افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 3 تموز 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 3 تموز 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء :

فرنسا لليوم السادس في حزام النار… وماكرون يتوجه لفرض الطوارئ دون إعلانها / شبهة تسريب وثائق عن النووي لتل أبيب وراء إبعاد مالي… وحديث عن بدء تنفيذ الاتفاق/ حادثة القرنة السوداء إلى الاحتواء بعد ظهور وقائع كافية لإثبات فشل الاستثمار السياسي

 

دخلت باريس يومها السادس مع أزمة ضواحي المدن الكبرى بعدما تجاوز منذ أيام ضواحي باريس الى مدن مثل مارسيليا وليون وسواهما، والضواحي حزام ناري يلف المدن الفرنسية منذ تحويلها الى مراكز إقامة مساكن الجنود العائدين من الحربين العالميتين المنتمين إلى دول المستعمرات، لتكون مدن الفقر والتهميش وتبقى لقرن كامل على حالها يرثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد كما ورثوا جنسياتهم مواطنين من درجة ثانية وثالثة ورابعة، وورثوا معهما المزيد من التهميش والتعامل العنصري.
حكومة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون لم تتحرّك باتجاه أي مبادرات للاحتواء ولا زالت أسيرة المعالجات الأمنية، ما يزيد الأمور تعقيداً. ووفق ما هو ظاهر تتجه حكومة ماكرون، كما تقول مصادر متابعة، الى فرض حالة الطوارئ، دون إعلانها، وحالة الطوارئ بفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتقييد حركة التنقل بين المناطق، والسماح بتنفيذ التوقيفات العشوائية دون مذكرات قضائية، مع تزامن الترويج لقانون رقابة غريب عجيب، يتيح للأجهزة الأمنية تفعيل استخدام كاميرا ومذياع جهاز الهاتف الخليويّ الشخصيّ إلى أداة تنصت على حامل الهاتف دون إذنه. ويتوقف الكثير من قادة أوروبا أمام المشهد الفرنسي خشية امتدادها الى دول أخرى، خصوصاً مع تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في ظل تعقيدات الحرب الأوكرانية وارتداداتها.
في عواصم المنطقة تتمّ متابعة حثيثة لتطورات الملف النووي الإيراني، حيث كشف مستشار الأمن القومي الاسرائيلي عن تجميد إيران للتخصيب على نسب مرتفعة، مؤكداً أن حكومة الكيان ليست بوارد عمل هجومي ضد منشآت إيران النووية، وهو ما قرأت فيه مصادر إقليمية متابعة للملف النووي توصل واشنطن الى اتفاق عملي مع إيران، بعدما كان مدير الوكالة الايرانية النووية قد ربط بين استمرار وتوقيف التخصيب المرتفع بمصير الأموال المجمّدة والعقوبات الاقتصادية، وربطت المصادر بين كلام مستشار الأمن القومي الاسرائيلي وما أعلنه روبرت مالي المسؤول عن الملف النووي في ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن تجميد ترخيصه الأمني، وما نشر عن صلة ذلك باتهامات وجهت لمالي بالتصرف بوثائق سرية، تعتقد المصادر أن المقصود بها هو ما كشفه المسؤول الإسرائيلي عن تجميد إيران للتخصيب المرتفع.
لبنانياً، تجاوز البلد قطوعاً خطيراً مع الإعلان عن مقتل شابين من آل طوق من مدينة بشري في القرنة السوداء، في ظل محاولات للترويج عن علاقة لبلدات الهرمل بالنزاع على الأراضي في القرنة السوداء، وفيما انتشر الجيش اللبناني في المنطقة وأبلغ المسؤولين بنتائج أولية لتحقيقاته بصورة استبعدت الفرضيات التي تمّ الترويج لها، وتم التداول لاحقاً بصلة لشباب من بلدة الضنية بالنزاع العقاري، بينما أصدرت شخصيات شمالية من طرابلس والضنية والمنية مواقف مندّدة بالحادث داعية إلى انتظار نتائج التحقيق ورفض الانجرار الى أي فتنة، فيما استبق نائبا بشري ستريدا طوق جعجع ووليم طوق، بياناً للتهدئة وعدم إطلاق الرصاص في الجنازة التي يتمّ تنظيمها اليوم، والتنبيه لمخاطر الفتنة.

يفترض أن تستعيد الدورة السياسية بعض حراكها، من دون توقع اختراقات على المسار الرئاسي قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي تشهد بلاده اضطرابات واسعة. وفي هذا الوقت الضائع عن عودة لودريان الى لبنان، بدأ الحديث في الأروقة السياسية أن باريس في حال فشلت مبادرتها سوف تتجه الى طرح ملف النظام مع الدول المعنية بلبنان، وسط معلومات تشير الى أن باريس تبدي استعدادها لدعوة الأفرقاء في لبنان الى حوار اقتناعاً منها ان لا مفر من جلوس القوى المتخاصمة مع بعضها من اجل التوصل الى توافق حول إنهاء الفراغ الرئاسي. وتعتبر اوساط مطلعة على الحراك الفرنسي لـ»البناء» ان لودريان لن يعود الى لبنان قبل النصف الثاني من تموز الحالي. وفي هذه الفترة الفاصلة يفترض ان يتظهر الموقف السعودي بشكل نهائي خاصة أنه عرضة لتأويل من كلا الفريقين في لبنان، وكل طرف يفسّره بما يناسبه.
وليس بعيداً، فإن مصادر سياسية في لبنان تشير لـ”البناء” الى اهمية الحوار، لكن الحوار المشروط بانتخاب رئيس للجمهورية وتسوية تتصل بالملف الحكومي وما يتصل بعمل المؤسسات والتعيينات والإصلاحات المطلوبة، اما ما عدا ذلك فلن يلقى آذاناً صاغية فأي حوار لضرب صيغة الطائف لا يمكن القبول به، مع تشديد المصادر الى ان خيار التعديل في صيغة النظام لا يلاقي قبولاً خارجياً في اشارة الى السعودية. وهذا ما ستأخذه فرنسا او سواها بعين الاعتبار.
وعبّر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن عن وجود استعصاء سياسيّ أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وتمنى أن “تلقى دعوتنا للحوار آذاناً صاغية والعقل المنفتح، لأنه من دون حوار كيف نصل إلى هذا الانتخاب؟”.
إلى ذلك أرخت حادثة القرنة السوداء بظلّها على المشهد المحلي، حيث تشيّع بشري اليوم هيثم ومالك طوق، وسط حداد تام في بشري، بحسب ما أعلنت بلديتها. وأعلنت قيادة الجيش أنه إلحاقًا بالبيان السابق بتاريخ 1 / 7 / 2023 المتعلق بمقتل مواطنَين في منطقة القرنة السوداء، تدعو قيادة الجيش جميع اللبنانيين إلى التحلّي بالمسؤولية وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق.
كما تؤكد القيادة أن الوحدات العسكرية تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنية في المنطقة، وأن الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائية المختصة، وذلك انطلاقًا من واجبه الوطني. وكانت استخبارت الجيش اللبناني أوقفت شبانًا من الضنية مشتبهاً بهم بحادثة ‎القرنة السوداء، والتحقيقات جارية معهم. كما أفيد عن توقيف 5 أشخاص من بشرّي، وهم قيد التحقيق.

وباشرت قاضية التحقيق الأولى والنائبة العامة الاستئنافية في الشمال تحقيقاتهما وإجراءاتهما القضائية اللازمة.

وتشير مصادر مطلعة لـ”لبناء” الى أن ما حصل في بشري هو حادث فرديّ ولا يحمل أي تأويلات وليس وراءه اي خلفيات سياسية. وقالت المصادر إن حزب الله لا علاقة له لا من قريب او من بعيد بما حصل ببشري، وهو يعمل منذ لحظة وقوع الحادثة على تهدئة الأمور حفاظاً على الاستقرار. وهذا ما عمل عليه أيضاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري من خلال اتصالاته مع عدد من المسؤولين في المنطقة ودعوته الى التعاطي بحكمة مع الحادثة وعدم الانجرار وراء الشائعات وانتظار جلاء الحقيقة وحماية السلم الأهلي.
ولفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى “اننا نعوّل على الجيش في فرض الأمن لصالح الجميع، وعلى أهالي بشري في ضبط النّفس، ووضع الخلاف المزمن في منطقة قرنة السّوداء في عهدة القضاء”.
ودعا رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، إلى “التحلي بالحكمة قطعاً للطريق على أيّ فتنة”، مناشداً السلطات الأمنية والقضائية “العمل وبسرعة لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة”.

***************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

لا بديل لسلامة ولا تعيينات عسكرية: ميقاتي يرفع السقف من أجل صلاحيات استثنائية؟

 قضي الأمر، وسيغادر رياض سلامة منصبه نهاية هذا الشهر. هذه هي خلاصة المناقشات التي جرت منذ ما قبل عطلة عيد الأضحى حول ملف الشواغر في مناصب رفيعة في الدولة. لكن السؤال عن مرحلة ما بعد سلامة بقي شاغلاً للقوى الأساسية داخل الحكومة وخارجها، وللخارج المعنيّ بالنظامين المالي والمصرفي في لبنان، وسط همس عن رغبة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالحصول على غطاء يجيز له إجراء تعيينات أصيلة. علماً أن قانون النقد والتسليف يحدد آلية ملء الشغور في موقع الحاكمية، وينص على تولي النائب الأول مهام الحاكم إلى حين تعيين بديل أصيل. إلا أن إسناد هذه المهمة للنائب الأول وسيم منصوري، المحسوب على الثنائي الشيعي، يُعيد تظهير هواجس ذات بُعد طائفي لدى كثيرين في لبنان.

الأسبوع الماضي حمل أكثر من تطوّر على هذا الصعيد، مع عودة منصوري من زيارة إلى واشنطن التقى خلالها مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ومكتب مكافحة تبييض الأموال وآخرين معنيين بملف القطاع المصرفي في لبنان. ونُقل عن منصوري أنه لمس عدم وجود اعتراض أميركي على تولّيه مهمات الحاكم، وأنه تم الاتفاق على التنسيق مع الجهات الأميركية المعنية في ما يتعلق بإدارة القطاع المصرفي والوضعين المالي والنقدي. إلا أن المسؤولين الأميركيّين، وفق مصادر مطلعة، شدّدوا أمام منصوري على ضرورة تعيين حاكم أصيل. وبحسب المصادر نفسها، لا يزال الأميركيون يدعمون إسناد الحاكمية إلى الوزير السابق كميل أبو سليمان رغم «خشية» الأخير من قبول المهمة في حال لم يتأمّن التوافق حوله، وخصوصاً أنه لمس في جولاته السابقة تحفّظات جدية، كما أن قوى بارزة في الحكومة وخارجها أبلغت الرئيس ميقاتي رفضها توليه هذا المنصب.

 


من جهة أخرى، تراجعت التسريبات التي رُصدت قبل سفر ميقاتي لأداء مناسك الحج حول اتصالات يقوم بها مع القوى السياسية لتفعيل عمل حكومته وتوسيع صلاحياتها لتشمل التعيينات، بما فيها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان. وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي طلب السير الذاتية لعدد من الأسماء للبحث فيها مع القوى السياسية. إلا أن القوى التي تشاور معها في هذا الشأن شدّدت على ضرورة أن يناقش الأمر مع القوى المسيحية خصوصاً.
وفي ظل التوتر المسيطر على البلاد بفعل الأزمة الاقتصادية وأزمة الشغور الرئاسي، لن يكون ميقاتي قادراً على اتخاذ قرار على هذا المستوى تجنباً لمزيد من التصعيد، فضلاً عن «حساسية» الموقع الذي «يتصرف الأميركيون على قاعدة أنهم يملكون حق الفيتو على أي اسم لا يرغبون به».

 

كما أن حاكم المصرف هو من ضمن «عدة شغل العهد الجديد»، ويرتبط عمله بـ«شكل الإصلاح الذي سينطلق وطريقة التعامل مع صندوق النقد الدولي»، ما يعني أن «تسميته لا بد أن تكون من ضمن سلة كاملة خاصة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، وفق مصادر حكومية أكدت أن ميقاتي لن يدعو إلى جلسة تعيينات، «وهو ربما يسعى من وراء هذا الطلب إلى الدفع لإعطائه صلاحيات استثنائية تسمح له باتخاذ عدد أكبر وأوسع من القرارات في ظل الشغور»، أو على الأقل «دفع الجميع للتسليم بدستورية القرارات التي تتخذها الحكومة».
هذا الواقع يعني أن لا بديل عن سلامة حالياً. ويعني أيضاً أن السيناريو الوحيد المتاح هو تولي منصوري المنصب، بمعزل عن كل ما يرد على لسان ثنائي أمل وحزب الله حيال «الخشية» من تولي شيعي مسؤولية هذا المنصب. وعلمت «الأخبار» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال قلقاً من تسلّم منصوري مهام الحاكمية، لأن «الناس ستنسى رياض سلامة، وكل ما سيحصل لاحقاً سيجري تحميل منصوري والثنائي مسؤوليته من ضمن حملة منظمة، وخصوصاً أن وزارة المالية والنيابة العامة المالية من حصة الثنائي أيضاً».


صلاحيات وزير الدفاع والتعيينات العسكرية
في إطار سعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الحصول على صلاحيات أكبر لحكومة تصريف الأعمال، تدخل أيضاً تعيينات المجلس العسكري التي يشكو قائد الجيش جوزف عون من أن الخلاف السياسي حولها يمنع البت بها. إذ تنص المادّة 27 من قانون الدفاع على صلاحيّة وزير الدفاع باقتراح الأسماء لتعيين المفتّش العام ورئيس الأركان والمدير العام للإدارة، وهي المواقع الشاغرة حاليّاً في المجلس العسكري. وقالت مصادر مطلعة إن «ميقاتي لن يستطيع البت في التعيينات ما دام وزير الدفاع موريس سليم متمنعاً عن إرسال الأسماء»، معتبرة أن «مطالبته بها ترتبط بمقاربته موضوع التعيينات العسكرية من زاوية مختلفة عن ملف الحاكمية، فهو يريد إعادة وزير الدفاع إلى اجتماعات مجلس الوزراء لكسر مقاطعة التيار الوطني الحر». أما قائد الجيش فيعتبر نفسه أسير الفراغ في المجلس العسكري ولا يستطيع التحرك أو السفر إلى الخارج، فالضابط المكلّف بالإنابة عنه هو رئيس الأركان، والحديث عن تسلّم الضابط الأعلى رتبة في حال عدم تعيين رئيس للأركان «مخالف للقانون»، وفقَ ما تقول المصادر.

***************************************

افتتاحية صحيفة النهار

بشري تغالب الطعنة: دولة الإهمال والفتن


 

بدت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة اشبه بمعمودية صعبة غالبت معها مدينة #بشري جرحها المزدوج بل الطعنة المزدوجة التي ذهب ضحيتها هيثم ومالك طوق ولجمت غضبها في انتظار دولة وأجهزة امنية وقضاء يفترض ان تسارع الى كل ما من شأنه ان يدفن الفتنة ويجهضها ويطوق الارتدادات الخطيرة التي ربما اريد لها ان تتفجر عقب مقتل بل اغتيال اثنين من أبناء بشري. واذا كان الاشكال الخلافي “التاريخي” على المياه في الجرود “المتداخلة” بين بشري والضنية شكل ويشكل فتيلا متفجرا تشهد عليه اضطرابات دورية في مطالع الصيف وفصل الشحائح، فان المعطيات المثيرة لريبة شديدة والظروف الدافعة نحو شكوك واسعة في الاحداث التي حصلت منذ فجر السبت الماضي في #القرنة السوداء ومحيطها بدت بمثابة عامل خلفي خطير من شأنه ان يذكي الريبة والشكوك في جريمة مزدوجة مفتعلة وليست بنت ساعتها او نتيجة اصطدام انفعالي عابر بدليل الرصاص الغادر الذي كان جاهزا ومتربصا واردى الضحية الأولى هيثم عمدا، سواء ثبت الجرم برصاص قناص او بطلقات من قرب، ومن ثم السقوط الدراماتيكي للضحية الثانية مالك وسط غموض خطير في ظروفه من دون اتضاح أي معلومات حاسمة وشفافة بعد. وفي مجمل الأحوال فان تدفق الدعوات من كل الاتجاهات الشمالية واللبنانية، ومن جميع المراجع الدينية خصوصا، لتجنب فخ الفتنة التي قد يكون اريد لابناء بشري والضنية ان يتواجهوا دمويا فيها بدت الاثبات الأول والابرز على عمق الشكوك والمخاوف التي اجتاحت البلاد في اليومين الأخيرين جراء هذه الجريمة المزدوجة. كما ان العامل الثابت الاخر المثير لشتى أنواع المخاوف تمثل تكرارا في انكشاف القصور والعجز والإهمال المزمن التاريخي للدولة ووزارتها المعنية المترهلة في حل الخلاف المقيم القديم بين المنطقتين على الحدود المائية لكل منهما بحيث بات هذا الواقع بمثابة تحريض مستدام على الفتن من الدولة العاجزة القاصرة لابناء المناطق التي تعاني من خلافات مماثلة. ولعل المشهد الذي سيبرز اليوم في بشري في وداع ابني المدينة الضحيتين يشكل الصفعة اللازمة لدولة صارت من المسببين الأول للفتن وترك مستثمري الدماء يتلطون وراء النزاعات المائية والجغرافية والعقارية بين المناطق . اذ أعلن اتحاد بلديات قضاء بشري “الحداد العام اليوم الإثنين عن روح الشهيدين هيثم طوق ومالك طوق”، وطلب من أصحاب المحال والمؤسسات التجارية والسياحية والتربوية الإلتزام بالحداد والإقفال. وحُدّد قدّاس وجناز الشابين اليوم الساعة الخامسة بعد الظهر في كنيسة السيدة في بشري .

 

اعادت الجريمة وتداعياتها الحقائق المتصلة بالنزاع الى الواجهة. وبحسب مراسلي “النهار” في الشمال ففي كل موسم صيف، تحدث بعض الإشكالات والتجاوزات المرتبطة بموضوع المياه في القرنة السوداء بين أشخاص من بشري ورعاة ومزارعين من الضنية، ولا سيما من منطقة بقاعصفرين جرّاء التعدّي على مياه البرك التي تتشكل من ذوبان الثلج، والتي يقول أبناء بشري إنها تغذي المياه الجوفية في منطقتهم، فيما يرى أبناء الضنية في مياه هذه البرك شريان حياة لمزروعاتهم الصيفية في بقاعصفرين وجرد النجاص، وخزاناً طبيعياً لارتواء قطعانهم التي يرسلونها صيفاً إلى الجرود، ويستقدمون الجرافات والحفارات للحفر لمد “النباريش”، ويعتبرون أن هذه البرك تقع في نطاق الضنية العقاري. وسبب الاختلاف في النظرتين الجغرافيتين يعود إلى كون المساحة في الجرود الشمالية لم تُحسم هويّتها حتى الساعة، ولا تزال “تقريبية”.


 

والخلاف العقاري بين بشري وبقاعصفرين، أو الخلاف على المياه قديم جدّاً ومرّ بمراحل عدّة ومختلفة بين مفاوضات حيناً، ومشاحنات وسخونة أحياناً. وتطوّرت الأمور في كثير من المرّات إلى إطلاق نار واتهامات متبادلة. واتخذ النزاع على جغرافية القرنة في أحيان عدة طابعاً طائفياً حتى غدا كأنه تطييف لأعلى قمم لبنان، ولا سيما بعد أحداث الضنية و”فتح الإسلام” والحديث عن تدريبات لـ”داعش” في المنطقة المحاذية للقرنة من جهة الضنية.


 

وتجنّباً لتطوّر الخلافات المستمرة فصولاً منذ سنوات، تشكلت لجنة قضائية عقارية من أجل مسح العقارات وتحديد حدود المشاعات بين بشري وبقاعصفرين، ولكن أحوال الدولة المهترئة في السنوات الأخيرة، والظروف الصعبة التي توالت مع انتشار كورونا وحصول الانهيار حالت دون توصُّل اللجنة إلى النتيجة المرجوّة، واستمرت المشاحنات ولكنها لم تصل إلى حدود القتل في السابق.


 

ووسط هذه الخلفية هزت جريمة مقتل الشابين #هيثم جميل الهندي طوق ومالك طوق منطقة بشري والشمال بل ولبنان كله وسط أجواء من الريبة والاشتباه في اهداف فتنوية وطائفية لهذه الجريمة مما استدعى استنفارا واسعا للجيش في المنطقة في مطاردته للمشتبه فيهم في الجريمة ومن ثم اصطدامه بمجموعة من الشباب البشراويين. وبدا السؤال بديهيا عمن يسعى الى اشعال فتنة طائفية في الشمال وهل من جهات نافذة تتآمر على البلد في ظروفه المخيفة الحالية، وماذا وراء الظروف الملتبسة التي أعقبت مقتل الشاب الأول من بشري وادت الى مقتل الشاب الثاني في اشتباك مع #الجيش؟

 

 

الجيش

ولكن البيان الذي صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه ليل السبت لم يتضمن توضيحا لظروف مقتل الشاب الثاني كما بدا لافتا اشارته الى منع الاقتراب من منطقة تدريب عسكرية في القرنة السوداء اذ جاء فيه : “بتاريخ 1 / 7 / 2023، تعرّض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء ما أدى إلى مقتله، كما قُتل لاحقًا مواطن آخر في المنطقة عينها. وقد نفذ الجيش انتشارًا في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عددًا من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر. ولمّا كانت قيادة الجيش قد حذرت في بيان سابق بتاريخ 2023/6/12 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظًا على سلامتهم ومنعًا لوقوع حوادث مماثلة”.

 

وامس أصدرت قيادة الجيش بيانا اخر إلحاقًا بالبيان السابق دعت عبره “جميع اللبنانيين إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق. كما تؤكد القيادة أن الوحدات العسكرية تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنية في المنطقة، وأن الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائية المختصة، وذلك انطلاقًا من واجبه الوطني”.

 

 

ما بعد الجريمة

وكانت حالة من التوتر والغضب الشديد سادت بشري عقب مقتل هيثم جميل الهندي طوق، في منطقة الشِحَين، في محيط القرنة السوداء . وبعد ساعات قليلة من شيوع خبر مقتله شاعت انباء عن ان الشاب مالك طوق قضى أيضا في الجريمة نفسها اذ أصيب برصاص القنص المتفجر ولم يستطع الأهالي الوصول اليه لانقاذه فوجده الجيش وجرى سحب جثته بواسطة طوافة عسكرية وجرى نقلها الى المستشفى. وافادت المعطيات الفورية والاولية عن الجريمة أنّ القتيل الاول قضى برصاص من مسافة بعيدة بعدما أستهدفت مجموعة شبان من جهة الضنية شبانا من بشري في مكان الحادث باطلاق الرصاص بما يُثبت النيّة الجرمية المتعمّدة للقتل وينذر بتداعيات خطيرة. ولكن المعلومات التي توافرت لاحقا أفادت ان اشتباكا حصل بين قوة المغاوير التي توجهت الى مكان الحادث الأول ومجموعة من الشباب البشراويين كانوا توجهوا الى المكان ولم يمتثلوا لطلب الانسحاب فحصل اشتباك أدى الى مقتل مالك طوق.

 

أفادت معلومات بأن استخبارت الجيش أوقفت شبانًا من الضنية مشتبه بهم بحادثة ‎القرنة السوداء، والتحقيقات جارية معهم كما جرى توقيف أشخاص من بشري وهم قيد التحقيق وبلغ عدد الموقوفين 19 بينهم 13 من الضنية و6 من بشري.


 

ولكن المدير الطبي لمستشفى بشرّي الحكومي الدكتور ابراهيم مقدسي كشف معطيات جديدة حول جثّة الشاب هيثم طوق اذ اشار إلى أن الوفاة حصلت جرّاء إطلاق نار من مسافة قريبة. واعتبر أن الفحوصات والصور التي أجريت على الجثة تنسف نظرية القنص من مسافة بعيدة، مؤكّداً أن إطلاق النار حصل عن مسافة قريبة جداً لا تتعدّى الـ15 أو 20 متراً.


 

وإذ اثارت هذه التطورات الدراماتيكية ردودا واسعة أجمعت على ضرورة التكاتف في مواجهة أي محاولات للايقاع بين أبناء المنطقة الواحدة قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته امس من الديمان : “آلمتنا للغاية حادثة قرنة السوداء التي راح ضحيتها إثنان من بلدة بشري العزيزة من أسرة آل طوق الكرام وهما المرحومان هيثم ومالك. إننا نقدم تعازينا الحارة لعائلتي الضحيتين، ونلتمس من الله لهما الراحة الأبدية. ونعول على الجيش في فرض الأمن لصالح الجميع، وعلى أهالي بشري في ضبط النفس، ووضع الخلاف المزمن في منطقة قرنة السوداء في عهدة القضاء”.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

المفتي دريان يحذّر من “طابور خامس” يسعّر

دماء بشري تُفشل “قنّاص” الفتنة

 

صعدت الفتنة أمس الى أعلى مرتفعات لبنان والمنطقة، لكن دماء بشري كانت لها بالمرصاد فأحبطتها وافتدت السلم الأهلي. القنّاص الذي كَمَنَ مصوّباً سلاحه الى هيثم طوق أرداه في أرضه التي ارتوت بدمائه، وكادت الفتنة ان تمضي الى غايتها بعدما سقط مالك طوق في تداعيات الجريمة الأولى، إلا أنّ بشري كانت يقظة، وإذ أدركت أن “مخططاً كبيراً” انطلق من فوهة سلاح “القنّاص” المجهول حتى الآن، فإنها لجأت الى سلاح المواجهة بكل روية وحكمة.

 

كلّ المراجع داخل لبنان وخارجه التي تابعت وقائع القرنة السوداء منذ بدايتها، أدركت أن ما جرى هو حادث خطر بكل معنى الكلمة، واشتمّت رائحة فتنة مسيحية – سنيّة في هذه المنطقة من لبنان لا يمكن إشعالها إلا بالدماء كالتي نزفت من الشابيّن هيثم ومالك طوق. أما الذين يسألون عن فتنة، فتجيب المراجع بلا تردد، أنّ السلم الاهلي يتهدده المتربصون بلبنان من خلال ما يجري على صعيد الاستحقاق الرئاسي. ولمّا صار هؤلاء المتربصون في عنق الزجاجة، لم يجدوا سبيلاً للخلاص إلا في فتنة يشعلونها في أقاصي الشمال حيث لا شبهة مباشرة للمسؤولين عن التعطيل رئاسياً.


 

أدرك مخططو الفتنة أنّ أعلى قمم لبنان في حاجة الى “قناص” يصوّب سلاحه من مسافة كافية، كي تصل الرصاصات القاتلة الى جسد هيثم طوق. وجرى تنفيذ الجريمة بالرغم من وجود المنطقة العسكرية التي أنشأها الجيش اللبناني في مسرح النزاعات العقارية في تلك المرتفعات. والمعلوم أن القرنة السوداء ليست إستثناء في موضوع هذه النزاعات التي تنتشر أيضاً على امتداد لبنان، ولا سيما مرتفعاته. وهكذا مرّت الرصاصة أو الرصاصات الجانية في القرنة من دون “إذن مرور” في المنطقة العسكرية فسفكت دماء بريئة، وكانت غاية الفتنة ان تسيل دماء أخرى كي تحقق مبتغاها.

 

لم تتردّد بشري في الانحياز الى الجيش كحامٍ للسلم الاهلي في الشمال وسائر لبنان. لكن يبقى ان تنفتح كوة في جدار التحقيق في الفتنة المحبَطة كي تميط اللثام عن “القناص” وسلاحه ومشغّليه. وإذ سارع بعض وسائل إعلام الممانعة الى إسقاط فرضية “القنص” الذي أودى بحياة هيثم طوق، كشفت معطيات الطبيب الشرعي أنّ الرصاصة او الرصاصات الجانية أُطلقت من مسافة تتراوح ما بين 15 و30 متراً. ما ينفي نظرية القنص عن بعد، لكن هل هناك من يحدّد المسافة كي يكون القنص قنصاً؟


 

المعلومات عن توقيف مشتبه فيهم تؤخذ في الاعتبار، لكن على أمل أن لا يطول فصل “قبضنا على القتيل وفرّ القاتل”! ولا داعي لكل “الفبركات” التي تريد صنع “سيناريوات” كي تستثمر في حزن بشري، ومعها لبنان.

 

إنها ليست المرة الاولى، وبالتأكيد لن تكون الاخيرة التي يسعى الفتنويون الى تدبير فتنتهم في الشمال حيث قلب لبنان. فهم دبّروا مثلها سابقاً، لكنهم فشلوا في إستدراج من هم خارج العبث بالسلم الاهلي، في هذه المرحلة التاريخية، ونعني بهم المسيحيين والسنّة. وعلى الرغم من دفق “الاستثمارات” في الفتنة عبر موالين من هنا وتابعين من هناك، إلا أن المكوّنيْن المسيحي والسني في هذه المنطقة بالذات، كانا وما زالا عصيين على “المستثمرين” في قرنة سوداء ستثبت الأيام أنها أكثر بياضاً من سواد قلوب منظومة الفتنة.

 

ولعلّ ما صرّح به مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال إتصالات المواساة والتهدئة التي أجراها أمس ما يضع إصبع التنبيه على الجرح النازف من محاولة الفتنة الجديدة، عندما دعا الى الحذر من وجود “طابور خامس يسعى الى تسعير الفتنة والإصطياد بالماء العكر”!

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

الجيش يطوّق «فتنة طائفية» في شمال لبنان

19 موقوفاً إثر مقتل شخصين بإشكال بين مزارعين

بيروت: نذير رضا

 

طوّق الجيش اللبناني “مشروع فتنة طائفية” في شمال لبنان، بتدخله إثر مقتل شخصين في منطقة القرنة السوداء في شمال لبنان، في حين كثّفت القيادات السياسية والدينية اتصالاتها لتطويق تداعيات الحادث، وطالبت الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقضائية بـ»«تشديد الإجراءات لتجنب انزلاق البلاد إلى فتنة طائفية».

 

وقُتل الشاب هيثم طوق السبت، بطلق ناري في منطقة تشهد خلافات بين مزارعين من مدينة بشري، التي تسكنها أغلبية مسيحية، وبقاعصفرين التي تسكنها أغلبية من المسلمين، قبل أن يعلن عن مقتل آخر هو مالك طوق بالرصاص أيضاً؛ مما رفع حالة التوتر في المنطقة المختلطة طائفياً، قبل أن يدفع الجيش اللبناني بتعزيزات، ويستخدم سلاح الجو بحثاً عن المتورطين، علماً أن المنطقة تشهد نزاعات محدودة بين مزارعين على خلفية الحصول على مياه الري.

 

وأفادت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه، بتعرّض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء؛ ما أدى إلى مقتله، كما قُتل لاحقاً مواطن آخر في المنطقة عينها، لافتة إلى أن الجيش «نفّذ انتشاراً في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر».

 

 

وأضافت في البيان: «لمّا كانت قيادة الجيش قد حذّرت في بيان سابق بتاريخ 12 يونيو (حزيران) المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظاً على سلامتهم ومنعاً لوقوع حوادث مماثلة».

 

نزاع متكرر

وتعدّ القرنة السوداء أعلى مرتفع جبلي في لبنان، وهي منطقة شبه خالية من السكان وتقع في منطقة مختلطة بين سكان مسلمين ومسيحيين. وفي فترة الصيف، ينشط المزارعون على ضفتين متقابلتين من المنطقة، ينحدرون من منطقتي بشري وبقاعصفرين.

 

وقالت مصادر أمنية: إن الإشكال ليس جديداً، ويعود إلى خلاف عقاري يمتد إلى نزاع على مياه الري في الصيف التي تُروى منها مزروعات، ويُستفاد منها لسقي المواشي، لافتة إلى أن النزاع العقاري لم يُبتّ في المحكمة العقارية وبقي معلقاً. ولفتت المصادر إلى إشكال شبيه وقع في الأسبوع الأول من الشهر الماضي، أدى إلى مقتل بعض رؤوس الماشية بإطلاق نار؛ مما دفع الجيش إلى إنشاء منطقة عازلة في المنطقة المتنازع عليها، وحوّلها معسكر تدريب له؛ بهدف وضع حدّ للخلافات بين الطرفين التي غالباً ما تتحول نزاعات مسلحة بين الفلاحين.

 

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن الخلاف انزلق السبت إلى إطلاق نار بين الطرفين، وأدى إلى مقتل هيثم طوق، رافضة الجزم بأن يكون قُتل برصاص قناصة، كما أفادت وسائل إعلام محلية، في «انتظار التحقيقات الفنية».

 

ولاحقاً، تدحرجت الأمور وتوسع الاشتباك بين الطرفين؛ مما دفع الجيش للنزول إلى الميدان بقوة، بعد اتصال بين النائبة ستريدا جعجع وقائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث انتشر لواء كامل للجيش، فضلاً عن قوة النخبة المقاتلة في الجيش (فوج المغاوير)، وسُجل إطلاق نار أدى إلى مقتل شخص آخر هو مالك طوق، من دون تحديد الجهة التي تسببت بمقتله، بانتظار التحقيقات أيضاً. ولفتت المصادر إلى توقيف 19 شخصاً، هم 13 شخصاً من سكان الضنية، و6 من سكان بشري؛ وذلك بغرض التحقيق وجلاء الملابسات، وهم شهود قابلون للزيادة، مشيرة إلى أن صعوبة التحقيق تنطلق من كونها تعتمد على روايات الشهود وتحليلها وتقاطعها للتوصل إلى المتسبب بالإشكال وتقديمه للقضاء لمحاكمته.

 

إجراءات أمنية مشددة

ويعالج الجيش الإشكال عبر آليتين، أولهما التدابير الأمنية والعسكرية، والأخرى جمع السكان من الطرفين لتذليل المشكلة ومنع تكرارها، وهي مهمة مستمرة بدأت في السابق، وتُطبّق في أكثر من مكان في لبنان، وتسعى لإنهاء مسببات النزاعات.

 

وأكدت المصادر الأمنية أن الجيش اللبناني بانتشاره وإجراءاته المكثفة «منع اقتتالاً طائفياً، ووضع حداً لتطور الأمور، ومنع الفتنة»، مشددة على أن التعليمات من قيادة الجيش واضحة، وتشدد على أنه «لا تهاون مع المخلين بالأمن، ومصرّون على حماية الاستقرار»، مشددة على أن قائد الجيش «مصرّ على منع الفتنة».

 

استنفار سياسي

ورفعت الحادثة درجة الاستنفار السياسي في البلاد، حيث تعهد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في اتصال مع النائبة ستريدا جعجع، أنه سيتابع شخصياً مسار التحقيقات للتوصل إلى توقيف المجرمين وسوقهم إلى العدالة.

 

وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي أجرى اتصالاً بالنائب فيصل كرامي دعاه فيه إلى «توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة»، كما دعا من خلاله «أهالي بقاعصفرين والضنية إلى عدم الانجرار وراء الأحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة».

 

وتلقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء السبت، اتصالات من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونواب، أعربوا عن استنكارهم الشديد وأسفهم لسقوط الضحايا الذين سقطوا في بشري. كما قدموا تعازيهم الحارة لأهالي الضحايا خصوصاً وأهالي بشري عموماً. وشددوا جميعاً على ضرورة أن تجرى التحقيقات بسرعة لكشف المجرمين وسوقهم إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.

 

ودعا رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى «التحلي بالحكمة قطعاً للطريق على أيّ فتنة»، وناشد السلطات الأمنية والقضائية «العمل وبسرعة لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة».

 

وأدان «الحزب التقدمي الاشتراكي» «الجريمة البشعة»، داعياً إلى إعلاء صوت العقل والتهدئة والحكمة، وأكد ضرورة الركون دائماً إلى الدولة وأجهزتها الأمنية المعنية بكشف حقيقة ما جرى، وتسليم الجناة إلى القضاء المختص لإنزال العقوبات اللازمة بهم، ومعالجة الأسباب التي أودت إلى ما حصل لقطع الطريق على أي محاولات مبيّتة قد تهدف إلى إثارة بذور الفتنة.

 

إدانات دينية

وفي سياق متصل، أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي «إننا نعول على الجيش في فرض الأمن لصالح الجميع، وعلى أهالي بشري في ضبط النفس، ووضع الخلاف المزمن في منطقة قرنة السوداء في عهدة القضاء».

 

بدوره، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان النائب فيصل كرامي، إلى «المساهمة في تهدئة الأمور وإلى الإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة، خصوصاً أن هناك طابوراً خامساً يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر».

 

من جهته، أدان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ما جرى في القرنة السوداء، قائلاً: «نرفض الخصومة والعداوة والقتل والتفلت الأمني، ونحذر من التوظيف الطائفي والسياسي، ونعلن أن ما جرى جريمة نكراء وفظاعة مرفوضة، والمطلوب وأد الفتنة لا إيقاظها»، مؤكداً «وحدة الدم اللبناني بلا فرق بين مسلم ومسيحي»، مطالباً بتحقيق العدالة بأقصى سرعة.

 

ودعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ورئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، في بيان مشترك، السكان في المنطقتين إلى «التعامل مع هذه الفاجعة بالوعي الروحي والإنساني، وبالحس الوطني العالي من منطلق الثقة التامة بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقضائية المختصة».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لبنان يدخل الفراغ الطويل وجمود وانتظار ولا تعيينات

طَغت حادثة القرنة السوداء، التي ذهب ضحيتها الشابان هيثم ومالك طوق من بشري، على ما عداها من اهتمامات، واستدرَجت موجة عارمة من الاستنكار والدعوات الى الاقتصاص من المجرمين ومنع وقوع فتنة في المنطقة. وقد حجبت هذه الحادثة الاهتمام عن الاستحقاق الرئاسي الذي كاد ان يغيب عن المواقف والتحركات الجارية في شأنه، على رغم من الجمود الذي يعيشه في انتظار العودة المنتظرة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان في 15 من الجاري في ظل حال الاحتجاجات العارمة والمتفاقمة التي تعيشها فرنسا بعد مقتل مراهق جزائري على يد الشرطة الفرنسية.

دخلت البلاد مرحلة الفراغ الطويل على حد وصف مرجع سياسي رفيع لـ»الجمهورية» بعد سقوط الفرص التي كانت متاحة منذ نحو شهر، كاشفاً انّ عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان «ليست اكيدة. وحتى اذا عاد سيكون خالي الوفاض بعد ان اصبح الملف الرئاسي في مكان آخر».

واضاف المصدر: «لبنان دخل في حالة جمود قاتلة، والخوف من ان تملأها توترات على غرار ما حصل في القرنة السوداء».

وبالنسبة الى ما خص العمل الحكومي الذي يفترض ان يستمر في ظل الفراغ الرئاسي، استبعد المصدر «ان تتمكن هذه الحكومة من اجراء تعيينات ولو طرحتها تحت مسمّى الضرورية، كتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان عند انتهاء ولاية الحاكم الحالي نهاية هذا الشهر، متوقعاّ سهولة في طرحها وتحولها مادة للجدل مقابل صعوبة في تنفيذها».

الى ذلك اعتبرت اوساط متابعة ان «التقاطع الوطني» الذي حصل ببن كل الجهات، على اختلاف انتماءاتها السياسية والطائفية، عند التنديد بحادثة مقتل مواطنَين من بشري، ساهمَ في تجينب المنطقة فتنة لا تحمد عُقباها، مشيرة الى ان ردود الفعل أظهرت تهيّباً للموقف وتحسّساً بمخاطره.

وشددت هذه الاوساط على ضرورة كشف ملابسات ما جرى، بلا تأخير، لتهدئة الانفعالات وحتى لا يبقى الجمر مستعرا تحت الرماد، مشيرة الى أهمية دور الجيش في هذا الإطار والى ضرورة معالجة جذور المشكلة بين بشري وبقاعصفرين وعدم الاكتفاء باحتواء النتائج.

ولفتت الاوساط الى ان حادثة بشري يجب أن تكون حافزا للتعجيل في إنهاء الشغور وانتخاب رئيس الجمهورية، لأن استمرار الانكشاف السياسي يُضعف المناعة الأمنية بشكل او بآخر، وليس في كل مرة يمكن أن تسلم الجرة. ونبّهت الى ان الفراغ الرئاسي المتمادي يشكل خاصرة رخوة للبلد، ولذلك يجب أن يُملأ بالرئيس المناسب.

 

برنامج غير واضح

وفي الوقت الذي تقدمت احداث «القرنة السوداء» على ما عداها من أحداث المرحلة، قالت مصادر نيابية معنية ان الاتصالات الخاصة في شأن الاستحقاق الرئاسي التي يمكن ان تغير في واقع الامور مجمدة الى اجل غير مسمى. وعليه، فإن الحديث عن برنامج الموفد الرئاسي بعد مغادرته بيروت بات غير واضح.

وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية على تماس مع الملف اللبناني لـ«الجمهورية» ان الرئاسة الفرنسية لم تعلن عن اي خطوة لاحقة للودريان. حتى أن اي لقاء بينه وبين الرئيس ايمانويل ماكرون لم يعلن عنه بعد. ولفتت إلى ان التكهنات بزيارة يقوم بها الى الرياض او الدوحة او اي مكان آخر يمكن ان تكون واقعية، ولكن الإعلان عنها وتوقيتها ليس في يد احد سوى الرجلين المعنيين بالمهمة هما ماكرون ولودريان، وان اي شخص آخر مما كان يسمى خلية الأزمة غير معني بهذه الخطوات.

لا حراك حاسماً

وقالت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية» ان كل شيء مجمد منذ ان انتهت الجولة الأولى من مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي، وليس هناك اي حراك يعني هذا الاستحقاق وان رئيس المجلس ليس في وارد اتخاذ اي خطوة في هذا الاتجاه وخصوصا على مستوى البحث في الجلسة الثالثة عشرة لانتخاب الرئيس ما لم يستجد ما يستدعي مثل هذه الخطوة.

 

المعارضة لم تبدل مواقفها

وعلى خط مواز قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الجمهورية» ان المشاورات لم تتوقف وان الحراك الجاري على أكثر من مستوى ما زال قائماً بمعزل عما شهدته جلسة الرابع عشر من حزيران الماضي وما قبل زيارة لودريان وبعدها لم يتوقف بعد. وان المشاورات لا زالت عند الخيار الأخير الذي تم التوصل اليه وهو الاستمرار في ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وأن اي خيار آخر لم يتناوله احد بعد على رغم من مجموعة المواقف التي تحدثت عن احتمال التفاهم على خيار ثالث، وهو امر يعني ان البحث فيه ما زال في علم الغيب طالما انه يشكل تراجعا موازيا من محور الممانعة والمعارضة في آن.

 

مواقف

 

وفي المواقف، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان «سيكون لنا في الغد الآتي قادة حقيقيون مميزون. فلبنان عانى الكثير من الذين تسلموا الحكم منذ أكثر من ثلاثين سنة فأنهكوا الدولة، وهدموا مؤسساتها، ونهبوا أموالها، وحطموا إقتصادها، وفقّروا شعبها. ومن أجل المزيد، لا يريدون رأسا للدولة بانتخاب رئيس للجمهورية، ليكونوا هم رؤوسها المسخ، ولا يخجلون، لا من ذواتهم، ولا من الله، ولا من الوسطاء العرب والدوليين، ولا من المواطنين. فليتأكدوا أنهم فقدوا بالكلية ثقة الناس بهم واحترامهم».

وتطرق الى حادثة القرنة السوداء، فقال: «آلمتنا للغاية حادثة قرنة السوداء التي راح ضحيتها إثنان من بلدة بشري العزيزة من أسرة آل طوق الكرام، وهما المرحومان هيثم ومالك. إننا نقدم تعازينا الحارة لعائلتي الضحيتين، ونلتمس من الله لهما الراحة الأبدية. ونعول على الجيش في فرض الأمن لصالح الجميع، وعلى أهالي بشري في ضبط النفس، ووضع الخلاف المزمن في منطقة قرنة السوداء في عهدة القضاء».

وأكد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية «كل التعاطف مع ذوي الضحايا في بشرّي، وعسى دماؤهم قرباناً على مذبح وحدة الوطن». ودعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى «التحلي بالحكمة قطعاً للطريق على أيّ فتنة»، مناشدا السلطات الأمنية والقضائية «العمل وبسرعة لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة».

بدوره، قال ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظة الاحد: «إن بعض اللبنانيين وبعض الزعماء يشبهون أولئك اليهود الذين اعتبروا أنفسهم أبناء الملكوت، لكنهم عملوا عكس التعليم الصحيح». وسأل: «متى يحل اليوم الذي نرى فيه محبة زعماء هذا البلد لوطنهم وتفانيهم من أجله؟ متى يتخلى الجميع عن أناهم، وعن مصالحهم ويعملون فقط من أجل مصلحته؟ متى يتكاتف اللبنانيون، كل اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم؟ الجميع ينتظر الموفد الأجنبي أو اجتماعاً من هنا واتفاقاً من هناك، وكأن الترياق يأتي من الخارج. أليس هذا مذلاً لبلد يدّعي السيادة، ولزعماء نصبوا أنفسهم أولياء لهذا البلد وهم غير قادرين على حل مشاكلهم فكيف يحلون مشكلة البلد؟ أعانهم الله على انتقاء رئيس يكون رجل دولة حقيقيا، يعمل بتجرد ونزاهة وتعفف وكبر نفس، ويكون قدوة لكل من يتطلع إلى العمل في الحقل العام من أجل الخدمة العامة فقط. رئيس لا يتخلى عن واجباته الوطنية ولا يستقيل من واجباته الإنسانية».

ورأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني جنوباً، أن «حبل الاصطفافات والتقاطعات الظرفية قصير وسرعان ما تسقطه الظروف، خصوصا أن هذه الاصطفافات والتقاطعات غير متماسكة وغير متجانسة، وهي متزلزلة ومتحركة». وشدد على أن «الصيغة التوافقية وحدها الفرصة الحقيقية للحل وإنقاذ البلد والخروج من أزمة الاستحقاق الرئاسي». وأكد أن «مرشحنا للرئاسة واحد، ومرشحهم شتى، وموقفنا ثابت، وموقفهم كل يوم في شأن». وقال إن «ادعاءات تغيير الصيغة والنظام هي مجرد فزّاعة للهروب من منطق الحوار الذي هو الباب الوحيد للخروج من الأزمة». واعتبر أنه «عندما يرفض البعض الحوار، فهذا يعني أنهم يرفضون الحل باعتبار أن الحوار هو المعبر الوحيد للخروج من الأزمة، وعندما يرفضون الحل، فهذا يعني أنهم يعمقون الأزمة ويزيدون من المعاناة الوطنية».

 

توتر وغضب

وكانت حالة من التوتّر والغضب الشديد سادت بلدة بشري خلال اليومين الماضيين، عقب مقتل الشاب هيثم جميل الهندي طوق في ظروف ملتبسة، في منطقة الشِحَين – القرنة السوداء، قبل أن يُعلن عن مقتل شاب ثان من آل طوق ويُدعى مالك طوق. وأفيد في السياق عن حصول توتّر محدود بين الجيش وبعض الشبان الغاضبين، خلال قيام الأول بمهماته الميدانية لتقصّي تفاصيل الحادثة والقبض على المتورطين.

ودعا الجيش اللبناني في بيان أمس جميع اللبنانيين إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الاشاعات واستباق التحقيق.

كما أكدت القيادة أن الوحدات العسكرية تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنية في المنطقة، وأن الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائية المختصة، وذلك انطلاقًا من واجبه الوطني».

إلى ذلك، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحادثة، عبر سلسلة اتصالات أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزف عون والمراجع الأمنية والقضائية المختصة. وشدّد على أنّ «هذه الحادثة مُدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم».

كما شدّد، خلال اتصال مع النائب ستريدا جعجع، على «ضرورة تحلّي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار إلى أيّ ردّات فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه».

بدوره، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً برئيس «تيار الكرامة» وعضو تكتل التوافق الوطني النائب فيصل كرامي دعاه فيه إلى «توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق»، كما دعا من خلاله «أهالي بقاعصفرين والضنية إلى عدم الانجرار وراء الاحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة».


وفيما أعلن الحداد العام في منطقة بشري والجبة اليوم تزامناً مع موعد دفن الضحيتين طوق، أكد نائبا قضاء بشري ستريدا طوق جعجع وملحم طوق، في بيان مشترك، أنه «أمام هول الجريمة الشائنة التي أدت إلى سقوط الشهيدين مالك طوق طوق وهيثم جميل طوق، عن طريق الغدر في أرضنا في قمة الشهداء المعروفة جغرافياً بـ«القرنة السوداء»، إن بشري وكما كانت دائماً على مر العصور، تقف بشيبها وشبابها يداً واحدة في مواجهة جميع القضايا التي تمس بكرامة أهلها ووجودهم في هذه الأرض». واعتبرا أن «الجريمة النكراء التي وقعت على أرضنا وأدّت إلى استشهاد شابين من خيرة شباب بشري تستوجب تأهب واستنفار الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة والعسكريّة كافة، وانهاء التحقيقات بأسرع وقت ممكن، وتوقيف القتلة كائناً من كانوا وإلى أي جهة انتموا وسوقهم إلى العدالة وإنزال أشد العقوبات بهم، لأن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام من دون مساءلة وعقاب». وشددا على أنّ «ملكيّة بشري في قمّة الشهداء لم تكن ولن تكون على الإطلاق موضع نزاع من أي نوع كان، وهي كانت ولا تزال وستبقى جزءاً لا يتجزأ من النطاق العقاري التاريخي لقضاء بشري».

وختم البيان «نزولاً عند قرار أهل الشهيدين ومشيئتهم، وحفاظاً على صورة مدينة المقدمين بشري، يدعو النائبان ستريدا طوق جعجع وملحم طوق أهلهما في جبة بشري للإلتزام بعدم إطلاق الرصاص خلال مراسم جنازة الشهيدين والإستعاضة عن ذلك بالمشاركة الكثيفة والصلاة لراحة نفسيهما».

 

قدرة «حزب الله»

من جهة ثانية، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي ان الصاروخ السوري المضاد للطائرات، الذي سقطت أجزاء منه في النقب، فجر امس «يعيد إلى الطاولة الأسئلة في شأن قدرات الدفاع الجوي لدى حزب الله في لبنان».

وأشار العميد (احتياط)، تسفيكا حاييموفيتش، وهو القائد السابق لمنظومة «الدفاع الجوي» في الجيش الإسرائيلي، إلى حوادث سابقة تتعلق بوصول صواريخ «الدفاع الجوي» إلى «حزب الله»، لافتاً إلى حقيقة أنّ «الجيش الإسرائيلي لا ينجح في اعتراض وإحباط العديد من هذه العمليات». وأكّد قوة القدرات الصاروخية للحزب، قائلاً «إنّي لا أعرف أي جيش في العالم، يملك تشكيلات مجموعة صواريخ بعيدة المدى، التي بناها حزب الله». واضاف: «حزب الله يشغّل اليوم أيضاً أنظمة مضادة للطائرات متطورة نسبياً، ومعظمها أنظمة متقدمة، ولديها أيضاً وسائل للكشف (رادارات)، وهذا يجعل هذه الأنظمة تحدياً كبيراً جدا». وشدد على أنّ «هذه المشكلة تتصل بشيء أكبر بكثير، وهو حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في الجو وعمله في لبنان، وهذا الشيء يُنذر بالخطر»، معتبراً أن «هناك تطوراً في الجدول الزمني في السباق بيننا وبين «حزب الله».

وكان رئيس الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، قد تحدث الى قناة 12 الاسرائيلية عن قوة «حزب الله»، وقال: «إنّ قوة النار التي يملكها هي من الأقوى في العالم». وأشار إلى أنّ «عدداً قليلاً من الدول في العالم لديه قوة النار التي يملكها».

 

وأكّد أنَّ «هذه القوة لا تملكها إيطاليا، ولا ألمانيا، ولا دول عدة في أوروبا».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

قطوع «القرنة السوداء» أولوية.. ومؤشر على رئاسة ساخنة

صندوق النقد لبناء مصداقية المركزي وحماية المودعين.. ولبنان يتجنب أزمة مع سوريا

 

تُستأنف اليوم الحركة اليومية في البلاد بعد عطلة، عيد الأضحى، التي استمرت 5 ايام، وسط تقدُّم الشؤون غير السياسية على ما عداها، من الامن (حادثة القرنة السوداء) الى الدبلوماسية (الإمتناع عن التصويت على قرار حول المفقودين في سوريا) الى السياحة، مع اكتظاظ مطار رفيق الحريري الدولي بآلاف الوافدين والمغادرين (بين 35000 و40000 ألفاً كل يوم) الى ما تضمنه تقرير صندوق النقد الدولي حول الازمة المالية والنقدية التي عصفت بلبنان منذ اكثر من ثلاث سنوات، ولا تزال وسط مؤشرات خطيرة الى إخبار الزيادات المرتفعة على الخدمات والانترنت وغيره، وصولا الى انتظار فواتير الكهرباء بالتسعيرة الجديدة، والمرهقة.

ولئن كان قطوع «القرنة السوداء» قيد الضبط الامني بفضل اجراءات الجيش مع دفن الشابين من آل طوق وسط حداد في بشري، فإن اجتماعا سيعقد في السراي الكبير حول الاكتظاظ في المطار، يحضره وزير الاشغال العامة علي حمية والمدراء العامون المعنيون، برئاسة الرئيس ميقاتي، فضلا عن التحضير لإمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء، للبحث في مسائل مالية ملحة، منها امكان اجراءات تعيينات في مراكز الفئة الاولى وحاكمية مصرف لبنان.

ومع هذه الانشغالات اليومية، بدأ الهمس اللبناني، في الاوساط السياسية يتعاظم لجهة اي تأثير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عبر موفده الى بيروت لمعالجة ازمة الشغور الرئاسي جان ايف لودريان، يمكن ان يكون مستقبلا مع اندلاع اخطر ازمة احتجاجات ضربت باريس والمدن الفرنسية الأخرى، ردا على قتل شاب جزائري (الشاب نائل) برصاص الشرطة، مع امتداد الاحتجاجات الى مدينة لوزان في سويسرا، مسجلة اعلى نسبة من احداث الشغب منذ 2005.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما من تطور ملحوظ قد يسجل على صعيد الملف الرئاسي، وإن هناك توقعا بأن يتراجع الحديث عنه في الوقت الراهن حتى أن من يتابع الحركة السياسية في البلد يخرج بنتيجة تفيد أن الأجازة الرئاسية مفتوحة إلى حين يظهر مؤشر بالنسبة إلى الحراك الخارجي وتحديدا ما قد يقدم عليه الموفد لودريان الذي لا يزال تحركه هو المسعى الوحيد في الملف الرئاسي في انتظار ما إذا كان هناك من طرح يحمله ام ان جولته الثانية متممة للأولى.

ولفتت المصادر إلى أن الإصرار على موضوع الحوار الذي يتمسك به فريق الممانعة لا يعني أن هناك مناخا يتم تحضيره للحوار الرئاسي لاسيما أن هناك لاءات ترفعها المعارضة، موضحة أن ما من معطيات جديدة برزت بشأن تراجع الكتل النيابية عن دعم مرشحيها ولا يزال مبكرا الحديث عن ذلك بعد ما قالت كلمتها في الجلسة الانتخابية الأخيرة ولن تخرج عنها حاليا إلا إذا حصل تطور مفاجىء أو تم التحضير لمبادرة يتوافق عليها الجميع.

وقالت مصادر سياسية ان ملف الانتخابات الرئاسية، دخل في مرحلة من الجمود والمراوحة، تبدو طويلة في ظل انعدام الحركة السياسية الداخلية، وغياب اي شخصية او مسؤول كان ،يستطيع القيام باي تحرك داخلي فاعل، لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفين للتفاهم والاتفاق على اسم مرشح رئاسي يحظى بتأييدهما، ويؤدي انتخابه لانهاء الفراغ الرئاسي، والمباشرة بتأليف حكومة جديدة، تحظى بدعم وتأييد هذه القوى، لكي تستطيع مواكبة العهد الجديد، وتعمل معه لوضع اسس الخروج من الازمة الحالية التي يواجهها لبنان، والبدء بالخطوات العملية اللازمة للنهوض بالبلد على اسس جديدة،بينما يبدو الحراك الخارجي على اي مستوى كان، اما عاجزا عن لعب دور مؤثر لمساعدة لبنان لانهاء الفراغ الرئاسي،لافتقاره الى ادوات الضغط المعتادة، او لانه منشغل بمشاكله وقضاياه الداخلية والدولية،ولا يكترث كثيرا للاهتمام بالازمة اللبنانية،ويقدمها على مشاكل وازمات بلاده،لاسيما مع تفاعل وازدياد الضغوط والتداعيات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية على مستوى العالم كله.

ونقلت المصادر عن مسؤولين وسياسيين التقاهم الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان، في زيارته الاخيرة،صورة غير مطمئنة عن خلاصة هذه اللقاءات، نظرا لحجم الانقسام السياسي القائم بين اللبنانيين من جهة، وبرودة التعاطي من دول اللقاء الخماسي مع الازمة اللبنانية والتلكؤ في توظيف علاقات هذه الدول للمساعدة ،في حل الأزمة القائمة الحالية، ما يصعب. في تحريك هذا الملف وتسريع انهاء الازمة اللبنانية.

وقبل ان تنتهي عطلة عيد الاضحى المبارك ونهاية الاسبوع كما بدأت، تحركت الايادي العابثة بإستقرار البلاد الى إحداث القلاقل ومحاولات إحياء الفتن، بحيث انتقل الاهتمام الامني والرسمي والسياسي الى حادثة مؤسفة في جرود القرنة السوداء اعلى قمم لبنان، اودت بحياة شخصين من بشري من آل طوق، وكادت تسبب فتنة مسيحية – اسلامية بين قضائي بشري والضنية بسبب التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقف الحادة والمتسرعة ، لولا مسارعة الجيش والقيادات السياسية والروحية الى تلقف الحادث ووضعه في اطاره القضائي.

وتكاد الفوضى تعم منطقة بشري بعد قتل الشابين هيثم طوق ومالك طوق.

وفور حصول الحادثة اشتغلت مواقع التواصل وبعض مواقع الاخبار على نظرية ان هيثم طوق قتل برصاص قنص متفجر من مسافة بعيدة بقصد الاشارة الى ان اطلاق النار جاء من جهة جرود منطقة الضنية التي صادف وجود خلاف عقاري في منطقة الحادث بينها وبين منطقة بشري، لكن الكشف الطبي الرسمي اثبت ان طوق قتل من مسافة قريبة وان الرصاصة اخترقت اسفل كتفه تحت الابط ومرت في رئته وبطنه، وثمة تسجيل صوتي من بشري يقول ان الرصاصة استقرت في فخذه ما يدل على انها ليست من مسافة بعيدة.

وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية بقاع صفرين بلال زود، انّ «التقرير الطبي الذي وافق عليه الطبيبين العسكري والمدني الشرعي تبيّن استبعاد فرضية عملية قنص» .

وأضاف: كشفت التحقيقات الامنية ان الرصاصات التي اصابت طوق دخلت من الاعلى بعدما اخترقت بطنه واستقرت في فخذ رجله، وهذا يدحض الشائعات التي تحدثت عن عمليات قنص تمت من جانب الضنية.

وكشفت النائب ستريدا جعجع انه بعد مقتل الشاب هيثم طوق في منطقة الشحين في محيط القرنة السوداء من قبل مسلحين مجهولي الهوية، اتصلت بقائد الجيش، وطلبت ارسال قوة من الجيش بأسرع وقت حيث وقعت الجريمة.

وتمكن الجيش اللبناني من ضبط الوضع على الارض، بعد انتشار وحدات امنية، تمكن من توقيف عدد من الاشخاص وضبط اسلحة وذخائر.

واكدت قيادة الجيش ان الوحدات العسكرية تواصل الانتشار، وتنفيذ التدابير الامنية في المنطقة، وان الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع، تحت اشراف المراجع القضائية المختصة، داعية الى التحلي المسؤولي، وضبط النفس، والحرص على السلم الاهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق.

وحسب معلومات «اللواء» من مصادر متابعة للموضوع، اوقفت مخابرات الجيش اللبناني 5 أشخاص من بشري قيد التحقيق، كما اوقفت نحو 11 شخصاً من منطقة الضنية لأنهم كانوا متواجدين في المنطقة عند وقوع الحادث المؤسف. كما استمعت مخابرات الجيش الى الشاب الذي كان برفقة الضحية هيثم الهندي طوق لحظة وقوع الحادثة، وبدأت التحقيق معه من اجل كشف بعض الأمور، وخاصةً ما جرى بالتحديد لحظة اطلاق النار الأول الذي ذهب ضحيته الشاب هيثم.

واضافت المصادر: ان الموقوفين من الطرفين ليس مشتبهاً بهم، لكنهم كانوا في المحيط، ويستمع الجيش الى افاداتهم لمعرفة ما اذا كانت لديهم معلومات عن تفاصيل الحادثة او اذا كان بعضهم متورطاً. كما اجرى الجيش امس مداهمات للبحث عن مرتكبي جريمة.

واوضحت ان التحقيق مع هؤلاء يجري بتكتم شديد منعاً لتسريب اي معلومات مغلوطة قد تسهم في مزيد من الاحتقان والتوتر الطائفي والمناطقي، لذلك لا توجد اي معطيات فعلية دقيقة حول مسار التحقيق.

وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مكة المكرمة الحادث عبر سلسلة اتصالات ابرزها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والمراجع الامنية والقضائية المختصة. وشدد الرئيس ميقاتي على» ان هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم».

والبارز صدور دعوات لتغليب لغة العقل من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ومناشدة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اهالي بشري ضبط النفس، معولا على الجيش «لضبط الامن».

ودعا نائبا بشري ستريدا طوق وملحم طوق الى عدم اطلاق الرصاص خلال التشييع، مع التأكيد على ملكية بشري للنقطة المتنازع عليها في القرنة السوداء.

انتظار الخارج سياسياً

وفي الشأن السياسي، يدور همس وتقديرات في اروقة سياسية ضيقة عن انتخاب رئيس للجمهورية هذا الصيف من خارج الاصطفافات المعروفة ومن غير الاسماء المطروحة للتداول، في حال توافقت الدول المعنية بالوضع اللبناني على اسمه وتمكنت من تسويقه لدى القوى السياسية، «بالترغيب عبر تلبية بعض المطالب والمصالح، او الترهيب بفرض عقوبات على المعرقلين»، وهي القوى المتصارعة على منصب رسمي أول في الجمهورية بلا صلاحيات كافية لتقرير اي امر كبير او صغير من دون موافقة الحكومة التي ستتشكل في عهده، اوموافقة المجلس النيابي على اي قرار يصدر اذا كان المجلس معنياً به دستورياً.

ثمة ترقب في ظل العجز والإستعصاء الداخلي لإجتماع مرتقب للجنة الدول الخمس (السعوية ومصروقطر واميركا وفرنسا) في الدوحة، وهو اللقاء المؤجل من الشهر الماضي بسبب زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، ولتبيان النتائج التي حملتها لقاءاته مع القوى السياسية والكتل النيابية المستقلة، وهو امر قد يستغرق اسبوعا او ربما اكثر. لكن موعد الاجتماع الخماسي لم يتقرر بعد بسبب إنشغالات اغلب الدول الخمس بأمور تخصها، لكن ترددت معلومات ان لودريان سيزور السعودية للوقوف على رأيها، وثمة حديث ان الاتصالات بين الدول الخمس ستتوسع لتشمل ايران في المرحلة المقبلة بهدف توسيع رقعة التفاهم والتوافق على معالجة الشغور الرئاسي وعلى اسم مرشح اواكثر للرئاسة يختار بينهم اللبنانيون واحداً و»يحظى بمباركة دولية وعربية»، كما ان هناك حديثاً عن ان قطر تتولى بشكل اساسي الكلام مع ايران بهدف تسهيل وتليين موقف حلفائها في لبنان من انتخاب الرئيس، على ان تتولى الدول الاخرى تسهيل وتليين موقف الاطراف الاخرى. كما ان بعض المتابعين للوضع يتوقعون طلب تدخل سوريا مع حلفائها في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس. لكن الواقع ان لا ايران ولا سوريا بصدد التدخل مباشرة بل انهما سيتركان القرار للحلفاء ولو مع بعض «النصائح».

وفي اعتقاد المتابعين ان الحل سيكون برعاية عربية –عربية ليكون مقبولاً لدى القوى السياسية اللبنانية، ولذلك قد تشهد المرحلة المقبلة زخما لحراك عربي يُمهد للتوافق العربي – الغربي. لكن من غير المعلوم كم ستطول فترة الاتصالات واللقاءات قبل التوصل الى الحل التوافقي الداخلي والخارجي، والامرمتروك لما قد يحمله الموفد لودريان في النصف الثاني من شهر تموز الحالي، في حال حصل الاجتماع الخماسي الموعود قبل وقت زيارته.

صندوق النقد

مالياً، شخَّص صندوق النقد الدولي بعد اختتام المجلس التنفيذي للصندوق مشاورات اعادة الرابعة مع لبنان بتاريخ 1 حزيران 2023.

وجاء ف التشخيص، يواجه لبنان ازمة مصرفية ونقدية سيادية غير مسبوقة لا تزال مستمرة لاكثر من ثلاث سنوات. ومنذ بداية الازمة، شهد الاقتصاد انكماشا ناهز 40٪، وفقدت الليرة اللبنانية 98٪ من قيمتها، وسجل التضخم معدلات غير مسبوقة، كما خسر المصرف المركزي ثانٍ احتياطياته من النقد الاجنبي.

وقال البيان: ازدادت دولرة النقد، وتسارعت وتيرة التضخم لتصل الى 270٪، وارتفع عجز المالية العامة الى 5٪ من اجمالي الناتج المحلي عام 2022، بسبب انهيار الايرادات..

اتفق المديرون التنفيذيون مع التوجه العام لتقييم خبراء الصندوق. وأعربوا عن بالغ قلقهم إزاء الأزمة العميقةمتعددة الأبعاد التي تواجه لبنان لأكثر من ثلاث سنوات والتي أدت إلى انهيار حاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وبينما أقر المديرون بصعوبة الوضع السياسي، فإنهم أعربوا عن أسفهم حيال الإجراءات المحدودة التي تم اتخاذها على مستوى السياسات للتصدي للأزمة. وأشاروا إلى المخاطر والتكلفة المتزايدة الناجمة عن مواصلة إرجاء الإجراءات اللازمة، ودعوا إلى ضرورة التنفيذ الحاسم لخطة إصلاح شاملة لحل الأزمة وتحقيق التعافي المستدام. وأكد المديرون على الدور الحيوي المحتمل للدعم من قبل المانحين في إنعاش الاقتصاد واستقراره بمجرد البدء بتنفيذ الإصلاحات. وتطلعوا إلى تعميق التعاون مع الصندوق وغيره من الأطراف المعنية الرئيسية لدعم جهود الإصلاح والاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وشدد المديرون على أهمية المصداقية في إعادة هيكلة النظام المالي لاستعادة سلامته واستمراريته. ودعوا إلى اتخاذ إجراءات مسبقة لمواجهة الخسائر الضخمة، وأكدوا على ضرورة توفير أقصى حماية ممكنة لصغار المودعين. وأشار عدد من المديرين إلى أنه ينبغي النظر في المزيد من الخيارات لتوفير حماية إضافية للمودعين

وفق المبادئ المتفق عليها، مما قد يساهم في دعم جهود إعادة الهيكلة. وأكدوا على أن استخدام الموارد العامة ينبغي أن يكون محدودا وأن يتناسب مع هدف استدامة الدين. كما شددوا على ضرورة معالجة مواطن الضعف في قانون السرية المصرفية وتعزيز الإطار المؤسسي للمصرف المركزي.

كذلك أكد المديرون على أهمية خف ض معدلات التضخم المرتفعة، ومعالجة التدهور الحاد في سعر الصرف، وإعادة بناء مصداقية المصرف المركزي. وأوصوا بتشديد السياسة النقدية وتعزيز الجهود للح ؤول دون تمويل الحكومة من خلال المصرف المركزي. وأكدوا على أن توحيد أسعار الصرف الرسمية سيساعد في تنظيم السياسة النقديةبدرجة أكبر، والحد من الضغوط على احتياطيات المصرف المركزي، وزيادة إيرادات المالية العامة.

وافق مجلس المدراء التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي على تمويل بقيمة 200 مليون دولار أميركي لتحسين قدرة المزارعين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الأغذية الزراعية في لبنان على الصمود في مواجهة الأزمات المتعددة التي تواجه البلاد. وسيدعم مشروع التحول الأخضر في قطاع الأغذية الزراعية من أجل التعافي الاقتصادي (GATE) الاستثمارات التي تحسن إنتاجية القطاع الزراعي وتعزز آلية وصول المنتجات الزراعية إلى الأسواق.

تجنُّب أزمة

وفي خطوة، جنبت البلد ازمة جديدة، داخلياً وسورياً، امتنع لبنان عن التصويت على مشروع اممي يقضي بانشاء هيئة مشغلة ترعاها الامم المتحدة، مهمتها توضيح مصير المفقودين والمختفين قسرا في سوريا.

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

إستنفار أمني وقضائي وسياسي لاستيعاب تداعيات أحداث القرنة السوداء

الملف الرئاسي ينتظر طروحات لودريان… وحزب الله لن يتنازل عن فرنجية

خشية من اضطرابات بسعر الصرف نهاية الصيف… – بولا مراد

 

انشغلت الاوساط السياسية والامنية كما الشعبية يوم أمس، بمواكبة تداعيات الاحداث التي شهدتها منطقة القرنة السوداء يوم السبت الماضي، واستنفرت القوى المعنية على المستويات كافة، لوضع حد للتوتر الذي شهدته المنطقة وكاد يؤدي لفتنة طائفية.

 

وقالت مصادر امنية لـ «الديار» ان «التوتر الذي ساد مساء السبت – الاحد تراجع مع ساعات النهار يوم امس»، لافتة الى ان «كمّا كبيرا من الشائعات واكب الانتشار الكثيف للجيش في منطقة القرنة السوداء حيث وقع الاشكال، علما ان البحث عن مطلوبين لا يزال ناشطا في اكثر من منطقة».

 

واضافت المصادر: «الموقوفون من الطرفين، وليس كما تم الترويج له من طرف شبان بشري فقط، ويستمر حاليا البحث عن المزيد ممن يعتقد ان لهم علاقة بالحادثة».

 

وبحسب المعلومات، فقد تجاوز عدد الموقوفين من الطرفين الـ 19.

استنفار امني – سياسي

 

وفي بيان صدر مساء امس، دعت قيادة الجيش «جميع اللبنانيين إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس والحرص على السلم الأهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات واستباق التحقيق»، مؤكدة أن «الوحدات العسكرية تواصل الانتشار وتنفيذ التدابير الأمنية في المنطقة، وأن الجيش يقوم بالتحقيق في الموضوع تحت إشراف المراجع القضائية المختصة، وذلك انطلاقًا من واجبه الوطني».

 

ومع تفاقم الخشية من تمدد الحادثة وتحولها الى فتنة طائفية، تداعت المرجعيات السياسية والدينية للدعوة للتهدئة. ففيما دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي أهالي بشري لـ«ضبط النفس ووضع الخلاف المزمن في منطقة قرنة السوداء في عهدة القضاء»، حذر مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ورئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في بيان مشترك من «الإنجرار إلى أي فتنة طائفية أو مناطقية»، وشددا على «السرعة والضرورة القصوى للقبض على الفاعلين ومحاسبتهم، وأن يبذل الأهالي من المنطقتين كل جهدهم للمساعدة في كشف الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة».

 

وطلب إمام وسويف «من المراجع القضائية المختصة سرعة البت بتحديد عقاري نهائي وواضح في هذه المنطقة وغيرها، منعًا لمثل هذه النزاعات حول الأراضي المتجاورة وتخومها، والتي تشكل عامل توتر بين أهالي المناطق».

«الرئاسة» على الرف

 

وكما كان متوقعا، تلاشى الاهتمام بالملف الرئاسي، بعد وصول كل القوى لقناعة بعدم امكانية تحقيق اي خرق كان، في ظل المعطيات والظروف الداخلية الراهنة والتعويل على متغيرات اقليمية ودولية تؤدي لتحريك الملف مجددا. وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» ان «الملف دخل في جمود شبه كلي، بانتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المتوقعة منتصف تموز المقبل، اما بالمبادة الفرنسية معدلة او بمبادرة جديدة. علما ان فريق حزب الله يؤكد ان اي مبادرة تلحظ التخلي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية سيكون مصيرها الفشل».

 

واضافت المصادر: «علما ان البعض يخشى راهنا من ان تؤدي الاحداث المندلعة في باريس الى تأخير البت بالملف الرئاسي اللبناني، ومعه تأخير عودة لودريان، وان كان قد بات هناك شبه قناعة بأن اي خرق جدي بالملف لن يحصل اقله قبل نهاية الصيف، نظرا لكون حزب الله واضح بتشدده وتمسكه بخياره، مقابل عدم تماسك تقاطع المعارضة و«التيار الوطني الحر» على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور». وهو ما عبر عنه صراحة يوم امس عضوّ المجلسِ المركزي في حزبِ الله الشيخ نبيل قاووق، الذي قال ان «حبل الاصطفافاتِ والتقاطعاتِ الظرفية قصير وسرعانَ ما تُسقطُه الظروف»، مشيراً الى أن «الصيغةَ التوافقية وحدَها الفرصة الحقيقية للخروجِ من أزمةِ الاستحقاقِ الرئاسي». واضاف قاووق: «إن مرشحنا للرئاسة واحد، ومرشحهم شتى وموقفنا ثابت وموقفهم كل يوم في شأن».

احتمالات خريفية مرة

 

ورغم انخفاض سعر الصرف يوم امس ليلامس الـ٩٠ الفا، وهو ما يبدو انعكاسا واضحا لبدء القطاع السياحي بضخ الدولارات المرجوة في الاقتصاد اللبناني، الا ان الخشية من مرحلة ما بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نهاية الشهر الجاري، بدأت تتفاقم. وفي هذا المجال قالت مصادر معنية لـ «الديار»: «ان سعر الصرف سيبقى ممسوكا رغم انتهاء ولاية سلامة حتى نهاية ايلول، باعتبار ان الكتلة النقدية المتوقع ان تدخل البلد خلال الشهرين المقبلين كفيلة بتحقيق هذا الاستقرار. اما الخوف فهو في فترة منتصف ونهاية ايلول، خاصة في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية والدخول في مرحلة جديدة من التأزيم السياسي، فعندها كل الاحتمالات المرّة تصبح واردة».

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بري يدعو للتهدئة والمفتي يتّهم الطابور الخامس

الجيش يحبط الفتنة في القرنة السوداء

 

خرق حالة الجمود السياسي خلال عطلة عيد الاضحى ونهاية الاسبوع حادث امني خطير في القرنة السوداء ، عمل الجيش على ضبطه امنيا ، واجريت اتصالات سياسية وروحية حثيثة لمنع الانزلاق الى الاسوأ وسط أجواء من الريبة والاشتباه في اهداف فتنوية وطائفية لهذه الجريمة بين بشري والضنية .

 

فقد قتل الشابان هيثم جميل الهندي طوق ومالك طوق في القرنة السوداء، الاول قتل برصاص مجهولين تسللوا الى المنطقة، وقتل الثاني بعد توجه قوة من المغاوير بناء على طلب فاعليات المنطقة.

 

وتواصلت عمليات الجيش في المنطقة وتحدثت المعلومات عن توقيف ١٦ شخصا في بشري والضنية .

 

بانتظار لودريان

 

أمّا في المشهد السياسي، فلم يُسجَّل أي تحرك في انتظار انتهاء عطلة الأضحى وعودة الدورة السياسية الى مسارها علماً أنّ أي تطور ليس منتظرا قبل معرفة الخطوات التالية للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان حيال مهمته الرئاسية اذ يتوقع تأخر او تأجيل أي تحرك جديد للودريان في ظل الاحداث المتفجرة التي تشهدها فرنسا.

 

أمّا في المواقف من الأزمة، فبرز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أول زيارة له  للقبيات غداة انتقاله الى الديمان حيث أعلن أنّ «الأزمة السياسية التي نحن فيها تتحدّر منها كل الازمات الاخرى الاقتصادية والمعيشية والانمائية، وثمة شباب كثر يغادرون بسبب هذه الازمات، إلّا أنّ تاريخ لبنان هو تاريخ صمود، وشبابنا مصممون على الصمود والبقاء، فكونوا على ثقة انه بتكاتفنا معا وتعالينا على الجراح وبوحدتنا قادرون على أن يستعيد لبنان عافيته وكرامته ودوره في هذه البيئة من العالم. وهذا الامر يتطلب منا تغيير هذا الواقع الذي نحن فيه، فليس بامكاننا البقاء على الطريق نفسه، ومن جهة ثانية فليس مقبولا على الاطلاق ان نبقى عالة على كل الناس المهتمين بنا».

 

وقال: «صدقوني بانني اخجل حين نلتقي الوفود التي تاتي من الخارج ويترجونا ان ننتخب رئيسا للجمهورية . اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم، وكأن العمل السياسي للهدم، وهذا غير صحيح.

 

حوار الشعارات

 

وفي غياب اي جديد، وعلى وقع استمرار الادانات لموقف لبنان المتمنّع عن التصويت لمصلحة قرار انشاء لجنة مستقلة للتقصي عن المفقودين في سوريا، قال النائب غسان سكاف في حديث اذاعي أن الوزير السابق زياد بارود تمنى على كل من يريده مرشحاً أن لا يضع اسمه في صندوق الاقتراع كي لا يدخل في معركة المواجهة المسيحية. وأضاف «لا نريد حواراً بشعارات ولا بشروط مسبقة».

 

ترشيح جدي

 

رئاسيا ايضا، أكد عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ أننا «نصحنا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان كما سننصح الرئيس المقبل، بعدم تضييع الوقت والتحدث مع الفرقاء فهناك فريق واحد يجب التحدث معه وهو حزب الله، فمعروف ما يريده كل الفرقاء في لبنان».ورأى في حديث تلفزيوني أن «من واجبات رئيس مجلس النواب نبيه بري ترك جلسات إنتخاب الرئيس مفتوحة ولكن بري دعا ولم يدع حقيقة إلى جلسة لأن المحور الذي يتبع له عطّل النصاب في الجلسة الأخيرة»، معتبرا أن جلسة الإنتخاب لتكون مكتملة يجب أن تستمر الى حين إنتخاب رئيس.وأكد أن «ترشيح أزعور جدّي جدا ولو ذهبنا الى دورة ثانية في 14 حزيران كان جهاد أزعور رئيسا اليوم». وقال: «هناك منع لإنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من قبل السلطة».

 

تحاربون طواحين الهواء

 

في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أنهم لا يريدون فرض رئيس على أحد الآن، وقال: «من لا يُعجبه المرشّح الذي تدعمه المقاومة والثنائي الوطني يقولون أننا لا نريد رئيسا يفرضه الثنائي ونحن لن نفرض على أحد شيئا، «عجبكم» انتخبوه وما «عجبكم» تعالوا ناقشونا، يقولون لا نناقشكم إلّا إذا سحبتم تأييدكم لهذا المرشّح وعليه من يُمارس الإرهاب والفرض؟ أنتم من تمارسونه». وأضاف: «لن نقبل شروطًا مُسبقةً للنقاش معكم، تعالوا بمرشّحكم ونتناقش، أمّا أنّ تُطبّلوا وتزمّروا في الإعلام بأننا لن نقبل أن يفرِض الثنائي الوطني مرشّحه علينا، فأنتم تحاربون طواحين الهواء ولا صدقية لإدعائكم على الإطلاق».وأكد أنهم  منفتخون على النقاش، قائلًا: «تعالوا وقولوا لنا لماذا مرشحنا لم يعجبكم ، ونحن نقول لكم لماذا مرشحكم لا يعجبنا، وتعالوا لنتناقش حول حاجات المرحلة الراهنة ومتطلباتها، لنقنعكم بأنّ خيارنا هو أفضل من خياركم، معتبرًا أن من لا يريد أن يتفاهم فإنما يريد أن يلعب بأخلاق ومصالح الناس».أضاف إننا صابرون ونفسنا طويل، ونصبر حرصاً منّا على الإستقرار والعيش الواحد مع شركائنا الذين نختلف معهم في الرؤية في هذا الوطن، لكن في النهاية «في ناس بدا تقنع».وختم رعد: أمّا الرهان على تدخّل قوى دولية ضاغطة من أجل أن تضغط علينا للتخلّي عن مرشّح لمصلحة مرشّح لسنا مقتنعين به، فهذا الأمر لن يُجدي نفعاً ولن يوصِل إلى أيّ نتيجة.

 

تسهيلات سورية

 

على ضفة النزوح، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن «الدولة السورية قدّمت تسهيلات أكثر مما طلبت وزارته بما يخص عودة النازحين السوريين، حيث سيتم استقبال 180 ألف نازح كمرحلة أولى، ومن ثم سيتم استقبال 15 ألف نازح كل شهر قابلة للزيادة».وأوضح، في حديث لـ»سبوتنيك»، أن «التوجه لدى الحكومة السورية هو الالتزام بتنفيذ كل نقاط التفاهم التي تم الاتفاق عليها في العام السابق، وتقديم كل التسهيلات اللازمة».

 

وأشار إلى أن» الخطوات العملية تبدأ من بعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي إلى سوريا، والمؤلف من 8 وزراء، ومدير عام الأمن العام وأمين عام مجلس الدفاع الأعلى».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram