حيرة من أمرها، وهي تحاول أن تتقصى المعلومات حول كيف سيتعاطى «حزب الله»، في حال قيام إسرائيل بالدخول براً إلى غزة، خصوصاً أن أمينه العام حسن نصر الله لم يقل كلمته بعد، كما جرت العادة في أحداث سابقة تتعلق بالصراع مع إسرائيل، لتحديد خريطة الطريق الواجب اتباعها انطلاقاً من أن مسؤولين حزبيين بارزين أكدوا أن الحزب لن يقف على الحياد إزاء تطور عسكري بهذه الأهمية، وسيكون له ارتداداته وتداعياته على دور المقاومة الإسلامية في مواجهة إسرائيل على قاعدة وحدة الساحات.

 

ومما زاد في تقصي الجهات، أكانت دولية أو إقليمية، عن رد فعل الحزب إذا غزت إسرائيل قطاع غزة، أنها فوجئت بالخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين في يوم التضامن مع غزة الذي بقي في إطاره التضامني وحصره بهجومه على الولايات المتحدة والدول الأوروبية لانحيازها لإسرائيل.

 

وهناك من يقول إن الحزب وإن كان يثق بقدرة غزة على الصمود لأشهر في وجه الغزو الإسرائيلي كما بلغه من قيادة «حماس»، فإن نصر الله لن يخاطب جمهوره ما لم يكتمل المشهد السياسي وما يرافقه من تطورات، ويعود له اختيار التوقيت المناسب لمخاطبته، وإن كانت طهران تحذر من تمدد المواجهة بانضمام قوى إقليمية أخرى. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب يخوض حرب استنزاف على طول الجبهة الشمالية يتوخى منها إشغال إسرائيل، ومنعها من أن تحصر قوتها النارية ضد غزة، مضيفاً أن «أمر العمليات» يبقى مرتبطاً بالوضع الميداني وسير المعارك، وبالتالي لا ضرورة لحرق المراحل ما دامت تل أبيب تتوقع أن يطول أمد الحرب، رغم أن المواجهة في حال حصولها هذه المرة تختلف عن حرب يوليو 2006.

 

******************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية: لبنان طبول بلا حرب .. وتشديد دولي لوقـف التوتر الحدودي

 

لم يخرج لبنان من قواعد الاشتباك ويواصل اتصالاته في كل الاتجاهات داخلياً وعربياً ودولياً لتثبيتها وضمان عدم الخروج منها، فيما أعدّ خطة طوارئ حكومية لمواجهة كل الاحتمالات على كل المستويات، في وقت يستقبل اليوم وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك، بعدما كان استقبل قبل ايام وزراء الخارجية الايرانية والفرنسية والتركية حسين امير عبداللهيان وكاترين كولونا وحقّان فيدان، وربما يستقبل آخرين لاحقاً، في اطار مساع ديبلوماسية تهدف الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية وعدم الانخراط في حرب غزة.

هل لبنان ذاهب إلى حرب؟

تحت ثقل هذا السؤال انعقدت جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومي الكبير امس، لدرس خطوات احترازية مواكبة للأجواء القاتمة المسيطرة على لبنان والمنطقة والآيلة الى التصاعد تدريجاً، فأعلنت خطة طوارئ قسّمت فيها المناطق اللبنانية الى «زونات» zone حمراء (المنطقة الحدودية) وصفراء (من النبطية نزولاً الى صيدا) وخضراء (المناطق التي يُفترض ان تكون آمنة) في حال تعرّض لبنان لعدوان اسرائيلي.

 

وتعتمد هذه الخطة الاحترازية على تفعيل خطة الاستجابة تحت إشراف الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات، لاتخاذ اجراءات وتدابير وآليات عمل من جانب الاجهزة المعنية والوزارات والادارات والبلديات، بالتنسيق مع المنظمات التابعة للامم المتحدة، الذين أبلغوا الى الحكومة رسالة بأنّهم لم يتركوا لبنان، وهم مستمرون في العمل على الأراضي اللبنانية.

 

وأكّدت مصادر حكومية لـ «الجمهورية»، أن لا تطمينات تتلقّاها الحكومة لا من جهة «حزب الله» ولا من جهة الأميركيين المستمرين في تقديم رسائل واضحة بضرورة عدم انخراط لبنان في معركة غزة، ويحذّرون من عواقب قاسية عليه، فيما تعمل دول اخرى على بذل جهود ومساعٍ للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكرّرة على جنوب لبنان لعدم جرّ «حزب الله» الى ردّات فعل.

وسيصل اليوم إلى بيروت رابع وزير خارجية، فبعد الايراني والفرنسي والتركي، يلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزيرة الخارجية الالمانية في اطار الاتصالات واللقاءات الجارية لمناقشة التصعيد الكبير الذي حصل في المنطقة.

 

واكّد ميقاتي خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس، أنّه واصل طوال الايام الماضية «إجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع الاعتداءات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني». وقال: «نحن مستمرون في اتصالاتنا بنحو مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الأجواء الديبلوماسية التي أبدت تفهماً للمخاوف اللبنانية ووعداً باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قِبل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الموجود في القاهرة، والذي وضعني في اجواء الاتصالات تمهيداً لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل (غداً)».

 

وتمنّى ميقاتي ان «يكون هناك موقف داخلي موحّد، ولن نملّ من تكرار هذه المطالبة، وندعو الجميع سواء كانوا مشاركين في الحكومة أو خارجها، وخصوصاً المشاركين في الحكومة، والذين لا يحضرون جلساتها». ودعا «جميع اللبنانيين مسؤولين وقيادات وافراداً» الى «ان نوحّد جهودنا وموقفنا لتمرير هذه المرحلة الصعبة». مطمئناً الى «اننا مستمرون في العمل بكل طاقتنا والإمكانات المتوافرة لتحصين الوضع الداخلي إزاء الأحداث»، مؤكّداً أن «لا مصلحة للبنان لأحد في التعدّي على البعثات الديبلوماسية القائمة في لبنان، لأننا في أمسّ الحاجة الى تفهّم خارجي للوضع اللبناني ومؤازرة لمواجهة التحدّيات الداهمة».

 

وإذ وافق مجلس الوزراء على خطة وزارة الاشغال العامة والنقل ووزارة الصحة في ما يتعلق بإدارة الكوارث، كتب وزير الاشغال والنقل علي حمية عبر منصّة «إكس»: «خطتان أعدّتهما وزارة الاشغال العامة والنقل، وافق عليهما مجلس الوزراء هذا اليوم:

 

1- معالجة الثغرات وتأمين حسن وانتظام سير العمل والسلامة العامة في المطار.

2- تأمين عوامل الجهوزية لمواجهة اي احتمالات ممكنة على البنى التحتية طرقات، جسور، مطار، مرافئ وتأمين متطلبات الاستجابة مالياً وادارياً».

 

وفي خطوة مفاجئة ومن خارج جدول الاعمال، كلّف مجلس الوزراء أمانته العامة إعداد مشروع قانون لرفع السن التقاعدي سنة واحدة للعميد واللواء، بالتوازي مع درس الحلول القانونية المتاحة لملء الشغور في المؤسسة العسكرية.

 

في مجلس الأمن

 

على الصعيد الديبلوماسي، علمت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية انّ اجتماعات علنية ومغلقة تُعقد في مجلس الامن الدولي لمتابعة الوضع في جنوب لبنان وغزة وبمشاركة الدول المعنية، وشارك فيها مندوب لبنان في المنظمة الدولية هادي هاشم، الذي التقى عدداً من رؤساء البعثات، ولا سيما منهم الاميركي والفرنسي والروسي والصيني والالماني والسعودي والقطري والايراني والتركي، ومساعدي الامين العام للامم المتحدة غوتيريش، للبحث في سبل تهدئة التوتر في جنوب لبنان وغزة.

 

وافادت معلومات المصادر لـ «الجمهورية»، انّ جميع المندوبين يشدّدون في الاجتماعات المغلقة، على ضرورة وأهمية وقف التوتر عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية «حتى لا تحصل ردّة فعل واسعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وذلك من باب الحرص على لبنان من جانب الدول الصديقة له، وحرص الدول الصديقة لإسرائيل عليها». وذكرت المصادر، انّ لهجة غالبية الدول تبدّلت قبل مجزرة مستشفى المعمداني في غزة وبعدها اكثر، «من الدعم المطلق لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، إلى الدعوة لإلتزام القوانين الدولية في الحروب واحترام حقوق الانسان وعدم انتهاك الحقوق الانسانية بالتعرّض للمدنيين».

 

وبدا انّ الاتجاه الدولي بات يميل اكثر الى نوع من التوازن، بدليل انّ مشاريع واقتراحات القرارات التي قدّمتها روسيا والبرازيل ودول اخرى واعترض عليها بعض الدول، أجمعت على وقف التصعيد ورفض قتل المدنيين.

 

حملة متواصلة

 

وفي إطار المواجهة الديبلوماسية التي يخوضها لبنان لملاقاة التحذيرات الدولية بشأن ضرورة تجنيبه اي مواجهة مع اسرائيل، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب السفراء العرب المعتمدين في لبنان بعد لقاءاته مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والدول المشاركة في قوات «اليونيفيل».

وقال بو حبيب، انّه لمس في الاجتماع الوزاري في جدة امس الاول «تماسكاً عربياً في مقاربة العدوان على غزة، ويجب استثماره لإقناع الدول الغربية بالضغط على اسرائيل لوقف هذه الحرب العبثية والحصار الظالم». وأكّد «انّ الحل العادل والشامل للنزاع يبدأ أولاً وثانياً وأخيراً بالفلسطينيين». وكشف انّ توافقاً تمّ على 4 نقاط رئيسية هي: التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، رفض تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في اي بلد آخر، السماح بإدخال الفوري للمساعدات وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد المناسب».

 

وعشية لقائه بسفراء الدول الاوروبية المقرّر اليوم، ثمّن بوحبيب «الموقف الأخلاقي» لرئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل حول ضرورة وقف التصعيد، وإيصال المساعدات الى غزة، وحماية المدنيين، ومطالبة إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني». وقال: «نريد سماع الصوت الاوروبي عالياً بالدفاع عن حقوق الإنسان في غزة». كاشفاً أنّه طلب من سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة ياندرا دي وايلي خلال اجتماعه بها نقل هذه الرسالة.

 

وزيرة خارجية ألمانيا

وتزور وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك لبنان اليوم، في إطار جولتها التي شملت حتى اليوم القاهرة وعمان وتل أبيب. وتأتي زيارتها هذه بعد ساعات على مغادرة وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بيروت، إثر تفقّده الوحدة الالمانية العاملة ضمن القوة البحرية التابعة لـ»اليونيفيل» وحذّر من أي فكرة توحي باحتمال انسحاب قوات «اليونيفيل» في ظلّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال لصحافيين، على متن السفينة الحربية الألمانية «أولدنبورغ» الراسية في مرفأ بيروت، إنّ «خفض أو سحب قوة «اليونيفيل» سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت».

 

طلب من البرازيل

 

وفي إطار الحملة الديبلوماسية، اتصل بوحبيب بنظيره البرتغالي جواو كرافينيو كون بلاده عضو في مجلس الأمن، وطلب منه ضرورة المساعدة والضغط على اسرائيل لوقف إطلاق النار والاستفزازات وفك الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الانسانية ومنها الغذاء والدواء، وإحترام القانون الدولي وقانون الحرب.

 

الأميركي والبريطاني

 

وتعليقاً على دعوات السفارة الاميركية المتكرّرة لمواطنيها للاستعداد لمغادرة لبنان، اوضحت مراجع مسؤولة للمعنيين اللبنانيين الذين سألوا عن اسباب هذا الإصرار على مغادرة لبنان، وإن كانت لديها معلومات عن مستقبل الوضع الأمني فيه، أنّ التحذير صادر بتعليمات مباشرة من وزارة الخارجية في واشنطن في اعتباره «تحذيراً عالميّاً للرعايا الأميركيين في بلدان العالم كافة». وهي إشارة توحي بإمكان تعرّض الأميركيين لهجمات «مجموعات ارهابية» او «متطرفين»، ما يؤدي إلى قيام أعمال عنف قد يكون مواطنوها ضحية لها.

 

وقد حضّت السفارتان الأميركية والبريطانية رعاياهما امس على مغادرة لبنان «طالما الخيارات التجارية متاحة»، في تحذيرين جديدين على وقع التوتّر الذي تشهده الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

 

وقالت السفارة الأميركية في تحذير جديد أرسلته الى رعاياها في لبنان «تحضّ وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين في لبنان على وضع خطط للمغادرة في أقرب وقت ممكن بينما لا تزال الخيارات التجارية متاحة». وأوصت الراغبين في البقاء بـ»إعداد خطط استعداداً لحالات الطوارئ».

وكانت واشنطن رفعت الأربعاء مستوى التحذير من السفر من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الأعلى، ونصحت جميع الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان. وسمحت كذلك بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من سفارتها في بيروت.

 

وفي السياق ذاته، حدّثت السفارة البريطانية في بيروت نصيحة عدم السفر الى لبنان. وقالت في بيان امس «تنصح وزارة الخارجية والتنمية الآن بعدم السفر إلى لبنان وتشجّع المواطنين البريطانيين الذين يعتزمون المغادرة على القيام بذلك الآن، طالما الخيارات التجارية متاحة». وحضّت رعاياها على أن «يبقوا يقظين»، ويتجنّبوا «أي تجمعات أو مسيرات أو مواكب، واتباع تعليمات السلطات المحلية»، مكرّرة التنبيه إلى أنّ «الوضع لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يتدهور من دون سابق إنذار».

 

في وقت لاحق الخميس، طلبت وزارة الخارجية الألمانية من مواطنيها «مغادرة لبنان»، داعية إياهم بدورها الى استخدام «خيارات السفر التجارية المتوافرة لمغادرة البلد بأمان».

 


وحذّرت من أنّ وتيرة الاشتباكات في المنطقة الحدودية مع إسرائيل «قد تتصاعد في أي وقت».

وكانت السلطات السعودية دعت امس الاول رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، غداة دعوة مماثلة من الكويت. وفي وقت سابق، حضّت فرنسا وكندا وإسبانيا وألمانيا وأستراليا رعاياها على تجنّب السفر إلى لبنان، بينما أوقف عدد من شركات الطيران الغربية رحلاته الى بيروت.

 

مواجهات

 

على الصعيد الميداني، تلاحقت المواجهات امس على الجبهة الجنوبية بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من القطاع الشرقي الى القطاع الاوسط فالقطاع الغربي، واعلن «حزب الله» في بيانين منفصلين استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية. فيما تبنّت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إطلاق 30 صاروخاً باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي بدوره أنّه قصف مصادر النيران.

 

ومساء امس حاصر الاسرائيليون بالنار مجموعة من الصحافيين لساعات في موقع العباد قبالة بلدة حولا الحدودية إثر تعرّضهم لهجوم صاروخي شنّته المقاومة عليه، وانتهى الحصار بتمكن الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» من سحب المحاصرين الذين قُتل احدهم وجُرح آخر.

 

وقال الناطق الرسمي بإسم «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، إنّ «القوات المسلحة اللبنانية طلبت هذا المساء من «اليونيفيل» مساعدة 7 أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق». وأشار الى انّ «اليونيفيل اتصلت بالجيش الإسرائيلي وحثته على وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ»، مضيفاً انّ «الجيش الإسرائيلي أوقف اطلاق النار، ما أتاح للجيش اللبناني إخراج الأفراد بنجاح من المنطقة».

وختم: «للأسف، فأنّ أحد الأشخاص فقد حياته خلال هذا الحادث وتمّ إنقاذ الآخرين بنجاح».

 

«حزب الله»

 

وفي غضون ذلك، أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله في تصريح له أمس خلال مراسم تشييع شهيدي المقاومة من بلدة عيترون الحدودية «أنّ المقاومة تعرف ما عليها أن تقوم به، فهي لا تُؤخذ بالتهويلات وبالتهديدات والضغوطات، ولا تؤخذ بالانفعالات، فهي تدرس الخيارات وتضع كل الاحتمالات والسيناريوهات أمامها، وعندما يحين وقت اتخاذ الموقف الذي تراه في مصلحة هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي أياً يكن هذا الموقف، سياسي أو شعبي أو ميداني أو إنساني، فإنّها تتخذه، وهي لا تتصرف إلاّ انطلاقاً من قناعاتها ومن رؤيتها الاستراتيجية للصراع مع العدو، وتنظر إلى هذا الصراع على أنّه صراع الأمّة، وكلنا معنيون به، وكل العرب والمسلمين والأحرار معنيون بهذا الصراع، وشعبنا لديه ثقة عالية بقيادته وعلى رأسها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي يمتلك الحكمة والشجاعة والجرأة، والذي يواكب ويتابع المجريات والتطورات لحظة بلحظة».

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مَنْ يُنقذ لبنان من فوضى الفراغ.. وشغب الشوارع!

رفض ألماني لسحب اليونيفيل. واستهداف جديد للصحافيِّين في حولا

 

فرضت فكرة «مواجهة الظروف الاستثنائية» التي قد تواجه مطار بيروت الدولي والمرافئ الأربعة (بيروت، طرابلس، صيدا وصور)، ان على مستوى التجهيزات والاجراءات، وكذلك «خطة الطوارئ» التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان، نفسها على اجتماعات السراي الكبير، سواء لجهة «خطة الطوارئ» او اجراءات وزارة الاشغال، وعلى جلسة مجلس الوزراء  ايضاً، التي أقرت ما اتفق عليه، لا سيما خطة ادارة الكوارث، بحضور 17 وزيراً، واستمرار وزراء التيار الوطني الحر بمقاطعة الجلسات الامر الذي حدا برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بدعوة الجميع الى موقف داخلي موحد، وتلقف الفرصة وانتخاب رئيس للجمهورية.. مشددا على وفق الشحن وضبط المناصرين.

علما ان الابرز هو اندفاعة المعارك والمواجهات الى التصعيد على طول الحدود اللبنانية – الاسرائيلية مع دخول مقاومين من «حماس» وفصائل فلسطينية ولبنانية على خط اطلاق القذائف والصواريخ، في وقت  نعى فيه حزب الله المزيد من الشهداء.

وفي وقت تواصل فيه السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا بعد تأكيد الدعوة للرعايا لمغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، لقاءاتها مع الشخصيات السياسي، وممثلي التيارات والفعالات، لاستطلاع ما لديهم من معطيات حول احتمال توسيع الحرب، وفتح  جبهة لبنان بدءاً من الجنوب، وزارت لهذه الغاية امس الرئيس السابق ميشال عون، نظرا لما يربطه بحزب الله من علاقة لم تتأثر بالتوتر مع التيار الوطني الحر، وموقفه المناهض لفتح جبهة في الجنوب، تدخل منها بعض الفصائل الى الساحة لاستخدامها في اطار توجيه الرسائل حسب مصادر معنية.

وفي هذا السياق، توقفت مصادر لبنانية عند التقارير التي تصل الى بيروت من مصادر دبلوماسية في دول القرار، من ان ما يجري يشي بأن «الحرب الاقليمية» واردة بقوة، مع بدء التوغل التدميري للجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة.

وتخوفت المصادر، حسب التقارير من ان التصعيد الجاري في جبهة الجنوب من شأنه ان يتطور الى وضع تصعب السيطرة عليه.

وتفيد المعلومات ان الخطر من انفجار جبهة الجنوب قائم، لكنه مرتبط بعوامل دولية وميدانية، وتتوقف الى حد كبير على مصير العملية البرية التي يلوح بها الجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال قطاع غزة، الذي تخلى عنه بقوة المقاومة قبل 18 عاماً.

والسؤال، في ضوء «انفلات الشارع» قبل يومين في اطار التحركات بوجه الشعارات، ومن اعقب ذلك من استهداف الجامعة الاميركية  ومؤسسات عاملة في بيروت والمناطق كالمطاعم والمقاهي وسواها، فضلا عن «فوضى الفراغ» السياسي، واستمرار المقاطعة المسيحية (التيار الوطني الحر) للحكومة وللمجلس النيابي، من ينقذ لبنان من فوضى محدقة بالوضع في البلد الذي يصيبه الشلل والوهن منذ أربع سنوات؟

 

مجلس الوزراء

 

وحسب مصادر وزارية، فإن مجلس الوزراء تطرق الى ما حدث، وكانت مداخلات للوزراء رافضة التعرض للمنشآت والمؤسسات التعليمية والمدنية، واعتبر من بعض الوزراء ما حصل بأنه ألحق الضرر بمصالح المواطنين، وعرَّض سمعة لبنان كبلد للحريات للإساءة.

واعتبر الوزراء ان العدوان الاسرائيلي، في غزة ضد الشعب الفلسطيني، والدعم الأميركي لا تبرر استهداف مؤسسات تعمل في كنف وحماية القانون اللبناني.

واعلن الرئيس ميقاتي خلال الجلسة لا مصلحة للبنان ولأحد في التعدي على البعثات الديبلوماسية القائمة في لبنان، لاننا في أمس الحاجة الى تفهم خارجي للوضع اللبناني ومؤازرة لمواجهة التحديات الداهمة.

واعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري ان مجلس الوزراء طلب المجلس من الأجهزة الامنية اتخاذ ما يلزم من اجراءات في سبيل حماية الاملاك العامة والخاصة ومنع المندسين واحالتهم على القضاء المختص.

 

معارضة: سحب اليونيفيل

 

وفي اطار الحركة الدولية باتجاه لبنان، التقى وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس قوة اليونيفيل التي تضم 140 جندياً المانياً في جنوب لبنان، اعتبر ان «خفض او سحب قوات اليونيفيل سيكون اشار خاطئة في هذا التوقيت».

نيابياً، أنهت لجنة المال والموازنة النيابية دراسة الفصل الثاني من موازنة ٢٠٢٤ المتعلق بقوانين البرامج ووصلت الى المادة ٢٢ من الفصل الثالث المتعلق بالتعديلات الضريبية ، وقد ألغت ٤ مواد تتعلق بضريبة الدخل و بالسماح ببدل اضافي للادارات مقابل خدمات سريعة وتعلق مادتين حول ضريبة ال tva».

من جهة ثانية، لم يشارك ممثلو شركة «توتال» في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم ٩. وبحسب ممثلي «توتال» فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل. في المقابل قالت مصادر مطلعة  إن عدم مشاركة ممثلي «توتال» يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.

وقالت هيئة إدارة قطاع البترول، البيان الآتي: بانتظار التقرير التقني المفصّل الذي تعدّه «توتال»، والتزاماً بمبادئ الشفافية التي دأبت الوزراة وهيئة ادارة قطاع البترول على اتباعها، واوضحت: ان اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف، هدف الى الاجابة على سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني:1-   تأكيد او نفي  وجود  مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خاصة بالبحر اللبناني، في طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد. 2- مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة بمثيلاتها في البحر اللبناني، وتأكيد او نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها…. وختم: بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما انها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني».

 

التصعيد جنوباً

 

ولليوم الثالث عشر على التوالي، شهدت الحدود الجنوبية امس يوما من التصعيد الخطير.

وهاجم مقاومون موقعي الاحتلال في جل العلم ورأس الناقورة، فيما قصف العدو الاسرائيلي بشكل عنيف  المنطقة الواقعة عند الحدود في الناقورة وصولاً حتى بلدة الضهيرة.

كما أفيد عن قصف معاد على محيط بلدة الناقورة وجرود اللبونة،  في وقت استهدفت المقاومون اللبنانيون والفلسطينيون موقع العدو في تلة علام قرب ال موقعي لبونة.

وفجرا، أغار الطيران المعادي على محيط الناقورة ومحيط بلدة علما الشعب، ولم تسجّل إصابات بشرية ولا مادية.

وحمَّل ناطق باسم الجيش الاسرائيلي حزب الله مسؤولية اطلاق مقاتلي من حماس قذائف صاروخية على كريات شمونة.

وعصرا، اعلنت المقاومة الاسلامية استهداف تحصينات موقع العباد بالاسلحة المناسبة.

ومساء عاد التوتر الى الجبهة الجنوبية، واعلن عن احتجاز 9 مدنيين و6 صحافيين في بلدة حولا، بعد القصف الاسرائيلي، عرف منهم الزميل رامز القاضي (من قناة الجديد) الذين اخرجوا من الاحتجاز بتدخل الجيش اللبناني.

وليلاً اوضح الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان القوات المسلحة اللبنانية طلبت مساء امس من اليونيفيل مساعدة سبعة أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق.

وأشار تيننتي الى ان «اليونيفيل اتصلت بالجيش الإسرائيلي وحثته على وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ»، مضيفاً ان «الجيش الإسرائيلي أوقف اطلاق النار، مما أتاح للجيش اللبناني إخراج الأفراد بنجاح من المنطقة».

وختم تيننتي: «وللأسف،  فأن أحد الأشخاص فقد حياته خلال هذا الحادث وتم إنقاذ الآخرين بنجاح».

يشار الى ان الجيش الاسرائيلي استهدف سيارة احد المدنيين، مما ادى الى استشهاده.

*******************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

حالة طوارىء غير معلنة لمواجهة احتمالات الحرب وارباك العدو يتواصل في الجنوب

 باريس وبرلين قلقتان على قواتهما في «اليونيفيل» وبايدن «متوجس» من تدخل حزب الله

 غالانت يخشى على الامونيا في حيفا ومنصات الغاز… و«توتال» تعزز الارتياب لبنانيا! – ابراهيم ناصرالدين

 

تعيش البلاد حالة طوارىء غير معلنة مع ازدياد حالة التوتر جنوبا واستمرار حالة اللايقين حيال حدود المواجهة المفتوحة لكن ضمن ضوابط حتى الآن على الحدود الجنوبية، حيث يحافظ حزب الله على استراتيجة الغموض البناء في مواجهة الضغوط الدبلوماسية المتواصلة ليل نهار للحصول على تعهدات لن تحصل عليها حكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تقود مذبحة مفتوحة ضد المدنيين الفلسطينيين في محاولة لاحداث تغيير ديموغرافي يعيد الى الاذهان نكبة 48 وهو ما احدث صدمة وهلع لدى مصر والاردن حليفي واشنطن اللذين يتعرضان لضغوط هائلة لدفع ثمن هزيمة الجيش الاسرائيلي امام طوفان الاقصى». الحركة الدبلوماسية لم تتوقف بحثا عن اجوبة، وجديدها طلب فرنسي الماني لضمانات حيال قواتهما المشاركة ضمن «اليونيفيل»، خوفا من دفع ثمن المواقف المنحازة الى العدوان الاسرائيلي، فيما تتواصل التحذيرات الغربية للرعايا بضرورة مغادرة لبنان. في هذا الوقت، كشف الاعلام الاسرائيلي عن جزء من محادثات الرئيس الاميركي جو بايدن مع الحكومة الامنية ولفت الى انه كان مهتما بالجبهة الشمالية وكرر السؤال حيال احتمال انضمام حزب الله الى المواجهة مصححا تصورا اسرائيليا خاطئا عن تدخل اميركي مباشر في الحرب اذا تدخل الحزب! وفيما حافظت المقاومة على وتيرة اشغال جيش الاحتلال على الجبهة الشمالية برز طور لافت عبر استهداف ثلاثة قواعد اميركية في سوريا وعلى الحدود مع العراق بصواريخ وطائرات مسيرة، وهو ما عدته مصادر مراقبة «رسالة» بالنار بالغة الدلالة عما يمكن ان تشهده الايام والاسابيع المقبلة من تطورات في حال انزلقت المنطقة الى حرب شاملة. هذا الاحتمال دفع بالحكومة الى اتخاذ اجراءات طوارىء وتدابير احترازية على مختلف الاصعدة ضمن الامكانات المتوافرة  خصوصا ان «الحج» الدبلوماسي الى بيروت يتعامل مع الساحة اللبنانية على انها قاب قوسين او ادنى من الدخول في اتون الحرب التي قد تفرضها «اسرائيل» على وقع انقسام في المجلس الامني المصغر حيال توجيه ضربة استباقية الى حزب الله، وهو ما حذرت منه كتلة الوفاء للمقاومة بالامس حين اعتبرت أنّ تحشيد العدو لقواته خلال عدوانه على غزة يشكّل شكلاً من أشكال التهديد للبنان يجب عدم الاستخفاف أو التهاون إزاءه.

قلق من الصواريخ الدقيقة

 

في هذا الوقت، عكس وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «الهلع» الاسرائيلي من اشتعال الجبهة الشمالية، وتحدث امام جنوده على حدود غزة عن صعوبة الحرب مع حزب الله بسبب دقة الصواريخ التي يملكها، وقال ان مستودعات الامونيا في حيفا  تقع تحت مرمى صواريخه، وكذلك منصات استخراج الغاز في البحر.  بدوره، أكد عضو حكومة طوارئ العدو الإسرائيلية بيني غانتس، ان «اسرائيل» ستحتاج الى اشهر قبل أن تتمكن من هزيمة حركة حماس، خاصة إذا شارك حزب الله في الحرب،. وقال «سيستغرق الأمر الكثير من الوقت. الحرب في الجنوب، وإذا لزم الأمر، في الشمال أو في أي مكان آخر يمكن أن تستغرق أشهرا. أما التعافي وإعادة البناء، فسيستغرقان سنوات». وفي مؤشر يزيد من منسوب القلق داخل «اسرائيل» تفقد مسؤول إسرائيلي الملاجئ في المناطق المحاذية لجنوب لبنان ونبّه الى قصور كبير في الإجراءات المتبعة على الأرض.

بايدن والجبهة الشمالية

 

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي جو بايدن «متوجس» حيال الجبهة مع حزب الله وابدى قلقه من الوضع في المنطقة الشمالية وطالب اسرائيل بالابتعاد عن التورط في حرب مماثلة. وقالت ان إسرائيل بحاجة إلى الردع الأميركي، وعلى رأس ذلك وجود حاملات الطائرات كي تمنع إيران وحزب الله من الانضمام إلى المعركة، لكنها لا تملك معلومات استخبارية كافية عن كيفية تصرف الجبهة الشمالية وقالت ان الإيرانيين يعطون وزناً ثقيلاً للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتترك له التقدير في تحليل الموقف تجاه «اسرائيل». وبحسب موقع» أكسيوس» الاميركي كان بايدن يشعر بالقلق بشكل خاص من أن حزب الله سيقرر الانضمام إلى الحرب، واشار الى ان بايدن خلال اجتماعه الذي استمر ساعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومحادثة لاحقة مع أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، سأل بايدن عن التوتر المتصاعد مع حزب الله على الحدود الجنوبية وقال انه يشعر بالقلق بشكل خاص من أن الحزب سيقرر الانضمام إلى الحرب، مما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط. ولفت الى ان الولايات المتحدة ارسلت رسائل خاصة وعامة إلى حزب الله وإيران، تحذرهما من الانضمام إلى القتال. لكن لا ضمانة بان يستجيب حزب الله.

حماية «اسرائيل» من نفسها!

 

من جهته اكد براك رافيد محلل الشؤون السياسية في القناة العبرية 13 نداف إن الأميركيين يخشون من الدمج بين قدرات «إسرائيل» العسكرية القاتلة وبين الشعور بفقدان الثقة بالنفس. وقال ان الولايات المتحدة  تشعر أن حليفتها تتذبذب، وتخشى من لقاء فقدان الثقة والقوة العسكرية لدى «إسرائيل»، مثلما هي قلقة أيضاً من إمكان قيام طهران أو بيروت «بحسابات خاطئة»، ما يفضي الى حرب إقليمية لها تداعيات دولية، ولذا فإن «اسرائيل» كحليفة بحاجة الى سيطرة. وتلفت القناة الى ان صداقة الولايات المتحدة حقيقية، لكنها أدواتية. وهذا هو السبب أن وزير الخارجية الأميركي بلينكن يشارك في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي. اما ارسال واشنطن لحاملتي طائرات للمنطقة فلا يأتي للدفاع عن «إسرائيل» من أعدائها، بل لحمايتها من نفسها، ومن أخطاء ربما يرتكبها قادتها السياسيون والعسكريون، وجميعهم قد فشلوا!

الوضع الميداني

 

في الميدان، واصل حزب الله «تسخين» الجبهة واشغال قوات الاحتلال حيث اطلاق صاروخين باتجاه مستعمرة المنارة في الجليل الأعلى مقابل بلدتي ميس الجبل وحولا. على الاثر، سجل قصف مدفعي استهدف مناطق عديدة على الحدود اللبنانية باتجاه اطراف بلدة ميس الجبل وحولا وطلبت «إسرائيل» من مستوطني المنارة ومسكاف عام والجليل الأعلى البقاء في منازلهم. واعلن حزب الله ان المقاومة ضربت الموقع الإسرائيلي في المنارة بصواريخ موجهة. كما هاجمت أربعة مواقع اخرى فيما أعلنت كتائب القسام – لبنان  مسؤوليتها عن إطلاق 30 صاروخاً انطلاقاً من الجنوب باتجاه منطقة الجليل الغربي في «إسرائيل». وقصفت قوات الاحتلال منطقة اللبونة وخراج بلدتي علما الشعب والضهيرة ، كما استهدف القصف الإسرائيلي أطراف بيت ليف وبستان الضهيرة وياري، مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.

رسالة بالنار الى واشنطن

 

وفي مؤشر على اتساع حدة التوتر في المنطقة، ربطت مصادر مطلعة بين ارتفاع حرارة المشهد على الحدود الجنوبية بهجوم استهدف قاعدة التنف الأميركية عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية بثلاث طائرات مسيّرة امس واستهداف قاعدة كونيكو الاميركية في ريف دير الزور بصاروخين، وهو يعد «رسالة بالنار» الى القوات الاميركية في المنطقة. ووفقا للمعلومات، تمكنت الطائرات من التحليق فوق قاعدة التنف واستهدافها وتلى ذلك استنفار كبير داخل القاعدة مع تحليق متواصل للطيران الحربي والمروحي في المنطقة، ويعتبر وصول طائرات مسيرة إلى قاعدة التنف بحد ذاته اختراقا كبيرا. فيما استهدف الصاروخان داخل قاعدة كونيكو لا أطرافها، وهو تطور شديد الدلالة عقب مغادرة الرئيس الاميركي جو بايدن «اسرائيل»، وهو ما اعتبرته المصادر ردا مباشرا على تحذيراته من دخول ساحات اخرى الى المواجهة، واعلان صريح ان القواعد الاميركية في البر والبحر لن تكون بمنأى عن الاستهداف بعد الاعلان الاميركي المباشر بالمشاركة في الحرب.

«اليونيفيل» والبحث عن ضمانات

 

في هذا الوقت علمت «الديار» ان كل من فرنسا والمانيا طالبت بضمانات من حزب الله بعدم استهداف قواتها العاملة في الجنوب بعدما اصبحت مواقفها منحازة على نحو فاضح الى العدوان الاسرائيلي على غزة، وعلم في هذا السياق، ان السفيرة الفرنسية كاترين كولونا لم تستطع التواصل مع الحزب مباشرة خلال زيارتها الاخيرة الى بيروت، لكنها تحدثت صراحة امام المسؤولين اللبنانيين عن مخاوف بلادها العميقة من تحول جنود بلادها الى قوات معادية، وشددت على نحو خاص عند زيارتها عين التينة على ضرورة الحفاظ على طبيعة العلاقة الحالية، لان المهمة الحالية ستبقى على حالها دون زيادة او نقصان، ولا ترغب باريس بتوتير الاجواء بين عناصر «اليونيفيل» والبيئة المحيطة، وطالبت بالحصول على تعهدات من القوى «الفاعلة» على الارض، دون ان تتلقى اي اجابات صريحة وواضحة سلبا او ايجايبا، قبل مغادرتها الى باريس التي يزداد قلقها يوما يعد يوم بفعل ارتفاع نسق التوتر على الحدود الجنوبية، ولهذا يجري تسريب معلومات على نحو ممنهج عن تفكير جدي بتقليص عديدها او سحبها اذا زادت المخاطر. وفي هذا السياق،  ينتاب الجانب الالماني  ايضا القلق من التطورات المتسارعة، وقد عبر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عن هذا الامر خلال زيارته الى بيروت بالامس، ولفت الى ان «أن خفض أو سحب قوات «اليونيفيل» سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت». وقد تفقد قوات بلاده ضمن القوات الدولية، كما تفقد 140 جندياً المانياً على متن سفينة حربية قبالة الساحل اللبناني، وهو جاء في زيارة تقييمية لمعرفة مدى تأثير الغليان في غزة والتوتر في الجنوب على الجنود ووضع الألمان في المنطقة، وسيجري تقييم مع الحلفاء حول ماهية الخطوة المقبلة بعد التشاور مع الحلفاء، وفقا لمصادر دبلوماسية.

«هلع» السفارات

 

في هذا الوقت انعكس «هلع» السفارات الغربية سلبا على الاجواء العامة في البلاد ، فقد حثت سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا رعاياها امس على مغادرة لبنان ما دامت الخيارات التجارية متاحة، في تحذيرات جديدة على وقع التوتّر الذي تشهده الحدود الجنوبية، قالت السفارة الأميركية في تحذير جديد أرسلته الى رعاياها في لبنان تحثّ وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين في لبنان على وضع خطط للمغادرة في أقرب وقت ممكن بينما لا تزال الخيارات التجارية متاحة، وأوصت الراغبين في البقاء بـإعداد خطط استعداداً لحالات الطوارئ. وفي السياق ذاته، نصحت السفارة البريطانية بعدم السفر إلى لبنان وشجعت المواطنين البريطانيين الذين يعتزمون المغادرة على القيام بذلك الآن، وحثّت رعاياها على أن يبقوا يقظين، ويتجنبوا أي تجمعات أو مسيرات أو مواكب واتباع تعليمات السلطات المحلية، مكررة التنبيه إلى أن الوضع لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يتدهور بدون سابق إنذار. كما طلبت وزارة الخارجية الألمانية من مواطنيها مغادرة لبنان داعية إياهم بدورها الى استخدام خيارات السفر التجارية المتوافرة لمغادرة البلد بأمان. وحذّرت من أن وتيرة الاشتباكات في المنطقة الحدودية مع «إسرائيل» قد تتصاعد في أي وقت.

  خطة طوارىء حكومية

 

في هذا الوقت، وافق مجلس الوزراء على كامل خطة عمل وزارة الاشغال العامة المتعلقة بتأمين عوامل الجهوزية لمواجهة اي احتمالات ممكنة على البنى التحتية، ودعا وزير الاعلام زياد مكاري المواطنين أن يطمئنوا أن الحكومة تعمل على خطة طوارئ في حال حصول حرب. واشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى انه واصل اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني. ولفت الى انه طالب الدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الاسرائيلية على لبنان . ولفت الى ان بعض الاجواء الديبلوماسية ابدت تفهما للمخاوف اللبنانية ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وانتقد ميقاتي القوى السياسية التي تقاطع الحكومة كما انتقد التحركات الشعبية التي تتخطى التعبير عن الرأي لتتحول الى تعديات على الناس والجيش والقوى الامنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة والبعثات الديبلوماسية، وقال انه امر مرفوض على الاطلاق. كما ان حساسية الظرف الراهن تقتضي مقاربة حكيمة لكل الاوضاع، والمطلوب وقف الشحن وضبط المناصرين.

 

وفي هذا السياق، اجتمع ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري واطلع منه على الاجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقدي، وضبط سعر الصرف، كما عقد اجتماعا لهيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية لبلورة الخطوات التنفيذية المطلوبة لمواجهة ما قد يحصل. وقد وضعت سلسلة من المقررات والخطوات التي ستتخذ القرارات المناسبة بشأنها، وسبق ذلك اجتماع موسع مع الوزراء المختصين والمنظمات والهيئات الدولية العاملة في لبنان وجرى البحث في سبل التنسيق وتعيين اشخاص يتولون التنسيق ويبدؤون بالعمل فورا، وتقرر ان يعقد اجتماع  تقني اليوم يضم مندوبين عن الوزارات المختصة وهيئات الامم المتحدة لوصل خطة العمل النهائية.

تاجيل تسريح عون؟

 

وعلى هامش الجلسة، طرح عدد من الوزراء فكرة تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون وتعيين رئيس أركان بداعي الحالة الطارئة والعدوان والحفاظ على على ديمومة المرفق العام العسكري، فكان جواب ميقاتي أنها تحتاج إلى مزيد من الدرس لجهة القرار والآلية، على أن يستكمل النقاش في الجلسة المقبلة.

  جهوزية المستشفيات

 

من جهته، أشار نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، إلى أن الخطّة التي أعدّتها وزارة الصحة تقوم على تجهيز عدد معيّن من المستشفيات الخاصة والحكومية الموزّعة على المناطق والتي لها القدرة، لجهة العناصر البشرية والتموينية من مستلزمات طبية وأدوية، على استقبال الجرحى في حال الحرب. وأشار هارون، إلى أنّ هذه المستشفيات ستشكّل شبكة واحدة، على أن تنسّق غرفة عمليات في وزارة الصحة فيما بينها من أجل متابعة قدراتها الاستيعابية وأوضاع الجرحى فيها. وأكد أن الخطّة تشمل الدفاع المدني والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وعدداً من المنظمات المحلية والدولية. وطمأن هارون إلى أن المستلزمات الطبية الموجودة في المستشفيات وفي المستودعات عند التجار تكفي لثلاثة أشهر. ورداً على سؤال عمّا إذا يمكن القول إن المستشفيات في خانة الأمان راهناً، قال هارون إنّ ذلك نسبي، لأن العمليات العسكرية في غزة كانت وحشية ولا شيء يحمي المستشفيات منها، آملاً في ألا تصل الوحشية في لبنان إلى هذه الدرجة، إذ لا يمكن مواجهتها بأي جهوزيّة.

الارتياب» من غياب «توتال»

 

في هذا الوقت، ساد الارتياب على نحو كبير من غياب ممثلي شركة «توتال» عن جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم ٩. وبحسب ممثلي «توتال»، فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لـ «إسرائيل». في المقابل، قالت مصادر مطلعة إن عدم مشاركة ممثلي «توتال» يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر، وهو امر يثير الريبة حول خلفيات الاعلان المريب وتوقيته عن عدم وجود مكمن غاز في البلوك رقم 9. من جهتها، اصدرت هيئة إدارة قطاع البترول بيانا اكدت فيه انه بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، فان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى، وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9، كما انها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

استنفار حكومي وديبلوماسي لتلافي الحرب

تحذيرات السفارات للرعايا بالمغادرة تتوالى

 

بمثل منسوب المياه الذي ارتفع في شكل جنوني وحول طرق العاصمة الى مستنقعات ومسابح مارس فيها بعضهم هواية السباحة، يرتفع مستوى قلق اللبنانيين من امكان اقحامهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وقد بلغ حده الاقصى مع انهمار دعوات السفارات رعاياها الى المغادرة سريعا لا سيما السفارة الاميركية التي جددت نصحها امس لمغادرة فورية. تحسبا واحتياطا لمصير اسود قد يواجهونه، وبدأ تهافت المواطنين الى المحال التجارية لتخزين المواد الغذائية خشية نفادها فيما لو وقعت الحرب واقفل او استهدف المطار والمرفأ.

 

وفي غياب عناصر الاطمئنان من السلطة السياسية واركان الدولة ما دام قرار الحرب والسلم ليس في يد المسؤولين، وعلى وقع استمرار المعارك في الاراضي المحتلة وعلى حدود لبنان الجنوبية، عقدت قرابة الرابعة في السراي جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لدراسة الطوارئ في حال نشوب حرب، برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي تابع ووزير الخارجية مساعيهما لحماية لبنان من الانغماس في المواجهة النارية في شكل كامل.

 

ميقاتي

 

ورأس  رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعا موسعا قبل الظهر في السراي، ضم وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحة العامة فراس أبيض، الاعلام زياد مكاري والبيئة ناصر ياسين، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا، مستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي ومسؤولي الهيئات الانسانية والانمائية والاغاثية التابعة للامم المتحدة والعاملة في لبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتيا وانسانيا وصحيا واجتماعيا، اضافة الى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف. وتقرر ان يعقد اجتماع  تقني غدا يضم مندوبين عن الوزارات المختصة وهيئات الامم المتحدة لوصل خطة العمل النهائية.

 

تحذيرات

 

وإجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم، وعرض معها الاوضاع الراهنة والتطورات في  جنوب لبنان وغزة. وكانت اوستراليا وكندا قد نصحتا رعاياهما بعدم السفر إلى لبنان. اما السفارة الاميركية فجددت اليوم (امس) مناشدة رعاياها في لبنان “التخطيط للمغادرة في أقرب وقت ممكن”، وفق رويترز.

 

ألمانيا واليونيفيل

 

الى ذلك، حط وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس في لبنان اليوم (امس)، والتقى قوة اليونيفيل التي تضم 140 جنديا ألمانياٍ في جنوب لبنان. واعتبر ان “خفض أو سحب قوات اليونيفيل سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت”.

 

تبادل قصف

 

في الميدان، اهتز الهدوء على الجبهة الجنوبية ظهرا اثر اطلاق صاروخين من لبنان باتجاه مستعمرة المنارة في الجليل الأعلى مقابل بلدتي ميس الجبل وحولا. على الاثر، سجل قصف مدفعي استهدف مناطق عدة على الحدود اللبنانية بإتجاه اطراف بلدة ميس الجبل وحولا وطلبت إسرائيل من مستوطني المنارة ومسكاف عام والجليل الأعلى البقاء في منازلهم. وكان هدوء حذر قد سيطر صباحا على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وجابت دوريات لقوات “اليونيفيل” مناطق القطاعين الشرقي والغربي.

 

المشاغبون

 

وغداة التصعيد الذي شهده محيط السفارة الاميركية، واعمال الشغب التي طاولت المباني والاملاك الخاصة، افادت معلومات صحافية ان “الاشخاص الذين وصلوا إلى محيط السفارة الأميركية امس خرجوا من مخيمات برج البراجنة وشاتيلا وصبرا ومجموعات انطلقت من أرض جلول إضافة إلى باصات من الشمال ومن الأحزاب اليسارية بمنطقة الجبل”.

 

حزب الله

 

في المواقف،  اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة عقب إجتماعها بيانا اعتبرت فيه ان من حق المقاومة وواجبها أن تتصدى للاعتداءات الصهيونية ومجاهدوها وشهداؤها الابرار هم الضمانة وصمام الامان ولهم منا ولشهيد الاعلام وللشهداء والجرحى المدنيين كل التحية والاكبار.

 

غياب “توتال”

 

من جهة ثانية، لم يشارك ممثلو شركة “توتال” في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم 9. وبحسب ممثلي “توتال” فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل. في المقابل قالت مصادر مطلعة  إن عدم مشاركة ممثلي “توتال” يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.

 

قوة دفع

 

ليس بعيدا، صدر عن هيئة إدارة قطاع البترول – وزارة الطاقة والمياه، البيان الآتي: بانتظار التقرير التقني المفصّل الذي تعدّه “توتال”، والتزاماً بمبادئ الشفافية التي دأبت الوزارة وهيئة ادارة قطاع البترول على اتباعها، يهمّنا أن نبيّن ما يلي: ان اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف، هدف الى الاجابة على سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني: 1- تأكيد او نفي  وجود مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خاصة  بالبحر اللبناني، في طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد. 2- مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة بمثيلاتها في البحر اللبناني، وتأكيد او نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها…. وختم: بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما انها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram