افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 15 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 15 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن منشغلة بمسلسل الانهيارات المصرفية: الطائرات الروسية أسقطت لنا مسيّرة الأسد في موسكو في زيارة دولة على رأس وفد كبير… يلتقي بوتين والقيادة الروسية التلويح بالمقاطعة المسيحية لانتخابات بلدية بيروت يطرح عدم إجرائها على بساط البحث
 

مع بلوغ دولار بيروت عتبة المئة ألف ليرة ودخوله عالم المجهول واحتمالات القفزات المتتالية طرح الخبراء الماليون السؤال حول مبرّر بقاء منصة صيرفة التي تمّ تبريرها بصفتها أداة للسيطرة على سعر الصرف، وثبت أنها دون جدوى على هذا الصعيد، وأن وظيفتها الفعلية تبرير الزيادات في فواتير الهاتف والكهرباء والضرائب والرسوم التي تمّ ربطها بسعر صيرفة يوم كان السعر منخفضاً، لكن بعدما ثبت أن الرفع الأخير لسعر صيرفة الذي تمّ تسويقه تحت شعار السيطرة على سعر السوق مجرد مناورة وخداع بصريّ صارت صيرفة مجرد منصة لحصر شراء الدولار بسعر منخفض بالمحاسيب وأصحاب النفوذ وغطاء لتحويل المزيد من الدولارات الى الخارج دون توازن وتكافؤ وباستنسابية فاضحة، بينما يواصل مصرف لبنان تبرير طباعة المزيد من الأوراق النقدية لتبرير شراء الدولارات من السوق لتمويل صيرفة بصفتها أداة صالحة وفعالة. وبإلغاء صيرفة يصبح إلزامياً منع حاكم المصرف من طباعة المزيد من الأوراق النقدية، وسط تأكيدات بأن خروج مصرف لبنان من سوق الصرف سوف يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار بدلاً من ارتفاعه، لأن الوارد من الدولارات لا يزال أكبر من الصادر منها، لكن استيلاء مصرف لبنان عليها يحول دون تظهير هذا الانخفاض.
دولياً، بدت واشنطن تطلق خطاباً ناعماً حول الاتفاق الثلاثي الصيني السعودي الإيراني بخلاف المواقف الانفعالية التي صدرت فور الإعلان عن الاتفاق. فقد صرح جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي بأن الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات الدبلوماسية، «إيجابي في وقف تصعيد التوتر في المنطقة، وهو أمر طيب». وأضاف سوليفان، أن واشنطن «ليست في وضع يسمح لها بالوساطة» بين السعودية وإيران، ورأت مصادر سياسية أن هذه النعومة الأميركية ناتجة عن العجز عن القيام بأي خطوات تعطيلية للاتفاق قد تؤثر على الاستقرار في منطقة حساسة أصبحت مورداً وحيداً للنفط والغاز في العالم، بينما واشنطن المرتبكة في تداعيات حرب أوكرانيا، وقد أعلنت عن خسارة إحدى طائراتها المسيرة فوق البحر الأسود بواسطة اعتراض طائرة روسية مقاتلة لها، منشغلة أكثر بتداعيات انهيارات مصرفية متلاحقة، كانت قبل أول أمس لمصرف واحد، وصارت أول أمس لمصرفين، وصارت أمس لثلاثة، حيث أعلنت السلطات المالية الأميركية إفلاس بنك «سيغنتشر»، أكبر مقرض في مدينة نيويورك بموجب الائتمان للإسكان لذوي الدخل المنخفض، ليلحق بكل من «سيلفر جيت كابيتال بنك» الصديق للعملات المشفرة و»سيليكون فالي بنك» التابع لمجموعة «إس في بي فايننشال غروب».
في موسكو يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي وصل الى موسكو على رأس وفد وزاري كبير، وبدا واضحاً من نوعية الاستقبال الرسميّ الذي لقيه الأسد في المطار والترتيبات المعدّة للزيارة بمستوى زيارة دولة رسمية، أن اجتماعات متعدّدة بين القيادتين الروسية والسورية سوف تتناول مستقبل العلاقات الثنائية وآليات تعزيزها وتطويرها، بالإضافة الى المساعي الروسية لمصالحة سورية تركية والدعوة للقاء رباعي روسي إيراني تركي سوري لا تزال سورية تتحفظ على المشاركة فيه، طلباً لخطوات تركية عملية ضد الجماعات الإرهابية شمال غرب سورية، ولموقف تركي واضح حول السيادة السورية يتصل بالالتزام بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وإعادتها الى السيادة السورية، بينما تحدثت المصادر الروسية عن أن البحث سوف يطال مسار العملية السياسية في سورية أيضاً.
لبنانياً، مع استمرار حال الترقب في الملف الرئاسي، واقتراب موعد إجراء الانتخابات البلدية والحاجة لحسم أمر إجرائها خلال الأيام القليلة المقبلة لتوجيه الدعوة للهيئات الناخبة، وتوقعت مصادر سياسية متابعة أن تشهد مرحلة ما بعد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من زيارة الفاتيكان سلسلة مشاورات تتصل بالانتخابات البلدية، حيث تقول وزارة الداخلية أنها جاهزة لإجرائها وأبدت جهات دولية مانحة منها الاتحاد الأوروبي استعداداً لتمويل كلفتها، والجيش اللبناني والقوى الأمنية يدرسان خططاً أمنية لضمان إجرائها، ولو على مراحل، بانتظار القرار السياسي الذي تعترضه مواقف كتل نيابية وأحزاب سياسية مسيحية كبرى بمقاطعة انتخابات بلدية بيروت ما لم يتم تعديل القانون، ويخشى أن تأتي النتائج بصورة مؤذية للعيش المشترك في حال المقاطعة، وأن تتحول الانتخابات البلدية إلى إشارات انقسام طائفي خطير. وتقول مصادر قانونية واكبت انتخابات بلدية سابقة إنه في مرات كثيرة لم يتم تعديل القانون للتمديد للبلديات وتأجيل الانتخابات، ولم يتم إجراء الانتخابات، وتم لاحقا إصدار قانون يمدد الولاية من تاريخ انتهائها، واستمرت البلديات في هذه الفترة الممددة دون تمديد بنص تشريعي، بقوة إدارة المرفق العام. وتقول المصادر إنه من غير الوارد إجراء الانتخابات في كل لبنان باستثناء بيروت، وإن الأفضل هو استمرار الوضع على حاله لحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ليتم النظر في الملف تشريعياً وإجرائياً.
لا تزال البلاد تحت تأثير الصدمة الإيجابية الناجمة عن اتفاق بكين بين السعودية وإيران، وسط ترقب حذر لانعكاس هذا الاتفاق على المنطقة، ومن ضمنها الساحة اللبنانية بتسوية سياسية تفتح باب الحلول للاستحقاق الرئاسي، وسط تصاعد وتيرة الانهيار المالي والاقتصادي مع الارتفاع الجنوني والقياسي بسعر صرف الدولار الذي تجاوز المئة ألف ليرة لبنانية.
ووفق مصادر «البناء» فإن «الاستحقاق الرئاسي دخل الى المرحلة الثانية أي التفاوض الجدي والجهود تنصب حالياً لفتح حوار شامل وحقيقي مع الكتل النيابية للتوفيق بينها على مواصفات معينة تمهيداً لإسقاطها على المرشحين لاختيار أحدهم».
وعلمت «البناء» أن كتلة الاعتدال الوطني زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي وكانت جلسة لاستطلاع الرأي، حيث «سأل بري الكتلة عن رأيها وموقفها وتوجّهها من الاستحقاق الرئاسي ومن المرشحين»، ولفتت المعلومات إلى أن «كتلة الاعتدال مع كتلة اللقاء الديمقراطي تشكلان بيضة القبان لحسم الملف الرئاسيّ ولا تمانعان انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو غيره من المرشحين، حينما تنضج ظروف التوافق الوطني والظروف الخارجية».
وأشارت أوساط كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» إلى «أن التواصل قائم ومتواصل ولم ينقطع بين الكتلة مع كافة المرجعيات لا سيما مع الرئيس بري، لكن لم يدخل أحد معنا مؤخراً بتفاصيل أسماء المرشحين للرئاسة والأمور تراوح مكانها، لكن هناك إيجابية مستجدة تتمثل بالاتفاق السعودي – الايراني الذي نأمل أن ينعكس ايجاباً على الساحة اللبنانية بتسهيل التسوية الرئاسية».
ولفتت المصادر إلى «أننا ككتلة سنعلن موقفنا في الوقت المناسب»، نافية أي تواصل مع السعودية والسفير السعودي في لبنان بالشأن الرئاسي، جازمة بأن موقف الكتلة موحّد وعددها 6 نواب وستصوّت للمرشح التي تتفق عليه، وقد ينضم نواب آخرون إلى الكتلة كالنائبين نبيل بدر وعماد الحوت».
وعن إمكانية دعم الكتلة لترشيح فرنجية اعتبرت المصادر أن «فرنجية له مكانته واحترامه وتمثيله، لكن سنحسم موقفنا في الوقت المناسب».
في غضون ذلك، يواصل راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم، مساعيه وجولته على المرجعيات السياسية لا سيما بين الأقطاب المسيحيين في محاولة لإحداث خرق في الجدار المغلق، إلا أن معلومات «البناء» تشير الى أن «التباعد بين الآراء سيد الموقف في ظل رفض القوات اللبنانية الحوار المسيحي – المسيحي أكان ثنائياً أم جماعياً إلا إذا كان منتجاً وليس لتضييع الوقت ورفض ثلاثي من التيار الوطني الحر، للنائب المرشح ميشال معوض وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكذلك سليمان فرنجية»، وبالتالي لم يسجل أي خرق بهذا الاتجاه وفق المصادر.
وعلمت «البناء» أن بكركي وبعد استمزاج جميع آراء الكتل طرحت 11 مرشحاً لرئاسة الجمهورية يمثلون أغلب القوى السياسية المسيحية ومنهم، ابراهيم كنعان وفريد هيكل الخازن وجهاد أزعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزاف عون وزياد بارود. إلا أن المطران بو نجم لفت الى أن «المعلومات عن الأسماء التي يجري تداولها أخيراً في الإعلام، على أنّها الأسماء المقترحة من قبل غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرئاسة غير دقيقة». وأكد أنّ «البطريرك لا يدخل في لعبة الأسماء، ولا يمكن اعتبار هذه اللائحة رسميّة من قبل بكركي، إذ إنّ هناك أسماء خارج الأسماء المتداولة».
من جهته، غمز النائب طوني فرنجية، في حديث تلفزيوني من قناة القوات اللبنانية الى أنه «من يعاير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأنه سيكون امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون هو نفسه من انتخبه وأوصله إلى رئاسة الجمهورية». ولفت فرنجية، الى أنه «في مكان ما لم يكن هناك تواصل يومي مع السعودية، وإذا عاد هذا التواصل فسنذلل الهواجس الموجودة».
في المقابل عضو كتلة تجدّد الداعمة للنائب معوض، أديب عبد المسيح نعى ترشيح معوض، وأشار لـ»البناء» إلى أن معوض قال في البداية إنه يمثل مشروعاً وليس شخصياً، ولا بد لمعوض أن يضحّي في المعركة وهذا سيتم بالتنسيق مع معوض، لكننا نريد مرشحاً يحمل مواصفات معوّض. وجدد عبد المسيح رفض كتل المعارضة لترشيح فرنجية.
واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه «علينا أن ننطلق من ضرورة انتخاب رئيس جمهورية، فنحن لا نستطيع انتخاب رئيس للتحدّي لا من هذا الفريق ولا من ذاك الفريق، نريد رئيساً توافقياً نعم، ولكن لا نريد رئيساً توافقياً من أجل التوافق بل رئيس توافقي من أجل الإصلاح، وهذا هو رأيي، كفانا تحديات وكفانا إملاءات».
وشدد جنبلاط على «ضرورة معرفة الجميع أننا جميعاً في لبنان ولا يجب على أحد إلغاء الآخر، وعلى الجميع التحاور». وأشار إلى أن «ما قام به الامير محمد بن سلمان كان خطوة مهمة قد يتساءل البعض متى ستأتي نتائجها إلى لبنان؟ فلدينا العديد من الملفات أولها الإصلاحات وانقطاع الكهرباء وقطاع المصارف، لدينا جدول أعمال كبير مطلوب منّا حالياً وبعده قد تأتي نتائج الانفراج الإقليمي إلى لبنان». ووصف جنبلاط، الاتفاق السعودي – الايراني بـ»الحدث الكبير»، آملاً أن «يترجم هذا التقارب بتسوية في لبنان، تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل حزيران».
وأوضح مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن «التيار لن يتبنى مرشحاً للتيار، لأنه لن يخوض معركة خاسرة ولا يستطيع إيصاله وحده وحتى مع الحلفاء لن نستطيع تأمين أكثرية الـ 65 نائباً، ومجرد طرحنا لمرشح سيسقط»، وأضاف: «أجرينا دراسة داخل التكتل وأخذنا سلة أسماء تملك الكفاءة وإذا طرح علينا اسم منها فيمكن لرئيس التكتل إبداء الرأي بها، لكن حتى الساعة، ونلتقي مع تكتل ما على اسم وعلى تكتل آخر على اسم ثانٍ، ولو وجدنا تقاطعاً مع عدة كتل على اسم لكنا سرنا به».
واعتبر تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل أن «الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين حدث هام قد تكون له تأثيرات ايجابية على لبنان، وهو يدعو اللبنانيين الى أداءٍ يجعل أي اتفاق في المنطقة لصالح لبنان لا أن يكون من ضحاياه».
وأكد على موقفه من اعتبار رئاسة الجمهورية استحقاقاً سيادياً، لا يجوز مطلقاً ربطه بأي تطور خارجي. وجدّد الدعوة الى حوار بين القوى السياسية حول هذا الاستحقاق على قاعدة الاتفاق على برنامجٍ إنقاذي ينتهجه الرئيس المنتخب وتنفذّه الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب، على ان يتم انتخاب الرئيس الأنسب لهذا البرنامج الإصلاحي والإنقاذي. وفي هذا الإطار يتحمّل المسيحيون المسؤولية الأولى في الاتفاق بين الراغبين من بينهم على ذلك، لاختيار الشخص الأنسب.
من جهته، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الى أن «الاتفاق الإيراني السعودي بارقة أمل لتعاون دول المنطقة، وأمنها وتطوير اقتصادها وتعزيز استقلالها وخياراتها الحرة»، معتبراً أن «هذا الاتفاق هو ضربة قاضية لمشروع العداء لإيران الذي كان يعمل عليه الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع أميركا، حيث أرادوا أن يجمعوا دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج لتكون إيران هي العدو بدل الكيان الإسرائيلي».
وقال: «إذا كان هناك التباس عند البعض في وضعية المقاومة بين المقاومة والسلاح، فنحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وأعطينا نموذجاً تطبيقياً في الترسيم البحري في مواجهة الكيان الإسرائيلي واستنقذنا الثروة النفطية والغازية بتكامل بين المقاومة والدولة من دون إحراج الدولة بتبعات ما فعلته المقاومة من تهديد حقيقي كان يمكن أن يوصل إلى حرب لاستنقاذ الحقوق».
وبرزت زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لبيروت، حيث قال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت ويجب أن نسرع بهذه الخطوة لأن الأمور خطيرة».
كما شدد أبو الغيط من السرايا الحكومية بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على»أن القمة السعودية – الصينية – الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وإيران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».
واستقبل الرئيس ميقاتي وفداً من البنك الدولي برئاسة نائب رئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي أوضح أن «بالنسبة إلى موضوع تمويل الكهرباء الذي نبحث فيه منذ نحو سنة، فقلت مرة أخرى لدولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه بأن هذا المشروع لا يزال في إطار التعاون بين البنك الدولي ولبنان، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تسير بها الحكومة بشكل واضح».
وعلى وقع تسجيل سعر صرف الدولار في السوق السوداء رقماً قياسياً وتاريخياً فاق المئة ألف ليرة لبنانية، أضربت جمعية المصارف أمس، ووفق المعلومات لا قرار حالياً لدى المصارف بالتصعيد، وهي منفتحة على أي حوار يؤتي بالنتائج المأمولة تمهيداً لتعليق الإضراب، وإلا فهي متمسّكة به حتى إشعارٍ آخر، وتضع نفسها في حالة ترقّب وانتظار لما ستُفضي إليه المشاورات المفتوحة».
ووفق معلومات «البناء» فإن الرئيس ميقاتي عاود الدخول على خط النزاع المصرفي – القضائي ويعمل على إحياء الهدنة التي سبق وتمّ التوصل اليها الشهر الماضي، إلا أن العقدة تكمن باستمرار القرارات القضائية الصادرة عن بعض القضاة بحق عدد من المصارف وإجبارها على دفع الودائع لأصحابها بناء على دعاوى رفعوها خارج لبنان. متوقعاً أن تعلن المصارف فك الإضراب الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى جلسة الاستماع الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، من قبل محققين أوروبيين في قصر عدل بيروت. وقد أفيد أن جلسة الاستماع سيحضرها سلامة شخصياً، ووكيله القانوني الفرنسي ومعه المحامي اللبناني وأن عدد الأسئلة التي ستطرح خلال الجلسة يقارب الـ 100 سؤال.
ولفتت المعلومات الى أن الجلسة لن تُعقد في غرفة قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا الأساسية، ولكن في غرفة أخرى داخل قصر عدل بيروت، وتحديدًا في أحد مكاتب مجلس الشورى»، مؤكدة أنّ «سلامة ينوي حضور جلسة استجوابه، ومعه محام لبناني والوكيل القانوني له في فرنسا سيحضر أيضًا».
على صغيد قضائي آخر، كشف المدعي العام في إمارة موناكو، أنّ «الإمارة تواصل التحقيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشأن مزاعم غسل الأموال، رغم إسقاط القضاء اللبناني تحقيقاً خاصاً به في مزاعم احتيال مرتبطة بخطة قروض الإسكان المدعومة التي يُزعم أنها تضم أفرادًا من عائلة ميقاتي، وفق ما اشارت صحيفة «ذا ناشيونال».
وأوضحت الصحيفة أن «الملف بقي لمدة عامين لدى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، لكن المدعي العام اللبناني غسان عويدات أبلغ موناكو في آذار من العام الماضي أن التحقيق المحلي أسقط في الشهر السابق». ورأت أن «بعض المحامين كانوا يخشون في ذلك الوقت من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض القضية في موناكو، حيث يتمتع ميقاتي بمصالح كبيرة».

 ***************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

معارضو الثنائي يعملون لتوفير نصاب التعطيل
السعودية على موقفها وفرنجية يعلن ترشيحه قريباً
 
 
فيما تعلَق بيروت في شرنقة من التكهنات حول ما يُخفيه الاتفاق الإيراني – السعودي برعاية صينية من أصداء على الأزمة الداخلية، انطلَقت على مدى الساعات الماضية مشاورات «ما فوق عادية» بين القوى السياسية للبحث في سبل التكيف مع المرحلة الجديدة، بعدَ أن أكدت المعلومات الآتية بحقائب ديبلوماسية تأخر مفاعيل الاتفاق، ما يعني أن لبنان سيبقى محكوماً بلعبة الانتظار.

وبدأت القوى السياسية من مشارب مختلفة تتحدّث عن ضرورة التعامل بعقل بارد، وتنصح بالتزام جانب الترقب لبلورة حقيقة الاتفاق غير الواضحة موجباته والقطب المخفية فيه، والذي حتماً ستكون له فصول لاحقة وخطوات تنفيذية دونها الكثير من العقبات، ربطاً بما ستُقدم عليه الدول المتضررة. وبينما اعتبرت أن «الكلام عن قرب التوصل إلى تسوية في لبنان ليس سوى كلام استلحاقي لنتائج الاتفاق»، تقاطعت مصادر ديبلوماسية مصرية – سعودية عند «عدم وجود استعجال خليجي لاجتراح حلول في لبنان، طالما أن الأزمة ومسؤوليتها وتداعياتها تقع على عاتق غيره». وأشارت مصادر ديبلوماسية مواكبة لخلية الدول الخمس إلى أن «مفاتيح حل الأزمة، بخاصة الرئاسية، معروفة وعلى من يريد إخراج اللبنانيين من هذه المراوحة السلبية فعل ما يراه مناسباً»، مع التأكيد بأن «وحدة الموقف المسيحي المعارض لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية عامل أساسي في دعم الفيتو السعودي المتواصل»، والجزم بأن «موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سيزداد وضوحاً بهذا الشأن في الأيام المقبلة».

وبصرف النظر عمّا قاله السفير السعودي في بيروت وليد البخاري من عين التينة أول من أمس، عن أن شيئاً إيجابياً يحضر للبنان، علماً أن زيارته للرئيس نبيه بري تدخل في إطار «الجولة التي دشنها البخاري قبلَ أسبوع من بكركي، والموعد كان محدداً سابقاً وهو سيستكملها بعقد لقاءات مع قوى سياسية أخرى». وقالت مصادر مطلعة إن «السفير السعودي تحدث في العموميات في الملف اللبناني، مكرراً الموقف المعروف وأنه ليسَ لدى المملكة أسماء مرشحين بل معايير ومواصفات محددة».
إلى ذلك يستمر الغموض بشأن تأخر فرنجية الإعلان عن ترشحه، رغمَ إعلان الثنائي حزب الله وحركة أمل دعم هذا الترشيح، وهو «أمر مستغرب» كما وصفته عدة جهات سياسية. وفي الإطار، قالَ معنيون بالملف الرئاسي إن «فرنجية يحضر نفسه وقد يعلِن ذلك في غضون أسبوع أو عشرة أيام»، وأشاروا إلى أنه «صارَ أكثر ارتياحاً بعد الإعلان عن الاتفاق». وكشف هؤلاء أن «فرنجية الذي التقى أخيراً موفد بكركي راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطون أبي نجم، كان حاسماً في أمر ترشحه وأكد أنه لن يتراجع، وحمّل المسيحيين مسؤولية تعطيل الانتخابات وأبدى استياءً كبيراً من الحملة ضده واعتباره بأنه رئيس غير ميثاقي، ولم يتجاوب مع الورقة التي حملها المطران وحملت أسماء مرشحين توافق عليهم بكركي».
وعلى الضفة المقابلة، وبعدَ تغيير بعض قوى المعارضة إدارتها للأزمة بالإعلان عن استخدام سلاح المقاطعة وتعطيل النصاب، تحديداً من قبل حزبيْ «القوات» و«الكتائب»، علمت «الأخبار» أن «العمل بدأ لعقد لقاءات موسعة مع هذه الأطراف الثلاثة، وهي الحزب الاشتراكي والنواب السنة وقوى التغيير، تهدف إلى مواجهة أي جلسة تهدف إلى انتخاب فرنجية والبحث في إمكانية التوحد خلف اسم للرئاسة»، علماً أن «الكتائب والقوات يواجهان مشكلة رئيسية مع هذه الأطراف». واختصرت مصادرهما المشكلة بأن «الحزب الاشتراكي وعلى الرغم من التلاقي مع الحزبين على اسم النائب ميشال معوض، يرفض تقديم التزام بمقاطعة الجلسة أو تطيير النصاب لحرص رئيسه وليد جنبلاط على عدم توتير العلاقة مع رئيس مجلس النواب والحفاظ على الجسور المفتوحة مع فرنجية».

أما بالنسبة إلى الكتلة السنية «فباستثناء النائب أشرف ريفي الذي أعلن موقفاً واضحاً بعدم تأمين النصاب، يتريث النواب الآخرون في إعلان أي موقف إيجابي من فرنجية، وليسوا متحمسين لفكرة المقاطعة». ولا تبدو المشكلة مع قوى التغيير أقل تعقيداً، حيث تنقسم هذه القوى في مواقفها بين رافض للمقاطعة كالنائب ملحم خلف، ورافض بالمبدأ التفاهم مع القوات والكتائب، وبين ما يؤيد التفاهم على موضوع التعطيل لكن يرى أن لا مجال للاتفاق على اسم. وحتى الآن، فإن خطة المقاطعة هي الخيار الوحيد لمواجهة فرنجية، بانتظار ما سينتج منن هذه اللقاءات.
من جهة أخرى، يواصل رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل التمسك بموقفه لجهة أن أي حوار بالشأن الرئاسي مع الحزب يبدأ من التخلي عن ترشيح فرنجية، في وقت قد يعوض الحزب غياب الاتصالات من فوق، بتكثيفها على المستويات الأخرى بعد جمود سلبي في الأشهر الثلاثة الماضية، في ظل تحرك النواب العونيين المشكوك بولائهم عبر وسائل مختلفة للتأكيد على التزامهم بموقف التيار. في وقت يركز باسيل كثيراً على التقدم الإيجابي السريع والهائل في المساعي البطريركية لجهة توفير أكبر قاعدة إجماع مسيحي بشأن الاستحقاق الرئاسي حيث قطع التقريب في وجهات النظر بين التيار والقوات أشواطاً متقدمة، مع تنوع قنوات الاتصال المباشرة بين الجانبين تحت عنوان العلاقات الشخصية، وبلغت هذه الاتصالات حدّ تبادل الآراء - غير المباشرة دائماً - بشأن الأسماء، مع التركيز على كبار الموظفين المتقاعدين الموارنة، ونقباء ورؤساء مؤسسات مارونية، في ظل إجماع بطريركي - عوني - قواتي - كتائبي - اشتراكي على أن الوسيلة الوحيدة لاستعادة المبادرة في الاستحقاق الرئاسي هي هذا الاتفاق المبدئي السريع، من دون الحاجة إلى مصالحات أو حتى حوارات مباشرة، حيث يمكن إنجاز اتفاق مبدئي على رفض فرنجية من جهة، ومجموعة أسماء مقبولة من الأفرقاء المسيحيين من جهة أخرى، من دون اتصالات مباشرة. مع تأكيد المطلعين على لعب القطريين والسعوديين دوراً ضاغطاً بهذا الاتجاه، عبر العلاقة مع البطريركية المارونية وقنواتهم الجانبية، وذلك بعد اقتناعهم باستحالة إيصال قائد الجيش.

جنبلاط إلى الكويت: كفى محاولات لانتخاب معوض
علمت «الأخبار» أن زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للكويت ستتبعها زيارات إلى عدد من دول المنطقة، وأكدت مصادر مطلعة أن «الزيارة لا علاقة لها بالمستجدات بقدر ما ترتبط بعلاقة جنبلاط بالكويتيين والدعم الذي يتلقاه منهم».
ووصف جنبلاط، أمس، الاتفاق السعودي – الإيراني بـ«الحدث الكبير». وأمل في حديث إذاعي بأن «يترجم هذا التقارب بتسوية في لبنان، تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل حزيران»، وجدد ميله إلى انتخاب «رئيس توافقي له طابعه الاقتصادي». وأضاف: «لا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحد على الآخر، وأُفضّل الرئيس التوافقي الذي يملك بعداً اقتصادياً». وعن لائحة المرشحين التي طرحها، أجاب: «طرحت ثلاثة أسماء هم العماد جوزيف عون وجهاد أزعور وصلاح حنين، وفي اللائحة التي طرحتها مع الرئيس نبيه برّي أضفت اسم المرشحة مي ريحاني»، مشدداً على «ضرورة الخروج إلى الدائرة الأوسع، فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يرشح نفسه أما النائب ميشال معوض فرشّح نفسه وحاولنا إحدى عشرة محاولة ولكن كفى محاولات».
من جهة أخرى، أشار جنبلاط إلى أن «التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت جُمّدت نتيجة الخلاف اللّبناني الداخلي، وهناك دول لا تريد كشف الحقيقة». وسأل: «هل انفجار المرفأ كان نتيجة حريق صغير في مستودع للمفرقعات أم تم استهدافه بصاروخ؟»، معتبراً أن «هنا يقع اللغط الكبير». وأشار إلى أنه في حال «كان استهدافاً إسرائيلياً فالتحقيق سيُمنع، ومسؤول أمن المرفأ الذي يحمل الجنسية الأميركية هرّب وكأن المطلوب كان افتعال مشكل من أجل إخراجه من السجن وتهريبه»، معتبراً أن «الوصول إلى التحقيق الدولي ممنوع.

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

باريس تطلب من فرنجيه ضمانات وتنتظر الرياض

تجاوز #سعر صرف الدولار عتبة الـ 100 الف ليرة لاول مرة في تاريخ لبنان، منذرا بالمزيد من الارتفاع الذي لن يكون له سقف، وفق اكثر من مراقب، خصوصا ان اي حل سياسي، او خطة اقتصادية، او للتعافي المالي، لم تظهر في الافق.

ويتزامن هذا الارتفاع، مع اقفال المصارف احتجاجا على سلسلة من الاحكام القضائية التي ترى المصارف انها تهدد بالإجهاز على بقايا سيولتها، فيما الدولة تقف عاجزة ومربكة. كما تحاصرها الإتهامات المسيئة من كل حدب وصوب، ما يؤدي الى ارباكات في علاقاتها الخارجية يعود بالضرر ليس على القطاع فحسب، بل على مجمل البلد.

وفي هذا الطار علمت “النهار” ان مشاورات جرت امس للتمهيد لاتفاق على انهاء الاضراب، بمسعى من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لكن الاتصالات لم تتوصل الى اتفاق الحد الادنى، وابقي القرار معلقا الى موعد اجتماع جمعية المصارف اليوم.

واكد الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف لـ”النهار” أن اضراب المصارف “لا يهدف الى شلّ البلاد، فهو اضراب جزئي لا يعدو كونه موقفا من الاجراءات القضائية التعسفية في حقها. فالمصارف، وإن خففت من اعمالها اليومية، لكنها لا تزال تسمح باستخدام الـ ATM وتسهل عمليات فتح الاعتمادات للاستيراد والتصدير للشركات عموما، أما صيرفة فالامر يتعلق بحاكم مصرف لبنان الذي علّق اعمالها طالما أن القطاع مستمر في الاضراب، علما أن لا مانع للمصارف في البحث بطريقة أو إجراء ما لتسهيل أمور صيرفة في حال تراجع الحاكم عن قراره”.

وتزامنا، تعقد اليوم جلسة استجواب لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه، للمرة الاولى، بخصوص شركة “فوري” التي يملكها شقيقه رجا، في حضور محاميه اللبناني ووكيله الفرنسي. وقد طلبت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر ان تجتمع مع الوفد القضائي قبل جلسة استجواب ‎ سلامة غدًا للتنسيق في مسألة الصلاحيات ما بين الدولة والقضاء الاوروبي وحماية حقوق الدولة اللبنانية.

وليلا سرت شائعات عن ان سلامه لن يحضر شخصيا، فيما اعتبرت مصادر مطلعة ان تلك الشائعات ترتبط بالوضع الامني لتنقلاته.

لكن مصادر قضائية افادت أن الوكيل القانوني لسلامة تَقدّمَ بمطالعةٍ قانونية الى قاضي التحقيق الاول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا، استَند فيها الى إتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد، ليعلل عدم جواز حضور قضاة أجانب الى لبنان للتحقيق معه. وسوف يحيل القاضي أبو سمرا الطلب الى النيابة العامة التمييزية لإبداء الرأي، ليُصارَ الى اتخاذِ القرار بشأنِها وفي مسألةِ عدمِ مثولِ الحاكم.

رئاسيا، بشر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط بعد لقائه الرئيس نبيه بري، اللبنانيين الى أنّه سيكون هناك رئيس جمهورية والمسألة مسألة وقت، ويجب الإسراع بهذه الخطوة لأن الأمور خطيرة.

ومن باريس، تقدم مراسلة “النهار” رندة تقي الدين، متابعة للموقف الفرنسي ومبادرة الاليزيه، وفيها ان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دعا خلال زيارته الى باريس الأسبوع الماضي، الى تقارب لبناني لبناني من أجل حل معضلة الفراغ الرئاسي وقيام اللبنانيين بالإصلاحات المطلوبة. وهو كان التقى نظيرته الفرنسية كاترين كولونا لإطلاعها على الاتفاق الذي تم برعاية صينية لاعادة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وإيران.

الانطباع السائد لدى باريس وواشنطن هو ان الاهتمام السعودي الأول يكمن في تهدئة جبهة اليمن حيث لا الولايات المتحدة الاميركية ولا فرنسا تمكنتا من العمل على هذا الصعيد. ومع ذلك استقبل الوزير السعودي خلال زيارته الى باريس باتريك دوريل المستشار الرئاسي الفرنسي المسؤول عن ملف الشرق الأوسط والمتابع للملف اللبناني بتعليمات من الرئيس ايمانويل ماكرون الذي ما زال يبحث عن إيجاد حل لإخراج لبنان من الازمة والفراغ. التفكير الفرنسي حاليا كما عرضته السفيرة آن غريو على بعض القيادات اللبنانية يتمثل في صيغة تقوم على أساس حكومة يرأسها السفير نواف سلام لإجراء الإصلاحات المطلوبة مع ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد. فاذا كانت الحكومة برئاسة سلام ورئاسة الجمهورية لقائد الجيش العماد جوزف عون، فهذا غير مقبول من جانب “حزب الله” الذي أكد ذلك. باريس تبحث عن صيغة ربما تكون حكومة برئاسة نواف سلام مع سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية ولكن بضمانات من الاخير بألّا يستعمل الثلث المعطل لتعطيل عمل سلام والإصلاحات او الإسراع الى زيارة دمشق من دون موافقة الأطراف التي تعارض ذلك، والعمل على دفع الإصلاحات التي قد يقوم بها سلام من دون تعطيله، وإلا فلن تدوم حكومته طويلا. هذا التفكير حول ضمانات يعطيها فرنجيه عُرض عليه. ولكن حتى الآن السعودية ما زالت ترفض مبدأ انتخاب فرنجيه كونه تابعا لـ “حزب الله”، وباريس لن تعارض السعودية. لكن التفكير السائد لدى باريس هو انه ربما بعد الاتفاق بين السعودية وايران يصير بإمكان الرياض ان تفاوض طهران على ان يعطي فرنجيه تلك الضمانات كي تخرج هذه الصيغة مع سلام على رأس حكومة بإمكانها ان تحكم وفرنجيه مع ضمانات انه لن يعطل الحكومة. والتفكير السائد في باريس ايضا هو ان بإمكان السعودية ان تقوم بتعبئة لدى بعض النواب المسيحيين الذين لها “مَونة” عليهم وبعض أصوات السنّة لاعطاء فرنجيه غطاء مسيحيا اكبر مع دعم سنّي شرط ان يعطي الضمانات المطلوبة. ويقوم التفكير الفرنسي على انه اذا كان قائد الجيش مرفوضا من طرف، فكيف يتم انتخابه، أو المسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور كيف يتم انتخابه اذا ما جُبِه بمعارضة من جانب معيّن؟ فصيغة حكومة “نواف سلام – سليمان فرنجيه” مع ضمانات اكيدة هي الحل للفراغ في التفكير الفرنسي، ووحدها المفاوضات السعودية – الإيرانية بإمكانها التوصل الى مثل هذه الضمانات، علما ان باريس لن تفعل شيئا اذا لم توافق عليه السعودية لانها شريكة أساسية لفرنسا وللتعاون في لبنان. الى ذلك، علمت “النهار” ان ثمة لقاء سعوديا – اميركيا سيعقد حول لبنان ولكن لم يحدد موعده بعد بطلب من الجانب السعودي.

وفي الشأن الرئاسي ايضا، أوضح راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم في بيان ان “الأسماء التي يتم تداولها مؤخرا في الإعلام، على أنها الأسماء المقترحة من قبل غبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي، غير دقيقة، لأن غبطته لا يدخل في لعبةِ الأسماء، ولا يمكن اعتبارُ هذه اللائحة رسمية من قبل بكركي، إذ إن هناك أسماء خارج تلك المتداولة”.

ووفق معلومات “النهار” ان البطريرك لم يتبنّ اللائحة التي خرجت بها مشاورات المطران ابونجم، حتى لا يقع في ازمة فيما لو تم الاتفاق على اسماء من خارجها، لكنه تداول فيها مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي زاره قبيل مغادرته الى الفاتيكان. وهو بارك للمطران بونجم استمرار لقاءاته بغية تضييق الخيارات المقبولة من المكونات المسيحية.

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

حراك عربي يحثّ على “الخرق الرئاسي”… وباريس تجدّد التلويح بـ”العقوبات”

“حزب الله” يتموضع خلف اتفاقية بكين: “إيران أولاً”!

مع انطلاق العدّ العكسي لانقضاء العمر الافتراضي لمرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، تحت وطأة تقاطع العوامل الطبيعية النابذة لترشيحه، داخلياً وخارجياً، انطلق عملياً قطار الهمس والبحث خلف الكواليس في الترشيحات المطابقة لمواصفات المرحلة ومقتضياتها في ضوء المستجدات الإقليمية التي باغتت “الثنائي” بعدما تورّط بالمجاهرة بترشيح فرنجية عشية إنجاز اتفاقية التطبيع الديبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران، وإن كان عنصر المباغتة لا يزال يترافق مع مكابرة الرئيس نبيه بري في هضم تطورات الأحداث التي أجهضت أجندته الرئاسية، إلى درجة انحدار الرهانات إلى مستوى التعويل على محاولة الرئيس نجيب ميقاتي تعويم اسم فرنجية في الفاتيكان بعد تعذّر تسويقه مسيحياً في لبنان، الأمر الذي حدا بمصدر معني إلى توجيه “نصيحة لميقاتي بعدم الانجرار وراء رغبات برّي في هذا الإطار لأنه على الأرجح في حال مفاتحة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بالموضوع سيسمع كلاماً واضحاً يؤكد انعدام ثقة الكرسي الرسولي بكل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، وما إلغاء البابا فرنسيس زيارته لبنان في حزيران الماضي سوى الدليل الأسطع على موقف الفاتيكان تجاه هذه الطبقة”.

أما على ضفة “حزب الله”، وبخلاف محاولة تظهيره في الشكل “كليشيهات” إعلامية حاسمة في دعم ترشيح فرنجية من قبيل شعار “كلمتنا كلمة” الذي أطلقه نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أمس، فإنّ “الحزب” بدأ في الجوهر عملية إعداد العدة لمرحلة “التموضع” خلف موجبات اتفاقية بكين، سواءً على المستوى الإقليمي أو الداخلي، إذ نقلت مصادر موثوق بها معلومات تفيد بأنّ طلائع هذا التموضع بدأت تتشكل من خلال قرار “تجميد أي نشاط لمعارضين خليجيين أو يمنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت”، وسط ترقب زيارة موفد إيراني إلى بيروت لوضع قيادة “حزب الله” في أجواء المستجدات و”الضوابط الواجب الالتزام بها” في ضوء الاتفاق مع السعودية، بما يشمل تعليق مهام كوادر “الحزب” ومستشاريه العسكريين في اليمن على قاعدة أنّ المرحلة الجديدة بعد الاتفاق تقتضي إعلاء مصلحة “إيران أولاً” لتمكينها من استعادة الثقة بجديتها في السعي إلى إنجاح التقارب مع السعودية.

توازياً، برز أمس تنويه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأهمية الاتفاق السعودي – الإيراني ومفاعيله الأولية الهادفة إلى “إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني” بين البلدين، بانتظار اتضاح انعكاساته لاحقاً “على سائر ملفات المنطقة”، وإذ شدد في دردشة مع الصحافيين على أنّ “مسألة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية هي مسألة وقت”، أوضحت مصادر مطلعة على زيارة أبو الغيط إلى بيروت أنه “وخلال لقاءات جانبية جمعته مع كل من الرئيسين بري وميقاتي وبعض السياسيين حثّ الجميع علي الاستفادة قدر الإمكان من التحسّن المحتمل في الظروف الإقليمية والإسراع بالاتفاق على مرشح رئاسي يحظى بالتوافق الداخلي، بما يفتح الباب تالياً أمام تحسّن الوضع السياسي وتشكيل حكومة جديدة ومن ثم العمل على النهوض بالوضع الاقتصادي المتردي في البلد”.

ورداً على سؤال، لفت المصدر إلى أنّ أبو الغيط لم يحمل أي مبادرة محددة تجاه لبنان لكنه “أكد في لقاءاته أن الجامعة العربية ستستمر في دعم لبنان للوصول إلى برّ الأمان، كاشفاً أنه طلب من الأمين العام المساعد السفير حسام زكي العودة في وقت قريب إلى بيروت من أجل المساعدة في تحقيق الاختراق اللبناني المطلوب”.

وبالتزامن، استرعى الانتباه أمس تجديد باريس التلويح بفرض عقوبات أوروبية على معرقلي الاستحقاقات والحلول في لبنان، بحيث أعلنت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة أن بلادها تبحث “مع الحلفاء” ما إذا كان الوقت قد حان لفرض عقوبات على من يعرقلون الجهود الرامية للخروج من المأزق الدستوري في لبنان، في ظلّ استمرار الشغور الرئاسيّ ومفاقمة عجز المؤسسات وشلّ قدرتها على العمل في بلد بات يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ سنوات.

وبعدما كشفت التقارير الديبلوماسية أنّ “باريس أثارت مسألة فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي تستهدف زعماء لبنانيين”، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن كلير لوجاندر للصحافيّين في إفادتها اليوميّة: “ندعو السلطات اللبنانية والقادة اللبنانيين وجميع القادة السياسيين للخروج من هذا المأزق الدستوريّ، لقد أكدنا أن أولئك الذين يعرقلون، قد يتعرضون لعواقب”، مكتفيةً رداً على سؤال عن مدى استعداد باريس لاستخدام هذه الآلية راهناً بالقول: “هناك مشاورات مع الشركاء، ونعكف حالياً على فحص الوضع لنرى ما يمكننا عمله بشأن هذه العواقب”.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

سعر صرف الدولار يستمر بالصعود في لبنان من دون رادع

تجاوز مائة ألف ليرة

يسير سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية صعوداً من دون رادع مع تخطيه أمس، خلال ساعات معدودة، المائة ألف ليرة، بحيث باتت ورقة المائة ألف ليرة اللبنانية تساوي دولاراً، بعدما بقي سعره مثبتاً على الـ1500 ليرة لبنانية قبل أن تبدأ رحلة انهيار الليرة في صيف العام 2019.

وأمس استفاق اللبنانيون على خبر تجاوز الدولار المائة ألف ليرة في السوق السوداء بعدما كان مساءً في حدود الـ97 ألفاً، وبالتالي ارتفع خلال ساعات أكثر من ثلاثة آلاف ليرة، في وقت يسود الصمت المطبق من المسؤولين الذين لم يصدر من أي منهم أي تعليق على الموضوع، بينما تعلو صرخات النقابات والمواطنين رفضاً للواقع الذي وصلوا إليه، إلى حدّ أن رواتب معظم الموظفين لم تعد تكفي للوصول إلى أشغالهم مع الارتفاع غير المسبوق لسعر المحروقات التي تسابق بدورها سعر الصرف والتي سجّلت أمس، ارتفاعاً إضافياً، بتحديد سعر صفيحة البنزين بأكثر من مليون و800 ألف ليرة لبنانية.

ويرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان أن هذا الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار متوقَّع في ظل كل المعطيات والأوضاع المالية في لبنان، ويجدد التأكيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا سقف لهذا الارتفاع في ظل انعدام الثقة وعدم قيام المعنيين بإجراءات جذرية للأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار.

وفي حين يستمر الإضراب في القطاع العام الذي تآكلت رواتب موظفيه ويهدد الأساتذة بدورهم بالإضراب، يُسجَّل بين حين وآخر بعض التحركات الشعبية على الأرض استنكاراً لما آلت إليه الأمور.

وأمس، نفّذ سائقو شاحنات وحافلات اعتصاماً عند الواجهة البحرية لمدينة صيدا حيث قطعوا الطريق بحافلاتهم لبعض الوقت، احتجاجاً على أسعار المحروقات التي تشهد ارتفاعاً غير مسبوق. وطالبوا خلال وقفتهم «جميع المواطنين بالنزول إلى الشارع رفضاً لتفلت الدولار واستحكامه بكل مفاصل حياتهم المعيشية والاقتصادية والصحية دون تحريك ساكن من الممسكين بزمام مؤسسات الدولة»، محذرين من «استمرار هذا الواقع دون وضع حلول إنقاذية سريعة تفرمل مكابح انفجار الأزمات أكثر فأكثر».

وإضافةً إلى ارتفاع الأسعار التي تسابق الدولار والتي تبدأ برغيف الخبز وتشمل كل متطلبات الحياة اليومية للمواطن في لبنان، فإن هذا الأمر ينسحب على قدرة اللبنانيين على الحصول على الاستشفاء، بحيث باتت معظم العائلات غير قادرة على تأمين المعالجة لمرضاها في ظل غياب التغطية التامة من الجهات الضامنة. وهو ما توقف عنده، أمس، «الاتحاد العمالي العام»، متحدثاً عن انعكاسات ارتفاع سعر الصرف على اللبنانيين. وذكر أنه إضافةً إلى تعريفة الطبيب التي حُددت بالدولار ولم يعد المريض قادراً على دفعها، فإن نقابة أصحاب المستشفيات اتخذت قراراً بتطبيق الفاتورة بالدولار أو سعر صرف الدولار في السوق الموازية. وكذلك بالنسبة إلى الأدوية، حيث أصبح تسعيرها يخضع للموازاة مع سعر صرف الدولار.

كذلك أشار إلى «تدني نسبة الدخول إلى المستشفى إلى ما دون النصف ليس بسبب قلة عدد المرضى، حيث إنهم ازدادوا بسبب الأزمات المعيشية والنفسية والغذائية، بل خشية فاتورة الاستشفاء التي لا قدرة لهم على تسديدها».

وتطرق إلى موضوع التسعير بالدولار الأميركي في المحلات التجارية، قائلاً: «ما كان ينقص اللبنانيون سوى تسعير المواد الغذائية بالدولار على رفوف (السوبر ماركت) التي أشعلت الأسعار بالليرة وبالدولار معاً». من هنا، جدد الاتحاد التأكيد «أن الحلول الترقيعية لا يمكن لها فك هذا الحصار الاقتصادي والاجتماعي المريع على العمال وذوي الدخل المحدود وأن هذه الأزمة البنيوية يقتضي حلها بتدابير وقرارات سياسية جذرية وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة نزيهة وفاعلة وقادرة على وضع خطة تعافٍ مالي واقتصادي».

ومع تزايد نسبة الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، تسجل أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً جنونياً. ويفيد البنك الدولي بأن نسبة التضخم بلغت 332 في المائة من يناير (كانون الثاني) 2021 إلى يوليو (تموز) 2022، وهي الأعلى في العالم.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: إتفاق بكين: لبنان أولاً.. وتلويح فرنسي بعقوبات على المعرقلين

الإتفاق السعودي ـ الإيراني في مكان والدولار في مكان آخر. خطّان يعكسان حقيقة واقع بدأ اللبنانيون يتلمسونه، بعدما استفاقوا من سكرة هذا التطور الإقليمي العملاق الذي أتى من حيث لم يحتسبه طرف… وخصوصاً الاوهام التي بُنيت على تحوّلات كبرى في الداخل ستنعكس تفكيكاً للأزمة اللبنانية وحلول إنسيابية.

توقعت اوساط ديبلوماسية عربية عبر «الجمهورية»، ان يكون لبنان هو»الترجمة العملية الأولى للاتفاق السعودي ـ الإيراني، في اعتبار انّ الأزمة التي تعصف بربوعه هي الأسهل على المقاربة والمعالجة لجهة انتخاب رئيس جمهورية وتكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة». واكّدت «انّ لبنان سيكون هو الترجمة العملية لاختبار النيات المتبادلة بين الفريقين، وهو المساحة الاسهل، لأنّ الإشكالية المطروحة اليوم هي حلّ الأزمة الرئاسية، خصوصاً انّ لبنان شهد تسويات في مراحل سابقة، بدءاً من الدوحة وصولاً إلى تسوية العام 2016، ولم يكن هناك من توافق بهذا الحجم كما حاصل اليوم، وهو التوافق السعودي ـ الإيراني برعاية صينية، وبالتالي فإنّ الاندفاعة الإيرانية ـ السعودية ستؤدي إلى ولادة تسوية رئاسية ـ سياسية ترضي جميع الاطراف وبما يُطلق عجلة الدولة اللبنانية.

أجندة الستين

غير انّ مصادر سياسية واكبت الاتفاق في الكواليس خلال الايام التي تلت الاعلان عنه قالت لـ»الجمهورية»: «صحيح انّ لبنان من أبرز ساحات الاشتباك التي ستشملها الهدنة، لكن تقاطع المعطيات التي تصلنا يؤكّد أن لا عصا سحرية، وانّ التعقيدات في المربّع نفسه، لأنّ أجندة الستين يوماً التي وضعت لتنفيذ الاتفاق وبلورة الصورة ستكون لليمن أولاً، ولم تلحظ حلاً للبنان الذي تُرك له ترميم نفسه بنفسه. فمسار التفاوض طويل وشائك، وفيه «طلعات ونزلات» والأولوية هي للملفات الكبرى، اما الاوراق الثانية ولبنان من بينها، فسيتمّ ترتيبها في ما بعد، وستكون مرتبطة بنتائج الاتفاق ونجاح المفاوضات».

وفي أي حال، فإنّ التفاعل مع الاتفاق السعودي ـ الإيراني متواصل داخلياً وفي كل الاتجاهات، بانتظار لما سيكون له من انعكاسات عملية على الاستحقاق الرئاسي وبقية الاستحقاقات كما على الأزمة عموماً. وعلمت «الجمهورية»، انّ اتصالات ومشاروات ناشطة بعيداً من الاضواء، استعداداً لملاقاة تلك الانعكاسات. في وقت قال مرجع كبير لـ»الجمهورية»، انّ انتخاب رئيس الجمهورية بدأ يقترب، وانّه سيتمّ في مهلة اقصاها بعد انتهاء الصومين المسيحي والاسلامي.

وفود برلمانية اوروبية

على انّ اتفاق الرياض وطهران اطلق حراكاً عربياً ودولياً في اتجاه لبنان، فوصل إلى بيروت أمس الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط والتقى عدداً من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ونُقل عنه توقّعه انتخاب رئيس جمهورية قريباً.

في هذه الأثناء نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر رسمي لبناني، أنّ «مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، تتوجّه إلى لبنان في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، في إطار جولة لها في المنطقة». وذكر المصدر أنّ «ليف من المقرر أن تلتقي برئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، ورئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​عبد الله بوحبيب​، فضلاً عن عدد من القيادات السياسية اللبنانية، في إطار متابعة نتائج اجتماع باريس الخماسي الذي عُقد في شهر شباط الماضي في العاصمة الفرنسية، والذي شاركت فيه كل من ​الولايات المتحدة​ و​فرنسا​ ومصر والسعودية وقطر؛ وناقش الملف اللبناني بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والمالية والإنسانية».

إلى ذلك تواصل بعض الوفود الاوروبية الموجودة في بيروت جولاتها بالتزامن مع وفد اميركي من «تاسك فورس ليبانون»، بحيث سيلتقي وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب وفدين برلمانيين اسباني وايطالي، وقبلهما سيكون هناك لقاء مع رئيس بعثة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة اللواء باتريك غوشا، الذي جال امس على القيادات الأمنية ومنها المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري وبحث معه في «أوضاع الحدود وسُبل التنسيق بين الأمن العام ومؤسّسات الأمم المتحدة».

باسيل يهاجم «الثنائي»

تلاحقت أمس المواقف الداخلية من مجمل التطورات، على اكثر من مستوى. وفي موقف لافت، هاجم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «الثنائي الشيعي»، قاصداً قطبيه في تغريدة واحدة، متهماً حركة «امل» بالسيطرة على المالية و»حزب الله» بالانتقاص من سيادة الدولة. وقال باسيل مستفيداً من ذكرى 14 آذار ليقول فيها، إنّها كانت «بداية استعادة الحرية والسيادة والاستقلال». واضاف: «في العام 2005 استعدناهم بعد نضال صعب»، ولكن تبين لاحقاً انّ «الحفاظ عليهم أصعب! لأنّ الحرية منقوصة لما بتقبل حداً يفرض عليك شي، والإستقلال مش ناجز لما ماليتك مرهونة، والسيادة مش كاملة لما القرار الحر مفقود». ووعد باسيل بمزيد من الكلام في المؤتمر العام للتيار الذي سيُعقد في ٢٦،٢٥،٢٤ من الجاري لـ «نحكي أكثر».

وتوقف تكتل «لبنان القوي» خلال اجتماعه الدوري برئاسة باسيل أمس، عند الإتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين، واعتبره «حدثاً مهمّاً قد تكون له تأثيرات إيجابية على لبنان. وهو يدعو اللبنانيين إلى آداءٍ يجعل أي إتفاق في المنطقة لمصلحة لبنان لا أن يكون من ضحاياه». وأكّد موقفه «اعتبار رئاسة الجمهورية إستحقاقاً سيادياً، لا يجوز مطلقاً ربطه بأي تطور خارجي». وكرّر الدعوة إلى «حوار بين القوى السياسية حول هذا الاستحقاق على قاعدة الاتفاق على برنامجٍ انقاذي ينتهجه الرئيس المنتخب وتنفذّه الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب، على ان يتمّ إنتخاب الرئيس الأنسب لهذا البرنامج الإصلاحي والإنقاذي. وفي هذا الاطار يتحمّل المسيحيون المسؤولية الأولى في الاتفاق بين الراغبين من بينهم على ذلك، لاختيار الشخص الأنسب».

صدمة قاتلة

وإلى ذلك، وصف نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال احتفال «تجمّع العلماء المسلمين» بالذكرى الـ 42 لتأسيسه «في الاتفاق السعودي ـ الإيراني» بأنّه «بارقة أمل لتعاون دول المنطقة وأمنها وتطوير اقتصادها وتعزيز استقلالها وخياراتها الحرة».

وفال: «نحن كحزب الله والرئيس بري أعلنا الموافقة والدعم لترشيح سليمان فرنجية، وإذ بنا نرى أنّ بعض الذين كانوا ينادون بضرورة تحديد المرشح قد أُصيبوا بصدمة قاتلة، لماذا أنتم تستفزون بطرح الرئيس وبطرح المرشح؟ قولوا لنا ماذا تريدون؟ تريدون مرشحاً أو لا تريدون؟ نحن طرحنا من نؤمن أنّه صالح للقيادة، تفضلوا أنتم واطرحوا ما لديكم، ثم بعد ذلك إن أردتم أن نناقش معاً في أسماء المرشحين علناً لتقريب وجهات النظر فنحن حاضرون، وإن لم تقبلوا ذلك فيكون الأوان قد آن لجلسة مجلس نيابي ويختار المجلس النيابي من يريد». وأضاف: «أما هذه النقاشات وشكوى البعض أننا طرحنا سليمان فرنجية من أجل أن نحرقه فهذا مستحيل، لأننا لسنا من الجماعة الذين يلعبون على العواطف والمشاعر أو يستغلون بعض الأشخاص من أجل أن يكونوا معبراً لأشخاص آخرين. كلمتنا كلمة وموقفنا موقف وتأييدنا للوزير فرنجية لأنّه جدير بالرئاسة ونقطة على السطر».

جنبلاط في الكويت

وفي زيارة لافتة غير مسبوقة، وصل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط إلى الكويت في زيارة رسمية يلتقي خلالها أمير الدولة ومجموعة من المسؤولين الكبار. وعلمت «الجمهورية» انّ جنبلاط قد يتوجّه من الكويت إلى دولة قطر في زيارة خاصة.

ووصف جنبلاط في حديث اذاعي «الاتفاق السعودي ـ الإيراني» بـ»الحدث الكبير»، آملاً في «أن يُترجم هذا التقارب بتسوية في لبنان تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، قبل حزيران»، وقال: «لا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحدٍ على الآخر»، مفضّلاً «الرئيس التوافقي الذي يملك بعداً اقتصادياً». ولفت الى أنّ «التوافق الإقليمي السعودي- الإيراني حدث كبير يفوق طرحي وطرح الرئيس برّي والسيد حسن»، معتبراً أنّ «للإتفاق أبعاداً هائلة على الإقليم». وقال: «لا أملك أي جواب عن موعد انتخاب رئيس للجمهورية، فليكن الاتفاق حافزاً للكف عن التحليلات الكبرى ومحاولة تقريب وجهات النظر».

السفير المصري في بنشعي

وفي هذه الأجواء، سُجّل تطور ديبلوماسي تمثل بزيارة السفير المصري الى بنشعي، حيث التقى رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وتخلّل اللقاء «بحثٌ معمّق في المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة».

وقال النائب طوني فرنجية في حديث متلفز امس: «في ظلّ المعارك السياسية الكثيرة التي عرفها لبنان استطاع رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية ان يحافظ على علاقته مع مختلف الأفرقاء، وحتى في أوج الانقسامات، مدّ فرنجية يده الى الجميع وسامحهم لأنّه يهدف دائماً إلى لمّ الشمل». واضاف: «من يعاير اليوم فرنجية بأنّه وفي حال تمّ انتخابه سيكون امتداداً لعهد الرئيس ميشال عون هو نفسه من انتخب عون وأوصله إلى سدّة الرئاسة الاولى». واشار إلى انّه «بغض النظر إن كان تيار «المردة» طرفاً او لم يكن، فالمهم هو انّ فرنجية لديه كل القدرة اليوم على التواصل مع مختلف الاطياف السياسية، تماماً كما كان يفعل في ظلّ الانقسامات الكثيرة التي شهدتها البلاد. كما انّ ما يميز فرنجية هو قدرته على التواصل مع الفرنسي والاميركي و»حزب الله» وسوريا في الوقت نفسه».

وعن علاقة رئيس «المردة» مع الدول العربية اكّد النائب فرنجية «انّها مبنية على الاحترام، والمحبة، ولم تعرف في اي يوم من الايام اي شكل من اشكال العداوة او الخصومة. وبالنسبة إلى العلاقة مع المملكة العربية السعودية يمكن القول انّ التواصل ليس يومياً، لكن تعزيزه سيؤدي إلى تذليل كثير من الهواجس، وهذا ما لمسناه من خلال تلبية رئيس «المردة» الدعوة الى احتفالية «الطائف 33» (في قصر الاونيسكو)».

ولفت المراقبين كلام متلفز لعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ​قبلان قبلان​⁩ اكّد فيه أن «لا مشكلة في تأمين الـ 65 صوتاً لانتخاب رئيس للجمهورية، ونعتقد انّه آن الأوان كي يُنتخب رئيس للجمهورية كي نخرج من النفق الكبير». واشار قبلان إلى انّ «الموقف السعودي من مسألة الرئاسة يتلخّص بأن لا مرشح تقف خلفه ​السعودية​، بل تقف وراء اللبنانيين ولا فيتو على اسم اي مرشح».

بو نجم ينفي

وفي محاولة لجبه الروايات التي تحدثت وجود لائحة مرشحين لرئاسة الجمهورية تضمّ 12 شخصية لدى بكركي، أصدر موفد البطريرك الماروني الى القيادات المسيحية الحزبية والسياسية راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم البيان الآتي: «إنّ المعلومات عن الأسماء التي يجري تداولها مؤخّراً في الإعلام، على أنّها الأسماء المقترحة من قِبل غبطة البطريرك الراعي، هي معلومات غير دقيقة، لأنّ غبطته لا يدخل في لعبة الأسماء، ولا يمكن اعتبار هذه اللائحة رسميّة من قِبل بكركي، إذ إنّ هناك أسماء خارج الأسماء المتداولة. فاقتضى التوضيح».

عقوبات فرنسية

من جهة ثانية، وفي خطوة لافتة في توقيتها وشكلها ومضمونها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنّها تبحث مع الحلفاء في فرض عقوبات على من يعرقلون الجهود الرامية للخروج من المأزق الدستوري في لبنان.

وقال ديبلوماسيان على علم بالمحادثات، إنّ باريس أثارت مسألة فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي، تستهدف زعماء لبنانيين. لكنهما نبّها إلى أنّ الفكرة لم تكن على قمة أولويات جدول الأعمال فيما يبدو.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير ليجيندر للصحفيين في إفادة يومية «ندعو السلطات اللبنانية والقادة اللبنانيين وجميع القادة السياسيين للخروج من هذا المأزق الدستوري… لقد أكّدنا أنّ أولئك الذين يعرقلون… قد يتعرضون لعواقب».

وحين سُئلت ليجيندر عن مدى استعداد باريس لاستخدام هذه الآلية الآن أو وجود شيء ملموس بالفعل، قالت «إنّ هناك مشاورات مع الشركاء». وأضافت: «نعكف حالياً على فحص الوضع لنرى ما يمكننا عمله بشأن هذه العواقب».

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الدولار يخترق المائة ألف!

جنبلاط مع بكركي لمسيحيَّة الترشيح.. ومواكبة أميركية لاستجواب سلامة اليوم

في واحدة من أسوأ انهيارات العملة الوطنية، ابتلع الدولار الاميركي الهائج عبر تطبيقات المتلاعبين، المدعومين بسكوت مخيف من الطبقة السياسية، وفي ظل اضراب بالغ الخطورة والالتباس للمصارف ما تبقى من قدرة شرائية لليرة اللبنانية بمائة ضعف ويزيد فتبارت، مع هذه النتيجة، اسعار المحروقات لتقترب من مليوني ليرة لبنانية صفيحة البنزين، ويتجاوز سعر ربطة الخبز الـ50 ألفاً، مع انعدام الخدمات الصحية والاستشفائية والنقص الهائل في الادوية لما هو مستعصٍ من الامراض، وحتى حبة الاسبرين او البنادول، مما افقد المواطن قدرته على الخروج من منزله او الذهاب الى عمله في شلل غير مسبوق للادارة العامة، التي تعقد رابطتها عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الخميس في مبنى نقابة الصيادلة مؤتمراً صحفياً تتحدث فيه عن استمرار الاضراب والمطالبة بمضاعفة الراتب والتقديمات 5 اضعاف مع تقديمات مماثلة للصناديق الضامنة وتعاونية موظفي الدولة، بعدما حال الطقس السيىء والمخاوف من المطر من تنفيذ الاعتصام، الذي كان مقرراً بعد ظهر اليوم، وسط بيروت..

في ظل هذا الاغتيال الآثم لليرة اللبنانية التي صمدت عقوداً من الاقتتال والحروب والانقسامات، ومعها تجري اقذر عمليات اذلال لشعب، يمثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام التحقيق الاوروبي في قصر العدل، بادارة المحقق اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا.

واستبقت جمعية المصارف جلسة الاستجواب التي اعدت الترتيبات لها امنياً ودفاعياً، فهو سيحضر اي الحاكم مع وكيليه الفرنسي واللبناني، ليرد على ما لا يقل عن مائة سؤال كما تردد، بالعودة الى الاضراب اعتراضاً على حدّ ما قيل، على الاحكام الصادرة من القضاء بوجه بعض البنوك لصالح المودعين، الذي اعتبر من قبل جمعيات المودعين بأنه هروب من المساءلة، واستفزازاً للتشريع لحماية البنوك الناهبة لحقوق اللبنانيين من الملاحقة القضائية والقانونية المشروعة.

على ان مصادر مصرفية ابلغت جهات نافذة، حسب معلومات «اللواء» ان مصير الاضراب واستمراره سيتقرر في ضوء نتائج استجواب سلامة، والخطوات المقبلة على ان ينتهي اضراب المصارف الاسبوع المقبل.

وعلى المقلب الرئاسي، يدور السؤال، وسط حركة الموفدين العرب والدوليين: هل تتمكن بكركي مدعومة من التيار الوطني الحر من وضع حاجز امام وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، مدعوماً من ثنائي امل – حزب الله في ترشيح جدي، قال عنه نائب الامين العام لحزب الله انه ليس للمناورة؟سص

واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن مرحلة جديدة بدأت بالمنطقة العربية والجوار، بعد التوقيع على الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية، وقالت ان ما قبل الاتفاق ليس كما بعده على الاطلاق، لان كل دول المنطقة بحاجة إلى التفاهم والاستقرار والتفاعل الاقتصادي والتعاون بمختلف المجالات، لتجاوز مؤثرات وتداعيات عقود من الخلافات والحروب والفتن التي تسبب بها التدخل الايراني في شؤون واوضاع الدول العربية الداخلية.

ودعت المصادر الى ترقب نتائج ومترتبات هذا الاتفاق الذي مايزال مضمونه وتفاصيله غير معلنة، لمعرفة ما يتضمنه، للتصرف على اساسه، والبناء عليه في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وحل الازمة التي تعصف بلبنان، ولفتت إلى ان محاولات بعض الاطراف، اعتبار ما حصل انما هو انتصار لفريقه السياسي على حساب خصومهم السياسيين، ليس صحيحا على الاطلاق، ويهدف الى الاستئثار وفرض موقفه، بالقوة، كما كان سائدا يومذاك..

وشددت المصادر على ان اولى مفاعيل الاتفاق السعودي الايراني على لبنان، سقوط محاولات فرض مرشح استفزازي للرئاسة، كما طرح بالاسابيع الماضية، بعدما فشلت كل من المعارضة بتسويق مرشحها النائب ميشال معوض، وحزب الله وحركة امل وحلفائهما بتسويق الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما اصبح المجال مفتوحا، للبحث جديا بالصيغة التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ليتم إختيار الرئيس المرتقب على اساسها، وقد يكون من خارج لائحة الأسماء التي ضمنها بالصيغة، اذا كانت الاطراف موافقة عليه ودعت المصادر الى الاسراع وعدم هدر مزيد من الوقت سدى، إن كان بالتريث لانتظار مدة الشهرين المحددة لتنفيذ الاتفاق السعودي الايراني، لمعرفة كيفية اتجاه الامور ومدى التقيد بمضمونه، لان المكتوب يقرأ من عنوانه، ولا بد من الاسراع بالاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تفاديا لمزيد من التداعيات السلبية الناجمة عن الفراغ الرئاسي ووضع حد للانهيار المالي المتواصل، دون ضوابط.

ومع مواصلة راعي ابرشية انطلياس للموارنة المطران انطوان بو نجم اتصالاته، ونفيه دقة اللائحة المسربة على انها مدعومة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للرئاسة الاولى، اعتبر تكتل «لبنان القوي» الذي اجتمع برئاسة النائب جبران باسيل ان «المسيحيين يتحملون المسؤولية الاولى في الاتفاق بين الراغبين لاختيار الشخص الانسب للرئاسة الأولى».

والتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي وصل الى الكويت مساء امس مع موقف باسيل، حيث اعلن انه يفضل الرئيس التوافقي، الذي يملك بعداً اقتصادياً، متسائلاً في تصريح «لصوت لبنان» لماذا لا نرشح العنصر النسائي.

ونقل موقع جريدة «الانباء» الالكتروني الناطق بلسان الحزب التقدمي عن مصادر مقربة قولها ان «الرئيس يجب ان يكون مقبولاً من القوى المسيحية وغير مستفز»، مطالبة بأن يكون الرئيس مقبولاً من القوى المسيحية الرئيسية.

وعلمت «اللواء» ان جنبلاط توجه عصر امس، إلى الكويت، على رأس وفد نيابي وقيادي من الحزب، من ضمن المشاورات واللقاءات التي يجريها لمعالجة بعض المشكلات التي يُعانيها لبنان على كل الصعد، ولما للكويت من مساهمات على هذا الصعيدلا سيما الانساينة منها.

وستكون لجنبلاط، بحسب مصادر الحزب، لقاءات سياسية مع المسؤولين الكويتيين، ومنها لقاء مع وزير الخارجية الكويتي، الهدف منها شرح مبادرات جنبلاط والحزب لمعالجة المشكلات القائمة ولا سيما تعثر انجاز الاستحقاق الرئاسي ودعوته للحوار للتوافق على مرشح مقبول من كل الاطراف..

وستكون لجنبلاط لقاءات مع الجالية اللبنانية وبعض الشخصيات الاغترابية، كما سيكون هناك لقاء مخصص لمصلحة مركز معالجة سرطان الاطفال في الجامعة الاميركية في الكويت.

وعلى صعيد الحراك العربي والدولي باتجاه لبنان، في اطار تلمُّس ما يمكن فعله لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على وقع الواقع المعيشي المأساوي في البلاد، استقبل فرنجية في دارته في بنشعي سفير جمهورية مصر العربية الدكتور ياسر علوي، وجرى «بحثٌ معمّق في المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة».

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان المواقف التي تصدر تعطي الانطباع بأنه ثمة حركة ما لخرق المراوحة، لكن المعطيات تشير الى ان اللقاءات لم تخرج بأية نتيجة فعلية، وان العوائق ما تزال على حالها، داعية لعدم اسقاط استدارة النائب جنبلاط الرئاسية لجهة الدعوة الى الرئيس التوافقي.

أبو الغيط: سيكون للبنان رئيس

فقد جال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم على المسؤولين اللبنانيين، فزار عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت ويجب ان نسرع بهذه الخطوة لأن الامور خطيرة.

كما زار ابوالغيط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.

خلال الاجتماع أكد أبو الغيط «أن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر ايار المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح ان يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصاديا ويتناول كيفية مساعدة الاقاليم العربية المحتاجة .

وشدد على «أن القمة السعودية -الصينية-الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي ارساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وايران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».

«تاسك فورس» تحذّر

كذلك جال وفد من مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان (فورس تاسك فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل على المسؤولين، فزار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب. وبعد اللقاء تحدث بوحبيب الذي أعلن ان زيارة الوفد «هي لتشجيع اللبنانيين والمسؤولين على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، واقرار الإتفاق مع صندوق النقد الدولي لكي يعود لبنان الى ما كان عليه».

اضاف بو حبيب: كما بحثنا في موضوع صندوق النقد الدولي، وملف النزوح السوري لأنهم سند قوي لنا في هذا الملف.

بدوره تحدث السفير السابق إدوارد غابرييل الذي قال: اننا قلقون جدا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وقد لمسنا معاناة الشعب اللبناني في تدبير معيشته من خلال اللقاءات التي أجريناها، في ظل عدم توافر الكهرباء والمياه وكل مقومات العيش، وفي ظل الركود الاقتصادي المتردي لا يمكن للمواطنين اللبنانيين ايجاد الوظائف.

أضاف: جئنا لنستطلع سُبل مساعدة الشعب اللبناني وقد التقينا اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتحدثنا عن السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية هذه الاراضي، ونرى ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جدا بمساعدة الولايات المتحدة، ليس فقط في موضوع الامن وحفظ الاستقرار، ولكن ايضا في موضوع مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، وقد تلقينا تقريرا جيدا عن هذا الموضوع من قِبل قائد الجيش.

وزار الوفد ايضاً، وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، وقال غبرييل: جئنا للتحدث مع وزير العدل لفهمٍ أفضل لكيفية عمل القضاء من أجل تحقيق العدالة في ملف انفجار المرفأ وغيره من الملفات بشكل عام، وفهم العملية المتعلقة بانفجار المرفأ وكيفية تحقيق العدالة القضائية المستقلة لهذا الملف. وقد كان الوزير صريحا جدا معنا في وصف التحديات التي واجهها منذ البداية، والتحديات التي يواجهها في الملفات الأكثر شيوعا والتي قرأنا عنها بشكل عام في كل المجالات.وسننقل هذه المخاوف الى واشنطن ونعبّر لصانعي السياسة هناك عما علمناه، لكننا نترك للوزير انطباعا مباشرا بأن هناك مثل هذا القلق الذي يجب أن نبدأ فيه محادثات تحسين استقلالية القضاء آملين مواصلة هذا الحوار.

وقال الخوري: وصل الوفد الى لبنان للاستعلام عن كل الأوضاع اللبنانية ومنها الاقتصادية والمالية والسياسية، وبما فيها أيضا الشأن القضائي، وكيفية سير العدالة في لبنان. لقد شرحنا للوفد الوضع القائم بحيث ميّزنا ما بين الفترة 2019 حين كانت الأمور تجري بشكل سليم وصحيح وقانوني، وما بعد 2019 والمصاعب التي اعترضت حسن سير العمل القضائي، كما تطرقنا أيضا الى الملفين اللذين يشغلان الوضع اللبناني داخلياً وخارجياً وهما ملف انفجار المرفأ وملف المصارف.

اضاف: من الطبيعي أن هناك أموراً لا يمكن لوزارة العدل إعطاء أي معلومة حولها بما فيها الملفات القضائية لأنه لا يحق لنا التدخّل في الملفات كجهة سياسية، وقد طلبنا من الوفد مساعدتنا على البت بهذه الملفات من خلال الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية تأمين صور الأقمار الصناعية إن أمكن، لأن هذا الأمر يساهم بتعجيل البت بالملف وبالتالي في إحقاق العدالة.

والتقى الوفد ايضاً نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ثم قائد الجيش العماد جوزف عون واطّلع أعضاء الوفد على المهمات التي يقوم بها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره، والصعوبات التي يمر بها في ظل الأزمة الحالية وسبل مساعدته لتخطيها.

غلاء المعيشة

على الصعيد المعيشي، استقبل ميقاتي الذي يغادر الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، رئيسَ اتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: بحثنا في اصدار مراسيم زيادة غلاء الأجور في القطاعين العام والخاص، واشار الى امكان ان يبحث في أول جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل بعد عودته من روما في هذه المواضيع.

اوضح ان هذه الزيادات التي بحثت تم الإتفاق عليها عندما كان سعر الدولار نحو 40 الف ليرة لبنانية، وهي لم تعد تفي بالغرض أمام دولار بلغ نحو مئة الف ليرة، لذلك دعونا الهيئات الاقتصادية ووزير العمل لإعادة إحياء لجنة المؤشر في هذه المرحلة الخطرة، لاقرار زيادة أخرى تتماشى مع الوضع وتفي بالغرض، اي اقرار سلّمٍ متحركٍ للأجور مرتبطٍ بالدولار الأميركي في القطاعين العام والخاص حتى لا نبادر الى اجتماعات يومية.

وقال: نحن أمام سعر متحرك للدولار، وما من مسؤول يحاسب أو يبادر الى اتخاذ إجراءات معينة، واقصد هنا المسؤولين الماليين، لتثبيت سعر صرف الدولار، لأن هذا الارتفاع يؤدي بنا من كارثة الى أخرى، ومن هنا ضرورة تثبيت سعر صرف الدولار لنتمكن من البدء بالمعالجات.

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

الدولار بمئة ألف… من يسبق التسوية ام الفوضى؟

 توجّه لجمع الاطراف اللبنانية في بلد عربي بمشاركة دولية وانتاج «دوحة ٢»

هل طلبت السعودية تنسيقاً امنياً لبنانياً ــ سورياً لوقف تهريب الكبتاغون؟ – رضوان الذيب

هل طلبت السعودية تنسيقا امنيا لبنانيا سوريا لوقف عمليات تهريب الكبتاغون الى الرياض ودول الخليج؟ وهل طلبت الرياض ايضا من الدولة اللبنانية التدخل لوقف بث قناة المسيرة التابعة للحوثيين في الضاحية و النشاط السياسي وغرفة العمليات؟ هذا ما طلبته الرياض من سوريا ولبنان مؤخرا حسب المطلعين على الاتصالات، وتجاوبت دمشق فورا، اما لبنان فوعد عبر نجيب ميقاتي بالمساعدة؟ وبالتالي فان الرياض لم تتطرق الى الملف الرئاسي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، لا مع دمشق ولا مع اي جهة دولية واكتفت بالمواصفات والعناوين الاصلاحية للرئيس المقبل، كما حددها السفير السعودي البخاري بعد زيارته للراعي. وحسب المطلعين على الاجواء السياسية، فان الخلاف بين حزب الله والسعودية على اليمن وليس على سليمان فرنجية وسوريا، كما ان الخلاف بين الرياض وطهران ليس على سوريا والعراق مطلقا بل على اليمن، ولا يمكن للرياض ان تحقق طموحاتها ٢٠٣٠، والمسيرات اليمنية فوق اراضيها، ولذلك فان الملف اليمني هو مفتاح الحلول والولايات المتحدة في اجوائه رغم انزعاجها من اعلان الاتفاق من الصين، لكن همها الاساسي منصب حاليا على باخموت في اوكرانيا والحرب الباردة.

وحسب المطلعين، فان التركيز السعودي منصب على اليمن اولا، وما جرى في الصين ليس الا امتدادا للمسار الذي بدا في بغداد ومسقط، وسينعكس ايجابا على كل دول المنطقة، ويخفف التوترات السنية الشيعية والاتهامات لطهران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كما سيحظى الاتفاق بدعم خليجي في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي، فالاتفاق في الصين «يمني الهوى» وبدا بسلسلة اجتماعات للضباط السعوديين والحوثيين الذين توصلوا الى التفاهمات الاتية في سويسرا : وقف شامل لاطلاق النار، اقامة منطقة عازلة بين شمال اليمن والاراضي السعودية بعمق ٢٠ كيلومترا بالاضافة الى منع الحشود العسكرية وتسيير دوريات مراقبة، فتح ميناء الحديدة، تبادل للاسرى، ودائع سعودية في المصارف اليمنية، بالاضافة الى بنود اخرى، واعطيت مهلة شهرين لصياغة التفاهمات والتنفيذ . واذا نجحت الامور يتم الانتقال الى الساحة السورية وبعدها العراقية، اما في لبنان فالحل ليس معقدا «وبالجاذبية» وبوهج ما جرى في اليمن «لا غالب ولا مغلوب» يتم انتخاب رئيس الجمهورية.

وحسب التسريبات السياسية، فان النجاح في اليمن يفتح الابواب لتسوية كبرى في المنطقة ستطال العلاقات الاردنية المصرية مع طهران، اما على الساحة السورية فان لقاءات المسؤولين الامنيين السعوديين والسوريين لم تنقطع منذ تولي الامير محمد بن سلمان مقاليد السلطة، ويسير الحوار بخطى ايجابية منذ اشهر، بعد تعثره بسبب رفض دمشق مناقشة الوجود الايراني على اراضيها مع المسؤولين السعوديين، وتمسكت في هذه العلاقة، ويبدو ان الرياض قدمت تنازلات في هذه النقطة مؤخرا على ان يناقش حدود التدخل الايراني في سوريا والعراق بعد انجاز الملف اليمني وهناك تعويل على الدور الصيني في هذا المجال، وحسب المطلعين، فان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين باتت مسالة وقت، وحضور دمشق للقمة العربية اصبح محسوما، كما ان الرياض شجعت سوريا وانقرة على التقارب، والوديعة السعودية في المصارف التركية ستفتح منافذ جديدة لتثبيت التسويات في المنطقة، وتؤكد المعلومات، ان مسؤولا سعوديا كبيرا قال لزميله السوري : «ولي العهد الامير محمد بن سلمان لم يكن في الحكم ولم يكن مسؤولا عندما اتخذت قرارات الحرب ضد سوريا». وهذا ما يؤكد التوجه السعودي الجديد الذي سينعكس ايجابا على العلاقات السورية اللبنانية وتجاوز المرحلة الماضية، وليس مستبعدا حصول تبدلات في مواقف العديد من الشخصيات السياسية تجاه سوريا في المرحلة القادمة.

هذه المؤشرات حسب المطلعين، تفتح افاقا جديدة في المنطقة مغايرة جذريا لمرحلة ٢٠١١، وفي المعلومات، ان هناك توجها عربيا لجمع الاطراف اللبنانية على طاولة حوار، الارجح عقدها في مصر او العراق وربما مسقط برعاية دولية، لانتاج تسوية داخلية وحل الموضوع الرئاسي كما حصل في الدوحة. بعد ان اعلنت جميع القوى السياسية ترحيبها بالاتفاق بالاضافة الى النواب المستقلين والتغيريين والاشتراكي، كما ابدى التيار الوطني الحر ارتياحه للاتفاق كونه يفتح ابواب الحوار بين الاطراف اللبنانية وتقدم الخيار الثالث رئاسيا مع استبعاد كل الاسماء المتداولة، كما رحبت القوات اللبنانية بالاتفاق وحصرت نتائجه وتداعياته باليمن، ويبقى البارز، الارتياح الشعبي الشامل في ظل تعب الناس من الظروف الماساوية على كل الصعد.

جنبلاط

دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى انتخاب رئيس توافقي قبل حزيران، شرط ان لايكون الرئيس التوافقي «نكرة» مجددا رفضه لانتخاب رئيس محسوب على فريق معين وهذا امر صعب جدا، وهناك انقسام داخل المجلس النيابي مفضلا رئيسا يملك توجهات اقتصادية ورؤى اقتصادية مما يشجع السعودية وغيرها على تقديم المساعدات للبنان.

مسؤول اميركي في بيروت اواخر اذار

من المتوقع ان يقوم مساعد وزير الخارجية الاميركية بربارا ليف بزيارة بيروت اواخر اذار للبحث مع المسؤولين اللبنانيين الاوضاع اللبنانية وتطورات المنطقة، كما يزور لبنان موفدون اوروبيون، وكان امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط زار بيروت واكد على خطورة الاوضاع متوقعا انتخاب رئيس للجمهورية قريبا، وكشف ان قطر والمغرب ما زالا يعارضان عودة سوريا للجامعة العربية مسجلا اعتراضه على موقف الدولتين

على صعيد اخر، سرت معلومات عن توجيه نصائح عربية الى عدد من الاطراف المحلية بضرورة عدم «السباحة» عكس التيار، لان ما يجري تسوية كبرى شبيهة بتسويتي ١٩٧٦ واتفاق الطائف ١٩٩٠، وهناك توافق عربي ودولي على ان المشكلة تكمن بالطقم السياسي الموجود، والفساد، والمرحلة الجديدة تتطلب علاجات من نوع اخر ونفضة شامله في كل المفاصل كي يتمكن لبنان الخروج من الازمة. وانقشاع الصورة بحاجة الى شهرين فقط .

الازمة الاقتصاية

المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان قد تكون من اخطر المراحل، فمن يسبق : التسوية ام الانهيار؟ وفي المعلومات المؤكدة، ان هامش الحلول بدا يضيق ولا قدرة لمصرف لبنان على التدخل في موضوع ارتفاع الدولار الجنوني، ومن المتوقع وصوله اخر الشهر الى ١٣٠ الف ليرة، كما تعاني المصارف من ازمة سيولة وانتشار معلومات عن افلاس بعضها بالتزامن مع اجراءات قضائية دفعتها للعودة الى الاضراب المفتوح بدءا من نهار امس حتى نهار الاثنين، مقابل عجز رئيس الحكومة والسلطة القضائية الاولى عن تجميد الاجراءات بحق بعض المصارف .

التحقيق مع رياض سلامة

ومن المتوقع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على خلفية الاتهام الموجه له من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش، باختلاس وتبييض اموال مع شقيقه رجا وماريان حويك، وسيحضر التحقيق القاضية الفرنسية اودي بيسي مع وفد قضائي اوروبي، وعلم ان التحقيقات لن تشمل سلامة فقط بل ستطال في المرحلة القادمة شخصيات اخرى، وسيتولى التحقيقات قضاة اوروبيون.

وفي ظل الاستعصاء الداخلي، تجمع معلومات المحللين الاقتصاديين على صعوبة المرحلة في الاشهر القادمة، وارتفاع معاناة الناس بعد «دولرة» الاسعار في قطاعات المحروقات والادوية والطحين ومولدات الكهرباء والمواد التموينية والاستشفائية وكل مقومات الحياة، وهذا ما ادى الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ما انعكس في استهلاك المحروقات بمعدل ١٠٠ الف صفيحة في اليوم، وتراجعا في نسب الدخول الى المستشفيات وزيارات الاطباء وشراء الادوية والمواد التموينية والالبسة والمطاعم وسيارات التاكسي، كما ساهم اضراب موظفي القطاع العام في شل كل المؤسسات، ووصلت الاضرابات الى معلمي المدارس الخاصة والشركات الكبرى التي تلجا يوميا الى عمليات الصرف بحق الموظفين، واللافت ان وزارة الصحة السورية سجلت ارتفاعا ملحوظا في نسب اللبنانيين الذين اجروا عمليات جراحية في مستشفيات دمشق بسبب الفوارق الكبيرة في الاسعار ومن كل المناطق اللبنانية، كما تساهلت السلطات السورية مع ركاب سائقي التاكسي المغادرين من دمشق الى بيروت الذين ينقلون معهم كميات كبيرة من الادوية على اختلافها وتحديدا المتعلقة بالامراض المزمنة بسبب الفوارق في الاسعار.

في ظل الواقع الماساوي الامور الى اين؟ وهل ستبقى الساحة للسوق السوداء؟ ومن يسبق التسوية الكبرى ام الانهيار الحتمي والفوضى والدماء والدموع، والناس «حبلت» والانفجار على بعد «سنتميترات» فقط.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المصارف مقفلة والدولار بلا سقف والسياسيون على كوكب آخر  

بينما مصائب اللبنانيين يتجاوز عددها المائة الف، انتقلوا امس الى طابق جديد في «جهنّم»، مع تسجيل الدولار رقما قياسيا «مخيفا» متخطيا سقف المئة الف ليرة لبنانية في السوق السوداء، التي باتت المُتحكّم الوحيد بيومياتهم السوداء، وسط عجزٍ رسمي فاضح عن ايجاد الحلول للمأساة المتوالية فصولا، والذي ينبئ بان انهيار العملة سيستمر وبوتيرة متسارعة، طالما ان الوضع المحلي «السياسي» على حاله.

لا تبدّل بعد

وفي ظل هذا الواقع المأزوم، التحذيراتُ الخارجية من انفجارٍ اجتماعي معيشي وشيك ترتفع، معطوفةٌ الى استعجال للانتخابات الرئاسية بما تمثله من مدخل الى الخلاص المرجو. غير ان اي معطى محلي لم يؤشر بعد الى تبدّل في المعادلة السلبية الرئاسية، لا بل قرّر بعضُ القوى ربطَ الاستحقاق بمسار اتفاق بكين، منتظرا تداعياته على الملف اللبناني، فيما من غير المستبعد الا  تكون له اي انعكاسات داخليا، وقد دعا وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، اللبنانيين منذ ايام، الى التوصل الى حل في ما بينهم.

الوضع خطير

على اي حال، وفي خانة الحركة الخارجية التي تحث على الانتخاب، برزت زيارة قام بها امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لبيروت امس، حيث قال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت و يجب ان نسرع بهذه الخطوة لأن الامور خطيرة. ابو الغيط زار ايضا السراي حيث اكد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر ايار المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح ان يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصاديا ويتناول كيفية  مساعدة الاقاليم العربية المحتاجة». وشدد على»أن القمة السعودية -الصينية-الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي ارساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وايران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».

قلق اميركي

هذا عربيا. اما اميركيا، فالرسالةُ التنبيهية نفسها..  فخلال استقبال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وفدا من مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل،الذي قال : نحن  قلقون جدا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وقد لمسنا معاناة الشعب اللبناني ومعاناته في تدبير معيشته من خلال لقاءاتنا التي أجريناها في ظل عدم توفر الكهرباء والمياه وكل مقومات العيش ، وفي ظل الركود الاقتصادي المتردي لا يمكن للمواطنين اللبنانيين ايجاد الوظائف. جئنا لنستطلع سُبل دعمكم لمساعدة الشعب اللبناني وقد التقينا اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون وتحدثنا عن السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية هذه الاراضي، و نرى ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جدا بمساعدة الولايات المتحدة ليس فقط في موضوع الامن وحفظ الاستقرار ولكن ايضا في موضوع مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود وقد تلقينا تقريرا جيدا عن هذا الموضوع من قِبل قائد الجيش».

انهيار الليرة

في الغضون، الانهيار يشتد، وقد هبطت قيمة الليرة اللبنانية امس الى مئة الف للدولار الواحد في ظل استئناف المصارف اضرابها. عليه، حلّقت اسعار المحروقات. اما القطاعات، فترفع الصوت لانها غير قادرة على الاستمرار، وقد نفذ اساتذة التعليم في المدارس الخاصة (او بعضها)، امس، اضرابا بينما يستمر اضراب زملائهم في القطاع الرسمي.

زيادة الاجور

ليس بعيدا، استقبل ميقاتي الذي يغادر الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، رئيسَ اتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: بحثنا مع دولة الرئيس في اصدار مراسيم زيادة غلاء الأجور في القطاعين العام والخاص، واشار الى امكان ان يبحث في أول جلسة لمجلس الوزراء  الأسبوع المقبل بعد عودته من روما في هذه  المواضيع.

تمويل الكهرباء

واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من البنك الدولي برئاسة نائب رئيس البنك  لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي اوضح ان «بالنسبة إلى موضوع تمويل الكهرباء الذي نبحث فيه منذ نحو سنة، فقلت مرة أخرى لدولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه بأن هذا المشروع لا يزال في إطار التعاون بين البنك الدولي ولبنان، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تسير بها الحكومة بشكل واضح».

اضراب المصارف

اقتصاديا ايضا، وعلى الصعيد المصرفي، عودٌ على بدء اذا، مع معاودة جمعية المصارف اضرابَها العام امس. وقد علمت «المركزية» في السياق، أن لا قرار حالياً بالتصعيد، وبالتالي لا نيّة لدى جمعية المصارف باتخاذ خطوات تصعيدية، وهي منفتحة على أي حوار يؤتي بالنتائج المأمولة تمهيداً لتعليق الإضراب، وإلا فهي متمسّكة به حتى إشعارٍ آخر، وتضع نفسها في حالة ترقّب وانتظار لما ستُفضي إليه المشاورات المفتوحة…

الاستماع لسلامة

اما على الخط القضائي – المصرفي، فتتجه الانظار الى جلسة الاستماع الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، من قبل محققين اوروبيين في قصر عدل بيروت. وقد افيد ان جلسة الاستماع سيحضرها سلامة شخصيا على الارجح، ووكيله القانوني الفرنسي ومعه المحامي اللبناني وان عدد الاسئلة التي ستطرح خلال الجلسة يقارب الـ100 سؤال.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram