افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 4 أيار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 4 أيار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

طائرتان صغيرتان فوق الكرملين… أوكرانيا تنفي مسؤوليتها… وموسكو تتعهّد برد غاضب الأسد ورئيسي يوقّعان معاهدة تعاون استراتيجي شامل طويل المدى… و35 اتفاقاً مختلفاً البخاري يلتقي بري وجعجع: الأولوية لملء الفراغ الرئاسي… والرئاسة شأن اللبنانيين
 

بعنوان يعادل جملة «الغضب الساطع آتٍ» تحدث نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الدفاع الروسي الكسندر شويغو عن الرد الغاضب الذي سوف يستهدف أوكرانيا ورئيسها فلاديمير زيلينسكي، بعد إسقاط طائرتين مسيرتين صغيرتين فوق قبة الكرملين مقرّ إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، عشية الاحتفالات بيوم الانتصار على النازية، وبينما ترجّح المصادر الروسية أن تكون الحماقة الأوكرانية وراء العملية لاستعادة بعض الوهج العسكري والمعنوي لقواتها التي تواجه خطر الانهيار، كما تقول الوثائق الأميركية السرية المسرّبة، تدعو مصادر خبراء متابعين لملف حرب أوكرانيا للتوقف أمام فرضية أن تكون جهات أميركية استخبارية أرادت منّا لعملية رد موسكو الغاضب الذي يسرع بحسم الوضع في أوكرانيا لجهة تحولات عسكرية تنهي الحرب أو تفتح باب التفاوض العاجل في ضوئها، لأن هذه الأوساط الأميركية الوازنة في الدولة العميقة تعترض على كل طريقة تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه مع حرب أوكرانيا وهي تعلم أن الجيش الأوكراني يقترب من لحظة السقوط الشامل ولا تريد أن يسقط معه حلف الناتو والهيبة العسكرية الأميركية، فأرادت أن تفتح طريقاً لسقوط النظام الحاكم في كييف نتيجة فعل أحمق يتهم بارتكابه وتتبرأ منه الدول الغربية وتحمّله تبعات أفعاله.
في المنطقة كان الحدث زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى سورية ولقاءاته مع الرئيس السوري بشار الأسد والكلمات التي ألقاها كل من الرئيسين في الاجتماع الموسّع والتي تضمنت تأكيداً على وحدة الموقف سواء تجاه المتغيرات الإقليمية المتمثلة بالاتفاق السعودي الإيراني او الحوار في إطار الرباعية التي تنعقد في موسكو لبحث العلاقة التركية السورية، خصوصاً لجهة التمسك بالسيادة السورية ورفض الاحتلال الأجنبي لأراضيها، كما لجهة الدفع بالانفتاح العربي على سورية والعودة العربية إلى سورية بصفتها مصلحة شعوب المنطقة في السعي لنظام إقليمي تصنعه شعوبها، بعدما تكبّدت الشعوب أثماناً باهظة للإملاءات الأجنبية والتدخلات والاعتداءات على السيادة، وكان للقضية الفلسطينية ومحور المقاومة وتماسك قواه ودوره في المرحلة المقبلة، نصيب بارز من الكلمات وتأكيد على مكانة سورية وإيران في خيار المقاومة ومساندة المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات.
لبنانياً، كان الحدث بعودة السفير السعودي وليد البخاري بعد غياب لأكثر من شهر كثرت خلاله التكهنات حول الموقف السعودي، بعد الاتفاق السعودي الإيراني من جهة، وبعد زيارة مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل للسعودية وما نقل عنه من مواقف إيجابية فرنسية سعودية تصب في إطار تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وتزيل العقبات من طريق وصول المرشح سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة؛ وكانت زيارة البخاري الأولى لدار الفتوى ثم لرئيس مجلس النواب نبيه بري ثم لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكان لافتاً أن البخاري تحدّث كما سبق لـ»البناء» أن توقعت عن ثنائية جديدة مختلفة عن الخطاب السابق، وهي ثنائية الأولوية لانتخاب رئيس جديد لإنهاء الفراغ الرئاسي، والثانية أن الخيارات الرئاسية ملك اللبنانيين، فلا فيتو ولا تبنٍّ تجاه أي مرشح، بعدما كان الخطاب السعودي قائماً على ثنائية، الحديث عن فيتو على مرشحين، والثانية الحديث عن مواصفات تبني عليها الرياض موقفها من المرشحين، بما كان يضمر رفضاً سعودياً لترشيح فرنجية، ليأتي الكلام الجديد إعلان انسحاب من الموقف السابق إلى مربع الوسط الذي كان هو سقف المتوقع من السعودية في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة، بحيث يكفي أن تعلن السعودية أنها لا تضع فيتو على مرشح وان الدور السعودي هو التشجيع على الإسراع في انتخاب الرئيس حتى تصبّ الماء في طاحونة فرنجية.
وكما كان متوقعاً وبعد غياب دام أسبوعين، وفور عودته الى بيروت عائداً من الرياض، بدأ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري جولة على المرجعيات والقوى السياسية لوضعهم في أجواء الاتصالات واللقاءات السعودية الفرنسية بناء على التوجيهات والتعليمات التي زوّدته بها قيادة بلاده، وفق معلومات «البناء». وقد شرح البخاري حقيقة الموقف السعودي من الملف الرئاسي وأكد بأن بلاده لا تتدخل في الشأن اللبناني وهي تترك لممثلي الشعب اللبناني الحوار والتوافق على مرشح للرئاسة يملك مواصفات معينة قادر على ادارة البلاد لا سيما اقرار الاصلاحات واستكمال التفاوض مع صندوق النقد واعادة تصويب العلاقات اللبنانية العربية والدولية لاستعادة الثقة الخارجية وإنقاذ لبنان من الانهيار. ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي مكلف من قيادة بلاده القيام بسلسلة زيارات على المسؤولين لشرح الموقف السعودي أولاً وحثّ اللبنانيين على انتخاب رئيس وإنجاز باقي الاستحقاقات ثانياً والتأكيد على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي ودعم بنية المؤسسات ثالثاً، والمساعدة عبر التوفيق قدر الإمكان بين الكتل النيابية للتوافق على الرئيس المقبل. وتضيف المعلومات أن التوجيهات السعودية الجديدة تأتي انسجاماً مع الأجواء الإيجابية التي رافقت التفاهمات والاتفاقات الجديدة بين السعودية وإيران وبين السعودية وسورية.
وزار السفير السعودي عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونُقل عنه قوله بعد اللقاء: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته، مضيفاً «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».
ودعا السفير السعودي، بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، بحضور النائب بيار بو عاصي، «الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وقد تباحث المجتمعون في التطورات السياسية في البلاد وخصوصاً موضوع الاستحقاق الرئاسي، حيث كان موقف السعودية واضحاً لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأناً سيادياً لبنانياً، وتعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف اللبنانيين في خياراتهم.
وكان البخاري بدأ جولته بلقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مقر دار الفتوى. ووفق تغريدة له، كان «اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك». وبحسب دار الفتوى، فقد شدد البخاري على «التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية الضامنة لوحدة لبنان وشعبه»، وأكد «حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الإسلامي المسيحي»، آملا «أن يشهد لبنان استقراراً ومستقبلاً واعداً».
من جهته، أكد مفتي الجمهورية أن «دور المملكة العربية السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية»، ورأى أن «انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنمائه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدّمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول الى حلول لمصلحة الوطن والمواطن». وحثّ المفتي دريان «المسؤولين المعنيين في عملية انتخاب رئيس للجمهورية على التعالي عن مصالحهم الذاتية لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل العربي الهوية والانتماء»، واعتبر أن «أي تسوية في هذا الإطار ان كانت محلية أو خارجية يجب العمل فيها الى إعادة الاعتبار للدولة ولمؤسساتها وسيادتها في كل المجالات».
ومن المتوقع أن يكون للسفير السعودي سلسلة لقاءات مع المسؤولين خلال اليومين المقبلين، ويلتقي اليوم رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. وأشارت وسائل إعلام الى أن «حركة السفير السعودي لن تتوقف عند جولة اليوم (أمس)، بل ستستمر لتشمل كل المرجعيات السياسية لايجاد آلية توافقية تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية».
وأشارت مصادر مطلعة على الموقف السعودي لـ«البناء» الى أن «المملكة لم تدخل في لعبة الأسماء والمرشحين ولم تدعم أحداً ولم تضع فيتو على أي مرشح، وبالتالي لم تدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولم تعلن رفضه، بل تركز على ضرورة انتخاب رئيس بتوافق لبناني داخلي وأن لا يكون مستفزاً للسعودية ومعادياً لها ولدول الخليج، وهي ستتعامل مع رئيس بالمواصفات التي طرحتها وتركز على الاستحقاقات المقبلة لا سيما على شخصية رئيس الحكومة التي سيشكل الحكومة المقبلة وشكل هذه الحكومة والسياسات المقبلة على المستويات كافة».
وإذ علمت «البناء» أن فرنسا لا تزال تدعم ترشيح فرنجية وتسعى لتأمين توافق داخلي حوله وتأييد سعودي بمعزل عن بيان وزارة الخارجية الفرنسية منذ أيام، كشف مصدر على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين في لبنان لـ«البناء» أن «الفرنسيين نقلوا لحزب الله أجواء تفاؤلية حول إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأنهم مستمرون في جهودهم للتوصل الى تسوية رئاسية»، كما نقلوا للحزب أجواء إيجابية من اللقاءات مع السعودية، وفق المصدر.
ويزور لبنان خلال الأيام المقبلة وفد فرنسيّ رفيع من الحزب الحاكم في فرنسا وبتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد لقاءات مع المسؤولين السياسيين للدفع قدماً لإنجاز الملف الرئاسي ولتحديد العقد والظروف المانعة لانتخاب رئيس الجمهورية.
من جهتها، شددت مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ«البناء» على أن لا علاقة لزيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان بالملف الرئاسي اللبناني، بل تتعلق بوضع دور محور المقاومة بأجواء التفاهمات الإقليمية الجديدة والتأكيد على مفاعيلها على كافة الساحات ومن ضمنها لبنان، لكن قد تتأخر بالظهور لبضعة شهور بسبب تعقيدات المنطقة وتشابك الملفات والارتباك الحاصل لدى الكثير من القوى الفاعلة في المنطقة من الاتفاقات الإيرانية السورية السعودية.
وفيما يؤكد النائب غسان سكاف لـ«البناء» أن التواصل مستمر بين كتل المعارضة للتوصل الى اسم موحّد، متوقعاً حصول هذا الأمر الأسبوع المقبل، رافضاً الكشف عن الاسم أو الأسماء المطروحة، أكدت مصادر كتلة تجدد لـ«البناء» أن لا اتفاق حتى الساعة بين أطراف المعارضة وأن الانقسام لا يزال سيد الموقف بين الكتل».
كما أفادت أوساط نيابية مطلعة على حركة المشاورات «البناء» بأن اتصالات مكثفة تحصل بين كتل معارضة ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لتوحيد الأسماء والتوصل الى مرشح موحّد والمرجح هو الوزير السابق جهاد أزعور، فيما يجري بحث بالتوازي بين نواب تكتل التغييريين والتيار الوطني الحر للتوصل الى مرشح موحّد يكون مرشح مواجهة مع مرشح 8 آذار، والمرجح أن يكون الوزير السابق زياد بارود.
وأشارت مصادر «البناء» الى أن أكثر من موفد دولي وعربي زاروا لبنان مؤخراً، طرحوا سؤالاً على المسؤولين الذين التقوهم يحمل شكوكاً بقدرة الطبقة السياسية الحالية على إدارة البلد في مرحلة الإنقاذ من مسلسل الانهيار المستمر منذ العام 2019 في حين لم يستطع مجلس النواب ولا الحكومة إقرار القوانين الإصلاحية والتي لا زالت عالقة في أروقة السراي الحكومي وأدراج المجلس النيابي. وشدّد هؤلاء الموفدون على أن انتخاب رئيس للجمهورية من المنظومة القائمة لن يغيّر الواقع اللبناني إذا ما اقترن بتغيير في عقلية ونهج الحكم وبشخصية رئيس الحكومة والأداء الحكومي ووقف نظام الفساد والمحاصصة وتغيير السياسات الخارجية. وطرحوا شخصيات من خارج الاصطفافات السياسية والطائفية ويمتلكون رؤية اقتصادية مثل المدير الإقليمي لادارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي والوزير السابق جهاد أزعور والنائب نعمت أفرام والوزير السابق زياد بارود والرئيس الفخري لخريجي هارفرد الخبير الاقتصادي حبيب الزغبي.
وواصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على القيادات السياسية وحطّ في الصيفي، حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وأشار بو صعب بعد اللقاء إلى أن «علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها». وقال «لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل»، لافتًا إلى أن «علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدًّا ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك».
إلى ذلك، استقبل الرئيس بري عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور، وتمنى بري خلال استقباله في عين التينة وفداً من نادي النجمة الرياضي لو «أن كافة القوى السياسية في لبنان تقارب القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها الدستورية والعلاقات في ما بينها بروح رياضية»، مؤكداً «ان هذه الروح إذا لم تعمم في كل أركان المجتمع لا يمكن أن ننجح في أي مجال من المجالات، سواء في السياسة وغير السياسة، فغيابها سوف يؤدي الى الفشل حتى في الرياضة». أضاف «نحن في أمسّ الحاجة، أن نتصرف في أدائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من أجل إنجاز استحقاقاتنا الوطنية بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصنه من المخاطر الوجودية».
وأصدر المجلس الدستوري قراراً بتعليق مفعول قانون التمديد للبلديات ريثما يدرس الطعون المقدّمة أمامه ويصدر قراره النهائي في الأسابيع المقبلة علماً أن ولاية البلديات تنتهي نهاية هذا الشهر. ورحّبت القوى السياسية التي طعنت بالقانون، بقرار «الدستوري».
على صعيد آخر، لم يحجب استقرار سعر صرف الدولار في السوق السوداء ما دون المئة ألف ليرة للدولار الواحد، محاولات الحكومة لرفع الدولار الجمركي تدريجياً وتحت جنح الظلام من الـ 60 ألفاً الى سعر صيرفة، تحت حجة تأمين موارد جديدة للخزينة العامة لتغطية تمويل الإنفاق العام لا سيما الزيادة الأخيرة على الرواتب والتقديمات للقطاع العام، الأمر الذي بدأ ينعكس بشكل سلبي على الأسواق، فيما يمكن تأمينها من مصادر أخرى من مزاريب الهدر والفساد التي يستحوذ عليها المحظيون وأصحاب النفوذ في الدولة، ومن هذه الموارد المطار والمرفأ اللذين يؤمنان «دولار فريش» ومن الأملاك البحرية والنهرية ومكافحة التهريب والتهرّب الضريبي وتعزيز الجباية…
وأشار وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، في بيان، الى ان «ايرادات وزارة الاشغال العامة والنقل وصلت حالياً الى ما يفوق 350 مليون دولار لصالح الخزينة العامة، مع المفارقة بأن موازنتها السنوية هي 200 مليار ليرة لبنانية في حين أن الإنفاق يصل إلى 270 مليون دولار». وأوضح حمية، أنه «من أجل ذلك طالبنا عرض الأمر على مجلس الوزراء لتأمين اعتماد الحد الأدنى».
وقبل أن يدخل قرار رفع الدولار الجمركي حيّز التنفيذ استفاق اللبنانيون على كارثة أسعار مرتفعة بعدما كوت جيوبهم، إذ عمد تجار المواد الغذائية على كافة أنواعها واللحوم والدواجن الى رفع الأسعار بنسب 5 و10 و15 في المئة حتى المواد والسلع التي لا تشملها التعرفة الجمركية في غياب واضح وفاضح لوزارة الاقتصاد ومديرية المستهلك في الوزارة وأجهزة الرقابة الإدارية والأجهزة الأمنية والقضائية.

  **********'*********************

افتتاحية صحيفة النهار

حركة تصاعدية داخلية لحل قبل تموز؟

مع ان قرار تعليق مفعول قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية يكتسب طابعا موقتا لا تتجاوز مدته نهاية الشهر الحالي، احدث هذا القرار الذي اتخذه #المجلس الدستوري صدمة إيجابية لجهتين: الأولى انه شكل علامة تمرد استقلالي قضائي في مواجهة الارادات السلطوية او السياسية المتحكمة بالاستحقاقات الدستورية الديموقراطية في البلاد، والثانية انه شكل في البعد غير المباشر له ادانة قاطعة من قلب البيت القضائي الدستوري اللبناني لأسوأ انتهاك للدستور يتعرض له لبنان منذ بداية الشغور الرئاسي الذي دخل شهره السابع. ولذا بدا قرار المجلس الدستوري بمثابة الاختراق المعنوي للانسداد الاخذ بالاشتداد على المسار السياسي الرئاسي، واطلق تاليا الإنذار الاحمر امام الحكومة ووزارة الداخلية وسائر القوى التي مشت في ركاب التمديد للبلديات فيما وفر مكسبا سياسيا ومعنويا كبيرا للقوى المعارضة التي تقدمت بالطعنين امام المجلس الدستوري.

وكان المجلس الدستوري اصدر قراره ليل اول من امس بتعليق مفعول قانون التمديد للبلديات ريثما يدرس الطعون المقدمة أمامه ويصدر قراره النهائي في الأسابيع المقبلة علماً أن ولاية البلديات تنتهي نهاية هذا الشهر. ورحبت القوى السياسية التي طعنت بالقانون، بقرار الدستوري .

الحركة الداخلية

اما على مقلب المشهد الرئاسي فبدا ان ثمة بعض رياح تفاؤلية او مريحة نسبيا الى الحركة الداخلية الناشطة علها تؤدي الى “حل من داخل” ، وهي أجواء تعكس دفعا واضحا لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد قبل تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان.

وانشغلت الأوساط السياسية بالتحرك الذي باشره امس السفير السعودي وليد بخاري غداة عودته الى بيروت من الرياض، علما ان المعطيات، والقليل من التصريحات التي ادلى بها، لم تخرج عن الاطار المبدئي الثابت لموقف المملكة العربية السعودية الذي يشدد على استعجال انتخاب رئيس الجمهورية، وبدا الفارق الإضافي في تصريحاته امس انه لفت الى عدم ارتضاء استمرار الفراغ الرئاسي وتنبيهه الى تاثير الازمة على الاستقرار. وعقب زيارة بخاري لعين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل عنه قوله: “لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته” مضيفا “الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق”.

كما زار بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ووفق تغريدة لبخاري، كان “اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك”. وعصرا زار بخاري رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب في حضور النائب بيار أبو عاصي. وبعد انتهاء اللقاء، صرح بخاري: “ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون ابطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي”.وافاد بيان من معراب ان “المجتمعين تباحثوا في التطورات السياسية في البلاد وخصوصا موضوع الاستحقاق الرئاسي حيث كان موقف المملكة واضحا لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأنا سياديا لبنانيا ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف اللبنانيين في خياراتهم”.

باريس

وفي ما يتصل بالموقف الفرنسي الذي بات يثير الكثير من التفسيرات المتناقضة، تبلغت أوساط ديبلوماسية ان #فرنسا لا تعتبر انها تتولى وساطة كما انها ليست “متزوجة” الطرح الداعم لترشيح سليمان فرنجية، ولكن لم يبرز بعد في المقابل ترشيح اخر. و نقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مسؤول فرنسي رفيع قوله عبر “النهار”: ان فرنسا كما أعلنت رسميا الخارجية الفرنسية لا تختار رئيسا للبنان وليس هناك تناقض بين هذا الموقف الرسمي الفرنسي وما تقوم به من مسعى الرئاسة الفرنسية عبر تحرك ولقاءات المستشار الرئاسي لشوؤن الشرق الأوسط باتريك دوريل كما لا تناقض مع الموقف الاميركي الذي أعلنته الخارجية الاميركية ان على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم وليس للاسرة الدولية ان تختاره وهو موقف متطابق مع الموقف الفرنسي”. وبررالمسؤول الفرنسي الطرح الذي جرى التحدث عنه ان باريس اختارت سليمان فرنجية للرئاسة اللبنانية ونواف سلام لرئاسة الحكومة بقوله ان “فرنسا ترى خطورة الوضع في لبنان وترى انه من الملح والضروري جدا الإسراع في انتخاب رئيس لان الوضع لا يحتمل الانتظار . وان الخيار لترشيح فرنجية مع رئيس حكومة يقوم بإصلاحات هو الوحيد المطروح حاليا، لذا تعمل باريس عليه، في حين ان دوريل التقى جميع المرشحين للرئاسة وزعماء الأحزاب المسيحية ولم يكن هناك أي اتفاق لطرح مرشح آخر. وفرنسا حاولت بهذا الخيار الموجود على الطاولة فتح المسار الانتخابي اللبناني من اجل الإسراع لانتخاب الرئيس لان قضية الإصلاح والخروج من الازمة تزداد الحاحا كلما تأخر ملء الفراغ واجراء الإصلاح”. وشدد على ان “فرنسا لم تتراجع عن موقفها ان هناك طرحا موجودا على الطاولة ولكنها تقول أيضا فليقرر المعارضون للطرح الموجود ترشيح احد وحتى الآن هم عجزوا”.

“خيار موت لبنان”

وفي ما يتصل بتحرك نائب رئيس مجلس النواب #الياس بوصعب على القيادات السياسية، فهو التقى امس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مشددا أن “علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها”. وقال “لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل”، لافتًا إلى أن “علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدًّا ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك”.

وإذ رحب الجميّل بأي “خطوة تأخذنا إلى الأمام”، اعلن ” اننا منفتحون والموضوع اليوم يتخطى رئاسة الجمهورية ويتعلّق بمستقبلنا في هذا البلد ولا يمكن التمديد 6 سنوات أخرى”. وقال “أي حلّ ينقلنا من مرحلة إلى أخرى جديدة مبنيّة على سيادة الدولة وحرية قرار البلد وبناء اقتصاد قويّ نحن مستعدّون له وأي حلّ يترك البلد في الوضع القائم سنُعارضه والمشكلة عند الطرف الذي يفرض دائمًا قراره على اللبنانيّين والذي يمنع أي إمكانية للنهوض”. ولفت إلى أن “خيار انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة هو تمديد للسنوات الـ6 الماضية بسبب تموضعه السياسي وهو خيار موت للبنان ومشروع تهجير لشبابه وسنُواجهه بمختلف الوسائل المتاحة”.

وحضرت قضايا الساعة في اجتماع المطارنة الموارنة الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ودعا المجتمعون “النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة. كما دعوهم إلى تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي”. كما استغربوا “الخطاب السياسي المُؤيِّد لإعادة لبنان إلى مسار توريطه في نزاعاتٍ إقليمية مسلحة لم يحصُدْ سابقًا من جرائها سوى الموت والدمار. وحذروا من “تعاظم أخطار الإحتكاكات بين اللبنانيين و النازحين السوريين “ودعوا الى “توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع البناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمانَ حربٍ لا دور له فيها.”

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

تناغم سعودي-أميركي يُنهي الإحتكار الفرنسي للورقة الرئاسية

البخاري: لن نضغَط ولن نسَمِّي

ما سمعه الذين اجتمعوا امس مع سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، العائد الى صدارة المشهد السياسي الداخلي، يؤكد بما لا يقبل الجدل، ان كل الضوضاء التي أثارها في الفترة الاخيرة السمسار الفرنسي، بإسناد كامل من الناطق باسم فريق الممانعة الرئيس نبيه بري، حول حقيقة الموقف السعودي، لا أساس لها.

وفي معلومات “نداء الوطن” ان السفير السعودي الذي عاود امس نشاطه بعد عطلة رمضان والفطر، نقل رسالة من الديوان الملكي السعودي الى جميع المعنيين بالاستحقاق الرئاسي مفادها ان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو شأن داخلي، وان المملكة تلتزم عدم التدخل في هذه العملية الداخلية. وعندما يختار اللبنانيون رئيسهم، سيكون همّ الرياض منصبّاً على قيام هذا الرئيس بالاصلاحات المطلوبة على جميع الصعد وإعادة تصويب الحياة السياسية. وكانت الرسالة التي ابلغها البخاري واضحة جداً في التأكيد ان السعودية “لن تضغط على احد لكي يسمّي أحداً او ينتخب أحداً.

وهكذا، انجلى الغبار الذي أثاره الجانب الرسمي الفرنسي والرئيس بري خلال الفترة الاخيرة، وتبيّن ان الزعم بأن الرياض ستضغط على حلفائها في لبنان كي يمشوا في خيار الاليزيه – حارة حريك بما يؤدي الى وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى قصر بعيدا هو وهمٌ وسراب.

وخلال جولة البخاري التي انطلقت امس، وتتواصل اليوم، وشملت في مرحلتها الاولى تباعاً مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية”، كان الديبلوماسي السعودي يؤكد ان الانتخابات الرئاسية “شأن سيادي لبناني، ويعود الى اللبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف اللبنانيين في خياراتهم”.

وكان لافتاً ان دوائر الرئاسة الثانية في عين التينة، عندما كانت تحضّر اول من امس لزيارة البخاري ولقائه بري، كان الاخير يدلي بحديث قال فيه انه “لا الفرنسيين، ولا السعوديين، نَفوا ما صدر عني في شأن موقف الرياض حيال ترشيح فرنجية”. فبدا سلوك رئيس البرلمان كمن يستبق الامور بدلاً من انتظار الطرف المعني مباشرة ليقف منه على حقيقة الموقف من ترشيح فرنجية. وذهب المراقبون الى تشبيه هذا السلوك بـ”إطلاق نار عشوائي في تشييع خيار الممانعة الرئاسي”. ونتيجة توسيع بيكار الدفاع عن ترشيح فرنجية، وتصويبه مباشرة على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الرافض هذا الترشيح، ردت الدائرة الإعلامية في الحزب على بري، فأكدت “أنّ تمسُّك الممانعة بمعادلة “مرشحنا أو الطوفان”، لم ولن يبدِّل في المعطيات الخارجية ولا الداخلية قيد أنملة… والقادم من الأيام سيثبت أكثر فأكثر صحة ما نقول وخطأ ما يقوله الرئيس بري”.

واستوقف المراقبين، ان توقيت معاودة السفير السعودي تحركه، أتى مباشرة بعد موقف اميركي حازم من الخارجية الاميركية دعا الى انتخاب رئيس “متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد”، ما اوحى بوجود تناغم بين واشنطن والرياض التي بدت حريصة على عدم حصول أي تناقض مع الولايات المتحدة بعد التعقيدات التي مرت بها اخيراً العلاقات الثنائية سواء بالنسبة للعلاقات مع النظام السوري او بالنسبة لاتفاق بكين بين السعودية وايران. ومن شأن هذا التناغم في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ان ينهي عملياً التفويض الاميركي لباريس ومحاولتها احتكار إدارة الملف الرئاسي اللبناني، بعدما ثبت ان الاليزيه لم يكن على قدر هذا التفويض بعد الانحياز المفضوح لمصلحة المحور الذي يأتمر بأوامر إيران.

*******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

التسوية تقترب .. بري لفريق وطني .. البخاري: مسؤولية تاريخية أمام السياسيين

بعدما قرّرت التناقضات السياسية الإقامة خلف الحيطان المسدودة، ونسف لغة الحوار الداخلي المفيد حول الملف الرئاسي، واستبدالها بمنطق التصعيد والتراشق العبثي بذات المواقف والمفردات التعطيلية، بات هذا الملف مجيّراً بالكامل للخارج، وبدل ان تكون هذه المكوّنات في موقع اللاعب الأساسي في هذا الملف، وتمارس شيئاً من الرشد والنضج والمسؤولية الوطنية في مقاربة هذا الملف، وحسمه بالتوافق على رئيس للجمهورية بعيداً من النكد والأنانيات والشعبويات الرخيصة، أفقدت نفسها هذا الدور، وباتت عملياً خارج هذا الملعب، وفي موقع المتلقّي لا أكثر، لما سيقرّره «الكبار»، إن عاجلاً او آجلاً، لانتخابات رئاسة الجمهورية.

الداخل كما هو واضح، مشغول بنفسه، وفي الدوران العبثي في حلقة التعطيل، ولا صوت يعلو على صوت التحدّي الفارغ المتبادل، سوى صوت القلق الذي يؤرق مكونات تصنّف نفسها سياديّة او استقلاليّة او تغييريّة، من تسوية تحاك في غرف القرار، تجرف كل ما بنته تلك المكوّنات من أحلام ورديّة على انتخابات رئاسية، اعتبرتها فرصة لإحداث انقلاب جذري في الواقع اللبناني، يسيّدها على الحياة السياسية ويمنحها سلطة التحكّم والقرار أقلّه في الولاية الرئاسية الجديدة.

على انّ هذه الاحلام، كما ثبت بالملموس، لا تغيّر في حقيقة انّها أشبه بأحلام يقظة لا ترجمة لها على أرض الواقع اللبناني، او بمعنى أصحّ لا قدرة على تحقيقها مهما علا صراخ الحالمين، وهو ما يبدو جلياً في الحراكات الخارجية التي بدأت تشهد في الآونة الأخيرة تزخيماً لإنضاج الملف الرئاسي ضمن فترة لا تتعدّى بضعة اسابيع، وفق ما يؤكّد لـ»الجمهورية» مطلعون على مجريات هذه الحراكات والتفاصيل المرتبطة بها.

تطورات مريحة

ويجزم هؤلاء المطلعون، بأنّ التطورات المرتبطة بالملف الرئاسي «اكثر من مريحة» خلافاً لكلّ الجو الانفعالي، الذي يبدر عن المكونات السياسية الغاضبة من الجهود الخارجية والمنحى الذي تسلكه، ويُترجم ذلك بالقصف غير المسبوق على الدور الفرنسي الذي قدّم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بوصفه المرشح الأوفر حظاً وانتخابه يحقق مصلحة للبنان، وخلافاً أيضاً، للجو التشويشي الذي تفتعله منصّات اعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة محسوبة على تلك المكونات، لقلب الحقائق وتشويهها، باختلاق سيناريوهات تلبس بعض السفراء، سواء السفيرة الفرنسية آن غريو، او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او السفير السعودي وليد البخاري، مواقف لا علم لهم بها، وتروّج لوقائع مناقضة تماماً لما يجري بحثه داخل الغرف المغلقة.

فليفهم اللبيب!

وضمن هذا السياق المريح، كما تؤكّد مصادر مسؤولة لـ»الجمهورية»، تندرج زيارة السفيرة الاميركية إلى عين التينة ولقاؤها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكذلك جولة المشاورات التي بدأها السفير السعودي وليد البخاري مع القادة السياسيين، ولاسيما مع الرئيس بري امس، حيث اندرجت زيارته في السياق المريح ذاته، ولعلّ نتائج المحادثات بين الرئيس والسفير، تُقرأ في ما قاله السفير بأنّ «المملكة لا ترتضي الفراغ الذي يهدّد استمراره استقرار الشعب اللبناني ووحدته»، وكذلك في دعوته الكتل النيابية والقوى السياسية إلى «تحمّل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي». وتُقرأ ايضاً، في تلك الصورة التي جمعت بري والبخاري بعد اللقاء، وتظهّر بالتأكيد وبشكل جلي وواضح، ما خلف قسمات الوجوه الباسمة. حيث يمكن التأكيد هنا لكل الباحثين عن إجابات حول الموقف السعودي من تطورات الملف الرئاسي، بأنّ الصورة خير أنباء من الكتب، وانّ اللبيب من الإشارة يفهم».

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ «الجو مريح في عين التينة، والرئيس بري يأمل في ان يبلغ المسار الرئاسي خواتيمه الايجابية ويكون للبنان رئيس للجمهورية في المدى القريب، وفي ذلك مصلحة كبرى للبنان واللبنانيين، تنقل بلدنا من حال الدمار والانهيار والموت السريري الاقتصادي والمالي وكذلك السياسي، إلى حال الانتعاش، وهذا يتطلب بالتأكيد وقفة مسؤولة، يدرك خلالها جميع الاطراف انّ فرصة إنقاذ لبنان قائمة، وانّ استمرار التناقضات والمهاترات والمزايدات البلا أي طائل، سيضيع ولن تقوم له قائمة».

تحرّك البخاري

وكان السفير السعودي وليد البخاري، قد زار بعد عودته من السعودية، عين التينة، والتقى الرئيس بري، حيث جرى البحث في الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.

ونُقل عن البخاري قوله: «لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته». مضيفاً: «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».

وسبقت ذلك، زيارة قام بها البخاري إلى دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقال البخاري في تغريدة بعد اللقاء مع الشيخ دريان: «انّ اللقاء كان مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بخاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».

اما الشيخ دريان فقال بعد اللقاء: «إنّ دور السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية»، معتبراً انّ «انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنماءه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدّمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول إلى حلول لمصلحة الوطن والمواطن».

وحث المفتي دريان المسؤولين المعنيين في عملية انتخاب رئيس للجمهورية على التعالي عن مصالحهم الذاتية لمصلحة لبنان السيّد الحرّ المستقل العربي الهوية والانتماء، واعتبر أنّ أي تسوية في هذا الاطار إن كانت محلية أو خارجية يجب العمل فيها على إعادة الاعتبار للدولة ولمؤسساتها وسيادتها في كل المجالات، لافتاً الى انّ دار الفتوى ترحّب بأي مسعى داخلي أو خارجي لإنهاء المأساة اللبنانية التي يدفع المواطن فيها أثماناً غالية اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وأمنياً، فاقت طاقة اللبنانيين.

وأعرب المفتي دريان عن حرص لبنان وشعبه على التعاون الأخوي مع السعودية وقيادتها التي تعمل دائماً للحفاظ على لبنان ودوره العربي والحضاري في هذه المنطقة، كما أنّها تجهد لحمل قضايا العرب والمسلمين في كل مكان من العالم».

عند جعجع

والتقى السفير البخاري مساء امس، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، حيث قال بعد اللقاء: «ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمّل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على إنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع، انّ المجتمعين بحثوا في «التطورات السياسية في البلاد، ولا سيما الاستحقاق الرئاسي، حيث كان موقف المملكة واضحاً لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأناً سيادياً لبنانياً، ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف الشعب اللبناني في خياراته».

فرنجية: فرصة جديّة

إلى ذلك، أبلغ مرجع مسؤول إلى «الجمهورية» قوله، انّ «منسوب التفاؤل بدأ يرتفع على الخط الرئاسي، الّا انّ الحسم النهائي ما زال يتطلب بعض الجهد، وهو ما يفترض ان نشهده في الآتي من الايام، عبر حراك ديبلوماسي مرتقب». من دون ان يحدّد المرجع هوية هذا الحراك أكان غربياً او عربياً وخليجياً على وجه التحديد.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان تبنّي انتخاب الوزير سليمان فرنجية قد بات محسوماً على مستوى الحراكات الخارجية، قال المرجع: «كتاب الرئاسة مفتوح، والداخل والخارج باتا امام حقيقة ثابتة بأنّ الوزير فرنجية في موقعه الطبيعي كمرشّح جدّي، يحظى بفرصة اكثر من جديّة لانتخابه. هذه هي الحقيقة، ومن لا يريد ان يراها في الداخل، او يتجاهلها فهذا شأنه، ولكن في النهاية لن يكون هناك مفرّ من النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية».

ورداً على سؤال آخر، لفت المرجع عينه الى أنّ «ما نسمعه من السفراء يبعث على الارتياح»، مفضلاً عدم الدخول في اي تفصيل، الّا انّه اكتفى بالقول: «المكتوب يُقرأ من عنوانه، جميعهم مستعجلون على إتمام الانتخابات الرئاسية على وجه السرعة، وهذا ما تمّ التأكيد عليه منذ الاجتماع الخماسي في باريس في مطلع شباط الماضي، وما تلاه من حراكات فرنسية وسعودية على وجه الخصوص، تصبّ كلها في هذا الاتجاه».

وعن تلويح بعض الاطراف وخصوصاً «القوات اللبنانية» والنواب المعارضين، بتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، قال المرجع: «اذا ما نظرنا إلى تركيبة مجلس النواب نرى بوضوح انّ كل الاطراف تستطيع ان تعطّل، ولكن هل نستطيع ان نستمر على هذا المنوال، بالتأكيد لا، لأنّه في النهاية ستحين لحظة الحقيقة، وينزل الجميع الى ارض الواقع، وما يجب ان ندركه هو انّه في لبنان لا شيء ثابتاً على الاطلاق، حيث انّ الظروف في النهاية، وكما شهدنا في محطات سابقة، هي التي تتحكّم بالمواقف وتسيّر الامور في اتجاه التسوية، ولو على مضض».

ايار شهر الاختيار

وفي السياق، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، انّ الحراكات الديبلوماسية تعكس انّ الملف الرئاسي في لبنان تقدّم في الفترة الاخيرة إلى صدارة اهتمامات الدول الصديقة للبنان، والسفراء يعكسون رغبة دولهم في الحسم السريع لهذا الملف في اسرع وقت ممكن، وقد تحدّث بعض السفراء صراحة عن انّ انتخاب رئيس الجمهورية ضرورة ملحّة للبنان، ينبغي ان تتحقق ضمن مهلة لا تتجاوز شهر حزيران المقبل».

وضمن هذا التوجّه تضيف المصادر، تقارب دول الاجتماع الخماسي الملف الرئاسي اللبناني، وهذه المقاربة تتجلّى في الحراك الفرنسي الذي سيكون اكثر حضوراً في هذه الفترة، وقالت: «ما تبقّى من شهر ايار الجاري، هو فترة مفصلية، مسخّرة لمحاولة الإنضاج النهائي لتسوية رئاسية لبنانية، تعبر باللبنانيين الى خارج الأزمة التي يعانونها، ودونها يعني تفاعل هذه الأزمة وتعمقّها اكثر، وتضع مصير لبنان على كف عفاريت».

وتلفت المصادر، نقلاً عن مسؤول اوروبي كبير، إلى «انّ اصدقاء لبنان واشقاءه لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك. ومن هنا فإنّ الجهد القائم في هذه الفترة عنوانه الأساس والجوهري هو تجاوب اللبنانيين والخروج من نزاعاتهم وحساباتهم الضيّقة. وتبعاً لذلك، فإنّ ما تبقّى من ايار هو للاختيار بين ان يبقى لبنان على طريق الانهيار، وبين ان يوضع على سكة الخروج من الأزمة والازدهار، وهنا على اللبنانيين ان يختاروا بين الانهيار والازدهار..».

الوقت لصالح لبنان

وليس بعيداً من هذه الاجواء، أعرب مصدر ديبلوماسي عربي عن تفاؤله ببروز تطورات ايجابية مرتبطة بالملف الرئاسي في لبنان، وذلك كنتيجة طبيعية للمساعي التي يبذلها اصدقاء لبنان واشقاؤه في هذا السبيل.

وقال المصدر: «انّ الوقت يلعب للمرة الاولى منذ زمن طويل لمصلحة لبنان، ويتيح امامهم فرصة جدّية للخروج من أزمتهم، وذلك ربطاً بالتطورات الايجابية التي تشهدها المنطقة، وما نتمناه من الاخوة في لبنان أن يقرأوا هذه التطورات جيداً، ويلاقوها بالترجمة السريعة لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة».

بري.. لفريق وطني

وكان الرئيس بري قد استقبل وفداً من نادي النجمة الرياضي، وتمنّى في كلمة له امام الوفد لو «أنّ كافة القوى السياسية في لبنان تقارب القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها الدستورية والعلاقات في ما بينها بروح رياضية»، مؤكّداً «انّ هذه الروح إذا لم تُعمّم في كل أركان المجتمع لا يمكن أن ننجح في أي مجال من المجالات، سواء في السياسة وغير السياسة، فغيابها سوف يؤدي إلى الفشل حتى في الرياضة».

أضاف الرئيس بري: «نحن في أمسّ الحاجة الى أن نتصرف في أدائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل إنجاز إستحقاقاتنا الوطنية. بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصّنه من المخاطر الوجودية».

وختم بري: «بالوحدة لا قوة في الدنيا تستطيع النيل من لبنان، أما في الانقسام والشرذمة فنشرّع أبواب الوطن على مخاطر شتى».

مجلس المطارنة

من جهة ثانية، دعا مجلس المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعه الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النواب إلى «الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة»، وإلى «تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي».

وحذّر المجلس «من مآلات التدهور المالي والاقتصادي، الذي لن ينجو منه مرفق ولا قطاع رسمي أو خاص». ودعا المسؤولين إلى «وضع نهج وإجراءات حازمة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة دوليًّا، والتي من شأنها التخفيف من حدّة العبء الحياتي والمعيشي الخانق».

واستغرب المجلس «الخطاب السياسي المُؤيِّد لإعادة لبنان إلى مسار توريطه في نزاعاتٍ إقليمية مسلّحة لم يحصُدْ سابقًا من جرائها سوى الموت والدمار. ويُناشِدون اللبنانيين الوقوف في مواجهتها بكلِّ قوةٍ وحزم، إنقاذًا للوطن وأهله».

واعلن المجلس انّه تابع «باهتمامٍ كبير تفاقم أزمة النزوح السوري وما يُسفِر عنه من تعاظم أخطار الإحتكاكات بين النازحين واللبنانيين، وتراكم الأعباء على لبنان، فضلاً عن تهدُّد أمنه وسلامة أبنائه». ودعا إلى «توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع البناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمانَ حربٍ لا دور له فيها». وتوقّع «من أرباب هذه السياسة إعادة النظر الجذرية فيها، بما يُوفِّر عودة النازحين السوريين وعيشهم الكريم في ديارهم، ويُحرِّر لبنان من تلك الأعباء التي لم تعُدْ له قدرة على تحمُّلها».

قرار سيادي

وفي السياق المتعلق بالنازحين، استغرب جعجع في بيان «المواقفَ المنتقدة للسلطات اللبنانية في ملف النازحين السوريين»، وقال: «لا بدّ في هذا المجال من التذكير بأنّ قرار تصنيف النازحين هو قرار سيادي لبناني، خصوصًا أنّ لبنان متمسك بشرعة حقوق الانسان والأعراف والمواثيق الدولية، وبالتالي هذا قرار سيادي ولا يحقّ لجمعية من هنا أو تقارير صحافية من هناك أن تقوم مقام الدولة في عملية تصنيف غير اللبنانيين على أرض لبنان».

ودعا جعجع وزارة الخارجية اللبنانيّة الى «الاتصال ببعض الجمعيات التي يبدو أنّها تفتقد إلى المعطيات الحقيقية، من أجل وضعها في حقيقة الموقف اللبناني وأسبابه الموجبة، وإبلاغها بأنّه مهما يكن من أمر فإنّ لبنان دولة ذات سيادة، وبمعزل عن كون السلطة الموجودة حاليًّا فاسدة وفاشلة، فإنّها تبقى في نهاية الأمر السلطة المنوط بها اتّخاذ الإجراءات اللازمة بما يتعلق بالأمور السياديّة».

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بخاري: الرياض تدعو للإسراع بانتخاب رئيس للبنان

السفير السعودي التقى بري وجعجع والمفتي دريان

أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري موقف المملكة الداعي إلى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية «قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني».

وقال بخاري بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لا نرتضي الفراغ الرئاسي المستمر الذي يهدد استقرار الشعب اللبناني ووحدته»، مؤكداً أن «الموقف السعودي يُشدِد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».

وكان مكتب بري أعلن أنه استقبل السفير بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.

وسبقت، هذا اللقاء، زيارة السفير بخاري إلى دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وكان اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الشيخ دريان أن «دور المملكة العربية السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية»، ورأى أن «انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنماءه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية، ومن ثم على الدول الصديقة والأشقاء العرب الذين يدعمون ويقدمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول إلى حلول لمصلحة الوطن والمواطن».

وحث المفتي دريان «المسؤولين المعنيين بعملية انتخاب رئيس للجمهورية على التعالي عن مصالحهم الذاتية لمصلحة لبنان السيد الحر المستقبل العربي الهوية والانتماء»، واعتبر أن «أي تسوية في هذا الإطار إن كانت محلية أو خارجية يجب العمل فيها إلى إعادة الاعتبار للدولة ولمؤسساتها وسيادتها في كل المجالات».

ولفت إلى أن «دار الفتوى ترحب بأي مسعى داخلي أو خارجي لإنهاء المأساة اللبنانية التي يدفع المواطن فيها أثماناً غالية اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وأمنياً فاقت طاقة اللبنانيين».

وأعرب المفتي دريان عن «حرص لبنان وشعبه على التعاون الأخوي مع المملكة وقيادتها التي تعمل دائماً للحفاظ على لبنان ودوره العربي والحضاري في هذه المنطقة، كما أنها تجهد لحمل قضايا العرب والمسلمين في كل مكان من العالم».

ومساء أمس، التقى السفير بخاري رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

رسالة القيادة السعودية للبنانيين: انتخاب الرئيس أولوية لاستعادة مؤسسات الدولة

بكركي لالتقاط المؤشرات الإيجابية.. وتعليق العمل بقانون التمديد للبلديات

استأثرت حركة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، فور عودته الى بيروت باهتمام دبلوماسي ونيابي وسياسي، لجهة ما يحمله من قيادة المملكة العربية السعودية، لجهة احتضان لبنان، ومساعدته قدر الإمكان على إنهاء واحدة من اخطر ازماته، والمقصود بذلك الشغور الرئاسي، من زاوية حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الاسلامي – المسيحي، على حد ما كشف السفير بخاري بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

وشملت لقاءات السفير السعودي في اليوم الاول لعودته، اضافة الى المفتي دريان الرئيس نبيه بري.

ثم زار معراب، حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في الاطار عينه.

والمهم ما اعلنه بخاري من عين التينة: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المستمر الذي يهدّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته.

وفي اطار التحركات التقى بري موفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النائب وائل ابو فاعور.

ونقل عن رئيس المجلس امام وفد نادي النجمة الرياضي: نحن بأمسّ الحاجة ان نتصرف في ادائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل انجاز استحقاقاتنا الوطنية، بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصنه من المخاطر الوجودية. وبالوحدة لا قوة تستطيع النيل من لبنان، اما في الانقسام والشرذمة نشرع الابواب «على مخاطر شتى».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أن الحركة السياسية التي سجلت مؤخرا تعطي الانطباع أن الملف الرئاسي دخل مرحلة جديدة من التشاور المحلي تمهيدا للأنتقال إلى مرحلة متقدمة فيه، ملاحظة أن هذا التحرك لا يعني أن تطورا ما قد يحصل.

واشارت الى أن الحركة الداخلية تتفاعل بموازة جولة للسفير السعودي تؤكد أهمية المساعي الداخلية مشيرة الى ان المهم هو النتائج والنية لإنهاء الشغور الرئاسي قريبا.

وتساءلت مصادر سياسية عن المنحى الذي يسلكه مسار الانتخابات الرئاسية بعد الحراك الديبلوماسي المتواصل الذي شمل اربع دول معنية بالوضع اللبناني، وازمة إنهاء الفراغ الرئاسي، بدأها وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان بزيارة لبنان، في حين تولت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية شاي في جولة شملت عددمن المسؤولين والسياسيين شرح موقف بلادها، وكانت قد سبقتها سفيرة فرنسا في لبنان بذات المهمة، بينما تولى سفير المملكة العربية السعودية، حث القوى السياسية اللبنانية، للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الادلاء باي مواقف لوسائل الاعلام بعد هذه الزيارات تؤشر الى تبدل ما في مواقف بلاده من ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.

واشارت المصادر نقلا عن بعض الذين التقاهم السفير بخاري، بانه لم يحمل جديدا بمواقف وتوجهات المملكة من الملف الرئاسي، كما اوحى البعض، وإنما على عكس ذلك، اعاد تأكيد موقف بلاده، بأن الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي لبناني، والمملكة لاتدخل فيه، وعلى اللبنانيين ان يختاروا بأنفسهم من يمثلهم في رئاسة الجمهورية، والمملكة تتعاطي مع الرئيس المنتخب، ايا يكن استنادا إلى نهجه وسياساته وتصرفاته داخلياوخارجيا، والتي تحفظ مصلحة اللبنانيين، وتحافظ على علاقاته مع اشقائه العرب، وليس إلى شخصه.

وقالت المصادر أن السفير كرر المواصفات التي تراها المملكة بالرئيس المقبل، وتجنب الدخول في التسميات، لا من قريب أو بعيد.

ولاحظت المصادر تقاطعا ما بالموقف السعودي، مع الموقف الذي صدر عن الخارجية الاميركية مؤخرا بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، وبجانب ما، مع ما اعلنه وزير الخارجية الايراني امام وسائل الإعلام على الاقل، بأن بلاده لاتتدخل بموضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان.

واعتبرت المصادر ان اعادة تظهير الموقف الاميركي على النحو الذي اعلن من الخارجية الاميركية، والذي تعزز بزيارات السفيرة الاميركية للمسؤولين السياسيين، وبعدها بلقائها صحافيين بمناسبة يوم حرية الصحافة، يؤشر الى استبعاد خيار فرنسا بتسويق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، واعادة طرح خيار الاسم البديل، الذي يجمع كل الاطراف السياسيين اومعظمهم عليه، لافته الى ان حراك النائب غسان سكاف ينطلق من هذه الوقائع، لجمع المعارضة على تسمية مرشح رئاسي بديل للنائب ميشال معوض ليكون المرشح الذي يحظى بتأييد الآخرين.

وأفادت المصادر أن الرئيس برّي أبلغ السفيرة الأميركية خلال زيارتها عين التينة أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس قريباً.

تحرك بخاري

ويأتي تحرك بخاري بعد حراك السفيرة الاميركية دوروثي شيا الايام الماضية، وتسريب معلومات عن عن تبدُّل في مقاربة واشنطن للاستحقاق الرئاسي، قد تمهد لتوافق ما على انتخاب الرئيس، وهو بدأ بجولة على القيادات والمرجعيات لمناقشة الاستحقاق الرئاسي حصراً، داعياً اياها الى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. وستستمر جولة البخاري لتشمل كل المرجعيات السياسية لايجاد آلية توافقية تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية.

فقد باشر سفير خادم الحرمين الشريفين نشاطه بعد عودته الى بيروت،بزيارة المفتي دريان، ووفق تغريدة للسفير بخاري، كان «اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».

وبحسب دار الفتوى، قدم بخاري للمفتي التهاني بعيد الفطر السعيد، وشدد على «التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية الضامنة لوحدة لبنان وشعبه، وأكد حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الإسلامي المسيحي، آملاً أن يشهد لبنان استقراراً ومستقبلاً واعداً».

وأكد مفتي الجمهورية أن «دور المملكة العربية السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية، ورأى ان انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنمائه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية، ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدمون المساعدة، عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول الى حلول لمصلحة الوطن والمواطن».

ثم زار السفير بخاري الرئيس برّي. وناقش معه المستجدات على الساحة اللبنانية، واستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. وقال بخاري بعد اللقاء: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته.

أضاف بخاري: الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق.

وقالت مصادر عين التينة لـ «اللواء»: ان تصريح السفير بخاري يعكس جو الحديث، كما ان صورة بري مع بخاري (وهما يمشيان مبتسمين) تعكس الجو المريح والايجابي الذي ساد اللقاء، حيث كان توافق على ضرورة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.

وعصرا، التقى بخاري جعجع في المقر العام للحزب في معراب، في حضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي .وتردد ان جعجع اكد رفضه ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، فيما لم يطرح بخاري اي اسماء لكنه ركز على المواصفات والاسراع في انتخاب الرئيس.

وحسب معلومات المكتب الاعلامي لجعجع عن اللقاء: تباحث المجتمعون في التطورات السياسية في البلاد ولا سيما الاستحقاق الرئاسي ، حيث كان موقف المملكة واضحا لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأنا سيادياً لبنانياً ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل، وتقف المملكة خلف الشعب اللبناني في خياراته.

وقال بخاري بعد اللقاء: ندعو الكتل النيابية والقوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها التاريخية، والتّلاقي من دون ابطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي

وستكون للسفير السعودي لقاءات اخرى مع القيادات السياسية، تشمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عند عودته من السفر، وبكركي اليوم الخميس.

جولة بو صعب

في هذه الاثناء، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على القيادات السياسية. فزار امس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

واوضح بو صعب بعد اللقاء: أنه علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء، وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها.

اضاف: لا اريد الدخول بالاسماء لانني لا ابني زيارتي على هذا الاساس وعامل الوقت مهم وغير صحيح انه يمكننا الانتظار الى ما لا نهاية لايجاد حل ومن هذا المنطلق يأتي تحركنا.

وتابع: اتفقنا على الاستمرار في النقاش وتوافقنا على الطريق التي نريد السير بها لأن بدون اي جهد سنبقى مكاننا، نحن لا ننتظر اي حلّ من الخارج وهذه المبادرة التي بدأتُ بها هدفها مدّ جسور للتحاور وليس لاقتراح رئيس معيّن، وأحد لم يطلب مني القيام بها.

وقال بو صعب: لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري. وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل. علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدّاً ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك.

وقال: إن خيار انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة هو تمديد للسنوات الست الماضية بسبب تموضعه السياسي وهو خيار موت للبنان ومشروع تهجير لشبابه وسنُواجهه بمختلف الوسائل المتاحة. المشكلة هي مع خط فرنجية السياسي ونحن نكنّ له كل الإحترام لكننا نختلف معه بالسياسة. والإنتخابات الرئاسية مسألة سياسية وليست شخصية.

المطارنة الموارنة

في ابرز المواقف السياسية، دعا المطارنة الموارنة بعد إجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي، «النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة. كما يدعونهم إلى تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي».

تعليق التمديد للبلديات

وفي تطور آخر، اكدت مصادر المجلس الدستوري لـ «اللواء» ان المجلس قرر امس تعليق العمل بقانون التمديد للمجلس البلدية والاختيارية، لحين البت بالطعون المقدمة اليه من نواب المعارضة. وقالت: لقد تم قبول الطعن بالشكل، ولكن في الاساس يجب درس الطعون بدقة بسبب كثرة الاسباب حول تقديمها، ولذلك تم تعيين مقرر «آدمي وفهمان» لدرس الطعون خلال عشرة ايام وتقديم تقريره الى المجلس خلال خمسة ايام، ومن ثم يستغرق اعضاء المجلس 15 يوماً على الاكثر لإصدار القرار النهائي.

اضافت المصادر: ستحصل مناقشات طويلة لتقرير المقرر وحيثيات الطعون، نظراً لتشعب اسباب صدور قانون التمديد وتقديم الطعون النيابية به، ووجود وجهات نظرمختلفة ومتعددة حول الموضوع. وقد باشرنا العمل حتى يصدر القرار قبل نهاية ولاية المجلس البلدية والاختيارية في نهاية ايار الحالي.

كورونا: 64 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس 64 اصابة جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي الى 1236971 اصابة، مع تسجيل حالتي وفاة.

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

لبنان على الرف وخارج الحراك العربي بشان النازحين والداخل «كل على هواه»

 جولة البخاري لم تحمل جديداً ولا لقاءات رئاسية بين حزب الله وباسيل

دعوات «للحراسة» في القرى لمواجهة الفلتان وموسم الاصطياف يتطلب اجراءات حكومية – رضوان الذيب

لبنان على «الرف» في كل ما يتعلق بملفاته الرئاسية والاقتصادية والمالية وخارج الحراك العربي للحل في اليمن وسوريا وعودة النازحين، رغم انه اكبر المتضررين من الحرب السورية، وينتظر على «قارعة الطريق» من دون رئيس للجمهورية في قمة الرياض ويمثله وفد برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، فيما قفزت الازمة السودانية الى صدارة الاهتمامات السعودية والمصرية والخليجية، وبات الملف اللبناني في المرتبة الرابعة بعد اليمن والسودان وسوريا. حتى السفير السعودي وليد البخاري لم يحمل اية مبادرة او معطيات جديدة بعد زياراته لبري والمفتي دريان وجعجع، واكتفى بالعناوين العامة لجهة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مضيفا: « لا نرضى الفراغ المستمر الذي يهدد استقرار الشعب اللبناني ووحدته « ولا بد من انتخاب رئيس قادر على القيام بالاصلاحات المطلوبة وما يحقق تطلعات الشعب اللبناني، دون الدخول في الاسماء او الايحاء باي موقف من سليمان فرنجية، كما اعتبر الاستحقاق شأنا داخليا سياديا يقرره اللبنانيون انفسهم ومن ينتخبون، وشدد على اهمية التلاقي لانجاز الاستحقاق .

علما ان البخاري سيستانف جولاته على القيادات السياسية ويزورالبطريرك بشارة الراعي اليوم ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد عودته من السفر، وسيلتقي ايضا قيادات من ٨ اذار، والسؤال الاساسي، هل سيلتقي وفدا من حزب الله بعد التقارب السعودي الايراني، في حين ابدى السفير الايراني استعداده لعقد لقاء مع السفير السعودي في بيروت بعد اعادة العلاقات الدبلوماسية. وفي معلومات مؤكدة، ان السعودية ابلغت الجميع انها لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وهي تطلب من ايران عدم التدخل في شؤون المنطقة، وبالتالي «كيف سنتدخل في شؤون لبنان»، والرياض ستتعامل مع اي رئيس لبناني حسب ادائه، مع استبعاد اي تقارب سعودي مع حزب الله، والتاكيد على الانفتاح على سوريا والتعاون معها في معظم الملفات وتحديدا الامنية، بالمقابل هناك تشدد سعودي وعربي في ضرورة قيام سوريا بالمساعدة في وقف تهريب الكبتاغون الى دول الخليج، وهذا الملف شرط سعودي وعربي.

وفي الملف الرئاسي ايضا، كان لافتا حركة السفيرة الاميركية خلال الايام الماضية التي بداتها من منزل الياس بو صعب من الرابية وحطت امس في عين التينة، ورغم ان معالم الحركة الاميركية لم تتضح بعد لكن بيان الخارجية الاميركية كشف عن تباينات بين الموقفين الاميركي والفرنسي.

لا جديد بين حزب الله والتيار رئاسيا

في ظل هذه الاجواء من التجاهل العربي «والقرف» من الطبقة السياسية، يبدو حسب المتابعين للملف اللبناني، ان الفراغ سيكون طويلا اذا ترك للقوى الداخلية، اما بشان المعلومات عن مساع متجددة يبذلها حزب الله مع باسيل لتامين النصاب للجلسة الرئاسية فتبين انها غير دقيقة وليس هناك في جدول مواعيد المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا اي لقاء مع باسيل في الايام القادمة، وهذا لا يعني ان العلاقات مقطوعة بين الطرفين وحسب معلومات مؤكدة، خيوط التواصل لم تنقطع يوما واحدا بين السيد نصرالله وباسيل، وهناك اطر للتواصل عبر اكثر من طرف دون اي تراجع من باسيل في رفضه لفرنجية، والحزب لا يضغط على حلفائه ويتعامل معهم بالطريقة المعروفة القائمة على الاحترام، علما ان الذين التقوا باسيل في الايام الماضية سمعوا منه مزيدا من المواقف المتشددة ضد فرنجية، وفي معلومات مؤكدة ان باسيل زار العاصمة السورية بعيدا عن الاضواء، واستقبل بحفاوة وابلغهم رفضه لفرنجية وكان الرد السوري «القرار عند السيد حسن نصرالله».

الملف الرئاسي: راوح مكانك

بعد ٦ اشهر على دخول البلاد الفراغ الرئاسي وتمترس القوى السياسية وراء مواقفها وعدم حصول اي خرق جدي فان الاستحقاق الرئاسي ما زال «راوح مكانك»، وباتت الصورة واضحة للمخارج، وكلها مقفلة حسب المتابعين للملف الرئاسي واولها: توافق مسيحي بين التيار الوطني والقوات والكتائب على مرشح واحد، لكن هذا الانجاز مستحيل ويبقى من وحي الخيال، وكل المساعي لجمع التيار والقوات لم يكتب لها النجاح مطلقا والدكتور جعجع لن يكرر تجربة اتفاق معراب .

٢- المحاولات التي يقوم بها النائب غسان سكاف لتوحيد القوات والكتائب والتغيريين والاشتراكي والمستقلين حول مرشح واحد تبخرت .

٣- حركة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لم تخرج عن عباءة بري ومصيرها معروف رغم ان حركته استشارية ولا تتضمن مبادرة معينة.

٤- التوافق بين بري وحزب الله وباسيل والمستقلين، هذا الطرح ما زالت ابوابه موصدة كليا. وبالتالي فان المخارج الداخلية لانتخاب رئيس للجمهورية مقفلة وكل طرف على هواه والجميع يملكون «الثلث المعطل»، «هذا التعطيل رافق كل الانتخابات الرئاسية منذ بشارة الخوري حتى ميشال عون، وعاش لبنان الاضطرابات والتوترات كل ٦ سنوات باستثناء عهدي الياس الهراوي واميل لحود بقوة الوجود السوري، وبالتالي فان الانتخابات الرئاسية ليست صناعة لبنانية والحلول الخارجية «بالفرض»، فالاستحقاق الرئاسي اللبناني كان يشغل دول القرار العالمي قبل ٦ اشهر او سنة، بعكس الاستحقاق الحالي حيث الاهتمام الاميركي والسعودي والايراني في مكان اخر، «والام الحنون» لا تنتج لوحدها رئيسا للجمهورية. وفي ظل الفراغ الرئاسي، تعبئ السجالات الاعلامية الساحة واخرها بين الرئيس بري وجعجع، حيث اكد رئيس المجلس على دعمه فرنجية ووصف جعجع بالمتوتر الرافض للحوار والتشريع وانكاره لايغير الوقائع اما القوات اللبنانية فاكدت ان كلام بري ينطبق عليه «عنزة لو طارت».

المطارنة الموارنة

واصل المطارنة الموارنة دعواتهم للافرقاء السياسيين الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية خلال اجتماعاتهم الشهرية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وحضوا امس، النواب الى الافادة من المؤشرات الايجابية والاقليمية والدولية في ظل ما يتعلق بالفسحة المتوافرة لانتخاب رئيس جديد ،كما حذروا من تبعات التدهور المالي والاقتصادي الذي لن ينجو منه مرفق ولا قطاع رسمي او خاص .

الاهتمام السعودي: اليمن وسوريا اولا

وحسب المتابعين الحراك العربي، فان الاهتمام السعودي منصب على اليمن وسوريا، والاتفاق في الصين يشمل سوريا في ظل اصرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على اخراج دمشق من ازماتها وعزلتها، وهو شخصيا يقف وراء اجتماعي جدة وعمان، ويحاول تذليل الاعتراض القطري الاساسي، وفي حال عدم النجاح سيوجه دعوة للاسد لزيارة الرياض قبل القمة العربية، والاستقبال سيكون حافلا، وفي معلومات مؤكدة، ان الملف السوري سيشهد انفراجات وخطوات عملية على صعيد المعتقلين والعفو العام مع تعهد سعودي بتمويل عودة النازحين من الدول المجاورة، فالاتفاق السعودي السوري عميق جدا وترعاه الصين ايضا ،ولاعلاقة له بالاتفاق السعودي الايراني، علما ان اجتماع عمان لم يتطرق الى الوجود الايراني وحزب الله والحشد الشعبي في سوريا ولا الى لبنان، في مقابل بدء الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الهامة رغم وجود قانون قيصر الاميركي. وفي معلومات مؤكدة ان الرياض ستوجه دعوة لايران وتركيا لحضور الجلسة الافتتاحية للقمة العربية وقد تستضيف ايضا اجتماعا لممثلين عن طرفي النزاع في السودان .

النازحون

وفي المعلومات المؤكدة، ان ملف النازحين السوريين لن يكون حله على «القطعة» وهو يحتاج الى جهد دولي وعربي وصندوق تمويل تعهدت الرياض بانشائه في اجتماع عمان مع ضمانات من الدولة السورية بتوفير المطلوب منها على كل الصعد، وبالتالي تستغرب مصادر متابعة للملف الضجة اللبنانية مؤخراً «والبهورات» «والصحوة المفاجئة» وفي معلومات مؤكدة، ان هناك اتجاها لتشكيل لجنة عربية مع تركيا لبحث العودة، وعلى لبنان السعي ليكون ممثلا فيها، خصوصا ان الجهد العربي للعودة يصطدم برفض اميركي اوروبي مطلق، والاصرار على بقاء النازحين خارج سوريا والاستفادة من اصواتهم في الانتخابات الرئاسية السورية التي تصر واشنطن على اجرائها مع اوروبة كمدخل لاي حل، والاوروبيون يعتقدون ان عودة النازحين حاليا تصب في مصلحة النظام وتصويتهم للاسد، هذا هو السبب الرئيسي للغضب الاميركي الاوروبي على اللبنانيين عندما يثيرون ملف النزوح.

وحسب المصادر المتابعة للملف، فان الهمروجة اللبنانية ستتراجع وتختفي خلال الايام القادمة وتحديدا حول تسليم السجناء الذي يقابل ايضا برفض اميركي اوروبي نقلته السفيرة الاميركية للمسؤولين. فيما ترفض دمشق مقاربة الملف من الناحية الامنية فقط، وزيارة مدير عام الامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري لدمشق تمت بعد تعيينه بايام وكانت للتعارف وتم التطرق بشكل شامل لكل المواضيع، اما الزيارة المتعلقة بالنازحين لم يحدد موعدها بعد، والسؤال، هل سيقوم وزيرا الشؤون الاجتماعية والعمل بزيارة دمشق ام تقتصر على العميد البيسري فقط؟.

الاضرابات والاوضاع المعيشية

الوضع المعيشي لامس الخطوط الحمراء، والغلاء تجاوز كل المستويات، واعداد الفقراء الى ارتفاع، والفلتان الامني وصل الى مستويات مرتفعة وخطيرة وتحميل كل ذلك للنازحين السوريين، مع المطالبات بالتصدي لذلك عبر العودة الى الامن الذاتي وتنظيم الحراسات من الاحزاب والمتطوعين في البلدات نتيجة عجز البلديات عن تامين الحراسات بسبب عدم توافر الاموال، هذا سيؤدي حتما الى توسيع بيكار الخلافات مع النازحين اذا تم التشدد بالاجراءات لجهة منع التجوال والتضييق على التحركات وتحديد اسعار يوم العمل. كل ذلك يجري حسب المتابعين للملف وسط غياب كامل للدولة والتعاطي معه من الناحية الامنية مما سيؤدي الى رفع مستوى التوترات على ابواب موسم الصيف الواعد في ظل معلومات عن قدوم اكثر من مليون مغترب مع «سواح» من الدول العربية والاوروبية، كما ان مسلسل الاضرابات وقطع الطرقات ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤثر سلبا على عودة المصطافين العرب والاوروبيين وهذا يفرض على وزارة السياحة القيام بحملات اعلامية.

من جهة اخرى، يتجه الموظفون الى اعطاء فرصة للحكومة والعودة الى العمل ليوم واحد في الاسبوع لانجاز معاملات المواطنين، بانتظار تنفيذ الدولة لوعودها في دفع الزيادات والحوافز.

اما المشكلة الكبرى المتفاقمة تبقى في القطاع الصحي وعدم قدرة المواطنين على اجراء العمليات الجراحية دون مساعدات من الاحزاب والجمعيات مع تدني مساهمات وزارة الصحة والضمان وتعاونية موظفي الدولة، بالاضافة الى الغلاء الجنوني في اسعار الادوية ومعاينات الاطباء ودفع الجهات الضامنة على الاسعار القديمة بالاضافة الى هجرة الاطباء مما يهدد القطاع الصحي برمته.

وفي ظل تراكم الازمات هناك مخاوف جدية من عودة النفايات الى شوارع العاصمة بعد تعثر المفاوضات بين الشركات المتعهدة بالنظافة ووزارة البيئة وهذا الملف يجب معالجته قبل فصل الصيف.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

اجتماعات وزيارات وتحركات: راوح مكانك

مع استئنافِ السفير السعودي وليد بخاري حركته على الساحة المحلية امس، جازما «لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته»، وذلك بالتزامن مع نشاط باشرته السفيرة الاميركية دوروثي شيا اول امس، على وقع معطيات عن تبدُّل في مقاربة واشنطن للاستحقاق الرئاسي… ترصد الاوساط السياسية ما يمكن ان ينتج عن هذه الدينامية، وما اذا كانت ستمهّد لواقعٍ جديد يطوي صفحة «المقايضة الفرنسية»، ام انها ستنتهي كما بدأت، بتأكيد ان الرياض وواشنطن لا تتدخلان في اللعبة اللبنانية ويتركانها للافرقاء المحليين، على ان يَحكما على الرئيس المُنتخب حسب «أدائه»، وهو ما أشّر اليه كلام مقتضب لبخاري اكتفى فيه بالقول «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».

الموقف السعودي

غداة عودته الى بيروت آتيا من الرياض اذا، زار بخاري عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونُقل عنه قوله بعد اللقاء: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته، مضيفا «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق».

وقبل عين التينة، زار بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مقر دار الفتوى.

كفريق واحد

وكان بري الذي استقبل امس عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور، تمنى خلال إستقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من نادي النجمة الرياضي لو «أن كافة القوى السياسية في لبنان تقارب القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها الدستورية والعلاقات في ما بينها بروح رياضية»، مؤكدا «ان هذه الروح إذا لم تعمم في كل أركان المجتمع لا يمكن أن ننجح في أي مجال من المجالات، سواء في السياسة وغير السياسة، فغيابها سوف يؤدي الى الفشل حتى في الرياضة». أضاف «نحن في أمس الحاجة، أن نتصرف في أدائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل إنجاز إستحقاقاتنا الوطنية بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصنه من المخاطر الوجودية».

مسعى بوصعب

في المساعي الداخلية لكسر الجمود الرئاسي، يواصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على القيادات السياسية. امس، حط في الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وأشار بو صعب بعد اللقاء إلى أن «علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها». وقال «لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل»، لافتًا إلى أن «علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدًّا ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك».

رئاسة ونزوح

وحضرت قضايا الساعة في اجتماع المطارنة الموارنة الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي بيانهم الختامي، دعا الآباء «النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة.

الى ذلك، تابع الآباء «باهتمامٍ كبير تفاقم أزمة النزوح السوري وما يُسفِر عنه من تعاظم أخطار الإحتكاكات بين النازحين واللبنانيين، وتراكم الأعباء على لبنان، فضلاً عن تهدُّد أمنه وسلامة أبنائه». ودعوا الى «توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع البناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمانَ حربٍ لا دور له فيها. ويتوقّعون من أرباب هذه السياسة إعادة النظر الجذرية فيها، بما يُوفِّر عودة النازحين السوريين وعيشهم الكريم في ديارهم، ويُحرِّر لبنان من تلك الأعباء التي لم تعُدْ له قدرة على تحمُّلها».

قرار سيادي

ليس بعيدا، استغرب جعجع في بيان المواقفَ المنتقدة للسلطات اللبنانية في ملف النازحين السوريين، وقال «لا بدّ في هذا المجال من التذكير بأنّ قرار تصنيف النازحين هو قرار سيادي لبناني، خصوصًا أنّ لبنان متمسك بشرعة حقوق الانسان والأعراف والمواثيق الدولية، وبالتالي هذا قرار سيادي ولا يحقّ لجمعية من هنا أو تقارير صحافية من هناك أن تقوم مقام الدولة في عملية تصنيف غير اللبنانيين على أرض لبنان. ودعا جعجع وزارة الخارجية اللبنانيّة الى «الاتصال ببعض الجمعيات التي يبدو أنّها تفتقد إلى المعطيات الحقيقية من أجل وضعها في حقيقة الموقف اللبناني وأسبابه الموجبة وإبلاغها بأنّه مهما يكن من أمر فإنّ لبنان دولة ذات سيادة، وبمعزل عن كون السلطة الموجودة حاليًّا فاسدة وفاشلة فإنّها تبقى في نهاية الأمر السلطة المنوط بها اتّخاذ الأجراءات اللازمة بما يتعلق بالأمور السياديّة».

تعليق التمديد: وسط هذه الاجواء، أصدر المجلس الدستوري قراراً بتعليق مفعول قانون التمديد للبلديات ريثما يدرس الطعون المقدمة أمامه ويصدر قراره النهائي في الأسابيع المقبلة علماً أن ولاية البلديات تنتهي نهاية هذا الشهر. ورحبت القوى السياسية التي طعنت بالقانون، بقرار «الدستوري».

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram