افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 1نيسان 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 1نيسان 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء 

بوتين: المعركة مع واشنطن… وترامب في القفص… والحرس الثوري للردّ على «إسرائيل» المقداد اليوم في القاهرة… ومصادر مصرية: ترتيبات قمة الأسد ـ السيسي قيد البحث ماكرون بعد تفويض شركاء حوار باريس يبحث مع فرنجية شروط التسوية والضمانات - 

فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقيدة السياسة الخارجية الروسية الجديدة، بعد توقيع مرسوم نشرها، اعتبر أنّ جوهر هدف الدبلوماسية الروسية هو بناء تحالفات ترجّح كفة العالم المتعدّد الأقطاب بمواجهة مشروع الهيمنة الأميركية الذي يبقى عنوان المعركة التي تخوضها روسيا، من أجل عالم قابل للحياة تحكمه القوانين والتوازنات وتكافؤ الفرص، بينما تواجه واشنطن عودة الحياة للانقسام الذي شهدته مع غزوة الكونغرس قبل عامين، والملاحقة القضائية التي تنتظر الرئيس السابق دونالد ترامب أعادت إحياء خطوط التماس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ورغم الطابع الأخلاقي لملاحقة ترامب وما تتضمنه من إحراج توحّد الجمهوريون من خلفه واصفين الملاحقة بالانتقام الكيدي والسياسي ويستعدّون لملاقاة ترامب في نيويورك عبر احتجاجات تستعد الشرطة لملاقاتها باتخاذ إجراءات احترازية، ووفقاً لمتابعي قضية ترامب يبدو أنّ المسار القضائي سيضعف مكانة ترامب كمرشح مقبل للحزب الجمهوري، بينما تبدو التسويات التي يمكن أن تنهي القضية مشروطة بخروجه من السباق الرئاسي، إلا إذا اختار التصعيد واختبار المواجهة في الشارع وأخذ الشارع إلى انقسام ربما يخرج عن السيطرة.

في المنطقة أعلن الحرس الثوري الإيراني عزمه على الردّ على الغارات «الإسرائيلية» التي استهدفت ريف دمشق أول أمس وأدّت الى استشهاد أحد ضباط الحرس، وبدا إعلان الحرس عن استشهاد أحد ضباطه مقدّمة للإعلان عن قرار الردّ، ما يفتح احتمالات كثيرة أمام المشهد الإقليمي، وفقاً لطبيعة الردّ ومكانه.

في المنطقة أيضاً خطوة على طريق العلاقات السورية المصرية تفتتحها زيارة وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد اليوم الى القاهرة، وفق ما قالت مصادر مصرية إنها ستضع اللمسات التفصيلية على مضمون زيارة ينتظر أن يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد الى القاهرة تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما تؤكد المصادر المتابعة لمسار العلاقات العربية مع سورية أنّ المرحلة الفاصلة عن موعد انعقاد القمة العربية في الرياض في 19 أيار المقبل سوف تشهد الكثير من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السوريين ومسؤولي الدول العربية التي لم تقم بعد بإعادة علاقاتها الطبيعية مع دمشق.

لبنانياً، الاهتمام بما يحدث خلال زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية الى باريس، بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووفق المعلومات فإنّ فرنجية التقى مسؤول شؤون الشرق الأوسط في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، وربما يكون التقى ماكرون وعدداً من أفراد طاقمه، وانّ البحث ينطلق من تولي فرنسا بتفويض من شركائها في اللقاء الخماسي وفي طليعتهم السعودية، لإدارة حوارات تنتهي بعرض تصوّر متكامل لكيفية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بما يضمن الخروج من الفراغ أولاً ومن خطر الانهيار ثانياً، ويضمن تعاون المقاومة وسورية في ملفات الاستراتيجية الدفاعية وضبط الحدود وعودة النازحين وضمان تجنيب علاقات لبنان العربية الاهتزازات والأزمات، ويمهّد الطريق لحكومة وحدة وطنية تمثل جميع الأطراف ويتمّ تشكيلها من الكفاءات تسير بالإصلاحات المطلوبة دون تعطيل.تتسارع الاتصالات

وتتكثّف اللقاءات على خط استحقاق رئاسة الجمهورية بين الفرنسيين والسعوديين في محاولة للتوصل الى تسوية سياسية تخرج لبنان من آتون الفراغ الرئاسي والانهيار الاقتصادي والمالي، ما يشي بأن الملف الرئاسي دخل في مرحلة حاسمة ومفاوضات جدية على النقاط الأساسية وقد تحصل مفاجآت بين ليلة وضحاها وفق ما تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء»، التي أكدت بأن سفر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس جاء بناء على طلب الفرنسيين في ضوء التشاور الفرنسي –السعودي والاتصال الأخير الذي جرى بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإجراء مباحثات معه حول فرص وصوله الى بعبدا ولحسم مصيره، إما إعلان ترشحه أو العزوف وسيتم البحث مع فرنجية بمشروعه الرئاسي ومدى التزامه بالنقاط التي وضعتها السعودية.

ووفق المصادر، فإن السعوديين تركوا للفرنسيين جس نبض فرنجية لإمكانية التزامه بالمطالب السعودية، لكن بضمانة فرنسية. كما تشير المصادر الى أن السعودية لم تضع فيتو على فرنجية ولا ترفض انتخابه، لكن الأمر مرهون بمدى قدرته على التجاوب مع مطالبها لكونه رئيساً ينتمي الى محور معين.

ولوحظ أن دعوة فرنجية الى باريس جاءت بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي وبعد زيارة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الى فرنسا على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي، وبعد زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية باربرا ليف الى لبنان، فيما لوحظ ايضاً سفر السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى الرياض.

ولفتت مصادر نيابية في كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» الى أننا «ننتظر التوافق على مرشح رئاسي بعدما ظهر أن مرشحي التحدي لم يستطيعوا تأمين توافق أكثرية نيابية ونصاب الثلثين، وأي رئيس تحدٍّ لفريق لن يستطيع جمع اللبنانيين وإنقاذ البلد والدليل انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، لكنه لم يستطع الحكم رغم تمثيله الواسع»، ولفتت المصادر إلى أننا «نركز على شخصية الرئيس وبرنامجه ومدى تعاونه وانسجامه مع أي حكومة إصلاحية ستشكل بعد الانتخابات الرئاسية لتبدأ عملية الإصلاح والنهوض».

وأوضحت المصادر أن «الكتلة مستعدة لانتخاب فرنجية إذا حظي بدعم سعودي، ولذلك نحن نقف في الوسط ولم نتخذ أي قرار قبل تبلور المواقف والاتجاهات الخارجية».

وأيدت المصادر دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه إعلان كل المرشحين ترشيحهم والنزول الى مجلس النواب والتصويت وليربح من يربح، والمهم انتخاب رئيس وتأليف حكومة وإعادة انتظام المؤسسات وإنقاذ البلد من المستنقع الغارق فيه».

ولفت النّائب ميشال ضاهر إلى «أنّ موضوع رئاسة الجمهورية وُضِع على نار حامية خارجيًا، وأعتقد أنّ انتخاب رئيس بات قريبًا»، مشيرًا إلى أنّ «الخبر إيجابي من ناحية إنهاء الفراغ، ولكن مع الأسف جميع الكتل النيابية بانتظار التّفاهمات الخارجيّة المصرّة على ألّا يشكّل الرّئيس المقبل تحدّيًا لأحد، وهنا بيت القصيد».

في سياق ذلك، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري «ينتظر نتائج الاتصالات الداخلية والإقليمية والدولية التّي تكثفت في الآونة الأخيرة ليبنى على الشيء مقتضاه في ما خص الاستحقاق الرئاسي». وأشار في حديث إذاعي الى أن «الرّئيس بري لم يتوان عن تلقف أي إيجابية وهو الذي دعا الى نقاش وحوار بين الأفرقاء». وجدّد التأكيد أن «بري سيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس عندما يرى أن هناك إمكان أن تكون الجلسة مثمرة»، نافياً «ما يتداول ان هدف الحوار هو فرض اسم على الآخرين»، قائلاً «إن التوافق يكون بطرح سلة أسماء أو مواصفات». واعتبر أن «لبنان لا يعيش في جزيرة منعزلة لذا يتأثر بكل ما تمر به المنطقة، خصوصاً الاتفاق السعودي الإيراني، الا أن المسألة تبقى بأيدينا في الدرجة الأولى، لأن المناخ الإيجابي قد يؤثر الا أنه ليس حاسماً».

في المقابل يقول مصدر نيابي مستقلّ لـ»البناء» إلى أن «الأمور لا زالت معقدة ولم تعد المشكلة بالخلاف على رئاسة الجمهورية بل بأزمة تتعلق بالنظام السياسي الطائفي الذي يتلاشى وبحاجة إلى تغيير أو تعديل بالحد الأدنى، وظهر ذلك في الانقسام الطائفي على التوقيت وفي اللجان المشتركة في مجلس النواب».

وفيما جدّدت أوساط التيار الوطني الحر رفضها دعم فرنجية لرئاسة الجمهورية في الوقت الراهن، مشيرة لـ»البناء» الى أن «هناك سلة مرشحين تتضمن أسماء مرشحين لديهم الكفاءة والخبرة والثقة الخارجية ويحظون بتوافق داخلي وعلى كافة الكتل التفكير جدياً باختيار أحدها وعدم تضييع الوقت بمرشحي التحدّي»، مشددة على أن التيار لن يقدم مرشحين من داخل التيار لأنه سيعتبر مرشح تحدّ، لذلك سينتظر التيار أن تعرض عليه أسماء ويبدي رأيه فيها، علماً أن رئيس التيار جبران باسيل طرح أكثر من مرشح لديهم المواصفات الداخلية والدولية كالوزير السابق جهاد أزعور لكن تمّ رفضهم، متسائلة: لماذا يتم تضييع الوقت بمرشحين غير جديين أو مرشحي تحدٍّ؟ محذرة ثنائي حركة أمل وحزب الله وكل الداعمين لفرنجية بأن أي رئيس يفرض على القوى السياسية المسيحية سيكون مصيره الفشل ولن يستطيع الحكم.

في المقابل تجدّد مصادر حزب القوات اللبنانية رفضها لانتخاب فرنجية وتنفي ارتباط موقفها بالرئاسة بالموقف السعودي، مشيرة لـ»البناء» الى أنه حتى لو وافقت السعودية على تسوية انتخاب فرنجية فلن نحضر الجلسة ولن نصوّت له وسنكون من المعارضين، لافتة الى أننا «لا نريد رئيساً ينتمي الى فريق حزب الله والى محور المقاومة وسورية ويكون جزءاً من المنظومة القائمة التي أوصلت البلد الى الانهيار والعزلة الخارجية»، ونفت المصادر أي تواصل مع التيار الوطني الحر رئاسياً مستبعدة تكرار تفاهم معراب الذي أوصل الرئيس عون الى بعبدا.

وعلمت «البناء» في هذا الصدد أن اللقاء بين السفير السعودي في لبنان وليد بخاري ورئيس القوات سمير جعجع لم يكن إيجابياً.

ونقل بعض النواب الذين التقوا مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية باربرا ليف قولها إن «الأولوية لدى الأميركيين هي انتخاب رئيس للجمهورية ومتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وانتظام عمل المؤسسات لانتشال لبنان من الانهيار»، ولم تُشر باربرا وفق ما يلفت المصدر لـ»البناء» إلى «تزكية بلادها لمرشح أو اسم معين لكن ركزت على عجز الواقع السياسي الحالي وأن التوازنات السلبية الحاكمة لمعادلة مجلس النواب تمنع انتخاب الرئيس».

وأكَّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ لبنان لا يملك ترف الوقت لتكبير الحجر بالحديث عن تغيير النظام أو تعديل الطائف كأولوية.

وخلال إلقائه خطبة الجمعة أضاف قاسم: «فلننجز الاستحقاقات الداهمة وبعدها يطرح من يريد إجراء تعديلات وفق الأطر الدستورية». وشدَّد على أنَّ «عنتريات الرفض والقبول لا تقدِّم حلًّا»، مردفًا «اجمع عددًا كافيًا من النواب حول خيارك، فإذا نجحت يكون الرئيس الذي تريد، وإذا فشلت فالرئيس الذي يختاره المجلس النيابي هو رئيس كل لبنان». ولفت قاسم إلى أنَّه «توجد قوى أولويتها أن تتحكم بالبلد من خلال الرئيس وإلّا فبديلها الفراغ»، مؤكدًا أنَّه «سيحاسب الناس المسؤولين عن إطالة الفراغ في صناديق الاقتراع».

في غضون ذلك، فيما يُعدّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع الطالع بعد عودته من زيارة الحج الى السعودية، واصل موظفو أوجيرو إضرابهم وسط انسداد أفق الحل بعد تعثر المفاوضات بين إدارة الهيئة ووزارة الاتصالات والموظفين، ما يأخذ قطاع الاتصالات الى الانهيار، ما دفع بميقاتي لإبلاغ وزير الاتصالات بأن الجيش اللبناني سيتسلم إدارة القطاع.

كما ستحطّ مسألة رواتب القطاعين العام والخاص على طاولة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، بدأ تحويل رواتب موظفي القطاع العام على سعر صيرفة ٦٠ ألفًا ابتداءً من أمس، علماً أن العسكريين المتقاعدين والاساتذة والمعلمين يرفضون هذا الرقم ويطالبون باحتساب صيرفة على 28 الفاً.

وقد انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي وغروبات الواتسآب من العميدين شامل روكز وجورج نادر للعسكريين لعدم قبض رواتبهم إلا على سعر صيرفة 28 ألفاً والتحضير لجولة احتجاجات جديدة في الشارع الأسبوع المقبل تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.

وأصدر مصرف لبنان التعميم الوسيط الرقم 666 للمصارف، أبلغها فيها بتمديد العمل بمفعول التعميم 161 حتى 30 نيسان 2023.

********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:

جنبلاط يخضع لتيمور ويطلب من باريس سحب اقتراح المقايضة: العقدة السعودية مستمرة واللقاء الخماسي إلى الرياض
 

علمت «الأخبار» أن مصر بدأت اتصالات مع عدد من الدول المعنية لإعادة إحياء عمل مجموعة اللقاء الخماسي بعدما تبين أن نتائج الجولة الأخيرة من اللقاءات، والتي عُقدت في العاصمة الفرنسية في شباط الماضي، كانت سيئة للغاية. إذ انتهت، بحسب مصادر متابعة، إلى مواجهة عاصفة بين الجانبين السعودي والفرنسي، أدّت إلى مغادرة رئيس الوفد السعودي نزار العلولا القاعة غاضباً، ومعه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، بعدما وصل النقاش إلى طريق مسدود مع الحاضرين، خصوصاً الجانب الفرنسي الذي كان يصرّ على طرح مبادرة توافقية تمنع الانفجار في لبنان، وتفتح الباب أمام إعادة الرعاية الخارجية وتوفير الدعم الضروري لمنع انهيار البلد.

وتؤكّد المصادر أن الجانب السعودي لا يزال يتعامل مع الساحة اللبنانية على أنها معقل أبرز خصومه، وأن لبنان هو المكان الذي يمكن أن تواجه الرياض فيه حزب الله، كونه «مصدر صداع للسعودية في اليمن والعراق وسوريا إضافة إلى لبنان». ونقل معنيون عن تقارير ديبلوماسية أن العلولا قال بصوت مرتفع: «لن نتعامل مع لبنان إذا بقي على مساره الحالي، ولن يلزمنا أحد بتقديم أي دعم سياسي أو مالي في حال جاء إلى الحكم أشخاص لا يقفون في مواجهة حزب الله»، في مقابل الرأي الفرنسي القائل إن «أي رئيس مواجهة يعني استمرار الفراغ، وأن حزب الله قوة رئيسية في البلاد ولا يمكن عزله».

وأشار المعنيون إلى أن الجانب المصري شعر بأن الأجواء العاصفة التي انتهى إليها الاجتماع تجعل إعادة عقده في باريس صعباً، لذلك فكّرت القاهرة بمبادرة تفتح الطريق أمام عقده في الرياض. وقد أثار المصريون الأمر مع أطراف عدة، وتحدثوا عن إمكانية أن يبادروا إلى التواصل مع الجانب الإيراني لتسهيل الأمور. علماً أن القاهرة تعطي إشارات إلى رغبة في تواصل أكثر حرارة مع حزب الله في بيروت، لكنها تعتبر أن الموقف النهائي يبقى مرتبطاً بالموقف السعودي.

 

جنبلاط يتشدد

وقبل أن يصل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى باريس، للقاء المستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، كانَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد عاد إلى بيروت بعدما التقى مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار إيميه. وأكّد مطّلعون أن زيارة جنبلاط أتت «في سياق إقناع باريس بالتراجع عن مشروع المقايضة بين فرنجية في رئاسة الجمهورية ونواف سلام في رئاسة الحكومة، أو أي مقايضة تحمِل فرنجية إلى بعبدا». ونقل هؤلاء عن جنبلاط أنه كانَ حريصاً على «التشديد أمام الفرنسيين بأن انتخاب فرنجية أمر صعب، خصوصاً في غياب الموافقة السعودية»، وأنه حتى لو وافقت المملكة «سيبقى الأمر صعباً بسبب موقف الكتل المسيحية منه». وأضافوا أن الزعيم الاشتراكي «جنبلاط طلب بصراحة من الفرنسيين التخلي عن هذه المقايضة وعن محاولة إقناع السعوديين بالسير بها»، و«الانتقال بالبحث إلى مكان آخر للخروج من هذه المراوحة التي لن تصِل إلى أي مكان». وأوضح جنبلاط أنه «في مقابل إصرار ثنائي حزب الله وحركة أمل على دعم ترشيحه، فإن الكتل المسيحية وتحديداً التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا تزال عند موقفها المتصلب بالرفض، وتتقاطع في ذلك مع الموقف السعودي، بالتالي يتعين على باريس أن تتراجع عن هذا الدعم وتبدأ بالبحث عن شكل جديد للتسوية، ما لم يحصل ما يدفع هذه القوى إلى تغيير مواقفها».

وأكدت المصادر أن «واحداً من الأسباب التي تدفع جنبلاط إلى ثني الفرنسيين عن دعم فرنجية هو المشكلة التي تواجهه داخل الحزب، وخصوصاً مع نجله النائب تيمور»، إذ إن «الخلاف بينهما على الملف الرئاسي كبير، وقد أبلغ جنبلاط الابن والده بأنه لن يصوّت لفرنجية بأي شكل من الأشكال، انسجاماً مع موقف القاعدة الشعبية»، وهذا التعارض هو «ما أجبر جنبلاط على التراجع عن الوعد الذي قطعه لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالتفكير بالأمر».

في المقابل، أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الأخبار» أن الموقف الفرنسي لا يزال نفسه، وأن باريس تتصرف على قاعدة أن «هناك متسعاً من الوقت لاستكمال النقاش مع السعودية في الأسابيع المقبلة، وإقناع المملكة بالسير في التسوية». وفيما يدور حديث عن مساعٍ تقوم بها القاهرة للترويج لما طرحته في لقاء باريس لعقد لقاء للقوى اللبنانية على غرار مؤتمر الدوحة، تترقب بيروت ما سيحمله وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي الذي يصل إلى لبنان الأسبوع المقبل بعد زيارة قام بها لطهران.

***********************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

“تعثّر” دعم فرنجية ام “استلحاق” الدور الفرنسي؟

 

مع ان واقع الازمات المتداخلة الذي يضغط بقوة ساحقة على الواقع الداخلي يحتل الأولويات الحارة والاشد الحاحا ويتقدمها، فان جانبا أساسيا من المشهد الداخلي اتجه امس لمعاينة ما تقوم به باريس على صعيد تحريك وساطاتها وجهودها واتصالاتها مع اللبنانيين، كما مع مجموعة الدول المعنية بالوضع في لبنان سعيا الى انهاء ازمة الفراغ الرئاسي فيه. ولقد شكلت حركة توافد بعض الشخصيات السياسة اللبنانية أخيرا لباريس علامة فارقة لجهة انها عكست تحريكا او استقطابا جديدا لمساعي انهاء الازمة الرئاسية بما ترك انطباعات بان ثمة شيء يجري تحريكه خارجيا على هذا الصعيد، ولو ان غموضا كثيفا لا يزال يغلف مجمل هذه التحركات ولا تتوافر بعد أي معطيات دقيقة إيجابية حول امكان نجاح أي مسعى فرنسي في خرق جدار الانسداد الذي يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية. واذا كانت زيارة المرشح الرئاسي لفريق الثنائي “امل” – “حزب الله” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لباريس امس بناء على ما وصف بانه دعوة فرنسية ولقائه مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل المتابع لملف لبنان، اثارت الكثير من التساؤلات والتقديرات المتناقضة حيال طبيعة ما ارادت باريس إبلاغه الى فرنجية، في ظل ما كان يتردد عن دعم الفريق الرئاسي الفرنسي لمعادلة انتخاب فرنجية وتسمية السفير السابق نواف سلام رئيسا للوزارء، فانه في موازاة تطلع الأوساط السياسية الداخلية لمعرفة ما اذا كان من جديد لدى الفرنسيين، فان الأبرز من هذا هو التوقف عند هدف باريس من ترك الطابع العلني لوساطتها وتحريكها للملف الرئاسي يأخذ هذا المدى شبه المتعمد، ولو ان أي طرف داخلي او خارجي لا يعترض على دورها، وان كان هذا الدور اصطدم غالبا ومرشح للاصطدام الان بالاخفاق؟ ذلك انه صار من المعلوم تماما ان باريس لم تنجح في اقناع المملكة العربية السعودية وعبرها ضمنا أيضا الولايات المتحدة، في اعتماد خيارها الرئاسي بدعم فرنجية ومعادلة تقديم فرنجية ضمانات لا تثق بها السعودية كحل يقوم على انتخاب الرئيس وتسمية رئيس الوزراء معا. ولذا لم يكن غريبا ان تسود انطباعات حيال ان “العلنية” التي واكبت زيارة فرنجية ولقائه احد المسؤولين الفرنسيين عن الملف اللبناني في الاليزيه تعمدت اظهار الدور الفرنسي اكثر من الدوافع الأخرى في ظروف يحتاج فيها الرئيس الفرنسي لدفع في السياسة الخارجية في وقت تضغط بقوة غير مسبوقة أزمات الداخل الفرنسي عليه، ولكن الجوانب الأكثر أهمية في الحركة الفرنسية تتصل بمسعى باريس الى البقاء ممسكة بخيوط مؤثرة في الازمة اللبنانية في وقت بدأ يعلو منسوب التأثير الذي سيتركه الاتفاق السعودي الإيراني على هذا الملف في مدة لن تكون بعيدة. ومن المستبعد تاليا ان تسفر زيارة فرنجية عن نتائج حاسمة لجهة بلورة الاتجاه النهائي لترشيحه، الا اذا ابلغته باريس صراحة ومباشرة انها ستتوقف عن دعم ترشيحه، وهو الامر الذي ينتظر المعنيون معرفته في الساعات المقبلة، علما ان المرجح ان تكون اكتفت بابلاغه بالموقف السعودي الذي ليس لمصلحته. ولكن مصدرا قريبا من فرنجية افاد مساء امس ان دعوته الى باريس كانت لعرض الوضع من مختلف جوانب الاستحقاق الرئاسي ومن ضمنه العوائق التي تعترض فرصة انتخابه.

 

وضمن هذا الاطار افيد ان الجانب الفرنسي كان يتفاوض مع السعودية لإيصال فرنجيّة إلى سدّة الرئاسة إلا أنّ الأخيرة لم تُعطِ الضوء الأخضر، واشارت مصادر اخرى الى ان باريس ستبلغ فرنجية بضرورة الانسحاب من السباق الى القصر لتسهيل عملية الانتخاب، لان وصول رئيس طرف الى بعبدا امر شبه مستحيل. وافيد ايضا ان “حزب الله” وضع في اجواء الزيارة في ظل تواصل غير مباشر معه في هذا الملف، وانه يؤيد الاخراج الفرنسي لتجنب الاحراج.

 

… بعد جنبلاط

 

وجاءت زيارة فرنجية لباريس بعد حركة مكوكية تولاها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط أوفد خلالها النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور إلى السعودية، وزار برفقة النائب هادي أبو الحسن الكويت، ثم توج جنبلاط الجولة الخارجية بزيارة لباريس برفقة النائبين مروان حمادة وأبو فاعور، وكان محورها الاستحقاق الرئاسي وتأثير التقارب السعودي – الإيراني على لبنان.

 

وكشفت مصادر التقدمي عبر “النهار” ان الهدف الأساسي من جولة جنبلاط، وتحديداً زيارته لفرنسا نقل وجهة نظر لبنانية تتحدّث عن صعوبة وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة، لأنه محسوب على طرف، وان الاصرار عليه سيُبقي البلاد في حالة من الانقسام والفراغ، خصوصاً في ظل رفض القوى المسيحية الأساسية له . ولفتت إلى أن جنبلاط تمنّى أمام الفرنسيين تحقيق توافقٍ حول شخصية أخرى وسطية، ذات طابع مالي – اقتصادي، إلّا أنّه لم يتبلّغ من الفرنسيين أي موقف حاسم في هذا السياق، علماً أن فرنسا لم تتخذ القرار النهائي. واشارت المصادر نفسها إلى أن فرنسا تعمل على الملف اللبناني بتكليف وتنسيق مع الأميركيين والسعوديين، وليس بعكس توجهاتهم .

 

ورداً على أجواء سياسية تحدّثت عن استدعاء فرنجية إلى باريس لإبلاغه وقف دعمه في السباق الرئاسي، بعدما نقل جنبلاط هذه الأجواء الرافضة له في لبنان إلى فرنسا، قالت مصادر التقدمي “لا معلومات دقيقة حول هذا الموضوع، قد يكون صحيحاً استنتاج فرنسا عدم قدرة وصول فرنجية إلى بعبدا نتيجة المعارضة الواسعة التي يواجهها، لكن لا نقول إن جنبلاط “شوّش” على فرنجية، وعلى المقلب الآخر، ثمّة معلومات تتحدّث عن استدعاء فرنجية للحصول على ضمانات رئاسية، وبالتالي ثمّة تضارب بانتظار نتائج الزيارة التي يقوم بها رئيس تيار “المردة”.

 

وفيما يزور موفد قطري لبنان الاسبوع الطالع للبحث ايضا في الملف الرئاسي أوضح امس عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري “ينتظر نتائج الاتصالات الداخلية والإقليمية والدولية التّي تكثفت في الآونة الأخيرة ليبنى على الشيء مقتضاه في ما خص الاستحقاق الرئاسي”. وأشار الى أن “الرّئيس بري لم يتوان عن تلقف أي إيجابية وهو الذي دعا الى نقاش وحوار بين الافرقاء”. وجدّد التأكيد أن “بري سيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس عندما يرى أن هناك إمكان أن تكون الجلسة مثمرة”، نافياً “ما يتداول ان هدف الحوار هو فرض اسم على الاخرين”، وقال “ان التوافق يكون بطرح سلة أسماء أو مواصفات”.

 

#الرواتب… واوجيرو

 

هذا المشهد السياسي لم يحجب تداعيات الازمات الاجتماعية المتصاعدة من مالية وخدماتية. في السياق المالي وبعدما وافقت وزارة المال على تحمّل جزء من الفارق بالدولار بين سعر منصة “صيرفة” الـ 60 والـ 90 ألف ليرة من الإيرادات التي تجنيها بالدولار، علم أن وزير المال يوسف الخليل أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحويل رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكريين في القطاع العام والأساتذة في التعليم الرسمي وأساتذة الجامعة اللبنانية على سعر “صيرفة” 60 ألف ليرة للدولار لرواتب هذا الشهر. على أن يكون تسديد الرواتب قد بدأ امس ويستكمل الاثنين.

 

اما في ازمة اضراب موظفي اوجيرو وتداعياته فأوضح امس مدير عام هيئة “#أوجيرو” عماد كريديّة أن “مفاتيح أوجيرو لا تزال في جيبي، والضجّة المثارة حول الإنترنت جرى تضخيمها، والمراكز المتوقّفة هي 6 من أصل 404”.ولفت كريدية عبر”النهار” إلى أن “توقّف الإنترنت ليس عاما ومن حق الموظفين الإضراب”.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

جنبلاط لم يتجاوب مع دعوة دوريل لدعمه

 

فرنجية يتسوّل الرئاسة في باريس و”سمسار الإليزيه”: صعبة يا بَيْك

 

ما تبلغه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية امس أثناء زيارة تسوّل الرئاسة من المسؤول عن الملف اللبناني في الإليزيه باتريك دوريل من معطيات تتصل بالاستحقاق الرئاسي، أكد ان توجس زعيم “المردة” الذي كان يراوده في لبنان قبل وصوله الى باريس ما زال موجوداً، ألا وهو ان حظوظه في بلوغ قصر بعبدا ليست مضمونة كما كانت الحال عام 2016 عندما سبقه الى هناك زميله في فريق الممانعة مرشح “حزب الله” الجنرال ميشال عون.

 

وبدا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عاد امس الى بيروت والوفد المرافق الذي ضم النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور آتياً من العاصمة الفرنسية في زيارة تشاورية أيضاً مع دوريل، ميّال الى ان رياح الرئاسة الاولى لا تجري كما تشتهي سفن الزعيم الزغرتاوي. وبالاضافة الى موقف جنبلاط عشية زيارته الباريسية الداعي الى “صيغة توافقية” لا يكون من ضمنها فرنجية، فقد قالت مصادر “التقدمي” انه “قد يكون صحيحاً استنتاج فرنسا عدم قدرة وصول فرنجية إلى بعبدا نتيجة المعارضة الواسعة التي يواجهها”.

 

من المعلومات التي رشحت عن المحادثات مع فرنجية انه تبلّغ ان “صفقة المقايضة” التي وضعت وصول فرنجية الى قصر بعبدا في سلة واحدة مع وصول القاضي نواف سلام الى السراي الحكومي سقطت عند سائر اطراف اللقاء الخماسي الذي استضافته فرنسا في السادس من آذار الماضي والذي ضم ممثلين عن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر إضافة الى فرنسا. وكما علمت “نداء الوطن” فإن دوريل لم يكتم ان شركاء بلاده في اللقاء الخماسي لا يجدون ان فرنجية قادر على تقديم ضمانات كافية كي يقنعهم بقدرته على التزام إتفاق الطائف. علماً ان باريس ما زالت غير جازمة بانعدام حظوظ فرنجية الرئاسية. وقد حاول دوريل تسويق دعم فرنجية لدى جنبلاط الذي لم يكن متجاوباً.

 

وفي السياق نفسه، ووفق المعلومات، تصرّ الرياض على رفضها التام للعودة الى اتفاق الدوحة عام 2008 والذي ثبّت نظرية “الثلث المعطّل” التي نالها “حزب الله” في غزو ميليشياته لبيروت في 7 أيار من العام نفسه. ولا يبدو ان فرنجية بحسب المعلومات، قادر على الوقوف بوجه الحزب ليتجاوز ذلك الاتفاق الذي حكم الحزب وحلفاءه منذ 15 عاماً في عمل الحكومات بدءاً من حكومة الرئيس سعد الحريري التي أطاح بها “حزب الله” وحلفاؤه في بداية عام 2010،عندما دخل الى البيت الابيض في عهد الرئيس باراك اوباما رئيسا للحكومة وخرج منه رئيساً سابقاً.

 

كذلك علم ان المحادثات الباريسية شملت سابقاً شخصيات وردت اسماؤها ولا تزال على لائحة الترشيحات، من بينها الوزيران السابقان زياد بارود وجهاد ازعور حيث تولى الوسيط الفرنسي الوقوف على آرائهما في ما يتعلق بجملة عناوين في مقدمها اتفاق الطائف والسياسة الدفاعية وسلاح “حزب الله.”

 

الى أين ستفضي الحركة الناشطة حالياً في باريس من اجل مواكبة ملف الاستحقاق الرئاسي؟

 

يشير مواكبون للملف الى ان باريس وضعت نفسها في موقع الوسيط إنطلاقا من اعتبارات يضعها البعض ضمن الاطر التاريخية من منطلق “الأم الحنون”، لكن في المقابل هناك الكثير من الشواهد والامثلة على رغبة فرنسا في الامساك بالعصا من الوسط، أي المواءمة بين تدوير الزوايا في علاقات تنشدها المصالح الفرنسية مع إيران في الاقليم ومع “حزب الله” في لبنان، وبين الحفاظ على علاقاتها مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. وقد جاء الاتصال الهاتفي الاخير بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في إطار الحفاظ على دور باريس الوسيط بعد الانتقادات التي سيقت ضد هذا الوسيط وإفراطه في الجنوح الى ممالقة الجانب الايراني وتالياً “حزب الله.” وتحدثت اوساط اعلامية في الخليج ان الرئيس ماكرون كان غير مرتاح لموقف ممثل المملكة في اللقاء الخماسي مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا لأن الاخير رفض طروحات الجانب الفرنسي في الاستحقاق الرئاسي ما ادى الى لجوء دوائر الاليزيه الى الرياض بما يشبه الشكوى، غير ان الرياض حسمت الموقف فابلغت باريس، ان موقف ممثلها في الخماسية هو موقف المملكة ولا داعي للسؤال اكثر عن هذا الموقف.

 

إذا، في خلاصة المحادثات الباريسية، ووفقاً للمعلومات، فإن دوريل حاول بديبلوماسية ابلاغ مرشح الثنائي الشيعي ان بلاده على رغم استمرار مسعاها لتأييد وصول فرنجية الى قصر بعبدا، الا ان دون ذلك صعوبات. والمعنى في ذلك، ان باريس تكاد تتملص من محاولة السمسرة كي يصل فرنجية الى ما يريده الثنائي الشيعي ولكي يصل الاليزيه الى توظيف الملف اللبناني في حساباته الاقليمية ظناً منه ان التفويض الاميركي له هو شيك على بياض وهو ليس كذلك.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ورقة فرنجية «لم تحترق» فرنسياً وزيارته إلى باريس للتفاهم معه على «تعهدات»

 

الجهود الفرنسية تصطدم بـ«منطقة رمادية» إقليمية

 

  ميشال أبو نجم

 

قبل وصول رئيس تيار «المردة» الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية إلى باريس، بدعوة فرنسية للقاء مسؤولي خلية الأزمة التي تتابع الملف الرئاسي وعجز اللبنانيين عن التوصل إلى تفاهم لملء الفراغ المؤسساتي المتواصل منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سرت في العاصمة الفرنسية فرضيتان: تقول الأولى إن باريس ما زالت مواظبة على جهودها لتمكين لبنان من أن يكون له رئيس للجمهورية في أقرب الآجال، وما زالت تعتقد أن الصيغة التي طرحتها (انتخاب فرنجية رئيساً مقابل القاضي نواف سلام أو شخصية سنية أخرى إصلاحية رئيساً للحكومة) هي الخيار المتاح لتحقيق هذا الهدف. وفي هذه الحال، فإن استقبال فرنجية، بعد رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، غرضه التفاهم معه بشأن السياسات المستقبلية التي سيلتزم بها في حال انتخابه، وربما أيضاً الحصول على ضمانات بشأن ديمومة الحكومة العتيدة والإصلاحات التي سيكون عليه الدفع باتجاهها، فضلاً عن علاقته بـ«الثنائي الشيعي». الفرضية الثانية تقول إن باريس فقدت الأمل بدوام السير بخيار «فرنجية – سلام»؛ لأنه سيصل بها إلى طريق مسدود بسبب الرفض الداخلي، وخصوصاً المسيحي حيث لا حزب «القوات اللبنانية» ولا «التيار الوطني الحر» مستعدان لقبول وصوله إلى سدة الرئاسة، كما أن المسار الإقليمي ليس سالكاً، وبالتالي فمن «العبث» إضاعة الجهود. ومن هذه الزاوية، فإن استقبال فرنجية في قصر الإليزيه غرضه إبلاغه بصعوبة إكمال الطريق معه.

 

وتبدو الصورة اليوم وفق قراءة مصادر على علم بما يجري من اتصالات محورها باريس، أن ما تروج له بعض وسائل الإعلام اللبنانية من أن ورقة فرنجية قد «احترقت» فرنسياً لا يتطابق مع الواقع. ووفق المعلومات التي توافرت أمس، فإن الغرض من زيارة الأخير هو «التفاهم معه» حول ما يمكن أن يتقدم به من «تعهدات» علنية بشأن مسائل رئيسية (إلى جانب كيفية التعامل مع رئيس الحكومة)، تتناول اللاجئين السوريين، وضبط الحدود، والعمل بمضمون الأجندة الإصلاحية السياسية والاقتصادية والمالية. ويمكن إضافة إلى ما سبق أن باريس تريد أن تعرف ما الذي يستطيع فرنجية أن يحصل عليه من «حزب الله» ومن الرئيس السوري بشار الأسد الذي تربطه به علاقة شخصية قديمة، في موضوعي اللاجئين وترسيم الحدود بما فيها البحرية التي ترفض سوريا الخوض فيها. كذلك تريد باريس أن تطلع على طبيعة العلاقة التي ستقوم بينه وبين «حزب الله»، ومدى انفتاحه على العالم العربي والخليج بشكل خاص، والأسباب التي تجعله يعتقد أن بإمكانه أن يحصل من الحزب وسوريا على ما لم يعطه هذان الطرفان للرئيس السابق ميشال عون. وقد اصطحب فرنجية معه الوزير السابق روني «ريمون» عريجي، وزير الثقافة الأسبق الذي زكاه سابقاً لمنصب وزير الثقافة، ويعد إلى حد بعيد ذراعه اليمنى.

 

وترى مصادر متابعة عن قرب لتقلبات الأزمة الرئاسية وللدور الذي تسعى فرنسا للقيام به، أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية يتعين التوقف عندها. أولها أن زيارة فرنجية تأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمبادرة من الأول، حيث كان الملف اللبناني رئيسياً في محادثاتهما. وبحسب ما أعلنه قصر الإليزيه بهذه المناسبة، فإن الجانبين الفرنسي والسعودي أبديا «تمسكهما» بالعمل على إنقاذ لبنان من أزمته المتفاقمة يوماً بعد يوم. والعنصر الثاني اللقاء الذي حصل في قصر الإليزيه بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري مع مستشار ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل. كما أن هذا الحراك يأتي عقب التطور الرئيسي المتمثل بالاتفاق السعودي – الإيراني، برعاية صينية، على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ما ينسحب على لبنان. ولكن حتى اليوم لم تبرز ملامح النتائج المترتبة على الاتفاق الجديد على لبنان، وعلى الملف الرئاسي، حيث إن كلاً من الطرفين المتواجهين يرى أن النتيجة ستكون لصالحه.

 

كثيرون في الداخل اللبناني عبروا عن مآخذهم على المبادرة الفرنسية. وأول عيوبها أن باريس «خضعت» لرغبة «الثنائي الشيعي» في إيصال فرنجية إلى الرئاسة باعتباره شخصاً موثوقاً «لا يطعن المقاومة في الظهر». والأهم أن الحزب «ليس لديه خطة ب» بمعنى أن الرئيس القادم إما أن يكون فرنجية وإما لا أحد؛ أي تتعطل الانتخابات. ووفق هؤلاء، فإن دعوة «حزب الله» للحوار ليست للتفاهم على شخص الرئيس العتيد بل للموافقة على انتخاب فرنجية الذي لم يعلن بعد عن ترشحه رسمياً. وبهذا الخصوص، تقول مصادر وثيقة الصلة برئيس «المردة» إنه «لن يعلن ترشحه طالما أن انتخابه لم يصبح بعد مضموناً» أو كما يقال لبنانياً «في الجيب». والمأخذ الثاني أن باريس يبدو أنها «تثق» بالضمانات التي يمكن أن يقدمها فرنجية لجهة ديمومة رئيس الحكومة وعدم عرقلة برنامجه الإصلاحي… والحال أن هذه القراءة تتجاهل ما حصل مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي خسر موقعه وهو في زيارة رسمية إلى واشنطن، ولا تأخذ بعين الاعتبار أن من يجب أن يعطي الضمانات هو «الثنائي الشيعي». وما حصل أخيراً بشأن إنشاء المحطة الثانية في مطار بيروت وإعلان وزير الأشغال علي حمية تراجعه عن العقد نزولاً عند طلب «حزب الله» الذي قال حمية: «له شرف تمثيله في الحكومة»، يبين أن من يمسك المقود الحكومي ليس الوزراء بل من يعينهم في الحكم. وأخيراً، يذكر معارضو الخيار الفرنسي أن الرئيس ماكرون عانى كثيراً من «الوعود» التي أغدقها عليه السياسيون اللبنانيون بمناسبة زيارتيه إلى بيروت صيف عام 2020.

 

هل ستنجح باريس في مسعاها لملء فراغ المؤسسات في لبنان فيما الانهيار متواصل؟ والسؤال الآخر يتناول المتغيرات التي ستجعل من عهد فرنجية (في حال وصل إلى الرئاسة) مختلفاً عن عهد عون. سؤالان لا إجابات قاطعة بشأنهما؛ لأن في هذه المعادلة ثمة «منطقة رمادية» تتناول تحفظات إقليمية، وهي تجاور رفضاً داخلياً من حزبين رئيسيين؛ هما قادران مع حلفائهما على منع توافر نصاب الثلثين في المجلس النيابي لقيام جلسة الانتخاب. وباختصار، ثمة ألغام تعترض طريق فرنجية إلى بعبدا، ولا شك أنه يراهن على فاعلية «كاسحة الألغام الفرنسية» لبلوغ هدفه الأسمى.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: لقاء باريس: ترحيب وتشويش.. لبنان على مفترق التفاهمات والتسويات والاعتراضات

 

هزّت الصدمة الفرنسية التي تجلّت بدعوة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى زيارة باريس، الداخل اللبناني من أدناه إلى اقصاه، وحرّكت المخيلات لصياغة تحليلات وسيناريوهات متناقضة، عكست حجم الإرباك الذي اجتاح البلد من اللحظة التي ظُهِّرت فيها الدعوة إلى الاعلام.

 

بالتأكيد أنّ هذه الدعوة أثلجت قلوب داعمي فرنجيّة ودغدغت آمالهم في إمكان ان تؤسس زيارته باريس لوصوله إلى رئاسة الجمهورية، فيما فعلت هذه الدعوة فعلها في المقلب الآخر، حيث أنّها سقطت حجراً ثقيلاً جداً على قلوب الساعين إلى قطع طريقه إلى القصر الجمهوري، وعززت مخاوف هؤلاء من أن تكون خيوط التسوية الرئاسية تُنسج بمعزل عنهم. وفي موازاة هاتين الضفتين، شعب منكوب ينتظر لحظة الفرج الرئاسي بفارغ الصبر، باعتبارها لحظة انتقالية من واقعه المرير، إلى واقع يؤسس لعودة البلد إلى حيز الوجود من جديد.

 

عملياً، وضعت زيارة فرنجية إلى باريس لبنان على المفترق بين الانفراج والانفجار، فبقدر ما الزيارة مهمّة كونها تحدّد المسار النهائي للملف الرئاسي، فإنّ الأهم هو ما سيؤول اليه المشهد الداخلي، ربطاً بالنتائج التي ستنتهي اليها محادثاته مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل. وحتى ذلك الحين، فإنّ الداخل بكل مكوناته، جلس على مقعد انتظار ما ستحمله الرياح الفرنسية، سواء أكانت تباشير انفراج، ما يعني انتخاب رئيس الجمهورية أصبح محسوماً في غضون ايام قليلة، او كانت نُذر تشاؤم واشتباك، تحضّر البلد لمرحلة مفتوحة على كل التداعيات السلبية والمنزلقات الصعبة.

 

لقاء .. وتشويش

 

في الداخل، وفيما كانت كل الأنظار مشدودة في الاتجاه الفرنسي، رصداً لنتائج محادثات فرنجية- دوريل التي جرت في قصر الايليزيه أمس، فإنّ الصورة ظلّت غامضة، ولم تبرز اي معطيات حول ما دار فيها، وما إذا كانت ثمة جولة ثانية من المحادثات ستُعقد، او ما إذا كان فرنجية سيلتقي مستويات سياسية فرنسية اخرى (تحدثت مصادر اعلامية عن لقاء بين فرنجية والرئيس الفرنسي ايمانويل اكرون)، لوحظ دخول بعض الماكينات على خط الزيارة، والتشويش المسبق على نتائجها، ومحاولة إدراجها في خانة الإبلاغ الفرنسي لرئيس تيار «المردة» بانعدام حظوظه الرئاسية، وانّ عليه ان ينسحب من المعركة الرئاسية.

 

على انّ اللافت وسط هذا الغموض، هو انّ المناخ العام المواكب للحدث الفرنسي يميل إلى الايجابية اكثر منه إلى السلبية. وشدّدت مصادر قريبة من فرنجية لـ»الجمهورية»، انّه «بمعزل عن الزيارة إلى باريس وعن اي لقاء، فإنّ المعنويات دائماً عالية، ومن الأساس نحن متفائلون».

 

ورداً على سؤال قالت المصادر، انّها «لا تردّ على تشويشات لا قيمة لها وكذلك على الافتراءات التي تتواصل بطريقة متعمّدة، ولا على سيناريوهات وهمية من وحي الخيال، لأنّ كل ذلك سيسقط عند لحظة الحقيقة». ولم تتطرّق هذه المصادر إلى محادثات باريس من قريب او بعيد.

 

قبل .. وبعد

 

إلى ذلك، قاربت مصادر ثنائي حركة «امل» و«حزب الله» ما استُجد على الخط الفرنسي واستضافة فرنجية في باريس، بإيجابية ملحوظة، وقالت لـ«الجمهورية»: «يبدو انّ الملف اللبناني أُعطي زخماً وجدّية اكبر من قِبل كل اللاعبين الأساسيين على حلبته، وخصوصاً من الفرنسيين، الذين يُعتبرون أشدّ الراغبين للتسريع في انتخاب رئيس للجمهورية. ومع هذا الزخم المتجدّد الذي يؤمل ان يكون مثمراً، فإنّه مع النتائج المثمرة، لن يكون مُستبعداً ان يولد للبنان رئيس للجمهورية ضمن مهلة أقصاها بعد الأعياد مباشرة، او ربما قبلها».

 

مسعى سريع

 

في هذا الوقت، أعرب مصدر ديبلوماسي من باريس لـ«الجمهورية»، عن ثقته في ان تثمر حركة الاتصالات الجارية حول الملف الرئاسي في لبنان ايجابيات حاسمة، تمكّن اللبنانيين من التوافق على رئيس للجمهورية.

 

ورداً على سؤال حول ما بدا انّه تزخيم ملحوظ لحركة المشاورات والاتصالات حول لبنان، قال المصدر الديبلوماسي: «ملف الرئاسة في لبنان يناقش منذ فترة اشهر بين الدول الصديقة للبنان، والاجتماعات المتتالية التي عُقدت في باريس خلال الشهرين الاخيرين، استطيع ان اقول انّها أسست لما أعتبره «مسعى سريعاً جداً» حيال الملف اللبناني».

 

وعمّن هي اطراف هذا المسعى وإلامَ يرمي، قال المصدر: «اقول كل اصدقاء لبنان، اطراف في هذا المسعى، ولا استثني احداً، لكن فرنسا ومعها السعودية هما الطرف المباشر في الخط الامامي، واما الغاية من هذا المسعى، فهي جعل الانتخابات الرئاسية في لبنان امراً واقعاً».

 

وعن الموقف الاميركي، قال المصدر: «الحراك الفرنسي ليس منعزلاً ابداً عن موقف الولايات المتحدة الاميركية التي ترغب في تعاون اللبنانيين وتعجيلهم في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة اصلاحات، وهذا ما تشاركها فيه فرنسا مئة في المئة..».

 

ورداً على سؤال حول محادثات رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في باريس، قال المصدر: «لا توجد حتى الآن أي معطيات دقيقة. ولا اريد ان ادخل مسبقاً في اي فرضيات حتى ولو كانت قريبة من الواقع. الّا انني اؤكّد أنني ومنذ ما قبل هذا الحدث (زيارة فرنجية إلى باريس)، بدأت أشعر بشيء من التفاؤل حيال إمكان حسم وشيك للملف الرئاسي اللبناني. وبناءً على هذا التفاؤل اتمنى ان نشهد رئيساً للبنان في القريب العاجل، وهذا ما تعمل ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون على تحقيقه».

 

وإذ لفت المصدر عينه إلى انّ حظوظ التسوية كبيرة، إلاّ انّه ليس قلقاً حيال اي تسوية يمكن بلوغها، سوى من الداخل اللبناني، الذي يخشى منه ان يحاول ان يحبط أي مسعى او تسوية، اكثر من أي عامل خارجي.

 

وماذا لو خذل القادة السياسيون في لبنان التسوية الرئاسية التي يُعمل عليها، قال المصدر الديبلوماسي من باريس: «فرنسا واصدقاؤها جميعهم، عازمون على انتزاع رئاسة الجمهورية في لبنان من أيدي المعطّلين، والمضي في مساعدة اللبنانيين على إعادة تكوين سلطاته الدستورية والتنفيذية والادارية».

 

فترة السماح انتهت

 

وسألت «الجمهورية» سفيراً عربياً على صلة بالاجتماع الخماسي في باريس، فأعرب عن اعتقاده في أنّ الجهود المبذولة من الدول المعنية بملف لبنان، ستصبّ إن شاء الله في المكان الذي تتحقق فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وانا اقترب من اليقين من أنّه سيكون للبنان رئيس للجمهورية في وقت ليس بعيداً.

 

ورداً على سؤال حول المرشحين لرئاسة الجمهورية، قال السفير العربي: «نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية ولا توجد لدينا أي تحفظات حول اي مرشح، بل على العكس لدينا صداقات مع الجميع، وما نتمناه هو ان ينتبه السياسيون في لبنان إلى مصلحة بلدهم. وخصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة خطوات بالغة الأهمية تؤسس لحقبة جديدة في العلاقات الايجابية بين دول المنطقة، ونحن من جهتنا لا نرى لبنان خارج هذه التطورات او منعزل عنها».

 

رئيس قبل القمة!

 

وفيما قرأت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في الحراك الفرنسي- السعودي المشترك، وكذلك الخطوة الفرنسية، باستضافة الوزير فرنجية، ما وصفتها بـ»الايجابيات النظرية حتى الآن»، تؤشر إلى انّ فترة السماح الدولية قد استنفدت، وبات من الضروري الانتقال إلى الجدّ وإصعاد اللبنانيين في مركب النجاة وانزالهم من مركب الأزمة والتناحر المتواصل على أتفه تفصيل، وهذه الايجابيات يفترض ان تُستكمل لتُترجم على ارض الواقع»، اعرب مرجع مسؤول عن ارتياحه للتطورات المتلاحقة حول الملف الرئاسي، والتي تعزز الأمل في إنجاز الملف الرئاسي في المدى المنظور.

 

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» عمّا يتردّد عن انّ انتخاب رئيس الجمهورية بات مسألة اسابيع قليلة، قال المرجع: «كل شيء وارد، وخصوصاً انّ حدثاً مهمّاً منتظراً الشهر المقبل، ويتمثل بالقمة العربية التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية. والواضح انّ ثمة جهوداً حثيثة تُبذل لكي تكون هذه القمة كاملة النصاب وحاضنة لكل الزعماء العرب بمن فيهم لبنان. فهل يجوز ان تُعقد القمة بلا لبنان، وبلا ان يكون ممثلاً برئيس الجمهورية؟».

 

ولفت المرجع إلى ما يعزز الايجابية في انتخاب وشيك لرئيس الجمهورية هو الحراك المكثف الفرنسي- السعودي، وكذلك الموقف الاميركي، الذي اعادت تأكيده مساعدة وزير الخارجية الاميركية بابرا ليف، حيث انّ ما قالته يجب أن يُقرأ بتأنٍ وتمعن، سواء لناحية الحاجة الملحّة للبنان لانتخاب رئيس للجمهورية دون ان تتوقف عند اسماء المرشحين، او لناحية إشارتها المباشرة إلى انّ الارتدادات الايجابية ستلفح لبنان من الاتفاق السعودي- الايراني.

 

لا للفرض

 

بدورها، قالت مصادر معارضة لـ«الجمهورية»: «انّ أي جهد خارجي مرحّب به كعامل مساعد لإنجاز الملف الرئاسي، بما يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يحقق تطلعات اللبنانيين وتوقهم إلى الدخول في حقبة جديدة، لا دور فيها ولا تحكّم للمنظومة التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه من خراب». الّا انّ المصادر عينها، أعربت عن رفضها القاطع لأي تسوية تعيد استنساخ مسببات الأزمة، عبر فرض رئيس للجمهورية خلافاً لإرادة اللبنانيين. «فهذا امر نرفضه، ولن يكون أمامنا سوى ان نواجه هذا المنحى وصولاً إلى انتخاب رئيس تغييري من خارج كل السياقات السابقة».

 

قاسم: ترف الوقت

 

إلى ذلك، قال نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، امس، «انّ لبنان لا يحتمل ترف الوقت لتكبير الحَجر بالحديث عن تغيير النظام أو تعديل الطائف كأولوية. فلننجز الاستحقاقات الداهمة وبعدها يطرح من يريد إجراء تعديلات وفق الأطر الدستورية».

 

أضاف: «عنتريات الرفض والقبول لا تقدّم حلاً، إجمع عدداً كافيا من النواب حول خيارك، فإذا نجحت يكون الرئيس الذي تريد، وإذا فشلت فالرئيس الذي يختاره المجلس النيابي هو رئيس كل لبنان. توجد قوى أولويتها أن تتحكّم بالبلد من خلال الرئيس وإلّا فبديلها الفراغ»

 

وختم: «الناس ستحاسب المسؤولين عن إطالة الفراغ في صناديق الاقتراع».

 

ستريدا جعجع: البلديات

 

وعلى صعيد الانتخابات البلدية التي يلوح في أفقها شبح التعطيل والتأجيل، قالت النائبة ستريدا جعجع، انّ «البلديّة قاعدة الهرم في تركيبة الدولة، وهناك من يريد هذه القاعدة ألّا تكون صلبة متينة، لأنّه أساساً لا يريد بناء دولة قادرة وقويّة في لبنان، هذا فضلاً عن الذين يريدون الهروب إلى الأمام من مواجهة شرّ أفعالهم في صندوق الانتخابات البلديّة أو مواجهة حقيقة أحجامهم».

 

وطالبت الحكومة «ببدء العمل فوراً للتحضير من أجل إجراء هذا الاستحقاق»، منوّهة في هذا الإطار «بعمل وزير الداخليّة والبلديات القاضي بسام مولوي، الذي لا يوفّر جهداً من أجل إتمام هذا الاستحقاق، والجميع يعلم بأنّه يواجه العراقيل، وهناك من يقف متفرجاً ولا يمدّ له يد العون من أجل تخطّيها، كما هناك من يقوم أصلاً بوضع هذه العراقيل بوجهه». كما طالبت «المجتمع الدولي بمساعدة لبنان من أجل أن يتمكن من إجراء هذا الاستحقاق».

 

دعم أممي

 

من جهة ثانية، أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، خلال مؤتمر صحافي، امس، أنّ «زيارته للبنان هي تعبير عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع لبنان، الذي يمرّ في وضع صعب، نتيجة الأزمة المالية والشلل السياسي والأزمة السورية التي دفعت بعدد كبير من السوريين إليه. ونحن نعي التحدّيات التي يشكّلها هذا الكمّ الكبير من اللاجئين لبلد بحجم لبنان».

 

أضاف: «سنستمر، كما فعلنا منذ نحو 12 سنة، في دعم اللاجئين السوريين، إضافة إلى اللبنانيين المعوزين، الذين نعي أنّ عددهم ارتفع جداً بسبب الأوضاع الحالية والتضخّم والانخفاض الكبير بقيمة الرواتب وعدم قدرة الدولة على تقديم الخدمات إليهم، وهذا يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلينا».

 

وتابع: «لبنان يحتاج إلى إصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحية واتفاق مع المجموعة الدولية، خصوصاً مع صندوق النقد الدولي»، معتبراً «انّ اتفاقا كهذا سيفتح المجال أمام المساعدات المالية، ومن بينها الأوروبية التي ستساعد لبنان في التعافي من أزماته».

 

واكّد «انّ على الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية مسؤولية تقديم الخدمات إلى المواطنين اللبنانيين. ولنكن واضحين، إنّ الأزمة الحالية في لبنان في ما يخصّ الوضع المالي والتضخم ليست بسبب اللاجئين السوريين».

 

***********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

انقسام حول مهمة فرنجية في الأليزيه.. ولغز الرواتب المحوَّلة يشغل الموظفين!

 

ميقاتي يوعز للتحضير لجلسة للحكومة.. واعتراف أوروبي بعبء النزوح السوري

 

انتهى الاسبوع الاخير من آذار المثقل بالأزمات والمشكلات من العيار الثقيل، بانقسامين كبيرين، عشية الأول من نيسان (إذ كذبات السنوات الخمس العجاف أنست الناس مزحة اول نيسان أو كذبة أول نيسان البيضاء).

 

الانقسام الاول سياسي حول لماذا ذهب المرشح الرئاسي سليمان فرنجية الى باريس، حيث التقى المستشار في الرئاسة الفرنسية لشمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل. فالبعض يعتبر الزيارة لابلاغه امراً سلبياً، ان التسوية التي اقترحتها باريس بانتخابه رئيساً للجمهورية مقابل ان يكون القاضي في المحكمة الدولية نواف سلام رئيساً لمجلس الوزراء، لم تعد قادرة على تسويقها، والبعض الآخر اعتبر ان الدعوة التي وجهت لفرنجية، جاءت غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، جاءت في اطار تنشيط الاتصالات والاستماع اليه حول رؤيته وبرنامجه السياسي والاصلاحي، وخارطة الطريق التي قضت باختياره للوصول الى بعبدا.

 

الا ان مصادر سياسية اخرى كشفت ان الإعلان المسبق عن زيارة فرنجية الى باريس، هذه المرة، خلافا لاكثر من زيارة قام بها سابقا وبقيت طي الكتمان، هدفه ابلاغه من قبل القيمين بالاليزيه، على ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، مع المملكة العربية السعودية والاميركيين تحديدا، صعوبة تسويق اسمه كمرشح توافقي مقبول من كل الاطراف اللبنانيين والدول المشاركة بلقاء باريس الخماسي، بعد ترشيحه من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحليفه حزب الله، الامر الذي تسبب بتصنيفه مرشح تحدي للاطراف الاخرين، وغير مقبول منهم، وتحديدا من الكتل المسيحية النيابية وباقي حلفائهم من المعارضة على حد سواء. واشارت المصادر إلى ان المسؤولين الفرنسيين،تريثوا بابلاغ فرنجية بهذا الموقف، لعل الاتصالات والمشاورات مع الدول المعنية بلبنان والاطراف السياسيين، يقتنعون بتاييد ترشيح فرنجية،الا ان ذلك لم يحصل،ولم يعد بالامكان اضاعة مزيد من الوقت سدى، مع استفحال الازمة الضاغطة بلبنان،وانحدار ها نحو متاهات لا يمكن التكهن بمخاطرها،وكأن لابد من التحرك لحسم الموضوع نهائيا.

 

وقالت المصادر ان البحث الجدي ينطلق حاليا باتجاه، اختيار المرشح القادر على استقطاب تأييد معظم الاطراف السياسيين والدول المشاركة بلقاء باريس، والذي يستطيع بديناميكيته وافكاره من مخاطبة المجتمع الدولي، والمؤسسات والصناديق الدولية،للمباشرة بحلحلة الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا،واخراج لبنان من دوامة الانهيار الحاصل، وشددت على أن الاسماء المرشحة اضحت محصورة جدا،باسم او اثنين على ابعد تقدير، بينما الامر بات يتطلب مزيدا من التشاور على كل المستويات، لتخريج اسم المرشح الذي يمكنه من الوصول إلى مركز رئيس جمهورية لبنان الجديد.

 

والانقسام الثاني حكومي مالي – مصرفي – نقابي، إذ سارعت النقابات والمجلس التنسيقي لمتقاعدي الدولة سواء في الاسلاك العسكرية او الجامعة اللبنانية او التعليمين الثانوي والابتدائي الى رفض قبض الرواتب على سعر صيرفة 60 ألفاً، بعدما كان 90 الفاً، والاصرار على قبضه على سعر 28500 ليرة، وفقاً لحسابات مالية، بعضها يزيد من كلفة الرواتب 20 مليون دولار او يزيد، وبعضها يتعلق بالقضم الخطير للقوة الشرائية للموظفين والمتقاعدين، والتي لامست أدنى المستويات المعروفة في هذا البلد.

 

ولعل المفاجأة الصادمة كانت ابقاء المصارف سعر صيرفة على 90 الفاً وتحويل الرواتب باللبناني، وليس بالدولار مع دفع فارق صيرفة بين 90000 و60000، أي 30000 مقابل كل دولار.

 

وعليه، ينتظر الموظفون والمتقاعدون التحضيرات الجارية لعقد جلسة محتملة لمجلس الوزراء الاربعاء المقبل، بناء لدعوة من وزير المال والاتصالات ووزراء آخرين، وهو أوعز لدوائر السراي الكبير التحضير لعقد مثل هذه الجلسة.

 

وعلى مرمى 4 ايام فقط على «الصلاة الروحية» في بكركي على نية انتخاب رئيس جديد، ومع مغادرة سفيرة المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري الى الرياض، مغرداً ان ما أفسدته شهور العام في أرواحنا تصلحه ايام رمضان، بدا المشهد الرئاسي كلي الاستقطاب الانقسامي، فمن جهة «الثنائي الشيعي» وحلفائه في 8 آذار يتمسكون للحظة بفرنجية كمرشح رئاسي، ومن جهة ثانية يرفض الثلاثي النيابي المسيحي (التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية والكتائب) ترشيح فرنجية، ويتقدمهم بالرفض النائب جبران باسيل.

 

وفي حين يبدي باسيل أمام مؤيديه اطمئنانه لمنع وصول فرنجية الى بعبدا، في ظل عدم حسم اللقاء الديمقراطي موقفه لجهة دعمه، وما نقل عن النائب السابق وليد جنبلاط من ان فرنجية مرفوض من باريس، والإصرار عليه، سيبقي البلد في حالة انقسام، ينقل مقربون من «الثنائي» أمل – حزب الله ان هناك اعترافاً فرنسيا ضمنياً من ان طريق بعبدا تمر من حارة حريك حكما.

 

(راجع ص3)

 

وحسب المصادر المطلعة على الموقف الفرنسي، فان الفرنسيين نقلوا رسالة للدول الراعية للقاء الخماسي ان حل الملف الرئاسي هو بيد حزب الله، وطالما ان الحزب سمى فرنجية للرئاسة الاولى، فانه من الصعوبة بمكان البحث بأي مرشح اخر للرئاسة، وبالتالي فان «المفاوضات الاساسية حول الملف الرئاسي يجب ان تكون مع حزب الله»، وأي كلام آخر هو مضيعة للوقت.

 

وتجزم المصادر ان الاتفاق السعودي – الايراني هو المدخل لحل أزمات المنطقة، وفي مقدمها الملف اللبناني، وهذا، حسب هؤلاء، يعني اعطاء الاولوية لحل ملف الانتخابات الرئاسية في مهلة زمنية لا تتجاوز الشهرين.

 

مع هذه التطورات، يتوقع أن تدخل قطر على الخط ايضاً عبر ايفاد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، الى لبنان الاثنين المقبل للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

 

وافادت معلومات من باريس أمس لم يتم تأكيدها، أن فرنسا التي تؤيد ترشيح فرنجية، تطلب منه تطمينات وضمانات حول خياراته الرئاسية، لا سيما لجهة العلاقة مع الدول العربية وبخاصة الخليجية، ومع حزب الله وسلاح المقاومة، والجانب الاصلاحي الاقتصادي. وهو الامر المتروك لفرنجية اذا قرر منح هذه الضمانات للمملكة، واذا منحها هل تقبل بها السعودية؟

 

وبالنسبة لزيارة جنبلاط الى باريس، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة على الزيارة، انه حمل معه في اللقاءين مع مستشاري الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وبرنارد ايمييه، اختيار شخصية ثالثة حيادية ومقبولة لرئاسة الجمهورية، لا اسماء مرشحي تحدٍ، مايعني تمسكه بعدم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

 

اضافت المصادر: ان جنبلاط طرح امام الفرنسيين اسماء المرشحين الذين يطرحهم في بيروت، لكنها قالت انها اسماء للإستئناس وليس بالضرورة اختيار احد منها، واذا كان لدى فرنسا او سواها اسماء اخرى مقبولة فلا بأس. فكل شيء قابل للنقاش.

 

وحسب المصادر، اقترح جنبلاط على المسؤولين الفرنسيين الاستفادة من الاتفاق السعودي- الإيراني من اجل دفع الامور في لبنان نحو الحلحلة وانجاز تسوية ما.

 

واوضحت المصادران الفرنسييين باتوا مقتنعين بفكرة جنبلاط، خاصة بعد فشلهم في تسويق صفقة المقايضة «فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة»، وهم وعدوا رئيس التقدمي بمزيد من الاتصالات والجهود.

 

اعتراف اوروبا بعبء النازحين

 

على صعيد آخر، أعلن مفوض الاتحاد الاوروبي لادارة شؤون النازحين يانيز لينارتشيتش، ان زيارته الى لبنان تأتي «تعبيرا عن تضامن الاتحاد الاوروبي مع هذا البلد الذي يجد نفسه في وضع صعب جدا بسبب الازمة المالية وانسداد الافق السياسي والازمة السورية، التي دفعت بعدد كبير من اللاجئين السوريين الى هذا البلد».

 

وقال: اود ان أعبر عن الاعتراف بالتحديات التي يشكلها هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين وما يمثلونه لبلد بحجم لبنان. وسنستمر كما فعلنا منذ 12 عاما، في مساعدة ودعم كل اللاجئين السوريين كما بدعم اللبنانيين الاكثر هشاشة. ان عدد اللبنانيين الذين هم بحاجة ارتفع جدا في الآونة الاخيرة بسبب الاوضاع الحالية والتضخم وانخفاض قيمة الرواتب، وعدم قدرة الدولة على تقديم الخدمات اللازمة، وهذا يشكل مصدر قلق بالنسبة الينا.

 

اضاف: «لقد قدمنا نحو 60 مليون يورو للمساعدات الانسانية للعام 2023 وهذا المبلغ يمثل زيادة بنسبة 20 في المئة عما كانت عليه الاموال المخصصة السنة الماضية. ان المساعدات الانسانية ليست حلا مستداما على المدى الطويل، بل هي مساعدات طارئة للحفاظ على الحياة. لكن هذا البلد يحتاج لاكثر من ذلك، فهو يحتاج الى اصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحية واتفاق مع المجموعة الدولية خصوصا مع صندوق النقد الدولي، وهذا الاتفاق سيفسح المجال امام المساعدات المالية لتأتي الى لبنان ومنها المساعدات الاوروبية التي يمكن ان تساعد لبنان على التعافي من الازمة التي يمر فيها.

 

الرواتب والاضراب

 

معيشياً، استمر إضراب موظفي هيئة «اوجيرو» ما ادى الى تراجع قطاع الاتصالات وانقطاع خدمات الانترنت عن كثيرمن المناطق ما اعاق عمل المؤسسسات الرسمية والخاصة.

 

وافيد عصر امس عن قطع طرق في صور بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على انقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات الهاتفية.

 

وستكون اوضاع قطاع الاتصالات ورواتب القطاعين العام والخاص على طاولة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من السعودية.

 

في هذا الاطار، أفيد عن  بدء تحويل رواتب موظفي القطاع العام على سعر صيرفة ٦٠ ألف ليرة إبتداءً من بعد ظهرامس الجمعة، علما ان العسكريين المتقاعدين والاساتذة والمعلمين يرفضون هذا الرقم ويطالبون باحتساب صيرفة على سعر28 الفا.لكن تسربت وثيقة صادرة عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، تفيد بانه «يتم الطلب فيه من العسكريين عدم قبض معاشاتهم المستحقة عن شهر نيسان 2023، وذلك بانتظار ان يتم البت بموضوع السعر النهائي لمنصة «صيرفة».

 

وأصدر مصرف لبنان امس، التعميم الوسيط الرقم 666 للمصارف، أبلغها فيها بتمديد العمل بمفعول التعميم 161 حتى 30 نيسان 2023.

 

كورونا: 82 إصابة

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 82 إصابة بفايروس كورونا، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.

 

مخاوف من عودة أزمة النفايات الى بيروت

 

أبلغت شركة «رامكو» مجلس الانماء والاعمار عدم قدرتها على الاستمرار في تنفيذ عقدها وتعذرها عن متابعة الأعمال لرفع وجمع وكنس النفايات في قضاءي المتن وكسروان، بسبب التأخير في دفع المستحقات المالية، وبسبب عدم قدرتها على استبدال المبالغ المقبوضة بأوراق نقدية لبنانية او دولار نقدي.

 

وما إن ابلغت الشركة توجهها هذا حتى تجددت المخاوف من عودة أزمة النفايات الى بيروت، في مشهدية مقيتة، عانت منها العاصمة في مراحل مختلفة.

 

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

زيارة فرنجية لفرنسا تخطف الاضواء وتساؤل حول النتائج

 

قيادي اشتراكي بعد «لقاء باريس»: نظرية الرئيس التحدي سقطت والانتقال الان الى مرشح توافقي

 

 قطاع الاتصالات يهوي ولبنان يقترب من عزله عن شبكة التواصل العالمي – نور نعمة

 

زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى فرنسا تخطف الاضواء وتطرح اسئلة قابلة للتداعيات، ولا احد يعرف حتى اللحظة ماذا ستكون نتيجة هذه الزيارة. فهل دعوة فرنسا فرنجية لزيارتها هي لمعرفة الضمانات التي سيقدمها حول ملفات عديدة، على غرار الاصلاح وتطبيقه في لبنان والعلاقة بين لبنان وسوريا وموقفه من سلاح حزب الله ومن العلاقة مع ايران؟ ذلك ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور السعودية قريبا، وسيلتقي ولي العهد محمد بن سلمان. وعليه، سيكون هناك محادثات بينهما حول قضايا عديدة في الشرق الاوسط، من بينها الاستحقاق الرئاسي اللبناني. فهل يريد ماكرون معرفة الخط السياسي الذي سينتهجه فرنجية مسبقا لتكون المفاوضات حول الملف اللبناني اكثر وضوحا؟ ام ان اجتماع فرنجية مع المسؤول الفرنسي عن الملف اللبناني باتريك دوريل في باريس هو لقاء تمهيدي لمصارحة فرنجية عن صعوبة مواصلة تبني ترشيحه في ظل رفض سعودي له؟

 

ويشار الى ان المحادثات بين فرنجية ومسؤولين فرنسيين ستضم مدير المخابرات الفرنسية الملم بالملف اللبناني، فضلا عن ان زيارة فرنجية الى فرنسا تم اعلانها علنا هذه المرة، انما كان هناك محادثات سابقة حصلت بين فرنجية والفرنسيين، والان وصل الامر الى النهاية. فاما تتبنى فرنسا ترشيح فرنجية وتمضي قدما في ذلك حتى تحقيق مبتغاها، واما تصارح فرنجية بان ذلك لم يعد ممكنا نظرا الى ظروف اقليمية.

 

الملف الرئاسي دخل مرحلة جديدة: فهل انهاء الفراغ بات قريبا؟

 

وفي السياق ذاته، تقول اوساط سياسية للديار ان لا شك ان حركة ديبلوماسية ناشطة جرت في الايام الماضية حيث زار السفير الروسي الوزير السابق سليمان فرنجية كما التواصل بين القوى الكبرى مع بعضها باتجاه لبنان، اضافة الى الدول الخمس التي اجتمعت في باريس والتي وصلت الى قناعة بانه لا يمكن اقناع المملكة العربية السعودية بمرشح ممانع. وتلفت هذه الاوساط الى ان الاتصال الاخير الذي حصل بين الرئيس ماكرون والامير محمد بن سلمان كان قاطعا لناحية ان فرنسا التي كانت تحاول الوصول الى مخرج رئاسي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، اي بمعنى اخر تؤمن شيئا لحزب الله، وفي الوقت ذاته ايضا للفريق الاخر، الا ان هذه المقايضة لم تنجح لدى السعوديين. ذلك ان التفاهم الايراني-السعودي ارسي على تفاهمات وليس على تنازلات. وعليه، فإن ترشيح فرنجية هو تحد. ولذلك حركة وليد جنبلاط في باريس اعطت مؤشرات بانه يجب الانتقال الى مرشح توافقي نتيجة لقاءاته. انطلاقا من ذلك، دخل الموضوع الرئاسي في مرحلة جديدة مع زيارة فرنجية لفرنسا وفي ظل التقارب الايراني-السعودي، وقد بدأ العد العكسي للاستحقاق الرئاسي دون ان يعني ذلك ان انتخاب رئيس سيكون الاسبوع المقبل.

 

النائب بلال عبدالله لـ«الديار»: المرشح الوفاقي يطمئن الجميع وهذا ما تحتاجه البلاد

 

وفي السياق ذاته، اكدت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار ان زيارة رئيس الحزب وليد جنبلاط لفرنسا وكل ما يقوم به جنبلاط في الاتصالات واللقاءات والزيارات الخارجية التي أجراها، وكذلك رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، إنما يصب في خانة إقران القول بالفعل، حيث إن موقف الحزب واضح لجهة الضرورة القصوى لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، لكي يتوقف مسار تفكك المؤسسات وانهيار الدولة.

 

ولفتت المصادر الى أن ما يعمل جنبلاط على اقناع كل المعنيين به هو أنه لا مجال لوصول رئيس للجمهورية مرفوض من أطراف اساسية، وهو لذلك خرج بنظرية رئيس غير تحد، وبما أن النائب السابق سليمان فرنجية يعتبره فريق سياسي في البلد تحدياً لهم، وفي المقابل هناك فريق آخر يعتبر النائب ميشال معوض ايضا هو تحدّيا لهم، فقد طرح جنبلاط فكرة الخروج من المرشحين معا، والذهاب إلى مرشح مقبول من الجميع واستعرض جملة من الأسماء المقترحة وترك الباب مفتوحاً لغير اسماء، وحاول ولا يزال التوصل مع الجميع الى نقطة تلاق تؤمّن الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية، لأنه إذا لم تحصل هكذا تسوية لن نصل إلى انتخاب رئيس، وبالتالي سيبقى البلد في الانحدار المستمر.

 

المصادر نفسها أكدت أن ما يدفع جنبلاط إلى حركته هو الواقع المأسوي الذي يعيشه كل مواطن لبناني في يوميات حياته حيث تتآكل كل الامكانات للصمود، والحزب التقدمي الاشتراكي يبذل جهوداً حثيثة إلى جانب الناس وفي دعم صمودهم، لكنه لا يستطيع لا هو ولا غيره من القوى الحلول مكان الدولة التي وحدها عليها مسؤولية النهوض من الأزمات. وشددت المصادر على أن المطلوب من أجل وقف هذا الانهيار الكبير هو العودة الحتمية إلى التسوية التي ينادي بها الحزب التقدمي الاشتراكي لانتاج رئيس جديد للجمهورية وانطلاق عمل المؤسّسات الدستوريّة كافة واقرار كل الإجراءات المطلوبة لمعالجة الواقع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي الكارثي.

 

من جهته، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله للديار ان مسألة الاستحقاق الرئاسي ليست مسألة اشخاص او فيتو على اشخاص، بل مسألة انقاذ البلد. وهذا الامر يتطلب مرشحا غير تحد، بل مرشحا وفاقيا يطمئن كل الفرقاء في لبنان وليس فريقا على حساب فريق اخر. ورأى ان الكلام عن ضرورة الاتيان برئيس يطمئن حزب الله فقط ليس كلاما منطقيا، لان الاخير هو الاقوى على الساحة اللبنانية فليس هناك داع للقلق عند حزب الله.

 

وتابع ان موازين القوى الجديدة في المجلس النيابي ادت الى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، فهل يجوز ان نستمر على هذا المنحى؟ وهل من المعقول ان نواصل العمل السياسي على ايقاع وجع الناس وتحلل الدولة؟

 

من هنا، شدد النائب بلال عبدالله على انه يجب الوصول الى تسوية توافقية داخلية تطمئن الناس وتعطي املا في اعادة احياء الوحدة الداخلية والمصالحة مع العرب وفك عزلة لبنان الدولية بعد قرار حكومة حسان دياب بعدم دفع الديون المستحقة في 9 اذار 2020. ولفت عبدالله الى انه في الاونة الاخيرة كثر الحديث عن الفيدرالية والتقسيم نتيجة الانقسام السياسي، ولذلك انتخاب رئيس توافقي سينهي هذه النزعة ويعيد اللحمة في نسيج المجتمع اللبناني.

 

وردا على سؤال انه في حال ضغطت فرنسا على الحزب التقدمي الاشتراكي بالسير بالمرشح سليمان فرنجية رئيسا للبلاد لانهاء الفراغ، فماذا سيكون موقفه؟ اكد النائب بلال عبدالله ان الحزب التقدمي الاشتراكي منفتح على فرنسا وعلى جميع الدول، ولكنه لا يقبل الضغط من اي دولة، لان لديه رؤيته وقراءته للامور ويعمل من اجل المصلحة الوطنية.

 

الشيخ نعيم قاسم: بلا عنتريات ولننجز الاستحقاقات الداهمة

 

غرد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر «تويتر» كاتبا:

 

«لا يملك لبنان ترف الوقت لتكبير الحجر بالحديث عن تغيير النظام أو تعديل الطائف كأولوية. فلننجز الاستحقاقات الداهمة وبعدها يطرح من يريد إجراء تعديلات وفق الأطر الدستورية».

 

واضاف:»عنتريات الرفض والقبول لا تقدِّم حلّاً. إجمع عدداً كافياً من النواب على خيارك، فإذا نجحت يكون الرئيس الذي تريد، وإذا فشلت فالرئيس الذي يختاره المجلس النيابي هو رئيس كل لبنان.

 

توجد قوى أولويتها أن تتحكم بالبلد من خلال الرئيس وإلّا فبديلها الفراغ. سيحاسب الناس المسؤولين عن إطالة الفراغ في صناديق الاقتراع».

 

وفد قطري الى بيروت الاسبوع المقبل

 

تزامنا مع المستجدات اللبنانية وزيارة رئيس تيارالمردة سليمان فرنجية الى فرنسا، ياتي موفد قطري الى لبنان الاسبوع المقبل، ودولة قطر كانت من بين الدول التي اجتمعت في اللقاء الخماسي في باريس. وعليه، سيسعى الوفد القطري الى القيام بدور في الملف الرئاسي، خاصة ان قطر تربطها علاقات جيدة مع ايران، علما ان الدوحة سوقت من البدء لوصول قائد الجيش جوزف عون الى رئاسة الجمهورية. فهل زيارة الوفد القطري لبيروت مصادفة بعد زيارة فرنجية لفرنسا؟

 

هل ينفصل لبنان عن شبكة التواصل العالمي؟

 

على صعيد خدمة الانترنت ومواصلة اضراب موظفي اوجيرو، يدخل لبنان مرحلة خطرة وحاسمة قد تعزله عن شبكة التواصل العالمي. هذا الامر سيعزز الانترنت غير الشرعي، ويكون قطاع الاتصالات قد سقط على غرار عدة مؤسسات اصابها الاهتراء جراء الانهيار الحاصل.

 

وقد رافق ذلك قطع طرقات في صور وفي عدة مناطق لبنانية بالاطارات المشتعلة احتجاجا على انقطاع الانترنت وشبكة الاتصالات الهاتفية وخدمة DSL.

 

القوات اللبنانية: الانتخابات البلدية حاجة ماسة للناس وحصانة لها

 

بدورها، رأت مصادر القوات اللبنانية ان لا وجود لخلاف ماروني يؤخر انتخاب رئيس للجمهورية، بل هناك خط مسيحي-اسلامي من جهة يقابله خط مسيحي-اسلامي اخر ومن جهة اخرى يتعارض مع تطلعات وطنية. ولفتت الى ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قال في اخر اطلالة له: «اولويتنا هي الدولة ومن ثم تكون المقاومة التي تدافع عن الدولة.»واستطرد بالكلام ان خلافه مع سماحة السيد حسن نصرالله وان اولويته المقاومة ومن ثم الدولة». في المقابل، تعترض القوات اللبنانية على مشروع حزب الله ولذلك الخلاف بين القوات والوطني الحر هو من طبيعة استراتيجية. وعليه، ليس الخلاف على تكتيكات سياسية ضيقة النطاق. وفي الوقت ذاته، اعلنت القوات ان لا مشكلة لديها اذا تقاطعت مع الوطني الحر على رئيس سيادي اصلاحي، ولكن حتما ليس على مرشح من فريق الممانعة.

 

اما عن احتمال قيام القوات اللبنانية بتغيير موقفها الرافض لمرشح رئاسي ممانع، فقد اوضحت المصادر القواتية للديار انه لا يمكن مقارنة ظروف 2016 بالوضع الحالي اليوم. ذلك ان الخطيئة الاصلية بدأت بحكومة الرئيس تمام سلام التي اتت بعد حكومة رئيس نجيب ميقاتي التي اقصت 14 اذار للمرة الاولى منذ 2005 والانقلاب الذي صار من الرابية باسقاط حكومة سعد الحريري، حيث اخذت قوى 14 اذار عهدا على نفسها بعدم التعايش مع قوى الممانعة.

 

وعام 2016 وضع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امام خيارين: اما مرشح من 8 اذار واما سيتحمل مسؤولية تطيير اتفاق الطائف، وفقا للمصادر القواتية. وعليه، امام الحائط المسدود الذي وضعت امامه القوات اللبنانية تم التوصل الى ترشيح العماد عون رئيسا، خاصة ان الاخير كان يملك قاعدة مسيحية كبيرة انذاك، واليوم هذه الاكثرية المسيحية انتقلت الى القوات اللبنانية. اما اليوم فالوضع مختلف مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهو لا يملك التمثيل المسيحي الذي كان يملكه العماد عون عام 2009، كما ان فرنجية هو في صميم الخط الممانع ولا يمكن بعد الان ابرام اي تسوية مع الفريق الاخر بما ان فكرة التعايش بين 14 اذار و8 اذار سقطت وفشلت. اضف الى ذلك، يعيش لبنان اليوم انهيارا كبيرا، ولذلك لا يمكن الاستمرار في السياسات ذاتها.

 

على صعيد الانتخابات البلدية، تعتبر القوات اللبنانية ان كل الاستحقاقات الديموقراطية يجب ان تحصل في مواعيدها، والاعذار التي تعطى انه لا يجب ان تحصل انتخابات بلدية في ظل الشغور الرئاسي هي ساقطة لانه عام 2016 لم يكن هناك رئيس للجمهورية، انما حصلت الانتخابات البلدية . كما ان العذر المرتكز ان هذا الاستحقاق الاخير يحتاج الى جلسة تشريعية، فهو غير صحيح لان التمويل يكون عبر السحوبات الحقوق الخاصة. وتابعت المصادر القواتية ان الانتخابات البلدية تشكل حاجة ماسة، خصوصا ان بلدات عديدة بعد سبع سنوات يجب تجديد عناصرها كما ان وجود البلديات شكل في ظل الانهيار ضمانة للناس وحصانة لناسها رغم امكاناتها الضئيلة.

 

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

ملف الرئاسة: فرنسا تتدخّل ووفد قطري في لبنان خلال أيام

 

كل الانظار والاهتمامات اتجهت اوروبيا امس، اذ لم يكد رئيس تيار الحزب التقدمي الاشتراكي ينهي جولة محادثاته الرئاسية الباريسية حتى حط في العاصمة الفرنسية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مرشح فريق ثنائي «امل- حزب الله» في الاليزيه، والتقى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل المتابع ملف لبنان، بعدما تمت دعوته الى باريس اول امس.وفيما افيد ان الجانب الفرنسي يتفاوض مع السعودية لإيصال فرنجيّة إلى سدّة الرئاسة إلا أنّ الأخيرة لم تُعطِ الضوء الأخضر، اشارت مصادر اخرى الى ان باريس ستبلغ فرنجية بضرورة الانسحاب من السباق الى القصر لتسهيل عملية الانتخاب، لان وصول رئيس طرف الى بعبدا امر شبه مستحيل.

 

ووفق نتائج زيارة المرشح الرئاسي، ستتظهر صورة ومصير الانتخابات في لبنان،على امل الخروج بـ»قمحة» تضع حدا للنزف الحاصل منذ اكثر من اربعة اشهر، وبسحر ساحر تفتح ابواب قصر بعبدا لمن يستحق المنصب وفق مشروع انقاذي يعوّل عليه من تبقى من اللبنانيين.

 

جلسة مثمرة

 

في الانتظار، وبينما يزور وفد قطري لبنان الاسبوع الطالع للبحث ايضا في الملف الرئاسي، المواقفُ السياسية المحلية من الاستحقاق على حالها. امس، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري «ينتظر نتائج الاتصالات الداخلية والإقليمية والدولية التّي تكثفت في الآونة الأخيرة ليبنى على الشيء مقتضاه في ما خص الاستحقاق الرئاسي». وأشار في حديث اذاعي الى أن «الرّئيس بري لم يتوان عن تلقف أي إيجابية وهو الذي دعا الى نقاش وحوار بين الافرقاء». وجدّد التأكيد أن «بري سيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس عندما يرى أن هناك إمكان أن تكون الجلسة مثمرة»، نافياً «ما يتداول ان هدف الحوار هو فرض اسم على الاخرين»، قائلاً «ان التوافق يكون بطرح سلة أسماء أو مواصفات». واعتبر أن «لبنان لا يعيش في جزيرة منعزلة لذا يتأثر بكل ما تمر به المنطقة وخصوصاً الاتفاق السعودي الإيراني، الا أن المسألة تبقى بأيدينا في الدرجة الأولى، لأن المناخ الإيجابي قد يؤثر الا أنه ليس حاسماً».

 

للقاء والحوار

 

من جانبه، دعا رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك الى «المبادرة للقاء والحوار لإنقاذ الوطن بعيدا عن الأحقاد والمزايدات الشعبوية، وذلك بالعمل الجاد للخروج من الفراغ القاتل، وانتخاب رئيس للجمهورية تنتظم معه المؤسسات». وتوجه الى المسؤولين بالقول «عليكم أن تشعروا بالواقع الاجتماعي الصعب بعيدا عن حسابات الربح والخسارة الشخصية والجهاتية والحزبية، ويجب أن يكون الرابح لبنان والمواطن ولا يتحقق ذلك إلا بلغة المحبة، بعيدا عن لغة الطائفية المقيتة التي لا تبقي ولا تذر».

 

مجلس وزراء

 

اقتصاديا وبينما يعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع الطالع بعد عودته من زيارة العمرة الى السعودية، اضراب اوجيرو مستمر وحال قطاع الاتصالات من سيئ الى اسوأ. والى اوضاع القطاع ستحضر مسألة رواتب القطاعين العام والخاص على طاولة مجلس الوزراء. في هذا الاطار، أفيد عن بدء تحويل رواتب موظفي القطاع العام على سعر صيرفة ٦٠ ألفًا إبتداءً من بعد ظهر اليوم الجمعة، علما ان العسكريين المتقاعدين والاساتذة والمعلمين.. يرفضون هذا الرقم ويطالبون باحتساب صيرفة على 28 الفا.

 

ليس بعيدا، أصدر مصرف لبنان اليوم التعميم الوسيط الرقم 666 للمصارف، أبلغها فيها بتمديد العمل بمفعول التعميم 161 حتى 30 نيسان 2023.

 

الانتخابات البلدية

 

في الغضون، الانتخابات البلدية تبدو في خطر. امس، شددت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ستريدا جعجع على ان «البلديّة قاعدة الهرم في تركيبة الدولة وهناك من يريد هذه القاعدة ألا تكون صلبة متينة لأنه أساساً لا يريد بناء دولة قادرة وقويّة في لبنان، هذا فضلاً عن الذين يريدون الهروب الى الأمام من مواجهة شر أفعالهم في صندوق الانتخابات البلديّة أو مواجهة حقيقة أحجامهم». وطالبت الحكومة «ببدء العمل فوراً للتحضير من أجل إجراء هذا الاستحقاق»، منوهة في هذا الإطار «بعمل وزير الداخليّة والبلديات القاضي بسام مولوي الذي لا يوفّر جهداً من أجل إتمام هذا الاستحقاق، والجميع يعلم بأنه يواجه العراقيل، وهناك من يقف متفرجاً ولا يمد له يد العون من أجل تخطيها كما هناك من يقوم أصلاً بوضع هذه العراقيل بوجهه». كما طالبت «المجتمع الدولي بمساعدة لبنان من أجل أن يتمكن من إجراء هذا الاستحقاق».

 

المقداد في مصر

 

اقليميا، عملية التطبيع العربي مع سوريا تحقق تقدما. في هذا الاطار، يستعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لزيارة مصر، غدا ، لعقد مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة كما ذكرت «روسيا اليوم». وستشهد القاهرة مباحثات مصرية سورية على مستوى وزيري الخارجية، حيث أنه من المقرر أن يجري اللقاء في مقر وزارة الخارجية في القاهرة.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram