افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 10 كانون الأول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 10 كانون الأول  2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

القمم الصينية في الرياض تطلق مرحلة جديدة خليجياً وعربياً الأولوية فيها ليست لمواجهة إيران طهران تنجح بالسيطرة على الشارع وإفشال أيام «الملحمة» التي انتهت أمس بصفر تظاهرات
بري يبدأ المشاورات…

وعون وباسيل في بكركي لصناعة توازن جديد حكومياً ورئاسياً

 


 أنهى الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة حافلة إلى الرياض شهدت ثلاثة قمم جلبت وجع الرأس لواشنطن، حيث لم يقتصر الأمر على احتفالية سعودية استثنائية باستضافة الرئيس الصيني والقمة الثنائية الصينية السعودية وما تضمّنته من إعلانات سياسية وتفاهمات اقتصادية، خصوصاً لجهة التأكيد على التحالفات والشراكات المتعددة للسعودية، كما ورد في الكلام الصادر عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، أو ما قالته الأرقام والتوجهات التي أشارت إليها من تعاون نووي وتسليحي واستثمارات مشتركة في مشاريع ضخمة في البلدين، لتشكل الدعوة السعودية لقمتين خليجية وعربية مع الصين، إشارات أشدّ قوة لحجم المدى الذي قرّرت السعودية الذهاب إليه في العلاقة مع الصين من جهة، وإدارة الظهر لتحفظات واشنطن بخصوصها من جهة، وإقامة عنصر توازن يحدّد حجم ومكانة العلاقة السعودية الأميركية، مع التمسك بالحفاظ عليها من الطرفين، ووفقاً لمصادر خليجية رافقت مسار القمم التي شهدتها الرياض، ستكون أبرز نتائج الانعطاف والتحوّل المترتبين على المرحلة الجديدة شعور سعودي وخليجي بالإطمئنان والراحة للبيئة الإقليمية، فلا السعودية ودول الخليج تحت ضغط الحاجة للحماية الأميركية تشعر باضطرارها لتشكيل خط مواجهة مع إيران، ولا إيران حليف الحليف الصيني وحليف الحليف الروسي تشكل مصدراً لقلق السعودية والخليج كما في زمن الأحادية الأميركية في وجهة العلاقات السعودية والخليجية.


في إيران انتهت الأيام الثلاثة المقرّرة لما وصفته القنوات التلفزيونية الموجهة لإدارة الحراك الاحتجاجي وأعمال الشغب التي تستهدف الدولة الإيرانية وأجهزتها، من دون أن تنجح محاولات إثارة تحركات في الشارع، ونجاح الحوارات ومشاريع الاحتواء التي قامت بها السلطات الإيرانية وأبرزها قرار تعليق عمل شرطة الأخلاق والزيارات التي قام القادة الإيرانيون وفي مقدّمتهم الرئيس إبراهيم رئيسي إلى أماكن تجمع المحتجّين، ومنها جامعة طهران التي زارها رئيسي وحاور طلابها.
لبنانياً، بينما يستعدّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاق الحوار الرئاسي عبر مشاورات بدأها مع الكتل النيابية لاستكشاف مناخاتها وقياس مدى نضج الأجواء للبدء بالحوار المنشود في فترة الأعياد وما بعدها، جاءت زيارة كلّ من الرئيس السابق العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى بكركي، والتصريحات التي صدرت عنها اثر لقاء البطريرك بشارة الراعي توحي، وفقاً لمصادر نيابية تتابع مواقف وتحركات التيار الوطني الحر، بمساع لإقامة توازن جديد عبر بكركي في الملفين الرئاسي والحكومي، في ظلّ ما تقوله مصادر التيار عن الطابع المسيحي الذي يختزنه الملفان من جهة، والمتاعب التي واجهتها محاولات تحقيق التوازن المطلوب عبر التحالفات السياسية والنيابية، في ظلّ التباعد الحاصل بين التيار وحزب الله من جهة مقابلة.


وخطفت بكركي الأضواء التي قصدها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل أن يزورها رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون لوضع «رأس الكنيسة» المارونية الذي كان خارج البلاد، في أجواء جلسة حكومة تصريف الأعمال التي انعقدت في ظلّ الشغور الرئاسي، وما رافقها من سجالات وخلافات سياسية ـ دستورية بأبعاد طائفية.
ووفق معلومات «البناء»، فإنّ زيارتي عون وباسيل الى بكركي كانتا منسقتين وتمّ ترتيبهما خلال وجود الراعي في الأردن، وهما كانتا ستحصلان خلال الأيام المقبلة بكافة الأحوال لاستكمال البحث في الملف الرئاسي وإمكانية الراعي لدعوة الأطراف المسيحية لحوار جماعي أو ثنائي، لكن الجلسة الحكومية وشكل توقيع المراسيم سرّعا الزيارتين للتنسيق بين المرجعيات السياسية والروحية المسيحية لتدارك الخطأ الفادح بتجاوز موقع رئاسة الجمهورية الذي حصل الاثنين الماضي وعدم تكراره في المستقبل والعمل لإنهاء هذه الحالة الدستورية الشاذة عبر انتخاب رئيس للجمهورية يستولد من كنف الحوار بين المكونات المسيحية مع الكنيسة ويتمتع بشخصية حوارية ووطنية قادر على التواصل مع الجميع.


والتقى باسيل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي وقال بعد اللقاء: «أحمّل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية».
أضاف: «استكملت البحث في الملف الرئاسي مع الراعي حيث يجب إيجاد طريقة للوصول الى مرشح ينال ثلثي الأصوات ونحن منفتحون على الجميع لكن هناك من ليس منفتحاً ولا يمكن ان نجبره».
وفي دردشة مع الصحافيين، قال باسيل ردّاً على سؤال عما إذا كانت انتهت بينه وبين «الحزب» عند حدود البيانات: «الموضوع عندهم… أنا زلمي مسالم».


وعن إمكان ترشيح أحد من «التيار الوطني الحر» لرئاسة الجمهورية قال: «هيدا حكي للتسلاية».
وعمّا إذا كان يسير بإسم يطرحه الراعي لرئاسة الجمهورية اجاب «أولاً البطريرك لا يقبل ونحن لا نقبل بأن نضعه بهكذا موقف يُحمّله مسؤولية أيّ شيء يحصل خلال حكم الرئاسة الذي يمتدّ إلى 6 سنوات». وإذا كان يطرح لقاء مسيحيّاً برعاية بكركي وإذا كان جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل «جعجع رافض لكلّ شيء.. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار».
من جانبه، قال الراعي تعليقاً على كلام باسيل على إمكان عقد لقاء مسيحي في بكركي: «لطالما كنّا من دعاة الحوار «وأنا يلّي بدعي لحوار من الـ 2009» ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات».


وحسم الراعي موقفه من دستورية الجلسة واعتبر أن «ما حصل من عقد لجلسة مجلس الوزراء «ما كان لازم يصير» وخصوصاً أنّ عدة أطراف كانت غائبة عن الجلسة».
وتوقعت مصادر سياسية لـ»البناء» أن يتريّث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في أيّ دعوة لجلسة لمجلس الوزراء في المرحلة المقبلة بعد موقف الراعي والسجالات الطائفية التي رافقت انعقاد جلسة الاثنين.
في المقابل، ورداً على باسيل، غرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» كاتباً «الحوار بدو أهل حوار».
أما الرئيس عون، فأكد في تصريح له بعد لقائه البطريرك بأنّ «الظرف يقضي ان نستودع البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق غير مصانة وضرب للميثاق وللدستور»، مضيفاً: «أكتفي بهذا القدر إذ يجب السكوت عن الكلام المباح لأنّ الأزمة كبيرة ولا يفيدها كثرة الكلام».


وسُجل يوم أمس هدوء على جبهة «حارة حريك» و»ميرنا الشالوحي»، وخلا من أيّ بيانات وسجالات، ما أوْحى بنجاح جهود الوسطاء لاحتواء السجال وتهدئة الخطاب وتبريد الجبهة والتمهيد لحوار قريب، إذ قرأت أوساط سياسية بالردّ المقتضب لباسيل على سؤال حول السجال مع حزب الله، بأنه يندرج في إطار التهدئة، على الرغم من أنّ مصادر التيار الوطني الحر تدعو عبر لـ»البناء» الى انتظار مواقف باسيل مساء غدٍ الأحد لمعرفة التوجه العوني في المواجهة ومسار العلاقة مع حزب الله.
ولفتت أجواء مطلعة على موقف الحزب لـ»البناء» الى أنّ «الخلاف بين الحزب والتيار لن يؤدّي الى قطيعة، وتصويت التيار في الجلسة الأخيرة مؤشر على ذلك، فلو كان التيار سيذهب الى القطيعة لكان صوّت لأحد المرشحين الأخصام للحزب، ما يعني أنّ الباب لا يزال مفتوحاً للتشاور بين الطرفين على الرئيس المقبل»، مشيرة الى أنّ «الخلاف ظرفي رغم أهميته، لكنه ليس استراتيجياً، وموضحة أنّ «الطرفين يقرّان بوجود مصلحة ببقاء تفاهم مار مخايل واستمرارية العلاقة لوجود مصالح متبادلة، لكن هناك ثغرات وملفات يجب معالجتها عبر الحوار الجدي والصريح لتبديد هواجس الطرفين خصوصاً من التيار تجاه حزب الله لتطمين بعضهما البعض»، وحذرت من أن جهات عدة ستقتنص الفرصة للاصطياد في الماء العكر، لكن بيانات حزب الله والتيار مضبوطة ضمن سقف معيّن»، لافتة الى أنّ «جمهور ومؤيدي الطرفين انضبطا ضمن السقف الذي وضعته القيادتين».


ولفتت المصادر الى أنّ «حزب الله متمسك بحلفه المسيحي ضمن رؤية وطنية عامة، ما يعطي الحزب والمقاومة بعداً وطنياً في الداخل والخارج وبالتالي الحزب غير مستعدّ أن يخسره في ظلّ استمرار الهجمة الأميركية الغربية الخليجية عليه، كما للحزب مصلحة أن يبقى التيار قوياً في الساحة المسيحية لكي لا يصبح لقمة سائغة للقوات التي تعمل منذ 6 سنوات على إضعاف التيار لالتهامه، في المقابل التيار لن يتخلى عن تحالفه مع الحزب في مواجهة القوات المتحالفة مع السعودية والأميركيين لكي يحقق نوعاً من التوازن في الاستحقاقات الانتخابية، فضلاً عن رؤية عون الوطنية والمشرقية البعيدة عن الانعزالية والتطرف، كما أنّ مشروع مكافحة الفساد والإصلاح وبناء الدولة الذي يسعى اليه التيار يحتاج الى شريك قوي كحزب الله نظيف الكف ولم يتلوث بالفساد وحريص على مصلحة البلد».
واعتبر الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن «وجع الناس يكبر، والأبواب مسدودة في وجه الإصلاح والحوار والتفاهم والتوافق، ولا خلاص إلا بفتح الأبواب والقلوب لإنقاذ الوطن من قعر بئر الانهيار، فالتلاقي والتوافق والتوجه بمسؤولية إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون أهلاً للإنقاذ والحفاظ على قوة لبنان، لا يفرّط بحبة تراب ولا ذرة ماء من أرضه ومياهه، ولا بحقّ من حقوقه، قادر على التعاون مع حكومة إصلاح وانقاذ، والانسجام مع المجلس النيابي لتشريع القوانين والمراقبة، وبإحياء المؤسسات الثلاث، وبذلك تتحقق المعافاة من كلّ ما أصاب الوطن، واللبنانيون قادرون بأنفسهم على صنع ذلك».


الى ذلك حضر الملف اللبناني في القمم الاقتصادية ذات الأبعاد السياسية والاستراتيجية التي جمع السعودية ودول الخليج مع الصين، والذي شارك فيها لبنان ممثلاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، وأجمعت المواقف الصينية والسعودية والخليجية على دعم لبنان وأمنه واستقراره.
وأكدت السعودية والصين، حرصهما على الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان. وشدّد البيان الختامي للقمة السعودية – الصينية على «أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفادياً لأن يكون منطلقاً لأيّ أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات».
بدوره، أكّد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على «مواقف مجلس التّعاون الثّابتة مع الشعب اللبناني الشّقيق، ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوّات المسلّحة اللّبنانيّة الّتي تحمي حدوده، وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرّفة والإرهابيّة».


وشدّد، في بيان، بعد انعقاد دورته الثّالثة والأربعين، على «أهميّة تنفيذ إصلاحات سياسيّة واقتصاديّة هيكليّة شاملة، تضمن تغلّب لبنان على أزمته السّياسيّة والاقتصاديّة، وعدم تحوّله إلى نقطة انطلاق للإرهابيّين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجراميّة الأخرى الّتي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها».
وركّز المجلس على «أهميّة بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللّبنانيّة، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصّلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها».
ودعا جميع الأفرقاء اللّبنانيّين إلى «احترام الدستور والمواعيد الدّستوريّة، والعمل على كلّ ما من شأنه تحقيق تطلّعات الشّعب اللّبناني الشقيق في الاستقرار والتّقدّم والازدهار»، مشيداً بـ»جهود أصدقاء لبنان وشركائه في استعادة وتعزيز الثّقة والتّعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان».


في غضون ذلك، سجلت مواقف روسية تجاه لبنان عبر السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، مشدّداً على أنّ «روسيا جاهزة لمساعدة لبنان»، كاشفاً أنّ بلاده لن تتدخل بملف رئاسة الجمهورية. وأشار روداكوف، إلى أنّه «في حال فوز رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية نحن نقول الحمدلله أن فترة الفرغ الرئاسي انتهت ونتمنى له التوفيق»، لافتاً إلى أنّ فرنجية لديه علاقات مع الجميع.
على صعيد آخر، أوقفت المحامية العامة المالية القاضية إيمان عبدالله الممثلة ستيفاني صليبا بناء لإشارة النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم بعد الاستماع اليها. وكانت النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أصدرت مذكرة بحث وتحرّ بحق صليبا، بناءً على التحقيقات اللبنانية والأوروبية التي تجري في ملف إختلاس وتبيض وسرقة أموال.


ووفق المعلومات فإنّ القاضية عون كانت قد استجوبت زوجة حاكم مصرف لبنان ندى سلامة ولمست عون دوراً لستيفاني صليبا (زوجة سلامة الثانية) بملف الحاكم المركزي.
وكانت المديرية العامة للأمن العام، قد ردّت على اتهامات بعض وسائل الإعلام، مشيرة في بيان الى أنه و»بعد التحقيق مع المدعوة صليبا في شعبة التحقيق في دائرة امن عام المطار حسب الاصول، تمت مخابرة النيابة العامة المالية بشخص القاضي علي ابراهيم وفقاً للصلاحية كون الجرم المشار اليه في البرقية هو «جرم تبييض أموال، وأشار القاضي إبراهيم بترك صاحبة العلاقة رهن التحقيق، وسحب جواز سفرها اللبناني بموجب إيصال، ومراجعة قلم النيابة العامة المالية خلال 48 ساعة وعدم كف التدبير».


ومساء أمس أفادت المعلومات أنه وبعد استجواب صليبا، تمّ تركها رهن التحقيق بإشارة من القاضية عون، على أن تتجه صليبا إلى مقر المديرية العامة لأمن الدولة لاستلام حقيبتها وهاتفها ومقتنياتها. 

*****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

بكركي لم تقتنع بعد بدورها كمرجعية لأي مرشح رئاسي: هل اجتمع ميقاتي مع ابن سلمان؟

 


عادت الاتصالات بشأن الملف الرئاسي إلى دائرة الضوء بقوة محلياً وخارجياً. ويبدو أن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيكون في المرحلة المقبلة محوراً أساسياً في هذا الملف. علماً أن الجهود التي بدأها النائب جبران باسيل منذ الصيف الماضي لم تصل إلى نتيجة تحسم إقناع بكركي بإدارة الملف من زاوية أن أي رئيس للجمهورية يجب أن يحظى بشرعية حقيقية عند المسيحيين أولاً. وتنطلق مبادرة باسيل من فكرة أن الراعي يمكنه إدارة حوار مسيحي – مسيحي حول الأمر قبل الذهاب نحو تفاوض يؤمن غالبية لبنانية داعمة للمرشح الرئاسي.

 

في غضون ذلك، تواصل باريس والدوحة مساعيهما للتوصل إلى تسوية تقوم على مرحلتين: الأولى تستهدف التفاهم مع مسيحيي لبنان أولاً، والثانية تستهدف التفاهم مع حزب الله. وأن عنوان المساعي حول التوصل إلى مرشح لا يتصادم مع «المجتمعين العربي والدولي»، أي عملياً أن يحظى الرئيس المقبل برضى الأميركيين والسعوديين. ومع أن المرشح الفعلي هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، فإن هذا التحالف لمس من خلال مفاوضات جرت خلال الأسبوعين الماضيين، بأنه لا يمكن فرض قائد الجيش على غالبية وازنة من القوى السياسية. وقرر الجانبان الفرنسي والقطري تطوير التواصل مع قائد الجيش الذي يجري التحضير لزيارة رسمية له إلى قطر، مع همس حول إمكانية ترتيب زيارة أيضاً إلى السعودية في حال أفلحت الاتصالات الخارجية في إقناع ولي العهد السعودي بالانخراط بشكل أكبر في الملف اللبناني.

 

غير أن الجديد – القديم هو سعي البعض إلى أن تشمل التسوية الرئاسية ملف الحكومة المقبلة. وفيما يقود التيار الوطني الحر معركة الإتيان بحكومة لا يتولى رئاستها شخصيات مثل الرئيس نجيب ميقاتي، فإن الأخير، الذي يتولى جانباً من الاتصالات مع الفرنسيين، يسعى بقوة من خلال باريس للوصول إلى تفاهم مع السعودية ومصر ليكون على رأس الحكومة المقبلة، أياً يكن رئيس الجمهورية المقبل. وأن في حالة الموافقة العربية فإن الأميركيين لن يقفون في وجهه.

وينطلق ميقاتي في مساعيه من نتائج سابقة للحوار الفرنسي – السعودي حول دور رئيس الحكومة. ويومها قال السعوديون للفرنسيين «إنكم تتحدثون معنا عن سعد الحريري ونجيب ميقاتي، الأول كان هو رجلنا وصار في حضنكم ولكن الثاني هو رجلكم وبقي في حضنكم» وهو السبب الذي وقف خلف امتناع السعودية عن إطلاق أي موقف إيجابي من حكومة ميقاتي.

 

وأبلغت مصادر مطلعة «الأخبار» أن ميقاتي نجح على ما يبدو في كسر الحصار. وتمكن من عقد لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وسط تضارب في المعلومات حول مكان اللقاء وزمانه ومدته، بينما قال مطلعون إن الاجتماع تم في شرم الشيخ وليس على هامش افتتاح بطولة كأس العالم في قطر، وإنه لم يدم طويلاً. لكن آخرين قالوا إن الاجتماع استمر لأكثر من 45 دقيقة، لافتين إلى أن ميقاتي لن يأتي على ذكر الأمر، بل قد ينفيه لتجنب إزعاج السعوديين الذين بدأوا أخيراً نقاشاً حول طريقة التعامل مع الملف اللبناني انطلاقاً من الاستحقاق الرئاسي.

وكان باسيل زار أمس البطريرك الماروني وبحث معه في أمرين، الأول يتعلق بإمكانية أن تقود بكركي حواراً مسيحياً – مسيحياً حول الرئاسة، وقد اقترح باسيل أن يوجه الراعي دعوة إلى القيادات المسيحية البارزة، لكن الأخير أبلغه أن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ليس في وارد مثل هذه اللقاءات الموسعة، وأن آخرين لديهم مواقف مشابهة. ولذلك تم اقتراح أن يتولى الراعي شخصياً حوارات ثنائية مع جميع الأقطاب المسيحيين قبل الوصول إلى خلاصة في شأن الملف الرئاسي.

 

وإلى جانب الملف الرئاسي، كان موضوع «التعدي على صلاحيات رئاسة الجمهورية» محور الاجتماعين بين الراعي وباسيل على حدة ومع الرئيس السابق ميشال عون من جهة ثانية. وكان واضحاً أن الرئيس عون لا يريد توسيع دائرة السجال العلني حول ما حصل في الملف الحكومي.

باسيل عادَ وأكد من بكركي أن «ما حصل بشأن انعقاد جلسة مجلس الوزراء لا يجب أن يمر بشكل عادي»، مشيراً إلى أنه استكمل مع البطريرك الراعي ما كنا بدأناه في موضوع الرئاسة، للوصول إلى شخصية تحظى بتأييد الثلثين. وهذا الموقع له رمزيته وعلينا مسؤولية بالانفتاح على الجميع»، ودعا إلى متابعة حلقته التلفزيونية يومَ غد على قناة الـ «أل بي سي»، معلقاً على الخلاف مع حزب الله بالقول «هم من يقرر مصير العلاقة. وأنا رجل مُسالم». وفيما اعتبرت مصادر بارزة أن «ما يحاول باسيل القيام به على المستوى المسيحي لن يؤتي ثماره لأن أحداً من القوى السياسية لن يقبَل به»، أشارت إلى أن «كلامه يوم الأحد سيكون مفصلياً لجهة العلاقة مع الحزب والتي سيحددها السقف الذي سيعتمده في مقاربته للأزمة»، مرجحة أن «لا يذهب بعيداً في تعميق الخلاف».

 

من جهة أخرى، حضر الملف اللبناني في القمة السعودية – الصينية التي انضم إليها ميقاتي، من خلال عبارات أكدت على سياسة الرياض تجاه لبنان في السنوات الأخيرة، وأتت مشابهة للبيان السعودي – الفرنسي المشترك الذي صدر قبل عام إثر زيارة قامَ بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة، مؤكدة «أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفادياً لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية، التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات».

***************************


افتتاحية صحيفة النهار

“التيار” يشدّ ببكركي إلى مواجهة ميقاتي

وسط ازدياد معالم الخواء والانسداد السياسي الداخلي الذي تعكسه جوانب كثيرة من المعارك الكلامية والسجالات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، كان ثمة رصد لـ “حضور” #لبنان في قمم الرياض #السعودية الصينية والعربية الصينية ومجلس التعاون الخليجي امس، وما اذا كانت جداول اعمال هذه القمم تتسع لأزمته بالقدر الذي يعكس واقع لبنان إقليميا ودوليا ومدى اهتمام الدول المؤثرة بازمته. ومع ان الطابع الاقتصادي الغالب على القمتين مع الصين وطبيعتها لا يسمح بتوقع اكثر من إشارات ديبلوماسية الى الازمة اللبنانية، فان ما ورد في البيان المشترك السعودي الصيني عن لبنان من جهة وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي مع وفد وزاري القمة العربية الصينية، والقائه كلمة لبنان فيها، وما ورد في بيان مجلس التعاون شكلت مؤشرات الى احتلال لبنان موقعا مهما في هذا الحدث البارز.

 

ومع ذلك لم تغب معالم الصراعات الداخلية الاخذة في التفاعل وبوتيرة تختلط فيها المؤثرات الطائفية والدستورية والسياسية على غرار ما يجري منذ انعقاد جلسة مجلس الوزراء في مطلع الأسبوع، والتي تركت ترددات لا تزال تتفاعل من دون توقف. وعلى رغم عدم وجود رابط مباشر بين الخلاف الحاد الذي نشأ عقب انعقاد جلسة مجلس الوزراء بين الرئيس ميقاتي و”#التيار الوطني الحر”، وحضور الأول امس لقمة الرياض العربية – الصينية، ثمة من ربط الاندفاع العوني اللافت امس تحديدا نحو بكركي عبر حركة منسقة بين مؤسس التيار الرئيس السابق #ميشال عون ووارثه في رئاسة التيار النائب #جبران باسيل وإعادة اطلاقهما المواقف المتصلة بالميثاقية والشراكة وما اليها، بمضي الفريق العوني في تصعيد المعركة مع ميقاتي وحلفائه الذين شاركوا في الجلسة الحكومية ومن ضمنهم “#حزب الله”. وهذه الحركة في رأي بعض الراصدين المعنيين شكلت محاولة علنية لتوظيف البعد المسيحي عبر اجتذاب بكركي الى موقف متجدد سلبي من انعقاد جلسات مجلس الوزراء بما يقلل من وقع تمثيل ميقاتي امس للبنان في قمة الرياض وبعدها في محطات داخلية وخارجية مختلفة. وبدا هذا البعد طاغيا في خلفية الزيارتين اللتين قام بهما عون وباسيل بفاصل ساعات قليلة لبكركي، في حين وضع جانبا مع التوافد العوني الى بكركي، الخلاف بين التيار العوني و”حزب الله”، وجرى تركيز الأنظار والمواقف نحو الصراع حول الواقع الحكومي سعيا الى تخفيف التناقضات المسيحية التي سرعان ما ظهرت في تراشق من بعد بين باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول ملف الحوار.

 

 

لبنان في الرياض

اما في ما يتصل بحضور الازمة اللبنانية في قمتي الرياض، فاكدت أولا السعودية والصين “حرصهما على الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان”. وشدد البيان الختامي للقمة السعودية – الصينية على “أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات”.

وفي وقت لاحق القى الرئيس ميقاتي كلمة لبنان في القمة العربية الصينية فلفت الى انه “ليس غريبا ان تكون عيون العالم شاخصة اليوم لمتابعة اجتماعنا لما له من دلالات ومعاني. ان عالمنا العربي، الذي يملك الكثير من المؤهلات البشرية والطبيعية هو في صلب اهتمام العالم، وأولهم جمهورية الصين الشعبية التي تربطنا بها اواصر صداقة وقواسم مشتركة، وها هي هذه العلاقات بين العالمين ترتقي اليوم إلى مستوى غير مسبوق”. وقال “يتطلع لبنان إلى هذه القمة بكل امل وسيعمل بجهد لتفعيل التعاون بينه وبين أشقائه العرب، وبينه وبين الصين، وهي ثاني أقوى اقتصاد بالعالم ومركز ثقل للاستقرار والتنمية والتطور العالمي”.

واما مجلس التعاون الخليجي فاكد في بيانه الختامي “مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”. ودعا المجلس “جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان”.

 

 

“التيار” في بكركي

اما في المشهد الداخلي وعلى وقع الخلاف بين “التيار” و”حزب الله” وتصاعد الاجواء السلبية حيال فشل مجلس النواب في تسع جلسات في انتخاب رئيس الجمهورية، التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي امس “زعيمي” التيار قبل الظهر وعصرا. وزاره أولا رئيس التيار جبران باسيل الذي سارع بعد اللقاء الى “تحميل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية”. واضاف: “استكملت البحث في الملف الرئاسي مع البطريرك الراعي حيث يجب ايجاد طريقة للوصول الى مرشح ينال ثلثي الاصوات ونحن منفتحون على الجميع لكن هناك من ليس منفتحا ولا يمكن ان نجبره”. ووصف ما تردد عن إمكان ترشيح أحد من “التيار الوطني الحر” لرئاسة الجمهورية بانه: “حكي للتسلاية” وقال ان “البطريرك لا يقبل ونحن لا نقبل بأن نضعه بموقف يُحمّله مسؤولية أيّ شيء يحصل خلال حكم الرئاسة الذي يمتدّ إلى 6 سنوات”. وعمّا إذا كان يطرح لقاء مسيحيًّا برعاية بكركي وإذا كان جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل “جعجع رافض لكلّ شيء.. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار”.

 

واعتبر الراعي تعليقاً على كلام باسيل على إمكان عقد لقاء مسيحي في بكركي انه: “لطالما كنّا من دعاة الحوار وأنا يلّي بدعي لحوار من الـ 2009 ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات”. ولكن الراعي اعلن ان “ما حصل من عقد لجلسة مجلس الوزراء ما كان لازم يصير وخصوصاً أنّ أطرافا عدة كانت غائبة عن الجلسة”.

 

ثم زار الرئيس السابق ميشال عون البطريرك الراعي يرافقه الوزير السابق بيار رفول. وبعد اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة تحدث عون الى الإعلاميين بكلمة مقتضبة قال فيها: “الظرف يقتضي أن نودع غبطة البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق كثيرة غير مصونة وضرب للميثاق وللدستور. أكتفي بهذا القدر إذ يجب السكوت عن الكلام المباح لأن الأزمة كبيرة ولا تفيدها كثرة الكلام.”

 

وفي المقابل سارع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى الرد على باسيل عبر حسابه على “تويتر” كاتباً “الحوار بدو أهل حوار”.

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

كرامي يحجب صوته عن فرنجية ويضع عينه على رئاسة الحكومة

“غرام وانتقام” بين باسيل و”الحزب”: “بهدلة” إعلامية و”مسخرة” رئاسية!

 

في عمق المشهد اللبناني، كل ما يدور في فلك التأزم الرئاسي المحتدم يصبّ في مجرى الصراع الجيوسياسي حول هوية لبنان ودوره وموقعه وتموضعه في المرحلة المقبلة… وإذا كانت جبهة المعارضة والسيادة والحياد تلعب أوراقها على المكشوف في معركة “لبننة الاستحقاق” وتحرير الدولة من سطوة المحاور والأجندات العابرة للحدود، فإنّ “جبهة الشغور” تبقي أوراقها مستترة وترهنها على المكشوف على طاولة التسويات الخارجية حتى تأتي نتائجها في مصلحة ما يرنو إليه محور الممانعة من تمديد قبضة ولايته الرئاسية على الجمهورية اللبنانية لضمان إبقاء لبنان ساحة من ساحات نفوذ هذا المحور في التوزيعة المستقبلية لخارطة المنطقة.

 

وعلى هذا المستوى الاستراتيجي، يتعاطى “حزب الله” ببالغ الأهمية مع محورية الاستحقاق الرئاسي في رسم الاتجاهات اللبنانية ضمن مسار لعبة موازين القوى الإقليمية، ومن هذا المنطلق يخوض معركة “الورقة البيضاء وتعطيل النصاب” بكثير من التصلّب في وجه الخصوم لمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية غير مطابق للمواصفات المطلوبة في إطار هذه اللعبة، غير أنّ ما لم يتحسّب له هو أن يجبره “الشبق الرئاسي” لدى جبران باسيل إلى خوض معركة “غرام وانتقام” معه أدت إلى شرذمة صفوف فريقهما السياسي وهبطت به إلى درك “البهدلة” الإعلامية كما حصل أمس من خلال تراشق البيانات وتبادل الاتهامات على الملأ بين الجانبين، وصولاً إلى تحويل سلاح “الورقة البيضاء” الذي يتسلّح به “حزب الله” إلى محطّ “مسخرة” رئاسية بعدما استبدلها باسيل بتسميات هزلية في صندوق الاقتراع على سبيل مكايدة “حزب الله”.

 

ولأنّ رئيس “التيار الوطني الحر” لم يعد لديه ما يخسره على “طاولة القمار” الرئاسية في ظل ما يبديه “حزب الله” من وقوف جاد خلف ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، آثر باسيل خلال الجلسة النيابية الأمس المغامرة “صولد” بحاصل الأوراق البيضاء الذي يعوّل عليه “الحزب” في لعبة شدّ الحبال مع مرشح المعارضة النائب ميشال معوّض، فأوعز لعدد من نواب تياره بالتصويت بأسماء متقاطعة تصب في مجملها بين “ميشال” و”معوّض” و”معوّض بدري ضاهر” في خانة التلويح لـ”حزب الله” بإمكانية الاصطفاف إلى جانب مرشح المعارضة الرئاسي في مواجهة فرنجية في حال بقي “الحزب” مصراّ على ترشيحه، خصوصاً وأنّ نتيجة الفرز أتت لتحقق التوازن في الصندوق الرئاسي بواقع 39 صوتاً لكل من معوّض والأوراق البيضاء، عدا عن التسميات الفولكلورية المعهودة الأخرى التي لا تقدّم ولا تؤخر في المعادلة الانتخابية، والتي أضيف إليها أمس نيلسون منديلا وفوزي أبو ملهب.

 

وتحت سقف احتدام التوتر في العلاقة بين الجانبين، لفت أمس تعمّد قيادة “حزب الله” تحجيم الرد على كلام رئيس “التيار الوطني الحر” الأخير إلى مستوى وحدة “العلاقات الإعلامية” لتتكفل بمهمة تأنيب باسيل وتكذيب ما أورده عن الوعد غير الصادق الذي كان قد قطعه “الحزب” في الملف الحكومي، فأكدت في بيان أنّ “حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد، ولم يقدّم وعداً للتيار (الوطني) بأنه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار، لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه”، ليخلص البيان إلى إدراج ما أعطاه باسيل من أبعاد وتفسيرات لانعقاد الحكومة توحي بممارسة “ضغط رئاسي” عليه من أجل السير بترشيح فرنجية، في خانة “الأوهام”، من دون أن يتجاهل “الحزب” توبيخ “بعض أوساط التيار الوطني الحر” على المسارعة إلى “استخدام لغة التخوين والغدر والنكث” باعتباره “تصرفاً غير حكيم وغير لائق خصوصاً بين الأصدقاء”.

 

وبينما تتجه الأنظار اليوم إلى بكركي حيث تردد أنّ باسيل سيزور البطريرك الماروني بشارة الراعي صباحاً لوضعه في أجواء المستجدات التي طرأت والمواقف منها، تمهيداً لزيارة الرئيس السابق ميشال عون مساءً الصرح البطريركي، حرص رئيس “التيار الوطني الحر” على الرد بالمثل على “حزب الله” عبر بيان صادر عن اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار، فوصف ما ورد في بيان “الحزب” بأنه “ملتبس جداً ويحمل تناقضاً”، معتبراً أنّ “هناك التباساً وعدم وضوح لدى قيادة “حزب الله” في ما حصل (حيال مسألة انعقاد مجلس الوزراء)، ولا زلنا نأمل تصحيحه”، مع الإشارة إلى أنّ باسيل “سيتحدث عن كل هذه المغالطات ويكون كلامه اكثر شرحاً وايضاحاً حول ضخامة ما حصل في مقابلته الاعلامية ليل الأحد”.

 

تزامناً، وفي سياق متقاطع مع التشقّقات الرئاسية الآخذة بالاتساع على أرضية قوى الثامن من آذار، نقلت أوساط واسعة الاطلاع معلومات تفيد بأنّ النائب فيصل كرامي الذي كانت هذه القوى تعوّل على استعادة مقعده البرلماني لرفع حاصل الأصوات الانتخابية لفرنجية، قرر أن ينأى بنفسه عن ترشيح الأخير لاعتباره أنّ التسوية الخارجية الآتية ستفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية من خارج صفوف مرشحي 8 آذار، وبالتالي فإنه يراهن على أن تكون المعادلة المقبلة مغايرة لتلك التي كان البعض يراهن على تحققها لناحية انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تسمية رئيس حكومة من الشخصيات المعارضة، لتصبح المعادلة الجديدة كناية عن انتخاب رئيس جمهورية من الشخصيات التوافقية كقائد الجيش العماد جوزيف عون مقابل تسمية رئيس حكومة محسوب على قوى الثامن من آذار، وبناءً عليه فإنّ كرامي آثر أن يحجب صوته عن فرنجية للرئاسة الأولى واضعاً نصب عينيه إمكانية أن يؤدي ذلك إلى رفع حظوظه ليكون مرشح الثامن من آذار لرئاسة الحكومة في توازنات التسوية المقبلة.

 

******************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل تهدد بقصف مطار بيروت إذا استقبل أسلحة إيرانية

 

كشفت أوساط سياسية في تل أبيب أن إسرائيل هدّدت الحكومة اللبنانية بقصف مطار بيروت، إذا جرى استخدامه لعمليات تهريب أسلحة إيرانية، مثلما فعلت مع سوريا.

وقالت المصادر الإسرائيلية إنها كانت على علم بما بثّته «قناة العربية» من أن إيران تُجري عمليات جس نبض ومحاولات استخدام ممر تهريب جديد عبر بيروت بعد فشل ممر دمشق، مضيفاً أن تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران تهريب أسلحة من خلال رحلات مدنية إلى مطار بيروت.

وأكدت المصادر أن الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على سوريا، خلال السنوات الأخيرة، أثبتت جدواها وأحبطت غالبية عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى ميليشياتها المسلّحة في سوريا و«حزب الله» في لبنان ودمّرت عدداً من المنشآت والمواقع الإيرانية على الأراضي السورية والبنى التحتية للمضيفين (جيش النظام السوري).

وقد تركت هذه العمليات أثرها البالغ، وكان يتوقع أن تفتش عن سبل أخرى لهذه الأسلحة، لكن إسرائيل لن تتعامل بأي تساهل مع نقل الأسلحة الإيرانية عبر مطار بيروت. ونقلت، عبر طرف ثالث، رسالة مفادها بأنها ستنفذ ضربات عسكرية قاسية ضد المطار في حال وصول أية أسلحة أو ذخيرة أو عتاد حربي إيراني إليه.

وكانت مصادر أخرى في تل أبيب قد ربطت بين الأنباء عن استخدام مطار بيروت لنقل شحنات أسلحة إيرانية وبين الزيارة التي قام بها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد. وقالت إن هذه الزيارة، التي جرت قبل أسبوعين، تناولت المصاعب التي تواجه إيران و«حزب الله» في سوريا من جراء الضربات الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل قد قصفت مطار بيروت في أواخر عام 1968 رداً على هجوم نفّذته «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» على طائرة مدنية إسرائيلية. وكانت لهذا التنظيم الفلسطيني قواعد في لبنان في ذلك الوقت، ودمرت تلك الغارة الإسرائلية عدداً من الطائرات المدنية، التابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط».

وعلّق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على التهديد الإسرائيلي بقصف مطار بيروت، في بيان جاء فيه: «إن الموضوع الذي طُرح في بعض وسائل الإعلام بأن حزب الله يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت هو موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم».

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: الحوار الرئاسي يختبر التناقضات.. وبري يريــده منتجا ً.. تأكيد خليجي على دعم لبنان

اسبوع فاصل عن جلسة الخميس المقبل، يشكّل فرصة ممنوحة للمكوّنات الداخلية لإجراء مقاربات عقلانيّة للملف الرئاسي ومراجعات جديّة ومسؤولة لمسلسل الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية، بعيدًا من الغوغائيّة والشعبويّة، لعلّها تؤسّس لاختراق في جدار التناقضات، يفضي إلى توافق يقصّر عمر الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى.

محطة الإختبار الأساسية، وربما الأخيرة، لهذه الفرصة، هي يوم الخميس المقبل، بين ان يشهد فشلًا عاشرًا في انتخاب الرئيس، وبين أن يكون منطلقًا لحوار بين المكوّنات السياسيّة والنيابيّة، يُخرج الملف الرّئاسي من خلف السّدود السياسيّة والطائفيّة والفوقيّة والكيديّة المانعة لإتمامه، ويقوده الى برّ الانتخاب.

ومن الآن وحتى الخميس المقبل، يفترض ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، مع أنّ السواد هو الاكثر ترجيحًا وهو ما تعكسه صراعات مكوّنات الانقسام السياسي، التي تجعل من الصعب الاعتقاد بأنّ التناقضات العميقة قد تشهد تبدلًا بين ليلة وضحاها، وخصوصًا انّها قيّدت نفسها على اشجار عالية من الشروط والمعايير المتصادمة.

 

لا ثقة

وإذا كانت اصوات نيابية وسياسية قد ارتفعت في الساعات الاخيرة اعتراضًا على الاستمرار في دوامة الفشل، وطالبت رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقيادة حوار يضع حدًا ويؤسّس لتوافق على انتخاب رئيس، فإنّ المشكلة الأساس، كما تقول مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، «ليست في إطلاق الحوار، وخصوصًا انّ بري ومنذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، اكّد انّ المعبر الوحيد لانتخاب رئيس الجمهورية هو الحوار والتوافق، ولكنه اصطدم بالتناقضات. بل أنّ المشكلة قائمة حصراً في مكوّنات لا تثق ببعضها، وفي نزعة الإلغاء والتحكّم لدى البعض، وخصوصًا بين الكتل المسيحية».

 

مهمة صعبة وشائكة

 

وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»: «حتى الآن، لا يمكن القول بوجود ضوء في آخر النفق الرئاسي، فما رافق جلسة الفشل التاسع من مواقف اعتراضية على استمرار هذا المسلسل، وصولًا الى حدّ اعتبار البعض انّ هذا الوضع بات يدفع إلى القرف والغثيان، لا يعني بالضرورة الاستعداد للتنازل والاستجابة لمنطق التوافق، ذلك أنّ غالبية الاطراف ما زالت ثابتة في مربعات المكابرة والتعطيل، وخطابها تصعيدي في كل الاتجاهات، يهدّد بالويل والثبور وعظائم الامور».

 

واعتبرت المصادر انّ «هذا المنحى، يجعل مهمة الرئيس بري في قيادة حوار رئاسي، شائكة ومحفوفة بصعوبات كبرى، فرئيس المجلس يسعى للاستثمار على هذه الفرصة المتاحة من الآن وحتى الخميس المقبل، لبلوغ حوار شرطه الأساس ليكون مجدياً ومنتجاً ومعبراً إلى التوافق على انتخاب رئيس، هو صفاء النيات وصدق التوجّه إلى انهاء الوضع الشاذ في رئاسة الجمهورية، وهو ما لم يُلمس بعد».

 

الحوار في المجلس

 

وعلى ما اعلن الرئيس بري، انّه سيستمزج آراء الكتل النيابية من الآن وحتى الخميس، قبل ان يتخذ موقفه بعقد حوار إن لمس ايجابيات، او بعدمه إن كانت الآراء ما زالت في خانة السلبية، وخصوصاً انّ ثمة اطرافاً سبق لها ان قاربت بالسلبية والرفض، مبادرته التي كان يسعى اليها قبل اسابيع، لصياغة توافق رئاسي. على انّه في حال رجحت كفة الايجابيات، فإنّ بري، وكما اكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، سيبادر للدعوة الى الحوار بين الكتل النيابية المختلفة في مجلس النوّاب وليس في مقرّ رئاسة المجلس النيابي في عين التينة.

 

واكّدت المصادر، «أنّ الحوار في حال انعقاده، لن يكون مفتوحاً الى ما شاء الله، بل ان تُجنى ثمار صفاء النيات سريعاً، وضمن فترة لا تتجاوز بداية السنة الجديدة. ذلك انّ الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان»، الّا انّها لفتت الانتباه الى «انّ الأساس هو الذهاب الى حوار منتج وناجح، وليس الى حوار فاشل سلفاً، يتحول إلى مناسبة للمماحكات والعراضات السياسية والشعبوية، نتيجته الحتمية انسداد الأفق الداخلي بالكامل وكلفته باهظة يدفعها البلد».

 

ورداً على سؤال قالت المصادر: «الحوار المرتقب يفترض ان يدور حول بند وحيد هو رئاسة الجمهورية والاتفاق على رئيس. قد ترغب بعض الاطراف في طرح الحوار حول سلة متكاملة تطال رئيس الجمهورية وما بعدها، ولاسيما في ما خصّ الحكومة الجديدة، علماً انّ لهذا الامر ايجابية وسلبية في آن معاً. فإيجابيته ستكون كبرى ان تمّ التوافق على سلة متكاملة، الّا انّ سلبية طرح هذا الامر تكمن في انّه قد يفتح باباً لا نهاية له، من شأنه أن يعطّل الهدف الأساس، اي التوافق على رئيس الجمهورية. المهم هو ان يتمّ الاتفاق على عقد الحوار لصياغة توافق، قبل الحديث عمّا اذا كان سيبقى محصوراً ببند وحيد او انّ بيكاره سيتوسّع اكثر من البحث بالبند الرئاسي».

 

إلى ذلك، وفي الطريق الى الخميس المقبل، كشفت مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، أنّ التحضيرات بدأت في اوساط رئيس المجلس لإطلاق ورشة عمل مكثفة وفق جدول لقاءات مكثفة سيجريها الرئيس بري مع الكتل النيابية والسياسية في الساعات المقبلة.

 

مرشحان ولا فيتوات

 

إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ«الجمهورية»، انّ الملف الرئاسي اللبناني حاضر في النقاشات الجارية بين اصدقاء لبنان، وخصوصاً بين الاميركيين والفرنسيين، دون ان يعني ذلك جهوزية لاطلاق تحرّك رئاسي تجاه لبنان في المدى المنظور، وذلك في انتظار ما ستؤول اليه المشاورات بين اللبنانيين. واكّدت: «اننا ننظر بإيجابية إلى المبادرات الحوارية الرامية الى تمكين اللبنانيين من اختيار رئيسهم».

 

ورداً على سؤال كرّرت المصادر الديبلوماسية القول، بأن لا «فيتو» موضوعاً من قِبل أي من اصدقاء لبنان حيال أي شخصية مقترحة لرئاسة الجمهورية. نحن نسمع كما يسمع الكثيرون بأنّ مرشحين اساسيين يتصدّران القائمة، هما الوزير سليمان فرنجية وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون. وكما هو جلي، فإنّ اصدقاء لبنان لا يفاضلون بين اسم وآخر، وليسوا اصلاً في هذا التوجّه، بل انّ هذا الامر عائد للبنانيين دون غيرهم، والمجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن وباريس، يشكّل في نهاية الامر عاملاً مساعداً للبنانيين لا أكثر، ويحثّ على انتخاب سريع لرئيس الجمهورية وتشكيل حكومة تلبّي تطلعات الشعب اللبناني بالإنقاذ وإجراء الاصلاحات».

 

حج إلى بكركي

 

في هذه الأجواء، برز امس، حج برتقالي إلى الصرح البطريركي، تجلّى في زيارة قام بها الرئيس السابق ميشال عون إلى بكركي عصر امس، سبقه اليها نهارًا رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

 

وقال الرئيس عون بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي: «هناك ضرب للميثاق والدستور وحقوق غير مصانة، والأزمة كبيرة ولا مجال للكلام المباح». فيما قال باسيل بعد لقائه الراعي: «أحمّل الجميع، مسلمين ومسيحيين، مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين. وهو امر فظيع، عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم. وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية». مضيفاً انّ «الشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء، سواء كانت وطنية ام حزبية». وتابع: «وقفنا معهم سنتين في الشارع ايام الحكومة التي سُمّيت بالبتراء، فهل تصبح الحكومة اليوم ميثاقية بوجود سعادة الشامي ونجلا رياشي»؟

 

واشار باسيل إلى انّه استكمل مع البطريرك الراعي البحث في الملف الرئاسي، «حيث يجب إيجاد طريقة للوصول إلى مرشح ينال ثلثي الاصوات. ونحن منفتحون على الجميع. لكن هناك من ليس منفتحاً ولا يمكن ان نجبره».

 

وعمّا إذا كان يسير بإسم يطرحه الراعي لرئاسة الجمهورية اجاب: «أولاً البطريرك لا يقبل، ونحن لا نقبل بأن نضعه بهكذا موقف يُحمّله مسؤولية أيّ شيء يحصل خلال حكم الرئاسة الذي يمتدّ إلى 6 سنوات».

 

وعمّا إذا كان يطرح لقاءً مسيحيًّا برعاية بكركي، وإذا كان جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل: «جعجع رافض لكلّ شيء.. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار».

 

واما الراعي فقال للاعلاميين رداً على سؤال عن امكان عقد حوار مسيحي في الصرح البطريركي: «لطالما كانوا دعاة حوار، لا حلّ الّا بالحوار بين الاطراف، اما حوار ثنائي بيني وبين كل طرف، وإما بحوار جامع»، لافتاً الى انّ «الحوار الجامع تتخلّله صعوبات».

 

ورداً على سؤال آخر رأى الراعي: «كان يجب الاّ تنعقد جلسة مجلس الوزراء، خصوصاً انّ اطرافاً عدة كانت غائبة عن الجلسة».

 

«الحوار بدو أهل حوار»

 

وفي وقت لاحق، أطلق رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع تغريدة فُسّرت على انّها ردّ غير مباشر على باسيل، اكتفى فيها بالقول: «الحوار بدو أهل حوار».

 

لبنان حاضر خليجياً

 

في هذه الاجواء، كان لبنان حاضراً بامتياز على الساحة الخليجية، في ثلاث محطات بارزة، الاولى في القمة الصينية- السعودية، حيث اكّد الجانبان «حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية وأهمية إجراء الإصلاحات اللازمة والحوار والتشاور، بما يضمن تجاوز البلد لأزمته، تفاديًا لأن يكون منطلقًا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو مصدرًا أو معبرًا لتهريب المخدرات».

 

المحطة الثانية، كانت مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث اكّد «المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على «مواقف مجلس التّعاون الثّابتة مع الشعب اللبناني الشّقيق، ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوّات المسلّحة اللّبنانيّة الّتي تحمي حدوده، وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرّفة والإرهابيّة».

 

وشدّد بيان للمجلس في دورته الثالثة والاربعين على «أهميّة تنفيذ إصلاحات سياسيّة واقتصاديّة هيكليّة شاملة، تضمن تغلّب لبنان على أزمته السّياسيّة والاقتصاديّة، وعدم تحوّله إلى نقطة انطلاق للإرهابيّين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجراميّة الأخرى الّتي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها».

 

واكّد المجلس على «أهميّة بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللّبنانيّة، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصّلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة، فلا يكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها». ودعا جميع الأفرقاء اللّبنانيّين إلى «احترام الدستور والمواعيد الدّستوريّة، والعمل على كلّ ما من شأنه تحقيق تطلّعات الشّعب اللّبناني الشقيق في الاستقرار والتّقدّم والازدهار»، مشيدًا بـ«جهود أصدقاء لبنان وشركائه في استعادة وتعزيز الثّقة والتّعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان».

 

واما المحطة الثالثة فكانت في قمة الرياض الخليجية- الصينية، حيث اكّد البيان الختامي الوقوف مع الشعب اللبناني والدعم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في حماية حدوده ومقاومة تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية».

 

ميقاتي في القمة

 

وقد تمثل لبنان في القمة برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي أكّد في كلمته «تطلع لبنان إلى القمة العربية- الصينية بكل أمل، مشدّداً على أنّه سيعمل بجهد لتفعيل التعاون بينه وبين أشقائه العرب، وبينه وبين الصين، «ثاني أقوى اقتصاد بالعالم ومركز ثقل للاستقرار والتنمية والتطور العالمي». وامل في «تفعيل التعاون في ما بيننا لما فيه مصلحة شعوبنا وبلدان العالم اجمع».

 

وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد استقبل الرئيس ميقاتي لدى ترحيبه برؤساء الوفود المشاركة في القمة. كما التقى ميقاتي على هامش القمة، ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وكشف أنّه سيزور الكويت على رأس وفد وزاري مطلع السنة الجديدة، وأنّ هناك العديد من الملفات التي سيتمّ بحثها. كما جرى خلال اللقاء البحث في العلاقات بين البلدين.

 

كذلك اجتمع ميقاتي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع قريباً في بيروت للجنة العليا المشتركة اللبنانية-العراقية، في خلال الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء العراق. الذي اكّد استمرار التعاون لتزويد لبنان بالنفط العراقي، وفق الاتفاقات المنصوص عنها سابقاً. واجتمع ميقاتي ايضاً مع نظيره الجزائري أيمن عبد الرحمن، تمّ خلاله استكمال البحث في المواضيع التي جرى بحثها في قمة الجزائر في شهر تشرين الاول الفائت.

 

تهديد اسرائيلي

 

من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أنّ تل أبيب تشتبه في محاولة إيرانية جديدة لتهريب أسلحة عبر مطار بيروت الدولي، مشيرة إلى أنّ «تل أبيب حذّرت من أنّها قد تنفّذ ضربات على مطار بيروت الدولي لإحباط عمليات تهريب الأسلحة».

 

اضافت الصحيفة: «إنّ إسرائيل تتحرّى عن محاولة إيران إقامة ممر لتهريب الأسلحة، من خلال رحلات مدنية إلى مطار بيروت، باستخدام شركة طيران معراج الإيرانية».

 

واعتبرت الصحيفة انّ «طهران تحاول استخدام ممر التهريب الجديد، بعد إحباط إسرائيل عمليات نقل الأسلحة الإيرانية عبر دمشق».

 

وكان مدير عام الطيران المدني اللبناني فادي الحسن قد اعلن انّ شركة «معراج»، هي شركة نظامية إيرانية بدأت بتسيير رحلات من وإلى مطار بيروت الدولي، وأولى رحلاتها كانت خلال شهر تشرين الثاني الماضي بمعدل رحلة واحدة أسبوعياً من مدينة مشهد الإيرانية إلى بيروت ومن ثم تقلع من بيروت إلى طهران.

 

جعجع

 

من جهته، أكّد جعجع في بيان «أنّ الموضوع الذي طُرح في بعض وسائل الإعلام بأنّ «حزب الله» يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت، هو موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال، من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم» ولفت الى انّ «بعض المواضيع لا تحتمل التأجيل أو التسويف أو التغطية إذا كانت صحيحة، ولذلك وجب على حكومة تصريف الأعمال التصرُّف بسرعة وجدّية وفعالية».

 

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

لبنان في قمم الرياض: دعم مواجهة الإرهاب واتفاق اللبنانيين على الرئيس

يوم عوني «بلا طحين» في بكركي: الراعي غير متحمس للقاء مسيحي.. وجعجع لن يُجرِّب باسيل مجدداً

 

بدا من اللقاءات والمواقف العربية لا سيما موقف المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي من ضرورة توفير الدعم للبنان، ان البلد غير متروك لمصيره، فهو حضر في الكلمة التي ألقاها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لدى افتتاح القمة العربية- الصينية، حيث قال: لبنان يتطلع الى القمة بأمل، وسيعمل لتفعيل التعاون بينه وبين اشقائه العرب، وبينه وبين الصين، مشيدا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبولي عهد المملكة الامير محمد بن سلمان، الذي تبادل معه الحديث حول العلاقات الثنائية بين البلدين بعد افتتاح القمة..

كما حضر لبنان في لقاءات رئيس الحكومة، والوفد المرافق، مع كل من ولي عهد دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح، وجرى البحث في زيارة ميقاتي الى الكويت مع بداية العام المقبل، كما جرى البحث مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في زيارة الاخر لبيروت، واجتماع اللجنة اللبنانية- العراقية المشتركة، وكذلك حصل مع نظيره الجزائري ايمن عبد الرحمن، لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بشأن الفيول والطاقة الجزائرية الى مؤسسة كهرباء لبنان بمشاركة اعضاء الوفد اللبناني الوزاري المرافق.

أمَّا على صعيد المواقف، فقد حضر الوضع في لبنان من زاوية دعم الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب، والسعي باتجاه اتنمية والاستقرار. فقد نصت القمة العربية – الصينية على «دعم الجهود التي يبذلها لبنان والصومال والسودان لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية والازدهار ومكافحة الارهاب، ودعم جهود الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في هذا الشأن».

على ان الاهم، ما تضمنه البيان الختامي لاعمال الدورة الـ43 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ دعا جميع الاطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية، والعمل علي كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدها، مشيدا بجهود اصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.

و أكد المجلس الأعلى على مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق وعن دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً على أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

كما دعا المجلس الأعلى جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد.

كما ادان المجلس دعم ايران للميليشيات الطائفية في عدد من الدول من بينها لبنان.

وفي السياق، شدد وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان آل سعود على انه يعود للبنانيين ان يقرروا ما هو الافضل لهم، مؤكدا ان ما يقرّره اللبنانيون ستدعمه الدول العربية، مؤكدا على ان المملكة طرف فاعل على كل الساحة اللبنانية والدولية.

يوم عوني في بكركي

محلياً، وكما اشارت «اللواء» في عددها امس، اتجه التيار الوطني الحر الى بكركي كملاذ، في ضوء احترام ازمة الثقة مع حزب الله، وتجميد العمل بمفاعيل «تفاهم مار مخايل» على خلفية دعم الحزب لترشيح الوزير السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الأولى.

فبعد تمهيدي صباحي من رئيس التيار النائب جبران باسيل، اكتملت الحلقة بزيارة قام بها الرئيس السابق ميشال عون الى الصرح، ناقلين هواجس مسيحية على خلفية تحميل جلسة مجلس الوزراء الاثنين الماضي ما لا تحمل من تهم شطب الرئيس الماروني، والحكم من دون رئيس جمهورية، والعزف على وتر طائفي وميثاقي، لم يكن في حسابات الوزراء الذين حضروا الجلسة، لتأمين المال اللازم لشراء الادوية او توفير الاموال للمتقاعدين العسكريين والمدنيين والمدرسين المتعاقدين في المدارس الرسمية الابتدائية.

طرح في اللقاءين ثلاثة مواضيع:

1- مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بموقف رافض لعقد جلسات لمجلس الوزراء.

– دعوة لجمع القيادات المسيحية للاتفاق على مرشح واحد بدعم من الكتل المسيحية، ويضع الثنائي والكتل الاسلامية امام امر واقع..

3 – وضع بكركي في اجواء الصدام مع الثنائي الشيعي، والخلاف الكبير مع حزب الله.

بعد اللقاء قال باسيل: أحمّل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية..

وردا على سؤال: ما اذا كانت الامور انتهت مع حزب الله عند حدود البيانات، رد باسل: الموضوع عندهم.. انا زلمي مسالم».

اما البطريرك الراعي فقال: لطالما كنا من دعاة الحوار، وانا يلي بدعي لحوار من الـ 2009» ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات. واعتبر ان «ما حصل من عقد لجسلة مجلس الوزراء «ما كان لازم يصير» وخصوصاً أنّ عدة أطراف كانت غائبة عن الجلسة».

وردا على باسيل، غرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» كاتباً «الحوار بدو أهل حوار…».

اما الرئيس عون فقال: الازمة كبيرة جداً، والكلام غير مباح».

ولاحظت مصادر سياسية ان الرئيس عون ظهر في بكركي، في اول لقاء له بعد انتهاء ولايته، بعد ان سبقه وريثه السياسي باسيل، في محاولة لتحوير مشكلته المستفحلة مع حزب الله الذي يدعم خصمه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة ،وكأنها مشكلة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما يمثله، لعقده جلسة لمجلس الوزراء، بدون موافقة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتصوير ما حصل بانه موجه عمدا، للتعدي على حقوق المسيحيين، وصلاحيات رئيس الجمهورية، ومخالف للدستور، والميثاقية، والشراكة والعيش المشترك، بعد ان تهيب من استكمال الاشتباك السياسي مع الحزب بعد اتهامه بنعوت سيئة لم يسبق ان قالها في علاقته المتواصلة معه منذ عقد ونصف واهمها التملص من الوعود والانقلاب على التحالف وغيرها.

واشارت المصادر ان عون وقبله باسيل، بدأ واضحا في نقل الخلاف السياسي على الانتخابات الرئاسية، بعد استبعاد وريثه من السباق للرئاسة، وظهور مؤشرات ووقائع من حليفه الوحيد حزب الله لدعم ترشيح فرنجية، بعد فشل كل المحاولات التي بذلها لاقناع الحزب بتبديل خياراته بهذا الخصوص، وخشيته من تفاعل الخلاف المتصاعد مع حليفه نحو متاهات غير محسوبة، تؤثر سلبا عليه، انتهج عون وباسيل اسلوب التحريض الطائفي، وكأن ما حصل هو مشكل بين المسلمين والمسيحيين لتحييد الحزب.

الا ان المصادر اعتبرت محاولة عون للاستنجاد ببكركي لاعطاء دفع وزيادة لشحن النفوس والتحريض الطائفي، لاظهار الدعم والتأييد المسيحي لنهجه، بعدما ظهر وحيدا في معركته مع الحزب بخصوص الاختلاف حول ترشيح فرنجية، بانها مكشوفة ومنبوذة ولا تلقى تاييدا مسيحيا جامعا، لان الجميع يعرف ان معركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبدعم من عون، هي معركة شخصية وليست مسيحية، وهو يحاول الباسها الرداء الطائفي لاعادة لملمة الشارع المسيحي من حول التيار بعد الانكفاء الشعبي من حوله بفعل ممارساته المتماهية مع حليفه حزب الله ومخططاته الاقليمية المضرة للبنان واللبنانيين، والتغطية على مفاسد العهد وفشله الذريع بادارة السلطة وباغراق لبنان بالظلام باكبر كارثة اقتصادية ومعيشية مر بها في تاريخه.

وشددت المصادر انه كان على عون وباسيل، بدل انتهاج اسلوب التحريض الطائفي ووضع المشكل الأساس على الرئاسة بينه وبين حزب الله، الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدلا من الامعان بالاقتراع بالورقة البيضاء، وباضاعة الوقت سدى، والتلهي بمشاكل واشكالات شخصية، تزيد من تدهور الاوضاع ولاتؤدي إلى حلحلة الازمة.

وتساءلت المصادر اذا كان ما يدعيه عون وباسيل هو الحرص على صلاحيات رئيس الجمهورية ، فلماذا لا يتبنى الاخير، باعتباره رئيس كتلة نيابية مسيحية كبيرة، تسمية مرشح ما للرئاسة كونه لا يستطيع الترشح شخصيا، لانه مكروه ومعزول داخليا ومنبوذ عربيا ودوليا، ومدرج على لائحة الفساد الاميركية، ويخوض الانتخابات الرئاسية على هذا النحو، كما تفعل كتلة القوات اللبنانية والمعارضة بترشيح ميشال معوض، ولكنه يستبدل هذا الخيار الانسب للحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية، بافتعال المشاكل والازمات برداء طائفي بغيض ومستنكر، لتحقيق طموحه الشخصي، بابعاد خصومه التقليديين عن لانحة السباق للرئاسة الاولى، املا بالترشح الشخصي او المشاركة بايصال مرشح رئاسي يهيمن عليه وعلى سياساته مسبقا.

وختمت المصادر بأن ما يسعى اليه عون وباسيل في بكركي لجمع الزعماء الموارنة للحوار والتوافق حول الانتخابات الرئاسية، ووجه على الفور برفض من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع تحت عنوان «من جرب المجرب، كان عقله مخرب»،لان عون أو باسيل يهرعان الى بكركي عند الحشرة فقط.

الى ذلك، دعا جعجع حكومة تصريف الاعمال للتصرف بسرعة وجدية وفعالية في معرض التعليق على ما طرح في بعض الإعلام بان «حزب الله» يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت، موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين.

قضائياً، أوقفت المحامية العامة المالية القاضية إيمان عبدالله الممثلة ستيفاني صليبا بناء لإشارة النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم بعد الاستماع اليها. وكانت تقارير صحافية قد تحدثت عن أن النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أصدرت مذكرة بحث وتحر بحق صليبا، بناءً على التحقيقات اللبنانية والأوروبية التي تجري في ملف إختلاس وتبيض وسرقة أموال، ثم اطلق سراحها على ذمة التحقيق.

كورونا: 55 اصابة

كوليرا: اصابتان

صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها امس 55 اصابة جديدة بفايروس كورونا، من دون تسجيل اية حالة وفاة كما سجلت اصابتين بالكوليرا، من دون اية حالة وفاة.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

الوطني الحر يُصعد مسيحياً ليكون الناخب الاول لرئيس الجمهورية المقبل

استمرار في سوء ادارة الشأن العام ولا اصلاحات بل اعباء اضافية على المواطن – نور نعمة

 

مل اللبنانيون من الواقع اليومي الاسود ومن الشلل السياسي الذي سببه المسؤولون ومن الخلافات في ما بينهم على مصالح لا تعود للشعب اللبناني بأي مردود ايجابي، في ظل هذا الانهيار الكارثي الذي يطيح كل المؤسسات الواحدة تلو الاخرى ويحولها الى رماد. الدولار الاسود يرتفع، وغلاء فاحش للاسعار سواء للمواد الغذائية او الاستشفائية، فترخي بظلالها على قدرة المواطن اللبناني على الاستمرار في العيش في لبنان. وقد اصبح هذا الامر بالغ الصعوبة في وقت لا حلول جدية لمعالجة الازمة المالية والاقتصادية، ولا تواصل مع صندوق النقد الدولي والبنك لدولي، ولا اصلاحات جدية تؤدي الى اعادة الثقة بلبنان. اضف الى ذلك، هناك استمرار في سوء ادارة الشأن العام، بيد ان الدولة بحد ذاتها بدأت بالدفع باتجاه الدفع والقبض بالدولار، حيث تريد استحصال ضريبة على رواتب الناس بالدولار بنسبة 20%، مما يزيد الاعباء على المواطن اللبناني.

 

في غضون ذلك، تتواصل تداعيات الاشتباك السياسي الذي حصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله على انعقاد جلسة حكومية للضرورة برئاسة نجيب ميقاتي، او الاثنين المشؤوم بالنسبة للتيار الوطني الحر حيث ان النفوس لم تهدأ وبخاصة من جهة النائب جبران باسيل، اذ ابدى استعدادا لتعريض تحالفه مع المقاومة الى اهتزاز كبير لاول مرة بهذا الشكل. والملفت ان التيار الوطني الحر قرر الذهاب الى بكركي لانه في مأزق، وفقا لمصادر مطلعة، بعد ان اعتبر ان استمرارية الرئيس ميشال عون ستكون من خلال النائب جبران باسيل، غير ان حزب الله لم يعتمد هذه المقاربة، وعليه، وقع الخلاف بين الوطني الحر والمقاومة.

 

وعندما لم يتبن حزب الله باسيل مرشحا لرئاسة الجمهورية، علما ان الاخير على ازمة ثقة مع كل الاحزاب، اتجه باسيل الى بكركي الذي يرى فيها مساحة ممكن ان تؤمن من خلال التواصل مع القوى السياسية الاخرى اختراقا كان متعذرا على باسيل. وبالتالي امام انسداد لعبة باسيل السياسية مع حزب الله، رأت المصادر المطلعة انه لم يبق امام جبران باسيل الا بكركي ممرا للخروج من مأزقه، لان القوى السياسية على غرار الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والشارع السني التابع لسعد الحريري وايضا مع الكتائب، لا تريد التواصل مع باسيل.

 

ويذكر ان حزب الله اراد ايصال رسالة الى جبران باسيل ان هناك بدائل عنه من خلال دعوة المقاومة للقوات اللبنانية لانتخاب رئيس المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، فضلا عن انه اعلن ان لقاءً حصل مع الكتائب وعن اجتماع عقد بين لجنة بكركي ولجنة حزب الله، كما ان لقاءً جمع المقاومة بقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون.

 

واليوم اراد النائب جبران باسيل، وفقا للمصادر المطلعة، ان يرد على رسائل حزب الله بالقول للمقاومة ان لديه ايضا بدائل وخيارات ممكن ان يلجأ اليها بدأها بجلسة الانتخاب من خلال التصويت الذي قام به تكتل لبنان القوي، فضلا عن زيارته لبكركي. ورسائل باسيل مفادها انه ايضا قادر على التخلي عن حزب الله اذا تخلى الحزب عنه.

 

في الوقت ذاته، تقول اوساط سياسية للديار ان باسيل رفع الصوت عاليا بوجه حزب الله لعدم اطالة الشغور الرئاسي، واعتبار الجلسة الحكومية للضرورة امرا عاديا سيتكرر اكثر من مرة في وقت يكون التيار الوطني الحر معزولا وخارج دائرة اتخاذ القرارات الاساسية للبلاد. وتابعت ان هواجس الوطني الحر تضاعفت بعد جلسة الاثنين الماضي فلجأ الى التصعيد والى التحذير من مغبة تجاهله في المشهد السياسي، اضافة الى امكان تراجع قدرته على التأثير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

زيارة عون وباسيل الى بكركي

 

هذا وزار الرئيس السابق ميشال عون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي يرافقه الوزير بيار رفول عند الخامسة من بعد ظهر امس.

 

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس عون الى الإعلاميين بكلمة مقتضبة قال فيها: «الظرف يقتضي أن نودع البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق كثيرة غير مصونة وضرب للميثاق وللدستور. أكتفي بهذا القدر إذ يجب السكوت عن الكلام المباح لأن الأزمة كبيرة ولا يفيدها كثرة الكلام.»

 

واستقبل الراعي، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي قال: «اطلعت البطريرك على تفاصيل ما حصل في جلسة الحكومة وخطورته وضخامته».

 

وأضاف باسيل «وبطبيعة الحال استكملت مع غبطته موضوع رئاسة الجمهورية وايجاد وسيلة لنصل الى مرشح يحظى بتأييد الثلثين او النصف زائدا واحدا في مجلس النواب. والاكيد ان هذا يتطلب اولا مشاركة كل اللبنانيين، ولكن هذا الموقع له رمزيته وتمثيله ومعناه، وبالتالي نحن مسؤولون. وطلبت من الراعي وكررت ضرورة بذل الجهود، ونحن منفتحون على الجميع على رغم ان هناك البعض غير منفتح ولا يمكننا اجباره، للاتفاق على كلمة واحدة ورأي وموقف واحد وعلى اسم او مجموعة أسماء لكي تسير هذه العملية وننتشل الوضع من الجمود. ونحن مستمرون في السعي داخليا وخارجيا من دون تعب».

الشغور الرئاسي: الى متى؟

 

وعلى صعيد الشغور الرئاسي، ووفقا لمصادر مطلعة، من المحتمل ان ينتهي في بداية الربيع في العام الجديد بما ان النواب التغييريين عددهم قليل وليس لديهم تأثير كبير في مجريات الاحداث، في حين ان الاحزاب التقليدية لا تزال تسيطر على البرلمان اللبناني. وبالتالي ليس خافيا تأثير الخارج في القوى السياسية، وعليه فان انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيكون بتسوية اقليمية – دولية ينفذها اللاعبون اللبنانيون.

 

وفي هذا السياق، تقول مصادر رفيعة المستوى للديار ان الاستحقاق الرئاسي هو مكون من طبقتين: طبقة داخلية واخرى خارجية. عندما يتعذر على الداخل القيام بالمطلوب منه تنتقل هذه الامور الى الخارج، علما انه ليس بالضرورة ان يكون الخارج قادرا على التأثير، وخير دليل على ذلك المبادرة الفرنسية حيث لم يتمكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من احداث تغيير في لبنان.

 

وفي الوقت ذاته، يتمكن الخارج من التأثير في الواقع اللبناني اذا صب جهوده على غرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، نتيجة الارادة الاميركية تقاطعت والمصلحة الاوروبية مع ارادة حزب الله والايرانية وعليه تحقق الترسيم. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم حول الاستحقاق الرئاسي: متى يحصل تقاطع اميركي – ايراني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

قطر تدعم قائد الجيش

 

توازيا، كشفت مصادر وزارية ان فرنسا والولايات المتحدة لا تصب الجهود اللازمة لتسهيل تنفيذ الاستحقاق الرئاسي لاسباب متعددة بينما تؤدي قطر دورا بارزا على الساحة اللبنانية. وقد بات معلوما ان الدوحة تسعى الى وصول قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، بعدما اختبرت العلاقة معه في المؤسسة العسكرية واصبحت تراه الشخصية التي تليق بالمرحلة المقبلة للبنان.

التيار الوطني الحر: لن نقبل الرجوع الى ما قبل 2005

 

من جهتها، اكدت مصادر الوطني الحر للديار ان مقاربته لجلسة حكومة تصريف الاعمال غير مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، كما ان بيانه الذي انتقد فيه موقف حزب الله لا يعود لترشيح الاخير لسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، علما ان المقاومة لم تعلن هذا الترشيح علنا ورسميا.

 

وعليه، قالت هذه المصادر «لم نعتبر ان هناك رسالة من حزب الله لنا في الموضوع الرئاسي، كما لم نرد في بياننا ايضا من هذا المنطلق الرئاسي الذي يروج له البعض». وشددت على ان كل ما في الامر ان الوطني الحر رأى ان الميثاقية والشركة والتوازن في الحكم تم المس بها، حيث يعتبر ان التيار الذي اعاد هذه المقومات عند عودة الجنرال ميشال عون عام 2005 بعد ان كان الحكم القائم في لبنان يرتكز على قوة كل الطوائف الا الطائفة المسيحية المستضعفة والمواطن المسيحي موجود فقط على الهوية، ولكن ليس له حضور سياسي. وعلى سبيل المثال، النواب الذين كانوا ينتخبون قبل عام 2005 لم يتمتعوا بحيثية في الوجدان المسيحي ولا قاعدة شعبية لهم في بيئتهم، بل نواب مسيحيون مستولدون لدى طوائف اخرى.

 

ولذلك بعد كل هذا النضال لسنين كثيرة، وبعد مساندة التيار الوطني الحر لحزب الله في مسألة حمايته وميثاقيته عند خروجه من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فان هذه الحكومة اعتبرت انذاك مبتورة وغير ميثاقية بسبب خروج وزراء حزب الله، وقد أيد التيار الوطني الحر موقف المقاومة ووقف الى جانبها.

 

اما اليوم فيشعر تكتل لبنان القوي ان هناك محاولة للعودة الى ما قبل 2005، فضلا عن ان هناك نية للسطو على رئاسة الجمهورية وما تمثله من حضور ودور مسيحي، وبالتالي القضاء على الشركة. ولفتت المصادر الى ان هذا ما استفز التيار الوطني الحر وجعله يرفع الصوت ليقول لحزب الله ان المسألة ليست اشكالا بسيطا، بل هو عدم وقوف حزب الله كحليف الى جانب الوطني الحر في منع من يحاول ضرب موقع رئاسة الجمهورية والدفاع عن الوجود المسيحي الذي هو الاساس في المحافظة على وجود لبنان.

 

في الوقت ذاته، قالت المصادر انه رغم امتعاض التيار الوطني الحر فان الاتصالات جارية بينه وبين حزب الله، وصحيح ان نكسة حصلت، ولكن الطرفين حريصان على اتفاق مار مخائيل. وكشفت ان التيار الوطني الحر يتمنى على حزب الله ان يأخذ خطوة الى الوراء ويقوم بمراجعة لمواقفه لان هناك اقتناعا سائدا لدى الوطني الحر ان حزب الله يعمل بشكل منطقي اكثر.

 

وبالنسبة للبطريرك الراعي، كان لا بد من زيارة النائب جبران باسيل والرئيس عون لبكركي، لناحية موقف الراعي المعارض لجلسة حكومة تصريف الاعمال التي انعقدت وفقا لمصادر التيار الوطني الحر. واشارت الى ان باسيل اراد استمزاج رأي البطريرك لانه يعتبر ايضا ان الوجود المسيحي هو جزء من الوجود اللبناني الذي يريده متنوعا ومدنيا، ولكن ما دامت لعبة الطوائف لا تزال مستمرة فحتما سيتم التشارك مع بكركي.

القوات اللبنانية: باسيل غير جدي في دعوته للحوار

 

قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان الحوار قيمة اساسية، وهي حريصة على اتمام ذلك لان المجتمعات تنهض وتستقيم من خلال الحوار. ولكن بالنسبة للقوات فللحوار شروطه، اي ان يكون الفرقاء المتحاورون مع بعضهم لديها النية للوصول الى نتيجة، وعندما تنعدم هذه الشروط فهذا الامر ينعكس سلبا على الحوار ويصبح حوارا فولكلوريا دون جدوى.

 

ومن خلال التجربة، اعتبرت المصادر القواتية انه منذ عام 2006 الى اليوم كل الحوارات لم تصل الى نتيجة، ولم يطبق اي بنود من الحوار. وعلى سبيل المثال، تساءلت القوات اذا كان النائب جبران باسيل سيدعو للحوار لو ان حزب الله تبنى ترشيحه للرئاسة بدلا من سليمان فرنجية؟

 

اما بالنسبة لدعوة الرئيس نبيه بري للحوار، فتعلن القوات موافقتها على الحوار حيث ان بري رئيس المؤسسة الدستورية، وهو مسؤول عن انتظامها، وبما ان المسالة انتخابية عليه ان يدعو رؤساء الكتل النيابية الى مكتبه من اجل النقاش والاستمرار والاصرار على عدم الخروج من المجلس النيابي.

 

النائب بلال عبدالله لـ«الديار»: نؤيد الحوار والمساحات المشتركة بين الافرقاء

 

بدوره، رأى النائب بلال عبدالله الذي ينتمي الى اللقاء الديموقراطي ان الانتقادات التي اوردها الوطني الحر في بيانه حول انعقاد جلسة لحكومة تصريف الاعمال لا علاقة لها بصلاحيات رئيس الجمهورية بل بالمعركة الرئاسية. واستغرب النائب عبدالله ان يلجأ التيار الوطني الحر الى التهديد باللامركزية والتقسيم من جراء جلسة حكومية واحدة، مشيرا الى انهم ضربوا اتفاق الطائف بعرض الحائط لمدة ست سنوات، والان باتوا حريصين على احترام الطائف؟!

 

وعن الدعوة للحوار، أكد النائب بلال عبدالله ان الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي يؤيدان الحوار، بخاصة ان هناك استعصاء في الاستحقاق الرئاسي، والبلد يتدمر والهجرة تزيد، ولذلك المصلحة الوطنية تقضي بحصول حوار بين الافرقاء، لافتا الى ان الوضع يحتاج الى مساحات مشتركة على غرار مجلس النواب الذي هو ساحة حوار مفتوحة.

نادر: هناك استمرار في سوء ادارة الشأن العام!

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان الصورة قاتمة لان هناك جمودا تاما في الداخل، بخاصة على مستوى الاصلاحات، كما ان ارتفاع مستوى التضخم عالميا ينعكس سلبا على لبنان ويزيد الطين بلة، حيث ان فاتورة الاستيراد ترتفع بما ان التضخم من الدول التي يستورد منها لبنان يزداد ايضا. اما الفرق بين لبنان وباقي الدول فهو ان الاخيرة تاخذ احتياطات عديدة وتضع برنامجا وخططا لمواجهة التضخم، في حين ان الدولة اللبنانية تتفرج على الوضع، اذ ان الليرة تتدهور يوما بعد يوم، والامور تشير الى ان الليرة ستفقد قيمتها بالكامل في مرحلة قريبة. عندئذ، سيكون الدفع بالدولار. وعلى سبيل المثال، بدات الدولة منذ اللحظة باجبار المواطنين على الدفع بالدولار، فضلا عن انها تريد الضريبة من رواتب الناس بنسبة 20% بعملة الدولار، وهذا امر سلبي جدا، ناهيك بوضع الجامعات التي تفرض الدفع بـ «فريش دولار» بنسبة 20 % من الاقساط ، وكذلك الامر في المدارس.

 

هذه السياسة المالية التي تعتمدها الدولة اللبنانية، وفقا للخبير الاقتصادي سامي نادر، لن تبقي احدا في لبنان على هذه الاحوال وستدفع الى المزيد من هجرة اللبنانيين.

 

ورأى نادر ان لبنان ذاهب الى الاسوأ نتيجة قلة ادراك واستمرار في سوء الادارة وجشع في مقاربة الشأن العام، حيث لا توجد مقاربة ايجابية للعمال بل مزيد من الاعباء.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لبنان يحضر في البيان الختامي للقمتين في السعودية  

 

الى بكركي، سحب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلاف العهد العوني المزمن مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. الزعيم المسيحي “المُسالم” يبدو طوى على مضض صفحة الجرح مع حليف مار مخايل، واضعا ما جرى في عهدته، ليُصوب مجددا من الباب الطائفي على ما اقترفه ميقاتي السنيّ في حق موقع رئاسة الجمهورية الماروني. ومن بكركي جال بين الحوار والقنص على غريمه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وترشيحات الرئاسة، على ان يتبعه الى الصرح في زيارة محددة مسبقا الرئيس ميشال عون.

 

على وقع الخلاف بين التيار وحزب الله، وغداة جلسة مجلس الوزراء الاثنين الماضي والفشل في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة التاسعة اول امس، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي رئيس تكتّل “لبنان القوي”، الذي قال بعد اللقاء: أحمّل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية.. اضاف: استكملت البحث في الملف الرئاسي مع الراعي حيث يجب ايجاد طريقة للوصول الى مرشح ينال ثلثي الاصوات ونحن منفتحون على الجميع لكن هناك من ليس منفتحا ولا يمكن ان نجبره.

 

زلمي مسالم

 

وفي دردشة مع الصحافيين، قال باسيل ردًّا على سؤال عما إذا كانت انتهت بينه وبين “الحزب” عند حدود البيانات: “الموضوع عندهم.. أنا زلمي مسالم”. وعن إمكان ترشيح أحد من “التيار الوطني الحر” لرئاسة الجمهورية قال: “هيدا حكي للتسلاية”. وعمّا إذا كان يسير بإسم يطرحه الراعي لرئاسة الجمهورية اجاب “أولاً البطريرك لا يقبل ونحن لا نقبل بأن نضعه بهكذا موقف يُحمّله مسؤولية أيّ شيء يحصل خلال حكم الرئاسة الذي يمتدّ إلى 6 سنوات”. وعمّا إذا كان يطرح لقاء مسيحيًّا برعاية بكركي وإذا كان جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل “جعجع رافض لكلّ شيء.. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار”.

 

الراعي

 

من جانبه، قال الراعي الذي استقبل الرئيس السابق ميشال عون بعد الظهر، تعليقاً على كلام باسيل على إمكان عقد لقاء مسيحي في بكركي: لطالما كنّا من دعاة الحوار “وأنا يلّي بدعي لحوار من الـ 2009” ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات. واعتبر ان “ما حصل من عقد لجسلة مجلس الوزراء “ما كان لازم يصير” خصوصاً أنّ عدة أطراف كانت غائبة عن الجلسة”.

 

في المقابل، وردا على باسيل، غرّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر حسابه على “تويتر” كاتباً “الحوار بدو أهل حوار…”.

 

الحزب والتوافق

 

رئاسيا ايضا، اعتبر الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “وجع الناس يكبر، والأبواب مسدودة في وجه الإصلاح والحوار والتفاهم والتوافق، ولا خلاص إلا بفتح الأبواب والقلوب لإنقاذ الوطن من قعر بئر الإنهيار، فالتلاقي والتوافق والتوجه بمسؤولية إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون أهلا للانقاذ والحفاظ على قوة لبنان، لا يفرط بحبة تراب ولا ذرة ماء من أرضه ومياهه، ولا بحق من حقوقه، قادر على التعاون مع حكومة إصلاح وانقاذ، والإنسجام مع المجلس النيابي لتشريع القوانين والمراقبة، وبإحياء المؤسسات الثلاث، وبذلك تتحقق المعافاة من كل ما أصاب الوطن، واللبنانييون قادرون بأنفسهم على صنع ذلك”.

 

حوار بري

 

وفي وقت تتجه الانظار الى مواقف القوى السياسية من الدعوة الى الحوار التي اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيعقده في حال تجاوب النواب معه في جلسة الخميس المقبل لانتخاب رئيس،  غرد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله عبر حسابه على “تويتر”: “دعوة رئيس المجلس النيابي الكتل النيابية كافة للحوار حول انتخاب رئيس للجمهورية بعد فشل 9 جولات، تشكل آخر محاولة جدية للبننة الاستحقاق الرئاسي ومحاولة خرق جدار العجز القائم، والذي يهدد الكيان ويفاقم من معاناة الناس”.

 

المملكة والصين

 

في المواكبة الخارجية للأزمة اللبنانية، اكدت السعودية والصين، امس، حرصهما على الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان. وشدد البيان الختامي للقمة السعودية – الصينية على “أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات”.

 

جعجع والمطار

 

ليس بعيدا، أكد جعجع في بيان “ان الموضوع الذي طرح في بعض وسائل الإعلام بان “حزب الله” يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت، موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم”. اضاف: إن بعض المواضيع لا تحتمل التأجيل أو التسويف أو التغطية إذا كانت صحيحة، ولذلك وجب على حكومة تصريف الأعمال التصرُّف بسرعة وجدية وفعالية.

 

لقاءات ميقاتي

 

في الرياض ايضا، إستقبل ولي عهد دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صباحا في الرياض قبيل انعقاد القمة العربية- الصينية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية.  وفي خلال اللقاء جرى البحث في العلاقات بين البلدين، واشار الرئيس ميقاتي الى انه سيزور الكويت على رأس وفد وزاري مطلع السنة الجديدة، وأن هناك العديد من الملفات التي سيتم بحثها. 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram