عهد فؤاد شهاب المشؤوم.. الحلقة الاخيرة من المؤتمر الصحفي للأمين يوسف الاشقر..

عهد فؤاد شهاب المشؤوم.. الحلقة الاخيرة من المؤتمر الصحفي للأمين يوسف الاشقر..

Whats up

Telegram

الحلقة الأخيرة من مؤتمر الأمين يوسف الأشقر 

باب جرائم القتل 
   القتل كلمة صغيرة لأمر فظيع ، قليلة ، باردة ، مهما شددنا عليها . والقتل البارد ، القتل المخطط له في الذهن لا بالنزوة او الشهوة او طغيان الغريزة ، هو جريمة العصر ، كما يقول البير كامو . رفقاؤنا تحت التعذيب تمنوا مئات المرات ان يموتوا ، جميعهم تمنوا ذلك في ساعة من ساعات التعذيب والاذلال ، تمنوا ان يموتوا قبل ان يسجلوا على ابناء بلادهم هذا الذل : ان يكون في بلادهم جلادون غير الجلادين لسيد غير الأسياد جميعا. 
قلنا ان القتل كلمة صغيرة لأمر فظيع ، ولعل أصدق ما نقوله في جرائم القتل ، هو ان نسردها بأمانة بذاتها ، واليكم الأسماء والوقائع .
    1) الرفيق علي الخطيب ، ادعت الأجهزة انه قتل في اثناء ملاحقته ، وفاتها ان تتلف ملف استجوابه المحفوظ في ملف الدعوى اعتقل في 31-12-1961 وقتل بعد استجوابه بتسعة ايام . وقد أثار الأستاذ مخائيل ضاهر قضيته المفضوحة في اثناء المحاكمة .
    2) الرفيق سعيد حماد : كان معتقلا منذ عام 1960 في ثكنة الحلو لانه غير مرغوب فيه في لبنان اغتالوه في الثكنة في 15 كانون الثاني 1962.
    3) الرفيق علي البزال : لم يشترك بالانقلاب لكنه حفظ قطعة سلاح لطانيوس عبيد في منزله مما سبب اعتقاله ، وفي يوم من الأيام بينما كان الرفيق جبران جريج يمثل امام قاضي التحقيق الاستاذ سميح فياض ، طلب الأستاذ فياض احضار علي بزال للتحقيق وذهب الجندي المناوب يناديه من الثكنة الى ان اتى من ابلغ الأستاذ فياض انه مقتول في احدى غرف التحقيق المجاورة حيث كسرت رقبته وفي اليوم الثاني استدعي ابن عمه الرفيق عبد الكريم البزال وحاول الجلادون المكلفون ان يؤمنوا له المصير نفسه لولا ان خلصه احد رجال الشرطة الشرفاء.
     4) الرفيق الضابط محمود نعمه اعتقل في البقاع ونقل الى ثكنة رياق ومن ثم الى ثكنة المير بشير وقد رآه الرفيق الدكتور عبدالله سعاده قبل موته بيوم واحد فكان كتلة من اللحم المرضوض ويصعب عليه ان يرفع جفنه وكان في زنزانة الانفراد الأولى وبعد يوم حوالي الساعة الثانية صباحا استدعي الرفيق محمود نعمه فاخطأ الحارس وجلب الرفيق عفيف القطريب ، وحين رآه " ابو احمد " صاح بالحارس :" يخرب بيتك هيدا مش محمود ، كنتو روحتو هيدا ، روحوا جيبو محمود ، فعادوا واصلحوا خطأهم وفي اليوم الثاني نقلت اجهزة الاعلام ان محمود نعمه قتل وهو يحاول الفرار . 

5) الرفيق محمد سبليني : قبض عليه في ديك المحدي وطلب اليه ان يذهب الى بيته ويأتي بهويته، فانتهره الحراس ان يستعجل فأسرع ، واذا بالرصاص يغتاله من الخلف. 
 6) الرفيق مهدي ملحم سيف الدين : قبض عليه في بيت الشعار وكانت قصته كقصة الرفيق محمد سبليني ومصيره. 
 7) الرفيق فؤاد بيروتي : اعتقل في ديك المحدي وقتلوه بالأسلوب نفسه الذي قتلوا به الرفيق محمد سبليني وقد عم بين القوميين الاجتماعيين خبر هذا الأسلوب من الجريمة فلم يعد واحد منهم يقبل ان يبتعد عن معتقليه مهما حاولوا ذلك. 
 8) الرفيق محمد قبلاوي : القي القبض عليه مع خمسة اخرين وقتلوا جميعا في تل الزعتر بتاريخ 3-1-1962 ولم يصل واحد منهم الى التحقيق. 
 9) الأشقاء الرفقاء فوزي ورشراش وسنيان ابو فخر : اعتقلوا في منزلهم في 19-1-1962 وجيء بهم الى ثكنة الأمير بشير وفي الساعة الثانية من صباح 23-1-1962 نقلوا الى صحراء الشويفات التي تعرف مقرهم. 
 10) الرفيقان مسلط وابن عمه عادل ابو فخر : اعتقلا في 31-12-1961 ونقلا الى الفياضية  فالمدينة الرياضية فثكنة المير بشير واستجوبا في 9-1-1962 اختفيا من الوجود وما يزالان ضائعين. 
 أما نعيم كركور ، فارس جميل عبدالله ، خليل بشير ، عبدالله عجمي ، احمد ابو خزنة ، عبد الرحمن سليمان ، فوزي عطا ، احمد فضل ، علي مصطفى ، طانيوس عبيد ، فجميعهم اعتقلوا وبعد القاء القبض عليهم قتلوا تحت التعذيب . أما الرفيق محمد ابراهيم السبيتي فقد قتل في اليرزة وقد أعلن مدعي عام التمييو يومذاك الأستاذ نبيه بستاني في محكمة التمييز وفي مكتب رئاسة المحكمة العسكرية امام المحامين وفي ثكنة الأمير بشير اما رفقائنا واما موفدي رجال الدين ، انه طالب تكرارا بوجوب فتح تحقيق في هذه الحوادث ، لكن السلطات المختصة والمتعالية على القانون منعته من اجراء التحقيق وهو اعلى سلطة قضائية في النيابة العامة. 

   أيها السادة 
بعد هذا الذي اوجزناه  قدر الامكان لا بد لنا من عود على بدء فنخلص الى توكيد ما بدأنا به وهو ان المكاسب الحقيقية للشعب من تجربتنا المريرة هذه هي في ان يستخرج الشعب العبر الكبيرة ، ورأس هذه العبر في اعتقادنا ان على الشعب ان يصون وجوده بنفسه فيبني حياة راسخة في قواعدها ، لا تسمح للطغيان ان يستغل مؤسساتها او يتطاول على قدمها . 
   اننا نؤكد ، في المكان الأول ، على موضوع الحرية ، . ان قسما كبيرا جدا من ويلات هذه المنطقة يعود الى ضمور هذه القيمة الأساسية في حياتنا . المواطن الحر وحده يستطيع ان يبني الأوطان ويحمي الأوطان . عهود المرتزقة والعبيد ولت الى غير رجعة عصرنا هو عصر العقل الحر والوجدان الحر والذراع الحرة . ولست اجد ما انهي به بياني كلاما اصدق من توكيدي على رجال العقائد ورجال الصحافة في وطننا الغالي ان يكونوا دائما جنبا الى جنب عينا ساهرة وصوتا مدويا وكلمة حق لصون الحريات وحراسة القيم الأساسية في حياتنا ، اليوم وغدا وبعد غد.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram