افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 12 تموز 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 12 تموز 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء

بعد 17 عاماً على حرب تموز 2006: الكيان يعيش أسوأ أيامه… والكل ينتظر كلمة نصرالله / بري: للحفاظ على الوحدة بمواجهة العدوانية الاسرائيلية… وباسيل عدنا للحوار مع حزب الله / الحسنية من القاع في ذكرى شهادة سعاده: متمسكون بالمقاومة… ولن يبقى احتلال في سورية

 

في الذكرى السابعة عشرة لحرب تموز 2006 تتجذّر نتائجها وتبرز بقوة أكبر، فيكفي النظر إلى حال كل من كيان الاحتلال من جهة والمقاومة من جهة مقابلة، لمعرفة الموازين التي رسمتها تلك الحرب ولا زالت مفاعيلها تتعزّز وتتعمّق، وبالأمس كانت الانقسامات التي تنهش جسد الكيان توحي بملامح حرب أهلية حذر من الانزلاق إليها رئيس الكيان اسحق هرتزوغ، وكان الحديث عن العصيان المدني من أكثر من نصف السكان يبحث بصورة جدّية في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو الخارجة من هزيمة مدوّية في حرب شنتها بقوة النخبة في جيش الاحتلال ضد عشرات المقاومين في أقل من نصف مخيم جنين على مساحة أقل من نصف كيلومتر مربع، بينما تبدو المقاومة مرتاحة إلى وضعها ممسكة بزمام المبادرة، واثقة من أن يدها هي العليا في أي مواجهة، كما تقول مقاربتها لملف زرع الخيم في منطقة مزارع شبعا المحتلة وموقفها الحاسم لفرض انسحاب الاحتلال من الجزء اللبناني من بلدة الغجر. وهذه المقاومة الواثقة والقوية والقادرة يكفي لفهم رمزية عناصر حضورها وثقلها، الانتباه إلى حجم الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، بما في ذلك داخل كيان الاحتلال نفسه، بالكلمة التي سوف يلقيها اليوم قائد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بصفته مَن يرسم معادلات المواجهة، ومَن يحدّد ويعدّل قواعد الاشتباك.
في ذكرى الحرب كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيد على نهج المقاومة والتمسك بها وتحية للتضحيات التي حققت الإنجازات، ودعوة لعدم ترك الخلافات والاختلافات تحول دون الوحدة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية.
وفي توقيت لافت عشية ذكرى الحرب وعشية كلمة السيد نصرالله، تحدّث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن عودة الحوار بين التيار وحزب الله بصورة تركت ارتياحاً بين جمهور كل من الطرفين، خصوصاً الذين يتمسكون بالتفاهم بين الحزب والتيار، والذين كانوا يستشعرون خطورة المناخات القاتمة التي سيطرت على العلاقة بين الجمهورين خلال الفترة السابقة.
في البقاع، وفي مدينة القاع تحدث نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في مهرجان حاشد في ذكرى استشهاد مؤسس الحزب وزعيمه أنطون سعاده، فأكد تمسك الحزب بالمقاومة، وقال إن لا بقاء لأي من الاحتلالات في سورية، لا احتلال أميركيّ ولا احتلال تركي ولا احتلال صهيوني.
دعا نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية إلى تطبيق اللامركزيّة الإداريّة لتسهيل أمور المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، أمر يجب أن يتحقق ربطاً بالإنماء المتوازن. أما الذين يريدون اللامركزية الإدارية مدخلاً للفدرلة والتقسيم، فإننا نقول لهؤلاء، دعواتكم مشبوهة ونحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا في حماية وحدة لبنان واللبنانيين وتعزيز استقراره وتحصين سلمه الأهلي.
وشدّد في ذكرى استشهاد مؤسّسه أنطون سعاده، باحتفال حاشد في قاعة كنيسة مار الياس – القاع، على أنّ المقاومة هي خيارنا وقد أثبتت هذه المقاومة منذ انطلاقتها إلى اليوم أنها عنصر قوة للبنان وهي فخره وعزّه، وقادرة على حمايته من العدوانية الصهيونية، ولذلك فإن من يناهض المقاومة ويهاجمها يقدم خدمة للعدو الصهيوني الذي عجز هو ومَن يقف خلفه عن النيل من المقاومة.
أكد الحسنية أن لبنان هو جزء من محيطه القومي ومصيره مرتبط بمصير محيطه وعمقه القومي، ولذلك فإن انتصار سورية على الإرهاب هو انتصار للبنان، والمطلوب من الحكومة اللبنانية أن تستثمر في هذا الانتصار، وتعمل مع الحكومة السورية على إعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة وتعزيز العلاقات المميزة وحل كل القضايا العالقة، لا سيما مسألة النازحين.
وأكد الحسنية، أنّ «سورية مستمرة في معركة صون السيادة والكرامة، ولن يبقى على أيّ جزء من أرضها، لا بؤر ارهابية ولا احتلال أميركي ولا احتلال تركي ولا احتلال صهيوني، وأن إجراءات الحصار الاقتصادي القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على سورية لن تحقق أهدافها. فسورية التي انتصرت في الحرب ليست عاجزة عن الانتصار على هذه الحرب الاقتصاديّة المفروضة».
وفي سياق ذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ17 للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006 أن «الخلاف والاختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والاستحقاقات على أهميتها تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نيات «إسرائيل» العدوانية المبيتة ضد لبنان انتهاكاً يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً. وهذه المرة انطلاقاً من ضمّ قوات الاحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر واستمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
وأضاف بري: «وبعد سبعة عشر عاماً على تاريخ أرادته إسرائيل نقطة انكسار للبنان، فحوّله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحول وانتصار، وأثبتوا عجز القوة الإسرائيلية على مدى 33 يوماً عن كسر إرادة اللبنانيين في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة». وتابع «مجدداً ودائماً مقياس الانتماء الوطني والدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية ليس وجهة نظر فهو يبدأ من الجنوب في مواجهة عدوانية «إسرائيل» وأطماعها ثباتاً ووحدة وطنية لا تقبل التنازل او التفريط بذرة تراب لبنانية من أعالي العرقوب الى رأس الناقورة».
وتترقب الساحة الداخلية والخارجية مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى حرب تموز 2006، ومن المتوقع أن يتطرّق السيد نصرالله الى جملة ملفات داخلية وخارجية سيكون موضوع الاعتداءات الإسرائيلية على الغجر والخيمتين في مزارع شبعا العنوان الأبرز إضافة الى الملف الرئاسي والحكومي وحاكمية مصرف لبنان.
وأشارت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن نصب خيم في مزارع شبعا حق للمقاومة لكون المزارع لبنانية وفق الوثائق الدولية والوثائق السورية التي أرسلتها للأمم المتحدة، وبالتالي من حق المقاومة تحريرها وفق البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة.
ولفتت الى أن حزب الله لن يزيل الخيم قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الجزء الشمالي من قرية الغجر، فتحرير الغجر أهم من الخيمتين. وأكدت المصادر أن المقاومة ستردّ على أي عدوان إسرائيلي لإزالة الخيم بالقوة أو على أي منطقة أو هدف آخر في لبنان.
وتكثّفت الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية لإقناع حزب الله بإزالة الخيمتين في مزارع شبعا.
ووفق معلومات «البناء» فإن مضمون الوساطات التي حملها قائد اليونيفيل والسفيرة الأميركية الى الحكومة اللبنانية وللرئيس بري، إزالة الخيمتين مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الغجر، وهذا ما أبلغته الحكومة اللبنانية للموفدين الغربيين والعرب. ووفق المعلومات فقد أكد الجانبان اللبناني والاسرائيلي للموفدين الخارجيين استعدادهما لحل الخلاف في الغجر وشبعا بالواسطات والحلول السليمة، وأن لا نية لديهما بالتصعيد العسكري على الحدود.
الى ذلك، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يضاف إلى الخروق الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).
وطلبت الوزارة «إدانة هذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة».
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصرف الأعمال عبدالله بوحبيب بسفراء الصين واسبانيا واليابان أمس، وقد تمّ بحث السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتدّ إلى خراج بلدة الماري، وتمّ إبلاغهم بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وانسحاب «إسرائيل» من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقًا للقرار 1701، طالبًا المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروق اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة.
كما تمّ التداول بموضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا، وشدّد الوزير بوحبيب على أهميّة استكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الاجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والاستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
في غضون ذلك، يستعدّ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لزيارة لبنان مرة جديدة في الأيام المقبلة، والاثنين المقبل على الأرجح.
ولفتت مصادر إعلاميّة إلى أن اجتماع الخماسية سيعقد في الدوحة الاثنين المقبل، ويحمل عنواناً رئيسياً يتعلق بمدى نجاح البدء بالخيار الثالث وفق طاولة حوار توافقية ورعاية دولية.
وإذ شددت أوساط نيابية في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» على أننا مازلنا مع التقاطعات وتأييدنا للمرشح جهاد أزعور طالما سبل الحوار والتوافق والتفاهم مسدودة، أشار مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «الخلاف مع حزب الله يتركز على الملف الرئاسي، لكن لا خلافات في الملفات الاستراتيجية، وفي ذروة الخلاف بيننا لم نخلق اصطفافات مع الحزب لكن نلتقي معه على أن الحوار والتفاهم هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الرئاسية».
وكشف المصدر أنه «بعد جلسة 14 حزيران هناك مقاربة ايجابية لحزب الله أكثر من قبل، لكن لا تتعدّى الطرح الكلامي الإيجابي لكن لا شيء عملياً وجدياً، ونتمنى أن تنحو الأجواء نحو الإيجابية». وأشار المصدر إلى «خلاف مع الحزب في الملفات الداخلية كالحكومة والرئاسة وادارة البلد لكن هناك تلاقٍ على مستوى الملفات الاستراتيجية لا سيما حماية المقاومة والدفاع عن لبنان وتحرير الاراضي المحتلة من العدو الاسرائيلية».
وكشف المصدر عن «تواصل بين الحزب والتيار لمرتين في الملف الرئاسي وحصل التقاء على ضرورة الحوار والتفاهم لحل الخلاف، لكن لا شيء ملموساً للانتقال الى مرحلة متقدمة».
وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، أننا «عاودنا التحاور مع حزب الله بذهنية إيجاد حل من دون فرض او شروط مسبقة. وهذا الحوار الذي بدأ بوتيرة جيدة وإيجابية»، آملاً أن «يتكثف الحوار للوصول الى نتائج تأتي بالمنفعة لجميع اللبنانيين وليس لفريق على حساب فريق».
ولفت الى أن «الحكومة تتجرأ اليوم على العمل جدياً لتعيين حاكم مصرف لبنان الآن وقائد جيش لاحقاً». ولفت باسيل، الى أن «التخاذل من قبل بعض القوى السياسية جعل حكومة تصريف الأعمال على التجرؤ لعمل ما تقوم به اليوم وهذا بمثابة المجزرة اليومية بحق الدستور والميثاق اللبناني».
وأكد أن «الحلول موجودة امام الحكومة من خلال الالتزام بالدستور والمشكلة في وضع اليد على صلاحيات رئاسة الجمهورية»، مضيفاً «تعيين حاكم مصرف لبنان من قبل حكومة تصريف الأعمال يجعل اللبنانيين ينسون مسألة رئاسة الجمهورية وتسلم نائب الحاكم مسألة طبيعية».
واعتبر باسيل، أن «أي محاولة للتعيين بخلاف الدستور تتخطى وزير الدفاع سنعتبرها انقلاباً عسكرياً حقيقياً لن نسكت عنه»، مضيفاً «اللامركزية الإدارية حق والصندوق الائتماني هو واجب من أجل حقوق المودعين ولا حياة في لبنان من دون دولة ولن نقبل أن نكون جزءاً من مشروع محاصصة».
على صعيد آخر، كشف النائب سيمون ابي رميا أن البرلمان الأوروبي يتهيأ اليوم للتصويت على قرار ضد مصلحة لبنان في ملف النزوح. واشار ابي رميا في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أننا «سنتصدى لكل المشاريع التآمرية. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، مع أصدقائنا الأوروبيين سنكون في المرصاد».

**************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حوار حزب الله - التيار الوطني الحر: إسقاط الشروط المسبقة

بعد شهور من البرود الشديد الذي ساد العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على خلفية دستورية جلسات حكومة تصريف الأعمال، ومن ثم على الملف الرئاسي، عاود طرفا تفاهم مار مخايل إدارة علاقتهما عبر الحوار المباشر. وأعلن رئيس التيار النائب جبران باسيل أمس «أننا عاودنا التحاور مع حزب الله بذهنية إيجاد حل من دون فرض شروط مسبقة، وهذا الحوار الذي بدأ بوتيرة جيدة وإيجابية، نأمل أن يتكثف للوصول إلى نتائج تأتي بالمنفعة لجميع اللبنانيين وليس لفريق على حساب آخر».

وقالت مصادر مطّلعة إن استئناف الحوار حول الملف الرئاسي يأتي على قاعدة عدم وجود شروط مسبقة بحيث إن باسيل أسقط شرطه بسحب ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مسبقاً، فيما يتصرف الحزب على قاعدة أنه أمام مهمة إقناع رئيس التيار الوطني الحر بفرنجية أو أن يقنع باسيل الحزب بمرشح آخر. وفي المقابل، لم يغيّر التيار الوطني الحر موقفه من هذا الترشيح، إلا أن الانسداد المستحكم في أفق الأزمة الرئاسية دفع إلى تكوّن قناعة لدى الطرفين بضرورة الذهاب إلى الحوار وعدم الرهان على متغيّرات قد لا تأتي بالضرورة في القريب العاجل.

وفي المعلومات أن وفداً من الحزب (يُرجح أنه ضم رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا) زار باسيل أول من أمس، وكانت «جلسة أولى جيدة اتُّفق فيها على عدم التسريب» بحسب مصادر مطّلعة حرصت على التأكيد أن «العلاقة لم تشهد قطيعة، لكنّ التواصل كان بارداً جداً». وأضافت أن من البنود الأساسية التي يجري الحديث عنها معالجة المناخ السلبي العام وضبط الانفلات على مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز التواصل مجدّداً على مستوى القاعدة التي بدأ تعارفها الحقيقي في ما بينها في مثل هذه الأيام عام 2006.

ولفتت إلى أن التغيير في مقاربة الطرفين لبعضهما بدأ عقب جلسة 14 حزيران الماضي لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ حرص باسيل على شرح موقفه الذي فُهم بأنه شرط مسبق لأي حوار، مع التأكيد على أن موقفه من ترشيح فرنجية نهائي. كما أن طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للحوار أظهر تطابقاً بين باسيل والحزب في الترحيب بالحوار أكثر من بقية الأفرقاء. ومع تدخل الفريقين في أكثر من قضية لجهة التهدئة، برز أخيراً الموقف المشترك للطرفين من ملف تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان وتعيينات المجلس العسكري كتقاطع إيجابي أساسي يُبنى عليه لوصل بعض مما انقطع، في ظل حرص الفريقين على تثبيت التفاهم بشأن حصر الخلاف في الاستحقاق الرئاسي، إذا كان لا بد منه.

 

وقال باسيل بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي» إن «الحوار بين اللبنانيين مفيد»، و«على هذا الأساس وضعنا ورقة الأولويات الرئاسية وتحاورنا بشأنها مع الجميع، وقلنا إن البرنامج أهم من الشخص»، مضيفاً أن «الحوار مقبول أو مرغوب إذا كان يمرر حلولًا، لكنه مرفوض إذا كان لتمرير الوقت وانتظار ظروف ليتمكن فريق من فرض مرشحه».

****************************************

افتتاحية صحيفة النهار

“الخماسية” الاثنين في الدوحة… وهوكشتاين مجدداً


بدا المشهد الداخلي في الساعات الأخيرة عرضة لتحركات ذات طابع خارجي تتصل جوانب منها بالازمة الرئاسية فيما يتصل جانب اخر بارز بالتوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، بينما يعتمل في الداخل الغموض بقوة حيال الاستحقاق النقدي والمالي وسط العد العكسي لنهاية ولاية حاكم #مصرف لبنان رياض سلامة في 31 تموز الجاري.

 

ولعل ابرز ما تكشفت عنه هذه التحركات تمثل في توافر معلومات جديدة لدى العديد من القوى المحلية في الساعات الأخيرة عن اجتماع سيعقد للجنة الخماسية للدول المعنية بمتابعة الازمة الرئاسية في لبنان الاثنين المقبل في الدوحة والتي تضم ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية . وإذ بات شبه مؤكد انعقاد هذا الاجتماع بدعوة من قطر، أفادت معلومات انه سيكون تحت “عنوان رئيسي يتعلق بمدى نجاح البدء بالخيار الرئاسي الثالث وفق طاولة حوار توافقية ورعاية دولية”. وإذ يرجح ان يحضر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاجتماع الخماسي في الدوحة قبل زيارته الثانية لبيروت، تبين ان المعلومات التي تحدثت عن وصول لودريان الاثنين المقبل الى بيروت لم تكن دقيقة بل ان اوساطا معنية في باريس نفت ان يكون الموعد الاثنين وتوقعت عدم وصوله قبل 24 تموز الحالي من دون ان تتطرق الى اجتماع الدوحة . ويشار في هذا السياق الى ان عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة زار امس السفير السعودي في لبنان وليد بخاري وافيد انه جرى خلال اللقاء البحث في ما آلت إليه الأوضاع في لبنان من كل جوانبها وصولاً إلى اللقاء الخماسي المرتقب الأسبوع المقبل، والذي يعوّل عليه في إطار الجهود المبذولة من قبله لخروج لبنان من أزماته. واكد حماده ان لودريان سيكون الاثنين في الدوحة لينضم للمرة الأولى الى اجتماع اللجنة الخماسية وانه سيحمل لاحقا أجواء اللجنة وليس طرحا فرنسيا صرفا على ان يعود الى بيروت قبل نهاية تموز بعد زيارتين لقطر والسعودية.


 

وسط هذه التحركات لم تظهر أي معطيات تبعث على التعجل في الحكم على أي احتمال لترتيب طاولة حوار فيما لا يزال هذا الخيار يواجه باعتراضات شديدة من القوى المعارضة ولا سيما منها تلك التي تقاطعت على ترشيح جهاد ازعور. وفي هذا السياق بدا لافتا تصاعد الأصوات الرافضة للحوار الذي يستبق الانتخابات الرئاسية وهو موقف ينتظر ان يكرسه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث تلفزيوني سيدلي به مساء اليوم. وفي الاطار نفسه حمل عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك على “الدعوة إلى حوارات جانبية باعتبارها، تشكّل استدارة على مضمون الدستور وتندرج في إطار اللعبة التي تقودها المنظومة بقيادة “حزب الله” وهي لعبة انقلابٍ على مشروع الدولة”. واعتبر أن “الشغور إن في رئاسة الأركان او في حاكمية مصرف لبنان يجب أن يسرّع العمل باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بما يسهّل هذه الأمور ضمن الأطر القانونية الطبيعية”، آملاً في “ملء الشغور في هذا الموقع وكل المواقع في أسرع وقت ومقاربة هذه المسائل من زاوية دستورية وقانونية”. بدوره، توجه النائب اشرف ريفي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا: “يا دولة الرئيس نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية وفقًا للدستور، لا تتذاكى علينا، فتدفعنا للذهاب إلى الحوار لتفرض علينا امتيازات حصلت عليها بسلاحك، وتريد أن تكرسها شرعيًّا أو تطبيقًا أو بالنص”، مؤكدا ان “هذا البلد لا يستمر إلا إذا كانت الشراكة فيه متوازية”.

 

 

ميقاتي مجددا: لا للتحدي

في غضون ذلك بدا ان التطورات المتعلقة بملف حاكمية مصرف لبنان قد تتجه نحو مزيد من التوهج، اذا صحت المعلومات التي تتحدث عن اعتزام نواب الحاكم الأربعة تقديم استقالاتهم في الأيام القليلة المقبلة ولو انهم سيكلفون تصريف الاعمال والاستمرار في مهماتهم الى حين تعيين حاكم جديد. كما ان معلومات اشارت الى عودة الرئيس نبيه بري الى ابداء تحفظه عن تسلم نائب الحاكم الأول مسؤولية الحاكمية واحياء التشاور حول التمديد للحاكم الحالي.

 

ولكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كرر التأكيد ان “الظرف ليس مناسباً لتعيين حاكم للمركزي يؤدي إلى زيادة الشرخ القائم والانقسام الحاصل في البلاد”. واكد ميقاتي لـ”النهار” أنّه “ليس في الامكان الاحتكام إلى أسلوب التحدي وتعيين حاكم جديد رغم أنه يُعتبر الحلّ المثالي؛ ونحن نريد أن يكون حاكم مصرف لبنان بمثابة عصارة وأداة للتوافق والتأكيد على مقوّمات النجاح وألا يشكّل عاملاً للتحدي”. وشدد ميقاتي على “أمر مبدئي ومعطى مهمّ مفاده ضرورة أن يتبلور تعيين حاكم للمصرف المركزي بمواكبة من جناح رئيس الجمهورية، باعتباره مركزاً مارونياً تحصل تسميته برعايته ولا امكان أو نيّة في سحب بطاقة القوّة هذه من موقع #رئاسة الجمهورية”. واضاف، “التعيين هو أفضل الحلول ، لكنني بالتأكيد لن أسمح في ما يتسبب باستفزاز شريحة واسعة من اللبنانيين، أو بتحديها. هدفي هو جمع اللبنانيين وتمرير هذه المرحلة الصعبة في انتظار اكتمال عقد المؤسسات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وليس التسبب بمزيد من الاشكالات والانقسامات”.


 

غير ان رئيس “#التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل هاجم الحكومة “التي تتجرأ بأن تفكر بالعمل جديا لتعيين حاكم مصرف مركزي ومجلس عسكري وقائد جيش لاحقا ربما بغياب رئيس جمهورية”. وقال “نحن موقفنا لا يطال الامور الاساسية للبنانيين بدليل ما فعلناه في مجلس النواب لكن هناك حدودا لصلاحية الحكومة وهي واضحة بالدستور والسكوت عن الوضع السابق اوصل الى هنا”. وأضاف: “حاولوا تمرير فكرة التمديد لسلامة وهذه جريمة بحق العدالة الدولية وليس اللبنانية فقط .اما التعيين في الحكومة فيعني “العوض بسلامتكم” على رئاسة الجمهورية”. واعتبر ان “استلام النائب الاول سليم قانونيا لكن هناك مسؤوليات معروفة من المرجعيات ويبقى الخيار الممكن والعملي هو تعيين حارس قضائي لأن مصرف لبنان بكامله هو امام القضاء”. وحذر من انه “ما لم ينتخب رئيس وحصل فراغ في المجلس العسكري فهناك مبدأ الامرة والتراتبية لها قواعدها المعروفة وطبقت في الامن العام واي محاولة للتعيين بخلاف الدستور وبتخطي وزير الدفاع هي انقلاب عسكري حقيقي لن نسكت عنه”. وقدّر باسيل الجهود الفرنسية، وقال: “نؤيّد على قاعدة المساعدة للاتفاق بين اللبنانيين، وليس لفرض رئيس عليهم”. واعتبر أن “الحوار مقبول إذا كان يمرّر حلولاً، لكنه مرفوض إذا كان لتمرير الوقت وفرض المرشحين”. وأعلن “معاودة التحاور مع “حزب الله” بذهنية إيجاد حل من دون فرض أو شروط مسبقة، وهذا الحوار بدأ بوتيرة جيدة وايجابية”.

 

 

شكوى… و#هوكشتاين

في المقلب الجنوبي من المشهد اللبناني ينتظر ان يلقي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله مساء اليوم كلمة في الذكرى الـ17 لحرب تموز تتضمن مواقف بارزة من التوتر القائم منذ فترة على الحدود المتاخمة لمزارع شبعا والغجر . وكانت وزارة الخارجية والمغتربين اوعزت امس لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي حول “تكريس الجانب الإسرائيلي إحتلاله الكامل وإستكمال ضم الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).” وأعلنت الوزارة أنها طلبت من البعثة “إدانة هذا الخرق المتعمد للسيادة اللبنانية والإنسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة”.

 

في المقابل برز تطور لافت اذ كشفت القناة “12” الإسرائيلية امس عن لقاء أجراه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع آموس هوكشتاين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة سريّة لبحث قضية خيام “حزب الله” وتطبيع العلاقات مع السعودية. وأشارت القناة إلى أنّ جدول أعمال هوكشتاين “تضمّن البحث في جهود الوساطة الأميركية لتهدئة الوضع والتوترات مع “حزب الله” عند الحدود”. وينص المقترح الأميركي، بحسب القناة الاسرائيلية على سحب خيام “حزب الله” وعناصره مقابل وقف بناء الجدار الأمني الإسرائيلي في قرية الغجر الذي يعتبره الحزب انتهاكاً للسيادة.


 

وفي معلومات ديبلوماسية ان إسرائيل أبلغت الجانب الاممي بان النقاط السبع الحدودية العالقة في ترسيم الخط الزرق لا تريد التفاوض حولها مع لبنان ولا تبدي اهتماما بذلك .

 

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الجيش يحضّر خرائط الحدود البرية تحسُّباً لانطلاق الترسيم

هوكشتاين راجع: تهدئة التوتر وإطلاق تنقيب البلوك 9 في أيلول


 

غداة الموقف الذي أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عبر «نداء الوطن» عن استعداد لبنان الكامل لترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، وصل فجأة الى الدولة العبرية كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين. وبدت زيارة المسؤول الاميركي لإسرائيل مفاجئة في الشكل، لكنها في المضمون، منسجمة مع المعطيات التي أشرنا اليها قبل أيام حول إهتمام دولي لترسيم الحدود البرية على جانبي الحدود في الجنوب.


 

ما هي المعطيات الداخلية المتصلة بزيارة هوكشتاين لإسرائيل، خصوصاً أنّه كان الوسيط الاميركي الذي أنجز الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، وأصبح هذا الترسيم منطلقاً لورشة تنقيب عن النفط والغاز في المنطقة البحرية التابعة للبلدين؟

 

تفيد معلومات «نداء الوطن» أنّ مهمة هوكشتاين ترتبط تحديداً بتهدئة التوتر الذي تصاعد أخيراً على الحدود الجنوبية، وانطلاقاً من موقعه على مستوى ملف الطاقة في الإدارة الاميركية يسعى لإحتواء التوتر لئلا يؤثر في التحضيرات الجارية لإطلاق عملية التنقيب في البلوك البحري الرقم 9 التابع للبنان في ايلول المقبل.


 

وسبقت زيارة هوكشتاين لإسرائيل اتصالات اميركية في لبنان والولايات المتحدة على السواء. ففي لبنان أجرت سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا سلسلة اتصالات مع المسؤولين، كما زارت مسؤولاً أمنياً سابقاً ما زال يواصل دوره في عدد من الملفات، منها متابعة تنفيذ خطوات الترسيم البحري. أما في واشنطن، وعلى هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، فقد التقى النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري هوكشتاين، ما يعني بأنّ هذا اللقاء جاء بتكليف من الرئيس نبيه بري الذي كان يتابع الترسيم البحري ولا يزال.

 

في موازاة ذلك، أصبح ملف الترسيم البري حاضراً بكل ثقله، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة على الحدود الجنوبية التي تشير الى أنّ هذا الملف ما عاد ممكناً وضعه جانباً بعدما أصبح منطلقاً لتوتر ينذر بالاتساع، في ما يتصل ببلدة الغجر والخيمتين اللتين نصبهما «حزب الله» في مرتفعات شبعا. وهذا ما حرّك امس الشكوى التي تقدم بها لبنان إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن حول «تكريس الجانب الإسرائيلي إحتلاله الكامل وإستكمال ضم الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر».


 

وفي إنتظار جلاء التوتر الحالي على الحدود الجنوبية، علم ان قيادة الجيش باشرت تحضير ملفات الحدود البرية القديم منها والجديد مع التدقيق فيها كي تكون حاضرة عندما يأتي الوقت المناسب لانطلاق ورشة إعادة الترسيم البري. وتضيف المعلومات ان خرائط الحدود حاضرة أصلاً، لكن قيادة الجيش تتحوط بالاستعداد لعرضها والدفاع عنها هندسياً ووفق اتفاق الهدنة والخط الأزرق.

 

على الجانب الاسرائيلي، أفادت القناة «12» العبرية أمس عن لقاء أجراه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة سريّة للبحث في قضية خيام «حزب الله» وتطبيع العلاقات مع السعودية. وأشارت القناة إلى أنّ جدول أعمال هوكشتاين، تضمّن البحث في «جهود الوساطة الأميركية لتهدئة الوضع والتوترات مع «حزب الله» عند الحدود».

 

كما أفاد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الالكتروني ان هوكشتاين التقى نتنياهو، وكذلك مستشار الأمن القومي الاسرائيلي تساحي هنغابي. وقد تمت زيارة هوكشتاين لإسرائيل في سرية مطلقة، وتقرر إجراؤها في اللحظة الأخيرة. ورافقه في الزيارة السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ.

 

ويأتي وصول المسؤول الاميركي الى إسرائيل، بحسب «يديعوت أحرونوت»، على خلفية وجود خيام «حزب الله» على «الأراضي الإسرائيلية منذ أكثر من شهرين، الأمر الذي زاد حدة التوتر. ويعمل الأميركيون خلف الكواليس من أجل التهدئة التي يعتقد أنها أدت إلى تفكيك الخيمة الأولى».

 

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان إن «نتنياهو التقى هوكشتاين، وناقشا القضايا الإقليمية والمسائل المتعلقة بالتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

 

وأشارت «يديعوت أحرونوت» الى أنّ المؤسسة الأمنية الاسرائيلية «أعدّت خيارات عدة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية لإخلاء الخيمتين، بما في ذلك المواجهة لإزالتهما». وقال مسؤولون أمنيون كبار قبل نحو أسبوع «إن إسرائيل لن تقبل بالوجود الدائم للخيمتين، هو استفزاز وليس تهديداً أمنياً لإسرائيل، ولكن هناك خوف من التقدم الزاحف لـ»حزب الله» وفرض الحقائق على الأرض».

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

واشنطن تتوسط بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البرية

القوات الدولية ترعى المفاوضات وتستضيفها في الناقورة

  محمد شقير

 

رأى مصدر سياسي بارز في ضوء تقييمه للقاءات التي عقدها قائد قوات الـ«يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان الجنرال أرولدو لازارو مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، سعياً وراء استيعاب أي مواجهة محتملة بين «حزب الله» وإسرائيل على خلفية مطالبتها بإزالة الخيمتين اللتين نصبهما الحزب في مزارع شبعا المحتلة، أن تفادي المواجهة يكمن في التحضير لعقد اجتماعات ثلاثية بين لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة بوساطة أميركية ترعاها القوات الدولية في مقر قيادتها في الناقورة، وتتولى التفاوض حول ترسيم الحدود البرية بين البلدين.

 

وكشف المصدر السياسي البارز لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الموقف أبلغه الجانب اللبناني إلى الجنرال لازارو، وكرره بوحبيب لدى اجتماعه بسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي تتحضر للسفر إلى نيويورك لإعداد تقريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة استعداداً لمناقشة تقريره الدوري في 20 يوليو (تموز) الحالي حول سير العمل لتطبيق القرار 1701 تمهيداً للتجديد للقوات الدولية في نهاية الشهر المقبل.

 

وأكد أن جميع الذين التقوا أركان الدولة اللبنانية، إلى جانب العماد جوزيف عون، أُحيطوا علماً بأن لبنان لن يطلب من «حزب الله» إزالة الخيمتين المنصوبتين داخل الأراضي اللبنانية، فيما تستمر إسرائيل في قصفها للجزء الشمالي من بلدة الغجر الذي يعد أرضاً لبنانية. وقال إن الجنوب يقف الآن أمام معادلة تقوم على إزالة الخيمتين في مقابل إخلاء إسرائيل للمنطقة التي تحتلها.

 

ورأى المصدر نفسه أن المواجهة المفتوحة في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» ما زالت خاضعة لمعادلة توازن الرعب، انطلاقاً من عدم المساس بقواعد الاشتباك التي تخضع لها المنطقة منذ صدور القرار الدولي 1701 الذي كان وراء وقف «حرب تموز 2006»، وتوقع أن يحتل الوضع الراهن في الجنوب حيزاً من الخطاب الذي يلقيه اليوم أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاندلاع هذه الحرب، من دون أن يستبعد تركيزه على معادلة توازن الرعب التي ترعى الصراع مع إسرائيل.

 

ولفت إلى أن ترسيم الحدود البرية يبقى المخرج الوحيد لتفادي المواجهة العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل التي في حال حصولها تبقى محدودة ولن تؤدي إلى الدخول في حرب يمكن أن تعيد خلط الأوراق، لأن لا مصلحة للطرفين في خوض مثل هذه الحرب، وعد أن إعطاء الأولوية للدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية يبقى الخيار الذي يحظى بغطاء دولي، ويشكل استكمالاً للإنجاز الذي تحقق في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

 

وأكد أن لا مصلحة للبلدين في تعريض إنجاز ترسيم الحدود البحرية إلى انتكاسة عسكرية مع استعداد لبنان لبدء الحفر في مياهه الاقتصادية الخالصة للتنقيب عن النفط من قبل شركة «توتال» الفرنسية بالشراكة مع دولة قطر.

 

وقال إن أي مواجهة ستبقى تحت السيطرة، خصوصاً وأن بدء التفاوض لترسيم الحدود البرية يتطلب إعطاء فرصة لواشنطن التي أبدت استعدادها للقيام بدور الوسيط بين البلدين، إضافة إلى أن لا مصلحة للحزب في الانجرار إلى حرب تطيح بالآمال المعقودة على تدفق مئات الألوف إلى لبنان لقضاء العطلة الصيفية التي من شأنها أن تسهم في تحريك العجلة الاقتصادية التي تتدحرج نحو الانهيار الشامل.

 

ولفت إلى أن تحضير الأجواء لانطلاق الاجتماعات لترسيم الحدود البرية يعني العودة لاتفاق الإطار الذي كان رسمه الرئيس بري وأدى إلى إزالة العقبات أمام الدخول في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، مع أنه أكد على التلازم بين الترسيم البحري والبري الذي لقي تفهّماً من واشنطن، وإن كانت أعطت الأولوية للجانب البحري منه، لتعود اليوم لتبدي استعدادها للتوسط لاستكمال الشق البري.

 

وقال المصدر نفسه إن هناك ضرورة للمباشرة بمفاوضات لإنهاء النزاع حول ترسيم الحدود البرية، لأن لبنان لم يعترف بالخط الأزرق كونه يتعارض مع خط الانسحاب النهائي، وكان سبق للبنان أن سجل تحفّظه عليه لوجود خروقات إسرائيلية في أكثر من نقطة، إضافة إلى أن هناك نقاطاً لم يتم تثبيتها حتى الآن، علماً أن هذه النقاط تمتد من الجزء الشمالي من الغجر إلى رأس الناقورة، حيث تستمر إسرائيل باحتلالها في المنطقة المعروفة بخط (B – 1) البحري، وهذا ما سجله لبنان في المحضر الخاص باتفاقية ترسيم الحدود البحرية.

 

وأكد أن تحفظ لبنان على عدد من المناطق المتنازع عليها كان أُبلغ إلى الأمم المتحدة ولا يزال لبنان يطالب بتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها جزءاً من أراضيه، وجميع هذه النقاط تقع على خط الانسحاب، فيما استبعد أن يواجه التجديد للقوات الدولية أي مشكلة ويُفترض أن يتلازم مع بدء التحضير لانطلاق المفاوضات لترسيم الحدود البرية.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

   الرئاسة في الثلّاجة .. والحاكمية ضحية جمهورية بلا رأس

على وقع فراغ رئاسي يطول ويتمدّد، وسط انقسام سياسي عمودي متعاظم حول الاستحقاقات الدستورية والاقتصادية والمالية والمصرفية وما يرافقه من انهيارات متلاحقة على مستويات معيشة اللبنانيين وأمنهم، تحلّ اليوم الذكرى السنوية الثامنة عشرة لمحاولة اغتيال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، التي نجتّه العناية الالهية منها بأعجوبة، وخرج منها شهيداً حياً وشاهداً على الارهاب الذي جال في البلاد وصال، قبل أن ينتصر الدم عليه ويخرج لبنان منه اقوى، رغم كل الويلات السياسية والأزمات المعيشية التي يعيشها اللبنانيون، نتيجة عجز السلطة وفساد المنظومة السياسية المتنوعة التلاوين التي تعاقبت على الحكم وأوصلت لبنان الى هذا الدرك الخطير.

لا سباق بين رئاسة الجمهورية وشغور حاكمية مصرف لبنان، فالاستحقاق الاول دخل، او أُدخل، الى الثلاجة، فيما الآخر على نار الجبهات التي يتربص بعضها البعض، فحتى الآن وبعد اقل من اسبوع على بيان نواب الحاكم الأربعة التحذيري، وقبل اسبوعين على بداية العدّ العكسي لخروج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من «قلعته» التي تحصّن فيها على مدى ثلاثين عاماً ودشّمها بأسلحة تحوّلت لغزاً في السياسات النقدية والمالية التي ادّت الى ما ادّت اليه الى اليوم، لا يزال الغموض يلف آلية التسلّم. ومع سقوط احتمالي تعيين حاكم جديد والتمديد للحاكم الحالي، بقي الإجراء الدستوري المتاح هو تسلّم النائب الاول للحاكم وسيم منصوري مهمّات الحاكم بالوكالة، لكن الاخير، وبحسب معلومات «الجمهورية»، يرفض الطريقة التي يريدها بعض القوى السياسية له في التسّلم، وهي دفعه الى الجبهة وتجريده من الأسلحة.

 

وقالت مصادر نواب الحاكم الاربعة لـ«الجمهورية»: «يتسلّم منصوري مهمّة الحاكم في حالتين: الاولى ان يتمّ إقرار الخطة الاصلاحية والقوانين التي أُحيلت الى المجلس النيابي، ويُطلب منه العمل على اساسها، ونحن سندعمه بكل خطواته. واما اعطاؤه التغطية لخطّة أعدّها واضطلعنا عليها، وهي اجراءات وحلول ليست عاطلة وفق الأصول والمتاح، فيكون هو مسؤول عن السياسة النقدية بغطاء من الحكومة والمجلس النيابي لتسيير البلد بالتي هي أحسن في ظلّ الشغور الذي يتمدّد الى كل المؤسسات.. أما أن يتسلّم منصباً من دون خطة، وممنوع عليه اتخاذ الاجراءات المناسبة وأن يستمر في ما لسنا مقتنعين به، فهذه معضلة حقيقية ولا حماس لمنصوري ولأي منا للتسلّم… فلا مصلحة لأي جهة بتسلّم كرة النار من دون تغطية سياسية ومن دون أدوات، وكل رجل دولة يعلم انّ هذا الامر هو ممر إلزامي لتسلّم مهمّات الحاكمية، فيصبح النائب الاول كمن يُعطى تذكرة سفر ولا مطار ولا طائرة».

 

الاستحقاق الرئاسي

 

على جبهة الاستحقاق الرئاسي، لم يتبدّل اي شيء في مشهد الجمود والانتظار الذي يطبعه، وكان التطور الوحيد امس ما تردّد من معلومات عن انّ اللقاء الخماسي العربي الدولي سينعقد الاثنين المقبل في قطر، وانّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيشارك فيه ويعود بعده الى باريس ليعود منها لاحقاً الى لبنان.

نفي سعودي

 

وكان اللافت امس، ما نقله «موقع لبنان الكبير» عن مصدر سعودي، تأكيده «انّ كل ما يتمّ التداول به عن مبادرات تدعمها المملكة العربية السعودية لتكوين تكتلات نيابية سنّية او غيرها، غير صحيح».

 

وشدّد المصدر، على انّ المملكة لم تكلّف أحداً أو اي شخصية بتمثيلها او تكوين تكتل او المبادرة، فالممثل الوحيد للمملكة هو السفير السعودي وليد بخاري. وأي مبادرات من اشخاص يدّعون تمثيل المملكة فهي مبادرات «مشبوهة». ولفت الى «انّّ المملكة على موقفها الثابت تجاه لبنان وأمنه واستقراره وإتمام الاستحقاقات الدستورية والاصلاحات والالتفات الى مصلحة لبنان واللبنانيين».

 

وكان ملف الاستحقاق والمبادرة الفرنسية وما هو منتظر من «لقاء باريس الخماسي» مدار بحث بين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وعضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة، الذي زاره امس في اليرزة.

ونُقل عن حمادة قوله، انّ لودريان سيكون الاثنين في الدوحة لينضمّ للمرة الأولى الى اجتماع اللجنة الخماسية وهو اجتماع مفصلي». ولفت إلى انّ «لودريان سيعود الى بيروت قبل نهاية تموز الجاري وتحديداً بين 17 و26 منه، بعد زيارته لقطر والسعودية، وانّ رعاية الحوار يجب أن تكون من الدول الصديقة للبنان». وأضاف: «الحوار يجب أن يقتصر في هذه المرحلة على الرئاسة، وقبل انتخاب رئيس لا فريق داخلياً محدّداً يمكنه رعايته وطرح السلّة المتكاملة مخالف للدستور ولا لـ«الدوحة 2».

 

«الحزب» و«التيار»

 

والى ذلك، في الوقت الذي تتحدث معلومات متواترة عن ارتفاع وتيرة التواصل بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وتشي بإمكان تلاقي الطرفين قريباً للبحث في طريقة التعاطي مع الاستحقاقات الماثلة، والتي يتصدّرها الاستحقاق الرئاسي، قال رئيس «التيّار» النائب جبران باسيل أمس: «عاودنا التحاور مع «حزب الله» في ذهنية إيجاد الحل، ونأمل ان يتكثف هذا الحوار في سبيل ايجاد الحل، ومن الطبيعي تفضيل الحوار على التصادم، والجلسة الانتخابية الاخيرة اظهرت بشكل قاطع انّ مرشح الثنائي اصطدم بحائط مسدود ولم يبلغ العتبة التي تبرّر بقاءه كمرشح، وهذا ما يضعنا امام معادلة جديدة مفادها انّ اي عناد من هذه الجهة سيقابله عناد من الجهة الاخرى، والعكس صحيح، اي مرونة ستُقابل بمرونة على أساس الاتفاق والتلاقي».

 

واضاف: «لا ننصح أحداً بالمراهنة على تغيير موقفنا لانّ الركائز ثابتة ولا تتبدّل مع الوقت، خصوصاً اذا كان يتعلق الامر بفرض رئيس جمهورية، فرئاسة الجمهورية ليست موضوع بازار سياسي بل موضوع تشاوري تفاهمي، ولا يمكن أن نغطي عملية حذف لمكوّن وطني بكامله، واللامركزية الادارية حق والصندوق الائتماني هو واجب من اجل حقوق المودعين، ولا حياة في لبنان من دون دولة ولن نقبل ان نكون جزءاً من مشروع محاصصة».

 

وأضاف: «نقدّر كثيراً الجهود الفرنسية وندعو لاستمرارها على قاعدة مساعدة اللبنانيين للاتفاق وليس لفرض رئيس عليهم، والحوار مقبول او مرغوب اذا كان يمرّر حلولاً، لكن مرفوض اذا كان لتمرير الوقت وانتظار ظروف ليتمكن فريق من فرض مرشحه».

 

معادلة win win

 

وفي غضون ذلك، فيما ينشغل الداخل اللبناني بأزمة الرئاسة وينتظر حوار لودريان الذي لم تتضح معالمه بعد، بقيت الأنظار موجّهة الى الجنوب اللبناني وبالتحديد الى قرية الغجر، حيث فشلت الوساطات الديبلوماسية في ازالة الخيمتين اللتين نصبهما «حزب الله» في مزارع شبعا مقابل النقطة التي تمدّد فيها جيش العدو الاسرائيلي في بلدة الغجر وقضمه الجزء اللبناني منها، في خرق فاضح للقرار 1701 والخط الازرق، ويُعمل حالياً على اتفاق يقضي بعودة الارض التي قضمها العدو الى السيادة اللبنانية مقابل إزالة الخيمتين اي معادلة win win ( رابح رابح) لتسوية الامر.

 

واستبعد مصدر عسكري رفيع في حديث لـ«الجمهورية»، ان يؤدي هذا الامر الى حرب. مؤكّداً «انّ الامور تحت السيطرة، وانّ المأزق الذي وصلت اليه اسرائيل جعلها تحتاج لأي حل يُنزلها عن الشجرة بعدما تمكّن الجيش والمقاومة من تحقيق انتصار في سياسة الردع في المنطقة».

 

شكوى ضد اسرائيل


 

وفي الوقت الذي تواصلت اللقاءات على اكثر من مستوى بين لبنان وقيادة القوات الدولية حول الوضع في بلدة الغجر، وما تبلّغه قائدها اول من امس في بيروت من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك، بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي، حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري، ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يُضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).

 

وطلبت الوزارة إدانة هذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والإنسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة.

 

وفي هذه الاجواء، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أصدره لمناسبة الذكرى الـ17 للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، انّ «الخلاف والاختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والاستحقاقات على أهميتها تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجّهاتهم وانتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نيات إسرائيل العدوانية المبيتة ضدّ لبنان إنتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً ،وهذه المرّة انطلاقاً من ضمّ قوات الإحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر واستمرار إحتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا». واعتبر انّ «مقياس الإنتماء الوطني والدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية ليس وجهة نظر، فهو يبدأ من الجنوب في مواجهة عدوانية اسرائيل وأطماعها، ثباتاً ووحدة وطنية لا تقبل التنازل او التفريط بذرة تراب لبنانية من أعالي العرقوب الى رأس الناقورة».

 

والى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، انّ المنسق الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين وصل إلى تل أبيب امس لمناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضافت، أنّه في خضم التوترات المتزايدة بين إسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية، وكذلك مع واشنطن، التقى هوكشتاين أيضًا بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وبحثا في تطورات التطبيع مع السعودية، بالإضافة إلى التوتر مع «حزب الله»، على خلفية إطلاق صواريخ من لبنان، وردّ إسرائيل بقصف مدفعيّ.

 

الوضع خطير

 

من جهة ثانية، أشار المرصد الاوروبي للنزاهة في لبنان، إلى أنّه «يُحاكم الحاكم الحالي للبنك المركزي اللبناني رياض ‏سلامة أمام محاكم سبع دول أوروبية بتهمة الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع ‏والتزوير واستعمال المزور، وصدرت مذكرتا توقيف دوليتان بحقه من الإنتربول بناء على طلب ‏فرنسا وألمانيا».‏ وقال: «على رغم من كل شيء لا يبدو أنّ رياض سلامة قلقاً في لبنان، ويحتفظ بمنصبه ‏محميًا بالعدالة المحلية والطبقة السياسية في السلطة». واعتبر المرصد «انّ الأسوأ من ذلك انّه يبدو أنّ ‏هناك من يسعى بنحو او بآخر الى تجديد ولاية سلامة التي تنتهي في تموز 2023 ، رغم كل الصعاب»، ‏مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ تعيين حاكم جديد للبنك المركزي يتطلّب وجود رئيس للجمهورية اللبنانية وهو ‏منصب لا يزال شاغرًا حتى الساعة، وحكومة تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وهو ما لا ينطبق على ‏الحكومة الحالية التي استقالت، وهي مسؤولة عن إدارة الأعمال اليومية في لبنان».‏

 

وشدّد المرصد على انّه «قانوناً يجب أن يقوم نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة بتسيير أمور المرفق ‏العام الذي هو مصرف لبنان، الى حين تعيين بديل لسلامة، لكن صنّاع القرار في لبنان يحاولون بكل ‏الوسائل إعادة تعيين سلامة ودفع نواب الحاكم الأربعة الى التهديد بالاستقالة من مناصبهم».‏‎ ‎ورأى «أنّ هذا الوضع خطير ويهدّد بدفع بلاد الأرز إلى مزيد من الفوضى والدمار». ولفت المرصد «أنظار البرلمانيين وصنّاع القرار في أوروبا إلى خطورة هذا الوضع». وحضّهم على «‏التدخّل من دون تأخير لتلافي الأسوأ في لبنان».

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

هوكشتاين في تل أبيب لإحتواء التصعيد.. ومظلَّة الخماسي لضبط إيقاعات الفراغ!

باسيل يهادن الحزب ويشتبك مع جنبلاط وعون.. ولا حماس لجلسة حكومية قريباً

 

على أبواب مباشرة شركة توتال – انرجي الفرنسية التنقيب عن النفط والغاز في الحوض التاسع، بدا ان لبنان، الذي يعيش ازمة سياسية – رئاسية – كيانية مستعصية، ليس متروكاً لقدره، فهو محاط بشبكة امان دولية – اقليمية – محلية، للحؤول دون انحدار التأزمات الى نقطة الانفجار، وبالتالي «التساكن الاضطراري» مع خلو الرئاسة الاولى تمهيداً للتوافق، عبر الحوار، او غيره على رئيس جديد للجمهورية.

دولياً، ارسلت الولايات المتحدة الاميركية الوسيط في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الى تل ابيب على عجل، في مهمة محددة، تقضي باحتواء ضم اسرائيل الشطر الشمالي من قرية الغجر، واصرار حزب الله على نصب خيمتين في مزارع شبعا، داخل الاراضي اللبنانية، بالتزامن مع إيعاز وزارة الخارجية والمغتربين الى بعثة لبنان في الامم المتحدة الى تقديم شكوى ضد اسرائيل للخطوة المعادية التي اقدمت عليها جنوباً.

على مستوى اللجنة الخماسية الفرنسية الاميركية العربية، وصلت الى بيروت معلومات ان الاجتماع الخماسي سيعقد مطلع الاسبوع في الدوحة، لبحث مسألتين: عقد طاولة حوار للاطراف اللبنانية، خارج او داخل لبنان، والبحث عن خيار ثالث للرئاسة، في اشارة الى الاتجاه الى قائد الجيش العماد جوزاف عون.

وحضر هذا الموضوع امس في لقاء في منزل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري في اليرزة، بينه وبين سفير قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، اذ جرى التطرُّق الى اللقاء الخماسي الاسبوع المقبل، وما يمكن ان ينجم عنه تجاه الوضع في لبنان.

ولم يتضح تماماً، ما اذا كان الوسيط الفرنسي جان – ايف لودريان سيشارك في الاجتماع ام لا، او اية تحركات له بين الرياض او طهران قبل المجيء الى بيروت.

وفي السياق، لم يتبلغ اي مسؤول لبناني رسمياً اي موعد لمجيء لودريان، الامر الذي لا يمكن الجزم معه، ما اذا كان سيصل الاسبوع المقبل ام ان موعد مجيئه سيتأخر.

وفي السياق، ذكر مصدر دبلوماسي ان لا اساس لما يتردد عن مبادرة مدعومة من المملكة العربية السعودية لتكوين كتلة نيابية سنية لدعم المرشح الرئاسي جهاد ازعور، ولا صحة لتكليف المملكة اي شخص بمبادرات سعودية، فبوجود سفير للمملكة في بيروت لا حاجة لأي وسيط.

داخلياً، كشف النائب جبران باسيل، بعد اجتماع تكتل لبنان القوي عن استئناف الحوار مع حزب الله. في موازاة الحوارات المستمرة مع سائر الافرقاء بشكل مباشر او غير مباشر، وذلك لايجاد حل من دون فرض اي شروط مسبقة، واصفاً الحوار انه بدأ بوتيرة جيدة وايجابية، معرباً عن امله ان يتكثف للوصول الى نتائج تأتي بالمنفعة على الجميع.

ومقابل مهادنة حزب الله، والاشتباك مع قائد الجيش والفريق الجنبلاطي الذي يحرص على تعيين رئيس للأركان، لوّح باسيل بالتصعيد مشيراً الى أن «اي محاولة للتعيين العسكري بخلاف الدستور تتخطى وزير الدفاع سنعتبرها انقلاباً عسكرياً حقيقياً ولن نسكت عنه». وقال: اذا لم ينتخب رئيس، وحصل فراغ في المجلس العسكري، فهناك مبدأ «الأمرة» والتراتبية، ولها قواعدها المعروفة، وطبقت في الامن العام، وأي محاولة للتعيين خلاف الدستور ستكون انقلاباً.

وفي ما خص استلام النائب الاول لحاكم مصرف لبنان الصلاحيات اعتبر أن الموقف سليم قانونياً، لكنه طالب بحارس قضائي.

لا تعيينات

ازاء هذه الصورة، وفي ضوء ما نقل عن موقف مستجد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجهة رفض التعيينات أياً كانت، علمت «اللواء» ان التريث سيد الموقف في ما خص الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بصرف النظر عن جدول الاعمال، مع صرف النظر كلياً عن الاقدام على اية خطوة تعيين في هذه المرحلة.

وفي المعلومات ان الرئيس ميقاتي يعيش مرحلة من المراجعة، في ضوء التجاذب السياسي الحاصل، والضغوطات على عمل مجلس الوزراء، وهو على «هيئة تصريف اعمال».

وذكرت المعلومات ان لا حماس لدى رئيس حكومة تصريف الاعمال الى الدعوة لعقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات على الصعيد الرئاسي، في ضوء استمرار المبادرة الفرنسية وتحرك لجنة اللقاء الخماسي.

إذاً بقي الوضع الحكومي متأرجحاً بين عقد «جلسة للضرورة» وبين تعثر معالجة مصير حاكمية مصرف لبنان وملء الشغور في المؤسسة العسكرية. وسط دعوة من مصدر وزاري بارز عبر «اللواء» الى «عقد جلسات للحكومة ليس بالضرورة لإتخاذ قرارات او توقيع مراسيم نيابة عن رئيس الجمهورية، بل للنقاش في المراسيم واهمية كل مرسوم لتقرير توقيعه او لا. عدا مناقشة الامور الطارئة والضرورية وسبل معالجتها واتخاذ القرار بشأنها».

واشار المصدر الى ضرورة معالجة قضايا الناس الحياتية الاساسية، لكنه قال: حتى عقد جلسة لمعالجة قضايا الناس مرفوضة في ظل هذا الاحتقان القائم.

واكد المصدرضرورة «ملء الشواغر في حاكمية مصرف لبنان والمراكز المهمة الاخرى لا سيما المجلس العسكري، لكن بالتوافق بين كل الاطراف السياسية التي هي داخل الحكومة وخارجها».

لكن المصدر يستدرك بالقول: في حال لم يتم التوافق على تعيين الحاكم لا بد عندها من تطبيق القانون بتسلم النائب الاول المنصب لحين تعيين حاكم اصيل.

لقاءات بخاري

وسجل في الحركة السياسية امس، زيارة عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة، الى السفير السعودي في لبنان وليد بخاري. وجرى خلال اللقاء «البحث في ما آلت إليه الأوضاع في لبنان من جوانبها كافة، وصولاً إلى اللقاء الخماسي المرتقب الأسبوع المقبل، والذي يعوّل عليه في إطار الجهود المبذولة من قبله لخروج لبنان من أزماته».

وفي هذا المجال، أثنى حمادة «على الدور الطليعي والتاريخي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لدعم لبنان، إذ كانت إلى جانبه في حقبات ومراحل مفصلية، وكانت له السند والداعم على كل المستويات، ناهيك إلى وجود جالية لبنانية هي الأكبر في دول الخليج، والتي تحظى بمعاملة أخوية من المسؤولين السعوديين».

والتقى السفير بخاري رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير، يرافقه رئيس إتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية وسام عريس، الذي تم انتخابه خلفاً للراحل سمير الخطيب، وعضوا مجلس إدارة الإتحاد هادي سوبرة ورجا الخطيب. وكانت الزيارة مناسبة للتداول بالمستجدات في لبنان، والنشاطات التي يقوم بها إتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية وبرنامج عمله المستقبلي لا سيما لجهة تنمية العلاقات الإقتصادية وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص اللبناني والخليجي.

وإستقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، سفير إيران في لبنان مجتبى اماني وعرض معه الأوضاع العامة، وكان تأكيد على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن.

وأعرب السفير اماني للبطريرك الراعي «عن استعداده للمساعدة، كما تطرق الحديث الى ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بكرامة من أجل الحفاظ على تاريخهم وتراثهم».وبعد الزيارة غادر السفير اماني دون الادلاء بأي تصريح.

كما استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، حيث جرى عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لم يبرز حتى الآن التوجه الذي يتبع في ملف حاكمبة مصرف لبنان قبيل انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة مشيرة إلى أنه انطلاقا من قانون النقد والتسليف فإن نائب الحاكم الأول وسيم منصوري هو يتسلم المهام وإنما منصوري قد يعقد لقاءات حاسمة قبل حسم موقفه مع العلم انه لم يحبذ استلام هذه المهمة.

وقالت هذه المصادر أن الملف سيأخذ مداه في الأيام القليلة المقبلة، ولفتت إلى أن التيار الوطني الحر وبعض الأفرقاء يصدرون تباعا مواقف من هذا الملف الذي يتحول إلى كرة نار ترفض الحكومة تحمله، في ضوء ما سينجم عن اجتماع المجلس المركزي للمصرف ولقاء الحاكم رياض سلامة مع نوابه الاربعة، الذين وقعوا البيان الشهير بالمطالبة بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان قبل نهاية ولاية سلامة في 31 تموز الجاري.

تطورات قضية الغجر

في تطورات قضية بلدة الغجر، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي، حول تكريس الجانب الإسرائيلي إحتلاله الكامل وإستكمال ضم الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري، ما يشكّل خرقاً فاضحاً وخطيراً، يضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701العام 2006.

وأعلنت الوزارة في بيان أنها طلبت من البعثة إدانة هذا الخرق المتعمد للسيادة اللبنانية والإنسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة.

وفي إطار إستكمال المساعي الدبلوماسية والتحضيرات للمناقشة الدورية لتقرير الأمين العام للأمم المتّحدة حول تطبيق القرار 1701 المزمع إجراؤها في 20 تمّوز 2023، ومتابعة لطلب تمديد ولاية قوّة الأمم المتّحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في نهاية شهر آب 2023، التقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب بسفراء الصين واسبانيا واليابان اليوم، وقد تمّ بحث السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتد إلى خراج بلدة الماري، وتمّ إبلاغهم بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وإنسحاب إسرائيل من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقاً للقرار 1701، طالباً المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروقات اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الإستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة.

كما تمّ التداول بموضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا، وشدّد الوزير بوحبيب «على أهميّة إستكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الإجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والإستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة».

وفي السياق، أفادت القناة «12» العبرية، اليوم، عن لقاء أجراه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة سريّة لبحث قضية خيام «حزب الله» التي اقامها ف الارض اللبنانية قرب الحدود، وفي تطبيع العلاقات مع السعودية.

وأشارت القناة إلى أنّ جدول أعمال هوكشتاين «تضمّن البحث في جهود الوساطة الأميركية لتهدئة الوضع والتوترات مع حزب الله» عند الحدود.

وينص المقترح الأميركي، بحسب القناة «12» على سحب خيام «حزب الله» وعناصره مقابل وقف بناء الجدار الأمني الإسرائيلي في قرية الغجر الذي يعتبره الحزب اللبناني انتهاكاً للسيادة.

وكان «حزب الله» قد أقدم منذ أسابيع على نصب خيمتين في أراض تعتبرها إسرائيل تابعة لها، قبل أن يزيل واحدة منها قبل أيام مبقياً على الأخرى.وهددت تل أبيب بأنها ستقوم بإزالة الخيمة بالقوة ولو كلفها ذلك «أياماً من القتال» بحال فشل الطرق الدبلوماسية.

وفي انتظار كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في ذكرى حرب تموز 2006حيث يفترض ان يتطرق الى التطورات من كل جوانبها، إعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ17 للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز، ان «الخلاف والإختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والإستحقاقات على اهميتها تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نوايا إسرائيل العدوانية المبيتة ضد لبنان، إنتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً، وهذه المرة انطلاقاً من ضم قوات الإحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر وإستمرار إحتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

وأضاف: وبعد سبعة عشر عاما على تاريخ أرادته اسرائيل نقطة انكسار للبنان، فحوله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحول وإنتصار، واثبتوا عجز القوة الاسرائيلية على مدى 33 يوماً عن كسر ارادة اللبنانيين في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة .

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«الخماسية» تجتمع في الدوحة الأسبوع المقبل بحضور لودريان لبحث ملف لبنان

مخارج لأزمة «المركزي» تُبحث اليوم خلال اجتماع سلامة مع نوابه الاربعة

موجة الحر تبدأ اليوم وتصل الى ذروتها الجمعة… تحذيرات بيئية من خطر الحرائق – صونيا رزق

 

في الوقت الذي تضاربت فيه المعلومات، عن توقيت الزيارة الثانية للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، ما بين الاثنين المقبل او نهاية الشهر الجاري، افيد عن اجتماع للدول الخمس: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، لبحث ملف لبنان سيعقد يوم الاثنين 17 الجاري في الدوحة، وسيمثل الجانب الفرنسي الوزير السابق لودريان، والسفير الفرنسي في الدوحة جان باتيست فيفر، الذي سبق له ان عمل مستشاراً في السفارة الفرنسية في لبنان، ثم مساعداً لمدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية. على ان يمثّل الجانب الاميركي احد الدبلوماسيين، الذي قد ينوب عن مساعدة وزير الخارجية للشرق الأوسط باربرا ليف بسبب إجازتها، أما السعودية فسيُمثّلها الفريق المتابع للملف برئاسة نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وعلم بأن التواصل الفرنسي سيكون فاعلاً مع ايران لوضعها في صورة ما يحصل من محادثات. وسيبحث المجتمعون الملف الرئاسي اللبناني وكيفية إيجاد حل له.

 

الى ذلك، لا يبرز تفاؤل كبير في هذا الاطار، وفق مصادر سياسية مواكبة ومطلعة لما يجري، أشارت لـ«الديار» الى صعوبة حدوث أي اختراق قريب، وإن حمل لودريان معه طرحاً لعقد طاولة حوار برعاية دولية حول خيار ثالث، والاقتراح سيكون طاولة مصغّرة في قصر الصنوبر، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري يريدها موسّعة وفي المجلس النيابي، اي انّ الخلاف بدأ من هذه النقطة، وبالتالي فما حصل سابقاً لا يشجع ، وهنالك شكوك في إمكان نجاح مهمة الموفد الفرنسي، وسط تعنّت معظم السياسيين اللبنانيين.

بكركي تعوّل رئاسياً على الفاتيكان

 

رئاسياً، علمت «الديار» بأنّ بكركي تعوّل كثيراً على حاضرة الفاتيكان في الملفات الهامة، وتتشارك الاوضاع اللبنانية عامة مع السفير البابوي، الذي ينقل حقيقة ما يجري في لبنان، مع الإشارة الى انّ زيارات كثيرة يقوم بها مسؤولون مسيحيون الى هناك، من ضمنهم شخصيات من الرابطة المارونية، ينقلون حقيقة الواقع المسيحي، ويعتقدون أنّ الفاتيكان قد يكون الاهم في إطار مساعدة لبنان والمسيحيين عموماً، وانطلاقاً من هنا لا تغيب الاتصالات مع بكركي للمساهمة في الحل.

 

بدوره أعطى الكرسي الرسولي دفعاً لسيّد بكركي، بضرورة وصول الرئيس التوافقي الذي يوافق عليه الصرح، اي الذي لا يشكل استفزازاً لأحد، انطلاقاً من معرفة الفاتيكان بوضع لبنان الدقيق سياسياً وطائفياً.

 

ماذا سينتج اجتماع الحاكم

ونوابه الاربعة؟

 

في إطار المناصب الهامة التي تتجه نحــو الشغور قــريباً، يبرز منصب حاكمية «المركزي» الذي تنتهي ولايتــه نهاية الجاري، وسط حلول ومخارج مقترحة ســيعرف مصــيرها اليوم خلال اجتماع الحاكم رياض سلامة ونوابه الاربعة، والتي تتجه نحو تكليف النائب الاول للحاكم وسيم منصوري، بعدما حسمت مسألة تعيين حاكم جديد او التمديد لسلامة، من خلال رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي منعاً لتفاقم الخلافات في ما يخص الصلاحيات، لانّ الحل لملء الشغور هو في تطبيق القانون الذي يخوّل صلاحياته لنائبه منصوري، كما قال ميقاتي.

شكوى لبنان ضد «اسرائيل»

 

امنياً وعلى الخط الجنوبي، وبالتزامن مع التوتر السائد فــي جنوب لبنان مع مطالبة «اسرائيل» بإزالة الخيمتين اللتين وضعهما حزب الله في مزارع شبعا، فيما طــلب لبــنان انسحاب الاسرائيليين من الجزء الشمالي لبلدة الغجر وفقًا للقرار 1701، أوعزت الخارجية اللبنانية الى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد «اسرائيل» لاحتلالها الكامل واستكمال ضم الجزء الشمالي لبلدة الغجر، مع إدانتها لهذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبــنانية المحــتلة.

كلمة هامة مساء اليوم لنصرالله

 

في السياق ولمناسبة مرور 17 عاماً على حرب تموز 2006، يلقي الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله كلمة وصفت بالهامة، عند التاسعة الا ربعاً من مساء اليوم عبر قناة «المنار» يتحدث خلالها عن مسألة الغجر وخيمتي حزب الله في المنطقة المحاذية، إضافة الى ملفات وقضايا الساعة، من الملف الرئاسي الى فراغات مرتقبة في مواقع هامة كحاكمية «المركزي» وقيادة الجيش.

بري في ذكرى حرب تموز: تاريخ حوله اللبنانيون الى انتصار

 

في المواقف، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ 17 للعدوان الاسرائيلي على لبنان، في تموز من العام 2006، «ان الخلاف والاختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والاستحقاقات على أهميتها، تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب ألا تحجب الرؤية لدى جميع اللبنانيين، على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية، حيال نيات إسرائيل العدوانية المبيتة ضد لبنان انتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً ، وهذه المرة انطلاقاً من ضم قوات الاحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر، واستمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

 

وأضاف: «بعد سبعة عشر عاماً على تاريخ أرادته اسرائيل نقطة انكسار للبنان، حوله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحوّل وانتصار، واثبتوا عجز القوة الاسرائيلية على مدى 33 يوماً عن كسر ارادة اللبنانيين، في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة».

حادثة الحضانة تتفاعل… والرخصة سُحبت منها

 

بعد حادثة تعنيف الاطفال في حضانة Garderêve في جديدة المتن، التي هزتّ لبنان بأكمله، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، انه تقرّر سحب رخصة الحضانة وإقفالها نهائياً، وتوقيف مالكة الحضانة والموظفة التي عنفّت الاطفال، واشار الى انّ فرق الوزارة بدأت بجولات رقابية على دور الحضانة، وسيدعو الى اجتماع طارئ للجنة حماية الأحداث، مشدّداً على ضرورة خضوع جميع العاملين فيها للتدريب، واكد انه سيتم إخضاع جميع الأطفال في الحضانة المذكورة للفحص الطبي.

موجة حر شديد اتية من شبه الجزيرة العربية

 

مناخياً، يتأثر لبنان بكتل هوائية حارة وجافة مصدرها شبه الجزيرة العربية، تؤدي الى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بخاصة في الجنوب والداخل اعتباراً من اليوم، مع ارتفاع اضافي ملموس، مع تحذير من خطر اندلاع الحرائق في الأماكن الحرجية.

 

على ان ترتفع اكثر غداً الخميس وتصل الى ذروتها يوم الجمعة خاصة في الجبال حيث تلامس ال40 درجة مع ارتفاع في نسبة الرطوبة، مما يزيد الشعور بالحــر الشــديد.

تنبيه هام من وزارة البيئة

 

في غضون ذلك، حذرت وزارة البيئة من ارتفاع مؤشر خطر الحرائق خلال الأيام المقبلة، وعلى وجه الخصوص اعتــباراً من يوم غد الخميس، وفي أغلبية المنــاطق اللبــنانيــة، وشدّدت على ضرورة انتــباه الجميع، الى أهمية اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، والتعامل بحذر تام مع أي مصدر للنار، وعدم اشعال النيران في الاماكن الحرجـية لأي ســبب.

وتحذير من مرصد الحرائق في البلمند

 

وفي السياق أشارت توقعات مرصد الحرائق في جامعة البلمند، الى تعرّض بعض المناطق ذات الغطاء النباتي وبخاصة في عكار، المنية والضنية والبترون وبعبدا والمتن، والشوف وجزين وبنت جبيل والنبطية، بالإضافة الى المناطق الداخلية في البقاع، الى ارتفاع في مؤشر خطر الحرائق خلال الأيام المقبلة.

 

وطلب المرصد من البلديات ومراكز الاحراج وإدارات المحميات الطبيعية، باتخاذ جميع التدابير الوقائية لحماية الناس والغابات، ومن جميع المواطنين أن يكونوا يقظين والتعامل بالمسؤولية الكبيرة تجاه البيئة والسلامة العامة، والتبليغ الفوري عن أي دخان يتصاعد من الغابات أو المناطق القريبة منها، عبر الاتصال بالبلدية او الدفاع المدني.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

هوكشتاين يتوسّط مجدّداً بين لبنان وإسرائيل

 

أفادت القناة «12» العبرية، امس عن لقاء أجراه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مع آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة سريّة لبحث قضية خيام «حزب الله» .

 

وأشارت القناة إلى أنّ جدول أعمال هوكشتاين «تضمّن البحث في جهود الوساطة الأميركية لتهدئة الوضع والتوترات مع حزب الله» عند الحدود.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram