لبنان على فالق زلازل المشاريع الخارجيّة وارتدادات هزّاتها الداخليّة

لبنان على فالق زلازل المشاريع الخارجيّة وارتدادات هزّاتها الداخليّة

Whats up

Telegram

 

لبنان على فالق زلازل المشاريع السياسية الخارجية بأدوات داخلية التي لا تتوقف عن هزاتها الارتدادية عليه، فتدمر الحجر وتقتل البشر وهي متقاربة في الزمان بين حصول زلزال واخر على عكس الزلازل الطبيعية التي قد تمر عقود وقرون دون ان تتكرر وتعود اليه.

ولذلك فان الصراع في لبنان هو على المشاريع التي تُرسم له واين يكون منها والتي ينقسم عليها اللبنانيون وهذا ما حصل منذ نشوء الكيان اللبناني في العام 1920 بوعد من الجنرال الفرنسي المستعمر للبنان غورو فتأسست "دولة لبنان الكبير" ومعه بدأ الصراع الداخلي فيه بين طوائفه، والصراع عليه بين المشاريع الخارجية فكان من ضمن لعبة الامم والصراع الدولي والاقليمي على النفوذ فيه وحوّل ساحته الى "حروب الاخرين" على ارضه كما كان يصف البضع "الحرب الاهلية".

وما يحصل منذ قرن في لبنان من ازمات وحروب هي نتاج عدم بناء دولة القانون والمؤسسات او رفض تطبيق القانون وتحويل المؤسسات الى "كانتونات طائفية ومذهبية" و"محميات سياسية" ففشلت الدولة الوطنية لصالح "الدولة – المزرعة" حيث ساهم الخارج بالتواطؤ مع الداخل من زعماء سياسيين في الطوائف والمذاهب بان يكونوا جسر عبور للقوى الدولية والاقليمية والعربية الى الداخل اللبناني اقتباسا عن ما حصل في خمسينيات القرن الماضي عندما قبلت الطوائف بدولة تحميها من بعضها فكان زمن حكم القناصل عبر "بروتوكول عام 1964" ومتصرف عثماني وحكم ذاتي لجبل لبنان الذي سمي بـ "متصرفية جبل لبنان".

ولم يغب حكم القناصل او الانتداب وكليهما استعمار واحتلال عن لبنان الذي كان دائما مطية لمشاريع خارجية ارتبطت بهيكل نظامه السياسي الطائفي الذي قام على تسويات سميت "ميثاق وطني" "وتوافق" له ديمقراطية وصيغة "العيش المشترك" واخيرا "وثيقة الوفاق الوطني" التي انجزت في الطائف.

من هنا فان لبنان هو مختبر المشاريع الخارجية لمصالح دولية التي لها ارض طائفية وسياسية خصبة في لبنان وفق قراءة سياسية وتاريخية لمن تابعوا احداث لبنان تاريخيا وسياسيا اذ لا يمكن اغفال التاريخ واحداثه واسقاطه على الحاضر واجراء نقد له للاستفادة منه للمستقبل، يقول مصدر سياسي ويشير الى ان اللبنانيين ما زالوا مختلفين على هوية وطنهم كما على نظامه وهذا يبرز مع كل ازمة سياسية ودستورية حيث تعلو الاصوات تطالب باسقاط "صيغة العيش المشترك" والدعوة الى التقسيم والفدرالية "ولكم لبنانكم ولنا لبناننا" وقد شهد اللبنانيون على ذلك في ازمات وحروب اخرى وقد كشفت الكتب التي صدرت عن الحرب واسرارها ما بين 1975 و1990، بأن لبنان سيبقى ساحة لتلقي المشاريع الخارجية والتي لها مروجون في الداخل واخرها المشروع الاميركي "للشرق الاوسط الكبير" الذي روج له الرئيس السابق جورج بوش الابن منذ مطلع العام 2000 وتحت عنوان "الثورات الملونة" التي تقوم على "فوضى خلاقة" وكان اختبارها الاول عام 2004 في اوكرانيا والثاني في لبنان عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما سبقه من صدور قرار عن مجلس الامن الدولي حمل الرقم 1559 وينص على خروج القوات السورية ونزع سلاح "حزب الله" الذي لم تتمكن اسرائيل منه في عدوانها صيف 2006.

ومنذ العام 2005 ولبنان يمر في فوضى وهو يشهد اغتيالات وانقسامات وحروبا اهلية باردة في اكثر من منطقة وعرف تسويات كان الخارج شريكا فيها من المصالحة السورية – السعودية (س - س) التي انتجت توجه سعد الحريري ووليد جنبلاط الى سوريا ولقاء رئيسها بشار الاسد بطلب من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في العام 2009 بعد ان سبق ذلك اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي انتج انتخاب رئيس للجمهورية وقانون انتخاب والثلث الضامن لقوى 8 آذار.


وما زال "المشروع الاميركي" "الفوضى الخلاقة" التي اعلنت عنه وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس وحاولت فرضها بالتظاهرات وحرب تموز 2006 فان الادارات الاميركية المتعاقبة لم تتخل عن هذه الفوضى التي تتخذ عناوين عدة من سياسية ودستورية وعسكرية وامنية ويجري تطبيقها منذ اكثر من ثلاث سنوات بالفوضى السياسية والدستورية والمالية والاقتصادية، والتي تترافق مع انهيار المؤسسات وسقوط الدولة او تحولها الى فاشلة وهو الوصف الذي ينطبق على لبنان يقول المصدر الذي لا يأمل انفراجات في الازمة اللبنانية على كل الصعد بل مزيد من الانحدار الذي يؤدي الى التفكك وهذا هو عنوان المشروع الاميركي للبنان والذي اعلنت عنه مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف والذي سبقها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بالاعلان عن سقوط الدولة في لبنان حيث يعزو المسؤولون في الخارج السبب الى الحاكمين فيه والقابضين على السلطة وقراراها فعاثوا فسادا في الدولة واسقطوها وهو ما تعيبهم عليهم القوى الخارجية التي شجعت على هذا الانهيار ولها حلفاء في السلطة وهي ايضا تدعم بعض "الحراك الشعبي".

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram