"إسرائيل" أمام الضربة الأخيرة... بداية نهاية الكيان...

Whats up

Telegram

بعد الزلزال الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية في الكيان الصهيوني والذي أصاب العسكر والأمن والسياسة والاستراتيجية والأميركي معاً وأدى بشكل بديهي الى صعوبة معرفة الآثار المباشِرة وغير المباشِرة وأبعاد الحدث الذي اعتُبر غير مسبوق بتاريخ الصراع، بدأت تتكشّف يوماً بعد يوم نقاط ضعف الكيان وداعميه، بحيث لم يُظهِر الحدث فقط فشلاً إسرائيلياً إنما أميركياً أيضاً، ففشل الأول أنه لم يقرأ بشكل صحيح الواقع السياسي ومَن هي القوى التي يمكن أن توجِّه اليه ضربة، بحيث انه كان يَنتظرها من الشمال فأتت من الجنوب، أما فشل الثاني (أي الأميركي) فهو أنه لا يعرف هشاشة الجيش الصهيوني والى أي مستوى وصلت، وعندما وقعت الواقعة وتكشَّف المشهد، حصل الانقسام الداخلي حول توسيع المعركة التي تُشكِّل تهديداً وجودياً للكيان وهذا ما أصبح بحسبان الولايات المتحدة أيضاً لذا قال وزير خارجيتها إن بلاده تقوم بدبلوماسية قوية لمنع توسّع الصراع، من هنا يمكن فهم إرسال حاملة الطائرات الأميركية الى المنطقة والتي غايتها كما زيارته معنوية لإعادة توازن "إسرائيل" وحلفائها.

 

الفشل الصهيوني استمر بردّة فعله المنفعلة ورؤيته غير الواضحة للمشهد، وأخطر ما في الحروب أن لا يكون الهدف السياسي واضحاً، بحيث انه حتى اللحظة لا توجد خطة لديه ولن يستطيع لا الإسرائيلي ولا الأميركي تطبيق خطة من الآن وصاعداً، هذه المرة توجد خطة مقابِلة للمقاومة من أجل التحرير، فكل ما يستطيع العدو فعله يكون من خلال تفوّقه الجوي بارتكاب مجازر وقتل مدنيين وتدمير هائل وحصار، لا خطة عسكرية، لا إعلان عن الوصول الى قادة المقاومة، وهذا الأداء يُعتبر فشلاً على المستوى الإستراتيجي والعسكري، فحتى حكومة الطوارىء يراد منها إظهار مشهد موحَّد غير موجود أصلاً وظهر انقسامه من اللحظات الأولى للمعركة، وبظل الانقسام يصعب تحديد الهدف. فحتى ما يروِّجون له في ما يتعلّق بالاجتياح البرّي لغزة، فكيف يمكن أن يُنفَّذ بظل الإرباك والخوف من فتح جبهات أخرى؟!


رغم كل ما يفعله الصهاينة ومَن معهم يستحيل ترميم ما حصل، ولمعرفتهم بهذه الحقيقة يستمر الإسرائيلي في انفعاله الذي يؤدي الى ارتكاب الأخطاء، فالاستمرار بهذا الشكل يعني أنه يقترب من الخطوط الحمراء التي يؤدي تجاوزها الى مسارات مفتوحة، وخطورة الموضوع بالنسبة له أن هذه الخطوط غير معروفة، فمحور المقاومة لم يحددها بعد، على الرغم من ثبات فكرة أن المقاومة في غزة يجب ألا تُكسَر..

كل هذه الهشاشة الإسرائيلية تَدفع باتجاه سؤال: هل محور المقاومة فعلاً أمام فرصة تاريخية لإزالة "إسرائيل" من الوجود؟

 

الرد على هذا السؤال يحمل إجابتين متطابقتين توصلان الى النتيجة نفسها، لكن الفرق بينهما فرق التوقيت، فالرأي الأول: يَعتبر أن هناك فرصة جدية الآن بتحويل هذه المعركة الى حرب إقليمية نظراً للتضعضع الإسرائيلي والمشهد الدولي والإقليمي الذي تُعتبر ظروفه مهيّأة لهذه اللحظة التاريخية.

 

 

أما الرأي الثاني فيَعتبر أن نتيجة هذه الحرب ستترك تداعيات أكبر وأخطر على الكيان الصهيوني وبالتالي تتوسَّع الفرصة، فبعد هذه المعركة سنكون أمام معطيات تزيد بشكل كبير من هذه الاحتمالية لتصبح الفرصة نهائية وواقعية جداً لكن بأقل أضرار وأكبر نتائج:

 


١- عندما تنتهي المعركة ستبدأ المحاكمات داخل الكيان ولن تكون المؤسسة العسكرية هذه المرة خارج دائرة الاتهام، ما يعني أن الأزمة ستشمل العسكر والأمن والسياسة.

٢ - بمجرد انتهاء الحرب سنرى الهجرة المعاكسة للمستوطنين الصهاينة.

٣- بعد هذه المعركة سيصبح لدى المقاومة خبرة تدريبية بحيث ان المحاكاة تم تَنفيذها واقعياً هذه المرة، ومن المفترض الاستفادة من كل عِبَرها ودروسها والانتقال الى المرحلة التي تليها.

٤- محور المقاومة سيكون وضعه الدولي أقوى بكثير وسيُصبح ضمن بيئة إقليمية وثقة عربية وإسلامية أكبر بكثير.


٥- نحن على مقربة من موعد الإنتخابات الأميركية بحيث بعد فشل بايدن من غير المعروف أي أميركا سنرى؟ وكيف سينتهي المشهد الإنتخابي فيها؟

من هنا فإن المشهد الدولي والإقليمي الآتي قد يكون أهم بكثير مما هو عليه اليوم وبالتالي احتماليات الفرصة تزداد بعد أن يتم أخذ نتيجة المعركة والانتصار الذي سيَتحقّق ويتم وضعه في الرصيد بعد الدخول في زمن الإحتضار الإسرائيلي الذي سبقه الضربة الأخيرة التي وجهتها إليه المقاومة، سيناريو يُذكّرنا بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في وقت سابق إن زوال إسرائيل قد لا يحتاج الى حرب كبرى..

إذاً.. بغض النظر عن التوقيت الدقيق، فإن ما حصل يؤكد بالسياسة والوقائع والمعطيات، أن الصلاة في القدس باتت قريبة جداً، كما وعد السيد نصرالله، وأن كل ما يَحدث من تطورات في هذه المرحلة يُشير الى أننا أمام بداية نهاية الكيان بعد أن انتصر فيها العقل المقاوم، فالمواجهة بين عقل جديد وعقل قديم انتهى وقته ولم يعد يَصلُح لهذا الزمن، فانهيار اسرائيل يعني انهيار للمشروع الأميركي في المنطقة، وهذا الطوفان هو طوفان روح الأمة الذي يُبشِّر بقيامة حقيقية لربيع فلسطين كما أرادته المقاومة.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram