قلقٌ لدى من بقي من سكّان المناطق الحدودية: غياب الدّولة ولا تواصل مع الباقين في منازلهم

قلقٌ لدى من بقي من سكّان المناطق الحدودية: غياب الدّولة ولا تواصل مع الباقين في منازلهم

Whats up

Telegram

ينتظر سكّان المناطق الحدودية أو من بقي منهم الساعات والأيام المقبلة وسط قلقٍ ممّا ستؤول إليه الأمور ولا سيما بعد أن شهدت المنطقة يوم الأحد اشتباكات غير مسبوقة على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

 
الترقب هو سيد الموقف لدى من بقي في القرى الحدودية، لكن السؤال "أين أجهزة الدولة؟" بحسب ما يسأل أكثر مَن التقتهم "النهار" في الجولة على المنطقة الحدودية ولا سيما في القطاعين الأوسط والغربي. لا حركة في القرى الحدودية وليس فقط المتاخمة للشريط بل القرى التي تبعد عنه، باختصار قرى قضاءَي بنت جبيل ومرجعيون ومعهما قضاء صور تترقّب بعدما نزح غالبيّة السكان منذ أيام عن تلك المنطقة. وحدها سيارات الإسعاف والدفاع المدني تتحرك في بعض القرى. "مسيّرات الحرب تحوم فوق...". صحيح أن لا أحد يتكهّن بما ستؤول إليه الأمور في لبنان لكن كثرة الشائعات تجعل من سكان البلدات الحدودية في قلق دائم، طبعاً نعني من بقي منهم. فقد سرت شائعات قبل الظهر بأن هناك مهلة أعطيت لسكان البلدات حتى الساعة الثانية ظهراً لإخلاء بلداتهم لكن سرعان ما تبيّن أن الشائعة كاذبة وأن الأمر يتعلق بانتهاء الهدنة التي قيل إنها بدأت في فلسطين. المدارس والمؤسات التربوية والتجارية والمحال ومعظم شرايين الحياة تقطعت هنا في هذه المنطقة الحدودية ابتداءً من كفركلا والخيام مروراً بالعديسة وميس الجبل وبنت جبيل وصولاً الى يارين ومروحين وعلما الشعب وحتى الناقورة. عدد قليل من السكان ظلوا في منازلهم لكن هناك من يسأل ماذا تنتظر الحكومة لكي تقدّم لنا خطة للإجلاء أو على الأقل لأخذ الاحتياطات في بلدات ليس فيها ملاجئ.
 
في بلدة عين إبل الشوارع خالية، وبطبيعة الحال المحال أيضاً. قليلة هي السيارات التي بقيت في البلدة. هنا يجلس أحد سكان البلدة ويسأل: "أين الدولة التي لا تسأل عنا ولا تحضر أيّ شيء كأمر استباقي لما قد يحصل؟ وعندما تقع الواقعة تكون الأمور قد تأخرت وتكون المصيبة أكبر". حال هذا الرجل لا تختلف عن صاحب أحد الأفران الذي اشترى الكثير من الأجبان قبل يومين، أحضرها التاجر من مدينة صور وفاتورته تصل الى أربعة آلاف دولار ويسأل: الآن أصبحت ملزماً بدفع ثمنها لكن ماذا أفعل إذا وقعت الحرب وخسرت هذه البضاعة؟ طبعاً إذا أنا بقيت وسلمت". أما في البلدات المجاورة لعين إبل ومنها بلدة رميش فالحال لا تختلف، علماً بأن الحركة في رميش تبدو أكثر من البلدات المجاورة لكنها خفّت بعد يوم الأحد المتوتر الطويل. هنا في وسط البلدة حيث نصب تذكاري للواء فرنسوا الحاج كان يتجمّع عدد من السكان ويرحّبون بالمارين عبر بلدتهم يلقون عليهم التحيّة ويدعونهم الى منازلهم، لكن هذا التجمّع بدا قليل العدد أمس حيث العدد محدود من الشبان الذين يجلسون على الكراسي قبالة بركة الضيعة وهناك من يسأل: "ماذا نفعل، حضر نازحون سوريون الى بلدتنا خوفاً من الحرب ولكن ما المبرّر أن يأتوا الى بلدتنا في هذا التوقيت وأهالي البلدة ينزحون وكيف سيبقون فيها إذا وقعت الحرب؟".
 
أما عن أجهزة الدولة فسؤال في بلدة علما الشعب "ماذا قدّمت الدولة؟" يسأل أحد أبناء البلدة الذي يتواصل مع من بقي فيها ويسألهم عن حاجاتهم وما إن كان لديهم خبز أو من تنقصهم أدوية. العدد قليل جداً في هذه البلدة، بلدة معظم سكانها هم في الأصل مهاجرون ولكن من بقي منهم نزحوا وبقي أقل من خمسين شخصاً في البلدة. البلدة مواجهة للمواقع التي استهدفتها المقاومة أول من أمس وهم يعيشون في قلق أسوة بسائر البلدات المواجهة للمواقع الإسرائيلية، مع العلم بأنه على طول المنطقة الحدودية كل المواقع العسكرية الإسرائيلية تشرف على البلدات وهي بطبيعة الحال على تلال وهذا ما يزيد القلق لدى الأهالي. أما عن الدولة الغائبة فلا مظهر يدل على أنها حاضرة لمواجهة الأسوأ في حال حدوثه، فقط هنا سيارات الإسعاف، سيارات الدفاع المدني التي تستظل خلف هذا المبنى أو ذاك من القصف لتتحرّك عندما يسمح الوقت لإطفاء حريق أو علاج جريح.
 
لكن السؤال: هل هذه الإمكانيات كافية؟ بطبيعة الحال الإجابة كلا. أما الحكومة وما ستقدم عليه فهذا برسم الساعات المقبلة وما ستتمخّض عنه الجلسة التي يُفترض أن تعقد لوضع خطة طوارئ لإجلاء واستقبال النازحين. لكن هدوء أمس عاد وانتكس عصراً مع استهداف بلدات الضهيرة والجبين ورميش.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram