افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 17 تشرين الأول 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 17 تشرين الأول 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة البناء


فرنسا تنفجر غضباً بوجه ماكرون… والشارع الأوروبي يتحرّك على إيقاع التأزم المعيشي / واشنطن: سنعيد النظر بعلاقتنا بالرياض… والمقاومة في فلسطين ترسم قواعد الاشتباك / العشاء السويسري يربك المشهد… وطليعة الطعون الخميس… وبو صعب: إيجابيات بعد الترسيم/


لم تعد المواجهة الدائرة في فلسطين تعبيراً عن احتجاج على جريمة جديدة لجيش الاحتلال، أو إحياء لمناسبة، بعدما مضى أكثر من شهر على استمرار الانتفاضة وأعمال المقاومة يومياً دون توقف، ومسيرة الشهداء تكبر، والعمليات المقاومة تقدّم أبطالها وتحصد الإصابات في جيش الاحتلال، ورموز مثل نابلس والقدس وجنين تتحوّل إلى ساحات اشتباك يومي وقواعد خلفية للمقاومين، ولم يعد صعباً اكتشاف حجم الارتباك الإسرائيلي أمام المشهد الفلسطيني المتعاظم، ورغم محاولة الحكومة والمعارضة البحث عن عناوين أخرى لخوض السباق الانتخابي تحتها، يتصدر اهتمام الإعلام والمستوطنين ومن خلالهما اهتمام الناخبين، الفشل الذريع الذي يطبع مسار عمليات جيش الاحتلال في محاولة قمع الانتفاضة ووقف عمليات المقاومة، وتحول العنصر الفلسطيني إلى الهم الأول لكيان الاحتلال القائم أصلاً على زعم التفوق الأمني، بينما يطبع الفشل الاستخباري كل محاولات استباق العمليات، والفشل العسكري كل محاولات وقف الانتفاضة.
فلسطين تفرض حضورها في ظل انشغال العالم كل بحاله، حيث لم تعد هناك قوة قائدة قادرة على التعامل بالاهتمام ذاته مع القضايا المتعددة، ويرتاح الفلسطينيون لذلك لأن التدخلات الخارجية كانت دائماً على حسابهم ومحاولات لإنقاذ الكيان من مأزقه. وفي العالم تفرّخ الأزمات من رحم بعضها وتتكاثر. فالحرب في أوكرانيا أنتجت أزمة الطاقة، ومن رحم أزمة الطاقة دخلت أوروبا في أزمة اقتصادية تحولت إلى صراع اجتماعي انفجر في الشارع، وأظهر الفرنسيون موجات حاشدة من الغضب، وجدت تعبيرها النقابي بمطالبات بزيادة الأجور، وبدعوة المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلانشون وأحزاب اليسار إلى الإضراب العام، فيما سجلت في بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ورومانيا حركات احتجاج يتوقع الخبراء لها التصاعد مع اقتراب موسم الشتاء، دون أن يكون بيد الحكومات الأوروبية منفردة ومجتمعة ما يتيح لها السيطرة على الأزمة. فموارد الطاقة غير كافية وأسعارها أربعة أضعاف سعر الشراء من روسيا، والكساد نتيجة طبيعية لزيادة الأكلاف، وإفلاس الشركات وإقفال الكثير منها ضمن التوقعات غير البعيدة، وتغطية الموازنات العامة تتم برفع الاستدانة، وكبح جماح التضخم يتم عبر زيادات استثنائية غير مسبوقة في أسعار الفائدة ما يؤدي لمزيد من الانكماش الاقتصادي، وتلبية طلبات زيادة الرواتب تحتاج مراكمة مزيد من الديون التضخمية ما يتسبب بانهيارات متوقعة في سعر اليورو، ورفض التلبية يؤدي الى انفجار الشارع وتشقق التحالفات الحاكمة والأحزاب الكبرى.
المخاض الأوروبي ليس وحيداً في مشهد حلفاء أميركا، ولا في مشهد ارتدادات الحرب في أوكرانيا وأزمات الطاقة، وبعد تركيا التي يصفها أعضاء في الكونغرس الأميركي بالطابور الروسي داخل حلف الناتو، جاء دور السعودية التي قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إن العلاقة معها تخضع للدراسة، وإعادة النظر والتقييم، على خلفية شراكة السعودية مع روسيا في تشكيل القوة الدافعة داخل مجموعة أوبك بلاس لاتخاذ قرار خفض إنتاج النفط مطلع الشهر المقبل بمليوني برميل يومياً، ومما قاله سوليفان إن إعادة النظر قد تطال الشق الأمني من التعاون الأميركي السعودي، بينما سجل الموقف السعودي مع السعي لتأكيد التمسك بالتحالف الاستراتيجي مع أميركا، تمسكاً باعتبار قرار أوبك بلاس مهنياً وتجارياً لا صفة سياسية له، ومحاولة للحفاظ على توازن العرض والطلب في السوق، وهو ما ردّ عليه الأميركيون بقوة.
لبنانياً، ارتباك سياسي بعد الدعوة التي وجهتها السفيرة السويسرية لممثلي الأحزاب الرئيسية لمأدبة عشاء يوم غد، تبعتها تحليلات إعلامية قالت إنها مقدمة لمؤتمر حوار في سويسرا وموضوعها البحث عن طائف جديد، ما تسبب باحتجاج سعودي دفاعاً عن الطائف ترجمته مواقف حزبية ونيابية كان أبرزها موقف القوات اللبنانية بالاعتذار عن عدم المشاركة، ونائب بيروت وضاح الصادق بالاحتجاج على مشاركة زميله إبراهيم منيمنة والتهديد بفرط تحالف النواب الـ 13، بينما تحدثت معلومات مصدرها السفيرة السويسرية عن نية إصدار بيان توضيحيّ ينفي وجود أي مؤتمر في سويسرا وأي نية للبحث عن بديل لاتفاق الطائف، ما ينقذ العشاء، لكنه ينهي المبادرة عنده.
لبنانياً أيضاً، قال رئيس المجلس الدستوري طانيوس مشلب إن دفعة أولى من الطعون الدستورية سيتم البت بها يوم الخميس المقبل وتصدر نتائجها، تليها دفعات لاحقة قبل نهاية المهلة في 31 تشرين الأول. وفي مسار النفط والغاز تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، عن دعوة قبرصية لترسيم الحدود البحرية في ضوء التعديلات التي لحقت بحدود لبنان البحرية بعد رسم حقوله النفطية والغازية، وتوقع بو صعب انفراجاً في ملف توريد الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، وأوضح ان “الإشارات الأولية تفيد بأن حقل قانا يوازي تقريباً حقل كاريش بكميات الغاز بحسب الدراسات الأولية لشركة “توتال”. وتوقع أن “تبدأ الشركة بالتنقيب خلال أشهر ويمكن أن يبدأ الاستخراج بعد أربع سنوات، ولكن قبل ذلك يمكن أن نشهد عودة الاستثمارات والشركات الاجنبية، كما أن هذا الأمر سيسهل مهمة لبنان مع صندوق النقد الدولي”.

أسبوع جديد يفتتح اليوم، والاتصالات حول الملف الحكومي مستمرة من دون ان تتوصل الى تفاهم حول تأليف حكومة. فالأجواء التي ينقلها المعنيون على خط التأليف تشير الى ان لا بوادر حلحلة على هذا الخط. وقد اتضح هذا الامر في كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في احتفال بذكرى 13 تشرين يوم السبت حيث واصل توجيه اتهاماته تجاه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وبينما قال باسيل: «أوقفوا اللعب وألّفوا حكومة بدون تضييع وقت»، مضيفًا: «الحكومة تؤلف خلال نهار واحد، اعملوها وبلا رهانات خاطئة»، اعتبرت مصادر سياسية لـ»البناء» ان ثمة plan b عند باسيل اذا لم تؤلف حكومة، خاصة ان رئيس التيار الوطني الحر لا يريد إعطاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف أي فوز مجاني، الا اذا نجح حزب الله في ان يفرض عليه خياراً، والأيام القليلة المقبلة سوف توضح المشهد خاصة أن البلد يحاول تجنّب أي نزاع دستوري، مضيفة أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيغادر القصر الجمهوري عند انتهاء ولايته سواء تألفت حكومة او لم تتألف، لكن الأكيد ان باسيل سوف يدير المعركة بعد 31 تشرين الاول من الرابية.
أما على خط مجلس النواب، فيعقد مجلس النواب جلسة بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري لانتخاب أمين سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية. تليها جلسة تشريعية من أبرز بنودها قانون رفع السرية المصرفية التي يتوقع مصدر نيابي لـ”البناء” ان يسير رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتعديلات التي وردت في رد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للقانون لان صندوق النقد الدولي اراد ذلك وليس نزولاً عند رأي الرئيس عون. ولفت المصدر “لا تغييرات متوقعة على صعيد رئاسات اللجان النيابية والتعديلات التي قد تطرأ ستكون بالتوافق بين الكتل النيابية.
ويقام مساء غد الثلاثاء عشاء في السفارة السويسرية في بيروت، يضم كل الأحزاب وممثلي البرلمان، ومن بينهم حزب الله، وهو عشاء لا يحمل طابعاً رسمياً، ومن بين المشاركين مستشار رئيس مجلس النواب بري علي حمدان عن “أمل”، النائب علي فياض عن “حزب الله” النائب وائل أبو فاعور عن “الاشتراكي، النائب إبراهيم منيمنة عن النواب التغييريين، وفيما لم يحدّد بعد التيار الوطني الحر اسم ممثله الى العشاء، اعتذر مساء امس النائب ملحم الرياشي عن الحضور قائلاً في تغريدة العشاء المرتقب في السفارة السويسرية في بيروت، أُسيء فهمه وحُمِّل أكثر من حجمه؛ لذلك اعتذر عن عدم المشاركة، بانتظار توضيحات تحدد الخلفيات اذا ما وجِدت خلفيات. شكراً لسفيرة سويسرا في لبنان، شكراً Human dialogue .
وغرّد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر”، وكتب: “وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكًا لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ”. الى ذلك علم أمس، أن السفير البخاري سيزور قصر بعبدا صباح اليوم للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وغرّد النائب وضاح الصادق عبر حسابه على “تويتر”، قائلًا: “أكرّر أن دستور الطائف مرجعيتي السياسية، وضدّ أي مؤتمر دولي أو محلّي في ظلّ سلاح الأمر الواقع. لا أحد يمثّلني في أي لقاء في أي سفارة وأرفض البحث بهذا الموضوع من أساسه. أخذت علماً به عبر الإعلام وهذا بحدّ ذاته غير مقبول”.
واضاف الصادق: “كما أن بعض مواقف الزملاء في التكتل عن اتفاق الطائف وتحميل مسؤوليات الأنهيار المالي، وإصرار البعض على رفض أي آلية للعمل أو لتشكيل أمانة سر أو مكتب دعم، والأسوأ قرارات اللحظة الأخيرة وغياب الاستراتيجية والتخطيط، يهدد صمود التكتل برمّته إذا لم نتحمل المسؤولية الكبيرة بوعي ونضوج”.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا “نريد رئيسًا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه “رِكب” ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يُطيع المصلحة الوطنية”.
وشدّد على أنّ “هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيسُ جمهورية يُقِرّ ويحترِم ويعتَرف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية”.
وقال رعد إن “هذا العدو أقرّ باستخراج الغاز من مياهنا الإقليمية، لماذا اقرّ؟ لأنّ المقاومة هي التي فرضت على هذا العدو الإذعان ولولا قوّة المقاومة وسلاحها وخوف العدوّ من أن يخوض حربًا ستكون مُكلِفة له في هذه الأيام، لما أقدم على هذا التفاهم”.
وأضاف: “نحن حتى الآن لا نثق بهذا العدوّ ولن نثق ولذلك لم نعلن موقفنا حتى الآن”، وسأل: هل وقّع العدو على الاتفاق؟ هو قال إنّه وافق وبعد توقيعه سنرى كيف نوّفر الضمانات لتنفيذ ما وقّع عليه”.
وشدّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أن التيار قدّم التنازل الأكبر من اجل مصلحة البلد وقال في السياق: “لم نترشّح بعد على رئاسة الجمهورية”.
وأضاف خلال كلمته في ذكرى 13 تشرين: “نحن نسهّل ولكن ليس لكي يستخفّ أحد او يستهتر بنا وانتبهوا من تغيير رأينا”. وأكد أن تياره لن ينتخب إلا رئيساً إصلاحياً، معتبرًا انه بغير ذلك يكون أسير المنظومة وخاضعًا لها.
وعلى خط ملف الترسيم كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أن تسليم الرسائل قد يحصل في 26 أو 27 من الشهر الحالي تحت علم الأمم المتحدة في الناقورة. وعن الطرف اللبناني الذي سيوقع على هذا الرسالة قال بوصعب، إن هذا القرار يتخذه رئيس الجمهورية وهو سيختار الفريق الذي سيذهب الى الناقورة لتسليم الرسالة.
أضاف بوصعب، صحيح أن الاتفاقية هي الأساس، ولكن هناك ما وراء الاتفاقية وما هو متعلق باستخراج الغاز والانفتاح. وسنرى الاثنين او الثلاثاء بياناً من مجلس الأمن يرحب فيه بما تم إنجازه ويؤكد انها فرصة أمل للبنانيين ولاقتصادهم وازدهارهم.
وكشف بوصعب انه وبعد إعلان رئيس الجمهورية أن لبنان يريد أن يعيد النظر بالترسيم مع قبرص، وصلت رسالة الى وزير الخارجية اللبناني من نظيره القبرصي تطالب ببدء التفاوض لتعديل الحدود مع قبرص. كذلك، دعا الى الانتقال شمالا ايضاً لترسيم الحدود مع سورية، واعتبر ان الترسيم مع سورية أقل صعوبة ويجب ان يبدأ الكلام بهذا الموضوع مناشداً بعض السياسيين في لبنان وضع خلافاتهم مع سورية جانباً والتكلم مع القيادة السورية بموضوع النازحين وموضوع الترسيم في البحر آخذين في الاعتبار المصلحة الاقتصادية للبلدين.
الى ذلك التقى وزير الطاقة والمياه وليد فياض، على هامش مؤتمر أسبوع القاهرة للمياه وزير الموارد المائية والري في مصر اهاني سويلم. تم التطرق الى موضوع الكهرباء واستعداد مصر للمساعدة حيث سيتم البحث في هذا الموضوع في اجتماع سيعقد لاحقاً مع وزير الكهرباء. ونوّه فياض خلال الاجتماع بالدور الذي تلعبه مصر في كافة الأطر والقطاعات للوقوف الى جانب لبنان وجهوزيتها في موضوع ملف الغاز المصري ونقله الى لبنان عبر سورية والأردن والذي لم يتم بعد من جرّاء تأخر التمويل من قبل البنك الدولي والإعفاءات من قانون قيصر.
واعتبرت اوساط سياسية ان اتفاق الترسيم قد يسهل في مرحلة لاحقة استقدام الغاز المصري والكهرباء الأردنية فضلاً عن عودة الاستثمارات والشركات الاجنبية الى لبنان.
قضائياً، يعقد مجلس القضاء الأعلى جلسة غداً الثلاثاء، للبت بموضوع تعيين رؤساء غرف محكمة التمييز، لاتخاذ موقف بالتصويت سلباً أو إيجاباً في ما خصّ اسم القاضي المقترح انتدابه في قضية انفجار المرفأ.


-------------------------------------------------------------------------

افتتاحية جريدة الأخبار


حكومة ورئاسة على وقع التفاهم البحري


خيط دقيق يفصل بين الابتهاج بتفاهم تشرين البحري والغضب منه. خيط يتصل أساساً بالحياة السياسية الداخلية. من الواضح أن الرافضين للتفاهم ليسوا فئة واحدة. بينهم أصحاب وجهة نظر قانونية أو تقنية مفادها أن لبنان ما كان يجب أن يقبل بأقل من الخط 29، وبينهم من يعتقد بأنه كان في إمكان المقاومة والحكم، بمزيد من الصبر، الفوز بما هو أكثر من الخط 23. ولكن، إلى جانب هؤلاء، مجموعة لا يعنيها الموضوع أساساً، ولا تعرف عن الحقول والبلوكات والحدود والقوانين الدولية شيئاً. جلّ ما يهمّها أمران فقط: من أنجز التفاهم ومن سيستفيد منه سياسياً، الى جانب السؤال المشروع حول مصير العائدات المفترضة من الإنتاج النفطي والغازي المرتقب بعد سنوات؟


-------------------------------------------------------------
تحدّيات تركة عون بعد مغادرته بعبدا إلى الرابية


يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا، تاركاً وراءه إرثاً سياسياً ومجموعة انتظارات حول موقعه في التركيبة السياسية، وعلى كتفه حزب سياسي سيكون خاضعاً بعد الآن للمعاينة، ومجموعة مرشحين وقوى سياسية ستتجاذب تركته

كان العماد ميشال عون يحلم بالرئيس كميل شمعون. صورة شمعون شكّلت له، ولاحقاً لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مثالاً يُحتذى في الموقع الذي حفره شمعون في البيئة المارونية سياسياً وشعبياً. وقد يكون ذلك أحد العناصر التي جعلت علاقة عون بالراحل داني كميل شمعون وطيدة، بخلاف موقف النائب السابق دوري شمعون المعروف بخصومته الحادّة لعون ومواقفه السياسية.

أراد عون أن يكون عهده وممارسته السياسية على مثال شمعون فلم ينجح في الوصول إلى عهد الازدهار والعز بعدما استفحل الانهيار في شكل غير مسبوق في حياة اللبنانيين. ويريد أن يكون بعد نهاية عهده كما أصبح شمعون بعد انتهاء ولايته زعيماً لا يُقارن. ورغم أن رئيس الجمهورية تحوّل إلى أحد الزعماء الموارنة منذ التسعينيات، إلا أن وصول رئيس الجمهورية إلى نهاية عهده يسحب حكماً من تحت قدميه جزءاً أساسياً من السلطة والحضور. وفي حين حدّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في خطابه الأخير في ذكرى 13 تشرين معالم المعارك التي سيخوضها عون أو يستكملها بعد خروجه من بعبدا مع التيار، وهو ما لم يستطع تحقيقه خلال وجوده رئيساً للجمهورية، يفترض التوقف عند سلسلة ملاحظات تواكب انتهاء عهد عون وما سيكون عليه مصير رئيس الجمهورية والتيار الوطني.


----------------------------------------------------------


افتتاحية صحيفة النهار

عد عكسي للشغور… ولا “مؤتمر” للحوار

قبل 15 يوما تماما من نهاية ولاية الرئيس #ميشال عون في 31 تشرين الأول، يحيي ال#لبنانيون اليوم الذكرى الثالثة لانتفاضة #17 تشرين الأول 2019 التي تفجرت تحت وطأة انهيار مالي واقتصادي واجتماعي لم يعرف لبنان مثيلا له منذ نشأته وفي تاريخه. وفيما تتناقض الرؤى اللبنانية وتنقسم بحدة بتناقضاتها المعهودة حيال الانتفاضة، وما احدثته في المسار الداخلي منذ ثلاث سنوات، وما أخفقت فيه اخفاقا مشهودا أيضا، تأتي المصادفة الزمنية لاحياء الذكرى الثالثة لانطلاق الانتفاضة قبل أسبوعين فقط من نهاية العهد العوني الذي يطلق عليه خصومه وكثيرون عهد الانهيار لتزيد في توهج المشهد الداخلي خصوصا ان العد التنازلي لنهاية العهد، كما احياء ذكرى الانتفاضة، كما كل تطور او مناسبة يشهدها لبنان الان، تقع تحت تأثير سلبي تصاعدي لمرحلة الشغور اوالفراغ الرئاسي الذي يبدو كأنه صار “القدر” الدستوري والسياسي المقبل ولا مرد له باي فرصة لانجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن ما تبقى من المهلة الدستورية .

 

ووسط دوران الاستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة يستبعد معها أي اختراق محتمل قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي، استوقف الأوساط السياسية والديبلوماسية المعنية بمراقبة تطورات الاستحقاق المتعثر، تصاعد النبرة الهجومية لدى طرفي “تفاهم مار مخايل” في الأيام الأخيرة بدءا من الجلسة الانتخابية الرئاسية الثانية التي اسقط نصابها نواب كتلة “حزب الله” الذين دشنوا نمطا هجوميا على مرشح المعارضة، ومن ثم وصولا الى الهجمات الكلامية والتهديد “بترشيح نفسه” في خطاب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وتعتقد الأوساط نفسها ان هذا التطور يكشف ان الحليفين شرعا في محاولات استثمار سياسي لمفاعيل التوصل الى اتفاق ال#ترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل من جهة وتسخين جبهة الاستحقاق بمواقف تخفف احراج “حزب الله” حيال عدم التوصل الى حسم مرشحه بين حليفيه باسيل وسليمان فرنجية من جهة أخرى. ولكن الحزب بدأ يعلي نبرة الاشتراطات التي تتصل بالمرشح الذي يوافق عليه من خلال تحديده مواصفات رئيس داعم لـ”المقاومة”. وهذا في رأي الاوساط نفسها يؤكد ان معركة رئاسية قاسية ستنطلق واقعيا بعد حصول الشغور في نهاية الشهر الحالي قبل ان تنجلي لاحقا التطورات والمواقف الخارجية والترددات الدولية المرتقبة للفراغ .


وفي ظل ذلك اتسمت المعلومات الاعلامية عن اتجاه الى مؤتمر لبناني في جنيف بتضخيم غير دقيق عكس عمق الفراغ السياسي الذي يعيشه لبنان وسط زحمة الاستحقاقات المصيرية التي يشهدها. اذ جرى الحديث عن عشاء مرتقب غدا الثلثاء في السفارة السويسرية في بيروت يضم ممثلين عن الأحزاب الأساسية في البلاد على أن يكون العشاء تمهيداً لمؤتمر يعقد الشهر المقبل لمناقشة عدد من النقاط الأساسية المتعلقة بالوضع في لبنان.


 

ولكن معلومات “النهار” تشير الى ان عددا من الأحزاب والقوى تلقت دعوات من جمعية معنية بتنظيم الندوات ترعاها وزارة الخارجية السويسرية أبدت فيها استعدادها لاستضافة ممثلي الافرقاء اللبنانيين في ندوة في جنيف. ولم يكن هذا المشروع وليد الاسابيع الاخيرة بل سبق التحضير له قبل الانتخابات النيابية، واقترح المنظمون دعوة ممثلين لكل طرف الى هذ الطاولة على ان تعقد في تشرين الثاني المقبل في جنيف اذا استكملت التحضيرات اللوجستية بحيث يكون اللقاء فيها على شكل لقاء “سان كلو” الفرنسي . وسرعان ما برزت عقبات تواجه مشروع عقد هذا المؤتمر بحيث سيبقى على الأرجح في اطار ندوة سياسية في حال الاتفاق على عقده، ومن بين العقبات عدم تمثيل السنة وكذلك الشكوك الواسعة في نجاحه استنادا الى فشل تجربة مؤتمر “سان كلو”. وليل امس اعلن النائب ملحم رياشي انسحابه من العشاء المقرر في السفارة لتحميل المناسبة اكثر من حجمها كما اعلن النائب وضاح صادق انه ضد أي مؤتمر في ظل السلاح . كما بدا لافتا ان السفير السعودي وليد بخاري غرد ليلا في موقف بدا اعتراضيا على ما تردد عن مؤتمر في جنيف فكتب “وثيقة الوفاق الوطني عقد ملزم لارساء ركائز الكيان اللبناني التعددي والبديل منه لن يكون ميثاقا اخر بل تفكيكا لعقد العيش المشترك وزوال الوطن الموحد واستبداله بكيانات لا تشبه لبنان الرسالة”.

 

 

ترتيبات تبادل الوثائق

وفي أي حال لا يزال الواقع الداخلي تحت وقع انتظار الخطوات المقبلة لانجاز إجراءات ابرام اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية . وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الموعد المنتظر لإنجاز اتفاق الترسيم والآلية التي سيتم فيها التوقيع على الاتفاق فقال في حديث لقناة “الحرة” : “إن الذكاء في هذا الاتفاق نابع من فهم الوسيط الأميركي آموس هوكستين الوضع اللبناني وعدم القدرة على إبرام معاهدة دولية مع اسرائيل لكونها دولة عدو للبنان. وهو أخذ هذا الأمر في الاعتبار ووجد طريقة خلاقة من خلال إبرام اتفاق بين اميركا وكل من اسرائيل ولبنان يحدّد النقاط التي تم التوافق حولها. هذه النقاط التي أدرجتها الولايات المتحدة في رسالة سترسلها لكل من لبنان وإسرائيل. وسيرد لبنان بالموافقة الخطية على مضمون الرسالة، وكذلك ترد إسرائيل بالطريقة نفسها”.

 

وتابع بو صعب إن تسليم الرسائل قد يحصل في 26 أو 27 من الشهر الحالي تحت علم الأمم المتحدة في الناقورة. وعن الطرف اللبناني الذي سيوقع على هذا الرسالة أجاب إن هذا القرار يتخذه رئيس الجمهورية وهو سيختار الفريق الذي سيذهب الى الناقورة لتسليم الرسالة.

 

 

التصعيد السياسي

أما في المشهد الداخلي فكان لافتا تصاعد الاحتدام السياسي في الأيام الأخيرة وسط ازدياد مؤشرات الشغور الرئاسي وعدم بروز أي معطيات حيال الملف الحكومي وإمكان اختراق الانسداد الذي يواجهه. هذا التصعيد ترجمه مساء السبت رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في كلمته في ذكرى 13 تشرين الأول بحيث شن هجوما حادا على خصومه وامعن في الإشادة بـ”حزب الله” وتجاهل النظام السوري الذي اسقط عون قبل ثلاثة عقود. وعزا الفضل في الترسيم الى عون و”التيار” فقط ومما قال: “في 13 تشرين 1990 دفعنا وحدنا ثمن الظرف الدولي لحفظ كرامة اللبنانيين وحقهم بالحرية والسيادة والاستقلال. وفي 13 تشرين 2022، استثمرنا الظرف الدولي لحماية ثروة اللبنانيين وحقوقهم، وفي 13 تشرين أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون موافقة لبنان على اتفاق الغاز وترسيم الحدود”. ورأى أنّ “الوجوه التي تآمرت في 13 تشرين عسكرياً، لبست قناع المؤامرة الاقتصادية في 17 تشرين والهدف واحد: إسقاط الشرعية وإسقاط بعبدا.” ولفت إلى أنّه “تم كشف المخطّطين بالخارج على لسان شينكر، الحقود الدائم على لبنان، وانكشف المنفذون بالداخل على يد حاكم لبنان (في إشارة إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة)، الذي قام بمؤامرة قطع الدولار من السوق بفترة 17 تشرين، وهرّب اموال المصارف وبعض النافذين؛ وغرّق السوق بالليرات وهرّب مقابلها الدولارات”.

 

وقال: “كما خرجنا من 13 تشرين العسكري بكرامتنا، وعاد رئيس الجمهورية ميشال عون أقوى على لبنان، سنخرج من 13 تشرين الاقتصادية بنظافة وسيعود الرئيس عون أقوى إلى الرابية”. وقال “لن نقبل برئيس ليس لديه حيثية شعبية ونيابية أو ليس مدعوماً بكتلة نيابية وازنة شعبياً ومسيحياً بالتحديد ونرفض أي تعيين رئيس من الخارج”. وقال “قدّمنا التنازل الأكبر من اجل مصلحة البلد ولم نترشّح بعد على الرئاسة ولكن انتبهوا لا تجبرونا على تغيير رأينا”.


 

وبدوره أكد امس رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أننا “نريد رئيسًا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه “رِكب” و لا يأمره الأميركي فيطيع، بل يُطيع المصلحة الوطنية”. وشدّد على أنّ “هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيسُ جمهورية يُقِرّ ويحترِم ويعتَرف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية”.

 

في المقابل أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “القوات اللبنانية” لن تقبل برئيس جديد للجمهورية “شو ما كان وكيف ما كان، وما من أحد يريد رئيس تحدٍ، بل جلّ ما نطلبه رئيسا يمكنه البدء بعملية الانقاذ المطلوبة بعد ان وصل لبنان الى هذه الحالة السيئة، واذا كانوا يعتبرون ان هذا الرئيس هو “رئيس تحدٍ” فليكن عندها”. ولفت الى ان “الفريق الآخر يتحدث عن رئيس توافقي اي رئيس في احسن الأحوال “ما بيعمل شي” او رئيس يقوم بأمور تصب في مصلحته كما حصل في السنوات الست الماضية. من هذا المنطلق لن نقبل بـ”أي رئيس” لأن بذلك نرتكب جريمة كبيرة”. ولاحظ انهم “ينادون بضرورة التوافق على رئيس عن غير عادة، في وقت يرفضون التوافق في امور اخرى كالقرار الاستراتيجي وقرار السلم والحرب ويتفردون به. ويتحدثون عن رئيس من خارج الاصطفافات ما يعني انهم يطالبون برئيس لا موقف له، وبالتالي انتخاب شخص لا يمكنه تدارك الوضع واخراج البلد من أزمته”.

 

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الملك سلمان يدعو لبنان لبسط سلطته على أراضيه… وبخاري يحذّر من مس “الطائف”

طبخة “العشاء السويسري” احترقت: “تفخيخ” الرئاسة و”تفكيك” الطائف!


 

“حزب الله” يريد رئيساً للجمهورية “يُقرّ ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية”، ويقرّ ويعترف بفضله في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وبأهمية سلاحه في “حماية الثروة النفطية”… ومَن أفضل من جبران باسيل بعد ميشال عون في تجسيد هذه المواصفات المطلوبة في شخص أي مرشح رئاسي ينال رضى “حارة حريك”؟ ولأن باسيل كذلك، سبق فضل “حزب الله” عليه بأن “نفخ حجم” تكتله في الاستحقاق النيابي بثمانية نواب كما جاهر الوزير السابق وئام وهاب، واليوم يواصل رئيس “التيار الوطني الحر” دغدغة “حزب الله” من قبضة سلاحه، لعلّ وعسى تسمح الظروف بأن “نغيّر رأينا” في مسألة الترشحّ للاستحقاق الرئاسي كما ألمح في ذكرى 13 تشرين، من دون أن يفوّت المناسبة ليغازل “السيد حسن الذي ثبّت معادلة لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا” ويتغزّل بـ”قوة المقاومة وصواريخها ومسيّراتها” في تحقيق “انتصار الحدود البحرية”.


 

وفي خضمّ مشهد تعطيل الانتخابات الرئاسية والتنكيل بالمهل الدستورية، وجدت قوى الثامن من آذار ضالتها في الدعوة إلى عشاء حواري في مقر السفارة السويسرية غداً “لتدسّ السم” في أطباقه وتسخّره في خدمة أجندة “تفخيخ” الاستحقاق الرئاسي و”تفكيك” اتفاق الطائف، الأمر الذي سرعان ما تنبّه له بعض القوى المعارضة المدعوة، فاحترقت “طبخة” العشاء السويسري باكراً تحت وطأة توالي الاعتذارات عن عدم المشاركة فيه.

 

وبينما سعت أوساط الجهات الداعية والداعمة للعشاء إلى التأكيد على كونه «لا يرتقي إلى مستوى الحوار الوطني إنما يفترض أن يشهد جلسة عصف حواري في الشأن السياسي اللبناني وأبعاده المستقبلية، مع حرص سويسري على إبقاء النقاش تحت سقف الطائف»، لم تتردد أطراف السلطة باقتناص الفرصة ومحاولة استخدام عشاء السفارة السويسرية كمطية حوارية لـ»حرف الأنظار عن أولوية الاستحقاق الرئاسي»، كما أكدت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»نداء الوطن»، موضحةّ أن توجيه الدعوة أتى تحت عنوان «المناسبة الاجتماعية»، لكن بعدما تبيّن أنّ الأمور أخذت طابع «المناسبة السياسية» تقرر عدم المشاركة في العشاء «إيماناً بأنّ الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في حين أنّ الأطراف المدعوة من الجانب الآخر معروف موقفها مسبقاً في تعطيل الاستحقاق الرئاسي ولذلك كان لا بد من رفض أي محاولة لحرف الأنظار عن أهمية وأولوية هذا الاستحقاق تحت أي عنوان من العناوين».


 

ولاحقاً، أعلنت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» أنه بعدما تحوّلت مقاربة لقاء العشاء في السفارة السويسرية من مناسبة «محض اجتماعية» إلى «طاولة حوار يتمّ التحضير لها داخل البلاد أو خارجها في هذا الظرف بالذات، طلبت «القوات» من النائب ملحم رياشي الاعتذار عن عدم المشاركة في هذا العشاء»، وأضافت: «البلاد بحاجة إلى انتخابات رئاسية تعيد الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور وتعيد تصحيح الانقلاب على اتفاق الطائف وليس الى حوارات عقيمة لا تؤدي الى أي نتيجة»، مع التشديد على وجوب ألا يأتي أي حوار «من أجل القفز فوق استحقاق بأهمية الاستحقاق الرئاسي»، وعلى ضرورة أن يسبقه «ورقة عمل تلتزم بالدستور واتفاق الطائف والمرجعيات الدولية والعربية والثوابت اللبنانية ليجري الحوار على أساسها».

 

وتزامنا، برز كلام للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى السعودي جاء فيه: «وفي لبنان فنؤكد ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمته، وأهمية بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها».


 

وبرزت تغريدة للسفير السعودي وليد بخاري مساءً عبر «تويتر» أكد فيها أنّ «وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان اللبناني التعددي، والبديل عنها لن يكون ميثاقًا آخر بل انفكاك لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحَّد واستبدالهُ بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة». ويزور بخاري اليوم بعبدا وعين التينة.

 

أما على ضفة كتلة «النواب التغييريين» فتردد أمس أنّ مسألة تأكيد النائب ابراهيم منيمنة مشاركته في العشاء السويسري خلفت بعض البلبلة في صفوف كتلته لا سيما في ضوء عدم موافقة عدد من زملائه في الكتلة على هذه المشاركة، انطلاقاً من مبدأ رفض «الحوارات في السفارات والالتزام بوجوب حصر أي حوار وطني تحت سقف المؤسسة التشريعية»، الأمر الذي بات يحتم على منيمنة إعادة تقديم اعتذاره عن تلبية دعوة السفارة السويسرية، تماشياً مع رأي أغلبية زملائه «التغييريين».

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

 

أمن السياسيين اللبنانيين… بالإيجار

مطالبة الراغبين في زيادة حراساتهم بتسديد رواتب العسكريين

  يوسف دياب

تسعى السلطات اللبنانية إلى مواجهة آثار الأزمة المالية والاقتصادية على قواها الأمنية، بفرض «رسوم» على الحراسات الفائضة عن حصة المسؤولين السابقين، الذين اعتادوا تخطيها بأشواط. وبذلك بات أمن السياسيين في البلد بالإيجار، فيما تفرض الدولة على الراغبين في زيادة حراساتهم تسديد رواتب العسكريين.

 

ووقّع الرئيس اللبناني ميشال عون، نهاية الشهر الأخير من ولايته، مرسوماً يزيد من عدد العسكريين المخصصين لحماية المسؤولين السابقين، لكن مصادر رسمية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الزيادة تهدف في الواقع إلى تقليل أعداد العسكريين المفصولين للحماية. وأكدت المصادر أن المرسوم «يحمّل كل مسؤول تكاليف رواتب العناصر الإضافية التي يريدها لحمايته». وقارن المصدر الحكومي بين المرسوم المعمول به سابقاً وبين المرسوم الجديد.

 

وكان كل رئيس جمهورية، وفور انتهاء ولايته، يفصل له الحرس الجمهوري 12 عنصراً، لكن بحسب العرف كان يحصل على عشرات العناصر والرتباء، ثم أتى المرسوم الجديد ليضيف إليهم 12 عنصراً، ويسحب منه كل الأعداد الإضافية، بحيث يصبح لدى كل رئيس سابق 24 عنصراً».

 

أما رئيس الحكومة السابق فيحق له أيضاً 24 عنصراً. ويذكر أن الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، لديه 130عنصراً من قوى الأمن الداخلي، سيتولى دفع رواتبهم الشهرية من حسابه الشخصي، ويسددها لصالح «صندوق الخدمات المأجورة» في قوى الأمن الداخلي، بحيث تصرف هذه الأموال على نفقات الطبابة والاستشفاء العائدة لعناصر الجهاز»

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

أسبوع حاسم لإمكانية التأليف .. وتبادُل وثائـق الترسيم متوقع بين 27 و29

إستأثر الترسيم الأسبوع الماضي بالحدث السياسي، ومن المتوقّع ان يستمر في صدارة الأحداث في المرحلة المقبلة، انتظاراً للتوقيع النهائي على الاتفاق والبدء باستخراج الغاز. ولكن، العدّ التنازلي لنهاية ولاية الرئيس ميشال عون يعيد تسليط الضوء على تأليف حكومة جديدة، في ظلّ تلويح فريق العهد بخيارات بديلة في حال تمّت عرقلة التأليف، فيما لا مؤشرات إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في نهاية الشهر الجاري.

تتركّز الأنظار بعد الترسيم على تأليف حكومة جديدة، خصوصاً انّ عامل الوقت أصبح محدوداً، ولا مؤشرات إلى حلحلة مرتقبة على رغم إصرار «حزب الله» على التأليف والذي يتظهّر في كل مواقفه وخطاباته وبياناته، كما إصرار عون على تتويج نهاية عهده بحكومة يُمسك بقرارها، ولا يبدو انّه في وارد التراجع عن شروطه بما يسهِّل ولادة الحكومة، ولا بل يعتبر انّه الأقوى في اللعب على حافة هاوية الوقت.

 

وإذا كان عون الذي رفض التنازل في كل ولايته يرفض التنازل في الأيام المتبقية من هذه الولاية، وفقاً لما أعلنه النائب جبران باسيل، فإنّ الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي لا يجد نفسه أيضاً مضطراً القبول بشروط العهد في أيامه الأخيرة لتأليف حكومة غير متجانسة والهدف منها إدخال وزراء مشاكسين، وبالتالي في حال لم يقبل عون مع ميقاتي بأنصاف الحلول، فإنّ الحكومة لن تتألّف وتتحوّل الأنظار إلى ماهية الخطوة التي يمكن ان يلجأ إليها العهد.

 

وعلى الرغم من انّ هدف «حزب الله» من تأليف حكومة جديدة قطع الطريق على خطوات قد يلجأ إليها حليفه رئيس الجمهورية قبل نهاية ولايته، فإنّ فريق العهد ينظر إلى التأليف كعنصر قوة بعد عنصر الترسيم، بما يمكنه من خوض الانتخابات الرئاسية من موقع قوة، وقد لمّح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في كلمته لمناسبة 13 تشرين إلى احتمال إعلان ترشيحه الرئاسي، وهذا التلميح لم يأتِ من فراغ، إنما أتى على أثر الترسيم وتلقّي عون اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن ثم آخر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأمر الذي قد يكون جعله يعتقد أنّ العزلة الدولية عن فريقه قد فُكّت، وانّ العقبة الدولية والأميركية تحديداً أمام دخوله القصر الجمهوري قد أُزيلت.

 

ومن الثابت انّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 الجاري غير ممكن، والفراغ الرئاسي سيُدخل البلد في مرحلة جديدة يصعب التكهُّن في طبيعتها، ومن الثابت أيضاً انّ المعارضة لم تتمكّن من توحيد صفوفها حول مرشّح واحد، كما انّ الموالاة لم تحسم بعد هوية مرشحها، ما يعني انّ الفراغ سيكون مفتوحاً في انتظار تطور معيّن يعيد خلط الأوراق الرئاسية.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان إنجاز الترسيم ليتحقّق لولا الدور الأميركي والضغط الذي مارسته واشنطن والوساطة التي قادتها؟ وهل الدور الأميركي في الترسيم يمكن ان يتكرّر في الرئاسة من خلال ضغوط على كل القوى السياسية ووساطة مكوكية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

 

اسبوع حاسم

وإلى ذلك، قالت مصادر معنية بتأليف الحكومة لـ»الجمهورية»، انّ اي تطور بارز لم يطرأ على هذا الملف في خلال عطلة نهاية الاسبوع، وذلك خلافاً لما شاع من انّ هناك حراكاً جدّياً بين المعنيين يهدف الى تأليف حكومة قبل 20 من الشهر الجاري.

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ رئيس الجمهورية ميشال عون أبلغ الى المعنيين انّه يفضّل التركيز على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالدرجة الاولى، لأنّه لم يعد يرى انّ هناك من حاجة إلى تأليف حكومة في الايام المتبقية من ولايته. وفي هذا الصدد قال مرجع سياسي لـ»الجمهورية»، انّ عون أبلغ هذا الموقف إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال الاتصال الذي أجراه الاخير به قبل يومين.

 

ولكن في المقابل، اعتبرت مصادر سياسية مطلعة، انّ الاسبوع الحالي سيكون حاسماً على صعيد تحديد إمكانية تأليف حكومة جديدة من عدمها. وكشفت لـ»الجمهورية»، انّ «واشنطن باتت متحمّسة للتأليف بعد إنجاز الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، انطلاقاً من انّ وجود حكومة أصيلة ومتوافق عليها يحمي الدينامية التي افرزها الاتفاق ويؤمّن البيئة المناسبة له».

 

واشارت المصادر، إلى «أنّ «حزب الله» يريد أيضاً، لأسبابه واعتباراته، ولادة حكومة مكتملة الصلاحيات تحسباً لمخاطر الشغور الرئاسي الحتمي وما بعده». وتوقعت ان يواصل الحزب الدفع في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة تفادياً للدخول في متاهة الخلاف حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال بعد 31 تشرين الأول المقبل.

 

البخاري يزور عون وبري

وفي خطوة تأتي قبل اسبوعين على انتهاء الولاية الرئاسية وعقب جولته الواسعة على القيادات السياسية والحزبية والمرجعيات الدينية، يزور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قصر بعبدا اليوم للقاء عون، على ان يزور عين التينة بعد ذلك للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

وغرّد البخاري عبر «تويتر» مساء امس قائلاً: «وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكًا لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ».

 

موعد ترجمة التفاهم

وعلى صعيد ملف الترسيم البحري، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الجمهورية»، انّ الإتصالات التي تلت التوصل إلى التفاهم المعلن عنه، مستمرة لتحديد موعد ترجمته قريباً. ولفتت الى انّ هذا الموعد بات رهناً بالإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي سيحدّد الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين في ضوئها موعد زيارته لبيروت. واكّدت انّ ما هو ثابت حتى الآن هو انّ الموعد سيكون قبل نهاية ولاية عون وقبيل الانتخابات الاسرائيلية، ويتوقع ان يكون بين 27 و29 الشهر الجاري.

 

تبادل الوثائق

إلى هذه المعطيات، فقد وصفت مصادر رسمية عبر «الجمهورية»، انّ ما جرى التفاهم عليه في 11 تشرين الجاري، وإن كان لا يرقى إلى صيغة تفاهم او معاهدة مشتركة بين لبنان واسرائيل من اجل عرضه على مجلس الوزراء ومجلس النواب، فإنّه سيُترجم في عملية تصحيح للحدود البحرية المرسومة من الجانب اللبناني بموجب المرسوم 6433، وإن كان هناك داعٍ لتعديل بعض النقاط فيه، فإنّها ستُترجم برسالة لبنانية إلى المراجع المختصة في الأمم المتحدة.

 

وعليه، فإنّ ما هو متوقع ان يجري في مقرّ الأمم المتحدة في الناقورة سيكون تبادلاً غير مباشر لرسائل بين لبنان واسرائيل، تؤكّد التزام الطرفين ببنود التفاهم وتودع لدى الوسيط الأميركي الضامن للتفاهم ممثلاً بهوكشتاين شخصياً ليسلمها لاحقا الى الأمم المتحدة.

 

الموقف الاسرائيلي

وعلى صعيد الموقف الاسرائيلي أعلنت قناة «11» العبرية، خلال برنامج «الأسبوع»، أنّ «مسؤولين كباراً في قطر أجروا محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين كبار للمشاركة في جزء من عملية إنتاج الغاز، أو بالتعاون مع شركة «توتال» الفرنسية».

 

بدوره، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس، في حديث مع موقع «كان 11»، أنّ «الصفقة (الاتفاق) الحالية عادلة، مع إمكانات جيدة للغاية لكلا الجانبين»، لافتاً الى أنّ «إسرائيل كانت مرنة، لكن الامتياز سيؤتي بثماره، وانّه لأمر مخزٍ أنّ عشر سنوات قد ضاعت.. كان من الممكن أن نتوصل إلى حل حتى في ذلك الوقت».

 

وفي المقابل، هاجمت وزيرة الداخلية الإسرائيلية إيليت شاكيد، إتفاق الحدود البحرية مع لبنان، وقالت لـ»هيئة البث الإسرائيلية»: «إنّ تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هي التي دفعت إسرائيل إلى توقيع إتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان». وأعربت شاكيد، وهي زعيمة حزب «البيت اليهودي»، عن «حزنها بشأن تهديدات نصرالله، لتفجير منصّة الغاز الطبيعي «كاريش» في البحر المتوسط». وأضافت، «أنّه من المعيب أن يهدّد نصر الله بتفجير المنصة، إذا ما بدأت إسرائيل باستخراج الغاز قبل الاتفاق. مع كل الأسف، كان هذا دافعاً لتوقيع الإتفاق».

 

عشاء سويسري

من جهة ثانية، وفي ظل التطورات المتلاحقة، برزت امس الدعوة السويسرية الى مجموعة من النواب ممثلي الكتل النيابية، إلى عشاء يُقام مساء غد في منزل السفيرة السويسرية لدى لبنان ماريون ويشلت، من اجل الحوار حول عدد من القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، وفي محاولة جدّية لاستخلاص بعض المخارج المحتملة، قياساً على ما يتبين مما هو مشترك منها وتحديدها وفصلها عمّا يحتاج الى معالجة.

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ هذه الدعوة لم توجّهها الدولة السويسرية وانما منظمة سويسرية غير رسمية بالتفاهم مع السفيرة السويسرية الجديدة، التي احبت ان تلتقي بالمدعوين قي إطار ممارسة مهمتها في لبنان. وقد اتصل البعض بمسؤولين في الخارجية السويسرية، فأكّدوا ان ليس على جدول اعمال الوزارة شيء اسمه مؤتمر حوار لبناني سيُعقد في جنيف، وانّ الداعين الى العشاء سيفكرون في ضوء هذا العشاء ما إذا كانوا سيدعون المشاركين الى مؤتمر في جنيف ام لا.

 

على انّه إلى مجموعة من الأساتذة الجامعيين ومجموعة من المفكرين أصدقاء السفارة، سيجمع العشاء النواب من ممثلي الاحزاب اللبنانية الآتية: علي فياض عن «حزب الله»، مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان عن «حركة أمل»، ألان عون عن «التيار الوطني الحر»، ملحم رياشي عن «القوات اللبنانية»، وائل أبو فاعور عن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ابراهيم منيمنة عن كتلة «نواب التغيير».

 

لا موعد لمؤتمر

وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر مختلفة عن أنّ العشاء يهدف إلى تهيئة الأجواء لمؤتمر وطني سيُعقد الشهر المقبل في جنيف، قالت مصادر عليمة لـ «الجمهورية»، انّ من المبكر الحديث عن هذه الصيغة والسيناريو الذي يؤدي اليها، وإن كان هدفاً فلن يطول الامر للكشف عنه.

 

وليلاً غرّد النائب وضاح الصادق على «تويتر» قائلاً: «أكرّر أنّ دستور الطائف مرجعيتي السياسية، وضدّ أي مؤتمر دولي أو محلّي في ظلّ سلاح الأمر الواقع. لا أحد يمثّلني في أي لقاء في أي سفارة، وأرفض البحث في هذا الموضوع من أساسه. أخذت علماً به عبر الإعلام، وهذا في حدّ ذاته غير مقبول». وأضاف: «كما وأنّ بعض مواقف الزملاء في التكتل عن اتفاق الطائف وتحميل مسؤوليات الإنهيار المالي، وإصرار البعض على رفض أي آلية للعمل أو لتشكيل أمانة سر أو مكتب دعم، والأسوأ قرارات اللحظة الأخيرة وغياب الاستراتيجية والتخطيط، يهدّد صمود التكتل برمته إذا لم نتحمّل المسؤولية الكبيرة بوعي ونضوج».

 

ورياشي يعتذر

من جهته، غرّد النائب ملحم الرياشي على «تويتر»، كاتباً: «العشاء المرتقب في السفارة السويسرية في بيروت أُسيء فهمه وحُمِّل اكثر من حجمه، لذلك أعتذر عن عدم المشاركة بانتظار توضيحات تحدّد الخلفيات اذا ما وجِدت خلفيات. شكراً لسفيرة سويسرا في لبنان، شكراً Human dialogue».

 

مواقف

على صعيد المواقف في عطلة نهاية الاسبوع، سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «الى متى يبقى إنسان هذا البلد مذلولاً ومهاناً؟ الكل يتحرك لتشكيل حكومة لا تمثل تطلعات المواطن، بل تحقق حصص المشكلّين. الجميع يسعون إلى تحديد مواصفات رئيس للجمهورية، كلٌ حسب تطلعاته وحساباته المستقبلية، متجاهلين أنّ البلد ومن فيه يقبعون في هاوية لا قعر لها. اليوم لبنان تحت تهديد أمراض وأوبئة جديدة، فهل ستكون مناسبة للاستغلال وجني الأرباح، مثلها مثل الغاز الموعود، وقد بدأ اللبنانيون منذ اليوم يخشون تبخّر عائداته كما تبخّرت أموالهم؟». وأضاف: «إحتفل المسؤولون بإنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بمساعدة وسيط، فهل يحتاجون إلى وسيط ما، لحل خلافاتهم، وإيصالهم إلى تشكيل حكومة، وانتخاب رئيس، والبدء بالمسيرة الإصلاحية، قبل أن يجهز عقم أعمالهم ليس على البلد بل على ما تبقّى منه من أطلال؟ وماذا يقدّم ترسيم الحدود، على ضرورته وأهميته، لبشر جياع إلى الطعام والدواء والماء والكهرباء والنظام والعدالة والإستقرار، إن لم تبدأ عملية إنقاذ سريعة؟ نحن بحاجة إلى ترسيم كافة حدود بلدنا، لتكون واضحة ومحترمة وغير مستباحة، لكننا بحاجة أيضاً إلى ترسيم حدود بين السلطات، لتقوم كل منها بواجباتها، بعيداً من تدخّل السلطات الأخرى، لكي تستقيم الأمور في إدارات الدولة، وتستعيد الحياة الديموقراطية رونقها».

 

 

 

 

 

رعد

وسأل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال حفل تأبيني في يحمر الشقيف الجنوبية، «من الذي كشف هذا العدو العنصري المجرم على حقيقته؟، ومن الذي هشّم نموذجه وفضح إرهابه، وجعله أسير معادلة لا يستطيع إلّا أن يستجيب فيها لإرادة الشعب المقاوم؟». وقال: «هذا العدو أقرّ باستخراج الغاز من مياهنا الإقليمية، لماذا؟ لأنّ المقاومة هي التي فرضت على هذا العدو الإذعان، ولولا قوة المقاومة وسلاحها وخوف العدو من أن يخوض حرباً ستكون مكلفة له في هذه الأيام، لما أقدم على هذا التفاهم». وأضاف: «نحن لا نثق بهذا العدو، ولن نثق، ولذلك لم نعلن موقفنا»، وسأل: «هل وقّع العدو على الإتفاق؟ هو قال إنّه وافق وبعد توقيعه سنرى كيف نوفر الضمانات لتنفيذ ما وقّع عليه». وختم رعد: «نريد رئيساً للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه ركب، ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يطيع المصلحة الوطنية»، مشدّداً على أنّ «هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية المقبل، ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة، وهي رئيس جمهورية يقرّ ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية».

 

جعجع

وأكّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، انّ «القوات لن تقبل برئيس جديد للجمهورية «شو ما كان وكيف ما كان»، وما من أحد يريد رئيس تحدٍ بل جلّ ما نطلبه رئيساً يمكنه البدء بعملية الإنقاذ المطلوبة، بعد أن وصل لبنان الى هذه الحالة السيئة، وإذا كانوا يعتبرون انّ هذا الرئيس هو رئيس تحدٍ فليكن عندها».

 

وشدّد جعجع خلال إطلاق «دائرة البقاع الشمالي» في مصلحة طلاب «القوات»، على أنّ «الرئيس المنتظر عليه أن يتمتع بمشروع وطرح واضح لخوض خطة الإنقاذ الفعلية والقيام بالإصلاحات المتوجبة علينا وإعادة السلطة الى الدولة، فيما الفريق الآخر يتحدث عن رئيس توافقي، أي رئيس في أحسن الأحوال «ما بيعمل شي» أو رئيس يقوم بأمور تصبّ في مصلحته كما حصل في السنوات الست الماضية». من هذا المنطلق لن نقبل بأي رئيس، لأننا بذلك نرتكب جريمة كبيرة. ينادون بضرورة التوافق على رئيس على غير عادة، في وقت يرفضون التوافق في أمور أخرى، كالقرار الاستراتيجي وقرار السلم والحرب ويتفرّدون به. ويتحدثون عن رئيس من خارج الاصطفافات، ما يعني أنّهم يطالبون برئيس لا موقف له، وبالتالي انتخاب شخص لا يمكنه تدارك الوضع وإخراج البلد من أزمته».

 

 

*********************************************


 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

رفض نيابي وعربي من التلاعب بالطائف.. و«الحوار السويسري» وُلد ميتاً

بخاري في بعبدا وعين التينة اليوم.. والمجلس الشرعي يُحذِّر من التعطيل والمزايدات

اليوم 17 (ت1) 2022: ثلاث سنوات بالتمام والكمال مرَّت على 17 (ت1) 2019، عندما نزل الألوف من اللبنانيين الى الشارع لأسابيع احتجاجاً على سنتات قليلة فرضت على مستخدمي «الواتس آب».

وبمعزل عن المسار السياسي، الذي ثبت المنظومة الحاكمة، والمسؤولة عن التدهور الخطير الذي أصاب البلد، وذلك بعد إجراء الانتخابات النيابية في أيار الماضي، فإن الشعارات التي رفعت توارت، والأزمة استفحلت على الصعد كافة، فها هو سعر الدولار في السوق السوداء، يقترب من «نصف الألف» كما يقال، والأجور، بالكاد تسمح للموظف أو المتقاعد بتسديد حاجة واحدة من حاجاته المتكثرة، ناهيك عن نار الأسعار التي التهمت الأخضر واليابس، وارتفعت عشرات الأضعاف عما كانت عليه عشية أحداث السابع عشر من تشرين أول، قبل ثلاث سنوات.

ووسط غياب آفاق التفاهم على حكومة تملأ الشغور الرئاسي، إذا حدث، وهذا أمر قريب الاحتمال بقوة، والتباعد الحاصل في الملف الرئاسي طغت هموم من نوع آخر، حتى ان عشاء دعت اليه السفيرة السويسرية في بيروت مارلين فيشلت مساء غد، تحوّل الى تجاذب بين النواب المدعوين او الممثلين لكتل مدعوة من باب الرفض، في وقت حدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الشرط الكافي والضروري لتأييد رئيس جديد للجمهورية يكون له «ركب» بحيث لا يأمره الأميركي، ورئيس يقر ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية، وهذه، برأي نائب في المعارضة عقدة العقد في ما خص انتخابات الرئاسة.

في هذا الخواء السياسي، اكتسح ارتفاع سعر الدولار الاميركي في السوق السوداء كل الساحات، وفاقم من الأزمات، بعدما بات كل شيء يخضع لمنظومة الدولار، والقوى المتحكمة فيه، في ظل كلام عن قدرة محدودة لمصرف لبنان على التدخل، عبر «صيرفة» أو التعميم 161، وتصرّف مؤسسات الصيرفة والتطبيقات المتعلقة بسعر الدولار في السوق السوداء، وكلام عن ارتفاع جنوني او تخفيض مع تلاعب واضح وصارخ بين السعر الطبيعي للدولار وسعر السوق الذي لا يراعي اية قواعد اقتصادية سوى جني الأرباح والضغط على حياة المواطنين من دون حسيب او رقيب.

الرئاسة: لا تفاهمات بعد

رئاسياً، اعترفت مصادر التيار الوطني الحر انه لم يتم التفاهم بعد بين ثنائي امل – حزب الله على مرشح للرئاسة الأولى، وكذلك الحال بالنسبة للتكتلات الاخرى.

وامتدت الخلافات النيابية الى العشاء الذي دعت اليه السفيرة السويسرية، في مقر السفارة في بيروت بعض ممثلي الاحزاب الفاعلة من النواب، كالنائب علي فياض (عن حزب الله) ونائب عن التيار الوطني الحر، والنائب وائل ابو فاعور (عن الحزب الاشتراكي) والنائب ابراهيم منيمنة عن «النواب التغييرين»، وممثل للرئيس نبيه بري يرجح ان يكون علي حمدان.

ولئن كان العشاء، وفقاً للخبر المسرب عن الدعوة السويسرية للعشاء، انه تمهيد لمؤتمر يعقد الشهر المقبل في جنيف لمناقشة بعض النقاط المتعلقة بنظام لبنان السياسي والعيش المشترك فيه، فإن النائب «التغييري» وضاح الصادق اعلن ان الطائف هو مرجعيته السياسية، وضد أي مؤتمر دولي او محلي في ظل «سلاح الأمر الواقع» معلناً أن لا احد يمثله في لقاء السفارة، معلناً عن ان مواقف بعض الزملاء عن اتفاق الطائف وتحميله مسؤولية الانهيار المالي من شأنه ان يهدد صمود التكتل.

أما النائب «القواتي» ملحم رياشي، فأعلن عدم مشاركته في العشاء، بانتظار توضيحات تحدد الخلفيات، إذا ما Human Dialoque وجدت خلفيات.

وكشفت مصادر بعض المدعوين إلى عشاء السفارة السويسرية بلبنان، إلى انهم تلقوا الدعوة من منظمة «هيومن دايلوغ»، وليس عن طريق السفارة، بهدف تبادل الاراء حول الاوضاع العامة بلبنان، وتنشيط التلاقي والحوار بين مختلف المكونات، باعتبار الحوار وسيلة مهمة لاستخلاص الحلول للازمات والمشاكل القائمة، وعلى أي مستوى كان.

ونفت المصادر ان تكون الدعوة نظمت، تحت عنوان عقد مؤتمر خارج لبنان لبحث تعديل اتفاق الطائف او ما شابه، باعتبار ان مثل هذا الامر، يتطلب اجماعا داخليا لبنانيا، وتجاوبا اقليميا ودوليا، ويتجاوز كثيرا اسباب الدعوة واهدافها.

الا ان المصادر اعتبرت هذه التوضيحات بانها جاءت بعد الضجة الاعلامية التي اثيرت حول الدعوة الملتبسة في هذاالظرف بالذات،وبعد اعتذار اكثر من شخصية مدعوة ، كانت وافقت على تلبية الدعوة، ولكنها تراجعت واعتذرت بعد تلقيها حجم الاستياء العام جراء هكذا دعوة مشكوك بأمرها، وأن ما يمكن تسميته بالحوار السويسري وُلد ميتاً.

وفي السياق، سجلت تغريدة لافتة في مضمونها وتوقيتها لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري الذي يزور قصر بعبدا اليوم، جاء فيها: وثيقة الوفاق الوطني عقد ملزم لارساء ركائز الكيان اللبناني التعددي، والبديل عنه لن يكون ميثاقاً آخر بل تفكيكاً لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحد، واستبداله بكيانات لا تشبه لبنان الرسالة.

حكومياً، ونفت مصادر متابعة ما يروج عن إعادة تحريك الاتصالات المتوقفة لتشكيل الحكومة من جديد، وقالت ان موضوع تشكيل الحكومة طوي نهائيا لاسباب عدة، اولها تعذر التجاوب مع سلّة الشروط والمطالب اللامعقولة لرئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل، وثانيا، صعوبةتسويق اي حكومة جديدة في ظل الوضع السياسي المتشنج وثالثا،التركيز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع اقتراب ولاية عون من الانتهاء بعد اسبوعين من الزمن، وبالتالي لم يعد مفيدا التلهي بتشكيل حكومة جديدة، يكون عمرها محدودا ومرتبطا بانتخاب الرئيس الجديد.

واعترفت المصادر نقلا عن الوسطاء، بأن موضوع تشكيل الحكومة اصبح وراءنا، وكل الاطراف لم يعودوا متحمسين للتشكيل، الا رئيس الجمهورية وصهره، ولكن من دون جدوى، لان المعاندة والتشبث بالمطالب الفاقعة

وتجاوز الحدود،أدى إلى ردة فعل سلبية ومضادة، اغلقت كل أبواب الحلول، واوصلت الامور إلى ما نحن عليه الان، ولم تعد تنفع كل اساليب التصعيد والصراخ العالي.

ووصفت المصادر مواقف رئيس التيار الوطني الحر التهجمية وغير اللائقة في ذكرى ١٣تشرين، بانها تعبر بوضوح عن حالة الهذيان والهستيريا، التي تصيب باسيل جراء انتهاء العهد العوني وفشل كل محاولاته ، لخلافة عمه،لانه مرفوض داخليا وخارجيا، او لتسويق طريقة ما لتمديد بقائه بالرئاسة، تحت عناوين مزيفة ومختلقة والاهم من كل ذلك تعطيل محاولاته المشبوهة لتشكيل حكومة جديدة على قياس مصالحه وتسلطه السياسي على مقدراتها وقراراتها.

بالمقابل، أكدت مصادر معنية بالوضعين الرئاسي والحكومي لـ«اللواء» ان كلام الكواليس مختلف عن الكلام المباح، وان المعطيات التي لديها تؤكد ان المسعى قائم ومستمر وبزخم من اجل تشكيل الحكومة وقبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، منعاً لحصول إشكالات دستورية وخلافات وانقسامات سياسية اضافية خطيرة، تشل حكومة تصريف الاعمال اكثر في حال تسلمت مقاليد السلطة وصلاحيات رئيس الجمهورية ولو بالمعنى الضيق للصلاحيات وليس كلها.

وقالت المصادر: ان التركيز الداخلي الهاديء، والخارجي العلني والهاديء، يتم بالتوازي على الاقل، على تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، ولدينا قناعة بأن انتخاب الرئيس قد يتأخر الى منتصف أو نهاية الفصل الاول من العام المقبل، ما لم تحدث تطورات سريعة وضغوط كبيرة تحقق التوافق على شخصية معينة، وهو امر ليس متاحاً الآن خلال الاسبوعين الفاصلين عن نهاية ولاية عون ما يعني حتماً الدخول في الفراغ الرئاسي، لذلك يصبح من الاولى والافضل تشكيل الحكومة قبل نهاية الولاية الرئاسية.

واوضحت المصادر ان هناك معطيات تؤكد عدم استبعاد تشكيل الحكومة قبل نهاية ولاية عون ولو بيوم واحد وربما تم تشكيلها بين 28 و29 الشهر الحالي، نتيجة الضغط المتزايد الداخلي والخارجي، برغم الحديث الخارجي وآخره كلام وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها لبيروت. وقالت: المهم ما يجري في الصالونات المغلقة. والخارج لا يمكن ان يقول سوى ما يقوله عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، ولكن سبق وتدخل الخارج وضغط لإنتخاب رئيس ولم يتمكن من التأثير على القوى المحلية، وبقي الفراغ الرئاسي سنتين حتى التوصل الى «تسوية الدوحة» التي انتجت توافقاً داخلياً وخارجياً على انتخاب الرئيس عون عام 2014. والحال ذاته يحصل الان نتيجة انقسام الكتل النيابية وعدم توافقها على شخصية او اثنتين لخوض الانتخاب، ونتيجة عدم توفير نصاب 86 نائباً كشرط اساسي لتوفير نصاب 65 نائباً في الدورة الثانية من الانتخاب. ولكن كل جلسة انتخاب جديدة باتت بحاجة الى نصاب 86 نائباً!

ودعت المصادر الى التوقف عند بيان المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الذي اعتبر «إن عرقلة محاولات تعديل الحكومة الحالية أو تعطيل تشكيل حكومة جديدة، من شأنها دفع لبنان نحو المزيد من الإنهيار، إذا كان هناك من مزيد»، برغم من ان المجلس رفض اعتبار حكومة تصريف الاعمال «غير مؤهلة لملء الفراغ الرئاسي إن حصل».

وكان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انعقد السبت برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، قد حذر في بيان من تجاوز الثوابت الدستورية الوطنية على النحو الذي حدث أكثر من مرة في الآونة الأخيرة، يجب مجابهته والتصدّي له بتضامن وطني شامل، حفاظا على وحدة الدولة وعلى شرعة مؤسساتها وعلى رسالة لبنان في العيش المشترك، ومع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعرب المجلس عن أمله في أن تساعد الدروس والعبر التي دفع اللبنانيون ثمنها غالياً، على انتخاب رئيس جديد يكون جديراً بحمل الأمانة الوطنية لإخراج لبنان من الهوّة التي وصل اليها نتيجة الفساد وسوء الإدارة….كما حذّر من محاولات وضع العصي في دواليب الحركة الإنتقالية الدستورية، عن طريق تعطيل انتخاب رئيس جديد للدولة، ووصف الحكومة الحالية بأنها غير ميثاقية وبالتالي غير مؤهلة لملء الفراغ الرئاسي إن حصل. وختم: « يرفع المجلس الشرعي الصوت عالياً محذراً أصحاب المصالح الشخصية من ارتكاب مزيد من المزايدات في دولة تعاني من الفشل والانهيار. ويناشد المجلس أصحاب الضمائر الوطنية – وهم الأكثرية بحمد الله – التكاتف والعمل معاً من أجل إنقاذ لبنان وخلاصه».

مواقف من الترسيم

وفي هذا السياق، تلقى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هنأه فيه على الموافقة على الصيغة النهائية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية منوهًا بإدارته الحكيمة لهذا الملف ومؤكدًا وقوف فرنسا الى جانب لبنان ووفائها بالتزاماتها في موضوع التنقيب عن النفط والغاز.

وفي تطور جديد، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من رئيس الجمهورية ملف التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، عن الموعد المنتظر لإنجاز اتفاقية الترسيم وعن الآلية التي سيتم فيها التوقيع على الاتفاق فقال: «إن الذكاء في هذا الاتفاق نابع من فهم الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الوضع اللبناني وعدم القدرة على إبرام معاهدة دولية مع اسرائيل لكونها دولة عدو للبنان. وهو أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ووجد طريقة خلاقة من خلال إبرام اتفاق بين اميركا وكل من اسرائيل ولبنان يحدّد النقاط التي تم التوافق حولها. هذه النقاط التي أدرجتها الولايات المتحدة في رسالة سترسلها لكل من لبنان وإسرائيل. وسيرد لبنان بالموافقة الخطية على مضمون الرسالة، وكذلك ترد إسرائيل بالطريقة نفسها.

وتابع بو صعب، في حديث لقناة «الحرة» يُعرض كاملاً اليوم: إن تسليم الرسائل قد يحصل في 26 أو 27 من الشهر الحالي تحت علم الأمم المتحدة في الناقورة.

وعن الطرف اللبناني الذي سيوقع على هذا الرسالة أجاب بو صعب، إن هذا القرار يتخذه رئيس الجمهورية وهو سيختار الفريق الذي سيذهب الى الناقورة لتسليم الرسالة.

أضاف بو صعب، صحيح أن الاتفاقية هي الأساس ولكن هناك ما وراء الاتفاقية وما هو متعلق باستخراج الغاز والانفتاح. وسنرى الاثنين او الثلاثاء بياناً من مجلس الأمن يرحب فيه بما تم إنجازه ويؤكد انها فرصة أمل للبنانيين ولاقتصادهم وازدهارهم.

وكشف بو صعب انه وبعد إعلان رئيس الجمهورية أن لبنان يريد ان يعيد النظر بالترسيم مع قبرص، وصلت رسالة الى وزير الخارجية اللبناني من نظيره القبرصي تطالب ببدء التفاوض لتعديل الحدود مع قبرص. واعتبر بو صعب ان القرار اليوم بيد رئيس الجمهورية الذي يقرر كيف يمكن ان نكمل مع قبرص.

كذلك، دعا الى الانتقال شمالا ايضا لترسيم الحدود مع سوريا، واعتبر ان الترسيم مع سوريا اقل صعوبة ويجب ان يبدأ الكلام بهذا الموضوع مناشدا بعض السياسيين في لبنان وضع خلافاتهم مع سوريا جانبا والتكلم مع القيادة السورية بموضوع النازحين وموضوع الترسيم في البحر آخذين في الاعتبار المصلحة الاقتصادية للبلدين.

وأكد الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، أن «الاتفاق البحري بين الجانبين مفيد لأمن إسرائيل».وأضاف في تصريحات لقناة 13 الإسرائيلية، نقلتها «روسيا اليوم»، «لم تحصل إسرائيل على كل ما تريده، ولم يحصل لبنان على كل ما يريده. هكذا تجري المفاوضات عادة»، متابعاً «كانت مفاوضات استمرت لما يقرب من 11 عاماً، وقررت تغيير المعادلة. غيرنا المحادثة حتى يخرج الجميع منتصرين».وأشار إلى أن «إسرائيل تريد حصتها الاقتصادية بالطبع، لكنها تريد حقا استقرارا في البحر الأبيض المتوسط، وهيمنة إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط ​​هي نتيجة لنجاحها الهائل في تطوير مثل هذه الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي».وتابع «خط الحماية لم يكن الحدود الرسمية بين إسرائيل ولبنان، والآن وافق لبنان على الاعتراف به كوضع قائم بينه وبين إسرائيل، وهذا يتيح لإسرائيل القيام بدوريات على طول هذا الخط وإمكانية الإشراف عليه. هذا أمر عظيم بالنسبة لإسرائيل». وعن تأثير تهديدات حزب الله على المفاوضات البحرية، قال هوكشتاين، «أوضحت لي إسرائيل أنه لن تكون هناك مفاوضات تحت التهديد». وفي إشارته إلى انتقاد إسرائيل لتوقيت الاتفاق قبل الانتخابات مباشرة، علق هوكشتاين قائلاً، «كانت لدينا فترة زمنية حرجة، لو انتظرنا لما تم الاتفاق».

بدوره، كشف العقيد في الجيش الإسرائيلي والخبير في التنقيب عن الغاز يوسي لنغوتسكي، عن أن «إسرائيل في وضع خطير جداً من ناحية الحرب المستقبلية».وقال: «نحن في الحرب المقبلة سنتلقى ضربات، أي بجملة واحدة، كميات للصواريخ الضخمة التي يمتلكونها، هناك 2000 صاروخ دقيق يمكنها إصابة الهدف بخطأ 5 امتار، عبوة بمئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة».وأضاف: «كل هذه الأمور خلقت وضعًا فيه مصلحة عليا لإسرائيل بألا تندلع الحرب حاليًا مع حزب الله». ورأى العقيد الإسرائيلي، أن «التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان هو الدفاع الأمثل عن حقول الغاز، وهذا سيكون أفضل دفاع لدينا، ونحن في وضع سيء إلى حدّ أننا يجب أن نشكر الله أننا وصلنا إلى الاتفاق».

وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي نتيجة ترسيم الحدود، أكّدت وكالة التصنيف الدوليّة «موديز»، أنّ «حل نزاع الحدود البحرية القائم منذ فترة طويلة بين لبنان وإسرائيل يفتح الطريق أمام استكشاف المحروقات في البحر.

الطعون

وبالتزامن مع الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس للجمهورية، الخميس في 20 الجاري، أعلن رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، ان بعضاً من نتائج الطعون ستصدر في هذا اليوم، أما الباقي فبعد أسبوع.

 

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

أربعة عشر يوماً على انتهاء ولاية رئيس الجمهوريّة… ولا دخان أبيض

 جلستان للمجلس النيابي هذا الأسبوع… ومُؤتمر وطني لبناني في جنيف ؟

 هوكشتاين يَعِد بالكهرباء 24 على 24… واللبنانيّون : «بيكفينا وعود» ! – المحلل السياسي

 

 

أربعة عشر يومًا على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أربعة عشر يومًا تحمل الكثير من الأحداث التي قد تخرج عن المتوقّع سواء إيجابياً أو سلبياً. بعض المطلعين على خفايا الملفات، يربط بين قرب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وبين بعض الملفات السياسية والقضائية. ويأتي على رأس هذه الملفات، بحسب مصادر سياسية، تشكيل الحكومة، وإن عدم إنجاز هذا الملف سيؤدّي إلى غموض يلّف المرحلة المقبلة التي تتراوح بين صراعات سياسية وصولًا إلى فوضى قد تُترّجم على الأرض ببعض الاحتكاكات بين الشوارع الحزبية.

 

وتقول المصادر ان الملف الرئاسي سيراوح مكانه في جلسة الخميس المقبل مع تعطيل للنصاب في ظل غياب أي توافق على شخصية تجمع بين محورين لا يجمعهما إلا القليل. هذا التباعد يجسّده موقفان صدرا في اليومين الماضيين لكل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. فقد قال النائب رعد «اننا نريد رئيسًا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه «رِكب» ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يطيع المصلحة الوطنية»، واضعًا شرطًا أساسيًا للقبول برئيس ألا وهي الإعتراف بدور المقاومة، حيث قال: «هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم، ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيسُ جمهورية يُقِرّ ويحترِم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية». في المقابل، كان لجعجع كلمة خلال إطلاق دائرة البقاع الشمالي في مصلحة طلاب «القوات اللبنانية»، أن «القوات» لن نقبل برئيس جديد للجمهورية «شو ما كان وكيف ما كان». وشدّد على ان «الرئيس المنتظر عليه ان يتمتّع بمشروع وطرح واضح لخوض خطة الانقاذ الفعلية والقيام بالاصلاحات المتوجّبة علينا واعادة السلطة الى الدولة، فيما الفريق الآخر يتحدث عن رئيس توافقي اي رئيس في أحسن الأحوال «ما بيعمل شي» او رئيس يقوم بأمور تصب في مصلحته كما حصل في السنوات الست الماضية. من هذا المنطلق لن نقبل أي رئيس» لأن بذلك نرتكب جريمة كبيرة».

 

هذان الموقفان يجسدان انقسامًا واضحًا على الساحة اللبنانية، وأغلب الظن انه لن يؤدّي إلى إتمام الإستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية. إلا أن اللافت في الحديثين أن أيًا من الأطراف لا يمتلك القدرة بمفرده أو بتحالفاته الحالية على الإتيان برئيس للجمهورية. من هذا المنطلق، من المتوقّع أن يبقى الإستحقاق الرئاسي رهينة أو توافق داخلي أو ضغوطات خارجية.

 

النائب جبران باسيل من جهته، وفي مناسبة 13 تشرين، قصف جبهات عديدة في خطابه مستهدفا كلاً من «القوات اللبنانية» و»حركة أمل» و»المردة»، بالإضافة إلى الهجوم التقليدي على حاكم مصرف لبنان. هذا الموقف الحاد الذي أطلقه باسيل، برّره أحد المراجع السياسية بالقول ان باسيل يستمد قوة خطابه من موقف الحزب الأساسي في الملف الرئاسي. ويضيف المرجع، سواء اعترفت القوى السياسية أو لم تعترف، لا رئيس للجمهورية من دون موافقة حزب الله وهذا الأمر محسوم. وبالتالي، فإن المزايدات التي يقوم بها أقطاب ما كان يُعرف بـ «14 أذار» يرفعون السقف للحصول على الأقل، وهم يعلمون تمام المعرفة أن مصيرهم التوافق مع الحزب لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

وعن التوقّعات عن تاريخ انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يقول المرجع ان التخمينات في ما خصّ تاريخ الإنتخاب لا تصلح الا على المدى المنظور، وحتى الساعة لا شيء يوحي بأن هناك إمكانا لمثل هذا الأمر.

تشكيل الحكومة

 

على صعيد آخر، لا تزال محركات تشكيل الحكومة مطفأة. فبعد معلومات عن أن رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي في صدد تحضير تشكيلة لعرضها على رئيس الجمهورية، ردّت مصادر ميقاتي بالقول إن التشكيلة موجودة عند رئيس الجمهورية، وإن ميقاتي بانتظار جواب فخامة رئيس الجمهورية. وبالتالي، فإن الأمور باقية في نطاق الأخذ والردّ لحين ظهور معطيات جديدة.

 

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أن هناك حكومة ستبصر النور في الأيام العشرة الأخيرة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، إلا أن التعقيدات التي ظهرت خلال النقاشات الأخيرة من ناحية أن باسيل يريد تغيير كل الوزراء المسيحيين في الحكومة ورفض رئيس الحكومة هذا الأمر، يجعل من الصعب تخيّل شكل الحكومة التي قد تتشكّل. وتتحدّث بعض الأوساط السياسية عن أن باسيل في صدد القبول بتغيير اسمين فقط لمصلحة اسمين آخرين، منهما النائب السابق إيدي معلوف.

 

على كل الأحوال الأمور ضبابية، الا ان دعوة السفارة السويسرية إلى عشاء يوم الثلاثاء المقبل يجمع شمل القوى السياسية اللبنانية الممثلة في المجلس النيابي، وذلك في عملية تمهيد لجلسات حوار رسمية تُعقد في جنيف، وتهدف إلى طرح ورقة سياسية تسمح لهذه القوى بتخطّي الإنقسامات وإعادة تكوين السلطة التنفيذية بشقّيها الرئاسي والحكومي، ولكن أيضًا وضع خارطة طريق لعملية التعافي الإقتصادي بعناوينها الكبيرة. ولم يُعرف حتى الساعة ما هي الدول وراء هذه الدعوة ومن صاحب الرعاية الحقيقية لهذا المؤتمر.

جلستان نيابيتان

 

نيابيًا، يشهد المجلس النيابي جلستين هذا الأسبوع، الأولى يوم غد الثلاثاء لتجديد «مطبخه الداخلي» مع بدء الدورة العادية الثانية للمجلس التي تنتهي أواخر هذا العام. وكان الرئيس بري قد دعا إلى عقد جلسة عامة في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الثلاثاء لانتخاب أمينَي سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية. وسيلي هذه الجلسة أخرى تشريعية على جدول أعمالها عدد من البنود التي تشمل مشاريع واقتراحات القوانين، من بينها إعادة التصويت على قانون السرية المصرفية، وإبرام اتفاقيات.

 

وتشير المعلومات إلى أن اقتراح القانون المعجّل المكرر الذي تقدّم به النائب بلال عبد الله قد يتمّ سحبه من على جدول أعمال جلسة الثلاثاء بسبب عدم تأمين توافق عليه. الجدير ذكره أن هذا مشروع القانون المعجّل المكرر، يرمي إلى تأجيل تسريح وتمديد سن التقاعد لمديرين عامين وضباط في الجيش وقوى الأمن والأمن العام، والذي يسمح من خلاله لعدد من المديرين العامين والضباط الذين يشغلون مراكز هامة وحساسة بالاستمرار في المراكز التي يشغلونها لمدة سنتين من تاريخ نفاذ هذا القانون. أما جلسة الخميس المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية، فمن المتوقّع أن يتمّ تأجيلها كما حصل في جلسة الخميس الماضي لعدم إكتمال نصاب جلسة الإنتخاب والتي تستوجب حضور 86 نائبًا.

 

إلى هذا، لم تنته بعد «سكرة» الإحتفالات بإنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، وآخر ظهور لهذه السكرات خُطاب باسيل الذي أخذ لنفسه رصيد إنجاز هذا الملف. هذا الكلام سحقه النائب محمد رعد الذي قال «هذا العدو أقرّ باستخراج الغاز من مياهنا الإقليمية، لماذا اقرّ؟ لأنّ المقاومة هي التي فرضت على هذا العدو الإذعان ولولا قوّة المقاومة وسلاحها وخوف العدوّ من أن يخوض حربًا ستكون مُكلِفة له في هذه الأيام، لما أقدم على هذا التفاهم».

وعود الكهرباء

 

على الصعيد الاجتماعي، كان لافتًا تصريح الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين الذي قال في تصريح تلفزيوني انه «عند استخراج الغاز الطبيعي سنتأكد من أن يحظى لبنان بـ 24 ساعة تغذية كهربائية قبل كل شيء والأمر سيتم بشكل سريع، وأعتقد أن اللبنانيين يستحقون دولة تعمل لمصلحة مواطنيها». هذا التصريح أثار ردّات فعل كثيرة حيث اعتبر البعض (خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي) أن اللبنانيين شبعوا وعودًا، في حين اعتبر البعض الآخر ان الولايات المتحدة الأميركية تستطيع التحكّم بالملف الكهربائي بحكم قدرتها على إعطاء wavers لاستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وقدرتها على التأثير في قرار البنك الدولي من ناحية التمويل. وبالتالي يرى هؤلاء أن هذا التصريح يجب أن يؤخذ على محمل الجد، خصوصًا أن الحضور الأميركي في الشرق الأوسط عاد بزخم قوي مع الإنشغالات العديدة لروسيا في حربها على أوكرانيا، وهو لن يُخلي الساحة بشكل شبه كامل للأميركيين.

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

أسبوعان لنهاية عهد جهنم: لاحكومة ولا رئيس؟  

 

بنشوة الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود وآمال انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة، اقفل اسبوع الانجاز اللبناني، متوجا باتصالات تهنئة رئاسية من كبريات دول العالم. ولكل مصالحه. فالتهنئة الرئاسية الاميركية، اعقبتها امس اخرى فرنسية هنأت ووعدت بالوفاء بالتزامات باريس بالتنقيب عن النفط والغاز.

 

اما التنقيب عن رئيس جمهورية تجمع عليه القوى السياسية ويوضع في الاطار التوافقي، فلم ينتج حتى الساعة ما يؤشر الى وجوده، لانتخابه، ما دام كل فريق يرابض على جبهته في انتظار كلمة السر الخارجية وحتى ذلك الحين يستمر االضغط لاستيلاد حكومة يدفع في اتجاهها بقوة حزب الله الذي قال رئيس كتلته النيابية محمد رعد اليوم انها ضرورية لملء الفراغ الرئاسي.

 

ماكرون يهنئ عون

 

ترسيميا، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هنأه فيه على الموافقة على الصيغة النهائية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية منوهًا بإدارته الحكيمة لهذا الملف ومؤكدًا وقوف فرنسا الى جانب لبنان ووفائها بالتزاماتها في موضوع التنقيب عن النفط والغاز.

 

هوكشتاين وامن اسرائيل

 

من جهته، أكد الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، أن “الاتفاق البحري بين الجانبين مفيد لأمن إسرائيل”. وأضاف في تصريحات لقناة 13 الإسرائيلية، نقلتها “روسيا اليوم”، “لم تحصل إسرائيل على كل ما تريده، ولم يحصل لبنان على كل ما يريده. هكذا تجري المفاوضات عادة”، متابعاً “كانت مفاوضات استمرت لما يقرب من 11 عاماً، وقررت تغيير المعادلة. غيرنا المحادثة حتى يخرج الجميع منتصرين”. وأشار إلى أن “إسرائيل تريد حصتها الاقتصادية بالطبع، لكنها تريد حقا استقرارا في البحر الأبيض المتوسط، وهيمنة إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط ​​هي نتيجة لنجاحها الهائل في تطوير مثل هذه الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي”. وتابع “خط الحماية لم يكن الحدود الرسمية بين إسرائيل ولبنان، والآن وافق لبنان على الاعتراف به كوضع قائم بينه وبين إسرائيل، وهذا يتيح لإسرائيل القيام بدوريات على طول هذا الخط وإمكانية الإشراف عليه. هذا أمر عظيم بالنسبة لإسرائيل”. وعن تأثير تهديدات حزب الله على المفاوضات البحرية، قال هوكشتاين، “أوضحت لي إسرائيل أنه لن تكون هناك مفاوضات تحت التهديد”. وفي إشارته إلى انتقاد إسرائيل لتوقيت الاتفاق قبل الانتخابات مباشرة، علق هوكشتاين قائلاً، “كانت لدينا فترة زمنية حرجة، لو انتظرنا لما تم الاتفاق”.

 

لا مصلحة في الحرب

 

بدوره، كشف العقيد في الجيش الإسرائيلي والخبير في التنقيب عن الغاز يوسي لنغوتسكي، عن أن “إسرائيل في وضع خطير جداً من ناحية الحرب المستقبلية”. وقال: “نحن في الحرب المقبلة سنتلقى ضربات، أي بجملة واحدة، كميات للصواريخ الضخمة التي يمتلكونها، هناك 2000 صاروخ دقيق يمكنها إصابة الهدف بخطأ 5 امتار، عبوة بمئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة”. وأضاف: “كل هذه الأمور خلقت وضعًا فيه مصلحة عليا لإسرائيل بألا تندلع الحرب حاليًا مع حزب الله”. ورأى العقيد الإسرائيلي، أن “التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان هو الدفاع الأمثل عن حقول الغاز، وهذا سيكون أفضل دفاع لدينا، ونحن في وضع سيىء إلى حدّ أننا يجب أن نشكر الله أننا وصلنا إلى الاتفاق”.

 

“موديز” والترسيم

 

من جهتها، أكّدت وكالة التصنيف الدوليّة “موديز”، أنّ “حل نزاع الحدود البحرية القائم منذ فترة طويلة بين لبنان وإسرائيل يفتح الطريق أمام استكشاف المحروقات في البحر”.

 

عون يأمل

 

وفي السياق، أمل رئيس الجمهورية ميشال عون “بعدما أنجزنا مسألة الترسيم، ان ننطلق بإستخراج النفط والغاز، الامر الذي سيمدنا بالاموال اللازمة لكي نعود ونساهم في رفع مستوى جامعاتنا ومعاهدنا العليا، وموقعنا العلمي”. وأكد خلال استقباله وفد المشاركين في المؤتمر الدولي الثلاثين لاطباء الاسنان الذي انعقد في بيروت، ان “لبنان احتل على الدوام موقعا متقدما وطليعيا في النواحي العلمية المختلفة، وكان رائدا في استضافة المؤتمرات والمنتديات العلمية المختلفة”، مشيرا الى ان “الظروف الصعبة التي اجتازها، وإن كانت لها تأثيرات سلبية الا انها لن تفقد الطموح الذي عند أبنائه للحفاظ على موقعه المتقدم هذا”.

 

خوف من فراغ

 

على ضفة “الرئاسيات” كان كلام لمحمد رعد ايضا اعتبر فيه أن “هناك خوفا من أن يحدث فراغ في موقع رئاسة الجمهورية… مؤكداً أننا “نريد للاستحقاق الرئاسي أن يحصل ضمن المهلة الدستورية رغم المهلة القصيرة لانتهائها”. ودعا إلى “تشكيل حكومة كاملة المواصفات الممنوحة الثقة من المجلس النيابي، تستطيع أن تأخذ القرارات وأن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية عندما يشغر موقع الرئاسة، وبذلك، نقفل ثغرة الخلاف حول إمكانية أن تتصرف حكومة تصريف الأعمال بصلاحيات رئيس الجمهورية.

 

تجاوز الثوابت

 

على ضفة “الرئاسيات”وعقب جلسة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، حذر المجلس في بيان من محاولات وضع العصي في دواليب الحركة الإنتقالية الدستورية، عن طريق تعطيل انتخاب رئيس جديد للدولة، ووصف الحكومة الحالية بأنها غير ميثاقية وبالتالي غير مؤهلة لملء الفراغ الرئاسي إن حصل. وختم: “يرفع المجلس الشرعي الصوت عالياً محذراً أصحاب المصالح الشخصية من ارتكاب مزيد من المزايدات في دولة تعاني من الفشل والانهيار. ويناشد المجلس أصحاب الضمائر الوطنية – وهم الأكثرية بحمد الله – التكاتف والعمل معاً من أجل إنقاذ لبنان وخلاصه”.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram