افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 7 أيلول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 7 أيلول 2022

Whats up

Telegram


افتتاحية صحيفة البناء:

 

غارات «إسرائيليّة» تُخرج مطار حلب من الخدمة رداً على عمليّات المقاومة على القواعد الأميركيّة هوكشتاين آخر الأسبوع لطلب تأجيل الترسيم لما بعد الانتخابات اللبنانيّة و«الإسرائيلية»
باسيل يمهّد لامتناع وزراء التيار عن المشاركة في تولّي الحكومة صلاحيّات الرئيس

 

لا تزال واشنطن تكابر وترفض الاعتراف بأن وجود قواتها في سورية بات مسألة وقت، وتحاول التهرب من المواجهة رداً على عمليات المقاومة السورية الشعبية التي تستهدف القواعد الأميركية تفادياً للتورط في حرب تعلم انها لا تستطيع خوضها، وغير مستعدّة لخوضها، ويستدعي خوضها إرادة سياسية ومقدرات بشرية ومادية ليست متوافرة، وهي قد انسحبت من أفغانستان التي تعاقب الرؤساء الأميركيون على وصف التمركز فيها بالاستراتيجي تحت شعار أن المزيد من التورط لن يحقق المزيد من الأهداف بل سيتسبّب فقط بالمزيد من الخسائر، لذلك لجأت الى معادلة الردّ بضربات «إسرائيلية» غب الطلب عند كل عملية تتعرّض لها القوات الأميركية، لكن المسؤولين الأميركيين العسكريين يقولون، كما نقلت عنهم صحيفة النيويورك تايمز، أن المأزق الأميركي هو بأن المقاومة تبدو وقد قررت الردّ على كل غارة إسرائيلية بدرجة تتناسب مع شدّتها والأذى الذي تسببت به بهجمات مناسبة على القواعد الأميركية، ولذلك توقعت مصادر متابعة للوضع في سورية عمليات شديدة القسوة تستهدف القواعد الأميركية رداً على غارات ليل أمس التي استهدفت مطار حلب للمرة الثانية وأخرجته من الخدمة، كما قالت وكالة الأنباء السورية.

لبنانياً، يصل الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية للبنان عاموس هوكشتاين إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي، كما قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ناقلاً مضمون محادثته مع هوكشتاين، ملمحاً إلى دور لطرف ثالث هو شركة توتال ما يؤكد ما سبق ونشرته «البناء» في عددها أمس، حول مشروع صندوق لتعويض كيان الاحتلال مقابل تسليمه بلبنانية حقل قانا، يشتغل هوكشتاين عليه كواحد من المخارج، ما يؤكد تموضعه الكامل على الضفة الاسرائيلية، خصوصاً مع تسرّب الكلام عن تأجيل الترسيم الى ما بعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية والانتخابات النيابية الاسرائيلية، كما قالت صحيفة جيروزاليم بوست، هو ما حذرت مصادر معنية بالملف من قبول المسؤولين اللبنانيين به، مضيفة انه إن تم ذلك فلن تتم الانتخابات الرئاسية بضغوط أميركية ستكون كافية لتعطيل النصاب، ويكون ذلك ذريعة لتعطيل السير بالترسيم المنشود.

على خط الاستحقاق الرئاسي والملف الحكومي، قالت مصادر سياسية متابعة إن كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن عدم أهلية حكومة تصريف أعمال نالت الثقة أمام مجلس نيابي لم يعُد موجوداً، يفتح الباب لترجمة إعلانه برفض الاعتراف بهذه الحكومة إذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بامتناع وزراء التيار عن المشاركة في أي مهام تتفرّع عن وراثة الحكومة لصلاحيات رئيس الجمهورية، واكتفائهم بالقيام بمهام تصريف الأعمال التقليدية، ما يعني أن الحكومة لن تستطيع ممارسة الصلاحيات الرئاسية، حتى بحدها الأدنى، لجهة توقيع المراسيم العادية، التي يوقعها بدلاً من رئيس الجمهورية كل الوزراء، ويكفي امتناع بعضهم عن التوقيع لعدم اكتمال دورة إصدارها، بما فيها مراسيم تسيير نفقات الدولة ومؤسساتها، وهذا يعني وقوع الدولة في الشلل التام. ودعت المصادر الى التوقف أمام هذا التحذير للسير أما بتسريع التفاهمات التي تؤدي لتجنب الشغور الرئاسي، او السير بتشكيل حكومة جديدة، وتحمل الأكلاف التي تترتّب على تشكيلها اذا كان الفراغ الرئاسيّ خياراً عند البعض، وفي ضوء السعي الأميركي للمماطلة في الترسيم الحدودي وربطه بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لم تستبعد المصادر أن يشجع الأميركيون خيار التعطيل رئاسياً وحكومياً لنقل المأزق المعطل للترسيم من الضفة الإسرائيلية إلى الضفة اللبنانية.

تخوض القوى السياسية معارك بالجملة على وقع انهيار مالي اقتصادي اجتماعي يضع مصير لبنان في دائرة الخطر والتهديد الوجودي. فبموازاة معركة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي سترفد بجرعات من الجدية مع وصول الوسيط الأميركي في الملف عاموس هوكشتاين الى بيروت نهاية الأسبوع، تصاعدت وتيرة حرب الصلاحيات والسجال الدستوري – السياسي والإعلامي بين العهد وخصومه، بعدما رمى رئيس حكومة تصريف الأعمال والمكلف نجيب ميقاتي «قنبلة» شرعيّة تسلم الحكومة المستقيلة صلاحيات رئيس الجمهورية وتمييزه بين الشغور والفراغ، ما يعني وفق كلام ميقاتي أن حكومته تستطيع وراثة شغور الرئاسة الأولى، وبالتالي الفراغ مقابل رفض قاطع من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ما يعني أن القنبلة ستنفجر قريباً وتنثر سحابات دخانها الأسود فوق رئاسة الجمهورية التي يبدو أن المعركة عليها ستكون طويلة الأمد وفق ما يشير أكثر من مصدر سياسي لـ«البناء»، وأن البلاد ذاهبة الى أزمة نظام وميثاق تلوح أفقها في المواقف السياسيّة العالية السقف فضلاً عن ارتباط جزء كبير من الواقع اللبناني بأوضاع وقضايا المنطقة.

 

وتؤشر سلسلة المواقف والردود التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أمس، بأن المعارك الثلاث لن تكون سهلة، وأن الصراع بين العهد وخصومه لن ينتهي فور انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، بل سيبدأ من هذه اللحظة وما يجري الآن من قصف جبهات وتموضعات سياسية حتى 31 تشرين الأول المقبل، ما هو إلا «بروفا» لما سيحصل بعد هذا التاريخ فور دخول البلاد في الفراغ الرئاسي ويزداد سواد المشهد في حال تزامن ذلك وفراغ حكومي وتعقيدات أو مفاجآت سلبية قد تبرز في ملف الترسيم في حال حصلت تغيرات في الداخل اللبناني أو في الداخل الاسرائيلي.

ووزع باسيل رسائله باتجاه عين التينة والسراي الحكومي ومعراب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولم يوفر القضاء أيضاً، ورد على تصريحات ميقاتي بالقول إننا «لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وسنعتبر الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً وشعبياً»، مهدداً بأن الفوضى الدستورية ستبرر الفوضى الدستورية المقابلة. واعتبر باسيل في موئمر صحافي من مقر التيار في ميرنا الشالوحي أن «رئيس الحكومة هو أعلن انّو كل يوم فيه خسارة 25 مليون دولار فلماذا اعتماد سياسة السلحفاة والمماطلة عمداً لتمرير ما تبقى من ولاية الرئيس؟».

وأشار باسيل الى أن «كلّ المنظومة مصرّة على عدم إقرار قانون «الكابيتال كونترول» لأنّ بعض المحظيين يهرّبون أموالهم إلى الخارج ونحن نريد أن نقيل رياض سلامة لكنّ الآخرين يعارضون لأنّهم «قابضين».

ورأى باسيل أن «رأس النظام اللبناني يمارس سياسة «ما خلّونا» فمن تسبّب بخسائر بقيمة 22 مليار دولار في الكهرباء وأوقف معمل دير عمار ويحمي المياومين وأصحاب المولدات يسخر منّا». ولفت الى ان «مشروعنا ينطلق من وثيقة الوفاق الوطني ومن دستور الطائف ليس لنقضه بل لتطبيقه وتطويره ومعالجة الثغرات فيه». ورأى باسيل ان «أساس المشكلة بلبنان انّه لا يوجد خلاف على ولادة الدولة وعلى لبنان الكبير في ناس ما كان بدّهم دولة ولليوم ما بدّهم وفي ناس ما بدّهم لبنان كبير ويريده صغيراً»، وشدد على أن «وحدة لبنان والحرص على الدولة وتشبثنا بلبنان الكبير ورفضنا لتصغير لبنان وندعو مجدّداً لحوار وطني بينتج عنه مشروع وطني جامع لتطوير النظام اللبناني».

 

وعن الاتهامات التي طالت التيار في الفترة السابقة، قال: «لم نتفاجأ من الخطابات الفارغة من اي مضمون سياسي، ولا تحمل سوى الحقد والضغينة والتآمر، ونحن معتادون عليهم وهم يأتون كل عام وراء بعضهم، ويتجنبون بعضهم، واحد يتجنّب المنظومة ورئيسها، والثاني يتجنّب العمالة ورئيسها؛ ويذكروننا بجوهر تواطؤ الطيّونة».

على الصعيد الحكومي سجلت زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. واستمر اللقاء زهاء نصف ساعة جرى خلاله عرض للأوضاع العامة لا سيما موضوع الموازنة العامة وشؤون تشريعية. واكتفى ميقاتي بعد اللقاء بالقول: «التقيت الرئيس بري وتناول البحث موضوع الموازنة العامة وإمكانية أن تكون أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل».

وأشارت أوساط الرئيس المكلف لـ«البناء» الى أن «اللقاء تمحور حول المستجدات السياسية والحكومية، وتأتي في اطار تواصل ميقاتي مع القيادات الرئيسية في هذه المرحلة الدقيقة»، مؤكدة أن «ميقاتي سيستمر بمحاولاته ومبادراته لتأليف حكومة جديدة ولن يستسلم للشروط والسجالات والاتهامات والبدع الدستورية وسيزور بعبدا في أي وقت للدفع نحو التأليف وموعد الزيارة المقبلة متوقعة وهي رهن التواصل بين الرئيسين عون وميقاتي».

 

وعن كلام باسيل أمس، قالت الأوساط: «الكل أصبح يدور بفلك الاستحقاق الرئاسي وحسابات كل فريق»، مشيرة الى أن «الدستور واضح ولا بديل ولا يمكن ترك البلاد من دون سلطة بمعزل عن وضعها الدستوري».

في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية عودة الوسيط الأميركي الى بيروت لاستئناف المفاوضات، إلا أن مصادر «البناء» عزت عدم تحديد موعد محدد للزيارة الى استمرار المحادثات بين الوسيط الأميركي وبين المسؤولين الاسرائيليين، إذ أن موعد الزيارة مرتبط بنتائج هذه المحادثات، وعندما يحصل الوسيط الأميركي على الرد الاسرائيلي للملف سيأتي الى بيروت وينقله للمسؤولين اللبنانيين.

وكشفت المصادر أن أحد أسباب تأخر تأليف الحكومة هو ترسيم الحدود وضغط بعض الأطراف الداخلية والخارجية لعدم توقيع الاتفاق في عهد الرئيس عون، كما أن هناك قراراً خارجياً يمنع ميقاتي بقبول أي هبة إيرانية.

وأكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن التواصل مع الوسيط مستمرّ، ومن المتوقع ان يزور لبنان الاسبوع المقبل»، لافتاً الى ان «زيارة هوكشتاين إلى لبنان ستسبقها زيارات إلى أوروبا و»إسرائيل»». وأوضح بو صعب بعد زيارته بعبدا أنه «اذا تمّت زيارة الوسيط الاميركي كما هو متوقع ستكون خطوة إيجابية إضافية باتجاه الحل مع العلم ان الوضع شائك ومعقد»، مشدداً على أن «ملف الترسيم يسير في الاتجاه الصحيح ولكن لا يمكننا الإفراط بالتفاؤل». كما زار بوصعب عين التينة وبحث في ملف الترسيم والملف القضائي وتحقيقات انفجار مرفأ بيروت.

 

ويحاول اعلام العدو الاسرائيلي ربط تأخير الحكومة الاسرائيلية استخراج الغاز من كاريش بالأسباب التقنية والانتخابية وليس بتهديدات حزب الله، كما يعمد الى التسويق للتطبيع النفطي بين لبنان والاحتلال لتغطية توقيع اتفاق الترسيم مع لبنان لاحتواء الضغوط الداخلية الاسرائيلية على الحكومة لعدم توقيع الاتفاق. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «الوسيط الأميركي سيعود إلى بيروت لمواصلة المحادثات حول تقسيم حقول الغاز بين «إسرائيل» ولبنان. ​حقل كاريش​ يذهب إلى «إسرائيل»، بينما حقل ​قانا​ يذهب إلى السيادة اللبنانية». وأشارت الصحيفة، إلى أن «هوكشتاين يحافظ عن عمد على البعد عن الأنظار. واتضح مؤخرًا أنه تحدّث في أثينا مع مسؤولين إسرائيليين كبار لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل النهائية لعملية شركة التنقيب عن النفط القبرصية اليونانية (إنرجين). واتخذ خطوة مماثلة مع شركة «​توتال​« الفرنسية لتشغيل الحقل اللبناني». وأوضحت أنه «اتضح أن صفقة تشغيل حقول النفط، التي كان من المتوقع أن تسهم بقدر كبير في الاقتصاد اللبناني المنهار، قد تمّ تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات في «إسرائيل»، وبعد انتهاء الستة أشهر لولاية رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في الأول من تشرين الثاني».

 

وفي المقابل نفى بوصعب أي تفاهم مع الوسيط الأميركي على استثمار مشترك لحقول النفط بين لبنان والاحتلال، كما نفى علمه بحلول قطر مكان شركة نوفاتك الروسية بالتنقيب عن النفط في البلوكات اللبنانية.

ورأى رئيس مجموعة ​طلال أبو غزالة​ العالمية والمفكر العربي طلال أبو غزالة، أن «​آموس هوكشتاين​ ليس وسيطاً، فخدم في ​الجيش الإسرائيلي​ ومعروف بمواقفه السياسية وميوله، ولست متوقعاً أي جدوى من مفاوضات الترسيم البحري، ونحن لا نعرف دقة نقل المعلومات التي يقوم بها الوسيط».

واعتبر في حوار في برنامج بدبلوماسية على قناة أو تي في أن «الترسيم البحري أكبر من «خلاف حدود»، وهو جزء لا يتجزأ من ​الصراع العربي الاسرائيلي​، و»إسرائيل» تريد استخراج ​النفط​ وليس الترسيم البحري مع لبنان»، وتوقع أبو غزالة أن «​المفاوضات النووية​ لن تنتهي هذه السنة وهناك اعتبارات أميركية تؤجل الاتفاق، ولا يمكن للعالم أن يستمر بدون قيادة مقبولة بالرغم من القيادات الحالية الروسية وغيرها». متوقعاً وقوع حرب عالمية إذا ما استمر التصعيد على الساحة الدولية.

 

وفي تطور بارز في الملف، وافق مجلس القضاء الأعلى على المضمون الكتاب الذي أرسله وزير ​العدل ​الى المجلس لتعيين محقق عدلي رديف عن القاضي طارق بيطار.

وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود قد استقبل وفداً نيابياً مؤلفاً من النواب شربل مارون، جيمي جبور، ندى بستاني، جورج عطاالله، سامر توم وسيزار ابي خليل لمناقشة ملف ​بدري ضاهر​ مع عبود، وقد حصل تلاسن بين القاضي عبود والنائب شربل مارون وفق ما كشف التيار الوطني الحر في بيان.

 

وعلمت «البناء» أن المجلس وافق بجميع أعضائه على كتاب وزير العدل وذلك نظراً للظروف الصحية والإنسانية السيئة التي يعاني منها بعض الموقوفين. كما علمت أن ضغوطاً سياسية عدة بالإضافة الى التحرك الشعبي في الشارع لأهالي الموقوفين دفع بمجلس القضاء الأعلى الى التجاوب مع وزير العدل. وأفادت معلومات «البناء» أن كتاب وزير العدل وقرار المجلس جاء بعدما تبين للمسؤولين أن البت بأمر القاضي بيطار سيطول بسبب الخلافات السياسية على استكمال التشكيلات والتعيينات القضائية لا سيما في محكمة التمييز العليا التي ستنظر وتبت بالدعاوى المرفوعة ضد بيطار، وبالتالي لا يجوز ربط مصير الموقوفين بمصير بيطار، لا سيما وأننا في ظل حكومة تصريف أعمال وتعثر تأليف حكومة جديدة وربما الى فراغ رئاسي قد يطول ويؤجل معه البت بملف الموقوفين الى العام المقبل.

 

وكان بوصعب أشار الى أن «حل العرقلة بملف انفجار المرفأ يكون بتشكيل الهيئة العامة في المجلس الاعلى للقضاء».

ولليوم الثاني على التوالي استمر إضراب الموظفين في هيئة أوجيرو ما تسبب بأعطال كبيرة في شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة أثرت على النشاط الاقتصادي وأعمال المواطنين اليومية بعدما فقدوا الإرسال والانترنت عن هواتفهم في عدد من المناطق.

وحضرت أزمة اوجيرو على طاولة اجتماعات ميقاتي الذي استقبل وزير الاتصالات جوني القرم، وبعده، استقبل وفد نقابة موظفي اوجيرو وبحضور رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر. وفي انتظار نتائج الجهود الرسمية المبذولة لحثّ الموظفين على فك الإضراب، قال القرم في حديث متلفز:

«كانت هناك إيجابية في التعاطي مع ملف الاتصالات، وفي مقارنة بين اليوم والأمس يمكن القول إنّ اليوم أفضل بكثير»، وأضاف: «موظّفو أوجيرو أبدوا إيجابية كبيرة ولكن موضوع الإضراب ككلّ لم يُحَلّ إلا أنّه سيكون لدينا اجتماع للمتابعة». وأوضح أن «الخلاف على الحدّ الأدنى للأجور لا يزال موجوداً وننتظر الرأي القانوني للالتزام به». وأشار إلى أن من المفترض أن يكون لدينا حسّ وطني للتفريق بين ما يجب أن نقوم به وما يجب ألا نقوم به، وأتمنّى على الجميع أن يتصرّف بما يخدم المواطن».

وكان إرسال شبكة الفا تعطّل لبعض الوقت. وأوضحت الشركة في بيان «أن خدمة الإنترنت عادت الى طبيعتها بعد توقف قسري بسبب أعطال على شبكة أوجيرو».

وكشف طلال أبو غزالة في هذا السياق أنه وقع اتفاقاً مع رئيس الحكومة اللبنانية لمحو الأمية الرقمية والتحول الرقمي في لبنان، واتفاق آخر مع الجامعة اللبنانية حيث تم إنشاء محطات معرفة في الجامعة بعدد من فروعها في الحدث والفنار وطرابلس.

وسجل سعر صفيحة البنزين والمازوت ارتفاعاً اضافياً بعدما خفض مصرف لبنان نسبة الدعم على البنزين الى 20 في المئة فقط على منصة صيرفة، وفيما استقر سعر الغاز، أعلن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «المحطات ستُقفل أبوابها لأنّ لا تفاهم حتى الساعة مع وزير الطاقة والمديرية العامة للنفط بالنسبة لجعالة أصحاب المحطات لأنهم يتكبّدون خسائر كبيرة».

وفي سياق ذلك، طالب عدد من أصحاب المولدات الخاصة وزارة الطاقة بوضع خطة تمكنها من تسليمنا مادة المازوت بالعملة الوطنية وبالأخص أنها تصدرها بالليرة اللبنانية وهي تشهد تغيّراً لسعرها يومياً على المحطات.

****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

باسيل يفتح النار ولا يحرق الجسور

 

ردّ النائب جبران باسيل، أمس، على الحملة التي شنت ضد التيار الوطني الحر وضده وضد الرئيس ميشال عون، وشن هجوماً مضاداً استهدف فيه بشكل رئيسي الرئيس نبيه بري وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع. لكن التحذير الأبرز كان موجها إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لناحية أن عدم تشكيل حكومة كاملة المواصفات خلال ما تبقى من ولاية الرئيس عون سيفتح الباب على ما هو أوسع من الفوضى الدستورية، و««الفوضى الدستورية تبرّر الفوضى المقابلة».

 

ومع أن الاتصالات الصباحية حاولت ثني باسيل عن خوض معركة مفتوحة مع الجميع تقريباً – باستثناء حزب الله – إلا أنه غمز من قناة الحزب بما خص موقف الرئيس بري من ملف الحصار الأميركي في ملف الكهرباء، خصوصاً لناحية أن بري كما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس ميقاتي يتحدثون عن أن العائق أمام تسهيل أميركا إقرار عقود استجرار الطاقة من مصر والأردن مرده عدم تشكيل الهيئة الناظمة في قطاع الطاقة في لبنان وهو الأمر الذي لا يزال محل خلافات داخلية.

 

مواقف باسيل أرضت قاعدته الشعبية من دون شك، لكنها فتحت باب المواجهات مع الآخرين على مستويات عدة:

– في الملف الرئاسي بدا باسيل أقرب إلى تفاهم وطني على رئيس جديد ما يعني أنه يقطع الطريق على فكرة دعمه ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، وهو موقف يثبت نظرة باسيل إلى فرنجية بوصفه لا يحظى بمواصفات الرئيس المفترض توليه معركة الإنقاذ.

– في الملف الدستوري، سارع باسيل إلى تقديم اجتهاد إضافي بما خص صلاحيات حكومة تصريف الأعمال في حالة الشغور الرئاسي، معتبراً أن كل وزير سيقوم مقام رئيس الجمهورية وليس مجلس الوزراء مجتمعاً. وهذا يعني أن باسيل يقول لخصومه المحليين إنكم في حال اعتقدتم أن خروج الرئيس عون يمنحكم فرصة العمل من دون انتظار توقيعه، فإن الوزراء الذين يمثلونه سيبادرون إلى قرارات وخطوات لا تحتاج إلى موافقة رئيس الحكومة ولا حتى إلى موافقة مجلس الوزراء، ما يعني أن سلاح التوقيع سيظل قائماً.

– في الملف الحكومي ومعركة الصلاحيات التي يرى باسيل أنها تعرض التوافق الوطني لخطر، تقدم باسيل خطوة إلى الأمام مهدداً بانتفاضة ضد أي حكومة غير مكتملة المواصفات تحاول الحلول مكان رئيس الجمهورية في حالة عدم انتخاب رئيس جديد ضمن الموعد الدستوري المقرر.

– في ملف الترسيم الحدودي مع العدو، تبنى باسيل وجهة نظر المقاومة لناحية تثبيت معادلات غاز مقابل غاز، ملمحاً إلى المعطيات الواردة من أميركا بأن واشنطن وتل أبيب تفضلان تأجيل الترسيم إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وقال باسيل صراحة إن في حال كان الأمر لمعالجة مشكلات إسرائيلية داخلية، وارتبط بوقف عمليات الاستخراج في كل البحر، فإن لبنان سينتظر قليلاً، لكن في حال بادر العدو إلى أي خطوة تستهدف حقوق لبنان فسيكون للبنان موقفه المختلف، ملمحاً إلى دور المقاومة في ردع العدو.

 

عملياً، فتح باسيل المعركة الداخلية الخاصة بكل الملفات بقوة. ومع أنه تجنب السجال المباشر مع خصومه وتفادى الكلام الاستفزازي كالذي قيل بحقه، فإنه فرض عملياً على جدول الأعمال بنداً رئيسياً يفرض أمام اللجوء إلى حوار وطني سريع لمنع المزيد من الانقسامات أو الذهاب إلى فوضى لا أحد يريدها ولا أحد يعرف حجمها.

 

سنعتبر الحكومة مغتصبة سلطة وساقطة دستورياً وميثاقياً وشعبياً ولو اجتمع العالم كله على دعمها

وكان باسيل أكد أن حكومة ميقاتي لا يمكنها استلام سلطات رئيس الجمهورية لأنها «ناقصة الصلاحيات وحكومة فاقدة لشرعية البرلمان الجديد»، مشدداً على «أننا لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وسنعتبر الحكومة عندها مغتصبة سلطة وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً وشعبياً، ولو اجتمع العالم كله على دعمها». وقال: «ما تجرّونا إلى ما لا نريده». واعتبر أن «الحكومة بحال الفراغ، أكان عددها 24 أو 30 أو 4، كل وزير فيها هو رئيس جمهورية. ومن يظن أنه سينتهي من ميشال عون بالرئاسة، سيلاقي أكثر من ميشال عون في الحكومة عندما يأتي الجد. ومن يظن أن عدم تأليف حكومة يمارس الضغط علينا لانتخاب رئيس، يقوم بمفعول عكسي معنا»

 

وشن باسيل هجوماً عنيفاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من دون أن يسميهما واصفاً إياهما بـ«ثنائي الطيونة»، وواصفاً خطاباتهما بـ«الفارغة من أي مضمون سياسي، ولا تحمل سوى الحقد والضغينة والتآمر، ونحن معتادون عليهم. واحد يتجنّب المنظومة ورئيسها، والثاني يتجنّب العمالة ورئيسها، ويذكروننا بجوهر تواطؤ الطيّونة». وحمّل «المجلس الأعلى للقضاء ورئيسه وبعض القضاة مسؤولية وقف سير العدالة في ملف المرفأ، والتوقيف الظالم والاعتباطي لعدد من الموظفين المظلومين»، داعياً إلى «إنهاء التحقيق وإصدار القرار الظني، ووقف غض النظر عن أمرين: تجارة الأمونيوم ومن المستفيد منها والعمل التخريبي المحتمل ومن قام به. ولا يجوز الاكتفاء بالتقصير الوظيفي الذي أصبح كيداً سياسياً يطاول فئات سياسية محدّدة»، ملوّحاً باللجوء إلى «قضاء غير لبناني».

*****************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

القطاعات تتهاوى تباعاً… وسط مبارزات العقم!

 

تواصلت جولات المبارزات الكلامية والردود اللاذعة والحادة التي طبعت انطلاقة المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ أسبوع من غير ان ترسم هذه الجولات أي افق واضح بعد لمعالم محددة للمعركة الرئاسية، وكان اخر فصول هذه المبارزات في “الرد الدائري” الحاد لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل امس على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس حزب “القوات ال#لبنانية ” سمير جعجع في المواقف التي اعلنوها أخيرا من العهد والوضع الحكومي. واذا كان مجمل هذا المشهد لم يعد يشكل تطورا سياسيا جادا وجديدا، نظرا الى اقتصار كل هذه السجالات على تصفية حسابات متوقعة بين العهد وخصومه، قبيل جلاء الغبار عن الخط البياني الذي يفترض ان يسلكه الاستحقاق الرئاسي والسباق الى قصر بعبدا قبل نهاية تشرين الأول المقبل، فان الأخطر في تطورات الواقع الداخلي هو مشهد تساقط تتابعي ومتعاقب الحلقات للقطاعات الحيوية في البلاد على نحو ينذر بتسريع الخطى نحو اخر متاهات الانهيار في المهلة الفاصلة عن انتخاب رئيس الجمهورية. ولم يكن احتدام الصراع والسجالات حول الوضع الحكومي أخيرا، ومن ثم اعلان باسيل امس اعتبار حكومة تصريف الاعمال حكومة غير شرعية بعد انتهاء العهد الحالي وفي حال حصول الفراغ، سوى تمهيد بالغ الخطورة لاستعادة حقبات الانقسام الوطني حول اشكالات يراد لها ان تكتسب الطابع الدستوري، ولو ان واقع تولي الحكومة الحالية المسؤولية التنفيذية مكان رئيس الجمهورية هو واقع مبتوت دستوريا. ولكن الجديد الذي واكب تصاعد الصراع السياسي تمثل في اجراء مفاجئ غير مبرر تماما بعد، يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عبر الموافقة على تعيين محقق رديف للمحقق العدلي المعلقة مهماته. هذه الخطوة اضفت بغموضها المريب أجواء أخرى من الريبة والشكوك حيال ما يحصل في المرحلة الانتقالية الراهنة على مستويات مختلفة، وكان البلاد دخلت في متاهات تفلت مؤسساتي وتصفية حسابات تنذر بخطورة عالية وسط الهرولة الى متاهات سقوط القطاعات تباعا.


 

في هذا السياق بدا لبنان امس امام اخطر تهديد للدورة الإنتاجية في ظل التعطيل شبه الشامل لقطاع الاتصالات والانترنت والتخبط الحاصل في معالجة اضراب موظفي هيئة اوجيرو وانعكاس الاضراب على مجمل حركة الاتصالات والانترنت. ولم تظهر حتى ساعات الليل رغم كل الجهود والاجتماعات المتلاحقة بوادر احتواء لهذه الازمة التي لا تزال تنذر بمزيد من التفاقم والارتدادات السلبية على معظم القطاعات والمناطق اللبنانية.

 

 

#أزمة الاتصالات

والحال ان اضراب موظفي اوجيرو تصدر المشهد متقدما السياسة، بعد ان تسبب اعتكافهم باعطال كبيرة في شبكة الاتصالات الخليوية والثابتة أثرت على يوميات المواطنين وقد فقدوا الارسال والانترنت عن هواتفهم، وهما ضروريان واكثر، في كل تفاصيل حياتهم. وفي اطار الجهود التي بذلت لمعالجة الازمة اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الاتصالات جوني القرم، وبعده، استقبل وفد نقابة موظفي اوجيرو والاتحاد العمالي العام. وإذ أكد القرم أنه “كانت هناك إيجابية في التعامل مع ملف الاتصالات، وفي مقارنة بين اليوم والأمس يمكن القول إنّ اليوم أفضل بكثير”، اعلن رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر الاتفاق على معالجة حقوق المستخدمين والمياومين في #أوجيرو،”لأن هذه الحقوق حصل عليها مَن يتبع قانون العمل والقطاع العام، وهي عبارة عن اربعة مراسيم. واتفقنا على أصدار هذه المراسيم، ورصد الاعتمادات اللازمة لها، ضمن إطار من الإيجابية المطلقة أبدتها النقابة ودولة رئيس مجلس الوزراء ووزير الإتصالات، لذلك، نحن في هذا الوقت بالذات ندعو الى التطبيق السريع، واستصدار هذه المراسيم وتطبيق مفاعيلها المالية فورا”. وأوضح ان نقابة أوجيرو دعت الى اجتماع طارىء فوري مساء في المؤسسة “لنقل هذه الأجواء الإيجابية والتصرف وفق مضمونها”.

 

ولكن مصادر نقابية أبلغت “النهار” مساء ان اجتماع نقابة موظفي اوجيرو مع رئيس الحكومة والوزير القرم كان سلبيا ومتوترا ولم يصل الى نتائج تستجيب لمطالب الموظفين بما يرجح الاتجاه الى التصعيد .


 

ترافق ذلك مع تطور مقلق تمثل في تعطل ارسال شبكة “الفا” صباحا. وبعد الظهر، اعلنت الشركة أن خدمة الإنترنت عادت الى طبيعتها “بعد توقف قسري بسبب أعطال على شبكة أوجيرو”.


 

وفي سياق اخر سجلت أسعار المحروقات مزيدا من الارتفاع اذ ارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 اوكتان 6000 ليرة، والمازوت 8000 ليرة، فيما استقر سعر الغاز.

وسط هذه الأجواء عقد اجتماع في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي استمر زهاء نصف ساعة جرى خلاله عرض للاوضاع العامة لا سيما موضوع الموازنة العامة وشؤون تشريعية .واكتفى ميقاتي بعد اللقاء بالقول “التقيت الرئيس بري وتناول البحث موضوع الموازنة العامة وامكانية أن تكون أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل” .

 

 

رد باسيل

وفي غضون ذلك فتح النائب باسيل ملف النظام ضمن رده على المواقف الأخيرة لبري وميقاتي وجعجع، فاعتبر ان “نظامنا الحالي هو مصدر ضعف لوحدة لبنان ولقيام الدولة ويولد المشاكل لا الحلول، ونحن نملك مشروعا مكتوبا نطرحه للنقاش، وهو يولد الحلول، وللأسف نعيش اليوم في نظام “ما خلونا” ونريد ان ننتقل منه لنظام “يخلينا”. ورأس هذا النظام والمنظومة المتحكمة فيه، يمارسون سياسة الـ”ما خلونا”، وبدلا من أن يخجلوا، يرمون ما فيهم علينا بكل وقاحة”. واعتبر أن “المنظومة كلها متفقة على عدم اقرار الكابيتال كونترول لأنها مازالت لليوم تهرب الأموال للخارج وتعتبر الأمر شرعيا لأن لا قانون يمنع ذلك، وغدا يقولون بأن التيار لا يريد الكابيتال كونترول”. وبالنسبة لموضوع الحكومة رد على رئيس الحكومة المكلف “الذي أعلن سابقا أنه يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية بظل الفراغ، ونكرر أنها حكومة ناقصة الصلاحيات وحكومة فاقدة لشرعية البرلمان الجديد، ولن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وسنعتبر الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسيا ودستوريا وميثاقيا وشعبيا، ولو اجتمع معها من اجتمع، ولو اجتمع العالم كله على دعمها ضدنا وسنعتبرها غير شرعية “ما تجرونا الى ما لا نريده”، وليتفضل رئيس الحكومة لتأليف حكومة بحسب الأصول بالشراكة مع رئيس الجمهورية، وليس بالفرض او بالفتات، فتاريخ ميشال عون لا يمحى بشهرين”. وقال: “الفلتان المالي بإدارة المصرف المركزي، وتزوير البيانات المالية، وتحويل عمليات شراء وبيع أسهم بمصارف وتمويل رئيس حكومة وسياسيين لذلك كذلك تعطيل الهيئة العامة للتمييز ومنع قضاة من إصدار أحكام في المرفأ، هذه كلّها جرائم ضد الانسانية، ويحاكمون عليها”. وفي رده على بري قال: “من يطالب برئيس يجمع، عليه أن يكون هو يجمع أولاً، ولو كان فعلاً صادق بفكرة الجمع لما رضي بأن يُنتخب هو بـ 65 نائبا ومن دون حيثية مسيحية. فاقد الشيء لا يعطيه، ولا حتى يطلبه او ينصح به”. وأضاف:”نحن لسنا بنظام رئاسي صحيح، نحنا في نظام برلماني، ولكن لا نقبل ان نكون بنظام مجلسي، وبرفع الايدي، نريد نظاما برلمانيا برفع الرؤوس”.

 

وتابع :”يلّي بيتمتع فقط بشرعية سنية او شيعية، ما يتفلسف على العالم بالشرعية الوطنية، وهو كل هدفه الاتيان برئيس ضعيف ويرجع للـ 90 ليقدر يمسك ويحكم، ونرجع للترويكا الواقفة على ركيزتين مع اجر كرسي مسيحية”.


 

وردًا على جعجع، قال باسيل: “بدّو الواحد يكون فايت بالتاريخ ليقدر يطلّع العالم منه، وبدّو واحد يكون تاريخه غير قتل اطفال ورؤساء حكومات وزعماء ورجال دين واقارب ومقاتلين شرفاء وغير عمالة وقبض اموال عليها من الخارج ليقدر يحكي عن التاريخ . ميشال عون ما رح يطلع من التاريخ، ولا من الجغرافيا باستمراره فينا، ولا من قلوب الناس ولا من العقد النفسية المريضة”.

 

 

محقق رديف!

وسط هذه الأجواء وافق مجلس القضاء الأعلى امس على مبدأ تعيين قاضي تحقيق رديف في ملف انفجار المرفأ . وأفادت مصادر قضائية ان مجلس القضاء الأعلى وافق على هذا الاجراء على ان يقترح وزير العدل هنري خوري اسم القاضي تمهيدا لابداء مجلس القضاء رأيه وذلك الى حين ان يتمكن قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار من وضع يده على الملف . وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها مثل هذا القرار على ان تقتصر مهمة القاضي الرديف الذي سيتم اقتراحه من وزير العدل على بت طلبات التخلية فحسب . وجاءت موافقة مجلس القضاء الأعلى على هذا الاجراء بناء على اقتراح عاجل من وزير العدل بما اثار الاعتقاد بانه يمهد لاطلاق سراح بدري الضاهر . وأبدت أوساط قضائية خشية من ان يحمل قرار مجلس القضاء الأعلى القاضي بيطار على الاستقالة .

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وفد رئاسي إلى نيويورك لتحضير مشاركة عون في الجمعية العمومية

آخر “سكرات” العهد: تخليص “حزب الله” من القرارات الدولية!


 

بعدما تنكّر لكل عقيدة سيادية، وشريعة تأسيسية، قام ونشأ عليها تياره، من انقلاب مبدأ تحرير لبنان من النظام السوري إلى ارتهان لهذا النظام ومحوره في الداخل والإقليم، والانقلاب على مبادئ “الكتاب البرتقالي” الذي كان بمثابة دستور “التيار الوطني الحر” قبل سحبه من التداول بغية تحوير مبدأ مجابهة سلاح “حزب الله” بوصفه سلاحاً ميليشيوياً غير شرعي كما نصّ “الكتاب”، وتحويله إلى “مبدأ” تغطية هذا السلاح والتحالف العضوي معه… ها هو العهد العوني في آخر أيامه و”سكراته” يسعى إلى شطب القرار الـ1559 من المعادلة الوطنية بعد أن كان العماد ميشال عون يتباهى في بداية أيامه بأنه “أبو الـ1559” وأنه كان وراء التحريض في الكونغرس الأميركي على إصداره.

 

وفي هذا المجال، علمت “نداء الوطن” أنّ فريق العهد وتياره سعى إلى تخليص “حزب الله” من عبء القرارات الدولية قبل انتهاء الولاية العونية، عبر دفع وزارة الخارجية إلى طلب شطب الفقرة التي تشير إلى مرجعية القرارين 1559 و1681 في قرار التمديد لقوات الـ”يونيفيل” بموجب الـ1701، كما شمل الاقتراح اللبناني طلب إلغاء عبارتين في الفقرتين (15 و16) اللتين وردتا في قرار التمديد وتنصان على حرية حركة الـ”يونيفيل” وإدانة أي تقييد لحرية هذه الحركة في جنوب الليطاني.


 

والمفارقة أنّ البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة تبنت بدايةً خلال المداولات الأولية طلب التعديل اللبناني على نص القرار الذي كان يصدر في كل سنة ويشير إلى مرجعية القرارين 1559 و1681، وإلى اتفاق الطائف (كونه يتضمن الفقرة التي تنص على نزع سلاح الميليشيات…) ما أثار حفيظة البعثتين الدبلوماسية البريطانية والأميركية، فانتهى الأمر إلى مبادرة البعثة الإماراتية إلى إعداد صياغة مختلفة عن الاقتراح اللبناني وعادت باريس إلى تبنيها. (تفاصيل ص 2)

 

تزامناً، كشفت مصادر معنية بالتحضيرات الجارية لمشاركة رئيس الجمهورية في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في النصف الثاني من شهر أيلول الجاري، أنّ وفداً رئاسياً توجه إلى نيويورك لاستطلاع إمكانية عقد لقاءات محتملة بين عون وقادة دوليين، مشيرةً إلى أنه لا يوجد قرار نهائي بترؤس رئيس الجمهورية وفد لبنان الرسمي إلى الجمعية العمومية، وفي حال قيامه بذلك فستكون مشاركته على رأس “وفد مصغر جداً”.

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط  

لبنان ينتظر أجوبة إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية «قبل الإفراط بالتفاؤل»

«حزب الله» يستبق وصول الوسيط الأميركي برفض «الرد السلبي»

  نذير رضا

تترقب السلطات اللبنانية ما سيحمله الوسيط الأميركي إلى مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل آموس هوكستاين نهاية هذا الأسبوع، لبلورة «موقف مناسب» كما قال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب المكلف بمتابعة الملف الذي كرر أمس أنه «لا يمكننا الإفراط في التفاؤل».

 

ومن المفترض أن يصل هوكستاين إلى بيروت، حاملاً إجابات إسرائيلية للسلطات اللبنانية حول الطرح الذي نقله من بيروت إلى تل أبيب مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي. وكان اللبنانيون اشترطوا الحصول على «حقل قانا» كاملاً الواقع ضمن منطقة جغرافية متعرجة شمال غربي شاطئ حيفا، يمتد من الخط الحدودي رقم 23 الذي يجعل المساحة المتنازع عليها 860 كيلومتراً إضافة إلى كامل حقل لبنان. ويتمسك لبنان بالحصول على كامل تلك المنطقة الجغرافية والثروات الواقعة في باطنها تحت البحر، كما يرفض أي شكل من أشكال تقاسم الثروات مع إسرائيل.


 

وأكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب أن «التواصل مع الوسيط الأميركي مستمر، ومن المتوقع أن يزور لبنان هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن «زيارة هوكستاين إلى لبنان ستسبقها زيارات إلى أوروبا وإسرائيل».

 

وأوضح بو صعب في تصريح له من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون أنه «إذا تمت زيارة الوسيط الأميركي كما هو متوقع، فستكون خطوة إيجابية إضافية باتجاه الحل».

 

وقال بو صعب: «لم تتوقف الاتصالات خلال الأسبوعين الماضيين، رغم كل ما قيل في الإعلام من كلام غير دقيق وفي غير محله، على مثال توقيع اتفاق خلال الأسبوع الفائت أو عمل شركة واحدة لدى الطرفين اللبناني والإسرائيلي أو رفض تام من قبل الإسرائيليين للطرح أو التصور اللبناني خصوصاً بعد اجتماع هوكستاين مع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا. كل هذا الكلام غير دقيق، والاتصالات لا تزال قائمة، وستسبق زيارة هوكستاين إلى بيروت زيارات سيقوم بها إلى عواصم أوروبية وإلى إسرائيل»، وأضاف: «موضوع شركة (توتال) يمكن أن يساعد لبنان في الحل، وسيجري فخامته اتصالات للمساعدة في هذا الأمر، هناك نقاط لا تزال عالقة وتحتاج إلى حلول. لذلك فإن الزيارة المتوقعة لهوكستاين، لا تعني أنها ستحمل الحل النهائي ولكنها ستكون خطوة إيجابية إضافية نحو الحل، ويجب أن نعلم أن هذا الموضوع شائك ومعقد ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح. إن التواصل سيزداد خلال الشهر الحالي، وسيعلو منسوب الاتصالات ونأمل الوصول إلى نتيجة، لا نرغب في الإفراط بالتفاؤل، ولا القول إننا متشائمون. الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ويجب أن نبقي على أمل بانتهاء الملف خلال وقت ليس ببعيد».

 

وأضاف بو صعب أن «شهر سبتمبر (أيلول) الجاري سيكون حاسماً، وإذا تبين أن الإسرائيلي سيبقى على عناده ولا يرغب في الحل، فهناك خيارات أخرى أمام لبنان وأمام هذه الرئاسة تحديداً، لأننا جميعاً حريصون على الحفاظ على الحقوق اللبنانية بشتى الوسائل وبالتوقيت المناسب».

 

وفيما لن يحمل هوكستاين إلى بيروت الصيغة النهائية للحل أو اتفاقاً جاهزاً للتوقيع، بل سينقل الردود الإسرائيلية للمسؤولين اللبنانيين، يتكتم المسؤولون حول تفاصيل المفاوضات والعروض التي يتلقاها لبنان ومجريات المحادثات غير المباشرة التي ترد ضمن جولات هوكستاين المكوكية بين بيروت وتل أبيب، وتحدثت معلومات في بيروت عن أن هوكستاين يتواصل مع جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى صيغة عادلة، ويتواصل مع الفرنسيين للحصول على التزام من شركة «توتال» الفرنسية لبدء أعمال التنقيب والاستخراج بعد إنجاز الاتفاق.

 

وبدا أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على إسرائيل أخيراً، من خلال الانخراط المباشر للرئيس الأميركي جو بايدن على خط المفاوضات، وهو ما يرفع آمال اللبنانيين بقرب التوصل إلى اتفاق يتيح للبنان استئناف المفاوضات غير المباشرة وفق آلية اتفاق الإطار تحت علم الأمم المتحدة وفي مركزها في الناقورة في جنوب لبنان، وبوساطة وتسهيل أميركيين، كما يتيح لشركي «توتال» و«إيني» استئناف أعمال التنقيب في المياه الاقتصادية اللبنانية، وهي التي توقفت منذ ربيع 2021.

 

ودخل «حزب الله» منذ شهر يوليو (تموز) الماضي على خط المفاوضات، عبر تسيير مسيرات غير مسلحة فوق حقل كاريش الذي تسعى تل أبيب لإنتاج الغاز منه في خريف العام الحالي، ولوح باستخدام القوة في حال منع لبنان من التنقيب عن ثرواته، حيث أعلن أنه لن يسمح بإنتاج إسرائيل للغاز من كاريش، من غير السماح للبنان بالتنقيب عن ثرواته.

 

وقالت مصادر مواكبة لمواقف «حزب الله» إن الحزب ينتظر الجواب الذي سيحمله هوكستاين في الأسبوع المقبل إلى بيروت، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في حال قبلت الحكومة اللبنانية بالجواب، وسارت الأمور في اتجاه صحيح يرضي لبنان، فسيكون ذلك جيداً» خصوصاً بعد إرجاء تل أبيب لنشاط الإنتاج في حقل كاريش، أما «في حال رفضت الحكومة اللبنانية ما يحمله هوكستاين، فسيكون للحزب موقف»، هو بمثابة تحرك أو إجراء، من غير تحديد طبيعته.

 

ويؤكد الحزب أن المهلة «غير مفتوحة»، وكان أمينه العام حسن نصر الله قال إن الإسرائيليين يسعون لإنتاج الغاز في سبتمبر الحالي، كما يبدأ الشتاء في أوروبا في أيلول، ما يعني أن لبنان سيخسر الفرصة إذا لم يحصل على حقوقه قبل نهاية سبتمبر. كما طالب في يونيو (حزيران) الماضي بـ«الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن استخراج النفط والغاز في لبنان». وشدد على أن «الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش، ووقف النشاط الذي سيبدأه، أو قد يكون بدأه»، مؤكداً أن «كل يوم تأخير سيُسجَل فيه ضياع ثروة الشعب اللبناني وماله».

 

ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة، وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما.

 

وكانت مفاوضات «غير مباشرة» انطلقت بين بيروت وتل أبيب في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، برعاية الأمم المتحدة، بهدف ترسيم الحدود بين الجانبين، حيث عُقدت 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو (أيار) 2021.

 

******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية  

باسيل لا يعترف بحكومة التصريف .. وهوكشتاين «يُكزدر» للتوضيح والإستيضاح

 

على وقع انتظار وصول الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين وفي ظل استمرار الجمود في ملف التأليف الحكومي، فَجّرها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على كل الجبهات وفي كل الاتجاهات ولم يستثن احداً «الّا ما رحم ربي»، ما دلّ على مدى التعقيد الذي وصلت اليه الاستحقاقات الماثلة من تأليف الحكومة الى انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وما بينهما المجلس النيابي، الامر الذي يُنذر في ان الايام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات السلبية داخلياً، والتي ستنعكس مزيداً من الضغوط على الواقعين الاقتصادي والمالي تترجم مزيداً من التدهور في الاوضاع المعيشية للبنانيين تحت وطأة انهيار القدرة الشرائية للعملة الوطنية.

وقالت مصادر معنية بالتأليف الحكومي لـ«الجمهورية» ان «باسيل بما ذهب اليه من مواقف بَدا وكأنه نصّب نفسه مرجعية وصية على كل شيء تأمر في البلد وتنهي كما تريد، فيما هو لا صفة له سوى انه نائب في البرلمان ورئيس حزب سياسي هو «التيار الوطني الحر»، أللهم الا اذا كان يتصرف وكأنه رئيس الظل للبلاد في وجود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لم يصل به الامر يوماً الى مهاجمة اي فريق سياسي بهذه الحدّة التي طبعت مواقف باسيل». واكدت هذه المصادر «ان الدستور واضح في نصوصه لجهة تحديد الجهة التي تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال حصول الفراغ الرئاسي وهو ان الحكومة تتولى هذه الصلاحيات الى حين انتخاب رئيس جديد، ولم يحدد الدستور إن كانت حكومة تصريف اعمال او حكومة اصيلة، علماً ان ليس هناك أي شيء اسمه فراغ في انظمة الدول الديموقراطية وانما هناك حرص على استمرار العمل في المرفق العام اياً كانت وضعية المؤسسات التي تتولى هذه المسؤولية مستقيلة او غير مستقيلة». وسألت هذه المصادر: «بأي حق يهدد باسيل بأنه سيعتبر حكومة تصريف الاعمال «مغتصبة للسلطة» في حال تولّت صلاحيات رئاسة الجمهورية، ومَن نَصّبه ولياً على الدستور حتى يفسره كما يشاء حتى يعتبر هذه الحكومة «فاقدة للشرعية وساقطة مجلسياً ودستورياً وشعبياً». واكدت «ان الرئيس المكلف جاد بكل قوة في العمل على تأليف الحكومة وبادرَ إثر انتهاء مشاوراته النيابية الى تقديم تشكيلة وزارية لرئيس الجمهورية، ومنذ ذلك الحين فإن ما يمنع توافق الرئيس والرئيس المكلف على التشكيلة الحكومية العتيدة هي تدخلات باسيل في هذا الشأن الذي لا صلاحية له فيه، فهو فريق سياسي يكون له تمثيله في هذه الحكومة اذا شاء ولكنه لا يستطيع ان يفرض هذا التمثيل وفق شروطه على الرئيس المكلف الذي له ايضا صلاحية قبول هذا التمثيل من عدمه، وحتى انه لا يستطيع فرض هذا التمثيل على رئيس الجمهورية الذي يوقّع والرئيس المكلف مراسيم تأليف الحكومة». كذلك سألت المصادر المعنية بالتأليف: «هل ان باسيل يهدد بانقلاب على الدستور عندما يقول: «من يظن انه سينتهي من ميشال عون بالرئاسة فإنه سيلاقي اكثر من ميشال عون في الحكومة عندما يأتي الجد «شو ما كانت الحكومة وكيف ما كانت؟». وقالت: «ان هذا الكلام يخالف الدستور والنظام، ويفتئت على صلاحية المرجعية المختصة بتأليف الحكومة». وقالت: «من قال ان عدم تأليف الحكومة هو للضغط لانتخاب رئيس»، واكدت «ان هذا الكلام مردود الى قائله الذي عليه قبل الآخرين المبادرة الى تسهيل تأليف الحكومة لا الدفع الى تعطيل الدستور بتهديده بالقول «ما تجرّونا الى ما لا نريده».

هجوم باسيلي ثلاثي وكان باسيل قد دعا خلال مؤتمر صحافي أمس الى «حوار وطني ينتج عنه مشروع وطني جامع لتطوير النظام اللبناني»، وقال: «رئيس الحكومة المكلف أعلن سابقا، ومبارح أعلنها صراحةً، أنه يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل الفراغ، ونكرر أن حكومة ناقصة الصلاحيات وحكومة فاقدة لشرعية البرلمان الجديد، ونحن لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وسنعتبر الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسيا ودستوريا وميثاقيا وشعبيا، ولو اجتمع معها من اجتمع، ولو اجتمع العالم كله على دعمها ضدنا وسنعتبرها غير شرعية، «ما تجرّونا الى ما لا نريده»، وليتفضّل رئيس الحكومة لتأليف حكومة بحسب الأصول بالشراكة مع رئيس الجمهورية، وليس بالفرض او بالفتات، فتاريخ ميشال عون لن يُمحى بشهرين». وأضاف: «الحكومة في حال الفراغ، اكان عددها 24 او 30 او 4، كلّ وزير فيها هو رئيس جمهورية، هذا الدستور وواقع الممارسة. ومن يظن أنه سينتهي من ميشال عون بالرئاسة، سيلاقي أكثر من ميشال عون بالحكومة عندما يأتي الجد، «شو ما كانت وكيف ما كانت» الحكومة، ومن يظن أن عدم تأليف حكومة يمارس الضغط علينا لانتخاب رئيس، يقوم بمفعول عكسي معنا! لأننا أعلنّا اننا لا نريد الفراغ». وشدد على انه «من الضروري أن نؤلف حكومة وننتخب رئيس جمهورية بهذين الشهرين و»يطلع رئيس الجمهورية بكرامة بـ 31 تشرين»، وننتقل لحوار وطني نطرح فيه موقع لبنان ونظامه والنموذج الاقتصادي والمالي الحر والمنتج». وقال باسيل: «الرئيس الماروني يجب ان يكون عنده أولاً حيثية تمثيلية مسيحية وينطلق منها للحصول على الحيثية الاسلامية وليس كما يريده البعض المُتباكي على اهمية الدور المسيحي بحيثية اسلامية مسقطة عليه من دون ان يمتلكها، وان يكون عاريا من التمثيل المسيحي». وصوّب باسيل على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فقال: «سلامة شاري نص البلد من سياسيين وصحافيين وقضاة، وما حدا بيجيب سيرتو لأنه قابض منه، وهوي يلّي بيموّل حملات ضدّنا لأننا عم نفضحه. بس مش قادر يشتري القضاء بأوروبا، وكل يوم عم تبيّن له وقائع وارقام مخيفة بالخارج». ولفت إلى أنّ «القضاء الأوروبي يُرسل طلبات ومعلومات للقضاء اللبناني المتفرّج، ألا يستحي قضاؤنا ألاّ يتحرّك؟! يتحرّك فقط لحقّه بمعاش كريم هيدا حقّك أيّها القاضي خذه بالهيبة وليس بالترجّي». وردًا على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قال باسيل: «بدّو الواحد يكون فايت بالتاريخ ليقدر يطَلّع العالم منو، وبدّو واحد يكون تاريخه غير قتل اطفال ورؤساء حكومات وزعماء ورجال دين واقارب ومقاتلين شرفاء وغير عمالة وقبض اموال عليها من الخارج ليقدر يحكي عن التاريخ». وأضاف: «ميشال عون ما رح يطلع من التاريخ، ولا من الجغرافيا باستمرارو فينا، ولا من قلوب الناس.. ولا من العقد النفسية المريضة، ورح يبقى ساكن بِكِل هول». ورد باسيل على رئيس مجلس النواب من دون ان يسمّيه فقال: «من يطالب برئيس يجمع عليه أن يكون هو يجمع أولاً، ولو فعلاً صادق بفكرة الجمع لما رضي بأن يُنتخب هو بـ 65 نائباً ومن دون حيثية مسيحية، فاقد الشيء لا يعطيه، ولا حتى يطلبه او ينصح به». وأضاف: «نحنا مش بنظام رئاسي صحيح، نحنا بنظام برلماني، ولكن ما منقبل نكون بنظام مجلسي وبرفع الايدي، بدنا نظام برلماني برفع الرؤوس».

لا ردود الى ذلك، كان لافتاً تَجَاهُل نواب حركة «امل» وقناة «ان بي ان» مواقف باسيل في مؤتمره الصحافي ولم يردوا عليها، ما يؤشر إلى ان هناك قراراً لدى بري بعدم الرد على باسيل، فيما قالت اوساط سياسية لـ»الجمهورية» انها لا تستبعد ان يكون «حزب الله» في صدد الدخول على الخط لمحاولة احتواء التوتر المتصاعد بين عين التينة من جهة وقصر بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة أخرى. وفي سياق متصل قال مرجع سياسي لـ»الجمهورية» ان خطاب جعجع الأخير «ينطوي على خطورة لأنه حملَ مَنحى تقسيميا وفتنويا وخرج عن حدود الخلاف السياسي المشروع».

بري وميقاتي وكان بري قد التقى ميقاتي امس وعرضا في اللقاء الذي دام نصف ساعة للاوضاع عموما ولا سيما منها لموضوع الموازنة العامة لسنة 2022، اضافة الى شؤون تشريعية. واكتفى ميقاتي بالقول بعد اللقاء: «تناول البحث موضوع الموازنة العامة وامكانية أن تكون أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل».

الترسيم و»الكزدرة» وعشية العودة المرتقبة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في موعد أقصاه يوم الجمعة إن لم يكن غداً، نُقل عن مرجع سياسي توقّعه انّ هوكشتاين «آت الى لبنان في زيارته المقبلة لـ»الكزدرة»، وبالتالي هي ليست الزيارة الحاسمة». ورجّح المرجع نفسه ان لا يُنجز الاتفاق النووي مع إيران قبل الانتخابات الفصلية الأميركية. في اي حال ينتظر الرؤساء الثلاثة وصول هوكشتاين ليل الجمعة حيث يتوقع ان تستمر زيارته لساعات يلتقيهم خلالها كلّ على حدة في حضورالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وباتت المعطيات مؤكدة ان الوسيط الاميركي لا يحمل مسودة اتفاق خطية او جوابا واضحا من اسرائيل، إنما ليوضح بعض النقاط التي بحثها مع الجانب الاسرائيلي ويستوضح اخرى من الجانب اللبناني. وعلمت «الجمهورية» من مصادر متابعة انّ لبنان سيستمع الى هوكشتاين لكنه ليس في وارد ان يزيح قيد أنملة عن موقفه بما خصّ الترسيم، او يتنازل عن ميل واحد من الحدود التي رسمها لحقوقه المائية والنفطية . وعما اذا كان الاميركي يشتري وقت في زيارة هوكشتاين حتى لا يترك المجال لـ»حزب الله» ان يقوم بأي خطوة تهديدية تجاه اسرائيل، قالت المصادر: «لا يمكن التكهن بالنيات الاميركية ونحن غير معنيين بها الا لجهة المساعدة في انجاز الملف، مع العلم ان مفاوضات كهذه وفي المخاض الاخير ليست سهلة كما يعتقد البعض وتحتاج الى أخذ ورَد، ويوم الجمعة لناظره قريب». وسألت «الجمهورية» وزير الطاقة وليد فياض اذا كان له موعد مع هوكشتاين؟ فقال ممازحاً: «لا اعلم اذا كان سيلتقيني بعد ان رميت الحجارة على الحدود الجنوبية في اتجاه اسرائيل».

فكرة واضحة وفي رواية أخرى، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» ان مجموعة السيناريوهات التي تسرّبت من اسرائيل وما جاء في تقارير إعلامية دولية أخرى ألقت بظلالها على مهمته، وهو ما يستدعي انتظار عودته شخصيا الى بيروت للوقوف على ما انجزته اتصالاته وجولاته الاخيرة التي حملته الى اكثر من عاصمة أوروبية وخليجية. وان اقتصر البحث حول ما هو معلن من زياراته – قالت المصادر – انه لا بد من ان يكون في نهاية جولاته الاخيرة قد كَوّن فكرة واضحة عما يمكن أن يحققه في المرحلة الراهنة. فهو وكما اعلن وتسرّبَ حول زياراته، زار قبل ان يعود الى بيروت كلّاً من اثينا وباريس حيث كانت له لقاءات مع شركة «اينرجين باور» اليونانية ومقرها في اليونان وهي التي تمتلك «منصة كاريش»، وباريس حيث مقر شركة «توتال اينيرجين» قبل ان يزور قطر في مسعى يقود الى ضَم «الشركة الوطنية القطرية» للنفط والغاز لتكون الطرف الثالث البديل من شركة «نوفاتيك» الروسية التي خرجت من «الكونسورتيوم الثلاثي» الذي يدير القطاع النفطي في لبنان الى جانب «توتال» الفرنسية و»ايني» الايطالية. وعليه، قالت المصادر إن الحديث الذي تردّد عن لقاء موسّع في بعبدا يَضم الى جانب رئيس الجمهورية رئيس المجلس النيابي والحكومة ليس مطروحاً، وأن الربط بين مثل هذا اللقاء و»نظرية» الموقف اللبناني الموحد قد تجاوز هذه الشكليات، وانّ لبنان ينتظر موقف اسرائيل النهائي من الطرح اللبناني. ورفضت المصادر التعليق على اي سيناريو او رواية تتصل بمهمة هوكشتاين قبل ان يقول ما لديه.

الاتجاه الصحيح في غضون ذلك وفي انتظار وصول هوكشتاين قال نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب المكلف رئاسياً متابعة هذا الملف بعد زيارته عون وبري أمس انّ هوكشتاين «سيزور لبنان نهاية الأسبوع الحالي، من دون ان يعني ذلك ان الزيارة ستحمل الحل النهائي ولكنها ستكون خطوة إيجابية إضافية نحو الحل، ويجب ان نعلم ان هذا الموضوع شائك ومعقد ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح». واضاف: «ان شهر أيلول سيكون حاسماً، واذا تبين ان الإسرائيلي سيبقى على عناده ولا يرغب في الحل، فهناك خيارات أخرى امام لبنان وامام هذه الرئاسة تحديداً، لأننا جميعاً حُرصاء على الحفاظ على الحقوق اللبنانية بشتى الوسائل وبالتوقيت المناسب».

نزاعات وفذلكات وفي المواقف السياسية اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكية الثامن والعشرين الذي انعقد في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات في غزير عن «الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الدينامية الجماعية»، الى «انّ ورشة الاصلاح في المناهج التربوية يجب ان تكون بعيدة عن التمثيل الحزبي والسياسي». وقال: «يكفينا أنّ النزاعات الحزبية والسياسية أفسدت الإدارة في الدولة، وعطّلت القضاء وفكفكت أوصال الجمهوريّة. وآخر مظهر لهذا التدخّل الحزبي والسياسي الهدّام نراه في عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيّات لكي تمارس سلطتها الإجرائيّة، وفي فذلكات إدارة الشغور الرئاسيّ، وكأنّه أمر حاصل. والكلّ يناقض كلّيّاً الدستور، الموضوع جانبًا والمخالف يوميًّا، تأمينًا للمصالح الشخصيّة والفئويّة».

قاض للمرفأ قضائياً وافق مجلس القضاء الأعلى على تعيين قاضي تحقيق في ملف انفجار المرفأ الى حين تمكّن القاضي الأصيل طارق البيطار من وضع يده على الملف. وقد استند المجلس في هذا التعيين الى كتاب تلقّاه من وزير العدل هنري الخوري مساء امس الاول طلبَ فيه تعيين قاضي تحقيق ليبتّ بالأمور الملحة والضرورية في ملف المرفأ الى حين تمكين القاضي الأصيل من وضع يده على الملف.

الفيول الايراني من جهة ثانية علمت «الجمهورية» ان الهبة الايرانية لتزويد لبنان الفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان بدأت تأخذ طريقها الى القبول، اذ كلّف رئيس حكومة تصريف الاعمال وزير الطاقة إعداد وفد تقني سيتوجّه الى طهران قريباً ليناقش الامر مع المسؤولين الايرانييين، خصوصاً ان جواب السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني حول مواصفات الفيول لرئيس الحكومة كان ايجابياً، وقد تعهدت ايران تقديم هبة تتوافق تماماً مع المواصفات التي يطلبها لبنان.

 

****************************

افتتاحية صحيفة اللواء  

باسيل يُهدِّد «بالفوضى الدستورية» والكرة في ملعب حزب الله

الخارجية الأميركية: لا زيارة لهوكشتاين حالياً و«همروجة عونية» في قصر العدل لإطلاق ضاهر

 

من على منصة «حوار مقطوع» يصلي بعض التيارات والكتل لبعضهم البعض، وكأن الواقعة واقعة، عندما يحين الوقت، في ظل تباعد غير مسبوق، عزز رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عمقه، لا سيما مع عين التينة والرئيس نبيه بري وحركة أمل، ومع معراب ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والفريق النيابي والكنسي المؤيد له في طروحاته المتباينة عن طروحات الفريق المسيحي الذي يمثله باسيل، متكلاً على علاقة التحالف الثابتة مع «حزب الله» لغاية تاريخه.

برز النائب باسيل امس ليس كوارث سياسي وحسب للرئيس العماد ميشال عون، بل على دأبه، في ركوب المركب الخشن، فبّرر البحث عن «دستورية مسيحية» مرتدية ثوب الفوضى بمقابل «فوضى دستورية» متمثلة بملء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة الشغور الرئاسي، اذا لم ينتخب رئيس للجمهورية لغاية 31 ت1 2022، مع عزم الرئيس عون على مغادرة قصر بعبدا عند الساعة صفر من اول ت2.

اعلن باسيل انه «لن يتم الاعتراف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية»، وقال: «سنعتبر الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً وشعبياً، ولو اجتمع معها من اجتمع ولو اجتمع العالم كله على دعمها ضدّنا».

ولم يكتفِ باسيل بهذا السقف العالي من اطلاق الاحكام، فالحكومة التي تدير البلد الآن سيعتبرها بعد اسابيع فاقدة للشرعية ومغتصبة سلطة، وسلخ عنها الشرعية النيابية، وحتى الدستورية والميثاقية (بالسعي الى سحب الوزراء المسيحيين المحسوبين على التيار منها)، بل ذهب الى ابعد من ذلك بكثير، فقال: الفراغ لا يملأه الفراغ، والفوضى الدستورية تبرر فوضى دستورية مقابلة، مشيراً الى اننا «نحنُ أعلنّا أننا لا نريدُ الفراغ ويجب أن نمارس الضغط على بعضنا للاتفاق على رئيس وتأليف حكومة لا يمنع ذلك. الرئيس الماروني يجب ان يكون عنده اولاً حيثية تمثيلية مسيحية وينطلق منها للحصول على الحيثية الاسلامية وليس كما يريده البعض المتباكي على اهمية الدور المسيحي بحيثية اسلامية مسقطة عليه دون ان يمتلكها وان يكون عارياً من التمثيل المسيحي».

وغمز باسل من قناة بري قائلاً: «البعض يريد ان يسقط على رئيس الجمهورية حيثية اسلامية، من دون ان يكون لديه حيثية مسيحية، ولا نقبل ان نعيش بنظام مجلسي برفع الايدي، نقبل فقط بنظام برلماني نرفع رأسنا فيه».

وتطرق باسيل إلى الخطابات الأخيرة التي استهدفته، فقال رداً على الرئيس بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون تسميتهما: «للحقيقة لم نُفاجأ بخطابات الأيّام الماضية الفارغة من أي مضمون سياسي والتي لا تحمل إلّا الحقد والتآمر. لن أردّ على كذبهم الفاقع فالأوّل لا يعلم عدد كتلته وكتل غيره ويريد أن يصنع من نفسه صاحب الكتلة الأكبر والثاني يا سيّد حسن حمّل الهيئة الناظمة مسؤولية انهيار قطاع الكهرباء لا الحصار ولا مصر ولا الأردن ولا هبة إيرانية ولا وزارة مال».

وأشار باسيل الى أن، «كلّ المنظومة مصرّة على عدم إقرار قانون «الكابيتال كونترول» لأنّ بعض المحظيين يهرّبون أموالهم إلى الخارج ونحن نريد أن نقيل رياض سلامة لكنّ الآخرين يعارضون لأنّهم «قابضين».

ورأى باسيل أن «رأس النظام اللبناني يمارس سياسة «ما خلّونا» فمن تسبب بخسائر بقيمة 22 مليار دولار في الكهرباء وأوقف معمل دير عمار ويحمي المياومين وأصحاب المولدات يسخر منّا».

واضاف: ان «مشروعنا ينطلق من وثيقة الوفاق الوطني ومن دستور الطائف ليس لنقضه بل لتطبيقه وتطويره ومعالجة الثغرات فيه.

ورأى باسيل انه، «يمكن اساس المشكلة بلبنان انّه لا يوجد خلاف على ولادة الدولة وعلى لبنان الكبير، وفي ناس ما كان بدّهم دولة ولليوم ما بدّهم وفي ناس ما بدّهم لبنان كبير ويريده صغيرا».

بعد كل ذلك، دعا باسيل في خطوة تابعة لكل ما تقدم به إلى «تأليف حكومة وانتخاب رئيس خلال الشهرين الحاليين والانتقال لحوارٍ وطني نطرح فيه موقع لبنان ونظامه والنموذج الاقتصادي والمالي الحر والمنتج»، واعتبر هذا الامر ضرورياً.


والسؤال: ماذا عن سقف المواقف، وكيف يمكن لحزب الله ان يقارب هذا التصعيد، بما في ذلك الموقف من الدعوة للحوار اذا ما اقدم عون على تحديد موعد لمؤتمر او للقاء حوار قبل خروجه من بعبدا..

وحسب مصادر مراقبة فإن حزب الله الذي رمى اليه باسيل كرة الازمة بعد 31 ت1، سيحاول الضغط من اجل اعادة احياء المساعي لتأليف الحكومة او السير بأي مسار آخر.

لكن مصدراً وزارية مقرباً جزم ان لا تأليف للحكومة في ما تبقى من ايام تفصلنا عن نهاية العهد، فإنه اكد ان ترسيم الحدود البحرية هي الاساس، فإن تم الاتفاق على هذا الملف يصبح عندها كل شيء سهلاً، فينتخب رئيس للجمهورية، وتؤلف الحكومة، وتعبد الطريق امام عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

وأكد المصدر انه في نهاية المطاف سترسم الحدود البحرية ويأخذ لبنان حقه من ثروته، معتبراً ان اسرائيل مرغمة على توقيع الاتفاق لانها تعرف ان العكس سيكلفها الكثير من مليارات الدولارات، كون ان كل منصات التنقيب عن النفط والغاز هي تحت مرمى صواريخ المقاومة في حال اندلعت اي حرب.

ولفت الى ان الاميركيين يضغطون في اتجاه حل هذه الازمة من منطلق السعي لتأمين الغاز للاتحاد الاوروبي قبل الشتاء المقبل.

ووصفت مصادر سياسية المواقف التي اعلنها باسيل للرد على المواقف الاخيرة لبري وميقاتي وقوله ان حكومة تصريف الأعمال هي التي تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحدده، بانها هزيلة وغير مترابطة، وتعبّر بوضوح عن تخبط وضعف وعزلة سياسية للتيار العوني، قبل ما يقارب الشهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الدستورية وقالت:ان رئيس التيار الوطني الحر لم يستطع أن يبرر فشل العهد الذريع بادارة السلطة، وتدمير مؤسسات الدولة، والكارثة التي اوصل اليها لبنان حاليا، جراء ممارساته العبثية ومعاركه الفراغية، مع معظم الاطراف السياسيين، او ان يبرىء نفسه من مسؤولية تدمير ونهب قطاع الكهرباء، بالرغم من محاولته دق اسفين بالعلاقة بين رئيس المجلس والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ونفض يديه من مسؤولية تعطيل مشاريع استجرار الكهرباء من الأردن من خلال عرقلة تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، والقائها على الحصار الأجنبي المفروض على لبنان واتهام بري بعرقلة مشاريع الكهرباء وتعطيل مسار الدولة، اذا لم تحقق مصالحه الخاصة، في حين انه عمد الى تحميل مسؤولية ماحصل، ليس لخصومه فحسب، بل على الدستور والنظام، مطالبا بتنظيم مؤتمر للحوار بين اللبنانيين لبحث التعديلات المطلوبة من وجهة نظره لاصلاحه.

واشارت المصادر الى ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حاول الاستمرار بلعب دور المقرر الرئاسي للامور، كما كان يفعل طوال السنوات الماضية، متناسيا أن العهد في ايامه الاخيرة، ولم يعد يحسب له الحساب نفسه والدليل على ذلك، انحسار حركة الزوار السياسيين من مختلف الاطياف والتوجهات الى بعبدا وانقطاع الرئيس عن العرب والخارج.والاهم ان باسيل حاول لعب المقرر الاساس بالاستحقاق الرئاسي، من خلال محاولته تحديد مواصفات مغايرة لمواصفات بري وبكركي، واعلانه بأن يكون رئيس الجمهورية المقبل ذا حيثية شعبية وسياسية، رافضا أن يتم اسقاطه من قبل المسلمين.

ولاحظت المصادر ان باسيل مهد للفراغ الرئاسي بالادعاء ان خليفة ميشال عون غيرمتوفر حاليا، ليكرر التهديد او التلويح بخيارات غير دستورية، في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمات رئيس الجمهورية، متجاهلا ان مثل هذه الخيارات غير قابلة للصرف حاليا، بوجود الدستور، والمجلس النيابي، وانحسار التعاطف والتاييد السياسي والشعبي لها، مهما بالغ في حملاته، والاهم عدم الانصياع لشروطه ومطالبه للتحكم بقرارات الحكومة الجديدة اذا تالفت.

 

مع تراجع العمل على تشكيل الحكومة وتقدم الكلام والتحركات حول الاستحقاق الرئاسي، وبإنتظار اللقاء المرتقب بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والنواب السنّة، يوم 24 الجاري، علمت «اللواء» ان 23 نائباً حتى الآن اكدوا حضورهم بإنتظار مواقف النواب الاربعة الباقين.وسيتم الاعلان من دار الفتوى قبل يوم او يومين من موعد اللقاء عن النواب الذين سيحضرون. علما ان المعلومات تشير الى عدم رغبة النواب اسامة سعد وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة اللقاء.

وتقدم ايضاً المسعى لإنجاز مشاريع الاصلاح المرتبطة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، استمر اللقاء زهاء نصف ساعة جرى خلاله عرض للاوضاع العامة لا سيما موضوع الموازنة العامة وشؤون تشريعية.

واكتفى ميقاتي بعد اللقاء بالقول : تناول البحث موضوع الموازنة العامة وامكانية أن تكون أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل.

شهر الحسم

وإن بدا الشهر الجاري غير حاسم على صعيدي انتخابات الرئاسة او تأليف حكومة جديدة، لكنه يمكن ان يكون حاسماً في ما خص مسار ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عبر عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، بعد محادثات في اوروبا، وتل ابيب، تتناول الورقة التي يحملها الوسيط، والتي يقال انها ورقة اميركية تعرض على الاطراف المعنية للحصول على الموافقة.

ولهذا الغرض زار نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الذي يتولى التواصل مع هوكشتاين، كلاً من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وجرى البحث بالمعطيات المتوافرة، التي لا تزيد في التفاؤل ولا تغرق المطلعين بالتشاؤم.

وكشف ابو صعب انه وضع رئيس الجمهورية في اجواء موضوع قد يعني طرفاً ثالثاً وهو شركة «توتال»، يمكن ان يساعد لبنان في الحل، وسيجري فخامته اتصالات للمساعدة في هذا الامر، هناك نقاط لا تزال عالقة وتحتاج الى حلول.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، اليوم الثلاثاء، إنّ «جهود الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، حققت تقدماً بارزاً»، مشيراً إلى أنه «لا إعلان عن سفر الأخير في الوقت الحالي».

وتحدثت الوسائل الاعلامية الاسرائيلية عن اتجاه لتأجيل ابرام الاتفاق حول ترسيم الحدود الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية وانتهاء ولاية عون.

قضائياً، بعد الهمروجة امام قصر العدل، واجتماع وفد من تكتل لبنان القوي مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، ذكرت معلومات ان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، ارسل كتاباً عاجلاً مساء امس الاول إلى رئاسة مجلس القضاء وأعضائه، يطالبهم تحديداً بتعيين قاضي تحقيق في ملف انفجار المرفأ، ليبتّ بالأمور الملحة والضرورية في الملف المذكور الى حين تمكين القاضي الأصيل من وضع يده على الملف.

وافادت والمعلومات لاحقاُ أن مجلس القضاء الأعلى وافق على تعيين قاضي تحقيق في ملف انفجار المرفأ الى حين تمكّن القاضي الأصيل من وضع يده على الملف.

وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة للموضوع، ان المجلس الاعلى للقضاء وافق بالإجماع على تعيين القاضي البديل خلال فترة قريبة جدا وبسرعة، نتيجة الاوضاع الصحية والإنسانية لعدد كبير من الموقوفين للبت بمصيرهم، خاصة لمن لديه مظلومية حصلت بسبب تعثر ملف التحقيق نتيجة الظروف ولتي احاطت بملف التحقيقات في ضوء دعاوى رد المحقق طارق البيطار..

واستنكرت مصادر سياسية السيناريو المضحك المبكي الذي حُبِك بين اكثر من طرف رئاسي ونيابي لانهاء التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وتزامن مع خطوة وزير العدل بإرسال كتاب الى مجلس القضاء الاعلى لتعيين رديف بالقضية، ريثما يستطيع القاضي طارق البيطار استئناف مهمته، بعد زوال العقبات التي تعرقلها، وتجاوب مجلس القضاء مع الكتاب، ما يعني انصياع المجلس لرغبة الاطراف السياسيين المؤثرين بالقضية، ولا سيما الملاحقين والموقوفين فيها،بالتزامن مع قيام مجموعة من النواب العونيين بزيارة رئيس مجلس القضاء الاعلى ومطالبته بالانصياع والافراج عن الموقوفين وخصوصا رئيس المجلس الاعلى السابق للجمارك بدري ضاهر.

وقالت المصادر ان السيناريو الاخراج تم بضغط مباشر من العهد لتحقيق انجاز امام الرأي العام المسيحي تحديدا في اخر أيامه باطلاق العوني بدري ضاهر،بالاتفاق لاطلاق موقوفين لاحزاب اخرى، ما يعني وجود صفقة معدة بين هؤلاء، ستؤدي، ليس عن الإفراج عن الموقوفين بقضية التفجير وانما بتضارب الصلاحيات بوجود اكثر من محقق عدلي فيها، وقد تكون أولى نتائج هذا السيناريو، تنحي القاضي طارق البيطار عن القضية.

وفي إطار متصل، نفذ اهالي الموقوفين في قضية انفجار 4 اب اعتصاما أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بتحريك التحقيقات ومحاكمة المذنبين والافراج عن الابرياء، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها العدالة لبدري ضاهر ومطالبة بتطبيق الدستور اللبناني.

في المقابل كشفت تغريدة نشرها الحساب الرسمي للتيار «الوطني الحر»، على تويتر عن حصول تلاسن بين عضو كتل لبنان القوي النائب شربل مارون ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، وبحسب التغريدة، فإن وفدا نيابيا من التكتل زار أمس القاضي عبود لمناقشة ملف توقيف مدير عام الجمارك اللبنانية السابق بدري ضاهر، وقد ضم النواب: جيمي جبور، شربل مارون، ندى البستاني، جورج عطالله، سامر توم وسيزار أبي خليل. وأن الاجتماع مع النواب يؤشر إلى أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد.

واوضحت مصادر ان المجلس رد مشروع التشكيلات الجزئية التي وردته بتشكيل ١٢ غرفة، وابقى على الغرف العشر فقط.

على صعيد الاضرابات، يتجه المجلس التنفيذي لنقابة اوجيرو لمنحى إيجابي، بعد اجتماع عقده مساء امس، ناقش خلاله ما تم عرضه على النقابة من قبل الرئيس ميقاتي، عبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني قرم، الذي سلم ملاحظات المجلس على العرض الاخير للحكومة.

وكان اضراب موظفي اوجيرو استمر لليوم الثاني على التوالي وتسبب باعطال كبيرة في شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة وفي خدمة الانترنت، وقد استقبل الرئيس ميقاتي وزير الاتصالات جوني القرم، وبعده، استقبل وفد نقابة موظفي اوجيرو والاتحاد العمالي العام.

 

بعد الإجتماع قال رئيس الاتحاد العمالي الدكتور بشارة الأسمر: الهدف من الاجتماع معالجة حقوق المستخدمين والمياومين في أوجيرو، اسميناها حقوق، لأن هذه الحقوق حصل عليها مَن يتبع قانون العمل والقطاع العام، وهي عبارة عن اربعة مراسيم. واتفقنا على أصدار هذه المراسيم، ورصد الاعتمادات اللازمة لها، ضمن إطار من الإيجابية المطلقة أبدتها النقابة ورئيس مجلس الوزراء ووزير الإتصالات، لذلك، نحن في هذا الوقت بالذات ندعو الى التطبيق السريع، واستصدار هذه المراسيم وتطبيق مفاعيلها المالية فورا.

وبالنسبة لوضع المحروقات، ارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 اوكتان 6000 ليرة، والمازوت 8000 ليرة، فيما استقر سعر الغاز.

وأعلن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «جدولاً جديداً للمحروقات صدر امس، بسبب تقلبات الأسعار أي ارتفاع سعر صيرفة ودولار السوق السوداء. وقال: المحطات ستُقفل أبوابها لأنّ لا تفاهم حتى الساعة مع وزير الطاقة والمديرية العامة للنفط بالنسبة لجعالة اصحاب المحطات لأنهم يتكبّدون خسائر كبيرة.

الى ذلك، صدرعن عدد من اصحاب المولدات الخاصة بيان جاء فيه: نظراً لما وصلت اليه الأمور من غلاء كبير في تسعيرة المولدات ومن اعباء على المواطنين ونحن من المواطنين وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة وكي لا يكون اصحاب المولدات وموظفوهم في مواجهة دائمة مع الناس. كل هذا وتشهد السوق تقلبات لسعر صرف الدولار في السوق السوداء مما يؤثر في التسعيرة، وبالأخص انه تتم تسعيرة المولدات بناءً على جدول رسمي صادر عن وزارة الطاقة بالعملة الوطنية اي بالليرة اللبنانية. لذلك حفاظاً على مصالح الناس وتأمين الكهرباء لهم باسعار عادلة، نطالب وزارة الطاقة بوضع خطة تمكنها من تسليمنا مادة المازوت بالعملة الوطنية وبالاخص انها تصدرها في الليرة اللبنانية، وهي تشهد تغيراً لسعرها يومياً على المحطات.

335 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 335 اصابة جديدة بفايروس كورونا وحالة وفاة واحدة ليرتفع العدد التراكمي للاصابات 1211274 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 بشاط 2020.

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

باسيل يرفع السقف: الفوضى الدستورية تبرّر فوضى دستورية مقابلة

 لا ترسيم قبل تشرين الثاني ومسودة غير نهائية في جعبة هوكشتاين

ملف انفجار المرفأ يتحرك: هل تمت الاطاحة بالبيطار؟!

– بولا مراد

 

لا صوت يعلو فوق صوت «الترقيع» و»التسويف» في معالجة كل القضايا اللبنانية العالقة. وكأن كل القوى دون استثناء باتت مقتنعة بأن المرحلة التي تفصلنا عن نهاية عهد الرئيس ميشال عون والتي باتت أقل من شهرين، هي مرحلة تقطيع وقت سيستفيد منها خصوم العونيين من خلال مزيد من استنزاف العهد استعدادا لصفحة جديدة ستفتح مطلع شهر تشرين الثاني تشير المعطيات الى انها قد تشهد بعض الحلحلة.

 

وتشبه عمليات الترقيع التي تشهدها الطرق الدولية والرئيسية حيث يتم حصرا ردم الحفريات من دون الاستعانة بالزفت لغلاء سعره وعدم توافره، ما يحصل على صعيد كل القضايا العالقة والمتفجرة، بدءا بملف تفجير مرفأ بيروت وموافقة مجلس القضاء الاعلى على اقتراح وزير العدل القائل بتعيين قاضي تحقيق اضافي ليبتّ بالأمور الملحة والضرورية في الملف المذكور الى حين تمكين القاضي الأصيل من وضع يده عليه مجددا، مرورا بالطروحات الترقيعية لانهاء اضراب موظفي «اوجيرو» والقطاع العام الذي قرب البلد اكثر من اي وقت مضى من نقطة الارتطام، وصولا لملف ترسيم الحدود البحرية الذي سيشهد مزيدا من «التسويف» و»المماطلة»، بعدما بات واضحا للجميع ان العدو الاسرائيلي لن يعطي اي جواب نهائي بشأنه قبل انجاز الانتخابات التشريعية. وحتى ذلك الوقت سيحاول الوسيط الاميركي ابتداع الطروحات والافكار لتمرير الوقت بأقل الاضرار الممكنة والاهم بالدفع لتجاوز اي مواجهة عسكرية على الحدود الجنوبية.

باسيل يهدد بالفوضى

 

في هذا الوقت، كان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يرد على الحملات التي استهدفته ورئيس الجمهورية في الايام الماضية، مهددا بأن تبرر «الفوضى الدستورية فوضى دستورية مقابلة». وهو ما قرأته مصادر سياسية معارضة لباسيل على انه «تلويح ببقاء عون في القصر مع انتهاء ولايته في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة».

 

واضافت المصادر في حديث ل»الديار»:»يعتقد باسيل انه وبرفع السقف والتهديد والوعيد يضغط على رئيس الحكومة المكلف والقوى الداعمة له للسير بالحكومة التي يريدها وعون. لكنهما مخطئان.. الحكومة ستتشكل في الربع ساعة الاخير من العهد ووفق رؤية ميقاتي وليس اي احد آخر».

 

وحتى ذلك الوقت، ستبقى الحكومة الحالية ورئيسها يسعيان لتمرير المرحلة التي تفصلنا عن نهاية العهد ب»التي هي احسن» وهذا ما بدا جليا من خلال الطروحات التي يتم التداول بها لانهاء اضراب القطاع العام وموظفي «اوجيرو» الذي بات يهدد بارتطام موجع خاصة مع انقطاع الاتصالات والانترنت لدى قسم كبير من المشتركين يوم امس الثلاثاء.

مسودة هوكشتاين

 

وبانتظار ان يصل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري، نشطت الاتصالات الداخلية لتنسيق الموقف اللبناني وان كان الجميع على قناعة انه لن يحمل تصورا نهائيا للحل وانه سيكون هناك بعد مرحلة من التسويف والمماطلة بانتظار انجاز الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في شهر تشرين الاول المقبل. ورجحت مصادر سياسية لبنانية مطلعة على الملف ان «يحمل هوكشتاين معه مسودة غير نهائية للاتفاق تعطي اسرائيل نقاطا اضافية عن تلك التي حددها التصور اللبناني وتؤكد عدم نية مواصلة العمل بحقل كاريش حتى توقيع الاتفاق النهائي بين الطرفين».

 

وقالت المصادر ل»الديار»:»الحرب باتت مستبعدة وان كانت جهوزية المقاومة قائمة وفي اعلى مستوياتها. لكن كل المعطيات الخارجية تؤكد ان ايا من الدول الفاعلة محليا لا تريد الحرب بسبب استماتة اوروبا للحصول على الغاز وموسم الشتاء»مقبل.

تخريجة للاطاحة بالبيطار؟

 

ومن دون مقدمات او سابق انذار، تحرك يوم امس ملف انفجار مرفأ بيروت، اذ بدا واضحا وجود تسوية سياسية- قضائية كانت تطبخ بعيدا عن الاضواء ادت لاخذ مجلس القضاء الاعلى سريعا  باقتراح وزير العدل القائل بتعيين قاضي تحقيق اضافي ليبتّ بالأمور الملحة والضرورية في الملف المذكور الى حين تمكين القاضي الأصيل من وضع يده عليه مجددا.

 

واستغربت مصادر سياسية كيف انه «وبعد اكثر من ٩ اشهر من تجميد العمل بالملف تم بسحر ساحر الاتفاق على تعيين محقق جديد»، مرجحة «الا يقبل المحقق الاصيل اي القاضي طارق البيطار بهذه التخريجة الترقيعية».

 

واشارت المصادر في حديث ل»الديار» الى انه «ورغم ما حكي عن ان المهمة الوحيدة للمحقق الجديد ستكون النظر في القضايا الإنسانية، وما يتعلّق منها بطلبات إخلاء سبيل الموقوفين، الا ان ذلك سيفتح ابوابا لاجتهادات كثيرة حول صلاحيات هذا المحقق وما اذا كان يمكن ان يحل كليا بدل البيطار في حال قرر الاخير الاستقالة مثلا رفضا لقرار مجلس القضاء الاعلى».

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بري بحث وميقاتي الموازنة.. وتابع ملف الترسيم  

 

كالحلول العقيمة العصيّة على الحل هو عقم معالجة اضراب موظفي أوجيرو الذي اقفل السنترالات وعطّل الاتصالات وبطّأ الانترنت وحرم مناطق كثيرة وشركات ومؤسسات من انجاز اعمالها في ظل اتساع رقعة العمل من المنزل بفعل غلاء اسعار المحروقات لا سيما البنزين الذي شهد امس ارتفاعا اضافيا ليناهز سعر الصفيحة الـ650 الف ليرة.

 

اضراب الموظفين حق وآخر وسائل الضغط مع منظومة فاشلة تحكم البلاد، لم يعد يجدي معها سوى الاضراب، وقد قادت اللبنانيين الى مواجهة بعضهم البعض فيما هي تتفرج على معاناتهم اليومية، تماما كما هي حال المودعين مع المصارف. بيد ان تداعيات الاضراب لامست الخطوط الحمر بإصابتها لقمة عيش المواطنين. وزير الاتصالات كثف اتصالاته وعروضه الا انها لم تفض حتى الساعة الى ارضاء الموظفين في انتظار حصيلة اجتماعاتهم اليوم.

 

اضراب اوجيرو

 

تصدّر اضراب موظفي اوجيرو الحدث لليوم الثاني على التوالي متقدما على السياسة ورتابة حركتها، بعدما تسبب اعتكافهم باعطال كبيرة في شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة أثرت على يوميات المواطنين وقد فقدوا الارسال والانترنت عن هواتفهم، وهما ضروريان واكثر، في كل تفاصيل حياتهم.

 

مطالب الموظفين

 

بعد الظهر، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير الاتصالات جوني القرم، وبعده، استقبل وفد نقابة موظفي اوجيرو والاتحاد العمالي العام. وفي انتظار نتائج الجهود الرسمية المبذولة لحث الموظفين على فك الاضراب، أكد القرم أن “كانت هناك إيجابية في التعاطي مع ملف الاتصالات، وفي مقارنة بين اليوم والأمس يمكن القول إنّ اليوم أفضل بكثير. وقال في حديث متلفز “موظّفو أوجيرو أبدوا إيجابية كبيرة ولكن موضوع الإضراب ككلّ لم يُحَلّ إلا أنّه سيكون لدينا اجتماع للمتابعة”. وأضاف “الخلاف على الحدّ الأدنى للأجور لا يزال موجوداً وننتظر الرأي القانوني للالتزام به”. وأشار إلى أن من المفترض أن يكون لدينا حسّ وطني للتفريق بين ما يجب أن نقوم به وما يجب ألا نقوم به وأتمنّى على الجميع أن يتصرّف بما يخدم المواطن.

 

اعطال ألفا

 

وكان ارسال شبكة الفا تعطّل صباحا. وبعد الظهر، صدر عن الشركة بيان اعلنت فيه “أن خدمة الإنترنت عادت الى طبيعتها بعد توقف قسري بسبب أعطال على شبكة أوجيرو”.

 

المحطات نحو الاقفال

 

معيشيا ايضا، ارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 اوكتان 6000 ليرة، والمازوت 8000 ليرة، فيما استقر سعر الغاز. ليس بعيدا، أعلن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ “جدولاً جديداً للمحروقات سيصدر اليوم بسبب تقلبات الأسعار أي ارتفاع سعر صيرفة ودولار السوق السوداء”. وقال في حديث اذاعي “المحطات ستُقفل أبوابها لأنّ لا تفاهم حتى الساعة مع وزير الطاقة والمديرية العامة للنفط بالنسبة لجعالة اصحاب المحطات لأنهم يتكبّدون خسائر كبيرة”.

 

المولّدات

 

الى ذلك، صدرعن عدد من اصحاب المولدات الخاصة البيان الآتي: نظراً لما وصلت اليه الأمور من غلاء كبير في تسعيرة المولدات ومن اعباء على المواطنين ونحن من المواطنين وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة وكي لا يكون اصحاب المولدات وموظفوهم في مواجهة دائمة مع الناس. كل هذا وتشهد السوق تقلبات لسعر صرف الدولار في السوق السوداء ما يؤثر في التسعيرة وبالأخص انه تتم تسعيرة المولدات بناءً على جدول رسمي صادر عن وزارة الطاقة بالعملة الوطنية اي بالليرة اللبنانية. لذلك حفاظاً على مصالح الناس وتأمين الكهرباء لهم باسعار عادلة، نطالب وزارة الطاقة بوضع خطة تمكنها من تسليمنا مادة المازوت بالعملة الوطنية وبالاخص انها تصدرها في الليرة اللبنانية وهي تشهد تغيراً لسعرها يومياً على المحطات.

 

بري – ميقاتي

 

وكان ميقاتي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة . وتم البحث في اللقاء الذي استمر قرابة النصف ساعة، تم في خلاله عرض للاوضاع العامة، سيما موضوع الموازنة العامة اضافة الى شؤون تشريعية . بعد اللقاء اكتفى ميقاتي بالقول: “التقيت الرئيس نبيه بري وتناول البحث موضوع الموازنة العامة وامكانية أن تكون أمام مجلس النواب الاسبوع المقبل”.

 

لا إحالة

 

وليس بعيدا، وبعدما اعاد رئيس الجمهورية ميشال عون قانون السرية المصرفية الى المجلس النيابي لدراسة الملاحظات التي وضعها، علم ان الرئيس بري لم يحل الملاحظات الرئاسية الى اللجان المشتركة حتى الساعة.

 

الترسيم

 

على ضفة الترسيم، وعشية العودة المرتقبة للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ان “التواصل مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مستمر، ومن المتوقع ان يزور لبنان الاسبوع المقبل”، لافتاً الى ان “زيارة هوكشتاين إلى لبنان ستسبقها زيارات إلى أوروبا وإسرائيل”. واوضح بو صعب من بعبدا انه “اذا تمت زيارة الوسيط الاميركي كما هو متوقع ستكون خطوة ايجابية اضافية باتجاه الحل مع العلم ان الوضع شائك ومعقد”، مشدداً على أن “ملف الترسيم يسير في الاتجاه الصحيح ولكن لا يمكننا الافراط بالتفاؤل”. وفي وقت زار بوصعب عين التينة بعد بعبدا، أشار الى ان “حل العرقلة بملف انفجار المرفأ يكون بتشكيل الهيئة العامة في المجلس الاعلى للقضاء”.

 

الراعي

 

في المواقف، اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى “ان ورشة الاصلاح في المناهج التربوية يجب ان تكون بعيدة عن التمثيل الحزبي والسياسي”، مضيفاً: “يكفينا ان النزاعات الحزبية والسياسية فكفكت اوصال الجمهورية، ومن نتائج النزاعات ما نراه في عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وفذلكات ادارة الشغور الرئاسي وكأنه امر حاصل”. كلام الراعي جاء خلال إلقائه كلمة في افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكية الثامن والعشرين الذي انعقد في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات في غزير عن “الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الدينامية الجماعية”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram