افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 3 نيسان 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 3 نيسان 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء :

رويترز: السعودية تدعو الأسد إلى قمة الرياض… والمقداد يبحث مع شكري تطوير العلاقات/ الحرس الثوري ينعى شهيداً جديداً… والاحتلال يتحدث عن إسقاط مُسيّرة عبرت من سورية / وزير قطري في بيروت… وفرنجية يواصل زيارته لباريس… ورعد ينبّه من تدخل واشنطن

 مع انعقاد اجتماع نواب وزراء الخارجية في روسيا وإيران وسورية وتركيا في موسكو، تنطلق عربة قطار ترتيب العلاقات الثنائية السورية التركية، وبضع أوراق العمال على الطاولة، حيث أنقرة مهتمّة بالحصول على ضمانات سورية بالتعاون بإنهاء مخاطر نشوء كيان كردي منفصل في شمال شرق سورية، وسورية معنية باستعادة سيادتها غرباً كما شرقاً وإنهاء أيّ شكل من الاحتلال والظواهر الانفصالية، ولذلك تطلب سورية التزاماً تركياً بمبدأ الانسحاب من الأراضي السورية ورفع اليد عن الجماعات الإرهابية والانفصالية في شمال غرب سورية، ليتسنّى التعاون في بحث كلّ ما يتصل بما تراه تركيا مصدر قلقٍ على أمنها القومي عبر الأراضي السورية باعتباره مسؤولية سورية، ولذلك تتوقع مصادر روسية رغم المسافات الفاصلة بين المواقف، ونظراً للبحث المعمق لقضايا الخلاف أن ينجح اللقاء بكتابة مسودة ورقة عمل سياسي مشتركة، توضح نقاط الاتفاق وتشير الى نقاط الخلاف ليتمّ رفعها إلى الوزراء، وتقول المصادر إنه إذا كانت قضية الانسحاب التركي من قضايا الاتفاق سيفتح الطريق الى اجتماع وزراء الخارجية وإذا كانت من قضايا الخلاف سوف يبقى اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية حتى يتحقق الاتفاق فينعقد لقاء الوزراء تمهيداً لتحديد موعد عقد قمة تضمّ الرئيسين بشار الأسد ورجب أردوغان.

على مسار مواز تتواصل الإشارات الى قرار عربي بتجاوز أزمة العلاقات مع سورية بعدما حسمت الوقائع انتصار الدولة السورية وصار العناد وراء شعارات العداء المستمدّة من خلفيات سقطت، نوعاً من العبث السياسي، كما أشار كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، عن وجود اتجاه عربي عام يدعو لإعادة النظر بشكل العلاقة مع سورية على قاعدة استحالة المضيّ بإدارة الظهر للدولة السورية، وفي هذا السياق جاء ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر متطابقة حول دعوة سعودية سيحملها ابن فرحان إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية التي سوف تنعقد في الرياض في 19 أيار المقبل، بينما كان البيان الختامي للقاء وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسوري فيصل المقداد يؤكد على التشاور المستمر حول الأوضاع العربية والعلاقات الثنائية.

الحدث الأبرز كان في التصعيد “الإسرائيلي” عبر الغارات التي استهدفت مناطق في حمص وريف دمشق، والإعلان الإيراني عن سقوط شهيد جديد من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وليل أمس أعلن جيش الاحتلال عن إسقاط جسم طائر قال لاحقاً انه طائرة مُسيّرة إيرانية الصنع تجاوزت الحدود السورية بعمق 25 كلم واستدعى إسقاطها الاستعانة بالطيران الحربي والمروحي بعدما فشلت القبة الحديدية بإسقاطها، وتوقعت مصادر متابعة للتصعيد أن تتبع هذه العملية أشكال مشابهة أو مختلفة من محاولات الردّ على الغارات، لأنّ توجيه الطائرة المُسيرّة يعني أنّ القرار بالردّ قد اتخذ، فإذا لم تصل الطائرة الى أهدافها فلا بدّ من أنّ أشكالاً أخرى من الردّ سوف تكون في الطريق.

لبنانياً، يصل وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي للاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والاطلاع منهما على المشهد السياسي وآخر تطورات الملف الرئاسي، بينما يواصل المرشح الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية زيارته إلى باريس، وسط تسريبات عن تغيير في النظرة الأميركية لمواصفات المرشح الرئاسي المطلوب وربطها بخبرة اقتصادية، نبّه منها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باعتبارها دعوة لوضع المؤسسات المالية التي تسيطر عليها واشنطن مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يدها على القرار السيادي للدولة اللبنانية.

 

يصل إلى بيروت اليوم وفد قطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعدد من القيادات والجهات السياسية.

وبينما تشير مصادر مطلعة لـ “البناء” الى انّ الزيارة تأتي بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، فإنّ اللقاء الخماسي بين ممثلي فرنسا والولايات المتحدة وقطر والسعودية ومصر، ليس قريباً ولن ينعقد قبل حزيران المقبل، إلا إذا طرأت مستجدات جديدة قلبت في الموازين، خاصة انّ الرهان يبقى على مدى تحقيق اللقاء السعودي الإيراني لخرق في الملف اللبناني. وتلفت المصادر الى انّ ايّ جديد لم يطرأ على صعيد الموقف السعودي من ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فالتحاور الباريسي مع الرياض في هذا الشأن لم يتبلور بعد، لأنّ الرياض لم تعط بعد رأيها في الضمانات التي قدّمها فرنجية للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بالنسبة للحكومة وبرنامجها الإصلاحات المطلوبة.

وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنّ “المدخل إلى إعادة بناء مثل هذه الدولة هو انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن دعمنا مرشحاً قادراً على أن يعبر بالبلد في هذه المرحلة بأكثر ما يمكن أن يتوهّم المرء من إنجازات وبأقلّ ما يمكن أن يدفع من ضريبة”. وقال: “منفتحون على الحوار مع الآخرين، لكن أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يقدّم ولم يدعم مرشحاً له واضحاً، هم يعطلون ويؤخرون هذا الاستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج للبدء في هذا الاستحقاق، ونحن لا نراهن على الخارج بل نراهن على دعاء المخلصين من أبناء شعبنا”.

ولفت رعد إلى أنّ “هناك خبراً نُشر في إحدى الصّحف ولم يتطرّق له البعض وهو أنّ الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرّئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللّبناني بل تفكّر بشخصيّة لها خلفية اقتصادية”.

وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفيّة اقتصادية؟ يعني أنّ البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النّقد الدّولي، لمصلحة التّعليمات والتّوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريّون للعالم من خلال هذه المؤسّسات الاقتصاديّة الدولية”.

واشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إلى أنّ زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس كانت جيدة وكان النقاش عميقاً ومهماً، ونحن نستكمل اتصالاتنا في الداخل وفي الخارج”.

كما شدّد على “أن يكون الرئيس إصلاحياً وإنقاذياً، وأن يمتلك خاصتين أو صفتين، الأولى أن يكون قادراً على جمع اللبنانيين، والثانية أن يكون قادراً على تصحيح علاقة لبنان مع الدول العربية، لأنه بلا العرب لا إنقاذ ولا هوية، وهي ليست فقط مسألة إنقاذ اقتصادي بل هذه هويتنا وهذا انتماؤنا”.

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: نستعدّ مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية صباح الأربعاء المقبل في مركز بيت عنيا في ظل سيدة لبنان ـ حريصا. نستمع خلالها إلى كلام الله في تأمّلين، ونكرّس الباقي للصلاة والصوم والتأمّل والتوبة، وننهي بالقداس الإلهي مع المناولة الفصحية. فنصلي معاً من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية. وأضاف “ليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية”.

ويعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم يتطرّق فيه إلى الإنتخابات البلدية والإختيارية، وذلك في وزارة الداخلية ـ الصنايع.

حكومياً لم يتمّ بعد تحديد موعد الجلسة الحكومية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي ستبحث في جدول أعمال يتضمّن عدداً من البنود المعيشية والاقتصادية والمالية،

في حين افيد أنّ حلًّا جزئيّاً لإضراب القطاع العام سيعمل به من خلال تجزئة الحلول، حيث سيتمّ فصل العاملين في وزارة المالية عن سائر الموظّفين الآخرين والعسكريّين، وسيتمّ تحديد سعر خاص لمنصة “صيرفة” لموظّفي وزارة الماليّة لا يتجاوز 45.400 ليرة لبنانيّة للدّولار الواحد، بالإضافة إلى تسديد المستحقّات كافّة لهم.

ودعت “تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين” الى عدم قبض الرواتب حتى الأسبوع المقبل.

وأوضحت في بيان، “لا تقبضوا رواتبكم بانتظار استخلاص الموقف الصائب الواجب اتخاذه، والذي يجب أن يكون بمقدار الهجمة التي نتعرّض لها، ويكون هدفها المباشر السلطة التنفيذية ووزارة ماليتها يوم إنعقاد جلسة مجلس الوزراء”.

وتتجه الأنظار الى سعر صفيحة البنزين اليوم حيث توقع ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أن تشهد أسعار المحروقات اليوم بعض التراجع، نتيجة تراجع الدولار بشكل كبير في السوق الموازية، داعياً الى الانتظار حتى صباح اليوم حيث يفترض ان تنجلي الأمور ويتبيّن حجم التراجع الذي ستسجله صفيحة البنزين، لا سيما أنّ الدولار غير مستقرّ، وهو شهد تراجعاً كبيراً أمس إلا أنه عاد وارتفع مساء.

الى ذلك تنظر محكمة الاستئناف في باريس غداً في صحة عمليات حجز على عدد من الأملاك العقارية والأموال المصرفية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة للاشتباه بجمع ثروته في أوروبا عن طريق الاختلاس.

وتناقش غرفة التحقيق الباريسية غداً الطلبات التي قدّمها سلامة لاستعادة أكثر من عشرة أملاك وأموال تمّ تجميدها في فرنسا وتضمّ شققاً في الدائرة السادسة عشرة من باريس وعلى جادة الشانزيليزيه، كما في المملكة المتحدة وبلجيكا، فضلا عن حسابات مصرفية وغيرها. وستجري مناقشة القرار بشأن هذه الأصول التي تقدّر قيمتها بعشرات ملايين اليورو، على أن يصدر القرار خلال أسابيع.

كما يطالب ويليام بوردون محامي طرفي الادّعاء المدني منظمة “شيربا” غير الحكومية و”تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والجنائية في لبنان”، بتأكيد عمليات حجز الأملاك والأموال التي “تستند إلى عناصر أدلة قوية جداً” مضيفاً أنّ “الطلبات التي قدّمت لرفع اليد إنما هي معركة خطوط خلفية بقدر ما هي عملية علاقات عامة. 

********************************'

افتتاحية صحيفة الأخبار :

مبادرة «5+1»: ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية؟ باريس أكدت لفرنجية: النقاش لم يُقفل


تسبّبت زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس ولقاؤه المستشار الرئاسي باتريك دوريل، بناءً على طلبٍ فرنسي، في ما يُشبِه الوجوم من إمكان إعلان تسوية محتملة، أو احتمال إبلاغ باريس الزعيم الزغرتاوي استسلامها وعدم المضي في تسويق اسمه بسبب تصلّب الموقف السعودي. لذا، ساد الحذر لدى كل الأطراف السياسية، فلا حلفاء فرنجية انبروا لتصوير الدعوة بمثابة نقطة لمصلحته، ولا بدا خصومه راغبين في الإدلاء بدلوهم سلباً. التهيّب طغى على الجانبين حيال تسارع التطورات في المنطقة وعدم اتضاح التوجهات في ما يتعلق بها، وتحديداً مدى انعكاسها على الملف اللبناني.

مساء أول من أمس، حطّ فرنجية في بيروت، بعدَ يوميْن من التوقعات. صحيح أنه بدا لمن تحدث إليه بعدَ عودته مرتاحاً جداً، لكنه كان أيضاً واقعياً. فلا هو عادَ والرئاسة في جيبه، ولا عادَ من دونها «الأمور لا تزال على حالها وتحتاج إلى وقت». والأهم في ما نقل عن فرنجية بعد عودته أن الفرنسيين جزموا له «بأن النقاش حول ترشيحك مع الآخرين لم يقفل بتاتاً» كما يقول مقربون منه، أشاروا إلى ضرورة عدم المبالغة في التقديرات، وإن كان فرنجية «بالنسبة إلى الفرنسيين على رأس قائمة المرشحين، لكنهم يتحدثون إلى آخرين أيضاً»

مع ذلك اكتسبت الزيارة أهمية لكونها أتَت في أعقاب تطورات عدة، من بينها:

– الاتصال الذي احتلّ الملف اللبناني حيّزاً منه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

– زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس للقاء مدير الاستخبارات الفرنسية برنارد إيميه وإقناع الفرنسيين بأن تسوية فرنجية غير قابلة للنجاح بسبب الموقف السعودي والموقف المسيحي الداخلي.

– السجال الطائفي الخطير على خلفية «معركة الساعة»، فضلاً عن الإشكال الكبير الذي وقعَ في مجلس النواب خلال اجتماع اللجان المشتركة.

– الحراك الأميركي الذي تولته مساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي جالت على عدد من عواصم المنطقة، من بينها بيروت حيث شدّدت على إتمام الاستحقاق الرئاسي كمدخل لإطلاق عجلة الإصلاحات عبر حكومةٍ مكتملة الصلاحيات، وتقاطع كلامها مع معلومات نُقلت عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بأن بلادها لا تدعم مرشحاً رئاسياً على آخر، وستتعامل مع أي رئيس يُنتخب.

وفيما لا يزال اللاعبون في الداخل، تحديداً خصوم فرنجية، يسعون إلى الاجتهاد في تفسير ما حمله الرجل معه، أكدت مصادر سياسية بارزة أن «ما تأكد من الزيارة حتى الآن هو إبلاغ فرنجية بأن اسمه كمرشح لا يزال متصدراً في قائمة الفرنسيين، من دون إيهامه بأن التطورات الإقليمية قد تبدّلت لمصلحته». وهو سمِع من الفرنسيين أنهم لم يتمكنوا بعد من كسر الطوق السعودي حوله، وأن موقف الرياض منه لم يتبدل، لكنهم مستمرون في دعمه بالتزامن مع:

أولاً، مبادرة مصرية تطرح تشكيل مجموعة 5+1، تهدف إلى ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية التي تتولى البحث في الملف اللبناني (أميركا، فرنسا، قطر، مصر، السعودية)، على أن تنتقِل الاجتماعات إلى الرياض، كخطوة إيجابية مُطمئِنة للمملكة.

ثانياً، إبلاغ إيميه جنبلاط خلال وجوده في باريس الإصرار على التمسك بفرنجية، رغمَ محاولة الأخير إقناعه بصعوبة وصوله.

ثالثاً، التنسيق الذي تقوم به باريس مع قوى لبنانية داخلية تدعم ترشيح فرنجية، والاتفاق على أن يعلن الأخير ترشيحه بشكل رسمي بعدَ تحضير برنامجه بشكل يجيب من خلاله الداخل والخارج على كل الأسئلة المتعلقة بعدد من الملفات ويكون مُطمئناً، بدءاً من التعامل مع رئيس الحكومة وملفات اللاجئين السوريين وضبط الحدود والأجندة الإصلاحية سياسياً واقتصادياً ومالياً. علماً أن فرنجية لا يزال يربط هذا الترشيح بالحصول على إشارة سعودية إيجابية.

رابعاً، حراك قطري سيبدأه وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، الذي وصل إلى بيروت ليل امس، لإبقاء التواصل مع كل القوى السياسية واستكشاف آفاق تسوية محتملة حول اسم المرشح الرئاسي. علماً أن القطريين، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، أكثر براغماتية وواقعية في تعاملهم مع الملف الرئاسي.

يأتي هذا كلّه على وقع التصعيد الداخلي الرافض لفرنجية، كما جاء على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال الذّبيحة الإلهيّة لراحة أنفس «شهداء زحلة»، إذ توجه إلى «من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له أو الفراغ»، بأن «روح بلّط البحر، لأن أي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده إلا تتمة للجزء الأول من العهد السابق».

وأكدت مصادر بارزة لـ «الأخبار» أن «التصعيد الكبير من جانب جعجع أتى بطلب من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وهو تصعيد يترجم أيضاً بحملات إعلامية وسياسية ضد الدور الفرنسي. بحجة أن الموقف المسيحي يُدعّم موقف المملكة المتصلب ويقوي حجتها لعدم التراجع عن رفض فرنجية مقابل إصرار الفريق الآخر عليه، على قاعدة أن موقف الثنائي الشيعي الداعم يقابله موقف من الثنائي المسيحي الرافض ما يصعّب الوصول إلى تسوية تتيح انتخابه». واعتبرت المصادر أن «الطلب السعودي يدخل في إطار الاستثمار في الموقف المسيحي، خصوصاً أن التصعيد مطلوب في لحظة تقدّم المفاوضات، إذ تلمس المملكة بأن إيران لن تضغط على حزب الله في الملف الرئاسي كما أن الحزب ليس في صدد التراجع عن فرنجية»..

*******************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

فرنسا توسّع تحرّكها ودعوات لمرشّحين آخرين

قد تتمثل اخر الخلاصات الأكثر تعبيرا عما آلت اليه “الوساطة” او المساعي او الجهود الفرنسية في ملف ازمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان في المعلومات التي برزت في الساعات الأخيرة عن اتجاه #باريس الى توسيع حلقة مساعيها بما يؤكد ان زيارة رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية لباريس لم تنه ورقة ترشيحه، ولكنها لم تدفعها قدما، بل ان الحاجة الى توسيع الحلقة يعكس اتجاها مختلفا جديدا لدى الفرنسيين. ذلك ان مندوب “النهار” في باريس سمير تويني افاد بان العاصمة الفرنسية باتت في صدد توجيه دعوات جديدة إضافية الى شخصيات لبنانية مرشحة او يجري تداولها بجدية للترشح ل#رئاسة الجمهورية وعدم الاكتفاء بالدعوة التي وجهتها الى فرنجية والتي طلبت منه خلالها تقديم أفكاره والضمانات اللازمة في سياق المشاورات والاتصالات التي تتولاها باريس مع شركائها من الدول في صدد السعي الى انهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وإذ لم تعرف بعد الشخصيات التي يمكن ان تتلقى دعوات مماثلة لتلك التي تلقاها فرنجية، بدا من الواضح ان باريس تسعى الى اطلاق دينامية جديدة حيال الملف اللبناني الرئاسي بدليل ان تحريكها لهذا الملف دفع بالملف الرئاسي الى مقدم الأولويات مجددا واحتل صدارة المشهد الداخلي منذ نهاية الأسبوع الماضي. ومع ذلك بدا واضحا ان فرنجية وان لم يتبلغ مباشرة توقف الدعم الفرنسي لترشيحه، فان طلب الضمانات منه عكس مراوحة الاستحقاق الرئاسي مكانه وعدم تقدمه كما ان فرص فرنجية نفسها تراجعت ولم تتقدم رغم التلطيف الديبلوماسي الذي غلف التسريبات الفرنسية عن نتائج الزيارة .

أجواء باريس

 

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع قوله حول زيارة فرنجية انه قدم للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الذي استقبله في الاليزيه بصحبة الوزير السابق روني عريجي الجمعة، الضمانات المطلوبة فرنسيا بالنسبة لعدم استخدام الثلث المعطل وتعطيل حكومة برئاسة رئيس حكومة اصلاحي يكون نواف سلام اوغيره على ان يتيح له ان ينفذ الاصلاحات والا يذهب الى دمشق اذا كانت مكونات كثيرة في البلد تعارض ذلك وان يسعى لمساعدة رئيس الحكومة على اخراج لبنان من ازمته ولا يعطل عمله. وقال المصدر ان الحوار كان مباشرا واصفا اياه بانه كان واضحا. واضاف ان هناك تقدما على خط التحاور مع السعودية بالنسبة لهذه الضمانات ولكن باريس لم تحصل بعد على رد سعودي نهائي وهي مستمرة في العمل .

 

وسألت “النهار” المصدر اذا كانت الرئاسة الفرنسية ستدعو مسؤولين مسيحيين غير فرنجية الى لقاءات أخرى فأوضح انه سبق لدوريل ان التقى معظمهم وهو سيستمر في لقائهم والتحاور معهم.

“المردة”

 

اما مصادر “المردة” فقالت من جانبها لـ”النهار” بأن لا صحة لكل ما تردد على ألسنة كثيرين من ان باريس طلبت من فرنجية الاعتذار وعدم استكمال ترشحه. وكان التركيز من مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل على الحصول على “جملة من الضمانات” من فرنجية في حال وصوله الى سدة الرئاسة من خلال مقاربته لأدارة الحكم وشكل مجلس الوزراء وتعاطية مع الوزراء وصولاً الى كيفية الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية التي تهدد ما تبقى من البلد والمؤسسات. وكانت هناك جولة من الطرفين في قراءة مستقبل العلاقة مع “#حزب الله” الذي اعلن مبكراً بأن كتلته النيابية ستقترع لفرنجية . وجرى حديث مستفيض في “الاستراتيجية الدفاعية” وسلاح الحزب. وأخذ موضوع العلاقات مع بلدان الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مساحة كبيرة حيال كيفية فتح صفحة لبنانية جديدة معها.

 

في غضون ذلك يبدأ الموفد القطري وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي والوفد المرافق اليوم، زيارة رسمية الى لبنان تستمر ليومين، يلتقي خلالها نحو 12 شخصية تشمل رئيسي مجلس النواب والوزراء ووزير الخارجية ورؤساء الاحزاب الممثلين في مجلس النواب، وسيكون لقاء للموفد مع “حزب الله” في حارة حريك ولم يعرف بعد من هي الشخصية التي سيلتقيها ان كانت رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد او نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ام انه سيقابل الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله .

وعلم ان فرنجية استعجل العودة من فرنسا، وسارع الى وضع قيادة “حزب الله” والرئيس نبيه بري في أجواء محادثاته مع الجانب الفرنسي حتى تكون قيادة الثنائي الشيعي على بينة مما تبلغه فرنجية وما طرح معه حتى تبني على هذه المعطيات نقاشها مع الموفد القطري. كما علمت “النهار” ان “الموفد القطري خص قائد الجيش العماد جوزف عون بجدول مواعيده بحيث سيلتقيه غدا الثلثاء وهو المسؤول العسكري والامني الوحيد الذي سيجتمع به اثناء الزيارة .

تصعيد سياسي

 

وبدا المناخ السياسي عرضة لتصلب لافت في المواقف الأساسية على جانبي الصراع السياسي المرتبط بأزمة الفراغ الرئاسي وهو ما عكس بوضوح معطيات تستبعد أي حل قريب كما توهم البعض عقب دعوة فرنجية الى باريس . التصعيد السياسي تمثل في شكل أساسي في مواقف متشددة جديدة اطلقها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، كما برز في ما يعتبر تلويحا بفيتو على “مرشح اقتصادي” اعلنه رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد .

جعجع اعلن “ان ايَّ مرشّحٍ من محور الممانعة، مهما كان اسمه او هويته هو الفراغ بحد ذاته”، مشددا على “ان من يريد الدويلة والسلاح غير الشرعي يعمِلُهم عنده” واعتبر “ان هذه التركيبة تشكِّل بيئة حاضنة مثالية “لتْفَقِّس” وتستشري فيها أكثر كل انواع الأزمات والتحديات، مثلما نشهد في موضوع الفراغ الرئاسي ” وتوجه الى “من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له او الفراغ”، بالقول: “روح بلّط البحر لأن اي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه او هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده الا تتمة للجزء الأول من العهد السابق” .واشار الى ان “محور الممانعة تسلّم الرئاسة مرّة، ودمَّر البلد الف مرة ومرة، لذا حان الوقت كي يبتعد ويفسح المجال امام اللبنانيين الشُرَفاء الإِصلاحيين السياديين ليُخرجوا الشعب من هذا الآتون الذي تسبب به هذا المحور” مستشهدا بقول أهالي زحلة لجيش الأسد “ع زحلة ما بتفوتوا” ليردد:”هيك منقول لمحور الممانعة، عالقصر ما بتفوتوا”.

في المقابل بدا لافتا غداة زيارة مرشح “الثنائي الشيعي” لباريس قول النائب محمد رعد ان “هناك خبرا نشر في احدى الصحف ولم يتطرق له البعض وهو أن الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل تفكّر بشخصية لها خلفية إقتصادية”. وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفية إقتصادية؟ يعني أن البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النقد الدولي، لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الإستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الإقتصادية الدولية”. ولكن رعد عاد في موقف جديد امس الى دعوة كل القوى السياسية الى “التفاهم الوطني والتفكير الجدي بالمصلحة الوطنية من أجل إنقاذ البلد”. ولفت إلى “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من دون انتظار الاوامر الخارجية”. وقال “اننا منفتحون على الحوار مع الآخرين، لكن أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يقدم ولم يدعم مرشحا له واضحا، هم يعطلون ويؤخرون هذا الإستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج للبدء في هذا الإستحقاق، ونحن لا نراهن على الخارج بل نراهن على دعاء المخلصين من أبناء شعبنا”. 

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

نعيم قاسم “بالثلاثة”: فرنجية خيارنا الأول والأخير

 

حزب الله “عالمكشوف”: مرشح رئاسي بلا “صندوق”

لا يبدو ان غصن الزيتون الذي ارتفع امس بأيدي الأطفال في عيد الشعانين الغربي أوحى بأن تباشير نهاية طوفان أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان قد أزفت.

وكشفت الجولة الاخيرة من المشاورات التي شهدتها باريس، ان مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية غير مطابق للمواصفات على اكثر من صعيد داخلي وعربي ودولي، فانبرى “حزب الله” الى شن حملة رفض لكل بديل، وصولاً الى المجاهرة برفض أي تفكير في وصول رئيس للجمهورية يتولى إبرام إتفاق مع صندوق النقد الدولي، كجزء من خطة النهوض لإخراج لبنان من قعر هاوية أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية قاطعاً الطريق على جهاد أزعور. وما يثير الغرابة، ان قصر الاليزيه، الذي يتمسك بواجب الوقوف على خاطر “الحزب” ولم يسقط خياره رئاسياً، أي فرنجية، لا يتوقف عن وعظ لبنان بوجوب الاتفاق مع الصندوق.

في هذا الوقت، ينتقل اليوم مشهد المشاورات من باريس الى بيروت، بوصول وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي. ووفق جدول اللقاءات الرسمية، سيلتقي الخليفي أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون. ومن المستبعد أن يكون الوزير القطري حاملاً “غصن زيتون” مبادرة جديدة لحلّ الأزمة اللّبنانية، علماً أن هذه الزيارة منسّقة مع الرياض.

أما طهران التي زارها المسؤول القطري الذي كان ممثلاً لبلاده في اللقاء الخماسي في باريس في 6 آذار الماضي، فبدت مشغولة بملف اتفاق بكين، كما أعلن امس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وقال إنه سيجري مشاورات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال يومين.

بالعودة الى موقف “حزب الله” غداة إنكشاف هزال التأييد لمرشحه الرئاسي، فقد قال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد: “إن هناك خبراً مرّ عابراً، وهو أن الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرئاسة في لبنان، وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل بشخصية لها خلفية إقتصادية”.

وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفيّة إقتصادية؟ يعني أنّ البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النّقد الدّولي، لمصلحة التّعليمات والتّوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الإستكباريّون للعالم من خلال هذه المؤسّسات الإقتصاديّة الدولية”.

ولفت إلى أنّه “تحت عنوان التّواصل مع صندوق النّقد الدولي قُلنا بأنّ 3 مليارات لن تنفع البلد، فلا “تتعبوا قلبكم”، ويجيبون بكلّ ثقة: “المسألة ليست مسألة مليارات بل هي فتح أبواب الدول من أجل مساعدتكم، وعليه يجب أن تركنوا لسياسات تلك الدول من أجل أن نوفّر لكم المساعدات دائماً”.

ومع مجاهرة رعد بإسقاط خيار “لديه خلفيّة إقتصادية”، كان لنائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيح نعيم قاسم موقف شديد الوضوح عندما أبلغ وسطاء فرنسيين وروساً جواباً على سؤال طرحوه عليه عن المرشح التالي لـ”الحزب” إذا تعذّر وصول فرنجية، فأجاب: “لدى الحزب ثلاثة مرشحين: الاول والثاني والثالث سليمان فرنجية”. أي ان “الحزب” عقد زواجاً بالثلاثة مع زعيم “المردة”.

في المقابل، وبعد موقف مماثل السبت لرئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، صرّح امس عضو الكتلة النائب وائل أبو فاعور الذي رافق وليد جنبلاط الى باريس، فقال: “نعرف ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون رئيساً وفاقياً، يوافق عليه إذا لم يكن كل المجلس النيابي فمعظمه، وأن يكون اصلاحياً وانقاذياً، وان يمتلك خاصتين او صفتين، الأولى ان يكون قادراً على جمع اللبنانيين، والثانية ان يكون قادراً على تصحيح علاقة لبنان مع الدول العربية، لأنه بلا العرب لا إنقاذ ولا هوية، وهي ليست فقط مسألة انقاذ اقتصادي بل هذه هويتنا وهذا انتماؤنا”.

بدوره، كان لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع موقف عالي السقف إذ قال: “إن أيَّ مرشّحٍ من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويّته هو الفراغ بحد ذاته”، مشدّداً على أنّ “من يريد الدويلة والسلاح غير الشرعي، “يعمِلُنْ عندو”، فمن غير المسموح من الآن وصاعداً أن نسمع بحوادث انتحار أو هجرة أو “يندفن شعب هوي وعايش” بسبب القهر واليأس وكثرة الظلم والفساد”. وأتت هذه المواقف السبت أثناء إحياء ذكرى شهداء زحلة التي تحييها “القوّات اللبنانيّة” سنوياً.

وفي أحد الشعانين، ترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قداس العيد في بكركي، وألقى عظة جاء فيها: “ليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية”. وختم الراعي: “بهذه الروح نستعد مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية الأربعاء 5 نيسان في بيت عنيا. نستمع خلالها إلى كلام الله في تأمّلين، ونكرس الباقي للصلاة والصوم والتأمل والتوبة، وننهي بالقداس الإلهي مع المناولة الفصحية. فنصلي معاً من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية”.

وعشية مزاولته نشاطه الرسمي اليوم، نقل عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه عازم على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها الشهر المقبل إذا لم ينعقد مجلس النواب للتصديق على قانون تمديد ولاية المجالس الحالية. وأوضح ان الأموال اللازمة متوافرة عبر حقوق السحب الخاصة SDR من صندوق النقد الدولي، حيث تبلغ حصة لبنان 865 مليون دولار ومثلها اموال لهذه الانتخابات عبر الاتحاد الاوروبي. وسيعلن وزير الداخلية بسام المولوي دعوة الهيئات الناخبة اليوم.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الراعي وعودة يهاجمان السياسيين لفشلهم في انتخاب رئيس للبنان

 

جنبلاط يفعّل اتصالاته للخروج من الأزمة

 

تحول احتفاء المسيحيين اللبنانيين بأحد الشعانين أمس إلى مناسبة تركزت فيها العظات على مهاجمة السياسيين لفشلهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إثر فراغ في موقع الرئاسة يمتد منذ أكثر من 5 أشهر، ولم تنهه محاولات الاتفاق والاتصالات المستمرة التي تفعلت أخيراً.

 

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظته، إن «السياسي الحقيقي خادم، وعندما لا يكون خادماً فهو سياسي سيئ، بل ليس سياسياً، لأن السياسة فن شريف لخدمة الخير العام». وأضاف: «بهذه الصفة هو مدعو ليدمر في ذاته خطيئة الفساد والمصلحة الخاصة والأنانية والمكاسب غير المشروعة والتعدي على المال العام، ثم يلتزم خدمة المحبة والعدالة وخير الإنسان». وتابع: «ليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية».

 

ويستعد الراعي لاستضافة خلوة روحية يشارك فيها عدد من النواب المسيحيين صباح الأربعاء المقبل في مركز بيت عنيا في حريصا، حيث «نصلي معاً من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية».

 

وفي السياق نفسه، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، إن لبنان «يعجّ بزعماء وسياسيين ونواب وحكام لا يرون إلا مصالحهم، ولا يعملون إلا وفق انتماءاتهم»، واصفاً إياهم بأنهم «لا يخجلون مما أوصلوا البلد إليه»، حيث «تطلق الاتهامات بالصفقات والتجاوزات، ولا يهتمون، ويتراشقون بشتى التهم، ويتصارعون، يتشاتمون ولا يخجلون من استعمال لغة لا تليق بمسؤول ولا بنائب ولا بأي إنسان».

 

وقال عودة إن النواب «لم يتخطوا بعد الصراعات الطائفية والمناطقية والحزبية، ولا الأنا والأحقاد. يتلهون بالخطابات والمماحكات عوض الانصراف إلى وقف التدهور وبدء عملية الإصلاح، وكأنه لا نية لديهم للإصلاح». ورأى أن «انتخاب رئيس للبلاد عصي عليهم، وهو أبسط الواجبات، وأولى الخطوات الإنقاذية»، متسائلاً: «هل خلا لبنان من شخصية قادرة على قيادة مسيرة الإنقاذ، يجتمع حولها العدد الكافي من النواب؟ البلد كله معطل. إداراته معطلة، الموظفون مضربون، مصالح الناس معطلة، مليارات الليرات تهدر ونستجدي المعونة. كيف لهم أن يعيشوا دون وخز ضمير وأن يناموا دون قلق؟».

 

وقال عودة مهاجماً السياسيين: «عوض بناء أمجادهم، عليهم بناء دولة، وإنقاذ وطن، وإصلاح الإدارات والنفسيات. نحن بحاجة إلى قادة، لا إلى زعماء. نحن بحاجة إلى مفكرين رؤيويين، إلى أصحاب قضية يدافعون عنها، لا إلى سياسيين يتسلون بالحكم وبالشعب».

 

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فشل البرلمان 11 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح له.

 

ويفرض القانون أن يحز المرشحين على أكثرية الثلثين في الجلسة الأولى، وفي حال فشله بذلك، يتم الانتقال إلى الجلسة الثانية التي تعتمد الأكثرية العددية للأصوات بحضور ثلثي أعضاء المجلس. وكان النصاب القانوني على مدى الجلسات الـ11 يُفقد إثر خروج نواب «حزب الله» و«حركة أمل» و«التيار الوطني الحر» وحلفائهم من الجلسة.

 

ودعا رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية، النائب محمد رعد، كل القوى السياسية إلى «التفاهم الوطني والتفكير الجدي بالمصلحة الوطنية من أجل إنقاذ البلد». ولفت إلى «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من دون انتظار الأوامر الخارجية».

 

وقال رعد، في احتفال تأبيني: «نحن لسنا طامحين إلى تسلم سلطة في هذا البلد، لكننا حريصون على أن تأتي سلطة تستجيب لتطلعات الناس، ولا نريد تفرداً في إدارة شؤون الناس، بل نحرص على شراكة الآخرين في إدارة هذه الشؤون، لنضمن حسن التعامل مع الناس وحسن بناء الدولة».

 

وإذ أشار إلى «إننا منفتحون على الحوار مع الآخرين»، قال: «إننا دعمنا مرشحاً قادراً على أن يعبر بالبلد في هذه المرحلة بأكثر ما يمكن أن يتوهم المرء من إنجازات وبأقل ما يمكن أن يدفع من ضريبة».

 

وتوصلت معظم القوى السياسية إلى قناعة بأنه لا يمكن تأمين نصاب الثلثين، أو انتخاب رئيس بأكثرية الثلثين، من غير توافقات. وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي»، النائب وائل أبو فاعور، إن «الحل الوحيد هو في انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «يحاول من خلال اتصالاته الداخلية والخارجية، وسوف يستمر في مسعاه داخلياً وخارجياً، للخروج من الأزمة، لإيجاد رئيس للجمهورية، ونحن نعرف أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون رئيساً وفاقياً، إذا لم يوافق عليه كل المجلس النيابي فمعظمه».

 

كما شدد على «أن يكون الرئيس إصلاحياً وإنقاذياً، وأن يمتلك خاصتين أو صفتين، الأولى أن يكون قادراً على جمع اللبنانيين، والثانية أن يكون قادراً على تصحيح علاقة لبنان مع الدول العربية، لأنه بلا العرب لا إنقاذ ولا هوية، وهي ليست فقط مسألة إنقاذ اقتصادي، بل هذه هويتنا وهذا انتماؤنا». ووصف أبو فاعور زيارة جنبلاط إلى باريس بـ«الجيدة»، مضيفاً: «كان النقاش عميقاً ومهماً، ونحن نستكمل اتصالاتنا في الداخل وفي الخارج».

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

فرنجية عاد من باريس مرتاحاً.. والإستحقاق متحرِّك خارجياً ومتعثر داخلياً

 

إنشغلت الاوساط السياسية في عطلة نهاية الاسبوع بِتتبّع زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس واللقاءات التي عقدها في قصر الاليزيه، خصوصاً انها جاءت بناء على دعوة الجانب الفرنسي في ظل الحراك الجاري داخليا وخارجيا على جبهة الاستحقاق الرئاسي، وكذلك على مستوى الاتفاق السعودي ـ الايراني الذي أطلقَ مناخات إيجابية في المنطقة بَدت وكأنها تدفع الى ايجاد تسويات للأزمات فيها، ومنها أزمة لبنان من بوابة الاستحقاق الرئاسي الذي دخل في ضوء زيارة فرنجية الباريسية في دائرة الضمانات التي تمهّد لتحقيق تسوية حوله يتوقع ان تتبلور في وقت ليس ببعيد.

 

أبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية» انّ فرنجية عاد مرتاحاً من العاصمة الفرنسية. واعتبرت انّ زيارته لباريس قرّبته بالتأكيد خطوة إضافية من قصر بعبدا ولكن لا يصح ان يتم التعامل معها وكأنها نهاية المطاف.

 

ولفتت هذه الاوساط الى انه يجب التعاطي بواقعية مع ما أنتجته الزيارة، مشيرة الى انّ مَن يعتبر انها كانت حاسمة رئاسياً يبالغ في تفاؤله، ومن يعتبر انها لم تحقق شيئا يُبالغ أيضا في تشاؤمه. واوضحت ان الفرنسيين طرحوا على فرنجية مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي تتعلق بمقاربته للملفات الاساسية، كاشفة انّ أجوبته كانت مرضية وفق المعايير الفرنسية، لكن المهم ان تتمكن باريس من إقناع السعوديين بما سمعته. والى ذلك قالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية داخلياً ومع العواصم المهتمة لـ«الجمهورية» ان الاستحقاق الرئاسي دخل في مرحلة الضمانات والتسويات في ضوء اللقاءات التي عقدها فرنجية مع المسؤولين الفرنسيين، في ظل انطباع مفاده انّ الاتفاق السعودي ـ الايراني قَلّص المراحل وجَعل موعد انجاز الاستحقاق الرئاسي يقترب. وتوقعت المصادر انّ تنشيط الاتصالات محلياً وفي الخارج دفعا في اتجاه التوافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد في ظل تقدّم ترشيح فرنجية على ما عداه من مرشحين معلنين وغير معلنين، على أن تُخاض العملية الانتخابات ديموقراطياً في موعدها في حال تعذّر الاتفاق على مرشح توافقي، بحيث يكون ذلك مخرجاً لكل الكتل المحرجة في تبديل مواقفها والتي صعدت بها الى أعلى الشجرة وترفض النزول منها الى الآن. واكدت المصادر انّ الاجتماع الخماسي الثاني الذي يضم كلّاً من السعودية وفرنسا واميركا وقطر، يتوقع ان ينعقد في الرياض قريباً على ان يكون بنتائجه إيذاناً بالانطلاق الى انجاز الاستحقاق الرئاسي. واشارت الى انّ تقدّم الخطوات السعودية – الايرانية في اتجاه تنفيذ الاتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين من شأنه ان ينعكس تقدماً على صعيد معالجة بقية الازمات في المنطقة، ومنها الازمة اللبنانية التي يعطيها المعنيون اولوية بعد ازمة اليمن، في الوقت الذي تشهد العلاقة السعودية ـ السورية تطوراً ملحوظاً، حيث تردد ان وزير الخارجية السعودية سيزور دمشق قريباً حاملاً دعوة الى الرئيس السوري بشار الاسد لحضور القمة العربية المقرر انعقادها في الرياض في 19 ايار المقبل.

 

وكان وزيرا الخارجية الايراني حسين أميرعبداللهيان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، بحثا خلال اتصال هاتفي امس الخطوات المقبلة في ضوء الاتفاق الثلاثي الموقّع بين السعودية وايران برعاية صينية. واتفق الوزيران على لقاء مشترك خلال الأيام المقبلة. وعبّر وزير الخارجية الإيرانية عن ارتياحه الى المسار الإيجابي للعلاقات الثنائية، وأكد «عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تطوير سياسة الجوار». من جهته، أكد بن فرحان على «ضرورة التواصل المستمر واللقاء بين المسؤولين في البلدين»، ولفت الى ان «العملية الجارية في البلدين إيجابية ومرضية».

 

الموفد القطري وفي هذه الاثناء وصل الى بيروت في ساعة متأخرة من ليل أمس الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وسيلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وليس مستبعداً ان يلتقي الموفد القطري قائد الجيش العماد جوزف عون في ظل المساعدات القطرية التي تصل الجيش منذ فترة، والتي واكَبت بداية الازمة المالية في لبنان. وقالت مصادر ديبلوماسية تواكب الزيارة انّ الموفد القطري سيوسّع من لقاءاته لتشمل رؤساء الأحزاب اللبنانية، يبدأها بزيارة البيت المركزي لحزب الكتائب عند الثالثة بعد ظهر اليوم قبل ان يلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، كذلك سيلتقي مسؤولين في «حزب الله».

 

المعارضة وفي المقابل قالت اوساط سياسية معارضة لـ«الجمهورية» انّ «هناك من يراهن على تبدلات مواقف خارجية من دون الاكتراث الى الواقع السياسي اللبناني المنقسم بين فريقين، وهذا الانقسام هو انقسام عمودي في ظل توتر سياسي، ويخطئ من يعتبر انّ أخذ موافقات خارجية ينسحب على الواقع اللبناني بدليل انه في العام 2016 كان هناك موقف خارجي مختلف عن موقف الداخل لجهة انّ المواقف الخارجية (واشنطن وباريس والرياض) كانت مؤيدة لترشيح فرنجية ولكن الواقع السياسي الداخلي ذهب في منحى آخر». وأعطت المصادر مثالاً آخر وهو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما اراد تشكيل حكومة بعد انفجار 4 آب وتم تكليف الدكتور مصطفى اديب هذه المهمة، فعلى رغم من الضغط الفرنسي الكبير وزيارة ماكرون لبنان لمرتين متتاليتين لم يتمكّن من تشكيل حكومة». واذ اكدت انّ «الموقف الخليجي ما زال على حاله»، سألت: «كيف يمكن تركيب البلد في ظل هذا الواقع؟ فهناك فريق داخلي لا يمكن ان يقبل بمرشح الممانعة سليمان فرنجية ولا تراجع على هذا المستوى، فيما الممانعة ليست في وارد ان تتراجع عن ترشيحها فرنجية وان تقبل بالمرشح ميشال معوض». وقالت: «الامور في حاجة الى تسوية وهذا ما يقوله النائب السابق وليد جنبلاط، أي علينا الذهاب الى مرشح لا يشعر من خلاله اي فريق بأنّ هناك تحدياً له في هذا السياق. وبالتالي، يخطئ من يعتبر ان المدخل للانتخابات هو خارجي. صحيح ان للخارج دوراً اساساً في أن يكون مسهلاً وداعماً والى ما هنالك، ولكن كيف يمكن تركيب الواقع السياسي في البلد؟ من الواضح ان القوى المعارضة على اختلافها ليست في وارد التراجع عن مواقفها، وهنا نتكلم تحديداً عن احزاب «القوات اللبنانية»، الكتائب، الوطنيين الاحرار، الشخصيات المستقلة المسيحية والاسلامية، وعن جزء واسع من «الثورة». وبالتالي، هل في إمكان فريق واحد ان يخرج لبنان من الانهيار على وقع انقسام سياسي لا يمكن تركيبه ؟».

 

واضافت الاوساط المعارضة «اذا اخذنا تأسيساً على تجربتين، تجربة «اتفاق الدوحة» وتجربة تسوية الـ 2016. حصل توافق صحيح كان هناك تدخلات خارجية، ولكن كان هناك توافق داخلي كبير، ففي تسوية 2016 كان هناك 6 احزاب وتيارات سياسية كبرى داعمة لهذا المناخ ولهذا التوجّه، وفي اتفاق الدوحة كانت قوى 14 و 8 مع هذا التوجه، وبالتالي اليوم نحن في حاجة الى تسوية، والتسوية لا يمكن ان تحصل على قاعدة مرشح فريق سياسي. وتُخطئ اي جهة اذا كانت تعتقد انّ الرهان على الوقت يمكن ان يبدّل في المواقف لأن الزمن تبدّل انطلاقاً من واقع الانهيار والى ما هنالك». وأكدت الاوساط المعارضة أنه «في حال لم يحصل اي تغيير وأي محاولة لكسر هذا الجمود الرئاسي من خلال أسماء جديدة على الطريقة التي اعتمدها جنبلاط بطرحه ثلاثة اسماء خارج معوض ـ فرنجية، فإنّ الفراغ سيطول، وحتى لو حصلت الانتخابات الرئاسية فإنها ستحصل على واقع تَحد داخلي سيُدخل البلد في مزيد من التوترات فضلاً عن ان المعارضة متأكدة من امرين اساسيين: الاول ان لا تبديل في بعض المواقف الخارجية. والثاني ان المواقف الداخلية ذاهبة الى مزيد من التصعيد وليس الى التراجع او الاحتواء».

 

ميقاتي والملفات الاجتماعية من جهة ثانية، وبعد عودته من أداء مراسم العمرة في الأراضي المقدسة، يستأنف ميقاتي اليوم البحث في مجموعة من الملفات الاجتماعية والمالية في مواجهة التطورات السلبية التي حكمت أوضاع موظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين قبل استئناف نشاطهم التصعيدي في الشارع في أي وقت، بدءاً من اليوم الذي تحوّل موعداً للبت من جديد بتحديد سعر صيرفة الخاص برواتب العسكريين من المنخرطين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين بعدما أجمعوا على تمنّعهم عن سحب وتسلّم رواتبهم عن شهر نيسان الجاري بناء لدعوة من قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي رفضاً منهم لاقتراح وزير المال بتحديده بستين ألف ليرة وإصرارهم على سعر 28500 ليرة، وإن جرى التفاهم على 45000 ليرة فسيكون الحل الوسط الجديد الذي يمكن ان يقبل به موظفو القطاع العام رغم اصرار وزارة المالية على استبعاد هذا القرار لعدم قدرتها على توفير الكلفة المقدرة.

وكُشِفَ أمس انّ من بين التفاهمات التي قادت إلى تجميد اضطراب موظفي «أوجيرو» التفاهم على تسديد رواتبهم المتأخرة بعد احتسابها على أساس 60 ألف ليرة لسعر صيرفة. ولذلك من المقرر ان يترأس ميقاتي ظهر اليوم اجتماع «اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام». وبحسب أوساط حكومية مقرّبة من رئيس الحكومة وتعمل على تحضير ملفات الاجتماع، فإن «اللجنة التي تضم وزراء يمثلون كل المكوّنات السياسية الممثلة في الحكومة ستناقش مجمل الملفات المطلبية المتعلقة بالادارات والمؤسسات العامة، وتحدّد معالم الحلول في ضوء التقرير المفصّل الذي وضعته وزارة المال ليُبنى على الشيء مقتضاه». وشددت هذه الأوساط على أن «اللجنة ستناقش التوجّه الذي أعدّه رئيس الحكومة، بضرورة أن تكون الاقتراحات المقدمة ضمن الإطار الذي يسمح به واقع المالية العامة، وبعيداً عن المزايدات الشعبوية التي يعتمدها البعض، ولن يقبل بأن يستمر البعض في تحميله المسؤولية الاحادية عن واقع اجتماعي ومالي على الجميع التعاون لتجاوزه بعيداً عن المزايدات».

 

إطلالة إعلامية لميقاتي غداً وفي هذه الاجواء شددت الأوساط عينها على أنه «ستكون لرئيس الحكومة غروب اليوم اطلالة اعلامية خلال رعايته الافطار الرمضاني السنوي لدار الايتام الاسلامية، حيث سيحدد فيها طبيعة المرحلة المقبلة على الصعيد الحكومي، بعد التطورات الاخيرة التي حصلت».

وانتهت هذه المصادر لتقول عبر «الجمهورية» انّ ميقاتي سيَسترسل في شَرحه للتطورات الأخيرة ويحدّد موقفه منها، واضعاً النقاط على حروف الأزمات التي عبرت وخصوصا تلك التي عرفت بـ«أزمة الساعة» والوضع المعيشي وسبل التعاطي مع الازمة النقدية والاجتماعية وملف النازحين، وتلك التي رصدها اللبنانيون في المرحلة المقبلة على قاعدة ما تقرر من انّ «كل يوم بيومو»، الى ان تنجز السلطات المعنية ما هو مطلوب منها، لا سيما موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ هذه الخطوة لها الاولوية لولوج الحل للكثير مما هو مطروح.

 

مواقف وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس احد الشعانين في بكركي: « ما أجمل رجال السياسة الملتزمين قبل كل شيء بقول الحقيقة، وعيش المحبة، والتحرر من العبوديات، وبناء السلام! ما أجملهم إذا أدركوا بمشاركتهم في ملوكية المسيح، أنّ السلطة الموكولة إليهم هي خدمة لا تسلّط، وأنهم بالسلطة ليسوا أسياداً بل خدّام الناس للخير العام. فالسياسي الحقيقي خادم. وعندما لا يكون خادماً فهو سياسي سيئ، بل ليس سياسياً، لأن السياسة فن شريف لخدمة الخير العام». واضاف: «بهذه الروح نستعد مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية صباح الأربعاء المقبل 5 نيسان الحالي في مركز بيت عنيا في ظل سيدة لبنان-حريصا. نستمع خلالها إلى كلام الله في تأمّلين، ونكرّس الباقي للصلاة والصوم والتأمل والتوبة، ونُنهي بالقداس الإلهي مع المناولة الفصحية. فنصلي معاً من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية».

عودة ولاحَظ ميتروبوليت للروم الارثوذكس في بيروت المطران الياس عودة في قداس الاحد ان الزعماء والسياسيين والنواب والحكام في لبنان «لا يرون إلا مصالحهم، ولا يعملون إلا وفق انتماءاتهم. لا يخجلون مما أوصَلوا البلد إليه. تطلق الإتهامات بالصفقات والتجاوزات ولا يهتمون. يتراشقون بشتى التهم. يتصارعون، يتشاتمون ولا يخجلون من استعمال لغة لا تليق لا بمسؤول ولا بنائب ولا بأي إنسان». وقال: «لم يَتخطّوا بعد النزاعات الطائفية والمناطقية والحزبية، ولا الأنا والأحقاد. يتلهّون بالخطابات والمُماحكات عِوض الإنصراف إلى وقف التدهور وبدء عملية الإصلاح، وكأن لا نية لديهم للإصلاح. حتى انتخاب رئيس للبلاد عصيّ عليهم، وهو أبسط الواجبات، وأولى الخطوات الإنقاذية». وسأل: «هل خلا لبنان من شخصية قادرة على قيادة مسيرة الإنقاذ، يجتمع حولها العدد الكافي من النواب؟».

 

رعد وشدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في تصريح له امس، على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، من دون انتظار الاوامر الخارجية». وقال: «لسنا طامحين إلى تسلّم سلطة في هذا البلد، لكننا حريصون على أن تأتي سلطة تستجيب لتطلعات الناس، ولا نريد تفرداً في إدارة شؤون الناس بل نحرص على شراكة الآخرين في إدارة هذه الشؤون، لنضمن حسن التعامل مع الناس وحسن بناء الدولة».

 

وأكّد رعد «أننا لا نريد دولة تقوم على التسوّل»، وشدد على أنّ «المدخل إلى إعادة بناء مثل هذه الدولة هو انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن دعمنا مرشحاً قادراً على أن يعبر بالبلد في هذه المرحلة بأكثر ما يمكن أن يتوهّم المرء من إنجازات، وبأقل ما يمكن أن يدفع من ضريبة». وأكّد الانفتاح «على الحوار مع الآخرين، لكن أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يقدم ولم يدعم مرشحاً له واضحاً، هم يعطّلون ويؤخّرون هذا الإستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج للبدء في هذا الإستحقاق، ونحن لا نراهن على الخارج بل نراهن على دعاء المُخلصين من أبناء شعبنا».

 

محكمة باريس من جهة ثانية، افادت وكالة «فرانس برس» انّ محكمة الاستئناف في باريس ستنظر غداً في صحة عمليات حَجز على عدد من الأملاك العقارية والأموال المصرفية لحاكم مصرف لبنان المركزي اللبناني رياض سلامة، للاشتباه بجَمع ثروته في أوروبا عن طريق اختلاس أموال عامة لبنانية. واستمع محققون أوروبيون، بينهم قاضية التحقيق الفرنسية أود بوريسي، في منتصف آذار المنصرم في بيروت إلى سلامة الذي يؤكّد براءته منذ فتح الملف بحقه. وتشكّل ثروته محور تحقيقات منذ عامين في لبنان والخارج، حيث تلاحقه شبهات عدة بينها اختلاس وغسل أموال وتحويلها الى حسابات في الخارج.

 

وستناقش غرفة التحقيق الباريسية غداً الطلبات التي قدمها سلامة لاستعادة أكثر من عشرة أملاك وأموال تم تجميدها في فرنسا وتضمّ شققاً في الدائرة السادسة عشرة من باريس وعلى جادة الشانزيليزيه، كما في المملكة المتحدة وبلجيكا، فضلاً عن حسابات مصرفية وغيرها. وستجري مناقشة القرار في شأن هذه الأصول التي تقدّر قيمتها بعشرات ملايين من اليورو، على أن يصدر القرار خلال أسابيع. وطلبت النيابة العامة تأكيد عمليات الحجز خشية حرمان فرنسا في حال صدور إدانة قضائية مُستقبلاً من «أي احتمال لاستعادة» الأملاك. وقال مصدر مطلع على الملف انّ الرهان كبير جداً، مؤكداً أنّ «استهداف أموال (سلامة) هو التحرّك العملي الرئيسي الممكن في هذا الملف»، إذ يرفض لبنان تسليم مواطنيه ويقوم بمحاكمتهم على أرضه في حال أدينوا في الخارج. كذلك يطالب محامي طرفي الادّعاء المدني ويليام بوردون منظمة «شيربا» غير الحكومية و»تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والجنائية في لبنان»، بتأكيد عمليات حجز الأملاك والأموال التي «تستند إلى عناصر أدلة قوية جداً»، مضيفاً أنّ «الطلبات التي قدمت لرفع اليد إنما هي معركة خطوط خلفية بمقدار ما هي عملية علاقات عامة». وأفادت مصادر عدة أن القاضية بوريسي تريد استجواب سلامة في منتصف أيار المقبل في فرنسا، غير أنه لا يعرف إن كان لبنان سيسمح له بالسفر. ويقول محاميه بيار أوليفييه سور انّ التحقيق الفرنسي قد ينهار بسبب مخالفات، مشيراً إلى الاستماع إلى سلامة بصفة «شاهد بسيط» في منتصف آذار المنصرم في لبنان، في حين أن القانون الجنائي الفرنسي «يحظر بصورة باتة الاستماع» بهذه الصفة «إلى شخص تشير أدلة خطيرة أو متوافقة إلى ضلوعه في الجرم» موضع التحقيق.

هل يوجّه مولوي الدعوة الى الانتخابات البلدية؟ من جهة ثانية، وتزامناً مع مجمل هذه التطورات، تتوجه الأنظار عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الى وزارة الداخلية حيث من المقرر ان يتناول وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي مصير الدعوة الى الانتخابات البلدية والاختيارية، بعدما تبلّغ بمجموعة المساعدات المقررة للوزارة لدعمها في قرارها.

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

يوم الرواتب والعواقب.. وميقاتي لن يتحمل المسؤولية منفرداً

 

لا نتائج فورية لمحادثات فرنجية في الإليزيه.. ولبنان يحضر بقوة في قمة أيار في السعودية

كل المعطيات تشير الى ان اليوم الاثنين هو يوم مفصلي، بكل معاني الكلمة، لجهة تبين المسار العام بين معالجات تنهي أزمة قبض الرواتب وتؤسس لمعالجة هادئة، ودائمة للرواتب والمعاشات المتآكلة في القطاع العام، سواء لجهة العاملين في الخدمة او المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وسفراء وقضاة ومدراء عامين.

 

قدامى العسكريين يتجهون مع قدامى اساتذة الجامعة ومتقاعدي التعليم الرسمي ما قبل الجامعي من اساتذة ثانويين وابتدائيين الى موظفين سابقين في مختلف ادارات الدولة، فضلاً عن رابطة موظفي الدولة، الذين يستمرون في الاضراب للشهر الرابع على التوالي، مما يؤثر على جباية الاموال وخزينة الدولة والمالية العامة، الى الاعتصام مجدداً في ساحة رياض الصلح اذا دعت الحاجة اليوم، حيث تجتمع اللجنة الوزارية لتسيير المرفق العام، وتبحث في مطلب تخفيض سعر صيرفة عن الـ60 الفاً او تقديم مساعدات اضافية، لا تقل عن اثنين او ثلاث لاستعادة بعض ما خسرته الرواتب والمعاشات من قيمة شرائية مع الارتفاع المرعب في الاسعار من الدولار الى سائر السلع والحاجيات والخدمات.

 

وعلى الجملة، فلبنان يقف على فالق انتظار المساعي الخارجية العربية والفرنسية لمعالجة الخلافات حول انتخاب رئيس للجمهورية، حيث بحثت فرنسا الموضوع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعدما استقبلت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما يصل الى بيروت اليوم الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، ويلتقي الرئيسين نبيه بري (ظهر اليوم). ونجيب ميقاتي (الساعة 11 من قبل الظهر) ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، كما يزور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان قرابة الحادية عشرة ليلاً في دارة خلدة، كما يُرتقب ان يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيسحزب القات اللبنانية سمير جعجع وقيادات اخرى. فيما تستمر المعالجات لمطالب موظفي القطاع العام في اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بإدارة تأثير الازمة على المرفق العام الساعة ١٢ ظهراً. تلافيا لمزيد من الاضرابات والتحركات في الشارع التي يهدد بها اكثر من قطاع.

 

وبحسب جهات شبه رسمية، فان اللجنة التي تضم كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة ستناقش مجمل الملفات المطلبية المتعلقة بالإدارات والمؤسسات العامة وتحدد معالم الحلول في ضوء التقرير المفصل الذي وضعته وزارة المال ليبنى على الشيء مقتضاه، موضحة ان المناقشات ستنطلق من التوجه الذي اعده رئيس الحكومة بضرورة ان تكون الاقتراحات المقدمة ضمن الاطار الذي يسمح به واقع المالية العامة.

 

وألمحت الى ان الرئيس ميقاتي سيتحدث خلال رعايته حفل افطار دار الايتام الاسلامية حيث سيلقي كلمة يحدد فيها طبيعة المرحلة المقبلة على الصعيد الحكومي، بعد التطورات الاخيرة التي حصلت.

 

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن زيارة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الى فرنسا حركت الملف الرئاسي الذي يخضع لجمود كبير في الداخل . ورأت هذه المصادر أن لا نتائج فورية لهذه الزيارة قبل أن تبحث مناقشاتها بين المعنبين في هذا الملف ، معتبرة أن ما من جواب سلبي وصل مسامع الوزير السابق فرنجية بشأن خوضه معركة الرئاسة وإن فرنسا فضلت الأطلاع على مقاربة فرنجية وأفكاره.

 

ورأت أن المواقف المحلية والخارجية حيال ملف الاستحقاق الرئاسي لا تزال على حالها من التباين ودعت إلى انتظار ما قد يقدم عليه الجانب الفرنسي بعد هذه الزيارة.

 

ومن مصادر دبلوماسية عربية، علمت «اللواء» ان ملف لبنان دخل في صميم الاتصالات، لكنها استبعدت حصول اي تقدم جدي، قبل القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 19 أيار المقبل، حيث، وحسب المصادر، سيحضر الملف اللبناني بقوة من جوانبه كافة سواء السياسية او المالية والاقتصادية.

 

وشددت مصادر سياسية على ان ملف انتخاب رئيس الجمهورية، لا يزال اسير المراوحة والدوران في حلقة الاخذ والرد ،بالرغم من كل مايحاك من سيناريوهات حول الدور الفرنسي بهذا الخصوص، بينما لوحظ ان زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس، لم تحقق الاختراق المطلوب بملف الانتخابات الرئاسية،لان العائق الاساس وهو ترشيحه من قبل الثنائي الشيعي، واعلانه باستمرار الانضواء تحت تحالف الحزب والنظام السوري، بقي دون حل، مع استمرار رفض اكثرية الدول التي شاركت بلقاء باريس الخماسي، لهذا الخيار،ووقوفها حائلا دون الموافقة على اعتباره،مرشحا توافقيا، يستطيع أن يستقطب جميع الاطراف اللبنانيين نحوه من جهة، ويكون قادرا على الانفتاح على دول الخليج العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية.

 

واشارت الى ان الملف برمته، لا يزال ضمن التشاور بين الاطراف اللبنانيين وباريس،ودول اللجنة الخماسية، فيما لوحظ ان كل ما تم تناقله من معلومات ، لم يكن دقيقا، في حين لوحظ ان حزب الله اعلن على لسان النائب محمد رعد رفضه لرئيس يمتلك مواصفات اقتصادية، ويستطيع ان يتعاطى مع المؤسسات المالية الدولية والبنك الدولي للمساعدة بحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون، ما يعني انتقادا واضحا ورفضا، لما يحكى عن احتمال ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.

 

من جهة ثانية، اشارت المصادر إلى ان تحديد مصير اجراء الانتخابات البلدية، يدخل اليوم موعدا حاسما، لناحية تأكيد وزارة الداخلية، باجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها المحددة، او الاعلان عن تأجيلها، بينما يبقى الجدل قائما، حول الطريقه التي سيعلن فيها التأجيل، وما اذا كان بقرار من وزارة الداخلية أو من خلال مجلس الوزراء، والخشية من ان يتسببب قرار التأجيل بتصعيد سياسي وشعبي ،بدأت ملامحه تتكشف من خلال الحملات الاعلامية المكشوفة التي تعارض التأجيل.

 

والبارز اليوم الزيارة التي سيقوم بها الموفد القطري إلى لبنان، ومايحملة في جعبته، لاسيما وان قطر هي من ضمن الدول التي يضمها اللقاء الخماسي في باريس، خصوصا ان جدول زيارته، يشمل مروحة واسعة من السياسيين والمسؤولين على اختلافهم وقائد الجيش ايضا.

 

زيارة فرنجية لباريس

 

فقد عاد رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية مساء السبت إلى لبنان قادماً من العاصمة الفرنسية باريس، ولم تصدر اي معلومات اوتسريبات عن لقاء فرنجية يوم الجمعة مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وتضاربت المعلومات بين إيجابية لجهة إبقاء باب ترشيحه مفتوحا ولو مواربة وليس بالكامل بعد الاستفسار منه عن الضمانات التي يمكن ان يقدمها بخاصة للجانب السعودي حول العلاقة مع حزب الله وسلاحه وحول تشكيل الحكومة والثلث الضامن فيها وبرنامج الاصلاح والعلاقة مع دول الخليج ومع سوريا لجهة مسألة ضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات بالإضافة إلى البحث في ملف اللاجئين السوريين وإعادتهم.

 

وذكرت مصادر مطلعة ان الضمانات المطلوبة تشمل أن يكون رئيس الحكومة اصلاحياً، مع عدم التدخل بتسمية الوزراء السنّة في حكومته، ومنح الحكومة صلاحيات في إقرار الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ووضع الخطة الإصلاحية والإنقاذية مالياً واقتصادياً، كما تشمل الضمانات عدم منح ثلث معطّل لأي فريق.

 

اما الاجواء السلبية فمفادها ان الرفض السعودي والاميركي مستمر لترشيح فرنجية، وان البحث سيجري عن خيار ثالث لمرشح مقبول من اغلب الكتل النيابية.لكن تردد ان بقاء فرنجية يوما آخر في باريس بعد لقاء دوريل كانت له اسبابه لجهة مناقشة الضمانات المطلوبة واعطاء فرنجية وقتاً للتشاور أو الرد عليها.

 

لكن اكتفى مصدر مقرب من تيار المردة بالقول لـ»اللواء»: ان نتائج الزيارة كانت «تأكيد المؤكد»، ولم يُعطِ تفاصيل اضافية. لكن ثمة من فهم هذه العبارة على انه مستمر بترشيحه لرئاسة الجمهورية من دون الاعلان رسمياً عن ذلك لحين اتضاح نتائج المسعى الفرنسي مع السعودية، بناء للضمانات التي طلبتها المملكة. والتي اعطاها او سيعطيها فرنجية.

 

مجلس الوزراء

 

على صعيد العمل الحكومي، وفيما تردد ان الرئيس نجيب ميقاتي سيدعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع الحالي . يُفترض ان تنعقد اللجنة الوزارية المكلفة بدرس ازمة القطاع العام والوضع المالي اليوم الاثنين لبحث هذا الموضوع ومواضيع اخرى ملحة.

 

وتبحث اللجنة سبل حل مشكلة رواتب موظفي القطاع العام المدنيين والعسكريين والمتقاعدين الى جانب وضع موظفي اوجيرو بعد ان طالب وزير الاتصالات جورج قرم بجلسة طارئة لهذه الغاية.

 

تعليق إضراب اوجيرو

 

معيشيا، سجل الدولار بعض التراجع يومي السبت والاحد، فيما بقيت اسعار كل المنتجات على حالها واكثر قليلا لا سيما الخضاروالفاكهة والخبز، فيما أعلن المجلس التنفيذي لنقابة موظفي أوجيرو تعليق الاضراب ابتداء من السبت ولغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، واصدر بيانا جاء فيه «بعدما بلغت اصداء اضرابنا المدى المطلوب محليا واقليميا وحتى لدى الهيئات النقابية الدولية، وبعدما اثرت تداعياته على مجمل الوضع المحلي، وبعد مبادرة وزير الاتصالات بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لبحث الوضع في اوجيرو وتبنيه الورقة الاصلاحية والمطلبية التي اعدتها النقابة، يعلن المجلس التنفيذي تعليق الاضراب المعلن من يوم السبت ولغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، بناء على ما سيصدر عنها ليبنى على الشيء مقتضاه».

 

لكن لجنة متابعة أوضاع موظفي وزارة الإتصالات والملحقين في هيئة أوجيرو اعتبرت ان حقوق العاملين في قطاع الإتصالات (اوجيرو – الخلوي – وزارة الإتصالات) هي وحدة واحدة لا تتجزأ.

 

ودعت اللجنة في بيان، الى أن يتم شمول موظفي وزارة الإتصالات في اي قرار ستتخذه الحكومة في أول اجتماع لها، أسوة بزملائهم في هيئة أوجيرو وبالتزامن معهم، إذ لا يصح أن يعامل موظفو القطاع الواحد إلا بمعيار واحد.

 

ونوه وزير الاتصالات المهندس جوني القرم « بخطوة تعليق الإضراب معتبرا أنها تنمّ عن العقلانية والمسؤولية التي يتمتع بها الموظفون، واشار في بيان الى «انه لطالما اكد ان اي قرار يتعلّق بزيادة رواتب الموظفين منوط بمجلس الوزراء، مشدّداً على أنّه سيبقى مصرّاً على العمل للوصول بهذا الملف إلى خواتيمه السعيدة لا سيما وان مطالب الموظفين محقّة.

 

موظفو القطاع العام

 

الى ذلك، وغداة القرار الرسمي القاضي بصرف رواتب موظفي القطاع العام على سعرصيرفة 60 الف ليرة، الامر الذي رفضه هؤلاء من متقاعدين وموظفين في الخدمة، اشارت رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر الى ان موظفي الادارة العامة مستمرون بالاضراب. وتابعت: ندرس امكانية اتخاذ خطوات تصعيدية ان كان على الصعيد القانوني او الدستوري ويجب ان نصل الى حل.

 

حراك العسكريين: الى الشارع

 

وفي السياق، دعا «حراك العسكريين المتقاعدين» وزارة المالية الى تصحيح ما يسمى بمنح بدل الانتاجية للموظفين المدنيين وتطبيق الزيادات على جميع المتقاعدين. كما دعا جميع المتقاعدين الى «البقاء على أهبة الاستعداد للزحف الى الشارع والتصدي بكل الوسائل المتاحة لمحاولات تهميشهم وسلب حقوقهم، على أن يكون موعدنا المقبل هو تاريخ انعقاد مجلس الوزراء في التوقيت والمكان اللذين سيعلن عنهما لاحقا».

 

وفنّد بيان لحراك العسكريين ما اعبترها «فضائح ومخالفات قانونية جسيمة في مرسومي وزير المالية، أقل ما يقال فيها إنها جريمة تمييز عنصري بحق الاسلاك العسكرية والأمنية وبحق المتقاعدين العسكريين والمدنيين، أخرجت تحت بدعة ما يسمى بمنح بدل الانتاجية لموظفي الخدمة». وقال: بالتالي الهدف من هذه التسمية – الخدعة هو الالتفاف على حقوق المتقاعدين، تحت ذريعة أنهم لا ينتجون، فيما معاشاتهم التقاعدية هي حصيلة المحسومات التقاعدية المتراكمة مع فوائدها خلال خدمتهم الطويلة وليست مكرمة أو منة من أحد.

 

ودعا الى «الغاء تسمية بدل انتاجية واستبدالها بعبارة تعويض انخفاض القيمة الشرائية للرواتب والأجور، والى مساواة الاسلاك العسكرية والأمنية في المرسومين بزيادة الأجور مع القطاعات المدنية، وفقا للفئات الوظيفية المعروفة في هذه الأسلاك. وتطبيق هذه الزيادات على جميع المتقاعدين وفق قاعدة الفئات الوظيفية وأحكام قانون الدفاع الوطني ونظام التقاعد والصرف من الخدمة» .

 

وحمل «الحراك» وزارة المالية «وخصوصا الموظفين الذين دأبوا سابقا على استهداف حقوق العسكريين وأعدوا هذين المرسومين، في حال لم يبادروا إلى تعديلهما وفق ما ورد أعلاه، المسؤولية الجزائية في تخريب الهيكلية التنظيمية والتراتبية للقطاع العام، والظلم الجسيم الذي سيقع بحق الأسلاك العسكرية والأمنية والمتقاعدين، ومن ثم يحمل الحكومة المسؤولية في حال وافقت على المرسومين بصيغتيهما الحاليتين، وبالتالي يحملها تبعات تصعيد الموقف لدى المتضررين وجرالبلاد إلى ما تحمد عقباه».

 

دولرة المحروقات

 

وفي مجال آخر، أكدت رابطة «أصحاب محطات الطاقة والمحروقات في لبنان» في بيان «المضي في تحركها الاحتجاجي الثلاثاء المقبل، الساعة الحادية عشرة أمام وزارة الطاقة في كورنيش النهر، للمطالبة بدولرة أسعار المحروقات، واعتماد وضع سعر صفيحة البنزين بالدولار على مضخات الوقود في بيع المواد للمستهلك اسوة بالسوبرماركت وباقي القطاعات التجارية، أو ايجاد حلول اخرى منها تفعيل المنصة». واعتبرت ان تحركها «مستقل ويهدف الى إعادة تفعيل وتنشيط العمل النقابي المفقود في هذا القطاع».

 

كورونا: 209 إصابات

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة في اليومين الماضيين 209 اصابات بفايروس كورونا، وحالتي وفاة من جراء الوباء.

**********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

سوريا تعود الى الجامعة العربيّة… وتفاهم الرياض – طهران الى خطوات عمليّة

 

 فرنجية ينتظر إشارات سعوديّة لإعلان ترشيحه… ومصير «البلديّة» يُحسم هذا الأسبوع – بولا مراد

 

على وقع التطورات الاقليمية المتسارعة، وآخرها ما افيد عن عزم السعودية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في أيار المقبل، كما بدء الاعداد لخطوات عملية تترجم التفاهم الايراني- السعودي الذي أُعلن عنه مؤخرا برعاية صينية، يتواصل داخليا الانهيار المالي كما الشغور الرئاسي، بانتظار ان تشمل الانفراجات الخارجية الوضع اللبناني، الذي لم تعد تنفع معه المسكنات والحلول الترقيعية.

 

وبات محسوما، ان القوى الداخلية استسلمت تماما لوجوب انتظار حل يُطبخ خارجيا، او اقله تحديد المقادير في الخارج لاعداد الطبخة المنشودة في الداخل، لذلك هناك غياب لاي مبادرة او حراك لاخراج الملف الرئاسي، ومعه كل الملفات العالقة عند عنق الزجاجة.

 

مفاجآت بالجملة

 

وبالعودة الى المستجدات الاقليمية، لا يُعتبر الخبر الذي نقلته وكالة «رويترز» يوم امس عن اكثر من مصدر، لجهة اعتزام الرياض دعوة دمشق للمشاركة في القمة العربية في شهر ايار مفاجئا، خاصة انه يأتي بعد نحو اسبوع من اعلان البلدين عودة العلاقات الديبلوماسية بينهما واعادة فتح السفارات قريبا، الا انه وفي كل الاحوال يشكل الخبر، بحسب مصادر معنية بالملف، «تطورا كبيرا و كاقرار من كل الدول العربية بانتصار سوريا في الحرب العالمية التي خيضت عليها»، مؤكدة لـ « الديار» ان «المنطقة ستكون على موعد مع الكثير من التطورات والمفاجآت بالجملة في الاسابيع القليلة المقبلة، والتي ستشمل كل الدول التي شهدت ازمات في السنوات الماضية، وابرزها سوريا واليمن والعراق ولبنان». وقالت المصادر ان «الزمن الحالي هو زمن حصد الانجازات لمحور المقاومة بعد سنوات طوال من الصمود، ومن يعتقد او يشيّع خلاف ذلك، انما يسعى لدفن رأسه في التراب».

 

وبما يوحي بالتوجه للانتقال سريعا بالمصالحة والتفاهم الايراني- السعودي الى خطوات عملية، أُعلن يوم أمس عن تلقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، جرى خلاله تحديد موعد للقاء بينهما. ووأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن الوزيرين بحثا في العديد من الموضوعات التي تهم البلدين، بالإضافة إلى مناقشة الخطوات المقبلة في ضوء الاتفاق الثلاثي الأخير.

 

فرنجية ينتظر الرياض

 

لبنانيا، يصل اليوم الى بيروت موفد قطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، للقاء عدد من المسؤولين السياسيين في البلاد. وفيما استبعدت مصادر مطلعة ان يكون الوفد يحمل اي مبادرة لحل الازمة الرئاسية، اعتبرت في حديث لـ « الديار» ان الزيارة «تندرج في اطار تثبيت الدور القطري في الملف اللبناني، خاصة مع دخول اكثر من طرف على الخط ومؤخرا المصري، ومحاولة السعودية بعد فترة طويلة من عدم الاكتراث العودة الى الساحة اللبنانية ومن الباب الواسع». وقالت المصادر: «اليوم باتت الكرة الرئاسية وبشكل كلي في المعلب السعودي. فباريس لا تزال متمسكة بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وبمقايضة رئاسته مع شخصية تختارها المملكة لرئاسة الحكومة. وبحسب آخر المعلومات، فان فرنجية وحلفاءه ينتظرون اشارات جديدة من الرياض ليبنوا على الشيء مقتضاه، خاصة لجهة خروج فرنجية لاعلان ترشيحه رسميا. وهي خطوة متى حصلت، تعني ان طريقه باتت سالكة الى بعبدا».

 

وتشير المصادر الى ان «فرنجية اعطى الرياض عبر الفرنسيين ضمانات لا تخرج عن الثوابت والمبادىء المعلنة والتي لطالما رددها»، لافتة الى انه «يعول على عامل الوقت وعلى المتغيرات المتسارعة في المنطقة لتسريع خطواته الى بعبدا».

 

المعارضة في تخبّط غير مسبوق

 

وفيما انقلبت الادوار، وبات «الثنائي الشيعي» وحلفاؤه يخوضون الاستحقاق الرئاسي من موقع قوة، مع الاعلان عن مرشحهم وتمسكهم به، تعيش قوى المعارضة وبحسب المعلومات في تخبط غير مــسبوق، بعد انعدام حظوظ مرشحها النائب ميشال معوض مع اعلان «التقدمي الاشتراكي» التخلي عنه، والترويج لمجموعة اسماء اخرى لم تجد اي منها طريقها للتبني. وتشير المعلومات الى ان الخلافات بلغت اوجها سواء بين «القوات»- «الكتائب» من جهة، و»التقدمي الاشتراكي» من جهة اخرى، او بين هذه القوى ونواب «التغيير» كما النواب السنّة الاقرب لجو ١٤ آذار. ففيما يصر قسم كبير من هذه القوى على ان الطريق الاقرب لحل الازمة الرئاسية هو بالاتفاق مع الفريق الآخر على اسم مرشح، يتمسك القسم الآخر وبخاصة «القوات» على وجوب ان يكون هناك مرشح واضح للمعارضة في وجه مرشح «الثنائي الشيعي».

 

مصير جلسة الحكومة و«البلدية»

 

في هذا الوقت، يفترض ان يُحسم هذا الاسبوع مصير الجلسة المرتقبة لحكومة تصريف الاعمال للبت باضراب القطاع العام ورواتب الموظفين، كما بمشكلة «اوجيرو» التي لم يتم حلها جذريا. وقالت مصادر حكومية لـ «الديار» انه «سيتقرر ما اذا كان هناك لزوم لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع خلال اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بادارة تأثير الازمة في المرفق العام، الذي سيُعقد ظهر اليوم الاثنين»، لافتة الى ان «تبلور حلول لهذه الازمات عبر وزارة المال، هو الكفيل بتحديد موعد لجلسة حكومية من عدمه».

كذلك، من المتوقع ان يُحسم هذا الاسبوع مصير الانتخابات البلدية، او اقله اتضاح ما اذا كان هناك قرار باجرائها او تأجيلها. اذ تؤكد معلومات «الديار» ان «وزير الداخلية بسام المولوي سيدعو الهيئات الناخبة يوم غد الثلاثاء، بغض النظر عن رأي او موقف الحكومة او مجلس النواب، وما اذا كان التمويل متوافرًا لاجراء الاستحقاق او لا، ما سيوجب على القوى المعنية حسم خياراتها مع ترجيح كفة التأجيل بما يتجاوز الـ ٧٠ ٪».

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

فرنجية قدّم ضمانات ستُعرض على الرياض؟

 

قطر ومصر على خط إيران لتسهيل تسوية..

 

لم يتصاعد الدخان الابيض من الاليزيه . ولقاء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في باريس، لم يحمل الخبر اليقين لا لفرنجية ولا لمرشحيه حزب الله وحركة امل. اي بيان او معلومات واضحة عما دار في الاجتماع الباريسي لم تصدر، ما فتح الباب على سيل من التحليلات والمعطيات. غير ان كل ما أتى من فرنسا يتقاطع على ان الرئاسة لم تُحسم للزعيم الزغرتاوي.

 

ماذا حصل في باريس؟

 

السيناريو المتفائل عن المحادثات الثنائية، يقول إن دوريل استمع من ضيفه الى ما يمكن ان ينتزعه من مكاسب وضمانات من حزب الله والى كيفية تعاطيه مع ملف السلاح من جهة ومع الثلث المعطل في الحكومة العتيدة من جهة ثانية، على ان ينقلها الى الرياض، ما يعني ان الرجل لا يزال مرشحا رئيسيا.. اما السيناريو الآخر، فيشير الى ان الديبلوماسي الفرنسي، أبلغ فرنجية بان مساعي باريس لتسويقه مرشحا توافقيا، اصطدمت بفيتو لبناني داخلي من جهة، وبرفض سعودي – اميركي من جهة ثانية، وبالتالي لا بد له، اذا كان يريد تسهيل الاستحقاق، من الانسحاب من السباق الى بعبدا.

 

إقناع ايران

 

وفي وقت تقول مصادر سياسية مطّلعة ، ان حقيقة ما جرى في باريس ستتبين في الايام القليلة المقبلة، تستطرد «اذا كانت فرنسا تخلّت عن طرح المقايضة بين رئاسة لفرنجية مقابل رئاسة حكومة لنواف سلام – وهي على الارجح تخلّت عنه لانه لم يمر لا داخليا ولا دوليا – فإن الخطوة المقبلة ستتمثل في مساع دولية مع ايران، لاقناعها بتليين موقف الثنائي الشيعي، فيصبح اكثر تجاوبا مع البحث عن اسماء مرشّحين جدد». وسيدخل على هذا الخط، تتابع المصادر، كلٌ من القاهرة وباريس والدوحة. وفي السياق، يزور وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي لبنان الاسبوع المقبل للقاء رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وعدد من المسؤولين السياسيين.

خلوة حريصا

وفي انتظار اي تطور يكسر المراوحة المحلية، تتجه الانظار ايضا الى خلوة حريصا الاربعاء المقبل حيث يجمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين في لقاء صلاة. وهنا، تدعو المصادر الى عدم تكبير الرهانات كثيرا اذ ان القوى السياسية المسيحية، لا تزال على مواقفها المعروفة.

وامس قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس احد الشعانين: وليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية.بهذه الروح نستعد مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية صباح الأربعاء وسنصلي معا من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية.

في هذا الاطار، رفع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمته في احتفال في ذكرى معركة زحلة، واكد ان مرشح محور الممانعة لن يدخل الى قصر بعبدا.

تعليق الاضراب

معيشيا، سجل الدولار بعض التراجع . وفيما يجري التحضير لجلسة لمجلس الوزراء ستدرس ملف رواتب القطاعين العام والخاص وواقع قطاع الاتصالات، أعلن المجلس التنفيذي لنقابة أوجيرو تعليق الاضراب لغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، واصدر بيانا جاء فيه «بعدما بلغت اصداء اضرابنا المدى المطلوب محليا واقليميا وحتى لدى الهيئات النقابية الدولية، وبعدما اثرت تداعياته على مجمل الوضع المحلي، وبعد مبادرة معالي الوزير بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لبحث الوضع في اوجيرو وتبنيه الورقة الاصلاحية والمطلبية التي اعدتها النقابة، يعلن المجلس التنفيذي تعليق الاضراب المعلن من اليوم ولغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، بناء على ما سيصدر عنها ليبنى على الشيء مقتضاه».

القرم ينوّه

 

بدوره، نوه وزير الاتصالات المهندس جوني القرم « بخطوة تعليق الإضراب الذي بدأ الأسبوع الماضي معتبرا أنها تنمّ عن العقلانية والمسؤولية التي يتمتع بها الموظفون، خاصة وأن قطاع أوجيرو يشكّل عصب القطاعات الأخرى لارتباطها به بشكل مباشر، لتتلافى البلاد مع تعليق الإضراب هذا مشاكل كبيرة على كافة الصعد. واشار في بيان الى «انه لطالما اكد ان اي قرار يتعلّق بزيادة رواتب الموظفين منوط بمجلس الوزراء، مشدّداً على أنّه سيبقى مصرّاً على العمل للوصول بهذا الملف إلى خواتيمه السعيدة لا سيما وان مطالب الموظفين محقّة.». وحذّر الوزير القرم من خطورة عدم الالتفات لهذا الملف، مجدِّداً دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع فورًا لأجل إقرار المطالب وتفادي إيقاع هيئة «أوجيرو» في المحظور قبل فوات الأوان. وطمأن موظفي هيئة «أوجيرو» بأنّه سيبقى دائمًا معهم وإلى جانبهم لحلّ هذا الملف، شاكراً إياهم على التراجع عن الإضراب، ومشيراً الى أن اجتماعًا سيعقد بينه وبين النقابة اليوم المقبل لوضع خارطة طريق عملية تحيط الملف من كافة جوانبه.»

موظفو القطاع العام

 

الى ذلك، وغداة القرار الرسمي القاضي بصرف رواتب موظفي القطاع العام على صيرفة 60 الفا، الامر الذي يرفضه ورفضه هؤلاء من متقاعدين وموظفين في الخدمة، اشارت رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر الى ان موظفي الادارة العامة مستمرون بالاضراب. وتابعت: ندرس امكانية اتخاذ خطوات تصعيدية ان كان على الصعيد القانوني او الدستوري ويجب ان نصل الى حل.

دولرة المحروقات

 

الى ذلك، أكدت رابطة «أصحاب محطات الطاقة في لبنان» في بيان «المضي في تحركها الاحتجاجي الثلاثاء المقبل، الساعة الحادية عشر أمام وزارة الطاقة في كورنيش النهر، للمطالبة بدولرة أسعار المحروقات واعتماد وضع سعر صفيحة البنزين بالدولار على مضخات الوقود في بيع المواد للمستهلك اسوة بالسوبرماركت وباقي القطاعات التجارية، أو ايجاد حلول اخرى منها تفعيل المنصة». واعتبرت ان تحركها «مستقل ويهدف الى إعادة تفعيل وتنشيط العمل النقابي المفقود في هذا القطاع».

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram