افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 30 آب 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 30 آب 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

عبد اللهيان وهوكشتاين يسبقان لودريان إلى بيروت… والملف الرئاسي ليس على الطاولة
تناغم الحكومة والمقاومة يربك الفرنسيين والأميركيين في مهمة اليونفيل: الحل الوسط أفضل
سلامة يتخلص من الملاحقة القضائية والهيئة الاتهامية ترفع يدها عن الملف بداعي المخاصمة

 

يبدو أن شهر أيلول سوف يكون حافلاً بزيارات الوفود الدولية إلى بيروت، بمقدار ما يبدو أن الملف الرئاسي في حال جمود، فوصول وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت لا يرتبط على الإطلاق بالملف الرئاسي، ومن بعده يصل المستشار الرئاسي الأميركي في شؤون الطاقة عاموس هوكشتاين الذي لعب دور الوسيط في التفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، في مهمة رعاية تنفيذ الاتفاق من جهة واستكشاف فرص الدخول في تفاوض مواز لإنهاء النزاعات على الحدود البرية، ضمن مسعى أميركي لضمان الاستقرار الحدودي، خشية أن يؤدي اي انزلاق الى مواجهة تعرّض الاتفاق البحري للخطر، وربما يؤدي إلى حرب أوسع نطاقاً تخشى منها واشنطن على الكيان الذي لا تعتقد أنه جاهز لتحمل تبعات حرب في ضوء تراجع قدرته على الردع وأوضاعه الداخلية المأزومة. ويبدو أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان هو آخر الواصلين، كما أن الملف الرئاسي هو آخر الملفات.

في نيويورك حيث يدور التفاوض بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وممثلي فرنسا وأميركا حول صيغة مسودة قرار التجديد لقوات اليونفيل، وصل كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول أن القرار الذي سوف يصدر لا يهمّ المقاومة، لأن ما يهمها هو موقف الحكومة اللبنانية، وأن الشعب سوف يتكفل بإسقاط أي قرار لا توافق عليه الحكومة. وبالتالي فان اليونفيل لن تتمكن من تسيير دورية دون أن يرافقها الجيش اللبناني، لأنها سوف تجد الأهالي في مواجهتها، وقد انعكس كلام السيد نصرالله سعياً تفاوضياً من الأميركيين والفرنسيين للبحث عن حل وسط، تحت شعار حل وسط قابل للتطبيق خير من صيغة مرضية لا تبصر النور عملياً، وخلال الساعات الأربع والعشرين الفاصلة عن طرح المسودة على التصويت سوف يتقرّر ما هي حدود التعديلات المقبولة من لبنان التي يمكن للفرنسيين والأميركيين القبول بها، وما إذا كانت فرص الحل الوسط قائمة.

في الشأن المالي القضائي، وبمعزل عن المبررات وصحتها، نجح الحاكم السابق رياض سلامة بالنجاة من الملاحقة القضائية، بعدما قبلت الهيئة الاتهامية في بيروت برفع يدها عن ملف ملاحقته بقبول دعوى مخاصمتها التي أقامها بوجه الهيئة محامو سلامة، وقد تسبب القرار بحال من الإحباط العام في ضوء ما يشهده القضاء من شلل حيث تكوين هيئة اتهامية بديلة يبدو مستعصياً في ظل عدم اكتمال الهيئة العليا لمحكمة التمييز.

وخطف قصر العدل الأضواء مجدداً من تطورات المشهد السياسي والاقتصادي والديبلوماسي، إذ أن قرار الهيئة الاتهامية في بيروت رفع يدها عن متابعة النظر بشأن توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من عدمه، سيُلقي بتداعياته على الملف القضائي المتعلق بالاتهامات الموجهة الى الحاكم السابق وبعض أفراد عائلته والمقربين، ويفتح الباب على احتمالات عدة من بينها تجميد الملف برمّته في ثلاجة الانتظار على غرار قضية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.

وقرّرت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو رفع يدها عن متابعة النظر في شأن توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من عدمه بسبب دعوى المخاصمة التي تقدّم بها وكيله اليوم. وأبلغت قرارها إلى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامة المحامي حافظ زخور، بعد أن انتظرا في دائرة الهيئة الاتهامية لمعرفة نتيجته.

وكانت الهيئة الاتّهامية في بيروت التأمت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضويّة المستشارين جوزف بو سليمان وكريستيل ملكي عند الحادية عشرة من صباح أمس لتقرير وجهة الإجراء الذي ستتّخذه في شأن سلامة. وحضر وكيل سلامة المحامي حافظ زخور وأعلن أن موكله لن يحضر وأنه قدّم دعوى مخاصمة ضد الهيئة الاتهامية في بيروت أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لأن الهيئة الاتهامية قبلت الاستئناف المقدّم من هيئة القضايا ضد ترك سلامة واعتبر أنها بنت قبولها على قرار ضمني لقاضي التحقيق، وأكد أن وكيله لن يحضر اليوم (أمس).

وبهذه الخطوة، وفق ما أشارت مصادر قانونية لـ»البناء» يكون سلامة ضمن عدم توقيفه وأي توجّه لاستدعائه والتحقيق معه، وبالتالي تجميد الملف لكونه بات في عهدة الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي لا تستطيع الالتئام للبت بدعوى مخاصمة الدولة التي رفعها محامي سلامة ضد «اتهامية بيروت»، بسبب غياب النصاب لتعذر تعيين بدلاء عن القضاة المتقاعدين.

وتحدثت معلومات «البناء» عن تدخلات سياسية أدّت الى مخرج قانوني لتجميد أي توجه قضائي لتوقيف سلامة، أشبه بتسوية مؤقتة عبر تجميد الملف إلى أجل غير مسمّى.

وتوقعت أوساط سياسية تصاعد وتيرة السجال السياسي بعد قرار «اتهامية بيروت». إذ حذر تكتل «لبنان القوي» في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، من «المحاولة القائمة لاستخدام القضاء لتمييع ملف التحقيق بالجرائم المالية»، معتبراً أن «النيابة العامة التمييزية هي المرجع المسؤول عن القيام بهذا التحقيق على غرار ما حصل في ملف التحقيق مع رياض سلامة، وكل تهرّب من هذه الإجراءات يحمل صاحبه مسؤولية التقاعس والمشاركة بالجرم».

ودعا التكتل «حاكمية مصرف لبنان الى أن تقدّم طوعاً كامل البيانات التي طالب بها التقرير الأولي الصادر عن شركة ألفاريز ومرسال بشأن التدقيق الجنائي والتي كان الحاكم المتهم قد امتنع عن تزويد الشركة بها، وأن يصار الى استكمال التدقيق الجنائي بهدف صدور التقرير النهائي عنه لكي تُبنى على أساسه كيفية استكمال التحقيقات وإجراء التدقيق الجنائي في المؤسسات والإدارات المعنية».

وفي مجال آخر، اعتبر أن «انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق سيادي من مسؤولية مجلس النواب»، لافتاً الى أنه «ينطلق من هذا المبدأ في حواره المتعدد الجوانب مع الكتل النيابية كافة».

وأشار التكتل الى أنه «أبلغ الموفد الرئاسي لودريان بموقفه الذي يتلخّص بأن يكون أي حوار حول الرئاسة بين اللبنانيين محصوراً بأجندة محددة بالبرنامج الرئاسي (الأولويات الرئاسية) وبمواصفات الرئيس واسمه وبمدة زمنية محدودة جداً تنتهي اما بانتخاب المرشح المتفق عليه وإلا الاستمرار بعقد جلسات متتالية يدعو إليها رئيس المجلس إلى أن يتم إنتخاب رئيس للجمهورية».

وقبيل أسبوعين من زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان لاستئناف لقاءاته حول مسعاه الرئاسي، يصل اليوم الموفد الأميركي اموس هوكستاين الى بيروت في زيارة تتعلق ببدء أعمال التنقيب في البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، وسط معلومات تتحدث عن أنه سيقترح ترسيماً برياً بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي. إلا أن مصادر في فريق المقاومة أكدت لـ»البناء» على ما سبق وأعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله برفض الحديث عن ترسيم حدود برية مع الاحتلال الإسرائيلي لكون الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة مرسمة ومحددة ولا تحتاج الى أي ترسيم جديد، ويستند لبنان الى اتفاقيات ووثائق دولية تثبت حدوده، ومع التأكيد على استعداد لبنان للتفاوض على النقاط المتحفظ عنها والتي تشكل خرقاً إسرائيلياً فاضحاً للسيادة اللبنانية.

وبالتزامن يصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان الى لبنان، حيث أعلن السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه على جدول أعمال عبد اللهيان «محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين حول موضوعات ذات اهتمام مشترك». ولفت أماني الى أن «هذه الزيارة تعكس السياسة الإيرانية ودورها البنّاء الداعم لاستقرار لبنان وازدهاره».

وعلمت «البناء» أن عبد اللهيان سينقل للمسؤولين اللبنانيين أجواء ونتائج زيارته الى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتطور العلاقات الايرانية – السعودية وتداعياتها الايجابية على المنطقة ومن ضمنها لبنان وضرورة تلقفها في إيجاد مخارج للأزمات، في مقابل تصاعد وتيرة التصعيد الأميركي الأمني والعسكري في سورية».

في غضون ذلك، يواصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك قبيل صدور قرار التجديد لليونفيل في 31 الحالي في مجلس الأمن.

وأشارت أوساط حكومية مطلعة الى أن «المسودة المتداولة لقرار مجلس الأمن حول التجديد لقوات اليونفيل تتضمن طلبات من قبل لبنان، وحصل توافق على تعديل النص الأولي بناء لاتصالات فرنسية لأنها هي حاملة القلم».

وفق التسرببات فقد دانت مسودة قرار مجلس الأمن حول التجديد لقوات «اليونفيل» في إحدى فقراتها «بأشد العبارات جميع المحاولات لتقييد حرية حركة أفراد اليونفيل، وجميع أعمال المضايقة والترهيب وجميع الهجمات ضد حفظة السلام».

وشددت المسودة على أنه «يجب على جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها باحترام سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وجميع موظفي الأمم المتحدة». وحثت السلطات اللبنانية على تزويد اليونفيل بسرعة بالمزيد من التحديثات حول الإجراءات المتخذة والانتهاء من التحقيقات في هذه المسائل، ويحيط علماً بإصدار لائحة اتهام في 1 حزيران من قبل قاضي التحقيق العسكري في ما يتعلق بمقتل أحد جنود حفظ السلام وإصابة ثلاثة جنود حفظ سلام آخرين في الهجوم المميت على قافلة اليونفيل بالقرب من العقيبية في 14 كانون الأول 2022».

وعلى وقع المحاولات الأميركية للإبقاء على التعديل الذي حصل في العام الماضي وانتزاع مكاسب إضافية أمنية لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي، وجّه وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يواف غالانت كلمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس، أشار فيها إلى أنّ «احتمال التصعيد على الحدود الشمالية يتزايد بعد الانتهاك الصارخ في سيادة لبنان»، معتبرًا أنّ «إيران تدفع حزب الله إلى التحرك»، وفق ما نقلت عنه إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ووضعت مصادر دبلوماسية لبنانية هذا التهديد في إطار الضغط على الأمم المتحدة والحرب النفسية على الوفد اللبناني في نيويورك لدفعه للتراجع عن موقفه الرافض لتوسيع صلاحية اليونفيل. مشيرة لـ»البناء» الى أهمية ثبات الموقف اللبناني برفض فقرات من مسودة القرار، ما يجهض أي محاولة أميركية لتمرير فخاخ جديدة في متن القرار. كما دعت الوفد اللبناني الى التلويح برفض لبنان قرار التمديد لقوات اليونفيل بحال أصرّت واشنطن على شروطها، لكون القوات الدولية تأتي بطلب من الحكومة.

وحذر عضو هيئة الرئاسة في «حركة أمل» النائب قبلان قبلان، من «الغزو الأميركي والإسرائيلي الاقتصادي الثقافي والفكري ومحاولة محاربتنا من خلال تدمير المجتمع من خلال آفة المخدرات وحمل السلاح غير المنظم».

واستعرض قبلان خلال احتفال لحركة أمل «الوضع السياسي الداخلي ومعضلة انتخاب رئيس للجمهورية وتضييع الفرص وعدم قبول بعض الأطراف بالحلول الداخلية والخارجية ورفض الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري والتعنت والعناد من هذه الأطراف دون أي تحرك لحل هذه المشكلة، كما النفخ بأتون الطائفية والخطاب التحريضي والتقسيمي».

***********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

تسوية فرنسية لقرار التجديد لليونيفل: حرية الحركة وتنسيق مع «الحكومة»
إقرار باحتلال خراج الماري ومطالبة بحماية عناصر القوات الدولية

 

مساء أمس، خيّم «ارتياح نسبي» في بيروت بعد التعديلات التي أدخلتها باريس على مسوّدة قرار التجديد للقوات الدولية، والتي كُتبت بالحبر الأزرق، ما يعني إحالتها إلى مجلس الأمن للتصويت عليها خلال الساعات المقبلة.

عملياً، خاض لبنان في الأيام القليلة الماضية معركة دبلوماسية، عمل خلالها بطريقة مشابهة للأسلوب الذي اعتمده عشية ترسيم الحدود البحرية خريفَ العام الماضي، إذ كان التنسيق تاماً بين الحكومة ممثّلة برئيسها نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والرئيس نبيه بري وحزب الله، بمشاركة قيادة الجيش اللبناني.

وبحسب مصادر مطّلعة، فإن القرار المتوقّع صدوره في مجلس الأمن غداً لم يسقط السطور التي تعطي القوة الدولية حرية الحركة في مناطق انتشارها، لكنه يتضمّن تسوية مع لبنان بالتأكيد على «التنسيق» بين القوات الدولية و«الحكومة اللبنانية»، رغم أن الوضوح كان يقتضي الإشارة مباشرة إلى أن الحركة يجب أن تكون منسّقة مسبقاً مع الجيش اللبناني. و«التنسيق مع الحكومة اللبنانية» يريح قيادة القوات الدولية الموجودة على الأرض، والتي تخشى إلزامها بخطوات عملانية تؤدي إلى مواجهة مع سكان القرى الجنوبية، وتالياً مع المقاومة.

أضف إلى ذلك أن العدو وعدداً من الدول والأطراف يدركون تماماً أن القرار لن يُقرّش ضمن المخطط الغربي الهادف إلى استخدام القوات الدولية في الجنوب لوقف تطور عمل المقاومة في مناطق جنوب نهر الليطاني. وقد سمع دبلوماسيون كبار في بيروت، بوضوح، أن أي تصرف مشبوه من القوات الدولية، استناداً إلى القرار سيواجه بغضب كبير من أهالي القرى الجنوبية.

وفي انتظار عودة الوفد اللبناني لجلاء الصورة بشكل كامل، تجمّعت معطيات «مقلقة» عن طبيعة المفاوضات التي جرت في نيويورك خلال تواجد وزير الخارجية والوفد المرافق الذي ضم العميد منير شحادة ممثلاً للجيش وزياد ميقاتي ممثلاً لرئيس الحكومة ومندوبة لبنان في الأمم المتحدة جان مراد، إذ يبدو أن الأمور لم تسر كما كان مفترضاً.

وكان لافتاً أن مندوبي الدول الداعمة للمطالب اللبنانية طالبوا بوضوح لبناني تام، فيما عمل الجانبان الأميركي والبريطاني على ممارسة التهويل على الوفد اللبناني والتهديد بعواقب معاندة قرارات المجتمع الدولي. ووصل الأمر بالمندوب البريطاني، الأكثر وقاحة في الدفاع عن العدو، إلى التهديد بأن رفض لبنان الصيغة الأولى، سيدفع مجلس الأمن إلى استصدار قرار يعتبر فيه أن لبنان «مخطوف من قبل منظمة إرهابية هي حزب الله»، والدعوة إلى معاقبة الحكومة اللبنانية على عدة مستويات. لكن وصل إلى هؤلاء كلام يفيد بأن لبنان ليس في وضع ضعيف يضطره للقبول ببقاء النص كما صدر العام الماضي.

 

مفاوضات بيروت وطلبات لبنان

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الاتصالات الأساسية كانت تجري في بيروت أيضاً مع ممثلين عن دول أعضاء في مجلس الأمن، وقد تضمّنت تبادلاً للأوراق في الوقت الذي كان الفريق اللبناني في الأمم المتحدة يشدد على مطالب لبنان، والتي يمكن اختصارها بأربع نقاط:

- محاولة منع مجلس الأمن من إيراد فقرات حول الوضع السياسي الداخلي اللبناني لجهة عدم حصول انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الدول الأساسية في مجلس الأمن أصرّت على موقفها، معتبرة أن للوضع الداخلي اللبناني تأثيره المباشر على عمل القوات الدولية في الجنوب.

- طلب لبنان استبدال تسمية الجزء الشمالي من قرية الغجر بـ«خراج بلدة الماري»، والتشديد على وجوب خروج قوات الاحتلال الإسرائيلي منها.

- التأكيد على أن تحركات القوات الدولية في الجنوب يجب أن تتم بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، وألا يكون للقوات الدولية أي حق في العمل بصورة مستقلة.

- التأكيد على أن تحديد الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة لم يكن في سياق مفاوضات لبنانية - إسرائيلية مباشرة، بل تم عبر وساطة قادتها الولايات المتحدة الأميركية.

وبعد أيام من الأخذ والرد، ورفع العدو من مستوى الضغوط على المعنيين في الأمم المتحدة، وتهديد الولايات المتحدة وبريطانيا لبنان بعواقب إن لم يوافق على قرار التجديد كما يرغبون به، عاد الجانب الفرنسي وأمّن التوصل إلى صيغة تفرض على العدو وحلفائه الأخذ بالمطالب اللبنانية، واعتماد صياغة تتيح للجميع الخروج من المعركة بصيغة «رابح – رابح».

 

المسوّدة الأخيرة

وأمس، سلّمت فرنسا لبنان والدول الأعضاء في مجلس الأمن نسخة عن مسوّدتها الأخيرة قبل كتابتها بالحبر الأزرق كصيغة رسمية تُحال فوراً إلى مجلس الأمن للتصويت عليها، آخذة في الاعتبار الاتفاقية الموقّعة بين لبنان والأمم المتحدة المعروفة باسم «صوفا».

المسوّدة كرّرت ما ورد في العام الماضي لناحية أن قوات اليونيفل «لا تحتاج إلى إذن مسبق للقيام بالمهام المنوطة بها»، وأنه مسموح لها «إجراء عملياتها بشكل مستقل»، لكن تمت إضافة عبارة تتحدث عن التقدير لـ«مواصلة استمرارها في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وفقاً لاتفاقية صوفا». وكرّرت المسوّدة المطالبة بإدانة كل عمل يؤدي إلى منع القوات الدولية من الوصول «الفوري والكامل إلى المواقع التي طلبتها اليونيفل لغرض التحقيق السريع، بما في ذلك جميع المواقع ذات الأهمية، وجميع المواقع ذات الصلة شمال الخط الأزرق المتعلقة باكتشاف الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق والتي أبلغت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن انتهاكها للقرار 1701».

وتتضمّن المسوّدة إعراب مجلس الأمن عن «القلق إزاء استمرار الوجود الإسرائيلي في احتلال شمال قرية الغجر والمنطقة المتاخمة لها شمال الخط الأزرق في أطراف بلدة الماري، والذي يمثل انتهاكاً مستمراً للقرار 1701، ودعوة إسرائيل لتسريع انسحاب جيشها من تلك المنطقة». ورحّبت بنجاح المفاوضات اللبنانية التي جرت بوساطة مع إسرائيل من أجل ترسيم الحدود البحرية على جانبَي الحدود. ودعت المسوّدة إلى «توثيق التعاون بين الأطراف، في ما يتعلق بالدوريات المنسّقة والمجاورة، والتزام السلطات اللبنانية بحماية تحركات قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ووصولها». كما طالبت المسوّدة لبنان بإنهاء سريع للتحقيقات التي بدأها بما يتعلق بجميع الهجمات ضد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وأفرادها، ولا سيما الحوادث التي وقعت في منطقة عمليات اليونيفل.

 

«اليونيفل» قلقة من مواقف نصرالله

سادت قيادة القوات الدولية في الناقورة أمس، أجواء من القلق إثر تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أول من أمس. ووفق مصادر مطّلعة، اهتم كبار ضباط القيادة بحسم نصرالله بأن الصلاحيات التي ستُعطى لليونيفل هذا العام ستبقى حبراً على ورق كما بقي بند حرية الحركة الذي أُقر العام الماضي. واستعاد الضباط الكبار لائحة طويلة من الإشكالات التي وقعت بين الأهالي ووحدات اليونيفل.

وخلال حفل غداء أقامته قيادة جنوبي الليطاني في الجيش على شرف قائد اليونيفل الجنرال آرولدو لاثارو أمس في ثكنة صور، كان الخطاب الأممي مختلفاً، إذ أكّد لاثارو على التنسيق مع الجيش كما ينص القرار 1701. وبحسب المصادر، اختلف ضباط القوات الدولية حول تداعيات «تكريس يونيفل قوية تطوّر عملها باستقلالية عن الجيش اللبناني» كما قالت مندوبة أميركا في مجلس الأمن، إذ يتخوّف الضباط من ردود فعل شعبية غاضبة ضد وحداتهم.

***********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

حراك أميركي وإيراني يلامس الرئاسة.. و"مخاصمة" سلامة قد تشلّ القضاء

في انتظارعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الشهر المقبل، بدأت الحركة الديبلوماسية تنشط في اتجاه لبنان مجدداً، بما يوحي انّ وتيرة الاهتمام بالأزمة اللبنانية عادت إلى الارتفاع، خصوصاً انّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، اكّد امس الاول انّ البلاد ستدخل مع شهر ايلول «مرحلة مهمّة جداً زمنياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي». وسيستقبل لبنان اليوم كلاً من وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، والوسيط الاميركي في الاتفاق الذي حصل على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، وكلاهما ستلامس محادثاته بنحو او بآخر ملف رئاسة الجمهورية، إلى جانب مواضيع أخرى لا تقلّ اهمية عنه.

على مشارف ايلول وما يمكن ان يحمله من حراك سياسي مع عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لمعرفة تصوّره حول عقد اجتماع او حوار حول الملف الرئاسي، بعد ان يكون قد جوجل افكار واجوبة من راسلهم ، سبقته حماوة الملفات التي ستزخم ابتداءً من اليوم، مع زيارتين متزامنتين وفي غاية الأهمية لكل من عبداللهيان وهوكشتاين، مروراً بالكلمة المرتقبة لرئيس مجلس النواب نبيه بري عصرغد الخميس في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وما ستحمله من مواقف وإشارات سياسية…

واكّدت مصادر سياسية مطلعة من كثب على الاتصالات القائمة حول الأزمة الرئاسية لـ«الجمهورية»، أن لا علاقة لزيارتي عبداللهيان وهوكشتاين بالملف الرئاسي، ولن تُحدثا أي خرق، فلكل مسؤول ومن موقعه هدف لهذه الزيارة، ومثلما سيحضران سيغادران مع صفر تقدّم.

وأشارت المصادر، إلى انّ لبنان سمع من الإعلام الفرنسي موعد عودة لودريان في 17 من الجاري، لكنه لم يتبلّغ عبر القنوات الرسمية بعد بهذا الموعد. متوقعة الاّ تكون مهمّته هذه المرة مغايرة عن سابقاتها، اي ستظل محفوفة باللا استجابة وعدم التسهيل.

والى ذلك، أبلغت اوساط سياسية مطّلعة إلى «الجمهورية»، انّ المؤشرات الراهنة توحي انّ حظوظ نجاح مهمّة لودريان باتت ضئيلة جداً، حتى قبل أن يصل، بعد إصرار بعض القوى على رفض مبدأ الحوار الذي يشكّل عصب الطرح الفرنسي، بمعزل عن الشكل الذي يمكن أن يتخذه الحوار المفترض حول مواصفات رئيس الجمهورية وأولوياته.

وفي هذا السياق، قال تكتل «لبنان القوي» بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل امس، انّه «أبلغ إلى الموفد الرئاسي لودريان موقفه الذي يتلخّص بأن يكون أي حوار حول الرئاسة بين اللبنانيين محصوراً بأجندة محدّدة بالبرنامج الرئاسي (الأولويات الرئاسية) وبمواصفات الرئيس واسمه وبمدة زمنية محدودة جدّاً، تنتهي إما بانتخاب المرشح المتفق عليه، والاّ الاستمرار بعقد جلسات متتالية يدعو إليها رئيس المجلس الى ان يتمّ إنتخاب رئيس للجمهورية».

 

عبد اللهيان

وفي هذه الأجواء، يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى لبنان اليوم، في زيارة لم تكن مبرمجة قبل ما انتهت اليه محادثاته الأخيرة في الرياض مع أركان القيادة السعودية، ولا سيما منهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حيث حضر خلالها ملف لبنان بكثير من تفاصيله، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي ودور ايران في هذا الصدد.

وإذ اكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ محادثات عبداللهيان في بيروت، تكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحلة على مستوى كل الملفات المطروحة في لبنان والمنطقة. ولم تتجاهل مصادر ديبلوماسية تابعت التحضيرات التي سبقت الزيارة، نتائج اللقاءات التي كان عبداللهيان عقدها مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الأسبوع الأخير من تموز الماضي، بعد أيام قليلة على اجتماع «لقاء الدوحة الخماسي» في السابع عشر من الشهر عينه. حيث طُرحت مختلف الملفات التي تعني لبنان والمنطقة ومصير المفاوضات مع مجموعة الـ (5 +1) حول الملف النووي الايراني.

ويُنتظر ان يلتقي عبداللهيان اليوم كلاً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونظيره عبدالله بوحبيب، في حال عاد إلى بيروت قبل وصوله، وسيطلعهما على نتائج هذه المفاوضات والجديد المتصل بالعلاقات الايرانية ـ السعودية وانعكاساتها على لبنان. كذلك سيكون له لقاء تقليدي مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله للبحث في آخر الملفات التي تعني ايران و«حزب الله»، من ضمن الاستراتيجية الواحدة المعتمدة في مختلف الملفات الداخلية والاقليمية والدولية.

وكتب السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني عبر منصّة «إكس»، انّ على جدول اعمال عبداللهيان «محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين حول موضوعات ذات إهتمام مشترك». واكّد انّ «هذه الزيارة تعكس السياسة الإيرانية ودورها البنّاء الداعم لاستقرار لبنان وازدهاره».

 

وهوكشتاين

على خط آخر، يصل إلى بيروت اليوم كبير خبراء شؤون الطاقة في الادارة الاميركية، الذي كان مكلّفاً بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، وذلك في زيارة تأتي على وقع بدء الحفر في البلوك رقم 9، واشتداد التجاذب حول دور قوات حفظ السلام الدولية («اليونيفيل») وصلاحياتها في الجنوب.

وفي معلومات لـ«الجمهورية»، انّ زيارة هوكشتاين ليست مفاجئة ومتفق عليها منذ الاعلان عن وصول منصّة الحفر تزامناً مع بدء التنقيب. واستبعدت مصادر متابعة للملف ان يكون مهندس الترسيم البحري قد انطلق بمهمّة جديدة جدّياً وهي الترسيم البري او تثبيت الحدود اللبنانية. وقالت لـ«الجمهورية»: «ربما سنسمع من هوكشتاين طرحاً لتخفيف التوتر تمهيداً لحل هذا الخلاف، لكن هذا الامر سيحتاج حتماً الى وقت ولن يكون سهلاً». واضافت: «لبنان ليس في حاجة الى ترسيم بري، لأنّ ترسيم الخط الدولي منجز منذ العام 1923، وقد جرت لاحقاً عملية تبادل او swap لبعض الاراضي المتداخلة مع فلسطين المحتلة، والتي عبثت بها اسرائيل عندما دخلت الأراضي اللبنانية واحتلتها، اما ما نريده الآن فهو تثبيت حدودنا عند النقاط الـ13 المتحفظين عنها، والممتدة من الوزاني الى الناقورة». ونفت المصادر ان يكون لبنان قد تبلّغ أي مهمّة جديدة لهوكشتاين «وسننتظر لنرَى ما إذا كان يحمل طرحاً ما». وأشارت الى «انّ اسرائيل هي من تستعجل حالياً حل إشكالات الخط الازرق لانّها تريد الاستقرار على كل حدودها مواكبة لعملية استخراج النفط والغاز بعيداً من المخاطر. ولهذا الامر مصلحة اميركية كذلك بالطبع».

على انّ زيارة هوكشتاين تأتي بدعوة من ثلاثي «كونسورتيوم التنقيب عن النفط والغاز» في المياه اللبنانية، الذي يضمّ كلاً من «توتال إنيرجيز» الفرنسية، «إيني» الإيطالية و»قطر للطاقة»، وذلك بعد أيام على بدء شركة «توتال» عمليات التنقيب عن الثروة النفطية في البلوك الرقم 9، والتحضيرات الجارية للقيام بمهمّة تتصل بالمسوح الاستكشافية في البلوك الرقم 8، وهو سيقوم بزيارة تفقدية للمنّصة العائمة في البحر، يرافقه وزير الطاقة وليد فياض ومسؤولو «توتال» والشركة المكلّفة عملية الاستكشاف.

وعُلم انّ هوكشتاين سيلتقي اليوم كلاً من بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وميقاتي في السرايا الحكومي.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ زيارة هوكشتاين لا علاقة لها بما يجري من ترتيبات على الحدود البرية الجنوبية، بعد الإشكالات التي حصلت إثر ضمّ اسرائيل للجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر والخيمة التي اقامها «حزب الله» على الحدود في مزارع شبعا المحتلة، والمشاورات الجارية في مجلس الأمن لتجديد انتداب قوة «اليونيفيل» لسنة جديدة بدءاً من بعد غد الاول من أيلول، وذلك لأنّ الملف هو في عهدة مسؤولين اميركيين آخرين ولا علاقة لهوكشتاين به.

 

النزوح الجديد

على الصعيد الحكومي، باشرت الحكومة إجراءات خاصة تتصل بتدفق النازحين السوريين بموجات جديدة في اتجاه لبنان نتيجة تدهور الأوضاع الإقتصادية في بلادهم وما استدرجه زحف الآلاف منهم إلى لبنان عبر طرق غير شرعية يومياً، فدعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى اجتماع طارئ امس في السرايا، ضمّه إلى كل من وزيرالمهجرين عصام شرف الدين، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، ولوحظ غياب وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار بعد استبعاده عن هذا الملف على الرغم من أنّه المسؤول عن جوانب عدة من أزمة النازحين السوريين، والتي لا علاقة لها بوزارة المهجرين وصلاحياته، بعدما استحضره ميقاتي أخيراً وبنحو طارئ، بسبب الخلاف بينه ووزراء «التيار الوطني الحر» الذين يقاطعون عمل مجلس الوزراء مجتمعاً وليس العمل الحكومي اليومي.

وقال الوزير شرف الدين: «انّ النزوح السوري الجديد الحاصل منذ ثلاثة أسابيع يشكّل ظاهرة خطيرة جداً، لأنّ النازحين يدخلون من معابر غير شرعية». ولفت الى انّ الحديث عن تناول «آلية لردع هذا الأمر بطريقة مدروسة، من مراقبة الحدود والتنسيق مع الهيئات المسؤولة في سوريا والتعميم على مراكز الجيش والمخابرات والأمن العام، ليصار الى التنسيق مع القائمقامين والبلديات لتحمّل مسؤولية أي شخص يستضيف أحداً من النازحين غير الشرعيين».

وكشف شرف الدين عن «فرض عقوبات. وهذا الموضوع قيد الدرس. وتمّ الاتفاق على الاتصال بسوريا أيضاً على أعلى مستوى، وبما أنّ الموضوع أمني فأنّ اللواء البيسري يتولّى إجراء هذه الاتصالات».

 

القضاء «خارج الخدمة»

وعلى الصعيد القضائي، بعد دعوى مخاصمة الدولة التي تقدّم بها وكلاء حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، علمت «الجمهورية» انّ القضاء المختص يدرس إمكانية تعيين محكمة اتهامية اخرى، تجنّباً لتجميد ملف سلامة، لأنّ دعوى المخاصمة توقِفُ حكماً الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ماهر شعيتو عن استكمال التحقيقات. علماً انّ وكيل سلامة كشف انّه سيرفع دعوى مخاصمة في حق كل هيئة اتهامية تتناوب على ملف سلامة...

اما البتّ بدعوى المخاصمة في حق اي هيئة اتهامية فهو يحتاج إلى تعيين قضاة لاستكمال ملء الفراغات في الهيئة العامة لمجلس القضاء الاعلى للبت والفصل في هذه الدعاوى. علماً انّ دعاوى المخاصمة تتوالى، بدأت بالقاضي طارق بيطار مروراً بالقاضي شربل ابو سمرا وصولاً الى قضاة الهيئة الاتهامية الحالية برئاسة القاضي شعيتو، الامر الذي يستدعي وفق مراجع قضائية رفيعة، الإسراع في استكمال التعيينات في الهيئة العامة لمحاكم التمييز، منعاً من ان يصبح القضاء «خارج الخدمة «بسبب النزاعات والتجاذبات السياسية والمصالح الشخصية والحسابات القضائية لبعض الأطراف المعنية.

**********************************

افتتاحية صحيفة الديار:

هوكشتاين وعبد اللهيان في بيروت اليوم... مجلس الامن يجدّد غداً لـ«اليونيفيل»
اللامركزية المالية عثرة بين حزب الله وباسيل والهيئة الاتهامية ترفع يدها عن ملف سلامه

ستكثر زيارات المسؤولين الدوليين الى لبنان في هذه الفترة، بهدف المساعدة في حل أزماته وما أكثرها، لكن من دون ان نترّقب الكثير من الايجابية، في ظل تفاقم الانقسامات الداخلية، مما يعني ان بصيص الامل المنتظر سيكون صعب المنال، اذ لا شيء يطمئن ويبشّر بالخير، لانّ التناحر قائم على الرغم من كل التداعيات ومهما عظمت وتكاثرت، فأهل السلطة غير آبهين بكل ما يجري في البلد، فقط يستعينون بسياسة الترقيع التي إعتادوا عليها في كل الملفات.

واليوم يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وافيد بأنّ لقاءاته ستبحث استكمال ترسيم حدوده البرية، والنقاط المتنازع عليها مع «اسرائيل». كما ستنطلق من ثلاث أولويات، تتمثّل بمتابعة أعمال التنقيب التي باشرت بها شركة توتال الفرنسية في البلوك 9، وإمكانية انتقال أعمال الحفر إلى البلوكين 8 و10 وتلزيم أعمال الحفر لإحدى الشركتين القطرية أو الإيطالية باعتبارهما الفائزتان بأعمال التنقيب إلى جانب توتال، وذلك من خلال استمرار التنقيب، كما سيبحث المبعوث الاميركي الوضع في الجنوب والإتفاق على التمديد لليونيفيل، وانتزاع وعد رسمي بمنع تكرار ما حصل معهم قبل أشهر.

كما يصل اليوم وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت، وعلى جدول أعماله محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، حول موضوعات ذات إهتمام مشترك، بحسب ما كتب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني عبر منصة «إكس».

 

ماكرون و«التكويعة» الفرنسية في إتجاه الوسطية

وفي إطار الحراك الدولي، ينتظر لبنان قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في منتصف ايلول المقبل، واليوم سرت معلومات عن إمكانية قدومه قبل ذلك وتحديداً في 11 ايلول للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، وفي المقابل لم تردّ الكتل المسيحية وبعض النواب التغييريين والمستقلين بعد، على رسالة لودريان التي تضمّنت سؤالين عن الملف الرئاسي، بالتزامن مع موقف مغاير أطلقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه، إعتبره البعض بمثابة «تكويعة» سياسية في المقاربة الباريسية للملف اللبناني الرئاسي، اذ تضمّن كلامه إدانة لأنشطة تقوم بزعزعة الاستقرار الإقليمي في السنوات الأخيرة، كما طالب طهران بتوضيح سياستها في المنطقة، إضافة الى غيرها من التدخلات الاقليمية.

 

هل ستحمل زيارة لودريان خيارات جديدة؟

الى ذلك املت مصادر نيابية معارضة خلال حديث لـ«الديار» بأن يحمل هذا الموقف الفرنسي المغاير إتجاهاً نحو الوسطية في الملف الرئاسي اللبناني، بعد ان تأكدت بأنّ طرحها السابق لم ينجح، وبأنها تكاد تخسر العلاقة الجيدة مع بعض الاطراف المسيحيين، لانها إتجهت تحو خيار مختلف عن سياستها السابقة، وبالتالي سيكون مصير مهمة موفدها الفشل، لانه يسير على خط واحد، فيما المطلوب الاتجاه الوسطي لان لبنان قائم على التوازنات في شتى الامور والقضايا، ولا ينفع ان يكون الحل ضمن عنوان «غالب ومغلوب»، وكشفت المصادر المذكورة عن أخبار تتردّد بأنّ زيارة لودريان قد تحمل بعض الايجابية، لانّ في جعبته بعض الأسماء الجديدة للرئاسة، مع تشديده على جمع كل الاطراف حول طاولة المشاورات، بهدف قبولهم المشاركة للاستماع الى جديده.

 

التجديد غداً لـ«اليونيفيل»

في نيويورك يصوّت مجلس الأمن غداً الخميس على قرار التمديد لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان، وأفيد بأن الوزير عبدالله بوحبيب التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، لشرح موقف لبنان من المشروع المرتقب حول تجديد ولاية «اليونيفيل»، في ظل سؤال عن مدى تمسّك مجلس الامن بحرّية تحرّك هذه القوات العاملة في الجنوب. وعلم وفق مصادر وزارية، بأنّ المسودّة المتداولة لقرار مجلس الامن حول التجديد، تتضمن طلبات من قبل لبنان، وقد حصل توافق على تعديل النص الأولي بناءً لاتصالات فرنسية.

وتعكس المسودة تعديلات كبيرة تم التشديد عليها من قبل الحكومة اللبنانية، من ضمنها أن يلتزم «اليونيفيل» بمتابعة التنسيق مع حكومة لبنان، وفقاً لإتفاقية (SOFA). وأكدت المسودة على أن «اليونيفيل» لا تحتاج إلى موافقة مسبقة لأداء مهامها وفقًا لما يُنص عليه مجلس الأمن، ومع ذلك يجب أن تُجري عملياتها بشكل مستقل، مع الاستمرار في التنسيق مع حكومة لبنان، بالاضافة الى ذلك، تُدين المسودة بأشد العبارات أي محاولات لتقييد حركة موظفي» اليونيفيل».

ومن النقاط المهمة أيضا دعوة صريحة لحكومة «إسرائيل» لتسريع انسحاب جيشها من الغجر الشمالية والمنطقة المجاورة شمال الخط الأزرق، على وجه التحديد أطراف بلدة الماري. وتنص المسودة على تنسيق هذا الانسحاب من دون تأخير إضافي وبالتعاون مع» اليونيفيل»، ويعتبر استعمال تعبير «أطراف بلدة الماري» أمرا أساسيا، كان قد سبق وضغط لبنان من أجله لتأكيد سيادته على القسم الشمالي من قرية الغجر.

 

حوار حزب الله – باسيل والعثرات

وعلى خط الحوار بين حزب الله ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فهو يسير بهدوء اذ تخرقه بعض العثرات، ابرزها اللامركزية المالية فيما اللامركزية الادارية في طريقها الى التفاهم، ورئيس “التيار” يريدها عميقة كي تكون معززة بصلاحيات مالية موسّعة، إضافة الى الصندوق الذي يحوي عقبات كثيرة أبرزها إنتزاعه العديد من صلاحيات وزارة المال، الامر الذي يرفضه الثنائي الشيعي، مما يعني انّ الحوار بين الطرفين يسير على دروب وعرة لغاية اليوم، وليس هنالك من انفراجات لانّ مطالب باسيل تعجيزية، وفق ما تصفها مجمل الاطراف وليس الحلفاء فقط.

 

جبهة معارضة مسيحية – اسلامية قيد التحضير

وعلى خط مغاير، علمت «الديار» عن اجتماعات تعقد كل ثلاثاء وجمعة وتضم الاحزاب المسيحية المعارضة وكتلة «تجدّد» وبعض النواب التغييريين والمستقلين بهدف تشكيل جبهة معارضة مسيحية – اسلامية مرتقبة، ويشارك فيها ممثل عن «التيار الوطني الحر»، وافيد بأنّ مرشحها الى الرئاسة ما زال الوزير السابق جهاد أزعور، طالما يصّر الفريق الاخر على دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة.

 

ملف سلامه

قضائياً، قررت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو، رفع يدها عن متابعة النظر في شأن توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامه من عدمه، بسبب دعوى المخاصمة التي تقدم بها وكيله امس، وقد أبلغت قرارها الى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامه المحامي حافظ زخور.

 

أين داتا النازحين؟

وعلى خط ملف النازحين، لم يتسلّم لبنان الداتا من الـunhcr. وافيد بأنّ الأمن العام يعمل على إنجاز آلية لضمان سرّية البيانات، تتوافق مع المعايير الدولية لكنها لم تنته بعد وذلك وفقاً للإتفاق الذي وُقّع بين لبنان والـunhcr في 8 آب الجاري، والذي قضى بالموافقة على تسليم لبنان الداتا بعد إنجاز الإجراءات التقنية والعملية.

*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

تجاوز قطوع التمديد«لليونيفيل».. وتجاذب إيراني - فرنسي حول الإستحقاقات
تعطيل التحقيق بملف سلامة.. ونزوح سوري خانق عبر المعابر غير الشرعية

تزايدت «حقنة» الانقسامات الداخلية في البلد، على خلفية رفض المعارضة الحوار مع حزب الله، وبالتالي الدعوة الى جلسات انتخاب للرئيس، لا يراها رئيس المجلس ممكنة خارج الاتفاق على رئيس، تنتخبه جلسة يدعو اليها، واستمرار التطاحن الكلامي بين حركة امل والتيار الوطني الحر، وما يجري على ساحة الكهرباء سوى مثال على ذلك، فضلاً عن الملفات المالية، مع ان حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وفى بوعده، وحوّل رواتب موظفي القطاع العام ومعاشات المتقاعدين الى المصارف، وبدأ هؤلاء بقبضها، حتى قبل حلول شهر ايلول، بعد غد الجمعة..

مع هذا التعسير والتيسير الداخلي، اتجهت الانظار بقوة الى حركة الموفدين الدوليين والاقليميين باتجاه لبنان، من محطة وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان، اليوم الى الوسيط في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، وصولاً الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مع رسالة شديدة اللهجة، تجاه غير الراغبين في التعامل مع مبادرته لحوار بين الاطراف اللبنانية، مع اشارة بالغة الاهمية لجهة الخلاف الفرنسي مع ايران، واعتبارها من القوى الاقليمية المعرقلة للمسعى الفرنسي، وملاقاة «المجموعة الخماسية» الى منتصف الطريق للإتفاق على رئيس تسوية بالمواصفات المحددة في تفاهمات دول المجموعة الخماسية وبياناتها.

كل ذلك، مع ترقب مريب لمسار جلسة مجلس الامن للتجديد لقوات الامم المتحدة (اليونيفل) لولاية جديدة.. مع مغادرة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب نيويورك مرتاحاً..

ووفقاً للمعلومات المتوافرة، في ضوء تسريب وثيقة التمديد، فإن هذا القطوع سيمر، بعد ان يكون لبنان حقق مكسبين كبيرين، الاول يتعلق بالتزام اليونيفل بـ«متابعة التنسيق مع حكومة لبنان وفقاً لاتفاقية وضع القوات (SoFa)، مع الاشارة الى قرار التفويض حسب 1701، يعطيها حق اجراء عملياتها على نحو مستقل، مع الاستمرار بالتنسيق مع حكومة لبنان..

والمكسب الدبلوماسي الثاني، يتصل بمطالبة اسرائيل على نحو واضح وصريح، بتسريع انسحاب جيشها من الشطر الشمالي من قرية الغجر، والمنطقة المجاورة شمال الخط الازرق، ولا سيما اطراف بلدة الماري، على ان يتم بالتعاون مع اليونيفيل، عبر اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً في الناقورة، وتضم لبنان واسرائيل والامم المتحدة.

وقالت مصادر سياسية أن موضوع مسودة البيان الذي يتناول طلب لبنان للتجديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان لعام كامل، فاشارت إلى ان التعديلات التي حصلت على المسودة بناء على طلب لبنان وبفضل الاتصالات والمساعي التي بذلها وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب والورد المرافق، مع مندوبي الدول المعتمدين في الامم المتحدة، لا تعدو كونها تعديلات شكلية، لاتتناول جوهر ومضمون القرار الذي صدر العام الماضي او اسقاط اي بند من بنوده لاسيما مايتعلق بحرية حركة قوات اليونيفيل بمفردها، باستثناء اضافة عبارة بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، وذكر منطقة الماري بدلا من الغجر، والتهديد على وجوب انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض الاراضي اللبنانية على الحدود. اما ماتردد عن سحب فقرة تتعلق بتضمين قرار التمديد اللجوء إلى الفصل السابع لتنفيذه في حال تم التلكؤ، اكدت المصادر انه لا صحة اطلاقا لما تردد حول هذا الموضوع من قبل بعض الجهات الحزبية المعروفة، لان طلب التمديد لليونيفل، ورد من قبل الحكومة اللبنانية وليس من اي جهة اخرى.

رئاسياً، في انتظار ما ستسفر عنه زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في الايام العشرة الأول من ايلول المقبل الى لبنان لاستئناف لقاءاته حول الاستحقاق الرئاسي، وما سيحمله اليوم الى بيروت الموفد الاميركي اموس هوكشتاين حول الوضع الجنوبي براً وبحراً، وما سيحمله الوزير عبداللهيان اليوم ايضا الى بيروت، استمرت مواقف المعارضة السلبية من رسالة لودريان، حيث اعلن عضو«كتلة تجدد» النائب أديب عبد المسيح ان «الكتلة لن تشارك في الحوار في الوقت الحالي، «لأنها تريد التأكد من أنه سيوصل إلى نتائج ولا تريد إضاعة الوقت بحوارات عقيمة». وقال: نريد التحاور مع لودريان بشكل ثنائي، ولكن لا نريد التحاور مع الأطراف الأخرى التي لن تتنازل عن مرشحيها وتتمسك بتعنّتها. وننصح لودريان من خلال وساطته بأن يجري حوارات ثنائية معنا ومع الأطراف الأخرى لإيجاد حلّ.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعدما جهزت أجوبة غالبية الكتل النيابية على طرح الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان والمواصفات والبرنامج، فإنه يفترض أن يتم الإنتقال إلى الخطوة التالية المرتبطة بشكل مباشر بالموفد الفرنسي الذي لم تصدر عنه إشارات محددة بشأن دعوته إلى الحوار.

‎ولفتت المصادر نفسها إلى أنه في كل الأحوال فإن عودة الحديث عن الملف الرئاسي كأولوية قد تدفع إلى إعادة تحريك الملف في الشهر المقبل دون أن يعني أن هناك معطيات معينة أو أن الحسم قد اقترب، معربة عن اعتقادها أن المواقف من الاستحقاق الرئاسي تصدر تباعا لاسيما لجهة المبادرات الجديدة أو التوجهات التي تعتمد.

‎إلى ذلك، رأت المصادر نفسها أن الحركة الديبلوماسية في بيروت تحمل أكثر من عنوان وليست رئاسية فحسب ولا بد من انتظار ما قد تحمله خصوصا ما قد يقدم عليه لودريان.

بالمقابل، قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور من السرايا الحكومية: ان كل الاجراءات التي تجري هي اجراءات ترقيعية مؤقتة. الحل كما نعلم جميعا هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بنية حكم جديدة قادرة على تنفيذ واقرار مشروع اقتصادي - اجتماعي. ومن الواضح ان ارادة التسوية لم تنتصر وبالتالي ننتظر شهر ايلول الذي اعتقد انه سيكون حافلا بالموفدين الاجانب الذين سيأتون الى لبنان.

وفي موقف جديد، اعلن تكتل لبنان القوي (كتلة التيار الوطني الحر) انه ابلغ موقفه للوسيط الفرنسي، بربط الحوار بالبرنامج الرئاسي، وبفترة زمنية، فاذا لم ينتخب يتنحى، وتجرى جلسات متتالية الى ان يتم انتخاب الرئيس العتيد.

عبد اللهيان: زيارة بأجندات متعددة

وعلى صعيد زيارة عبد اللهيان، فقد علم انها ستكون حافلة، بعضها يتعلق بابلاغ من يلتقيه من المسؤولين بنتائج محادثاته مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والتي يعتبرها الوزير الايراني «بناءة» ومن المرجح ان يشارك في المهرجان الذي تقيمه حركة «أمل» لمناسبة تغييب الإمام السيد موسى الصدر عصر امس في بيروت.

وحسب السفير الايراني مجتبي اماني فإن الزيارة واللقاءات المتعددة حول موضوعات ذات اهتمام مشترك تعكس السياسة الايرانية بدعم استقرار لبنان.

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة عنها الزيارة المفاجئة لعبد اللهيان، وما اذا كانت تهدف إلى المساعدة بحلحلة ملف الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، ام انها تهدف إلى الالتفاف على المسعى الفرنسي واستباق زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان الشهر المقبل، لإظهار مدى التاثير الإيراني على الساحة اللبنانية، بعدما تم تغييب الجانب الايراني عن اجتماعات اللجنة الخماسية التي تمثل دول الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.

واستدركت المصادر بالقول ان جملة تحركات حصلت في اعقاب اجتماع اللجنة الخماسية الاخير في قطر ومن بينها، زيارة لموفد قطري إلى طهران، تناول بجانب من زيارته ما توصلت اليه اللجنة الخماسية بخصوص حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، الا انه لم يرشح أي معلومات ما تم التوصل اليه.

وفي سياق موازٍ، اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ان الدبلوماسي الاميركي هوكشتاين قد يساعد في موضوع الغاز المصري، والادارة الاميركية ستعطي جوابها اوائل ايلول، وتبلغه الى البنك الدولي، متحدثاً عن نقلة نوعية في موضوع الكهرباء، واحتمالات زيادة ساعات التغذية.

ونفت مصادر ديبلوماسية ان تكون زيارة تتناول التوسط لانهاء الخلاف الحاصل بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البرية كما تردد على لسان البعض وفي وسائل الإعلام وقالت استنادا إلى ماتبلغته الجهات الرسمية، بأن سبب الزيارة المشاركة في حضور حفل دعا اليه تجمع شركات النفط المشاركة في عمليات التنقيب بالبلوك رقم ٩، لمناسبة البدء بعملية الحفر، ويتخلل الزيارة لقاءات بروتوكولية مع كبار المسؤولين اللبنانيين.

عقوبات على مستضيفي النازحين

حكومياً، عقد الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا صباح أمس في السرايا، ضم وزير المهجرين عصام شرف الدين، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، وخصص للبحث في موضوع النزوح السوري الجديد الى لبنان.

وصرح الوزير شرف الدين بعد الاجتماع: تمحور الاجتماع حول موضوع النزوح السوري الجديد الحاصل منذ ثلاثة أسابيع والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا، لأن النازحين يدخلون من معابر غير شرعية.

اضاف: وفي هذه الاثناء، نحن نتحدث عن فرض عقوبات على من يستضيفهم، وهذا الموضوع قيد الدرس. وتم الاتفاق على الاتصال بسوريا أيضا على أعلى مستوى، وبما أن الموضوع أمني فأن اللواء البيسري يتولى إجراء هذه الاتصالات.

كما التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الوطني موريس سليم في مكتبه في اليرزة، الوزير شرف الدين، وجرى تداول الاوضاع العامة في البلاد لا سيما موضوع النزوح السوري الجديد الى لبنان الحاصل منذ ثلاثة أسابيع عبر معابر غير شرعية، «وأهمية التنبه لهذا الأمر وردعه عبر مراقبة الحدود و التنسيق بين المؤسسات المعنية من أمنية وإدارية لضبط هذا الموضوع، لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من النزوح السوري».

وأكد الوزير سليم أن «وحدات الجيش تقوم بجهد كبير لمواجهة هذه الظاهرة، وقد تمكنت في الأسابيع الأخيرة من منع دخول المئات من السوريين الى الاراضي من المعابر غير الشرعية».

مفاجأة سلامة تعطيل الملاحقة!

قضائياً، كانت المفاجأة في قصر العدل عدول حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة عن الحضور الى قصر العدل للمثول امام الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ماهر شعيتو، والتقدم بدعوى مخاصمة الدولة ضد الهيئة الاتهامية في بيروت امام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، مما يعني حكماً تعطيل التحقيق، لان هيئة محكمة التمييز غير مشكلة بعد..

وكانت الهيئة الاتّهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضويّة المستشارين جوزف بو سليمان وكريستيل ملكي التأمت عند الحادية عشرة لتقرير وجهة الإجراء الذي ستتّخذه في شأن سلامة.

وحضر وكيل سلامة المحامي حافظ زخور، وأعلن أن موكله لن يحضر وأنه قدم دعوى مخاصمة ضد الهيئة الاتهامية في بيروت أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لأن الهيئة الاتهامية قبلت الاستئناف المقدم من هيئة القضايا ضد ترك سلامة واعتبر انها بنت قبولها على قرار ضمني لقاضي التحقيق، وأكد أن وكيله لن يحضر اليوم.

وعدد المحامي ثلاث مخالفات ارتكبتها الهيئة وقال: القرار المطلوب إبطاله: صادر عن الهيئة الإتهامية في بيروت بتاريخ 2/8/2023 والقاضي بالإجماع:

أولاً: قبول الإستئناف شكلاً.

ثانياً: قبول الإستئناف أساساً وفسخ القرار الصادر عن قاضي التحقيق الأول في بيروت بتاريخ 2/8/2023 المذكور أعلاه، ودعوة المدعي رياض سلامة إلى جلسة تعقدها نهار الأربعاء الواقع في 9/8/2023 الساعة 11 صباحاً وإبلاغ من يلزم.

ثالثاً: تضمين المدعى عليه رياض سلامة الرسوم.

وهو قرار صدر في غرفة المذاكرة في بيروت بتاريخ 3/8/2023.

ولاحقاً، اعلنت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو انها قررت رفع يدها عن الملف بسبب دعوى المخاصمة المقدمة من رياض سلامة. وأبلغت قرارها إلى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامة المحامي زخور.

واعتبر تكتل لبنان القوي ان النيابة العامة التمييزية هي المرجع المسؤول عن التحقيق في الجرائم المالية، محذراً من استخدام القضاء لتمييع ملف التحقيق على غرار ما هو حاصل في ملف التحقيق مع رياض سلامة.

وفي سياق متصل، زار وفد نيابي من تكتل «الجمهورية القوية» القاضي غسان عويدات وسلمه الإخبار الذي أعده التكتل حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

وقال النائب جورج عقيص من قصر العدل «طالبنا أن يكون ملف التدقيق الجنائي تحت نظر النائب العام التمييزي مباشرة».

لا مياه والمسؤولية ضائعة!

وجدَّد مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران دعوته وزير الطاقة والمياه وليد فياض تأمين المازوت لئلا تضطر المؤسسة الى قطع المياه.. وهو وجه كتاباً بهذا الخصوص الى الوزير يبلغه فيه ان المياه قد تنقطع اذا لم نأخذ المازوت من المنشآت النفطية.

وقال جبران «هذه الحالة 20 في المئة فقط من المواطنين سيحصلون على المياه» كما توجّه بنداء الى المواطنين الذي يحمّلون المؤسسة مسؤولية انقطاعهم من المياه بإلا يصوبوا الى المكان الخطأ».

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

جردة عام من عمل «اليونيفيل»: تعديل المهمة لم ينعكس توتراً في جنوب لبنان
نصر الله: الجنوبيون لن يسمحوا بتطبيق قرار دولي إذا رفضته الحكومة

 

 لم تسهم التعديلات التي أدخلها مجلس الأمن على مهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، في أي توتر على الأرض في منطقة عملياتها بجنوب الليطاني طوال عام كامل، وهي من المفارقات الأساسية التي سُجلت خلال هذا العام، بعد 16 عاماً من العمل، شهدت توترات ومواجهات بين السكان والبعثة الدولية.

وجدد مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس (آب) 2022 تفويض قوّات «اليونيفيل» لسنة واحدة، وتضمن قراره تعديلاً يتعلق بحركة القوات، لناحية منحها حرية الحركة من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ما أثار انتقادات صدر أبرزها عن «حزب الله»، فيما تحركت الحكومة اللبنانية هذا العام لإلغاء التعديل السابق، رافضة الصيغة المتداولة كونها «لا تشير إلى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، كما تنصّ اتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بالـ(SOFA)»، وفق ما ورد في بيان أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية في الأسبوع الماضي.

وأثارت مسودة قرار التمديد للبعثة الدولية انقساماً في لبنان، ورفض «حزب الله» مسودة مشروع القرار التي تجري مناقشتها في مجلس الأمن الدولي. وقال أمينه العام حسن نصر الله ليل الاثنين: «مشكورة الحكومة اللبنانية سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك من دون تنسيق وإذن، ونشد على أيدي الحكومة اللبنانية، ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل». وأضاف «هذا يتعلق بالكرامة الوطنية، وأهل الجنوب لن يسمحوا بتطبيق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية له».

لكن التعديل السابق لم يؤدِّ إلى تغييرات أساسية على الأرض، حيث أكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يحصل أي تغيير، ولا تزال «اليونيفيل» على تنسيق دائم مع الجيش اللبناني الذي يواكب «اليونيفيل» في قسم من دورياتها.

وتنظم «اليونيفيل» نحو 430 دورية يومياً في مناطق عملياتها، لكن الجيش لا يستطيع مواكبتها بالكامل، بالنظر إلى أن عديده في المنطقة لا يسمح له بمواكبتها في جميع الدوريات، ويجري اختيار المواكبة في المناطق التي يحتمل أن تشهد توترات مع السكان أو القوى المحلية، وفق الأولويات التي تتناسب مع قدرة الجيش على الانتشار.

وخلافاً للسنوات الماضية التي سبقت التعديل، لم يُسجل أي توتر بين البعثة الدولية والسكان والقوى المحلية الموجودة في منطقة جنوب الليطاني خلال العام الماضي، حيث وُثقت حادثة واحدة تمثلت في مقتل جندي آيرلندي في منطقة العاقبية في شمال الليطاني، أي خارج منطقة عمليات «اليونيفيل».

ويعيد النائب أشرف ريفي هذه المفارقة إلى «تغيّر في مسار الأمور في المنطقة»، حيث «اتُّخذ قرار دولي بالقضاء على أذرع إيران في المنطقة، وهو ما يدفع (حزب الله) لتقليص التوترات والتقليل من الجبهات المفتوحة»، ما يشير إلى «محاذرة الاصطدام مع القوى الدولية للحفاظ على الهدوء في مناطق وجوده».

ويقول ريفي، وهو مدير عام سابق لقوى الأمن الداخلي في لبنان، ووزير عدل سابق، إن «(حزب الله) يحاذر الاشتباك والتوتر، وهو ما يفسر عدم اصطدام السكان المحليين مع اليونيفيل طوال العام الماضي». ويرى أن التحركات التي يقوم بها الحزب لجهة نصب الخيام على الحدود «هي تحركات شكلية ومحدودة ليؤكد أنه موجود».

وطوال فترة 16 عاماً بين عامي 2006 و2022، اندلعت توترات بين «اليونيفيل» وسكان محليين، وغالباً ما كانت توثق في الفترة التي تسبق قرار التمديد لولاية البعثة الدولية، وهو أمر لم يوثق طوال العام الماضي. وحصلت خلال هذا العام تطورات لافتة، أبرزها ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ونزاع جديد على الحدود البرية تمثل في ضم إسرائيل لمناطق شاسعة في القسم الشمالي بقرية الغجر الحدودية الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ، فضلاً عن خيمتين نصبهما «حزب الله» لمقاتليه على الحدود في منطقة مزارع شبعا الحدودية.

ويقول ريفي إن «الدور الإيراني في المنطقة انتهى عملياً، حيث تمضي واشنطن بقرار تصفية قيادات (داعش) والحرس الثوري الإيراني»، لافتاً إلى أن «(حزب الله) مربك، ويحمل حملاً ثقيلاً جراء اشتراكه في الحرب السورية، حيث سقط له 3 آلاف قتيل له و10 آلاف جريح، يعادلون 10 آلاف عائلة، مما يجعل الناس ستحاسبه على كل ما قام به».

***********************************


افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

مشروع التمديد يرحّب بدور الجيش بوصفه "القوّة الشرعية الوحيدة"
"زوبعة" المنظومة في "فنجان" نيويورك: "اليونيفيل" تعمل بلا "إذن مسبق"

عشية انتهاء التحضيرات لإصدار مجلس الأمن القرار الجديد الخاص بتمديد ولاية «اليونيفيل» في الجنوب عاماً آخر، نُشرت أمس مسوَّدة القرار الذي يؤكد أنّ التفويض الجديد للقوة الدولية باقٍ بحسب نصّ العام الماضي. ففي إحدى فقرات مشروع القرار تأكيد على حرية عمل هذه القوة «من دون إذن مسبق». وتضمَّن مشروع القرار فقرات عدة حول التعاون مع الحكومة اللبنانية وقواها الأمنية، ولا سيما الجيش. فهل كانت هناك حاجة الى كل المحاولات التي بذلتها حكومة المنظومة لتعديل القرار السابق بطلب من «حزب الله»؟

ماذا تضمّن مشروع القرار الجديد؟ وفقاً للنسخة التي حصلت عليها «نداء الوطن» جاء فيها: «يشير مجلس الأمن إلى طلب حكومة لبنان نشر القوة الدولية لمساعدتها على ممارسة سلطتها في جميع أنحاء منطقة عملياتها. ويؤكد من جديد سلطة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قواتها، وحسبما تراه في حدود قدراتها، وكفالة عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية من أي نوع، ومقاومة المحاولات بالقوة لمنعها من الاضطلاع بولايتها.

ويرحب بالدور الحاسم الذي يؤدّيه الجيش اللبناني وقوات الأمن، بوصفهما القوتين المسلحتين الشرعيتين الوحيدتين في لبنان، في بسط سلطة حكومة لبنان (...) ويهيب بالدول الأعضاء أن تساعد القوات المسلحة اللبنانية على وجه الاستعجال، حسب الاقتضاء، لتمكينها من أداء واجباتها، وفقاً للقرار 1701 .

وبموجب اتفاقية عمل بين حكومة لبنان والأمم المتحدة ( SOFA )، لا تحتاج «اليونيفيل» إلى إذن مسبق للاضطلاع بالمهمات الموكلة إليها، وأنها مخوّلة القيام بعملياتها بشكل مستقل».

ويدين مجلس الأمن «بأشد العبارات جميع المحاولات الرامية إلى منع وصول أفراد «اليونيفيل» أو تقييد حرية حركتهم وجميع الهجمات على أفراد «اليونيفيل» ومعداتها، وكذلك أعمال المضايقة والترهيب ضد أفرادها وحملات التضليل ضدها. ويدعو الحكومة اللبنانية إلى تسهيل وصول «اليونيفيل» الفوري والكامل إلى المواقع التي تطلبها لغرض التحقيق السريع، بما في ذلك جميع المواقع».

ونوّه المشروع الذي يقع في عشر صفحات فولسكاب بـ»اتفاق الطائف»، في إشارته الى أهمية «بسط سيطرة حكومة لبنان على كامل الأراضي اللبنانية». كما دعا «جميع الأطراف اللبنانية الى استئناف المناقشات من أجل التوصل إلى توافق في الآراء في شأن استراتيجية للدفاع الوطني من خلال حوار وطني بمجرد انتخاب رئيس جديد، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف».

وأعرب المشروع عن «قلق مجلس الأمن إزاء استمرار الوجود الإسرائيلي المحتل لشمال قرية الغجر ومنطقة متاخمة لها شمال الخط الأزرق، في ضواحي بلدة الماري، ما يمثل انتهاكاً مستمراً للقرار 1701». وشدّد على «أن استمرار أعمال البناء في المنطقة يتعارض والانسحاب الضروري لجيش الدفاع الإسرائيلي».

كذلك أعرب المجلس عن «قلقه إزاء نصب خيم جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، بالقرب من مزرعة بسطرة، مع عبور الأفراد من شمال الخط الأزرق للوصول إلى السياج الفاصل والذي يعتبره انتهاكاً للقرار 1701».

وقال مصدر في الوفد اللبناني لـ»نداء الوطن» الى نيويورك، إنه في «كل يوم تنفّذ «اليونيفيل» 400 دورية خلال الـ24 ساعة، لا يستطيع الجيش اللبناني مواكبتها».

على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أمس»إن احتمال اندلاع العنف مع منظمة «حزب الله» المدعومة من إيران في لبنان آخذ في الازدياد». ودعا «اليونيفيل» إلى «العمل على الحدّ من التوترات التي أثيرت أخيراً»، كما أوردت وسائل الإعلام الاسرائيلية. وأدلى غالانت بهذه التصريحات خلال اجتماع مغلق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك.

من جهة ثانية، ووفقاً لما أوردته «نداء الوطن» أمس، أعلن السفير الايراني في بيروت مجتبي آماني أن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان يصل اليوم الى لبنان، وعلى جدول أعماله محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين «حول موضوعات ذات اهتمام مشترك». وقال آماني إن هذه الزيارة «تعكس السياسة الإيرانية ودورها البنّاء الداعم لاستقرار لبنان وازدهاره».

وأفيد ليلاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيستقبل ظهر اليوم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين .

*********************************


افتتاحية صحيفة الشرق:

هوكشتاين في بيروت للترسيم.. وعبداللهيان في الطريق

 

 في وقت يقبع المشهد السياسي على رصيف انتظار سبحة زيارات خارجية ستترك بلا شك تداعياتها على سير الملفات اللبنانية الرئاسية والاقتصادية، كان الحدث امس قضائيا بامتياز مع محطتين اساسيتين، تتصل الاولى بقرار الهيئة الاتهامية في بيروت رفع اليد عن متابعة النظر في توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، والثانية بتقديم اخبار “قواتي” حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

وفي انتظار ما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول المقبل الى لبنان لاستئناف لقاءاته حول مسعاه الرئاسي، وما سيطرحه اليوم في بيروت الموفد الاميركي اموس هوكشتاين حيث قد يقترح ترسيما بريا، وفي وقت من المرجح ان يزور لبنان ايضا وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان هذا الاسبوع، كان قصر العدل محور الحركة اليوم.

 

رفع اليد

فقد قرّرت الهيئة الإتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو رفع يدها عن متابعة النظر في شأن توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من عدمه بسبب دعوى المخاصمة التي تقدم بها وكيله امس. وأبلغت قرارها إلى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامة المحامي حافظ زخور، وهما انتظرا في دائرة الهيئة الاتهامية لمعرفة نتيجته. وكانت الهيئة الاتّهامية في بيروت التأمت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضويّة المستشارين جوزف بو سليمان وكريستيل ملكي عند الحادية عشرة لتقرير وجهة الإجراء الذي ستتّخذه في شأن الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة. وحضر وكيل سلامة المحامي حافظ زخور وأعلن أن موكله لن يحضر وأنه قدم دعوى مخاصمة ضد الهيئة الاتهامية في بيروت أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لأن الهيئة الاتهامية قبلت الاستئناف المقدم من هيئة القضايا ضد ترك سلامة واعتبر انها بنت قبولها على قرار ضمني لقاضي التحقيق، وأكد أن وكيله لن يحضر اليوم.

 

اخبار قواتي

ليس بعيدا، زار وفد نيابي من تكتل الجمهورية القوية المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات امس وسلمه الإخبار الذي أعده التكتل حول التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وسلّم الاخبار النواب غسان حاصباني وجورج عقيص وغادة ايوب ورازي الحاج. وقال عقيص من قصر العدل “طالبنا أن يكون ملف التدقيق الجنائي تحت نظر النائب العام التمييزي مباشرةً”.

 

عرقلة ايران

رئاسيا، وغداة مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي تحدث فيها عن دور ايراني تعطيلي للانتخابات الرئاسية، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك أن فرنسا قامت بخطوة جديدة تدعم البيان الذي صدر عن الاجتماع الخماسي في قطر، إذ لم يكتف ماكرون أمس، بذكر مواصفات رئيس الجمهورية اللبناني، بل أشار إلى من يعرقل عملية انتخاب الرئيس من خلال التدخل السافر بالشأن اللبناني وشؤون المنطقة ونشر عدم الاستقرار فيها هو ايران واتهمها بشكل مباشر بهذه الأمور.

 

لا جواب

الى ذلك، شدد النائب أديب عبد المسيح على “وجوب التمييز بين مسألة الحوار ورسالة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان”، معتبراً أن “رسالة لودريان غير موفّقة بالشكل، لأنه أرسلها للنواب عبر المجلس النيابي وسأل فيها عمّا يتعلق بسيادة الدولة اللبنانية. وأعلن عبد المسيح أنه تم التوافق بين أطراف المعارضة على عدم الإجابة على الرسالة، وسنعتبر بيان المعارضة الأخير هو الردّ غير المباشر عليها”.

 

ارادة للتسوية

من جانبه، قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور من السراي ان “كل الاجراءات التي تجري هي اجراءات ترقيعية مؤقتة. الحل كما نعلم جميعا هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بنية حكم جديدة قادرة على تنفيذ واقرار مشروع اقتصادي – اجتماعي. ومن الواضح ان ارادة التسوية لم تنتصر او تفاحة التسوية لم تسقط وبالتالي ننتظر شهر ايلول الذي اعتقد انه سيكون حافلا بالموفدين الاجانب الذين سيأتون الى لبنان.

 

تصعيد على الحدود

على صعيد آخر، وبينما يواصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاته في نيويورك قبيل صدور قرار التجديد لليونيفيل في 31 الجاري في مجلس الامن، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت كلمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس، أشار فيها إلى أنّ “احتمال التصعيد على الحدود الشمالية يتزايد بعد الانتهاك الصارخ في سيادة لبنان”، معتبرًا أنّ “إيران تدفع حزب الله إلى التحرك”، وفق ما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.

 

النزوح الجديد

من جهة ثانية، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجتماعا في السراي ضم وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، وخصص للبحث في موضوع النزوح السوري الجديد الى لبنان.

كما التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الوطني موريس سليم في مكتبه في اليرزة، الوزير شرف الدين، وجرى التداول في هذا الموضوع.

 

هل يُعقل؟

في المقابل، كتب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور الحجار عبر منصة “اكس”: علمنا مثل بقيّة المواطنين عبر وسائل الإعلام بتسلّم الدولة اللبنانية الداتا الخاصة بالنازحين السوريين من المفوضيّة، كما علمنا وبالطريقة نفسها عن إجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم (امس) في السراي خُصّص للبحث في موضوع النزوح السوري الجديد إلى لبنان. أمام هذه المواضيع الدقيقة والاستراتيجيّة، لماذا لا يدعو رئيس الحكومة اللجنة الوزاريّة المكلّفة بإدارة ملفّ النزوح السوري بشكل رسمي لإطلاع المعنيين على المستجدات المتعلّقة به؟. أيُعقَل أن تُدار مواضيع حّساسة ومصيريّة بهذه الطريقة؟ ما هو الهدف؟

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram