مستشفيات غزة تئن والعالم يتفرج

Whats up

Telegram

آلاف الجرحى في قطاع غزة المحاصر يفترشون أروقة المستشفيات وساحاتها، يئنون بانتظار أن يشغر سرير في أحدها وقد لا يسعفهم الوقت، فمجمل عدد الأسرة في مستشفيات القطاع لا يتجاوز الـ 3400، بينما يبلغ عدد الجرحى أربعة أضعاف هذا الرقم، والمنظومة الصحية في القطاع مهددة بأكملها بالانهيار خلال الساعات القادمة، بسبب تأخر الاستجابة الدولية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الفلسطينيون، ما يعني الحكم بالإعدام على نحو 12 ألف جريح.

منذ بداية عدوانه وضع الاحتلال مستشفيات القطاع في بنك أهدافه، حيث قصف بشكل مباشر مستشفى بيت حانون وهو الوحيد في المدينة، ومستشفى الكرامة في شمال القطاع، ومستشفى الدرة للأطفال شرق غزة بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، وأخرجها من الخدمة، إضافة إلى تضرر 15 مستشفى ومركزاً طبياً جراء القصف، كما استشهد 28 من الكوادر الطبية، وتم إلحاق الضرر بـ 23 سيارة إسعاف وتوقفها عن العمل، الأمر الذي يضع الواقع الصحي في القطاع في حالة بالغة الخطورة، مع الزيادة الكبيرة في أعداد الجرحى.

الاحتلال لم يكتف بقصف عدد من المستشفيات وإخراجها من الخدمة، بل هدد بقية المستشفيات بالقصف وطلب إخلاءها، لكن الكوادر الطبية رفضت تهديدات الاحتلال وواصلت عملها لإنقاذ الأعداد الكبيرة من الجرحى والمرضى، وبعضهم بحالات حرجة وخطيرة وعلى التنفس الاصطناعي، مؤكدين أنهم لن يغادروها لأنه في حال إخلاء المستشفيات ستصبح جميع هذه الحالات عرضة للموت.

مناشدات وزارة الصحة الفلسطينية والكوادر الطبية في قطاع غزة للمنظمات الصحية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل دول العالم بالتدخل الفوري لم تتوقف منذ اليوم الأول للعدوان، لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع، وفتح مستشفيات ميدانية فيه للعمل على إنقاذ الجرحى الذين فاق عددهم القدرة الاستيعابية في المستشفيات في ظل انقطاع الكهرباء وقرب نفاد مخزون المستشفيات من الوقود والنقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم جراء تشديد الاحتلال حصاره ومنعه إدخالها.

مصادر طبية في مستشفى الأورام الوحيد في قطاع غزة أعلنت توقف أجزاء كبيرة من خدماته عن العمل نتيجة نقص الوقود، موضحة أن الجزء المتبقي من هذه الأقسام سيتوقف خلال 48 ساعة على أقصى تقدير، ليصبح جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات، ما يهدد حياة المئات منهم.

وفي ظل العدوان المتواصل تزداد معاناة المصابين بالأمراض المزمنة في القطاع، وخاصة بعد قيام الاحتلال بقطع المياه والكهرباء، الأمر الذي يعرض حياتهم لخطر كبير، ولا سيما مرضى الفشل الكلوي الذين يقارب عددهم الألف مريض، حيث ذكرت مصادر طبية أنه تم تقليص ساعات جلسات الغسيل من 4 ساعات إلى 3 أسبوعياً، بسبب زيادة أعداد المرضى وتكدس حالات الغسيل طوال اليوم.

مأساة أهالي قطاع غزة لا تقتصر على الجرحى، بل تلاحق حتى الشهداء الذين امتلأت ثلاجات المستشفيات بجثامينهم وتلك الثلاجات التي وضعت بالقرب من المستشفيات، بعد أن كانت مخصصة للمواد الغذائية، ونظراً لعدم القدرة على استيعاب الكم الكبير من جثامين الشهداء، تضطر الكوادر الطبية وأسر الشهداء لرص الجثامين إلى بعضها البعض، بعد تعبئتها في أكياس بلاستيكية، دون حتى القيام بأي تجهيزات للدفن، وتحت قصف الاحتلال المتواصل، يتم دفن عشرات الشهداء في مقابر جماعية دون تشييع أو جنازات.

جمعة الجاسم- عاليا عيسى

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram