الاعلام اللبناني مدافعاً عن «الداعية الصهيونية» فجر السعيد

الاعلام اللبناني مدافعاً عن «الداعية الصهيونية» فجر السعيد

Whats up

Telegram

لعلّ التغريدة التي تختصر تعاطي الإعلام اللبناني مع قرار منع فجر السعيد من دخول الأراضي اللبنانية الأسبوع الماضي، قول أحدهم بأنّ «الإعلام الكويتي لم يفتح الهواء للسعيد للوقوف عند رأيها، فقام الإعلام اللبناني بتلك المهام على أكمل وجه، وأقام الدنيا ولم يقعدها، مستقبلاً المطبّعة التي لا تحظى بأي حيثية في الكويت، حيث نالت 600 صوت فقط في انتخابات مجلس الأمة الكويتي عام 2022. فمنذ أيام، وفجر السعيد على كل شاشة لبنانية، وضيفة كل برنامج سياسي أو ترفيهي واجتماعي. كانت مهمّة هذا الإعلام واضحة على ما يبدو: تحريف بوصلة النقاش من تطبيع مع العدو الإسرائيلي إلى قضية حرية رأي وتعبير، ليصبح التعامل مع إسرائيل، في النهاية، مجرد وجهة نظر. هكذا، فتحت وسائل الإعلام المحلي الهواء للسعيد، مقدّمةً دعاية مجانية لها، مستمعةً إلى رأيها في مسألة التطبيع مع العدو، والشأن الداخلي اللبناني بما يخدم أيضاً أجندة هذه القنوات السياسية.

 

قلّة هي المنابر التي تطرّقت إلى القانون اللبناني (مارسيل غانم سمّاه قانون حزب الله!)، وتحديداً قانون مقاطعة إسرائيل، الذي يمنع دخولها إلى لبنان بسبب وجود ختم العدو الإسرائيلي على جواز سفرها، هي التي زارت الأراضي الفلسطينية المحتلة مرتين متتاليتين آخرها عام 2018. لم تكن زيارة السعيد إلى الأراضي المحتلة سرّية، بل أعلنت عنها سابقاً في تغريدات على تويتر وفي المقابلات معها. ترافق ذلك مع دعوتها علناً إلى تطبيع العالم العربي مع العدو الإسرائيلي. كما نشرت صفحة «إسرائيل بالعربية» مقابلة معها بثّت من منزلها في الكويت، داعية إلى «السلام مع إسرائيل»، معتبرة أنها «غيّرت نظرتها» إلى إسرائيل، منذ أكثر من 20 عاماً على حد تعبيرها. في عام 2018، كشفت السعيد عن زيارتها الأراضي الفلسطينية المحتلة، مغرّدة «أنا صلّيت في المسجد الأقصى وصليت في قبة الصخرة الحمدلله وبدون حرب». كما أثنت على جنود الاحتلال، قائلةً «تعاطيهم في منتهى الذوق»، إلى جانب محادثاتها العلنية على تويتر مع الأكاديمي الصهيوني ايدي كوهين، وتغزّلها به، واصفةً إياه بـ «ابن العم»، بعدما وجّه لها دعوة رسمية لزيارته «وحلولها في ضيافته شخصياً»، بحسب تغريدته.
كان يمكن إقفال قضية منع السعيد من دخول لبنان بكل وضوح. لكنّ بعض الإعلام اللبناني أحبّ أن يفتح الهواء لها، بما يخدم أجندته السياسية، وتمرير تطبيع التطبيع كل مرةً، واستخدام حرية الرأي التعبير شمّاعةً في هذه الأجندة. في التوازي، غزت صفحات السوشال ميديا تغريدات الدعم من قبل مجموعة من الإعلاميين اللبنانيين، موجّهين سهامهم للسلطات التي اتخذت قرار المنع وبعض الأطراف السياسية. انطلاقاً من ذلك، افتتح مارسيل غانم الأسبوع الماضي حلقة برنامجه «صار الوقت» (الخميس) على قناة mtv مقدّماً اعتذاره للسعيد مباشرة على الهواء بسبب منعها من دخول لبنان، قائلاً بشعبويّة «قوانين الممانعة لا قوانين الدولة اللبنانية وإن كانت الممارسة مغطّاة بالقانون. إن كانت الحجة مواقف داعمة للتطبيع مع إسرائيل، فإنّ كل دول العالم يُفترض أن تكون ممنوعة من دخول لبنان، لأنّ المعادين لإسرائيل على كوكب الأرض قلّة قليلة. نصف الدول العربية سلكت درب التطبيع، ولم يعد أحد يحمل شماعة المقاومة سوى أقلّية متمسكة بمفاصل الحكم في دول الممانعة».

تحريف بوصلة النقاش من تطبيع مع العدو الإسرائيلي إلى قضية حرية رأي وتعبير

بهذه العبارات سخّف مارسيل قرار منع السعيد من دخول لبنان، مدافعاً علناً عن المطبّعين ومشجّعاً عليه. لم يكن غانم وحده في الميدان، وإن كان الأوضح والأكثر مباشرةً. برنامج «بدنا الحقيقة» الذي يقدمه وليد عبود على «صوت بيروت إنترناشيونال»، استقبل المقدمة الكويتية عبر أحد تطبيقات التواصل وسط عبارات الغزل والتبخير. قال الإعلامي اللبناني: «إن الدويلة العميقة أعمق من الدولة. الحرية ما بتركع. فجر السعيد أكبر من كل الألقاب». هكذا، دار الحوار حول أسباب المنع بعدما تلقّت السعيد دعوة من عبود لتصوير مقابلة في بيروت، فيما تركّز اللقاء على تلميع صورتها، وتحويلها إلى «أيقونة» إعلامية! من جانبها، أكملت رابعة الزيات موجة التطبيل، مستقبلة السعيد أول من أمس في برنامجها «فوق الـ 18» على قناة «الجديد» عبر تطبيق الـ«زوم». بدا واضحاً أن المقدمة اللبنانية لم تحضّر أسئلة لضيفتها، فأصيبت الحلقة بخلل صبّ في صالح السعيد. رغم إعلان الأخيرة بأنها تلقت أخيراً شرحاً من قبل الخارجية الكويتية حول أسباب المنع الذي يعود إلى زيارتها للأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أنّها أصرّت على أنها غير مقتنعة بالسبب، محمّلة المقاومة المسؤولية في ما جرى! لم تدخل الزيات في نقاش مع ضيفتها، بل تركتها ترغي وتزبد، فيما اكتفت الزيات بالقول إنّها «تحترم رأي السعيد»!


في المحصّلة، قدّم الإعلام اللبناني دعايةً للسعيد فيما انخرط بعضه الآخر في عملية متاجرة وتجيير هذه القضية للتصويب على فريق سياسي لبناني محدّد، وسط غياب الإعلام الكويتي عن الخبر من الأساس!

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram