افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 16 شباط 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 16 شباط 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

السعودية: قوافل إغاثة لسورية… والأسد: تأمين الإغاثة لكل السوريين
واشنطن: لا لتسييس الإغاثة… وسورية: أعيدوا نفطنا وتوقفوا عن السرقة
الانسداد يحكم الرئاسة والمجلس والحكومة… والدولار إلى 80 ألفاً… والسيد اليوم

 

 تواصلت الاستقطابات الجديدة لصالح خط الانفتاح على الدولة السورية كمرجع في عمليات الإغاثة للشعب السوري، وتخطت دائرة الدول المتفاعلة مع هذا الاتجاه الإطار التقليدي لحلفاء سورية، فما بدأته دولة الإمارات العربية المتحدة لحقت به دول مثل إيطاليا وجاءت زيارة وزير الخارجية الأردني الى دمشق بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي، تقول إن الجو العربي تجاه سورية لم يعد كالسابق رغم جمود موقف الأمين العام للجامعة العربية، فنقل أحد الفيديوهات المتداولة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي تشجيعاً للإمارات على المضي قدماً في مساندة سورية، وجاء انضمام السعودية إلى الدول المشاركة في إرسال الطائرات الى مطاري دمشق وحلب، تعبيراً عن هذا المناخ الجديد.
الأمم المتحدة ووكالاتها تفاعلت مع هذا المناخ باعتبار الدولة السورية هي المرجع الشرعي الذي لا يمكن تجاهله والقفز فوقه في أي معادلة تخص سورية. وكان الطلب من الدولة السورية بفتح المعابر الإضافية على الحدود التركية رغم محاولات الضغط الأوروبية والأميركية لتجاهل سورية، في ظل التزام تركيا باحترام السيادة السورية، وجاء موقف الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بالدعوة لفعل كل ما يلزم لتأمين المساعدات لكل السوريين، واعتبار إيصال المواد الإغاثية الى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة وأغلبها مصنف جماعات إرهابية لدى الأمم المتحدة، يحبط محاولات الغرب المتاجرة بمعاناة السوريين الذين يعانون نتائج الكارثة في ظل سيطرة الجماعات المسلحة، ما استدعى شكر الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس السوري، بينما كانت واشنطن وباريس ولندن تسعى لاستصدار إدانة لسورية، وتكريس فتح المعابر بقرار أممي، وهذا ما يفسّر وفقاً لمصدر سياسي سوري مسارعة واشنطن للحديث عن عدم تسييس الإغاثة واعتبار أن الأفضل هو صدور قرار عن مجلس الأمن بفتح المعابر، مضيفة أنها تهتم لإغاثة السوريين في كل المناطق السورية، لكنها لن تطبع علاقاتها مع الحكومة السورية ولا تشجع على التطبيع معها. وقالت المصادر إن سورية تدرك دور واشنطن في الحرب التي شنت عليها، وتدرك الإحراج الذي سببه الزلزال للخطاب الأميركي الذي تسبب عبر الحصار والعقوبات بإضعاف قدرة سورية على مواجهة الكوارث ومنها الزلزال، لكن سورية ستكون مكتفية من واشنطن من دون أن تقدم أي مساعدة، لمجرد أن تعيد اليها نفطها المسروق وترفع يدها عنه وعن المتاجرة به، فاستعادة سورية مواردها من النفط والغاز ستكفي لإعادة تأمين الطاقة الكهربائية وتسهيل أعمال الإنقاذ وتأمين التدفئة للذين فقدوا منازلهم ويبيتون في العراء، وواشنطن تتحمل مسؤولية حرمان السوريين من كل ذلك.
لبنانياً، يخيم الانسداد على المشهد الرئاسي وتعثر كل محاولات السعي للتحدي الرئاسي، وبالتوازي يظهر مماثلاً الانسداد في البحث عن التوافق والمرشح التوافقي، وأضيف الى الانسداد الرئاسي انسداد في المشهدين النيابي والحكومي، مع تعذر إمكانية عقد جلسة نيابية تشريعية وجلسة حكومية للنظر في القضايا الملحة.
فيما لا يزال لبنان تحت وطأة ذيول الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية ويتلقى أنباء عن انتشال مزيد من الضحايا اللبنانيين من تحت الأنقاض، اندفعت الأزمات الحياتية والمالية والاقتصادية الى الواجهة دفعة واحدة من جديد بعد الارتفاع الجنوني والقياسي بسعر صرف الدولار منذ بدء الأزمة في 17 تشرين 2019، وأطلقت القطاعات الحيوية والحياتية نداءات استغاثة وتحذيرات من المحروقات والصيدليات الى النقل والاتحاد العمالي العام والمولدات والأساتذة، وسط استمرار إضراب قطاع المصارف للأسبوع الثاني على التوالي وتوجّه قطاعات عدة للإضراب كالصيدليات والأفران وبعض المدارس الخاصة، وعلى وقع عودة مسلسل قطع الطرقات، ما ينذر بانفجار وشيك وانهيار كبير وحتمي.
وتشير مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «معطيات عدة سياسية واقتصادية ومالية وأمنية تجمعت خلال الأسبوعين الماضيين لا سيما الانتشار المسلح الذي حصل أمس في طرابلس، تؤشر إلى أن مخططاً يجري تحضيره لإشعال الفوضى في الشارع لفرض رئيس للجمهورية محسوب على الفريق الأميركي الغربي الخليجي»، محذّرة من أن «سعر صرف الدولار وإقفال المصارف والتلاعب بالمواد الاستهلاكية الأساسية للمواطن هي أدوات للضغط السياسي»، متوقعة «المزيد من التوتر التدريجي للوصول بالساحة الداخلية الى الانفجار الكبير قبل التسوية المنتظرة والتي تراهن أطراف سياسية داخلية عليها لفرض خياراتها تحت ضغط الظروف».
واتهمت المصادر المصارف باستغلال الخلافات السياسية والفراغ في السلطة السياسية والمالية بعد فراغ رئاسة الجمهورية وشلل الحكومة وتعطيل المجلس النيابي للانقضاض على المودعين وعلى البلد لفرض شروطها وأولها وقف المسار القضائي ضدها من خلال تجميد الدعاوى المرفوعة في وجهها، وإقرار الكابيتال كونترول بما يضمن مصالح المصارف والضغط على الحكومة والقضاء للجم التحقيقات الأوروبية مع عدد من رؤساء مجالس إدارات المصارف بقضايا فساد وتبييض الأموال». ولفتت المعلومات الى أن اضراب المصارف مستمر ولن يتوقف قبل أن تحصل المصارف على هذه الضمانات».
وحذرت المصادر من ما يجري في طرابلس حيث أجبرت المحال التجارية على الإقفال بقوة السلاح، ما يعد جرس إنذار لانتقال هذه الحالة الى مناطق عدة وانتشار الفوضى، وكأن هناك من يريد إقفال محلات المواد الغذائية والأفران والصيدليات لدفع الناس الى الشوارع لإشعال الفوضى طالما أن رفع الدولار لم يفِ بالغرض المطلوب.
ورأى خبراء ماليون لـ»البناء» أن «إقفال المصارف لهذه المدة الطويلة هو أحد أهم أسباب الارتفاع المتمادي لسعر صرف الدولار حيث ارتفع ضعفين بخلال شهرين ونصف، ما يكشف وجود أيادٍ خفية سياسية – مالية – نقدية تتلاعب بالدولار لتحقيق مآرب خاصة، ولاستخدام الدولار بالصراع السياسي الداخلي والمعركة الرئاسية». وتساءل الخبراء عن «جدوى الإجراءات التي اتخذها المجلس المركزي لمصرف لبنان منذ أسبوعين لا سيما بتوقيف الصرافين غير الشرعيين، فيما الحقيقة أن المصارف ومصرف لبنان يتلاعبان بالدولار ويتحكمان بقواعد اللعبة فيه». ويرى الخبراء أن لا سقف للدولار وكل الخطوط الحمر انهارت أمام جنون السوق السوداء وحتى منصة صيرفة التي تشكل إحدى أوراق المصرف المركزي للجم الدولار، وبالتالي قد يرتفع الدولار الى المئة ألف ليرة من دون اي رادع».
واللافت أن المسؤولين السياسيين لم يحركوا ساكناً أمام «زلزال الدولار» لا حكومة تصريف الأعمال ولا المجلس النيابي المعطّل بقرار سياسي، وما يزيد المخاوف ما نقل عن مصادر السراي الحكومي بأن مصرف لبنان فقد السيطرة على الدولار.
ودان «التيّار الوطنيّ الحرّ»، في بيان «الإضراب المفتوح الذي أعلنته جمعيّة المصارف، والذي يصيب مباشرةً أصحاب الودائع اللبنانيين وكافة الموظفين الذين ائتمنوا تلك المصارف على ودائعهم وجنى أعمارهم، فتصرفت بها على نحو ما تصرفت، بالتواطؤ مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهرّبت جزءاً غير قليل من هذه الأموال الى الخارج بانتقائية واستنسابية، تخدم مصالح بعض أصحاب المصارف ومصالح من يحميهم، حيث راح بعض هؤلاء يتهرّبون من أي مساءلة من القضاء بذريعة قانون السرّية المصرفية، الى أن عدّل مجلس النواب هذا القانون. وهنا لا بد من أن نثني على ردّة فعل الذين تجاوبوا مع القضاء وعمدوا الى رفع السرية المصرفية عن حساباتهم وتسليم ما يلزم الى القضاء، وهذا يدلّ على أن من لم يرتكب خطأ لا يهاب شيئاً».
وأكّد التيار «ان اقفال المصارف كما حصل في 17 تشرين 2019 سيؤدي الى المزيد من الانهيار المالي والاقتصادي ونتائجه الكارثية بدأت بالظهور، وهو إجراء لا يحق لأصحاب المصارف اتخاذه، بل يُعتبر ضغطاً وابتزازاً لوقف أي شكل من أشكال المساءلة والمحاسبة، وهو قصاص جماعي للشعب اللبناني بمختلف فئاته وللبنان كدولة».
وتجدّد مشهد الطوابير أمام محطات الوقود بعد أن رفع بعضها خراطيمه وأقفل أبوابه صباح أمس، وبعد صدور جدول أسعار عن وزارة الطاقة حمل ارتفاعاً كبيراً في أسعار المحروقات، فتحت المحطات أبوابها. وقالت أوساط أصحاب المحطات لـ»البناء» إن أزمة المحروقات لن تنتهي وستتفاقم أكثر في ظل تقلبات سعر صرف الدولار، محذرة من إقفال المحطات بشكل كامل بحال لم تسعر المحروقات بالدولار أو تواكب وزارة الطاقة تقلب الدولار بإصدار أكثر من جدول في اليوم.
وتوجّهت نقابة أصحاب المحطات في لبنان برسالة الى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، جاء فيها «نطلب من معاليك أخذ المبادرة ومن باب «الضرورات تبيح المحظورات» لإصدار جدول تركيب اسعار بالدولار الاميركي على فترة محدودة لحين استقرار الاوضاع لما فيه من مصلحة للمواطن وصاحب المحطة على حد سواء، شاكرين لمعاليك الجهود الجبارة التي قمت وتقوم بها». في المقابل أكد فياض أن الوزارة تعمل على منصة لإصدار اكثر من جدولين في اليوم، تماشياً مع تقلب سعر الصرف «ولكن لن نتوجه الى تسعير البنزين بالدولار ولن نخالف القانون». وأوضح فياض أنه «بحسب قانون حماية المستهلك يجب أن تصل المادّة للمواطن بالليرة اللبنانية».
وتنصّل ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا من البيان وأكد ان المحطات مستمرة بالبيع بالليرة ولن تقفل أبوابها، وعقد اجتماع بين بعض اصحاب المحطات والشركات المستوردة للنفط، حيث اوضح رئيس تجمع الشركات مارون شماس ان «الوضع فرض علينا أنّ نجد معالجة مشكلة تسعيرة البنزين بتطبيق يحدد الاسعار بالليرة اللبنانيّة إذا كان لا مجال للدفع بالدولار والمشكلة تكمن في انه يتم شراء المحروقات بالدولار وسعر الصرف يتغير بشكل كبير بين الجدولين اللذين تصدرهما وزارة الطاقة، والتطبيق يجب أن يحل هذه النقطة». وقال «إذا لم نحمِ محطات المحروقات سيُقفل بعضها والبعض الآخر سيُسعّر كما يحلو له».
وفي الموازاة، ارتفعت أسعار الخبر إذ حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر الخبز ربطة الصغيرة 338 غراما بـ 16000 ليرة، وربطة الخبز المتوسطة 812 غراما بـ 27000 ليرة، وربطة الخبز الكبيرة 1046 غراما بـ 33000 ليرة.
وبعد إضرابهم لمدة طويلة صعد الاساتذة في الشارع، حيث اعتصموا أمام وزارة التربية مطالبين بدولرة رواتبهم، ما أدى الى تدافع بين المعتصمين الذين حاولوا الدخول الى وزارة التربية وبين القوى الأمنية.
وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي استقبل وفداً من اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان برئاسة بسام طليس الذي أعلن إرجاء اضراب قطاع النقل البري الذي كان مقرراً اليوم إلى موعد يحدد لاحقاً.
وأقدم عدد من المحتجين على قطع عدد من الطرقات في بيروت وصيدا وطرابلس، لا سيما ساحة عبد الحميد كرامي الطريق المؤدي الى سرايا طرابلس احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار.
كما أفادت المعلومات عن قيام عدد من المسلحين بجولة على المحال في طرابلس وأطلقوا النار في الهواء لإرغامهم على الإغلاق احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية.
على الخط الرئاسي لم يسجل أي جديد، إذ لفت مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أننا على موقفنا من الملف الرئاسي، ولن نسير بانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لتعارضه بشكل كبير مع برنامجنا ومواصفاتنا للرئيس المقبل، كما نعارض وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة لكونه ليس الشخص المؤهل لهذا المنصب كما لن نعدل الدستور لمصلحة شخص». كما أوضح المصدر بأن المرشح النائب ميشال معوض لم يعد مرشحاً جدياً بعدما عجز عن تأمين أكثرية نيابية على مدى 11 جلسة، وبالتالي دعوتنا الأطراف الأخرى في القوات والكتائب وقوى التغيير الى الحوار والبحث عن أسماء توافقية للاختيار بينها، تكون متجانسة مع برنامجنا الى حد كبير وتطمئن أغلب اللبنانيين طوائف وقوى سياسية لا سيما حزب الله والقوات والسنة والمسيحيين». وحذر المصدر المراهنين على تراجعنا تحت ضغط الظروف، جازماً بأن التيار لن يقبل بفرض تسوية من الخارج على اللبنانيين، وأكد بأننا مختلفون مع حزب الله على الملف الرئاسي ولم نتفق بعد على مرشح. وتساءل المصدر كيف أن القوات تتحدث عن الحوار وهي ترفض استقبال وفد التيار الوطني الحر كما تفرض مرشحها على الآخرين.
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «فشلت اقتراحات التحدي، لأن السائرين على نهج الاستفزاز من ‏الكتل والنواب لا يمثلون الأكثرية في البلد، ولو كانوا يمثلون الأكثرية لخاضوا تجربة الاستفزاز إلى نهايتها، ولكنهم عاجزون».
وأشار الى أن «‏إعلان التهديد بالتعطيل من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، لأنَّهم يريدون الرئيس على مقاسهم دليل أنَّهم ‏يائسون. وهذا دليل أنهم يرفضون الخيار الشعبي باختيار النواب. وهذا دليل أنَّهم أهل المناكفة وليسوا ‏أهل المشاركة مع المواطنين اللبنانيين الآخرين الذين يعيشون على أرض واحدة. الخارج لم يتدخّل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدّث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم قاموا بإجراء استطلاع أولي كل بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ‏ليختاروا رئيساً، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا إنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا ‏الخارج لن يتدخل لأنًّ الفسيفساء النيابية مبعثرة، فمن يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدّد الفراغ. والأفضل ألا يتدخل الخارج لأنه إذا تدخل سيكون منحازاً وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا».
واستطرد قاسم «اقتراحنا الحوار ثمَّ الذهاب إلى الانتخابات لأنَّ المقابل هو الجمود ‏والتعطيل. أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا استمررنا على هذه الشاكلة سيتأخر الانتخاب ولا أحد يعلم ‏إلى متى، بعض المساعي والاتصالات التي تحصل اليوم قد تثمر في المرحلة القادمة».
بالموازاة، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّه «اذا كان انتخاب رئيس الجمهورية هو المفتاح للتخفيف من عبء الأزمة، فإن هذا الرئيس يجب ان نُحسن اختياره، بحيث لا يعير آذانه لهذه التعليمة او لهذه التوصية، من هذا الأجنبي أو ذاك»، مشيرًا إلى أن «تعالوا ايها اللبنانيون لنتفاهم على اسم رئيس الجمهورية الذي يصلح لبلدنا وخصوصاً في هذه المرحلة، وهذا ما ندعو اليه ونشجع عليه».
وكان الرئيس سعد الحريري شارك بإحياء ذكرى والده الرئيس رفيق الحريري برفقة العائلة وعدد من المستشارين والنواب المستقبليين، وذلك بزيارة ضريح الحريري وسط بيروت وقراءة الفاتحة وألقى التحية على جمهور المستقبل الذي احتشد في المكان وصافح عدداً منهم، لكنه لم يتحدث طويلاً واكتفى بالقول: «أعان الله لبنان»، ثم أكد من بيت الوسط أمام جمهوره أن دارته لن تقفل و»ستكمل المشوار». وكانت للحريري سلسلة استقبالات سياسية في منزله، كالنائب السابق وليد جنبلاط والنائب سامي الجميل ووفد قواتي، كما زار عين التينة أمس والتقى الرئيس نبيه بري. 

**************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مؤشرات على عقوبات أميركية على سلامة بتهمة دعم حزب الله لا بالفساد: هل اتخذت واشنطن قرار الفوضى الشاملة؟

 
 
تتسارع المؤشرات على تصعيد كبير، اقتصادي واجتماعي، في لبنان في الأيام المقبلة، لممارسة مزيد من الضغوط على اللبنانيين، فيما يبدو أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع السعودية وأطراف غربية أخرى، تحاول توجيه هذا التصعيد نحو حزب الله، مع رفع سيف العقوبات في وجه عدد غير قليل من القوى اللبنانية والمسؤولين في مواقع رئيسية في الحكم أو المجلس النيابي أو السلطة القضائية.
ووسط انهيار متسارع لسعر العملة الوطنية، نُقل عن مصادر الرئيس نجيب ميقاتي أن مصرف لبنان فقد السيطرة على السوق، وأنه قد يكون من الصعب إعادة ضبط الأمور إلا في حال حصول خطوة سياسية كبيرة. وفسّر مطلعون ذلك بأنه ترجمة للدعوة الأميركية - الفرنسية - السعودية إلى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية وفق مواصفات تناسب هذه العواصم، مع تكرار الإشارة إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح أول، رغم تعمّد السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، في اجتماعات رسمية وغير رسمية، تكرار أن بلادها لا ترشح عون ولا تتدخل في الأسماء.
ويبدو أن العمل جار لرمي كرة نار الانهيار الاقتصادي في حضن حزب الله، بحسب ما بدا أمس من الإشارات الأميركية حول وجود توجه إلى فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهمة مساعدة مموّلين لحزب الله. وليس المقصود من ذلك بالطبع سلامة الذي لم يعد يملك أي حصانة أو قدرة على المناورة في ضوء التحقيقات التي أجراها المحامي العام جان طنوس، وتبنّتها أجهزة قضائية أوروبية، وإنما تحميل حزب الله مسؤولية أفعال سلامة وانهيار العملة الوطنية من خلال اتهام الحاكم ومصرفيين فاسدين بتزويد الحزب وسوريا بالدولارات. علماً أن الأميركيين يعرفون جيداً أكثر من أي أحد آخر أن الحزب يأتي بالدولارات من الخارج وليس من السوق المحلية.
وفي خطوة لم تبد مفاجئة للبعض، سربت مصادر أميركية لقناة "الحدث" السعودية التي تبث من دبي، أن وزارة الخزانة الأميركية وجدت علاقات تربط بين حاكم مصرف لبنان وممولين على صلة بحزب الله. ونقلت القناة عن المصادر أن واشنطن تقترب من خطوة فرض عقوبات على سلامة بتهمة تسهيل عمليات مالية تتعلق بالحزب.
وبمعزل عما ستؤول إليه الأمور، يعود أصل الحكاية إلى أمرين:
الأول يتعلق بقرار وزارة الخزانة الأميركية الشهر الماضي فرض عقوبات على شركة CTEX للصيرفة التي يرأس مجلس إدارتها الاقتصادي حسن مقلد بذريعة تسهيلها عمليات مالية لمصلحة حزب الله، ووجود صلات لمقلد مع مسؤولين ماليين في الحزب. وكان لافتاً أن بيان العقوبات على الشركة تعمّد، للمرة الأولى، ذكر مصرف لبنان في أكثر من موضع في البيان، والإشارة إلى أن CTEX كانت تتعامل مع مصرف لبنان وأن علاقة تربط صاحبها مع الحاكم.
وأكّد سلامة، في مقابلة مع قناة "الشرق - بلومبيرغ" السعودية الأسبوع الماضي، أن شركة مقلد نالت ترخيصاً بعدما استوفت كامل الشروط من قبل الهيئات المعنية في مصرف لبنان، في إشارة إلى لجنة الرقابة على المصارف. ولفت إلى أن الشركة كانت تبيع الدولارات لمصلحة مصرف لبنان فقط، موضحاً أن هذه العملية تعني جمع الدولارات لمصلحة المصرف المركزي الذي يعطيها للمصارف، لا بيع الدولارات حتى يقال إن العملية تؤدي إلى تأمين أموال للحزب. وأشار سلامة إلى أن الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية منحتا الشركة ترخيصاً مماثلاً للقيام بهذه الأعمال، نافياً أي علاقة لها بالحزب. وأكّد أنه أمر المصرف المركزي وبقية المصارف بالامتثال لقرار وزارة الخزانة الأميركية وعمل على تجميد حسابات الشركة بعد إبلاغها توقيفها عن العمل وسحب الترخيص منها، مشيراً إلى أن الترخيص لم يكن يشمل السماح بشحن الأموال والمعادن النفيسة إلى الخارج، وهو يناقض تأكيدات مقلد في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام، بأن شركته كانت ستعمل على شحن الأموال والذهب في الأول من شباط الجاري، وهذا ما عجل بفرض العقوبات عليه قبل أسبوع من بدء الأعمال.
الثاني: يتعلق بقرب صدور اتهامات ضد سلامة من عدة دول أوروبية في مقدمها فرنسا وألمانيا وإحالته إلى المحكمة بتهمة تبييض أموال يشتبه أنه اختلسها من لبنان. وقالت مصادر حقوقية في العاصمة الفرنسية لـ"الأخبار" إن القضاء الفرنسي ممثلاً بالقاضية أود بيروسي أنجزت على ما يبدو قرارها الظني بحق سلامة وآخرين، وإنها بصدد تحويله إلى الهيئة الاتهامية بين نيسان وأيار المقبلين، قبل انتقالها في حزيران المقبل إلى وظيفة جديدة. ولفتت المصادر إلى أن القاضية الفرنسية لم تعد تحتاج إلى معطيات إضافية بعد زيارتها الأخيرة إلى بيروت، إلا أنها تريد القيام بكل الخطوات اللازمة، وهي ستعود إلى لبنان قريباً لاستكمال الاستماع إلى 18 شخصية من مصرفيين وموظفين إداريين إلى جانب الحاكم نفسه، على أن تصدر الاتهام رسمياً بعد عودتها إلى باريس. كما أن القضاء الألماني أنجز الملف الخاص بسلامة وشقيقه رجا، بعدما تبين أن النيابة العامة التمييزية في لبنان ممثلة بالمحامي العام رجا حاموش سلمت الوفد الألماني نسخة عن كامل كشوفات رجا سلامة في مصارف لبنانية، وأن عملية التحويلات المالية لنحو 300 مليون دولار باتت واضحة، ما يسمح للجانب الألماني بالتثبت من عمليات التبييض التي كانت تتم من خلال شركات متعددة ومن خلال عمل واسع في مجال العقارات.
وبحسب المصادر الحقوقية في باريس، فإن ما استجد قبل مدة، هو أن فريقاً لبنانياً من مناصري حاكم مصرف لبنان ومنهم من يعمل مع مصرفيين مثل رئيس مجلس إدارة "سوسيتيه جنرال" أنطوان صحناوي مارس ضغوطاً لعرقلة التحقيقات الفرنسية، بحجة أن من يقودون الحملة ضده تابعون لجهات سياسية لبنانية. ما استدعى حصول اتصالات انتهت إلى عقد وفد معني بملف سلامة اجتماعاً مع المستشار البارز في الإليزيه السفير إيمانويل بون، المعروف بمتابعته للملف اللبناني، لسؤاله عن حقيقة وجود ضغوطات لتجميد التحقيق. وبعدما استفسر بون عن الملف وعن المعطيات أكد للوفد بأنه ليست هناك أي ضغوط على القضاة أو الشرطة، وعادت السلطات الفرنسية لتمنح الغطاء المباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستمرار التحقيقات، علماً أن القاضية الفرنسية المعنية يشهد لها بقوة عملها خصوصاً ضد مسؤولين كبار في الدولة الفرنسية.
يشار إلى أنه كان مقرراً في التاسع من الشهر الجاري إصدار قرار بالتأكيد على حجز ممتلكات وأموال تعود إلى سلامة وأفراد شبكته، لكن تأخيراً حصل بعد إرسال مكاتب محاماة في بلجيكا وفرنسا تتولى الدفاع عن سلامة وشقيقه رجا، 3 مذكرات دفوع إلى القضاء الفرنسي تقع كل واحدة منها في 30 صفحة، ما تطلب من القاضية مراجعتها. إلا أنها عادت وحددت السابع من آذار المقبل موعداً لإصدار القرار نفسه.
وأشارت المصادر إلى أن التحقيق الفرنسي سيظهر أيضاً فضيحة كبرى في باريس أبطالها مصرفيون وآخرون كانوا يسهلون لسلامة أعماله، أبرزهم حاكم سابق للمصرف المركزي الفرنسي خضع للتحقيق. 

***************************'*

افتتاحية صحيفة النهار

الدولار يزعزع لبنان… واستفتاء متجدّد للحريري

لعلها مفارقة رمزية دراماتيكية ان يتزامن احياء الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الشهيد #رفيق الحريري ومعه مشروعه للنهوض بلبنان مع انزلاق لبنان راهنا، بعد 18 سنة تماما، الى أسوأ واخطر مراحل الانهيار المالي والاجتماعي الذي بات يهدد بزعزعة اخر معالم الاستقرار الاجتماعي وربما الأمني فيه. على الأهمية اللافتة التي اكتسبتها “رسائل” الناس والسياسيين أيضا في يوم 14 شباط هذه السنة لجهة الاستفتاء المتجدد لزعامة الرئيس #سعد الحريري والحريرية عموما، لم تحجب هذه المناسبة الخطورة التصاعدية والمتدحرجة للانهيار القياسي التاريخي في قيمة الليرة اللبنانية وسعرها في مواجهة “دولار الانهيار” الذي بات يسحق الأرقام القياسية ساعة بساعة في بورصة هستيرية تتبعه فيها أسعار المحروقات وسائر الأسعار الاستهلاكية بما ينذر بوضع متفجر غير مسبوق. قفز سعر #الدولار “الأسود” امس عن سقف الـ 75 الف ليرة موحيا بان تحطيمه سقف المئة الف ليرة لم يعد سوى مسألة أيام. واستتبعت ذلك ارتفاعات هستيرية مماثلة في أسعار المحروقات في الدورتين قبل الظهر وبعده لامس معه سعر صفيحة البنزين المليون و400 الف ليرة ! جرى ويجري كل ذلك على اعين “لا حكومة ” و”لا سلطة” و”لا برلمان” و”لا مصرف مركزي ” ولا مسؤولين اطلاقا . لم يسمع اللبنانيون ولم يعاينوا أي مبادرة او تحرك او اجراء مسؤول ينبئ بلجم الانهيار عن بلوغ ابشع مستوياته واخطرها. والانكى من كل ذلك ان اخطر ظواهر الازمة بل الكارثة المتمثلة بالصراع المفتوح بين المصارف وجهات قضائية تتقدمها القاضية غادة عون بدت الى تصعيد اخطر من السابق في ظل مضي المصارف في الاضراب المفتوح، وتعنت غادة عون في مطاردة المصارف من جهة أحادية غير موثوقة في تجردها غير ابهة بالتداعيات المدمرة محليا وخارجيا على إجراءاتها الشعبوية النزقة، وتحرك الكثير من القطاعات احتجاجا وخشية امام المراحل الخطيرة الجارية للانهيار فيما بدأت معالم تحركات لجهات عديدة في الشارع حيث سجل قطع عدد من الطرق لا سيما في طرابلس وعكار ومستديرة الكولا- بيروت إحتجاجاً على الأوضاع المعيشية وحيث سُجل إطلاقُ رصاص كثيف في طرابلس، وسط دعوات في كل المناطق للنزول الى الشارع ورفع الصوت.

 

كما عاد مشهد الطوابير امام المحطات بعدما رفع بعضها خراطيمه. وبعد صدور جدول اسعار عن وزارة الطاقة حمل ارتفاعا كبيرا في اسعار المحروقات، توجّهت نقابة اصحاب المحطات في لبنان برسالة الي وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، تطلب اخذ المبادرة ومن باب “الضرورات تبيح المحظورات “لاصدار جدول تركيب اسعار بالدولار الاميركي على فترة محدودة الى حين استقرار الاوضاع”.


 

وردًا على هذا التحذير، أكد فياض أن الوزارة تعمل على منصة لاصدار اكثر من جدولين في اليوم، تماشيا مع تقلب سعر صرف ولكن لن نتوجه الى تسعير البنزين بالدولار ولن نخالف القانون. وأوضح فياض أنه “بحسب قانون حماية المستهلك يجب أن تصل المادّة للمواطن بالليرة اللبنانية”.


 

اما في ازمة الاضراب المصرفي فتتفاقم الأمور في ظل ما أكدته مصادر مصرفية لـ”النهار” من أن النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أرجأت النظر في شكواها ضد عدد من المصارف التي لم تتجاوب مع قرار رفع السرية المصرفية الى يوم الجمعة، علما أنه كان يفترض أن تنتهي مهلة تسليم المعلومات اليوم. وعُلم أنه تم رفع شكاوى على 18 مصرفاً، وبناء عليه، بدأت عون تحقيقاتها بطلب معلومات من مصارف عوده، والبحر المتوسط، ولبنان والمهجر، وبنك بيروت، وسوسيتيه جنرال، والاعتماد المصرفي، وسرادار. كما علمت “النهار” أن “لبنان والمهجر” أبدى التعاون وسلّمها المعلومات المطلوبة منه حتى تلك التي لها صفة رجعية بالقانون وذلك بعدما وافق أعضاء مجلس الادارة والمديرين المطلوب اعطاء معلومات عنهم، مع تأكيد المصرف موقف جمعية المصارف في بيانها الاخير أن لا رجعية في القانون، وكذلك فعل “الاعتماد المصرفي” الذي أبدى تعاوناً مع طلبات عون.

 

 

الحريري و”الرسائل”

وسط هذا الجو المشدود القاتم اخترقت ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري مجمل المشهد السياسي – الشعبي بحيث تحولت إقامة الرئيس سعد الحريري منذ ثلاثة أيام وحضوره في يوم الذكرى مناسبة واضحة لانطلاق رسائل بارزة سواء عفوا او عمدا. الحضور الشعبي الكثيف والالتفاف العاطفي حول الرئيس سعد الحريري ان على ضريح والده وان في بيت الوسط، قال ابلغ الرسائل حول المكانة الأقوى للحريري في زعامته رغم انسحابه من السياسة قبل اكثر من سنة . والجانب الاخر الأهم هو الإحاطة السياسية بالحريري التي اتخذت شكل استفتاء متجدد ومتعدد الجهة والطائفة والحزب والشارع . كان بارزا جدا ان يوفد سمير جعجع نصف عدد أعضاء كتلته النيابية برئاسة جورج عدوان الى بيت الوسط لنقل تحياته الى الحريري . كما كان بارزا ان يزور وليد جنبلاط وسامي الجميل وشخصيات عديدة من تحالف 14 اذار سابقا الحريري بلا قفازات. وكان مهما ان تزور بيت الوسط امس كتلة الاعتدال الوطني كلها ومن ثم يخرج الحريري من دارته ويزور عين التينة حيث كان لقاء طويل وغداء مع الرئيس نبيه بري. كما من رمزيات هذا المشهد هذه المرة ان السفير السابق جوني عبده الغائب عن لبنان منذ سنوات طويلة حضر خصيصا لاربع وعشرين ساعة الى بيت الوسط بما ينطوي على دلالات مهمة .

 

ورغم تصميمه على عدم الحديث في السياسة، مرّر الحريري رسائل سياسية واضحة في حديث الى الإعلاميين، مفادها أن الظروف الموضوعية التي دعته الى تعليق عمله السياسي منذ أكثر من عام لا تزال قائمة، وليس هناك ما يدعوه الى إعادة النظر في قراره راهناً، منتقداً استمرار نهج التعطيل وسوء الإدارة، ومستدركاً أنه لو كان في الحياة السياسية مع كتلة وازنة لما تمكن اليوم من تبديل أي شيء في الاستحقاق الرئاسي أو غيره.


 

وبعد مشهدية الحشد الذي توافد الى الضريح، قال الحريري بتأثر أمام زواره أن “محبّة الناس نعمة”. وبدا انه يحافظ على هدوء المتيّقن من صحة قرار اتخذه منذ أكثر من عام. وقال “أنا اليوم في عالم الأعمال ولا أهتم بالتنظير” وشدد على وجهة نظره بأن الدولة في بلد كلبنان يجب أن تكون جزءاً من الحل وليست الحل كلّه، بمعنى أن الدولة يجب أن تقدم خدمات عصرية يحتاجها البلد، الى جانب قطاعات متخصصة تملك القدرة والمعرفة على تسريع النمو والأعمال بشكل رؤيوي ومنظم.


 

وبشأن الحديث عن أجواء سلبية طغت على اللقاء مع الرئيس سعد الحريري، أكدت مصادر “القوات” لـ”النهار” أن هناك مطابخ سوداء وماكينات، تعمل على فبركة خلافات باستمرار، إما بين “تيار المستقبل” و”القوات” أو بين “القوات” و”الكتائب” أو بين “تيار المستقبل” والمملكة العربية السعودية، فيما نسي هؤلاء أن الخلاف الفعلي هو الخلاف الاستراتيجي بالرؤية الوطنية وهو بين الفريق السيادي والفريق التابع لإيران، أي فريق الفساد والسلاح.


 

وتنفي “القوات” أي قطيعة سياسية مع أيّ مكون سياسي، ومع الحريري تحديداً، فهو كان خارج البلاد بقرار شخصي، والقوات تحترم هذا القرار. والتباين السياسي بين القوى الحليفة حق لكل فريق لكنه لا يفسد بالودّ قضية. وأشارت المصادر إلى أنّ رسالة “القوات” من اللقاء مزدوجة، أولاً، هي رسالة وطنية في مناسبة عزيزة وأليمة بسبب اغتيال حصل بعد مرور نحو 15 عاماً على دخول لبنان مرحلة السلم، اغتيال استهدف رجلاً نقل لبنان من الدمار إلى الإعمار، وأعاد علم لبنان ليرفرف في كل دوائر القرار.


 

ثانياً، للتأكيد أن التواصل قائم وموجود مع الحريري، ولا يحاولن أحد الدخول على هذا الخط من أي طرف كان للخربطة.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

بنك المنظومة وقضاؤها يستنفران ضد “تنظيف” المصارف وإنصاف المودعين

برّي مصمِّم على التشريع وباسيل يُبقي “باب البازار” مشرَّعاً!


 

في لبنان لا يختلط الحابل بالنابل صدفةً، ولا تصح مقولة الاستسهال الغبي “اننا في عصفورية”. فلا تسقط شعرة من رؤوس اللبنانيين إلا بأمر هذا وذاك من أرباب ما اصطلح على تسميتهم “منظومة”. فقضائياً، مفاجآت ومفاجآت مضادة، ومصرفياً تهويل ثم تهوين، ونقدياً دولار بأكثر من 73 ألف ليرة، والأنكى أن فقدان عملتنا الوطنية 98% من قيمتها لا يستدعي أكثر من قطع بضع طرقات بضع سويعات.

 

وأكدت مصادر متابعة للمستجدات المالية أنّ “مصرف لبنان لم يعد يتدخل في سوق القطع عارضاً الدولار كما يجب، في ما يشبه الضغط لعدة أهداف أبرزها تعجيل اقرار مشروع قانون ضبط التحويلات والسحوبات (كابيتال كونترول)، في موازاة تصميم رئيس مجلس النواب نبيه على التشريع في فترة الشغور، وإبقاء رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل باب “البازار” مشرّعاً مع بري لحضور جلسة تشريع الضرورة ببنود قليلة محددة، مع عدم استبعاد الاكتفاء بعقدها بنصاب يؤمنه نواب أرمن محسوبون على التيار”.

 

ومصرفياً، تداخلت القضايا من صوب وآخر، فبعد الادعاء على بنك عودة بجرم تبييض الأموال، أجّلت القاضية غادة عون النظر في شكاوى ضد مصارف أخرى الى يوم غد الجمعة. وفي السياق، ظهر تباين لافت في التعاطي المصرفي مع طلب كشف السرية المصرفية. فمقابل رفض بنك عودة وتمنعه وتهديده بالويل والثبور وعظائم الأمور، كشف بنك لبنان والمهجر كما بنك الاعتماد المصرفي السرية ببساطة امتثالاً للطلب القضائي ووفقاً لقانون تعديل السرية المصرفية. لكن فجأة ظهرت دعوى أمس من النيابة العامة المالية ضد “الاعتماد المصرفي” مع استدعاء مسؤولين فيه للتحقيق الاثنين المقبل.

 

وإذ رأت مصادر المحامين المعنيين بالملف في خطوة النيابة المالية “محاولة لخلط الأوراق لإعادة توزيعها من جديد على نحو لا يفنى فيه الغنم ولا يموت الذئب، فليس سراً القول إن القاضيين علي ابراهيم وغادة عون ليسا على قلب رجل واحد”، علّق أحد المحامين المتابعين لتلك القضايا بالقول:”كل ذلك متوقع من بنك المنظومة وقضائها، لكننا لن نتخلى عن متابعة قضايا الهدف منها إنصاف المودعين وتنظيف القطاع المصرفي من شبهات تبييض الأموال”.

 

اما جمعية المصارف، وفي بيان شديد اللهجة، فقد انتصرت لبنك عودة واعتبرت ان “الادعاء عليه وغيره بتهمة تبييض الأموال يصيب الوطن في مقتل ويشكل خطراً محدقاً بالمصارف ولبنان”! مع تحذير من مغبة وقف البنوك المراسلة التعامل مع لبنان والإضرار بمصالح المودعين وتوقف التجارة الخارجية جراء فتح دعاوى تتهم البنوك بتبييض الأموال.

 

في المقابل تراجعت البنوك عن تهديد الاقفال التام مع ابقاء التهويل قائماً في “suspense” المناورات مع القضاة والسياسيين لوقف الدعاوى وإقرار الكابيتال كونترول للحماية من قضايا المودعين، مع علم جمعية المصارف ان الرئيس بري سيستمر في مسعاه لعقد جلسة الضرورة.

 

بيد أن مراجع قانونية استبعدت حماية البنوك من الدعاوى التي تقام في الخارج والتي ستأخذ زخماً مع تنفيذ تهديدات أطلقها رجلا الأعمال الإماراتي خلف الحبتور والأردني طلال ابو غزالة برفع قضايا دولية بمساعدة مكاتب محاماة عالمية مرموقة ضد عدد من المصارف اللبنانية.

 

في مقلب آخر، وفي موازاة الارتباك المصرفي الذي استدعى 3 بيانات تحذيرية وتهديدية وتهويلية في اسبوع، وهو أمر نادر الحصول، تنادت جمعيات المودعين لتنفيذ تحركات، متوعدةً بإمكان “الهجوم ليس فقط على مصارف بل على بيوت اصحاب مصارف أيضاً…”.

 

فهل دخلنا في الشوط الأخير من الأزمة المصرفية المتمادية التداعيات منذ أكثر من 3 سنوات؟ مصدر مصرفي قال لـ”نداء الوطن” إن “عدداً كبيراً من المصرفيين لا يريدون إلا تجنب السجن والحفاظ على الثروات التي جنوها، أما مصارفهم فليست إلا من أدوات الـchantage حالياً”.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

المصارف تحذّر من «عزل لبنان عن العالم» بسبب اتهامات لعدد منها بـ«تبييض أموال»

نذير رضا

تصاعدت تحذيرات المصارف في لبنان من «خطورة» الاتهامات القضائية الداخلية الموجهة لعدد منها بتهمة «تبييض الأموال»، وتداعيات ذلك على المعاملات المصرفية، بموازاة دعوى جديدة طالت، للمرة الأولى، مصرفاً عربياً عاملاً في لبنان، هو «بنك الكويت الوطني».

 

وبدأ مسار الاتهامات مطلع الأسبوع الحالي، حين قررت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، الادعاء على «بنك عودة» ورئيس مجلس إدارته سمير حنا ورئيس مجموعة «بنك عودة»، تامر غزالة، و«كل من يظهره التحقيق بجرم تبييض الأموال»، وذلك بناء على شكوى تقدمت بها جمعية «الشعب يريد إصلاح النظام»، فيما طالبت عون مصارف عدة برفع السرية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارتها ومفوضي المراقبة ومدققي حساباتها، تحت طائلة ملاحقتهم بجرم تبييض الأموال.

 

وردت جمعية المصارف بالتحذير من أن هذا القرار، «إذا تم تعميمه على مصارف أخرى كما يعد التهديد الذي صدر، قد يدفع المصارف الكبرى العالمية إلى وقف تعاملاتها بشكل تام مع لبنان عبر إقفال حسابات المصارف اللبنانية لديها»، وعندها «لن ينفع الندم إذا ما تم عزل لبنان مالياً عن العالم وتوقفت التجارة الخارجية وفقدت المواد الأساسية التي ما زالت تستورد حالياً عبر القطاع المصرفي».

 

وأوضحت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الاتهامات «تعني إغلاق منافذ لبنان المالية إلى الخارج، حيث يمكن أن تجمد البنوك المراسلة العمليات المالية اللبنانية احتياطاً بسبب الدعاوى» المرفوعة، و«هذا يعني أنه لا تحويلات مالية من لبنان ستستقبلها البنوك المراسلة في الخارج».

 

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: الزلزال المالي يُفقر اللبنانيين.. والمُعطلون يمنعون الإنفراج.. وبرّي لمنع اغتيال الطائف

الزلزال المالي يفتك بما تبقّى من هذا البلد؛ الدولار صار فوق السحاب ولا سقف لصعوده في زمن تحكمه سياسات خرقاء، وتتحكّم به عصابات متوارية في الغرف السوداء، ومحصّنة بحمايات أقوى من البلد. واللبنانيون جميعهم صاروا مدفونين أحياء في مقبرة جماعية تحت أنقاض الليرة، وودائعهم المسروقة والمكدسة في خزائن المصارف، التي تمارس أحقر عملية إذلال للمودعين.

تلك العصابات أطلقت العنان للدولار، وها هو بقفزاته المرعبة يطرق باب المئة الف ليرة، فيما الناس يطرقون رؤوسهم في إذلال ما بعده إذلال، مهزومين عاجزين عن ولوج ابواب المتاجر، متحسّرين على لقمة عيش صار سعرها ناراً حارقة، وكرة النار تدحرجت على كل الاساسيات، في مسار اجرامي تلوح في أفقه نهاية مشؤومة، لن يكون مفاجئاً فيها إن وصل فيها المواطن اللبناني الى لحظة جهنمية يصبح فيها مزلّطاً بالكامل، ومفلساً بالكامل، لا تطال يده حتى قطرة ماء يشربها.

 

 

ما هو أفظع من هذا المسار، هو انّ معطّلي الحياة في لبنان مصابون بالعمى، او بقصر النظر، لا ترى عيونهم أبعد من حدود محمياتهم التي يتحصّنون فيها، بعيدا عن جوع الناس، ووجع الناس، ولا تسمع آذانهم سوى شعاراتهم الزائفة، وبطولاتهم المدّعاة، وبكائياتهم الكاذبة التي ذرفت وما زالت تذرف من عيون منافقة، بدل الدمع الصادق، ماء مسموماً ملوثاً بإرادة الصراع والانقسام، وقتل الأمل والرجاء بالخلاص، محصّناً بساديّة سياسية كفرت بالوطن وشعبه، جوهرها الاساس: أنا.. ومن بعدي الطوفان.

 

واذا كان معطلو الحياة في لبنان مزهوّين ببضعة آلاف من المناصرين يصفقون لهم، فماذا عن سائر الملايين من اللبنانيين؟ هؤلاء وحّدتهم المصيبة، وينطقون بلسان واحد، ويسألون المعطّلين: ما هي آخرة هذا التعطيل؟ والى أين تريدون أن تصلوا بعد؟ والى أين تريدون أن تذهبوا بهذا البلد؟ ولماذا هذا التخلّي عن الناس؟ وهل كلّف أحد منكم نفسه بالنزول الى الناس والتمعّن قليلاً في ما لحق بهم من ظلم ومآس أُسقِطوا فيها؟

 

بالتأكيد في زمن اللامبالاة لن يجرؤ أحد على الجواب، بل لعلّ هذا الجواب يخبر عن نفسه بنفسه في أية لحظة، حيث أن اللبنانيين صبروا على كل الضيم اللاحق بها، وراهنوا على استفاقة سياسية واقتصادية مسؤولة تنصفهم، ولكن بالتأكيد انّ لصبر الناس حدوداً، فالشعارات الزائفة لا تطعم جائعا ولا تروي عطشانا، والعناوين السيادية لا تداوي مريضا، واسطوانات الممانعة لا تؤمّن للمواطن فتات يومه وقوت ابنائه، والمكايدات والاحقاد لا ترجع جنى عمر المودعين، ونفوس اللبنانيين استوطنها البؤس وباتت في ذروة الاحتقان والغليان والفوران، وقد لا يطول الوقت حتى يتفجّر الغضب في كل الارجاء.

 

وكان لافتاً للانتباه في هذا السياق ما أوردته المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر»، حيث كتبت: «مع استمرار فقدان العملة اللبنانية لقوتها الشرائية بوتيرة متسارعة، لم يعد معظم الناس قادرين على شراء السلع والخدمات بنفس القدر. التنفيذ الفوري للإصلاحات الشاملة أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى».

 

طارت الرئاسة

 

الطوفان ينطلق جارفاً كل اسباب الحياة، فيما لا رادع يكبح مسبّبيه، كلّ الاجهزة معطلة، وحكومة تصريف الاعمال في اعلى درجات تخبطها وارباكها، ولا حول لها ولا قوة. لها عين ترى، ولا طاقة لها على القيام بشيء، أمّا ديوك التعطيل فماضية في صياحها الوقح، كلّ على كومة شعاراته وكيدياته، وفي ترسيخ القطع النّهائي للطريق الرئاسي، الذي يتفق القاصي والداني ان انتخاب رئيس الجمهورية يشكل نافذة عبور نحو شيء من الانفراج.

 

الرئاسة مخطوفة

 

جديد الملف الرئاسي أنّ اوراقه، بحسب ما قالت مصادر مسؤولة متابعة لتطورات الملف الرئاسي لـ»الجمهورية»: لم تعد فقط على ما كانت مبعثرة بين التناقضات السياسية، بل مزّقتها ارادة التعطيل بالكامل، وإعادة لحمها من جديد صارت مستحيلة.

 

وقطعت المصادر الأمل في أن ينحرف المعطلون عن هذا المسار الذي خطف الرئاسة وألقى بها في غياهب المجهول. وقالت: منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، وضعنا في حسباننا احتمال ان ينتخب رئيس للجمهورية ضمن فترة لا تتجاوز الشهرين، وعملنا في هذا الاتجاه، وواكَبنا الخارج بدعوات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، فاصطدمنا باستعصاء داخلي، تَجاهَل، لا بل تعالى على دعوات الخارج، وفَشّل كل مسعى داخلي الى رئيس توافقي. كل هذا المسار أوصلنا الى قناعة باتت راسخة بأنّ ثمة ارادة خبيثة لدى البعض بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وخَلْقِ أمر واقع مُفتت على كل المستويات. ولأن لا قدرة لأحد على حسم الملف الرئاسي وحده، ولأن الطريق الى التوافق والتفاهم باتت مقطوعة نهائيا، ولأن اولوية البعض هي تغليب منطق التحدّي والصدام، فهذا يدفعنا الى الجزم بأننا دخلنا في الوقت القاتل، حيث اننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من أن نترحّم ليس على رئيس للجمهورية، بل على كل الجمهورية.

 

سقطت المبادرات

 

بدورها، ابلغت مصادر معنية مباشرة بحركة الاتصالات المرتبطة بالملف الرئاسي الى «الجمهورية» قولها «انّ اي مسعى داخلي محكوم بالفشل المسبق، وتبعاً لذلك فإنّ حركة الاتصالات متوقفة بالكامل، وليس في الافق ما يؤشر الى انطلاق اي مبادرة جدية في المدى المنظور».

 

ولفتت المصادر الى انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان حتى الامس القريب رافضاً التسليم للتشاؤم ومُصرّاً على التمسك بشيء من التفاؤل حول امكان حلقة التعقيدات في اي لحظة، استنفد كل محاولاته لخلق توافق رئاسي، الى حد انه لم تعد ثمة جدوى من اي محاولة مصطدمة سلفاً بمنطق التعطيل والتحدي والشروط التي لا يمكن ان تنتج رئيساً.

 

واذا كان ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» قد حسم موقفه لناحية تبني ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهو عاكف على بذل جهود حثيثة تجاه المكونات النيابية لتأمين اكثرية الانتخاب لفرنجية، فإنّ هذا الامر، كما تقول المصادر عينها، تقابله على الضفة المسيحية عدم قدرة على اختيار مرشح جدي، وكذلك على توفير اكثرية الانتخاب لأي مرشّح من هذا الجانب. ومن هنا، فإنّ ما يسود على هذه الضفة لا يعدو اكثر من تغطية هذا العجز بالهروب الى الامام والتمترس خلف الشروط والمعايير.

 

ولفتت المصادر الى انّ البعض قد يفترض انّ موقف الثنائي يشكل العقدة المانعة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن ان دققنا ملياً في المشهد الرئاسي، ستتبدّى حقيقة لا لبس فيها تفيد ان العقدة الاساس في الملف الرئاسي تكمن في البيت المسيحي المعني مباشرة بالملف الرئاسي، حيث انه يعاني انقساما حادا، ورفضا قاطعا للاجتماع حول مرشّح معيّن، فلا «القوات اللبنانية في وارد ان تنزل عن شجرة اشتراطاتها، برغم انها تدرك عدم قدرتها على فرض منطقها، وتوحيد قوى المعارضة حول مرشح سيادي من صلبها، وتسويق ميشال معوّض الذي لم يكن في هذه التجربة اكثر من مرشح بدل عن ضائع. ولا التيار الوطني الحر قابِل لأن يتنازل عن معاييره الرئاسية التي لا تنطبق سوى على مرشح برتقالي الشكل والمضمون اسمه جبران باسيل، ولا البطريرك بشارة الراعي استطاع ان يجمع بين الخصمين اللدودين او يقرّبهما من ادراك المخاطر الكبرى التي ينذر بها استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ليس فقط على موقع الرئاسة الأولى بل على دور المسيحيين وحضورهم في لبنان.

 

تبعاً لذلك، تؤكد المصادر انّ استحالة تقريب التناقضات المسيحية من بعضها البعض، وكذلك استحالة بلوغ توافق على المستوى الوطني على انتخاب رئيس، يعنيان انّ الفراغ في رئاسة الجمهورية بات مفتوحا بالحد الادنى على اشهر طويلة، مفتوحة بدورها على شتى الاحتمالات السلبية، ومَن يراقب نبض الشارع مع تفاقم ازمة الدولار وارتفاع الاسعار الى مستويات جنونية، لا يصعب عليه إدراك انّ الشارع بات قنبلة موقوتة توشِك على الانفجار، وإسقاط لبنان في فوضى قاتلة وفلتان شامل لا حدود له.

 

إجتماع باريس

 

وتوازياً مع الإنسداد الداخلي، أبلغ مصدر ديبلوماسي في باريس الى «الجمهورية» قوله ان الدول المعنية بالاجتماع الخماسي تنتظر ما سيتقرر في لبنان، ربطاً بـ«رسالة الاجتماع» التي نقلها سفراء الدول الخمس الى القادة في لبنان، وفي ضوء ذلك ستتقرر الخطوات التالية والاجراءات التي ستتخذ وخصوصا من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا.

 

ولفت المصدر الى ان التقارير الواردة من لبنان لا تبعث على الاطمئنان، ولا تؤشر الى نية ايجابية لملاقاة حرص أصدقاء لبنان على هذا البلد وعودة التوازن السياسي اليه عبر انتخاب رئيس للجمهورية، بل نلمس مزيداً من الاصرار لدى المكونات على انتهاج مسارات تعمّق أزمة لبنان اكثر، وتمنع المجلس النيابي من اختيار رئيس الجمهورية.

 

وردا على سؤال، استبعد المصدر «ما تردد عن زيارة محتملة لمسؤول فرنسي الى لبنان، كما استبعد عودة الدول الخمس الى الاجتماع من جديد، ذلك ان اجتماع الاثنين أدى الغرض المُتوخّى منه، واكد على ما ينبغي على القادة اللبنانيين ان يدركوه وهو ان انتخاب رئيس الجمهورية مسؤوليتهم، واصدقاء لبنان على التزامهم بتقديم الدعم له على مستويات مختلفة، وثمة فرصة محدودة جدا امامهم للاستجابة الى ما تتطلبه مصلحة بلدهم، ومع نفاد هذه الفرصة، ثمة كلام آخر، ومقاربات من نوع آخر للملف اللبناني، لن أتحدث عن عقوبات او اجراءات قاسية، بل اقول بكل ثقة انه سيكون هناك تَعاط حازم جديد ومختلف جدا عمّا سبق مع معطلي انتخاب الرئيس في لبنان.

 

تبرير الفشل

 

على انّ ما نقله سفراء الدول الخمس الى المسؤولين في لبنان، وعلى ما تقول مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» لا يعدو أكثر من تبرير فشل اجتماع باريس، والرسالة الاساسية التي نقلوها خلاصتها اننا قمنا بما علينا تجاهكم، وحاولنا ان نساعدكم، ونتمنى عليكم ان تنتخبوا رئيسكم، والكرة في ملعبكم، فقد صرتم وحدكم. اما الحديث عن عقوبات وضغوطات على معطّلي انتخاب رئيس الجمهورية، فقبل التلويح بعقوبات، كيف لهم ان يعرفوا المعطّل من غير المعطّل، خصوصا ان لكل طرف داخلي مرجعيته الاقليمية والدولية التي ترعاه وتبارك موقفه وتوجّهه، الا اذا كان القصد من ذلك عقوبات على طرف معيّن، فهذا امر آخر، لن يؤدي الا الى مزيد من التأزم.

 

مع بوحبيب

 

وكان وزير الخارجية الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب قد استقبل امس سفيرة فرنسا آن غريو، وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، وسفير مصر ياسر علوي، وسفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن عمودي حيث أطلعوه على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان قد عُقد في باريس وشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما أكّدوا على ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات.

 

الحريري

 

سياسياً، شكلت عودة الرئيس سعد الحريري الحدث الابرز في الساعات الاخيرة، أكان بالنسبة الى ما يتعلق بإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والحشد الجماهيري الذي رافق رئيس تيار المستقبل خلال زيارته لضريح والده الشهيد، او في المواقف التي اطلقها برغم تأكيده ترك العمل السياسي، حيث اكد الحريري انه «ترك الساحة للجيل الشاب الذي طلب التغيير في الثورة التي شهدها لبنان عام 2019»، مُشيراً إلى أنه «كان على الجميع في السلطة أن يفعلوا الشيء نفسه لأنهم فشلوا في إدارة البلد».

 

 

وقال الحريري: «لستُ من الأشخاص الذين يقولون مش قادر وما بدّي، البلد وصل إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة. ولبنان غني جداً ويجب إدارته بما يصبّ في مصلحة الناس». واضاف: «لن أتحدّث بالسياسة لأنّني علّقتُ عملي السياسي، والحق ليس على التشرذم السنّي فكلّ مَن قرّر أن يحمي حقوق الطائفة حرق دينها».

 

وخَلص الى القول رداً على سؤال: «المكوّن السنّي لا يعرقل انتخابات رئاسة الجمهورية».

 

واذا كان بيت الوسط قد شهد حركة زوار من مستويات سياسية وشعبية مختلفة، برزت امس خطوة قام بها الحريري وارتَدَت اكثر من دلالة، وتجلّت في زيارته امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استبقاه الى مائدة الغداء، حيث دارت المحادثات التي غَلب عليها الود».

 

رسالة بري

 

وكانت لافتة في هذا السياق الكلمة التي توجّه بها الرئيس بري في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، وانطوَت على رسائل بالغة الاهمية في كل الاتجاهات الداخلية، حيث قال فيها: في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها لبنان، مجدداً كما الشعور في اللحظات الأولى لتلك الجريمة التي أريد من خلالها اغتيال الوطن والإنسان في ١٤ شباط ٢٠٠٥، هو… هو نفس الشعور بالخسارة الجسيمة التي لا تعوّض لقامة وطنية وإنسانية جُبلت بالمحبة والإنفتاح والتفاني حتى الشهادة في سبيل لبنان، عَنيت به الرئيس رفيق الحريري. في ذكرى استشهاده، نحن مدعوون جميعاً الى التحلي بالمناقبية السياسية التي آمن بها الراحل الكبير توافقاً وشراكة وقبولاً بالآخر، بذلك نمنع اغتيال الطائف واغتيال لبنان الذي استودعه الشهيد رفيق الحريري والشهداء كل الشهداء أمانة في أعناق جميع اللبنانيين ونحفظه وطناً واحداً موحداً لكل أبنائه.

 

قائد الجيش

 

على صعيد آخر، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون «أن الجيش سيبقى الضامن لأمن لبنان، وسيصمد متمسّكًا بإرادة لا تلين مهما عظمت التحديات».

 

وقال العماد عون، خلال زيارته امس فوج الهندسة في الوروار، حيث التقى الضباط والعسكريين بحضور عناصر الفوج الذين كانوا في عداد البعثة اللبنانيّة التي نفّذت مهمة بحث وإنقاذ في المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا: «مَثّلت السنوات الثلاث الماضية تجربةً بيّنت القدرة الحقيقية للجيش الذي بلغت إنتاجيتُه خلالها أكثر من أي وقت مضى، لأن كفاءة الجيوش تَظهر في ظروف مماثلة. صحيح أنّ جيشنا يفتقر إلى الكثير من المقومات المادية، لكنه غني بالعزيمة والإرادة اللذين تكمن فيهما القوّة الفعلية بما يتخطى قوة السلاح والعتاد، فالحروب تُخاض بالسلاح لكنّ الانتصار فيها يكون بالرجال. أقول لكم انّ المرحلة السابقة فخر لكم ولنا وللبنان. لولا عزيمة الجيش التي هي من عزيمتكم لكان وطننا في وضع أصعب بكثير تحت وطأة الأحداث والأزمات المتلاحقة من التحرّكات الشعبيّة الواسعة في العام 2019 إلى انتشار جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، وصولًا إلى التدهور الاقتصاديّ الراهن. كل ذلك بالتوازي مع التصدي للعدو الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية حيث يقف عناصرنا ثابتين أمام هذا العدو على الرغم من إمكاناته، ويحبطون مخططاته وأطماعه. لو مَرّ جيش آخر بهذه التجربة لما صَمد كما صمدتم، وإنّ اللبنانيين جميعًا يقدّرون تضحياتكم، ويعلّقون عليكم آمالًا كبيرة».

 

التيّار يدين المصارف

 

من جهة ثانية، دان «التيّار الوطنيّ الحرّ» الإضراب المفتوح الذي أعلنته جمعيّة المصارف، واعتبر في بيان امس أنّ إقفال المصارف كما حصل في 17 تشرين 2019 سيؤدي الى المزيد من الإنهيار المالي والإقتصادي ونتائجه الكارثية بدأت بالظهور، وهو إجراء لا يحق لأصحاب المصارف اتخاذه بل يُعتبر ضغطاً وابتزازاً لوَقف أي شكل من أشكال المُساءلة والمحاسبة، وهو قصاص جماعي للشعب اللبناني بمختلف فئاته وللبنان كدولة».

 

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الخزانة الأميركية على وشك فرض عقوبات على سلامة لـ«علاقته بحزب الله»

التيار العوني يبلغ بري اليوم موقفه من تشريع الضرورة.. والدولار يلتهم الأخضر واليابس

 

مع الاثقال الموجعة لانفلات سعر صرف الدولار الأميركي من عقاله، إذ بقي أمامه اقل من 25 نقطة حتى يصل الى المائة ألف ليرة، مخلفاً آثاراً زلزالية في اسعار المحروقات، والمأكولات، وحتى اسعار البصل والبطاطا من الخضار التي تشكل كما كان يقال «طعام الفقير» طغى طيف الرئيس الشهيد رفيق الحريري علي المشهد، في استعادة محزنة، وشعور باليتم، في وقت كان البلد، وما يزال بحاجة الى قامة او قامات وطنية من جحمه مناقبية وتفانياً ووطنية وحرصاً على الميثاقية والطائف والتعايش بين اللبنانيين.

وبين اللحظة الوجدانية، التي استذكرت الرئيس الشهيد زعيماً كبيراً، وصاحب رؤية أعادت البلد الى الخارطة، وتدفق جموع المحبين والمؤيدين الى بيت الوسط، والوجع الذي يصيب المواطن، بصرف النظر عن منطقته او انتمائه السياسي او غيره، جراء الانهيار المريع في قيمة العملة الوطنية التي تراجعت 50 ضعفاً، بينها النصف خلال اقل من عشرة ايام، وطرح اسئلة خطيرة عما يخطط للمواطن البسيط، الذي لم تعد تكفيه، لا التقديمات ولا الاعانات، بعدما اصبحت الرواتب العليا لا تساوي 3 او 4 صفائح من البنزين او المازوت إلخ..

 

الحريري على موقفه

حسم الرئيس سعد الحريري موقفه من تعليق عمله السياسي، بالاستمرار بهذا الموقف، ما دام الوضع المتردي والتعطيلي بالبلد على حاله، ولكن بالرغم من موقفه هذا، وغيابه بالخارج، فان حضوره السياسي حاضر مستمر، بجمهوره العريض، المطالب بعودته إلى السياسة، وتسلم المسؤولية، لانه يحيي الآمال بوقف الانهيار الحاصل وباندفاع مروحة واسعة من الخصوم والحلفاء السياسيين لملاقاته ودعوته للبقاء في لبنان، بعدما اكتشفوا اهمية وجوده في الساحة السياسية والسلطة معا، مقارنة بغيابه وتولي الآخرين السلطة.

وفي دردشة صحافية، حملت مضامين سياسية بأكثر من اتجاه، بالرغم من حرصه على تجنب الكلام السياسي، قال ردا على سؤال عن مسؤولية التشرذم السنّي بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية: «ان ما يتردد بأن سبب تعثر انتخاب رئيس الجمهورية، التشرذم السنّي، غير صحيح، لان السبب الحقيقي هو الخلاف الحاصل بين الخصوم والحلفاء، ويريدون من هذا الادعاء تحميل مسؤولية فشلهم لسعد الحريري. فمن يعطل انتخاب رئيس الجمهورية، هو الذي عطل تأليف الحكومة، ومستمر بنهج التعطيل، وحل المشكلة يتم بالسياسة».

وشدد الحريري على أن من يقول بالطائفة القوية، ارتد سلبا على طائفته وانهكها، ووصف حالة التردي والفوضى والانهيار الحاصلة بالبلد، بأنها ناتجة عن سوء الاداء السياسي.

وقال: «لا يوجد بلد فقير، ولكن سوء الاداء هو الذي يؤدي إلى تعثر الدورة الاقتصادية وتدهور الاوضاع الاقتصادية وافقار المواطنين».

واشار إلى ان لبنان لديه مقومات وموارد مهمة للنهوض والتطور نحو الافضل، ولديه طاقة شبابية واعدة، وكوادر مهمة، وبامكانه حل مشاكله والنهوض بسرعة، اذا حسنت ادارة الدولة، وتغير نهج التعاطي القائم، والامثلة على ذلك نجاح اللبنانيين في مختلف المجالات بالخارج.

وعن سبب استمراره بتعليق عمله السياسي اجاب: «تركت المجال للشباب، للجيل الصاعد ليأخذ دوره، واستجبت لمطالب المواطنين بالتغيير،وكان على الجميع التجاوب لان الطبقة السياسية فشلت. وتساءل، ما فائدة ترؤس كتلة نيابية كبيرة، من دون القيام بدور فعال في اللعبة السياسية، والمبادرة في تغيير النمط القائم نحو الافضل؟»

وقال: لا اريد القول للناس، بدي اعمل «ماخلوني».

وشدد على ان أهمية العمل السياسي، هو الاهتمام بشؤون المواطنين وتحسين مستوى عيشهم، والنهوض بالبلد، وليس التربع على المناصب، لمكاسب ومصالح خاصة واهمال مطالب وحاجات الشعب.

واضاف الناس التي نزلت الى الضريح بالامس، هم ضمانة البلد. وشدد على انه مستمر في تعليق عمله السياسي، لان لا شيء تغير ونهج التعطيل مستمر. ولكنه أكد ان بيت الوسط سيبقى مفتوحا للناس، و قال: «انا لا اتخلى عن ناسي»، مشددا على ان تيار المستقبل والمؤسسات الاجتماعية، سيتم تفعيل دورها، وستواصل الاهتمام بمطالب الناس .

 

جولة السفراء

دبلوماسياً، واصل سفراء الدول الخمس التي عقدت اجتماعا في باريس قبل أيام لبحث الملف اللبناني وهم: سفيرة فرنسا آن غريو، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سفير مصر ياسر علوي، سفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن عمودي. جولاتهم على المسؤولين، فزاروا امس، وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب.

وحسب المعلومات الرسمية، «اطلع السفراء بوحبيب على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان عقد في باريس، وشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما أكّدوا على ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي إجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات».

وفي السياق صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان «توضيح لما ورد في خبر اجتماع رئيس الحكومة مع سفراء الدول الخمس التي عقدت اجتماعا في باريس لدعم لبنان، جاء فيه: منعا للالتباس، يهمنا التأكيد ان ما قصده السفراء خلال النقاش، ليس «اعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان «، بل اشاروا إلى «أن الذين يعرقلون إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات سوف يواجهون تداعيات سلبية».

اضاف البيان: كما عبّر السفراء عن قلقهم البالغ إزاء تفاقم الأزمة في لبنان والمأزق السياسي الذي يعرقل الحلول، ودعوا مجلس النواب للاجتماع بشكل عاجل وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات من دون تأخير، وأكدوا أن اللبنانيين يحتاجون ويستحقون رئيسا نزيها ويضع مصالح البلاد أولاً، ويشكل ائتلافًا واسعًا وشاملًا لتنفيذ إصلاحات حاسمة.

وكشفت مصادر دبلوماسية ان لجنة السفراء الخمسة التي التقت وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كررت بوضوح موقفا موحدا، لما توصل اليه لقاء باريس، والداعي لقيام اللبنانيين بانفسهم بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، يتحلى بالمواصفات التي تحفظ مصالح لبنان واللبنانيين، لان الخارج مستعد لمساعدة لبنان من هذا المنطلق، وليس من منطلق تسمية رئيس او فرضه، كما يحلو للبعض قول ذلك.

 

ولاحظت المصادر ان اللجنة كانت تتكلم بلسان واحد، بكامل اعضائها، ما ينفي كل ما تردد عن حدوث تباينات او خلافات بين مكوناتها، بسبب عدم صدور بيان ختامي عن لقاء باريس.

واشارت المصادر إلى ان اهم ما اظهرته اللجنة الخماسية في لقاءاتها، التأكيد على ان حل مشكلة انتخاب رئيس الجمهورية، لن يأتي من الخارج، مهما طال انتظار البعض لذلك، وكأن التشديد على يكون الحل من قبل اللبنانيين انفسهم.

وتواصل لجنة السفراء زيارتها للمسؤولين، ويرتقب ان تلتقي ممثلين عن النواب المعارضين، لوضعهم في نتائج اللقاء الخماسي.

ورأى النائب في تكتل لبنان القوي آلان عون أن ظروف انتخاب رئيس للجمهورية لم تكتمل بعد، ولا اكثرية في المجلس، وقال: نحن لا نريد تأمين 20 صوتاً لمرشح، بل يهمنا انجاز هذا الاستحقاق، لذلك نحن بحاجة لتفاهمات والتيار لا يتمسك بخيار، ويحاول خلق فرصة لمرشح واحد.

وعن الجلسة التشريعية قال: الرئيس بري قرر تأجيل الجلسة التشريعية، مع تمني اعادة النظر بقرارنا، ويوم غد هناك إجتماع لتكتل «لبنان القوي» لاتخاذ القرار المناسب.

وفي تطور من شأنه ان يترك انعكاسات خطيرة على الوضع النقدي في لبنان، ما نسبته قناة «الحدث» الى مصادر اميركية من أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تربطه علاقة مع ممولين لحزب الله.

وقالت المصادر ان لا رضى اميركياً عن سلامة، وهي اي واشنطن كانت اقرب من اي وقت لفرض عقوبات على سلامة، بعدما كشفت بوضوح علاقته بحزب الله.

وفي اطار مصرفي، استمرت المصارف بتنفيذ الاضراب الجزئي.

وادان التيار العوني الإضراب المفتوح الذي أعلنته جمعيّة المصارف، وقال: انه يصيب مباشرةً أصحاب الودائع اللبنانيين وكافة الموظفين الذين ائتمنوا تلك المصارف على ودائعهم وجنى عمرهم، فتصرفت بها على نحو ما تصرفت، بالتواطؤ مع حاكم مصرف لبنان، وهرّبت جزءاً غير قليل من هذه الأموال الى الخارج بانتقائية واستنسابية، تخدم مصالح بعض اصحاب المصارف ومصالح من يحميهم، حيث راح بعض هؤلاء يتهرّبون من أي مساءلة من القضاء بذريعة قانون السرّية المصرفية، الى ان عدّل مجلس النواب هذا القانون.

اضاف التيار: إن اقفال المصارف كما حصل في 17 تشرين 2019 سيؤدي الى المزيد من الإنهيار المالي والإقتصادي ونتائجه الكارثية بدأت بالظهور، وهو إجراء لا يحق لأصحاب المصارف اتخاذه بل يُعتبر ضغطاً وإبتزازاً لوقف أي شكل من أشكال المساءلة والمحاسبة، وهو قصاص جماعي للشعب اللبناني بمختلف فئاته وللبنان كدولة.

وتابع: يحق للمصارف إتخاذ أي إجراء ضمن القانون ضد أي قاضٍ أو فردٍ أو جماعة، ولكن ليس بالالتفاف على القانون وضد كل الشعب اللبناني.

وختم التيار: فليفتح المعنيون أبواب المصارف وليذهبوا الى القضاء حيث يثبتوا أن لا شيء يخافونه ويظهروا براءة الابرياء منهم.

كما طالب وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين، بتعليق إضراب المصارف فورا نظرا للضرر الحاصل للمودعين والاقتصاد اللبناني، مؤكداً استعداد المودعين للتظاهر اذا استمر الإضراب مفتوحاً».

وكان شرف الدين قد ناقش سلبيات الإضراب المفتوح للمصارف، خلال اجتماعه بالامين العام لجمعية المصارف فادي خلف، وبحضور رابطة «تضامن المودعين» وأعضاء «جبهة المودعين».

وحسب المعلومات، أوضح خلف ان المصارف لديها ايداعات وسندات بقيمة 82 مليار دولار لدى مصرف لبنان، وهي ظاهرة للعيان بوضوح في ميزانية المصرف المركزي ويتوجب اعتراف الدولة ومن ثم مصرف لبنان بهذه الودائع.

وكشف خلف أن قيمة المصارف في حالة التصفية لا تمثل اكثر من 5 إلى 6 في المائة من قيمة الودائع المصرفية.

واتفق المجتمعون على مطلب رفع السرية المصرفية بالكامل. كما تم الاتفاق على متابعة الاجتماعات للوصول إلى خارطة طريق تخرج البلاد من هذه الأزمة.

اذاً، فعلى الرغم من طغيان حدث إحياء الذكرى الثامنة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري وما رافقها من لقاءات سياسية وشعبية ومواقف عامة للرئيس سعد الحريري خلال اليومين الماضيين، طغى ايضا امس جنون الدولار (77 الف ليرة) والمحروقات على الوضع العام وخرج الناس الى الشارع فقطعوا بعض الطرقات في بيروت وبعض المناطق، بينما واصل سفراء دول لقاء باريس الخمسة جولاتهم على المسؤولين فزاروا امس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب. لكن بقي جرح زلزال تركيا وسوريا نازفاً مع ارتفاع عدد الضحايا اللبنانيين وسحب المزيد من جثامينهم.

 

ذكرى الحريري

فقد زار الرئيس سعد الحريري ظهرالثلاثاء ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، لاحياء الذكرى الـ 18 على استشهاده، وسط هتافات جماهير تيار المستقبل.

رافق الحريري عمته السيدة بهية وعمه شفيق، وتلوا الفاتحة على ضريح الشهيد واضرحة رفاقه الشهداء، وادمعت عيناه عند وقوفه امام الضريح، وسط حشود من مناصريه، الذي اصرواعليه للبقاء في لبنان، فما كان منه إلا ان نزل اليهم واختلط معهم وصافحهم قبل ان يغادر.

وغص الضريح ومحيطه، بالاضافة الى الباحة الخارجية لمسجد محمد الامين وصولا الى تمثال الشهداء بالحشود الذين ضاق بهم المكان، مع قدوم المزيد من مؤيدي «المستقبل»، رافعين رايات التيار الازرق واللافتات المؤيدة لزعيمه مع بث الاغاني الوطنية والحماسية. وهتف المحتشدون «بالروح بالدم نفديك يا سعد «، «الله حريري وطريق الجديدة». كماحضر الكثيرمن السياسيين وزراء ونواب حاليين وسابقين ودبلوماسيين بينهم السفيرة الاميركية دوروثي شيا.وشخصيات رسمية وحزبية واقتصادية ودينية واعلامية ووجهاء من بيروت وجمعيات اهلية.

وقبل مغادرته اكتفى الحريري بالقول لصحافيين: «الله يرحم الرئيس رفيق الحريري، والله يعين لبنان».

وعند وصوله الى «بيت الوسط» احتشد الالاف من مناصري الحريري في باحات الدار ومحيطه، فالتقاهم وحياهم وتوجه اليهم بالقول: أنتم ضمانة لبنان، وأنا أفديكم. سبق أن قلت لكم أن هذا البيت سيبقى مفتوحا، وإن شاء الله سيبقى مفتوحا بوجودكم ومحبتكم. أنتم الناس الطيبون الذين بكوا على رفيق الحريري، وهذا البيت سيكمل هذا المشوار معكم بإذن الله. أدامكم الله وجازاكم كل خير، ورحم الله الشهيد رفيق الحريري، ولنقرأ الفاتحة عن روحه.

ونشر الرئيس الحريري عبر حسابه على «تويتر»، مساء الثلاثاء، صورة للجماهير الشعبية التي اجتمعت في ساحة الشهداء وسط بيروت. وأرفق الحريري الصورة بكلمة واحدة وهي: «شكراً» .

 

لقاءات وزيارة ومواقف

وزار الرئيس الحريري ظهر امس رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بيروت، واستبقاه بري إلى مائدة الغداء.

وهو التقى قبل ذلك في بيت الوسط «كتلة الاعتدال الوطني» النيابية، وقال عضو الكتلة النائب احمد الخير لـ «اللواء»: ان اللقاء كان وجدانيا وهدفه الاطمئنان الى الشيخ سعد وتعزيته بفقدان الرئيس الشهيد، ولم نتطرق الى اي موضوع سياسي. لكن الرئيس الحريري سأل عن اوضاع الشمال واهله في طرابلس والمنية والضنية وعكار، ووضعناه في اجواء ما نقوم به لخدمة اهالي المنطقة.

وعما اذا كان الوفد قد استشف شيئاً عن عودة الحريري عن تعليق العمل السياسي؟ قال الخير: هذا القرار عند الشيخ سعد. لكني اعتقد ان الاسباب التي املت عليه اتخاذ القرار ما زالت قائمة.

وكان الخير قد التقى الحريري منفردا مساء امس الاول، وقال: أن الناس التي احتشدت أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري للوقوف إلى جانب الرئيس سعد الحريري، هدفت إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن البلد بأمسّ الحاجة إليه، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة»، مشدداً على أن «ثمة مصلحة وطنية كبرى بأن تكون الهامات الوطنية من أمثال الحريري في لبنان وتلعب دورها».

واوضح ان الحديث معه اقتصر على العموميات بعيداً عن الخوض في الشؤون السياسية، لأن جل ما يعني الحريري اليوم هو الاطمئنان على تياره وأهله وناسه واللبنانيين».

وشدد على أن «كل الكلام عن أن الحريرية الوطنية انتهت لا قيمة له، واليوم بعد 18 عاماً لا يزال رفيق الحريري ومن بعده سعد الحريري في وجدان وعقول وقلوب اللبنانيين، والانتخابات الأخيرة كانت خير دليل».

وكان الحريري قدالتقى يوم الثلاثاء في «بيت الوسط» وفداً من تكتل الجمهورية القوية، موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ضمّ نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان والنواب غسان حاصباني وفادي كرم وملحم رياشي وغادة أيوب وطوني حبشي وزياد حواط والوزير السابق ريشار قيومجيان، ناقلاً تحيات رئيس القوات حيث تحدث النائب عدوان عن اهمية هذه الذكرى.

كما التقى الحريري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منفرداً، الذي تكتمت اوساطه عل اجواء اللقاء وقالت انه لم يذكر امامهم اي معلومات.

وحسب معلومات «اللواء» فإن الكلام في لقاءات الحريري كلها اقتصر على العموميات والاستفسار عن اوضاع البلاد والعباد من دون الخوض في اي تفاصيل سياسية اوخاصة او عتاب .

وفي تصريح للإعلاميين قال الحريري:أن هناك حلفاء خصوم يعلّقون شمّاعة فشلهم عليه، وأنه ترك الساحة للجيل الشاب الذي طلب التغيير في الثورة التي شهدها لبنان عام 2019، معتبراً أنه كان على الجميع في السلطة أن يفعلوا الشيء نفسه لأنهم فشلوا في إدارة البلد» .

وفي دردشة مع الإعلاميين في «بيت الوسط»،قبل مغادرته لبنان وعودته الى الامارات، قال الحريري: أنا لست من الأشخاص الذين يقولون مش قادر وما بدي… البلد وصل إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة ولبنان غني جداً ويجب إدارته بما يصبّ في مصلحة الناس.

واشار الى أنّ «هناك حلفاء خصوماً يعلّقون شمّاعة فشلهم على سعد الحريري» .

وأكد أن لبنان ليس فقيراً بل دولة غنية، لكن علينا أن نعرف كيف ندير هذا البلد لأجل مصلحة المواطن.

وأضاف: لن أتحدّث بالسياسة لأنّني علّقت عملي السياسي، والسياسة ليست كل شيء بل اداة للانجازات. ماذا سأفعل اذا كنت على رأس كتلة طويلة عريضة ولا استطيع فعل شيء، لذا تركت السياسة للجيل الجديد الذي يريد التغيير ليكون هناك دمًا جديداً.

وسُئل: هل التشرذم السنّي هو سبب عدم انتخاب الرئيس وعدم تأليف حكومة؟ اجاب: أكيد لا… الحق ليس على التشرذم السنّي فكل من قرر أن يحمي حقوق الطائفة «حرق دينها».

وقال: أن الحريرية السياسية بدأت مع رفيق الحريري واستخدموا كل الوسائل لتعطيله، ومن قتله عرف من قتل واستمر بالتعطيل.

واكد الحريري «من كانوا في ساحة الشهداء هم ضمانة لبنان ورمز الاعتدال». قائلاً: أشتاق إلى لبنان كثيراً، وبرغم أنّني تركتُ السياسة، إلّا أنّني لم أترك ناسي وبيت الوسط سيبقى مفتوحاً.

 

دولار ومحروقات تحرق

وفي الشان المعيشي، طلبت نقابة اصحاب المحطات في لبنان في رسالة، من وزير الطاقة والمياه وليد فياض «اخذ المبادرة ومن باب الضرورات تبيح المحظورات لإصدار جدول تركيب اسعار بالدولار الاميركي على فترة محدودة، لحين استقرار الاوضاع لما فيه من مصلحة للمواطن وصاحب المحطة على حدا سواء، شاكرين الجهود الجبارة التي قمت وتقوم بها».

وفي الأولى بعد الظهر اجتمع الوزير فيّاض مع اصحاب المحطات، ورداً على تحذيرهم بالتوجه الى الاقفال في حال لم يسعّر البنزين بالدولار، أكد فياض أن الوزارة تعمل على منصة لإصدار اكثر من جدولين في اليوم، تماشيا مع تقلب سعر صرف، ولكن لن نتوجه الى تسعير البنزين بالدولار ولن نخالف القانون. وأوضح فياض أنه «بحسب قانون حماية المستهلك يجب أن تصل المادّة للمواطن بالليرة اللبنانية».

إلى ذلك، أقفلت بعض محطات البنزين، ورفعت الخراطيم «بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار والارتفاع الجنوني المتواصل».وصباحاً، صدر جدول جديد لاسعار المحروقات، وجاءت الاسعار على الشكل التالي:

– البنزين 95 اوكتان : 1359.000 زيادة 38 الف ليرة.

– البنزين 98 اوكتان: 1391.000 بزيادة 39 الفاً.

المازوت: 1333.000 بزيادة 38 الفاً

الغاز: 880.000 بزيادة 33الف ليرة.

لكن تبين في السوق ان قاروة الغاز بيعت بسعر 930 الف ليرة خلافا لسعر الوزارة.

وفي سياق المعالجات، عقد رئيس الهيئات الإقتصادية اللبنانية الوزير السابق محمد شقير ورئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر اجتماعا طارئاً، «على وقع اشتداد الأزمة الإقتصادية وتسارع انهيار الليرة اللبنانية، خصص للبحث في السبل الكفيلة بالتخفيف من وطأة الإنهيار على الأوضاع المعيشية والحياتية، والحد من تفاقم مآسي المواطنين ومعاناتهم التي وصلت الى حدود لا يمكن تحملها على الإطلاق».

وأبدى المجتمعون في بيان على الاثر، «تخوفهم الشديد مما يحصل وواقع الحال الحياتي والمعيشي الذي وصل الى حدوده الدنيا والذي بات يهدد بحصول إنفجار إجتماعي»، مشددين على أن «لجم الإنهيار يتطلب أولاً الذهاب فوراً لإنتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة يكون من أولويتهما معالجة الأزمة الإقتصادية من خلال السير فوراً بالإصلاحات المطلوبة وإقرار خطة تعاف مالي وإقتصادي والإتفاق مع صندوق النقد الدولي».

وطالب المجتمعون «بإلحاح بإصدار المرسوم القاضي بزيادة الحد الأدنى للأجر المصرح عنه للضمان الإجتماعي الى 4،5 ملايين ليرة، والتقديمات الإجتماعية وبدل النقل اليومي (125 ألف ليرة عن كل يوم حضور الى العمل)، وذلك كما تم الإتفاق عليه في إجتماع لجنة المؤشر الأخير، لأن من شأن ذلك التخفيف من وطأة الأزمة المعيشية على العاملين في القطاع الخاص».

99 إصابة

صحياً، سجلت امس وزارة الصحة 99 اصابة بفايروس كورونا وحالتا وفاة، ولم يسجل اي اصابة او حالة وفاة في الكوليرا.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الإنهيارات تتوالى عبر جنون الدولار والأسعار والإضرابات… ولا مُعالجات

 جنبلاط مُستمر بمبادرته الرئاسيّة… والسفراء الخمسة: لا مُساعدات قبل انتخاب الرئيس والإصلاحات

 رسالة الحريري وصلت «أنا الأقوى سنياً وغيابي لن يطول»… ماذا سيقول نصرالله اليوم؟ – رضوان الذيب

 

« بيكار» الانهيارات يتمدد ليشمل كل القطاعات  الغذائية والصحية والتربوية والمحروقات، ووحده المواطن  يدفع الثمن، ومتروك  لقدره يواجه الارتفاع الجنوني اليومي للدولار  والمحروقات «ودولرة» اســعار المواد الغذائية وفقدان الادوية وكل مقومات الحيــاة، وسط غياب كلي للمجلس النيابي والحكومة وجميع القوى الســياســية الذين استقالوا من مهامهم، يواجهــون الازمات   بسيل من «موشحات»  «التكاذب المشــترك» مصحوبة ببيانات  تحمل كل بذور الفتنة الطائفية وتغذية العصبــيات ونشــر المـتاريس المذهبية بين المناطق كونها الطريق الوحــيد للحفاظ على الامتيازات والكــراســي، فالسلم الاهلي هو العدو الاول لهذه الطــبقة السياسية، لكن المسؤولية الاولى تبقى على الناس وسكوتهم «وخنعوهم» وتسليم قدرهم لمسؤولين وقوى  سياسية  دمروا البلد وافلسوه وحولوه الى مزرعة لحساباتهم باسم  الطوائف ومصالحها، وكانت نتائجها الويلات على  هذه الطوائف وكل اللبنانيين وتهجيرهم الى بلاد الله الواسعة.

التلاعب  بالدولار سياسي 

 

يجمع معظم خبراء المال والاقتصاد على ان ارتفاع الدولار الاخير غير مرتبط بالعوامل  المالية والاقتصادية والسوق السوداء، بل بعوامل سياسية وانتهاج  البعض لسياسات تعجل في الانهيار لحسابات رئاسية  ضيقة جدا، مستغلين  اضراب المصارف واعاقة  البحث في ايجاد  الحلول وترك الساحة للفوضى المالية، حيث من المتوقع ان يواصل الدولار ارتفاعه مع تمديد اضراب المصارف بحجة الاجراءات القضائية للقاضية  غادة عون ضد مصرفي عودة وفرنسبنك والعجز عن ايجاد المخارج، لكن التحذيرات التي ارسلت حسب المتابعين للاوضاع المالية  الى جمعية المصارف جعلها تجمد قرارها بالاقفال العام  نظرا لتداعياته الخطرة على الاستقرار والسلم الاهلي وانهيار كل مؤسسات الدولة.

 

في ظل هذا الواقع، نفذت القطاعات الصحية والتربوية سلسلة من الاعتصامات والتحركات  في كل المناطق اللبنانية، فيما رفعت معظم المحطات خراطيمها واقفلت امام المواطنين بسبب ملامسة الدولار سقف الـ ٧٧  الف ليرة، كما قطع المحتجون عددا من الطرقات في بيروت وصيدا وطرابلس، ووجه نقيب الصيادلة نداء استغاثة للمسؤولين محذرا من  الارتفاع الجنوني لاسعار الادوية الوطنية وفشل كل المعالجات لحل  ملف ادوية السرطان وحليب الاطفال، فيما صوت اكثر من ٩٥ ٪ من المعلمين لمصلحة الاستمرار في الاضراب على الاستفتاء التي اجرته رابطة التعليم الرسمي وتم وصف وعود القيمين على التربية بالكاذبة، وبالتالي فان رابطة المعلمين بصدد تمديد الاضراب للاسبوع السادس مما يهدد بضياع العام الدراسي.

فلتان امني وارتفاع معدلات السرقات

 

سجلت التقاربر الامنية، ارتفاعا ملحوظا في عمليات  الفلتان الامني وزيادة السرقات، وتحديدا للاسلاك الكهربائية، مما يعيق تغذية المناطق ب٤ ساعات كهرباء يوميا وعجز شركة كهرباء لبنان عن تأمين الكميات المطلوبة، كما سجل ارتفاع في محاولات  الاعتدا ء على المواطنين وممتلكاتهم في كل المناطق، مما دفع القوى الامنية الى اصدار سلسلة بيانات ارشادية في كيفية التعامل مع هذه الاعتداءات.

عودة الحريري

 

خرقت عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري «الرتابة « السياسية  الداخلية وشكلت رسالة واضحة الى جميع القوى من خلال الحشود الشعبية التي امت  ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري  وبيت الوسط،  وعنوانها «استحالة شطب سعد الحريري من المعادلة اللبنانية والسنية مهما طال غيابه». وحسب الذين شاركوا في لقاءات  الحريري مع مسؤولي  تيار المستقبل، فقد  ظهر مرتاحا  للاجواء الشعبية التي رافقت زيارته، رغم تاكيده  ان «عودته لن تغير شيئا في الوقت الحاضر، والعمل الاجتماعي سيبقى  الاساس  «ملمحا الى تاخر انجاز الاستحقاق الرئاسي رافضا الغوص في هذا الملف، منتقدا الحلفاء والخصوم،  كاشفا ان غيابه  لن يطول،  وليس من الاشخاص الذين يقولون «مش قادر وما بدي» جازما ان كل المحاولات لانهاء الحالة الحريرية فشلت، والحريرية  لا تموت، مبتعدا عن الغوص في الملفات الداخلية  مكتفيا بالعموميات، وعندما ساله احد الصحافيين «من الاقوى، سعد الحريري في السلطة ام سعد الحريري خارجها وخارج لبنان ؟ صمت لفترة  واجاب «الناس تحكم والاعلام كذلك، والجواب احيله اليكم»،  «وهذا البيت سيكمل المشوار».

 

واللافت ان الاجهزة الامنية اللبنانية والسفارات الخليجية  تحديدا والاوروبية  وواشنطن تابعت  تحركات الحريري في بيروت، ورصدت بدقة حجم  الحضور الشعبي  امام الضريح وبيت الوسط، وحجم  المشاركة من خارج العاصمة وتحديدا من صيدا والبقاع والشمال، وبالتالي فان زيارة الحريري الى بيروت حققت اهدافها لزعيم التيار واعطته دفعا معنويا كان بامس الحاجة له، وظهر امس زار الحريري الرئيس بري في عين التينة واستبقاه الى مائدة  الغداء، كما التقى الحريري وليد جنبلاط ووفدا من نواب القوات اللبنانية.

الملف الرئاسي

 

لا جديد رئاسيا، والملف في الثلاجة الى أمد طويل، ولا بصيص امل بانجازه هذا العام. وحسب المقربين من الاشتراكي وامل، فان زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الى الرئيس نبيه بري لم تسقط التباينات في الملف الرئاسي مع استمرار تيمور جنبلاط على موقفه الرافض لسليمان فرنجية ودعم قائد الجيش العماد جوزيف عون، مع التوافق على الملفات الاخرى لجهة حضور الجلسات التشريعية. وكان التباين قد ظهر بين بري وجنبلاط الاب خلال لقائهما الاخير، وابلغ رئيس الاشتراكي رئيس المجلس قرار  نجله تيمور واعضاء اللقاء بدعم قائد الجيش. وقد عاد  تيمور جنبلاط واكد على دعم قائد الجيش خلال زيارته لعين التينة منذ ايام، وبالتالي فان التباعد يكاد يكون من المرات النادرة بين بري وجنبلاط. ولم تنجح اللقاءات في تليين مواقفهما الرئاسية، مع الحرص على متانة العلاقة بين عين التينة والمختارة والابقاء على خطوط التواصل المفتوحة بين علي حسن خليل وغازي العريضي.

 

بالمقابل، حذر سفراء دول اجتماع باريس من ان التاخير في انتخاب رئيس الجمهورية سيرتب تداعيات على لبنان وعلاقاته مع الدول الخمس، وصولا الى امكان فرض عقوبات في حال التاخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وبان لا مساعدات دولية وعربية قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ الاصلاحات، كما ان انتخاب الرئيس مهمة اللبنانيين ولا فيتو على اي اسم. ورغم هذه التحذيرات، فان الجمود بقي مخيما كليا  على هذا الملف مع تراجع الاهتمام، باستثناء حركة وليد جنبلاط ومبادراته وتاكيده على صعوبة المهمة، لكنه لن يوقف محركاته الرئاسية باتجاه جميع الاطراف، وتحديدا حزب الله والقوى المسيحية وبكركي حتى الوصول الى التسوية.

ماذا سيقول نصرالله اليوم ؟

 

تتجه الانظار الى الضاحية الجنوبية اليوم وماذا سيقول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء، عن المناسبة، والاوضاع الداخلية بعد تفاقم الازمات الاقتصادية والملف الرئاسي، وسيكون  للاوضاع في سوريا حيز واسع بعد الزلزال المدمر وما قدمه حزب الله في هذا المجال؟

السعودية والنشاط الحوثي في لبنان

 

وفي ظل حراك السفراء الخمسة رئاسيا يبقى الهم السعودي في لبنان في مكان اخر، وما طلبته  الرياض من المسؤولين، وتحديدا رئيس الحكومة والوزراء  وقف النشاط السياسي والاعلامي للحوثيين في لبنان واقفال قناة المسيرة التي تبث من الضاحية الجنوبية. هذا المطلب رفعه السفير السعودي  الى جميع المسؤولين اللبنانيين ولم يحصل على الجواب الشافي. وقد جدد البخاري طرحه خلال اللقاء الطويل الذي جمعه مع المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل. هذا الملف حسب المتابعين يشكل ازعاجا للمسؤولين السعوديين  الذين سحبوا ايديهم كليا من الملف اللبناني ولم يتجاوبوا مع التمنيات الفرنسية بتقديم المساعدات، حتى ان البخاري غادر بيروت كيلا يشارك شخصيا في الزيارات مع سفراء اميركا وفرنسا وقطر ومصر الى المسؤولين وكلف مستشاره تاكيدا على عدم الاهتمام بالملف اللبناني  ما  دامت الدولة اللبنانية عاجزة عن الوقوف ضد حزب الله.

الجلسة التشريعية

 

حسب مصادر نيابية، فان مكتب مجلس النواب خلال اجتماعه نهار الاثنين قد يحدد موعدا لجلسة تشريعية جديدة قبل ٣ اذار  لاقرار بند الكابيتال كونترول المطلوب من صندوق النقد الدولي وجمعية المصارف كشرط للتراجع عن الاضراب، كما سيتم التمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ونصاب الجلسة مؤمن. لكن السؤال المطروح: لماذا تراجع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن قراره في حضور الجلسة التشريعية التي كانت مقررة اليوم والتمديد للواء ابراهيم؟ وهذا الامر بقي غامضا ولم يتم توضيحه من رئيس التيار حتى الان؟ فيما سال ميقاتي اين السنة؟ «وحسب المتابعين لهذا الملف، فانه من  المعيب ان يتم التعامل مع ملف التمديد للواء ابراهيم من منظار طائفي، وانه من حصة الطائفة الشيعية؟ وهو الذي مثل في ممارساته نموذجا في الولاء لمشروع الدولة ووحدة الوطن ومعالجة الملفات الشائكة بكل حكمة ولم يميز بين فريق وفريق وطائفة واخرى، وتعامل مع كل الملفات  بمقياس واحد  نال اعجاب المجتمعين العربي والدولي. والسؤال: ما المصلحة  بافراغ لبنان من قياداته  الامنية  في هذا الظرف الخطر الذي يحتاج الى قيادات مجربة وذات خبرة عالية  للحفاظ على البلد واستقراره كاللواء عباس ابراهيم؟

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحريري زار بري: الحلفاء والخصوم يعلّقون فشلهم على شماعتي  

 

على جبهتين توزعت اهتمامات اللبنانيين امس. متابعة جديد زلزال تركيا وسوريا وعدّاد ضحاياه الذي تجاوز الـ٤١ الفا، انضم اليهم  الشاب اللبناني الياس حداد، والهم المعيشي الآخذ في الاشتداد، بفعل جنون الدولار الاسود كقلوب وضمائر المتلاعبين بسعر صرفه كاسرا كل الحواجز ومسجلا ارقاما قياسية جديدة بلغت الـ ٧٥ الف ليرة وعلى اجنحته طارت كل الاسعار من دون استثناء. القطاعات كلها تحركت احتجاجا ببيانات ومطالب لانصافها فيما الشعب السائر في ظلمة اقترافات حكامه يبكي ويشكو من دون ان يصدر صوت اعتراض، باستثناء قلة قليلة نزلت الى الشارع وقطعت عددا من الطرق لا سيما في طرابلس وعكارومستديرة الكولا- بيروت إحتجاجاً على الأوضاع المعيشية  حيث سُجل إطلاقُ رصاص كثيف في طرابلس، وسط دعوات في كل المناطق للنزول الى الشارع ورفع الصوت.

 

المحطات وفياض

 

وفي ظل العقم الرئاسي والشلل السياسي الذي خرقته زيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت وقد زار امس رئيس مجلس النواب نبيه بري، واستقبل كتلة الاعتدال الوطني،  برزت ازمة قديمة – جديدة في قطاع المحروقات بفعل ازمة الدولار، فتجدد مشهد الطوابير امام المحطات بعدما رفع بعضها خراطيمه. صباحا، وبعد صدور جدول اسعار عن وزارة الطاقة حمل ارتفاعا كبيرا في اسعار المحروقات، توجّهت نقابة اصحاب المحطات في لبنان برسالة الي وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، جاء فيها «نطلب من معاليك اخذ المبادرة ومن باب «الضرورات تبيح المحظورات» لاصدار جدول تركيب اسعار بالدولار الاميركي على فترة محدودة لحين استقرار الاوضاع لما فيه من مصلحة للمواطن وصاحب المحطة على حدا سواء، شاكرين لمعاليك الجهود الجبارة التي قمت وتقوم بها».

 

وردًا على هذا التحذير، أكد فياض أن الوزارة تعمل على منصة لاصدار اكثر من جدولين في اليوم، تماشيا مع تقلب سعر صرف ولكن لن نتوجه الى تسعير البنزين بالدولار ولن نخالف القانون. وأوضح فياض أنه «بحسب قانون حماية المستهلك يجب أن تصل المادّة للمواطن بالليرة اللبنانية».

 

تطبيقٌ تسعير

 

وفي وقت تنصّل ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا من البيان واكد ان المحطات مستمرة بالبيع بالليرة ولن تقفل ابوابها، عقد اجتماع بين بعض اصحاب المحطات والشركات المستوردة للنفط، حيث اوضح رئيس تجمع الشركات مارون شماس ان «الوضع فرض علينا أنّ نجد معالجة مشكلة تسعيرة البنزين بتطبيق يحدد الاسعار بالليرة اللبنانيّة إذا كان لا مجال للدفع بالدولار والمشكلة تكمن في انه يتم شراء المحروقات بالدولار وسعر الصرف يتغير بشكل كبير بين الجدولين اللذين تصدرهما وزارة الطاقة، والتطبيق يجب ان يحل هذه النقطة». وقال «أصحاب بعض المحطات اشتكوا على عدد من أصحاب المحطات الذين خرجوا عن التسعيرة الرسمية وطالبونا بإيجاد حلّ»، ورأى ان: إذا لم نحمِ محطات المحروقات سيُقفل بعضها والبعض الآخر سيُسعّر كما يحلو له.

 

الاساتذة

 

وفي وقت طالب الاساتذة في اعتصام امام وزارة التربية بدولرة رواتبهم، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي وفدا من اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان برئاسة بسام طليس الذي أعلن ارجاء اضراب قطاع النقل البري الذي كان مقررا اليوم الخميس الى موعد يحدد لاحقا.

 

على صيرفة

 

ليس بعيدا من الشأن المعيشي، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة إجتماعات في السراي تناولت الملفات الاجتماعية والمطلبية والمالية. وفي هذا السياق إجتمع ميقاتي مع وزير العمل مصطفى بيرم يرافقه وفد من «رابطة الموظفين المتقاعدين». بعد الاجتماع قال بيرم «بحثنا خلال الاجتماع الغبن الذي يطاول المتقاعدين، حيث ان مستوى المعيشة قد تضاءل، وهم رموز القطاع العام، وقد قدموا سنوات عمرهم في خدمة هذه الادارة والقطاع العام في مختلف مسمياته، وقد اجرينا حوارا صريحا وشفافا مع الرئيس ميقاتي الذي استمع الى لائحة من المطالب المكتوبة، وسلموه مذكرة في هذا المجال، وتم التركيز ضمن النقاط التي تم عرضها على نقطتين أساسيتين، إمكانية اعتماد سعر صرف ثابت على منصة صيرفة ليستفيد منه المتقاعدون، وأيضا مسألة الملف الصحي والاستشفائي الذي يثقل كاهلهم ويشكل قلقا وجوديا لهم».

 

رواتب القطاع العام

 

وإجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر على رأس وفد. واعلن الأسمر بعد اللقاء «ناقشنا مع دولة الرئيس مسألة وضع إطار عام وواضح لحل مشكلة الرواتب في القطاع العام عبر ربطها بتطور سعر صرف الدولار الأميركي وأن تشمل كل المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والضمان والبلديات واتحاد البلديات وتلفزيون لبنان وأوجيرو.

 

الخماسي في الخارجية

 

سياسيا، المراوحة السلبية رئاسيا على حالها. وسط هذه الاجواء، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفراء الدول الخمس التي عقدت اجتماعا في باريس قبل أيام لبحث الملف اللبناني وهم: سفيرة فرنسا آن غريو، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سفير مصر ياسر علوي، سفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن عمودي.  خلال الاجتماع اطلع السفراء بوحبيب على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان عقد في باريس وشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما أكّدوا على ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي إجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات.

 

يوم الوفاء للرئيس الشهيد في ذكراه: الآلاف عند الضريح وفي «بيت الوسط»

 

الحريري: السنّة لا يعرقلون انتخاب الرئيس.. وكُثر يعلقون فشلهم على شماعتي

 

لمناسبة إحياء الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووسط الحشود الشعبية والشخصيات التي توافدت من مختلف المناطق إلى وسط بيروت، زار الرئيس سعد الحريري عند الساعة 12.55 من بعد ظهر اول امس ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ترافقه رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري وعمه السيد شفيق الحريري، حيث قرأوا الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء.

 

وحيا الرئيس الحريري بالمناسبة المواطنين الذين أطلقوا شعارات التأييد له شاكرا لهم عاطفتهم، وجال بينهم مصافحا.

 

ولدى مغادرته قال الرئيس الحريري: «رحم الله الشهيد رفيق الحريري وأعان لبنان».

 

وعن سؤاله من قبل الصحافيين عما يعني له هذا المشهد في هذه الذكرى، أجاب باقتضاب قائلا: «عنالي الدنيا كلها».

 

وعقب انتهاء مراسم إحياء الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الشهيد، توافدت الحشود الشعبية الآتية من مختلف المناطق إلى بيت الوسط، حيث تجمعوا في الباحة الخارجية وأطلقوا شعارات التأييد والدعم والمحبة للرئيس سعد الحريري».

 

وأطل الرئيس الحريري على الحشود وحياهم قائلا: «أنتم ضمانة لبنان، وأنا أفديكم. سبق أن قلت لكم أن هذا البيت سيبقى مفتوحا، وإن شاء الله سيبقى مفتوحا بوجودكم ومحبتكم. أنتم الناس الطيبون الذين بكوا على رفيق الحريري، وهذا البيت سيكمل هذا المشوار معكم بإذن الله. أدامكم الله وجازاكم كل خير، ورحم الله الشهيد رفيق الحريري، ولنقرأ الفاتحة عن روحه».

 

وشهد الضريح  منذ ساعات الصباح، توافدا لعشرات الشخصيات السياسية والديبلوماسية والاجتماعية والفكرية والروحية، في الذكرى الـ18 على اغتياله.

 

ترافق ذلك مع تقاطر آلاف المواطنين من مختلف المناطق، الذين توافدوا لإحياء الذكرى وللترحيب بالرئيس سعد الحريري.

 

وغص الضريح ومحيطه، بالاضافة الى الباحة الخارجية لمسجد محمد الامين وصولا الى تمثال الشهداء بالحشود الذين ضاق بهم المكان، مع قدوم المزيد من مؤيدي «المستقبل»، رافعين رايات التيار الازرق واللافتات المؤيدة لزعيمه مع بث الاغاني الوطنية والحماسية.

 

لماذا تركت؟

 

وقال الرئيس الحريري في دردشة مع الصحافيين: «لم يكن لدي أيّ شيء أقدّمه في السياسة وكنت أرى إلى أين سنصل وليس باستطاعتي القيام بأيّ أمر».

 

وردًا على سؤال قال: «تركتُ العمل السياسي لأنّني لا أريد أن أقول أنّني «غير قادر»، والمكوّن السني ليس من يعرقل اليوم انتخاب رئيس جمهورية»، مؤكداً أنّ «هناك حلفاء خصوماً يعلّقون شمّاعة فشلهم على سعد الحريري».

 

وأكد أن  لبنان ليس فقيراً بل دولة غنية، لكن علينا أن نعرف كيف ندير هذا البلد لأجل مصلحة المواطن.

 

الحريري سئل: «هل هذا التشرذم السني هو سبب عدم انتخاب الرئيس وعدم تأليف حكومة؟» فأجاب: «أكيد لا.. مش الحق عالتشرذم السني وكل واحد قرّر يحمي حقوق الطائفة حرق دينها».

 

ولفت إلى أن الحريرية السياسية بدأت مع رفيق الحريري واستخدموا كل الوسائل لتعطيله، ومن قتله عرف من قتل واستمر بالتعطيل.

 

لقاءات

 

والتقى الحريري في بيت الوسط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والنائب السابق ايلي الفرزلي، ووفدا من تكتل الجمهورية القوية، واعضاء كتلة الاعتدال الوطني. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram