افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 13/7/2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 13/7/2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار :

الترسيم نحو «اتفاق إطار» جديد؟

شكّل خِطاب 9 حزيران 2022، 20:35، مُنعطفاً جوهريّاً في ملفّ ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة مع كيان العدوّ، ورافِداً استثنائيّاً للبنان في مسعاه لتحصيل حقوقه في ثرواته، وأضاف القوّة إلى الحقّ كَسَنَدٍ ضروريٍّ في سبيل تعظيم المصلحة الوطنيّة. أعقب الخطاب وصولَ سفينة الإنتاج إلى المياه العربيّة المحتلّة في 5 حزيران للشروع في الإنتاج من حقل كريش. وصول سفينة الإنتاج أحدثَ موقفاً لبنانياً رسميّاً تلا اجتماع الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، أكّد على تمسّك لبنان بحقوقه وثرواته البحريّة واعتبار أنّ أيّ أعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج يقوم بها كيان العدوّ في المناطق المتنازع عليها تشكّل استفزازاً وعملاً عدوانيّاً يهدّد السلم والأمن الدوليّين. موقف الرئيسين تبِعه كتاب رئاسة مجلس الوزراء لوزراء الأشغال العامّة والنقل والدفاع والخارجيّة والمغتربين بتاريخ 11 حزيران 2022 سمّى، بلا مواربة، حقل كريش بالحقل المتنازع عليه.

 

نموذج لما يُرجّح كاتّفاق مبدئي يُطبَخ، يُعطي «جيباً ما» حول حقل قانا المُحتمل للبنان بينما يُعطي للعدوّ بالمقابل «جزءاً ما» من البلوك الرقم 8. «التفاصيل»، على تعقيدها، تُترك للناقورة | انقر على الصورة لتكبيرها

 

لبنان الرسمي «المتفاجئ» بوصول سفينة الإنتاج هرع إلى الطلب من الوسيط الأميركي النزيه للقدوم إلى بيروت لاستئناف وساطته وسلّمه عَرْضاً لبنانيّاً شفهيّاً موحّداً أكّده المسؤولون الكُثُر الذين اجتمع بهم آموس هوكشتاين كلّ على حدة. غادر هوكشتين إلى بلاده والتقى، عن بُعد، مسؤولي العدوّ لإطلاعهم على العرض اللبناني.

بُعَيد زيارة هوكشتين لبيروت، والتي اختُتِمت في 15 حزيران 2022، تسرّب إذاً «مطلبٌ لبنانيٌّ مُوحّدٌ» عُرِف بالـ 23+، والذي يُعطي لبنان كامل المساحة شمال الخطّ البائد المشكوك المنشأ 23 بالإضافة إلى «جَيبٍ ما» حول حقل قانا المُحتمل. بعد أسبوعين من مغادرة هوكشتين، زارت السفيرة الأميركية الرئيس عون ومسؤولين آخرين لإطلاعهم على نتائج اتّصالات هوكشتين مع العدوّ بخصوص العرض اللبناني.

الحَدَث المفصليّ الآخر شكّلته مُسيّرات السبت 2 تمّوز 2022 الثلاث. رسالة القوّة تلك كانت لتشكّل دفعاً لا سابق له للموقف اللبناني لو ووكِبت بموقفٍ رسميٍّ يُسيّلُها صلابةً في الموقف اللبناني. لم يَطُل الوقت، كالعادة وللأسف، حتّى صدرت الإدانة لتلك العمليّة عقب اجتماع ميقاتي-بوحبيب. بين تحذير 9 حزيران ورسالة 3 تمّوز، من جهة، وتحضيرات العدوّ لبدء الإنتاج من حقل كريش، من جهة أخرى، وتزامناً مع زيارة هوكشتين اليوم كيانَ العدوّ من ضمن الوفد المرافق للرئيس الأميركي، يعيش ملفّ الترسيم أيّاماً حاسمةً يحاول هذا المقال قِراءة محاذيرها ومآلاتها.

 

قِراءة في مجريات المفاوضات

بعد ردّ العدوّ الشفهي الذي نقلته السفيرة الأميركيّة، وبناءً على تسريبات الصحف وتصريحات المسؤولين، تبدّد الطرح اللبناني 23+. يمكن أن نقرأ مجريات المفاوضات على ما يلي:

لبنان طلب الخطّ 23+ ويبدو أنّ التنازل عن هذا المطلب لم يستغرق سوى أيّام فكان تصريح الوزير عبدالله بوحبيب في 3 تمّوز حيث لمّح إلى إمكانيّة تلبية مطلب العدوّ بمساحة ما مقابل حقل قانا المُحتمل على أن تكون المساحة النهائية للبنان 860 كلم2. الوزير بوحبيب صرّح بمبدأ القبول بـ«تنازلات ما» شمال الخط البائد المشكوك المنشأ 23 مقابل الحصول على حققانا المُحتمل كاملاً. المطلب اللبناني الذي عبّر عنه بوحبيب في مسلسل التنازلات «اشترط» إذاً أن تكون المساحة النهائية 860 كلم2. وهو مطلب على الأرجح لن يدوم وسنرسو بالنتيجة على ما هو أقلّ من ذلك. النتيجة بالتالي ستكون، بحسب مسار الأمور، وفي أحسن الأحوال، خطّاً متعرّجاً كالظاهر في الرسم التوضيحي.

العدوّ رحّب بتخلّي لبنان الرسمي بطرحه الـ 23+ عن الخطّ اللبناني 29 ورَفَض بالمقابل المطْلب اللبناني بكامل حقل قانا المُحتمل. انتقل التفاوض إذاً إلى المنطقة بين الخطّين اللاشرعيين 1 و23 مع «جيب ما» حول حقل قانا المُحتمل. تجدر الإشارة إلى أنّه، وبحسب اتّفاقيّة الأمم المتّحدة لقانون البحار، المفاوضات الحقيقيّة كانت يجب أن تدور بين خطّ هوف والخطّ اللبناني 29 الّلذين يتبعان قاعدة خطّ الوسط. فخطّ هوف يعطي كامل تأثير لصخرة تخليت، والخطّ اللبناني 29 لا يعطي أيّ تأثير لتلك الصخرة لما لتلك الصخرة من تأثير غير متناسب يتعارض مع «مبدأ الإنصاف». الحلّ النهائي والاتّفاق كانا ليعطيان أرجحيّة كبيرة للبنان من الناحية القانونية وبخاصّة بعد قرار محكمة العدل الدوليّة السنة الماضية في النزاع البحري بين كينيا والصومال حيثُ أهمل الحكم تأثير جُزُرٍ أكبرَ بكثير من تخليت وعلى نفس البُعد من الشاطئ كبُعد تخليت.

 

لا أستبعد بالتالي اتّفاقاً مبدئيّاً أو «اتّفاق إطار» جديداً وقريباً، أي قبل حلول أيلول المقبل، الموعِد المُرتَقَب لبدء الإنتاج من حقل كريش، تبدأ على أساسه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في الناقورة. اتّفاق الإطار الجديد هذا يقوم على: حقل قانا المُحتمل للبنان وقسم من البلوك الرقم 8، بالمقابل، لكيان العدوّ. جولة المفاوضات غير المباشرة المقترحة ستشمل أمرين إذاً: تحديد حقل قانا المُحتمل والمساحة التي سيعطيها لبنان للعدوّ من البلوك 8. التالي بعض النتائج والمحاذير (عِلماً أنّ الخطّ اللبناني 29، وهو الأمتن قانونياً بين كلّ الخطوط، يكون قد دُفِن إلى الأبد ومعه أيّ مطلب لبناني بأيّ حقّ شمال هذا الخطّ؛ نكون بالتالي قد ضيّعنا فرصة الحصول على مساحات كبيرة غنيّة بالثروات جنوب الخطّ 23).

السؤال الكبير: من سيحدّد امتداد حقل قانا المُحتمل؟ هل هو لبنان؟ أم العدوّ؟ أم لجنة تقنيّة مشتركة؟ أم سيؤول ذلك التحديد إلى طرفٍ ثالثٍ؟ ما هو الأساس التقني الذي سيُحدّد على أساسه حقل قانا المُحتمل؟ ومتى سيُحدّد حقل قانا المُحتمل؟ التحدّي يعود إلى انعدام إمكانيّة تحديد امتداد الحقل إلى حين الحفر والتقييم. هل سيُترك هامش ما إلى حين الحفر لتحديد امتداد الحقل؟ هل سيكون هناك اتّفاق مبدئي على امتداد الحقل المُحتمل بِناءً على الدراسات الموجودة حاليّاً مع التأكيد بأنّ كلّ ما يُثبته التنقيب والتقييم في المستقبل بأنّه جزء

 

من حقل قانا يعود للبنان؟

هل سيأخذ لبنان في الحسبان المكامن المُحتملة في البلوك الرقم 8 عند تمرير المِبضَع الذي سيشطر البلوك إلى قسمين واحد للبنان والآخر للعدوّ؟ ما هو دور هيئة إدارة قطاع البترول في هذا المضمار؟ أَخْذ المكامن المُحتملة في البلوك الرقم 8 في الحسبان سيؤدي إلى خطّ «بتعرّجاتٍ كثيرة». فأيّ خطّ مستقيم في البلوك الرقم 8 سيترُك، على الأرجح، مكامِن مشتركة ستكون طريقة استثمارها جزءاً من مفاوضات الناقورة المفترضة. تجدر الإشارة إلى أنّه مهما فعلنا وأيّاً يكن الخطّ النهائي، سنقع يوماً ما على مكمنٍ مشتركٍ بيننا وبين كيان العدوّ، على لبنان أن يكون جاهزاً لمقاربة هذا المُعطى.

 

«اتّفاق الإطار» الجديد سيُريح العدوّ في حقل كريش وسيكون صافرة البداية لمفاوضات تقنيّة معقّدة قد نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي. وفي هذا المضمار، المفاوضات التقنيّة المعقّدة والتي ستُبتّ على أساسها المسائل التقنيّة الشائكة يُخشى أن تكون «بمذاق تطبيعي». هكذا مفاوضات ستتطلّب، في حال قرّر لبنان تحاشي المطبّات خلال التنقيب والتطوير والإنتاج، نقاشات تقنيّة طويلة قد تبدأ غير مباشرة وتتحوّل إلى مباشرة حين يحمى وطيس النقاش والجلسات.

 

السماح للبنان بالتنقيب كشرط لبناني

جرى التركيز في الفترة الأخيرة على توازي أهمّية السماح للبنان ببدء التنقيب مع أهميّة الترسيم. التالي مُحاولة لفهم مفاعيل المَطلب اللبناني المتعلّق بالخطوات العملانية في مجال السماح للشركات العالمية بالمباشرة بالتنقيب في المياه اللبنانية. ماذا يعني هذا المَطْلب؟

للتذكير، كرّر هوكشتين مِراراً مقولة امتناع الشركات العالميّة عن التنقيب في المياه اللبنانية بغياب «بيئة مؤاتية» خالية من المخاطر. هوكشتين ربط عمليّاً بدء التنقيب في مياهنا ببتّ مسألة الحدود الجنوبيّة مع كيان العدوّ. لا اتّفاق، لا تنقيب. وللتذكير أيضاً بأنّ المناكفات السياسيّة وسوء الإدارة هما سبب أساسي في تأخير البدء بالتنقيب. فلو قُيّض للبنان استكمال دورة التراخيص الأولى سنة 2013 لكنّا الآن، على الأغلب، في وضع مختلف تماماً.

البلوكات اللبنانية قِسْمان: البلوكان 4 و 9 المُلزّمان للكونسورتيوم «توتال-إيني-نوفاتيك» منذ كانون الثاني 2018، وباقي البلوكات الثمانية المعروضة ضمن دورة التراخيص الثانية التي مُدّدت حديثاً إلى آخر السنة الجارية. هذا لا يتضمّن المنطقة «اليتيمة» بين الخط البائد المشكوك المنشأ 23 والخط اللبناني 29.

 

في ما خصّ البلوكين 4 و 9: «إطلاق يد» «توتال» عبر اتّفاقية ترسيم قد يدفعها إلى بداية العمل على حفر بئر التنقيب الأول في البلوك الرقم 9 ويجدر بهذه البئر أن تكون في حقل قانا المُحتمل. هذا يعني، عملياً، أنّ الحفر قد يحدث خلال السنة القادمة (2023) على أقرب تقدير. كلّ هذا ولم نأخذ في الحسبان العقوبات المفروضة على شركة «نوفاتيك» الروسيّة بسبب الأزمة الأوكرانية وتأثير تلك العقوبات على استمراريّة الكونسورتيوم.

أمّا بخصوص بلوكات دورة التراخيص الثانية، فهذه ستستقطب الاهتمام غداة توقيع اتّفاقية ترسيم مع العدوّ تِبْعاً للأهمية المتزايدة للغاز وأسعاره الفلكيّة. الثروات المُحتملة في البلوكات اللبنانية وغياب عامل المخاطرة بسبب توقيع الاتّفاق مع العدوّ والأسعار غير المسبوقة للغاز بسبب الأزمة الأوكرانية التي ستطول آثارها، كلّها أسباب كفيلة باستقطاب الشركات. على أنّ بداية التنقيب ستستغرق وقتاً حتى لو وقّع لبنان اتفاقية ترسيم مع العدوّ وحتى لو تقدّمت عِدّة شركات بعروض (بضوءٍ أخضر وحتّى تشجيعٍ أميركي) في دورة التراخيص الثانية. بين دراسة العروض واختيار الشركات وقيام تلك الشركات بالدراسات والتحضيرات اللازمة، لن يبدأ الحفر في هذه البلوكات قبل سنتين إلى ثلاث.

 

هوكشتين من يُحدّد إطار المفاوضات

أثبتت زيارة هوكشتين أنّ الإطار الحقيقي للمفاوضات يرسُمه آموس هوكشتين في إطلالاته الإعلاميّة. هو، لا غيرُه. الإطلالات الإعلاميّة التي لا تهدف إلى تعرِية الممسكين بالملفّ فحسب، بل إلى رسم الخطوط الحُمر التي لن يُسمَح للبنان تخطّيها. ففي إطلالته الإعلاميّة الأولى في تشرين الأوّل 2021 كرّس هوكشتين ثلاث معادلات دونما أيّ اعتراض رسمي لبناني على تصريحاته: انسوا حقل كريش، فهو أصبح وراءكم، انسوا حكم محكمة العدل الدوليّة في نزاع كينيا-الصومال، فحالتهم لا تشبه حالتكم (رغم التطابق الكبير بين الحالتين) وانسوا التنقيب في مياهكم ما لم تُرسّموا، بشروط العدوّ. فالشركات الأجنبيّة تبحث عن الاستقرار وهو غير موجود عندكم.

 

جولة المفاوضات غير المباشرة المقترحة ستشمل أمرين إذاً: تحديد حقل قانا المُحتمل والمساحة التي سيعطيها لبنان للعدوّ من البلوك 8

 

‏وفي إطلالته الثانية في شباط 2022، خلال زيارته الثانية لبيروت من ضمن إطار وساطته الأخيرة، كرّرها هوكشتين مرّتين؛ هي مفاوضات بين خطّين: خطّ العدوّ الرقم 1 والخطّ البائد المشكوك المنشأ 23. كل كلام آخر لا مكان له على طاولة المفاوضات.

وفي إطلالته الإعلاميّة الثالثة في زيارته الأخيرة، قالها بالفم الملآن: الضعيف الذي لا يملِك الخيارات ويرضى بالفُتات الذي يُلقى له. خياره الآخر اللاشيء الذي عنده الآن. فالحقّ لا يعني شيئاً في عالم المفاوضات. دعوا الشعارات والكلام الكبير عن قانا مقابل كريش، فهذا كلامٌ أكبر منكم.

 

خلاصة

الاتّفاق المُزمع مع العدوّ سيفتح الباب أمام مفاوضات عسيرة في الناقورة لتحديد جوانبه التقنيّة. بينما ليس هناك أيّ ضمانة لنجاح تلك المفاوضات، اتّفاق الإطار الجديد بحدّ ذاته سيُسرّح يد العدوّ في حقل كريش وفي كامل المنطقة جنوب الخط الجديد. هذا بطبيعته مصلحة للعدوّ أكثر بكثير منه للبنان إذ يسمح للعدوّ بتسريع الإنتاج من كريش دون أيّ محاذير وتسريع التنقيب في هذه المنطقة الغنيّة. فالعدوّ يملك البنى التحتيّة التي تسمح له بالإنتاج والتصدير وسيعمل على تعزيزهما مستغلّاً حاجة أوروبا إلى الغاز في السنوات القادمة. فطاقة سفينة الإنتاج، مثلاً، هي أكبر بكثير ممّا سيبدأ حقل كريش إنتاجه وتستطيع استيعاب شمال كريش والحقل الجديد المُكتشف، أولمبس.

 

لبنان يكون قد خسِر، عبر الاتفاق قيد الطبخ، وإلى غير رَجْعة، الفرصة التي سنحت عبر الخطّ اللبناني 29. فنحن نعيش في بلد يُتقِن فنّ الخطايا والتفريط بالمصلحة الوطنيّة. الفرصة الآن هي الأنسب للضغط على العدوّ والوسيط من أجل شروط أفضل بكثير للبنان. ليس بسبب ورقة القوّة الثمينة التي تؤمّنها المُقاومة فحسب، وإنّما أيضاً بسبب حاجة العدوّ إلى بيع أكبر كميّات ممكنة من الغاز في أقرب وقت لأوروبا وما سيشكّله ذلك من قيمةٍ اقتصاديّةٍ سببها أسعار الغاز الخياليّة وتموضع استراتيجيّ للعدوّ كرافدٍ للغاز للأسواق الأوروبيّة المتعطّشة لذلك لسنواتٍ كثيرةٍ قادِمة


**********************************

افتتاحية صحيفة النهار

لبنان ينزلق بقوّة نحو إخطار “الفراغين”!

اذا كانت الذكرى ال16 لحرب تموز تزامنت هذه السنة مع تقدم ملف الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل الى الواجهة وكذلك مع بداية جولة بارزة للرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة بدءا اليوم بإسرائيل مصطحبا معه الوسيط الأميركي في ملف الترسيم اموس هوكشتاين ، فان لبنان الرسمي والسياسي بدا في “كوما” وغيبوبة سواء عن هذا التطور او عن التطورات الأشد خطورة وسخونة المتصلة باستحقاقيه الحكومي والرئاسي . فعند اعتاب شهر ونصف الشهر تقريبا من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بدا لبنان في أسوأ ما يمكن تصوره من واقع داخلي يحمل شتى أنواع المحاذير والاحتمالات السلبية المرجحة تماما على الاحتمالات الإيجابية . يكفي للدلالة على القتامة التصاعدية التي يغرق فيها البلد ان لبنان يتدحرج وينزلق نحو اخطار جدية بعدم الإيفاء باستحقاق تشكيل الحكومة الجديدة راهنا ومن ثم لاحقا الاستعدادات لالتزام انتخاب رئيس للجمهورية يقطع الطريق على ما عاد يتصاعد همسا وتسويقا وتسريبا من سيناريوات عبثية حول الفراغ الرئاسي “والفتاوى” والاجتهادات التي قد تلهب الرؤوس المغامرة . مرت اربعة أيام من عطلة عيد الأضحى وسط شلل تام كلي عزز كل الانطباعات المتجمعة عن احتدام الصراع حول تشكيل الحكومة الجديدة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تحت انظار اللاعبين المحليين “المتفرجين” كأن هناك تسليما تاما بان تشكيل حكومة جديدة قد سقط وتجاوزه التوتر الحاد الذي صار يطبع علاقة عون وميقاتي فيما ساءت كذلك علاقة ميقاتي ب “حزب الله” بسبب موقف الأخير العلني في بيان السرايا الشهير من اطلاق الحزب مسيرات نحو حقل كاريش . وتفيد المعطيات بان شللا تاما ساد كل “المحاور” السياسية في شان ملف الحكومة الجديدة الامر الذي رسم علامات الريبة التامة حول ما اذا كان المناخ الداخلي سيسمح بعد بمحاولات متجددة لتشكيل حكومة جديدة ام ان هناك تعمدا من جهة نافذة معروفة لتعطيل كل محاولة أخرى لان حسابات الاستحقاق الرئاسي عادت تعصف باحلام الاجتهادات التي يرتبها احتمال الفراغ الرئاسي مثل بقاء الرئيس الحالي في بعبدا بعد انتهاء ولايته ؟

 

واذا كان بعض الأوساط يرصد الأيام القليلة المقبلة لاستكشاف ما اذا كان لا يزال هناك احتمال لتجنب البقاء على واقع حكومة تصريف اعمال وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية لمواجهة الأشهر الحرجة الاتية فان الوقائع الأولية المتوافرة حول الاستحقاق الرئاسي توحي بتوازن سلبي اذا صح التعبير بين احتمالات الفراغ الرئاسي وإمكان انتخاب رئيس جديد قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي . يعزز هذا الانطباع السوداوي ان الواقع السياسي الداخلي ذاهب نحو مزيد من الانقسام والتشرذم بين الكتل النيابية والقوى السياسية فيما الرهان على تدخل خارجي “حميد” لاحلال توافق حول مرشح تغييري يبدو في اضعف مستوياته لان الواقع الخارجي مربك باولويات لا يحتل لبنان من بينها أي درجة متقدمة .

بعد “القطيعة”

وفيما تنطلق عجلة النشاط الرسمي اليوم بعد عطلة الأضحى يفترض ان تتحرك في الساعات المقبلة محاولات احياء الاتصالات المشلولة منذ أيام سعيا الى استكمال البحث في التشكيلة الحكومية خصوصا مع عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج حيث يتوقع بطبيعة الحال ان يزور قصر بعبدا لاستكمال مشاوراته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هذا اذا ما تم تحديد موعد له من قِبل القصر، علما ان اي لقاء مرتقب بين الرجلين، من المستبعد ان يؤدي الى اي خرق ايجابي في جدار التشكيل في ظل القطيعة التي طبعت علاقاتهما منذ الأسبوع الماضي .

 

وقد تداولت أوساط إعلامية امس ان مصادر مقرّبة من الرئيس ميقاتي أشارت الى ان حكومة تصريف الاعمال مهماتها واضحة قبل او بعد انتهاء العهد وسيكون هناك تصعيد في المرحلة المقبلة اذا تم التمهيد الى امكان بقاء عون في قصر بعبدا بعد انتهاء عهده . وأكدت المصادر المقربة من الرئيس ميقاتي كما نقل عنها ان الرئيس المكلف كان طلب الأسبوع الماضي موعداً للقاء الرئيس عون وكان الجواب “دقيقتين ومنرد خبر” ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب .

بري: ضربات التعطيل

وفيما يبدو ان الوسط السياسي برمته بدأ يوجه اهتماماته وانظاره وحساباته نحو الاستحقاق الرئاسي لعل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في بيان أصدره لمناسبة ذكرى 12 تموز، “الى الإقلاع عن أي محاوله لإسقاط لبنان من داخله بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ والكف عن الإمعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الاحقاد الشخصية والأنانية، فهي أفعال وسياسات من حيث يدري أو لا يدري مرتكبوها ترقى الى مستوى الجريمة لا بل الخيانة بحق لبنان واللبنانيين”. وقال “كما كان اللبنانيون في مثل هذا اليوم من تموز عام 2006 أمام اختبار في إنتمائهم الوطني والقومي الأصيلين هم اليوم أمام ما يحدق بوطنهم من مخاطر وتحديات أمام إمتحان جديد مدعوون فيه لإستحضار كل العناوين التي مكنتهم من الإنتصار في تموز عام 2006 وفي مقدمها الوحدة والحوار”.

 

ومن المقرر ان يلقي الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمة مساء اليوم يتطرق فيها الى قضايا الساعة من ملف تشكيل الحكومة الجديدة الى الترسيم البحري الجنوبي، وسط اجواء تفيد بأن الحزب منزعج من البيان الذي أصدره ميقاتي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في هذا الشأن الاسبوع الماضي.

 

 

إضراب الموظفين

وسط هذه الاجواء، تفاقمت في عطلة الأضحى الازمات المعيشية على أنواعها اذ يرزح اللبنانيون بلا كهرباء ولا مياه ولا خبز وسط تصاعد الغلاء في اسعار كل السلع. كذلك تفاقمت ازمة الاضراب الذي تنفذه منذ اسابيع جميع روابط القطاع العام التي تداعت الى عقد اجتماع بعد ظهر اليوم “للخروج بخطة تصعيدية صارمة تجاه الوضع الذي وصلت اليه المعاشات والرواتب واللامبالاة التي يظهرها المسؤولون حيال تصحيحها، كذلك محاولة استرضاء القضاة بتحويل رواتبهم على أساس دولار يساوي ٨٠٠٠ ل.ل. دون سواهم من مكونات القطاع العام” كما ورد في بيان الروابط”.

 

كما اجتمع امس رؤساء الوحدات في مديرية المالية العامة (مديرية الواردات والضريبة على القيمة المضافة٬ مديرية الصرفيات٬ مديرية المحاسبة العامة٬ مديرية الدين العام٬ مالية النبطية٬ مالية لبنان الشمالي٬ مالية عكار٬ مالية البقاع٬ مالية جبل لبنان، مالية بعلبك الهرمل) وبالتنسيق مع مديرية الخزينة ومديرية الموازنة ومراقبة النفقات ومديرية الشؤون الادارية ومالية لبنان الجنوبي ، وبحثوا في الخطوات التصعيدية بعد الاجتماعات والمناقشات المتتالية والمستمرة والاضرابات التي نفذها موظفو مديرية المالية العامة “مطالبين بالحد الادنى للعيش في ظل استحالة تأمين حاجات عائلاتهم نتيجة التدهور الكبير في رواتبهم”.

 

وقرروا “عدم العودة الى العمل او حتى الحضور لمدة يومين الا بعد تأمين الحد الادنى اللازم والفوري لدفع رواتب موظفي وزارة المال وفق معادلة ٨٠٠٠ ليره لبنانية للدولار والعمل على مساواة الموظفين لناحية تغطية كلفة التنقل على اساس احتساب ليترات بنزين مع الاخذ بعين الاعتبار مركز سكنهم.”

 

 

تمرين أميركي – لبناني

على صعيد آخر بدأت امس القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والجيش اللبناني تمرين الاتحاد الحازم 2022، ويستمر لمدة أسبوعين في المياه الإقليمية اللبنانية، حيث يركز التمرين السنوي على عمليات الأمن البحري وإجراءات مكافحة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة.

 

ولفتت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، الى أنه “على مدى 22 عامًا، أسست مناورات الاتحاد الحازم تعاونًا بين قواتنا المسلحة وضمنت استعداد الجيش اللبناني لتنفيذ مهمته، ورغم كل التحديات التي تواجه الجيش اللبناني هذا العام في سياق الأزمة الاقتصادية في لبنان، فقد أظهروا التزامًا غير عادي وستواصل الولايات المتحدة تقديم دعمنا الكامل لجميع جهودهم”.

 

ولفتت السلطات الأميركية، الى أنه يشارك ما يقارب 60 فردًا أميركيًا من البحرية الأميركية ومشاة البحرية والجيش وخفر السواحل.

 

وأشار نائب الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة، الى أنها “هذه فرصة ممتازة للعمل مع شركائنا اللبنانيين ذوي القدرات العالية وتعزيز علاقتنا، فالعمل معًا يعزز الأمن والاستقرار الإقليميين”.

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“تطوّرات إيجابية” في ملف الترسيم… فهل يعود هوكشتاين؟

عون ينتظر ميقاتي “ساعة يريد”: “خبرية الدقيقتين” غير دقيقة!

 

في أعماق المشهد الحكومي، الجميع يجزم خلف الكواليس بأنّ عملية التأليف ستبقى مستعصية حتى نهاية العهد، فلا رئيس حكومة تصريف الأعمال مستعد للتنازل عن شروطه ولا رئيس الجمهورية سيقبل الانكسار والتسليم بهذه الشروط… وعلى ذلك بدأ الاستحقاق الرئاسي يتقدّم عملياً على سلّم الأولويات في حسابات “الربح والخسارة” بين مختلف الأفرقاء، وبدأت الاتصالات والمشاورات واللقاءات تتمحور في جوهرها حول حظوظ المرشحين المحتملين للرئاسة الأولى، وسط تصاعد وتيرة الاجتماعات التنسيقية على ضفة قوى 8 آذار لتوحيد الموقف الرئاسي بين مكوناتها قبل انطلاق جلسات الانتخاب في أيلول، بينما على الضفة المعارضة لا تزال الأجواء الضبابية طاغية على التوجهات بانتظار تبلور صورة المرشح الرئاسي الذي يمكن أن يؤمن تقاطعات بين الأحزاب والكتل والقوى السيادية والتغييرية، ويستطيع بمواصفاته أن يلاقي المواصفات التي وضعها البطريرك الماروني بشارة الراعي في الرسم التشبيهي لرئيس الجمهورية الجديد، بحيث يكون “رئيساً متمرّساً سياسياً وصاحب خبرة ومحترماً وشجاعاً ومتجرّداً ورجل دولة حيادياً في نزاهته، ملتزماً في وطنيته، وفوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب”.

وبالانتظار، تتواصل عملية شد الحبال الحكومية في الوقت الرئاسي الضائع، وقد بلغت المناورات الإعلامية أشدها بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي خلال عطلة العيد لا سيما على خلفية تسريب مصادر الثاني معلومات عن أنه كان قد طلب موعداً لزيارة الأول قبل الأضحى، فكان الجواب “دقيقتين ومنرد خبر” لكنّه منذ ذلك الحين لم يتلقّ أيّ ردّ من قصر بعبدا. الأمر الذي نفته دوائر الرئاسة الأولى أمس، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ “خبرية الدقيقتين” غير دقيقة، وأبواب بعبدا مفتوحة لزيارة الرئيس المكلف “ساعة يريد”.

 

وأوضحت أنّ ما حصل فعلياً حين اتصل ميقاتي طلباً لزيارة بعبدا لا يتجاوز “الاستفسار منه عما إذا كان يحمل جديداً” في ما خصّ التشكيلة الوزارية بموجب الملاحظات التي كان قد أبداها عون أمامه، ولم يكن هناك أي رفض للزيارة كما سرت الإشاعة إعلامياً، كاشفة في المقابل أنّ الرئيس المكلف تواصل هاتفياً مع رئيس الجمهورية عشية سفره وأبلغه أنه بصدد المغادرة إلى الخارج في عطلة العيد و”كان الاتصال ودياً بادر خلاله عون إلى معايدة ميقاتي، ما يؤكد عدم وجود توتر في العلاقة بينهما ويدحض كل ما تردد عن رفض تحديد موعد للرئيس المكلف في بعبدا، خصوصاً وأنه درجت العادة عند زيارة كل من رئيس مجلس النواب أو رئيس الحكومة القصر الجمهوري أن يتلقى القصر اتصالاً قبل ساعة أو حتى نصف ساعة للإعراب عن النية بالزيارة، فتُتخذ الترتيبات سريعاً من دون أي تأخير، والرئيس ميقاتي يعلم هذا الأمر كما غيره من رؤساء الحكومات”.

 

وبناءً عليه، شددت دوائر الرئاسة الأولى على أنّ اللقاء بين عون وميقاتي “وارد في أي لحظة لاستكمال النقاش من النقطة التي انتهى إليها اللقاء الثاني بينهما بعد التكليف، حين تم تبادل الآراء والأفكار حول التشكيلة الحكومية وإمكانية تطعيمها بسياسيين أو زيادة عددها إلى ثلاثين وزيراً بعد ضمّ ستة وزراء دولة من السياسيين إلى تشكيلتها، مع الإبقاء على الحقائب الوزارية مع وزراء تكنوقراط، على أن يصار في حال رفض فكرة الحكومة الثلاثينية إلى إدخال تعديلات على التشكيلة من ضمن صيغة الأربع والعشرين المقترحة”.

 

أما في مستجدات ملف الترسيم، وبينما ستشكل إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الذكرى الـ16 لحرب تموز 2006، مناسبة لترسيم “خطوط النار” مع إسرائيل غداة غارة “المسيّرات” على حقل كاريش، برزت خلال الساعات الأخيرة معطيات تشي بوجود “تطورات إيجابية” في مسار المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بحيث نقلت مصادر مواكبة للملف أنّ “المسؤولين اللبنانيين تبلغوا رسائل من الأميركيين تؤكد اتجاه الأمور نحو إعادة استئناف جولات التفاوض في الناقورة في الفترة القريبة المقبلة بالاستناد إلى الطرح اللبناني الرسمي الذي حمله هوكشتاين إلى الإسرائيليين والذي ينطلق فيه لبنان من إحداثيات الخط 23 باعتباره خطاً تفاوضياً لحدوده البحرية الجنوبية”، من دون أن تستبعد المصادر أن تلاقي هذه الرسائل “ترجمات عملانية متسارعة في الأيام الآتية، قد تشهد قيام الوسيط الأميركي بزيارة مكوكية لبيروت فور انتهاء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، بغية تكريس النوايا الإيجابية حيال عملية استئناف المفاوضات الحدودية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي”.

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 “الجمهورية”: جمود التأليف ينتظر ميقاتي.. وهوكشتاين الى إسرائيل ولبنان ينتظر

 

على وَقع اشتداد الازمات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، عبرت أمس ذكرى محاولة الاغتيال الغادرة والمشؤومة التي تعرّض لها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر في 12 تموز 2005 التي كانت واحدة من العمليات الارهابية التي ضربت وتضرب لبنان وكل دول المنطقة ولم تنتهِ فصولاً بعد رغم كل محاولات مكافحتها محلياً وإقليمياً ودولياً.

 

وحلّت الذكرى هذه السنة ولبنان يتعرض أرضاً وشعباً لصنوف كثيرة من محاولات الاغتيال، فسيادته تغتال كل يوم براً وبحراً وجواً، فيما يُغتال اللبنانيون يومياً لقمة عيشهم وأعمالهم وكراماتهم في ظل عجز السلطات والمنظومة السياسية على اختلاف تلاوينها عن تقديم المعالجات الناجعة للأزمات ما حَوّل البلاد دولة فاشلة متروكة لقدرها.

 

كذلك مرّت ذكرى محاولة اغتيال المر في ظل عجزٍ رسمي وسياسي عن تأليف حكومة يعوّل عليها ان تنجز استحقاقات مصيرية بالنسبة الى مستقبل البلد المهدد بالانهيار الشامل، حيث تدور بين المعنيين خلافات حادّة تهدد بحصول فراغ حكومي يتبعه فراغ رئاسي في حال عدم تأليف حكومة جديدة وعدم انتخاب رئيس جمهورية جديد خلال المهلة الدستورية لهذا الانتخاب التي تبدأ مطلع ايلول وتنتهي في 31 تشرين الاول المقبلين حيث تنتهي ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

فيما لم تسجّل في عطلة عيد الاضحى المبارك اي تطورات ملموسة على جبهة التأليف الحكومي، يُنتظر ان تنشط الاتصالات بين المعنيين اليوم بعد عودة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي من الخارج خلال الساعات المقبلة.

 

وتنتظر الاوساط المعنية ان ينعقد لقاء بين عون وميقاتي يكون الثالث بينهما منذ التكليف، وقالت انّ انعقاده سيكشف بطبيعة الحال ما وصلت اليه عملية تأليف الحكومة في ضوء التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية في لقائهما الاول، والتي يفترض انها موضع تشاور واخذ ورد بينهما توصّلاً الى اتفاق عليها واصدار مرسوم تأليفها.

 

إتصالات ميقاتي – عون

 

وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» ان ما تردّد في الساعات الأخيرة الماضية حول ملف التأليف الحكومي ليس جديدا، وانّ ما قيل عن «اتصال أجراه الرئيس ميقاتي بالقصر الجمهوري طالباً موعداً للقاء الرئيس عون وانّ الجواب كان «دقيقتين ومنرِدّ خَبر»، ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب»، هو مجرد سيناريو قديم يتجدد الحديث عنه كل فترة.

 

واضافت هذه المصادر ان هذه الرواية تكون قد ظهرت بُعَيد اللقاء الثاني بين عون وميقاتي عندما ابلغه رئيس الجمهورية يومها ما معناه «ان لم يكن هناك أي تطور نلتقي لاحقاً عندما يحصل هذا التطور وعندها اهلا وسهلا».

 

وقالت المصادر العليمة بأجواء بعبدا لـ«الجمهورية» انّ ميقاتي اتصل برئيس الجمهورية عشيّة عطلة عيد الاضحى وقبَيل مغادرته لبنان الى الخارج، وأبلغ اليه بعد ان تشاورا في عدد من القضايا المطروحة أنه سيمضي عطلة العيد خارج لبنان وعندما يعود يفترض ان يلتقيه، وبعدها تبادلا التهاني بالعيد.

 

وعلى هذه الوقائع بقيت الإتصالات بين عون ميقاتي عند هذه المعطيات في انتظار ان تتجدد عند عودة الرئيس المكلف من الخارج.

 

«التسريبات الخبيثة»

 

ووصفت مصادر ميقاتي هذه الرواية بأنها من «التسريبات الخبيثة» التي يعمّمها مقرّبون من رئيس الجمهورية، وقالت انّ «المُستغرب عدم نَفيها لدى الدوائر المعنية في الرئاسة، وان الواضح حتى الآن ان لا انفراجة حكومية مرتقبة بعد انتهاء عطلة الاضحى، وانّ الامور متوقفة عند تقديم ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية الذي «يأخذ وقته» في درسها. وبَدا واضحاً من الاجواء أنّ الحديث عن استحقاق رئاسة الجمهورية يتقدّم على استحقاق تأليف الحكومة، رغم أهمية إنجاز الملف الثاني.

 

عظام الحكومة

 

أبلغت اوساط قريبة من «التيار الوطني الحر» الى «الجمهورية» انّ «أسوأ ما يمكن أن يحصل هو ان تتسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية، عندما تنتهي ولايته، حكومة مستقيلة تُصرّف الأعمال، اي كمَن يملأ الغياب بالفراغ».

 

وشددت هذه الاوساط على «أن تفادي هذا الاحتمال المُضر بالبلد يستوجِب التعجيل في تشكيل حكومة مكتملة المواصفات، محذّرة من انّ تَولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية يشكل تعديلاً بل اعتداء على اتفاق الطائف».

 

واتهمت الاوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأنه «ينحو في هذا الاتجاه ويريد ان يستغلّ غياب موقع الرئاسة، حين ينتهي عهد عون، حتى يعيد إحياء عظام حكومته وهي رميم». ونبّهت الى انه «اذا تولّت حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس في حال وقع الفراغ الرئاسي فستكون بالنسبة الينا في موضع «المشكوك فيها»، لأنّ تلك الصلاحيات يجب أن تنتقل الى حكومة أصيلة».

 

إطلالة لنصرالله اليوم

 

في هذه الاجواء يطلّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة والنصف مساء اليوم عبر قناة «المنار» حيث ينتظر ان يتحدث عن مجمل التطورات السياسية المحلية والاقليمية والدولية، ومن المتوقع ان يتحدث عن الملفات الداخلية المطروحة ولا سيما منها الملف الحكومي والاستحقاقات المتصلة به. كذلك ينتظر ان يتحدّث عن ملف ترسيم الحدود البحرية وحقوق لبنان الغازية والنفطية في ضوء الطائرات الثلاث المسيّرة التي اطلقها «حزب الله» فوق حقل «كاريش» قبل اكثر من 10 ايام وما تبعها من ردود فعل داخلية واسرائيلية ودولية.

 

الترسيم

 

وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية وانتظار لبنان الرد الاسرائيلي على مقترحاته الاخيرة التي حملها الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى تل ابيب، من المقرر أن يصل هذا الوسيط الأسبوع الجاري الى إسرائيل «ليجتمع مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، وأعضاء طاقم التفاوض».

 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية «مكان»، أنّ «جهات فرنسية رسمية نقلت خلال الأيام الأخيرة رسائل إلى لبنان مفادها أنّ المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تصبّ في خانة مصلحة بيروت، وأنّ الأعمال الاستفزازية كإطلاق المسيّرات قد تمسّ بعملية التحاور».

 

وبحسب «مكان»، أعربت مصادر كبيرة في إسرائيل عن «تفاؤلها» بتحقيق تقدم في المفاوضات.

 

وأشارت الهيئة الى أنّ «سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، أكد في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي أنّ إطلاق المسيّرات من قبل «حزب الله» هو محاولة واضحة لتهديد أمن إسرائيل»، معتبراً أن هذا الأمر «استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة، ويجب أن تستنكره الأسرة الدولية بشدة».

 

وأكّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنّ «أفعال الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله تشكّل أرضية خصبة للإرهاب في لبنان»، مشيراً إلى أن «الرد سيكون مزلزلاً»، وذلك بحسب ما أفادت قناة «العربية».

 

ونقل الموقع الإلكتروني الإسرائيلي 0404، مساء، عن أردان قوله إنّ «حكومة بلاده طالبت مجلس الأمن بالتدخل بعد إطلاق «حزب الله» لطائرات من دون طيار فوق منصة كاريش للغاز الطبيعي الأسبوع الماضي».

 

وذكر الموقع الإسرائيلي أن «إسرائيل قد ادّعت أن إطلاق «حزب الله» للطائرات المسيرة نحو حقل الغاز «كاريش» يعدّ استفزازاً وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، وانّ تل أبيب ستتخذ جميع الإجراءات لحماية بنيتها التحتية للطاقة».

 

قدرات الجيش البحرية

 

من جهة ثانية استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون أمس في مكتبه في اليرزة، قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال شارلز كوبر، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا ووفد مرافق. وجرى خلال اللقاء، البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين، ولا سيما منها تطوير قدرات القوات البحرية في الجيش اللبناني.

 

موظفو المالية

 

وفي مجال آخر أعلن رؤساء الوحدات في مديرية المالية العامة، في بيان أمس، استمرارهم في الاضراب، وذلك «بعد الخطوات التصعيدية إثر الاجتماعات والمناقشات المتتالية والمستمرة والاضرابات التي نفّذها موظفو مديرية المالية العامة، مطالبين بالحد الادنى للعيش، في ظل استحالة تأمين حاجات عائلاتهم، نتيجة التدهور الكبير في رواتبهم»، وقرروا «عدم العودة الى العمل او حتى الحضور لمدة يومين الّا بعد تأمين الحد الادنى اللازم والفوري لدفع رواتب موظفي وزارة المالية، وفق معادلة 8000 ليرة لبنانية للدولار، والعمل على مساواة الموظفين لناحية تغطية كلفة التنقّل على اساس احتساب ليترات بنزين مع الاخذ في الاعتبار مركز سكنهم». وأعربوا عن «اعتذارهم مسبقاً من المواطنين الكرام وموظفي الإدارات العامة على اعلان الاضراب المفتوح لمديريات ومصالح وصناديق وزارة المالية، ومن المسؤولين لعدم إمكانية الوجود في العمل وانجاز المهمات وحضور الاجتماعات»، آسفين «جداً لما آلت اليه الأمور».

 

مستشار النمسا

 

على صعيد آخر يستعد لبنان لاستقبال المستشار النمساوي كارل نيهامر، الذي يزور لبنان للمرة الاولى منذ تولّيه مهماته في العام 2021 على رأس وفد من المسؤولين الكبار يتقدمهم وزير الدفاع وعدد من الضباط الكبار إضافة الى مسؤولين حكوميين من مواقع مختلفة.

 

ويتفقد الرئيس السويدي والوفد المرافق، بعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، وحدات بلاده في قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب («اليونيفيل»)، في وقت تستقبل هذه القوات وفوداً عدة من دول تشارك فيها قبل تمديد مهماتها في آب المقبل لولاية سنوية جديدة.

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري: سندافع عن مواردنا البحرية أكثر مما دافعنا في البر

 


أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري «أننا سندافع عن مواردنا البحرية والبرية تماماً بل أكثر مما دافعنا فيه عن برنا»، داعياً في الوقت نفسه «للإقلاع عن أي محاولة لإسقاط لبنان من داخله بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ»، مطالباً «بالكفّ عن الإمعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الأحقاد الشخصية والأنانية».

ويخوض لبنان مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية أممية ووساطة وتسهيل أميركيين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بما يتيح له استخراج الغاز والنفط من المياه الإقليمية اللبنانية. وقال بري في بيان لمناسبة الذكرى الـ16 لحرب يوليو (تموز) 2006 بين لبنان وإسرائيل، إن «اللبنانيين أثبتوا في مثل هذا اليوم عجز القوة الإسرائيلية عن كسر إرادة اللبنانيين في المقاومة والصمود والوحدة ذوداً عن لبنان وحقوقه وسيادته». وذكّر بري بـ«التمادي الإسرائيلي بحق لبنان يعد انتهاكاً لسيادته براً باستمرار احتلالها للشطر الشمالي من قرية الغجر، وجواً بانتهاك السيادة اللبنانية بأكثر من 22 ألف خرق جوي لمندرجات القرار 1701، وبحراً من خلال النوايا العدوانية المكشوفة والمبيتة لنهب ثروات لبنان من نفط وغاز»، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل للإذعان للقرارات الدولية ذات الصلة.

كما أكد «أننا سندافع عن مواردنا البحرية والبرية تماماً بل أكثر مما دافعنا فيه عن برنا». وتابع: «كما كان اللبنانيون في مثل هذا اليوم من تموز عام 2006 أمام اختبار في انتمائهم الوطني والقومي الأصيلين، هم اليوم أمام ما يحدق بوطنهم من مخاطر وتحديات أمام امتحان جديد، مدعوون لاستحضار كل العناوين التي مكنتهم من الانتصار في تموز عام 2006، وفي مقدمها الوحدة والحوار والإقلاع عن أي محاولة لإسقاط لبنان من داخله بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ والكف عن الإمعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الأحقاد الشخصية والأنانية».

 

**************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الحكومة على الرفّ.. وملفات لبنان على طاولة بايدن في المنطقة

الإضرابات تُطوِّق ميقاتي بدءاً من المالية .. وشكوى إسرائيلية ضد مسيَّرات حزب الله

 

يتجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى التهدئة أقله الكلامية، في وقت يضرب فيه العهد صفحاً عن تأليف حكومة جديدة أو إصدار مراسيمها، ضمن طبخة حسابات، قد تتضح تباعاً، في ما تبقى من هذا الأسبوع، مع إعراض الوسطاء التقليديين عن الخروج إلى الساحة، ومع ما يمكن ان يعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله هذا المساء، لمناسبة مرور 16 عاماً عى حرب تموز 2006، وما نجم عنها من ترتيبات، يترجمها القرار 1701، والهدوء غير الخاضع لقرار وقف النار، باعتبار ان ما هو معمول به قرار وقف العمليات الحربية في 14 آب 2006.

وعشية اطلالته، تقدمت إسرائيل بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد المسيرات التابعة له التي أطلقها فوق حقل كاريش النفطي المتنازع عليه مع لبنان.

بالتزامن، وعشية وصول الرئيس الأميركي جون بايدن إلى المملكة العربية السعودية، كشفت المملكة عن تمكن أجهزة الأمن التابعة لها، وبخطوة استباقية من إحباط محاولة تهريب مخدرات عن طريق البحر إلى أراضيها عبر نيجيريا، متهمة حزب الله بالوقوف وراء شبكة إنتاج وتهريب المخدرات.

وإذا كانت ملفات لبنان ستحضر في محادثات الرئيس الأميركي بايدن في العواصم التي تشملها جولته، فإن الوضع الداخلي، على مستوياته كافة، يدخل مرحلة غير مسبوقة من التأزم، تجعل حكومة تصريف الأعمال عاجزة تماماً عن العمل، في وقت وضعت فيه تشكيلة الرئيس ميقاتي في جارور الرئاسة في بعبدا، وكأنها لم تكن..

واشارت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، الى أنه لم يطرأ اي تطورات في مسار التشكيل، تؤدي إلى حلحلة العقد والعراقيل الاساسية التي جمدت عملية التشكيل.

وتوقعت المصادر ان يعاود البحث بملف تشكيل الحكومة فور عودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من الخارج المتوقعة اليوم، حيث من المرتقب ان يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون لهذه الغاية، في ظل اجواء ومواقف متشنجة من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لا تؤشر الى امكانية تحقيق اختراق ملموس في ملف التشكيل، بسبب جملة اسباب، اولها محاولة نسف التشكيلة الوزارية التي قدمها ميقاتي لرئيس الجمهورية، واعادة تركيب تشكيلة مغايرة تماما، تلحظ توسيع الحكومة لتضم ثلاثين وزيرا، من بينهم ستة وزراء دولة، على أن يعاد توزيع الحقائب الوزارية الاساسية والوازنة من جديد على اساس المداورة، او ابقاء القديم على قدمه، اي ابقاء وزارة الطاقة من حصة فريق رئيس الجمهورية، اي التيار الوطني الحر، في حين يبدو رئيس الحكومة المكلف منفتحا لمناقشة التشكيلة الوزارية مع رئيس الجمهورية حصرا، والتشاور بخصوصها، مع الاستعداد لتعديلات محدودة، على أن تبقى الحكومة على شكلها الحالي، ووزارة الطاقة لن تسند لاي شخصية من فريق العهد، اي فريق باسيل، لتعذر النهوض بقطاع الكهرباء والفشل الذريع بادارة الوزارة منذ أكثر من عشر سنوات، وبالتالي لم يعد ممكنا أو مستحبا، لتكرار تجربة الفشل من جديد.

واعتبرت المصادر ان اتساع هوة الخلافات بين عون والرئيس المكلف، يصعب تضييقها، لتمسك كل منهما بمواقفه، وبالتالي فإن ملف تشكيل الحكومة الجديدة بحكم المجمد حاليا، ومن الصعب تحريكه نحو انجاز التشكيلة الوزارية، اذا لم يبدل كل منهما موقفه، ويتقدم خطوة باتجاه الاخر، ورجحت الاستمرار في دوامة الشروط والمطالب التعجيزية التي يطرحها رئيس التيار الوطني الحر بواسطة رئيس الجمهورية، لاستهلاك مزيد من الوقت بلا طائل، لحين موعد الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح على الابواب.

ووصفت المصادر كل ما ينقل عن مصادر الرئاسة الاولى او اوساط التيار الوطني الحر، بأن رئيس الجمهورية، لن يسلم صلاحياته لحكومة تصريف الأعمال في حال لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، انما يندرج في اطار حالة الهذيان التي تصيب التيار الوطني الحر، لقرب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ومحاولة عديمة الجدوى، للحصول على تنازلات من الرئيس المكلف في ملف تشكيل الحكومة، وشددت على ان الترويج لكل هذه السيناريوهات الوهمية، لن يقدم ولا يؤخر في مسار انتخابات رئاسة الجمهورية، التي يحرص رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى دعوة المجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فور حلول موعد الانتخابات، بدون اي تأخير لقطع الطريق نهائيا امام اي طرف للتذرع، بالفراغ، او بوجود حكومة غير اصلية، او لمجرد التفكير للتمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون، او لاستمراره بسدة الرئاسة بعد انتهاء ولايته في نهاية شهر تشرين الاول المقبل.

واعتبرت المصادر ان كل ما يروج بهذا الخصوص، لا قيمة له دستوريا، وبمجرد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، سيغادر قصر بعبدا، في حال تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية او تعثر انتخاب الرئيس لاي سبب كان، وعندها تتولى حكومة تصريف الأعمال برئاسة ميقاتي صلاحيات الرئيس اذا لم تنجح الجهود المبذولة لتاليف الحكومة الجديدة، خلافا لكل الادعاءات المزيفة.

من جهة ثانية كشفت مصادر نيابية ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حاول اقناع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان بادراج بند في مشروع موازنة العام الحالي الذي تدرسه اللجنة حاليا، ينص على تحديد صلاحيات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتقييد حركته، الا ان النائب كنعان ابلغ باسيل استحالة تنفيذ هذا الطلب، لانه يتعارض مع قانون النقد والتسليف الذي يحدد صلاحيات ودور الحاكم.

وعليه، يتجه الوضع الحياتي والمعيشي إلى مزيد من التصعيد، بعد إعلان رؤساء الوحدات في وزارة المال الإضراب المفتوح، في بيان شددوا فيه على اننا «لن نعمل الا بعد دفع الرواتب وفقاً لمعادلة 8000 ل.ل.».

وأفاد بيان عن رؤساء مديرية الواردات والضريبة والصرفيات والمحاسبة العامة، والدين العام، ومالية النبطية ولبنان الشمالي وعكار وجبل لبنان وبعلبك – الهرمل، ومديرية الخزينة انهم ناقشوا «التحديات والهموم التي تواجه موظفي المالية، وقرروا إزاء اللاجدية والاستنسابية عدم العودة إلى العمل، ولا حتى الحضور لمدة يومين، الا بعد تأمين الحد الأدنى اللازم والفوري لدفع رواتب موظفي المالية وفقاً لمعادلة 8000 ليرة لبنانية للدولار بالإضافة إلى مطالب أخرى».

ويأتي هذا القرار بعد الدعوة إلى اجتماع تعقده اليوم روابط موظفي القطاع العام لاتخاذ موقف تصعيدي والمطالبة بمساواتهم بالقضاة.

وكانت عطلة عيد الاضحى المبارك انتهت ولم يُسجل اي تقدم على صعيد اتصالات تشكيل الحكومة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي الذي امضى العطلة في لندن، بإنتظار عودة ميقاتي خلال اليومين المقبلين، فيما افادت بعض المعلومات نقلاً عن مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة المكلّف «أن ميقاتي طلب موعداً للقاء الرئيس عون وكان الجواب «دقيقتين ومنردّ خبر»، ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب.

وأضافت المصادر: أن حكومة تصريف الأعمال مهامها واضحة قبل أو بعد انتهاء العهد، وسيكون هناك تصعيد في المرحلة المقبلة، إذا تم التمهيد إلى إمكانية بقاء عون في قصر بعبدا بعد انتهاء عهده».

كما ذكرت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان الرئيس ميقاتي اتصل بعون يوم الجمعة وابلغه نيته السفر الى لندن لقضاء عطلة العيد، وسأل ما اذا كان ممكناً اللقاء، لكن عون ابلغه ان لا داعي للقاء اذا لم يكن هناك شيء جديد (بخصوص الملاحظات على تشكيلة الحكومة)، وعندما تعود نتحدث ربما يكون قد طرأ جديد.

لكن المستشار الاعلامي للرئيس ميقاتي فارس الجميل ابلغ «اللواء»: اننا غير معنيين بما يصدر من تسريبات ولانعلّق عليها، واي موقف يصدرعن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي وما نريد ان نعلنه نعلنه، والتسريبات هدفها التوتير او التأجيج.

وقال ردا على سؤال: ان التشكيلة التي قدمها الرئيس ميقاتي هي ارضية للنقاش، وهو امر يتم بين الرئيسين عون وميقاتي كونهما المعنيين بتشكيل الحكومة دون سواهما.

من جهة ثانية، غرّد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب غسان عطالله عبر «تويتر»: الأيام المقبلة ستشهد تقدّماً إيجابيّاً في ما خصّ موضوعي (ترسيم) الحدود والتدقيق الجنائي. انشالله خير». وقالت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» أن الملف الحكومي في حال من المراوحة بعدما غيبت الاتصالات المباشرة حوله وليس معروفا متى تخرق حال الجمود بشأنه وهذا يعني أن تتحرك المساعي مجددا أو أن يحصل اتصال مباشر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

وأوضحت هذه المصادر أن ما من تبادل جديد للأفكار أو المقترحات بشأن تأليف الحكومة.

وأشارت المصادر إلى أن ملف الرئاسة الأولى أضحى محور التحركات السياسية وهو مرشح لأن يتفاعل سواء في المواقف أو غير ذلك، مشيرة إلى أن دخول البطريرك الماروني على الخط هو لوضع الأمور في نصابها لجهة التأكيد على اهمية قيام الاستحقاق.

ولفتت إلى أنه في مقابل المواقف الداعية إلى التحضير للأنتخابات الرئاسية سريعا وقبل انتهاء العهد الحالي، قد تصدر مواقف لاسيما من فريق التيار الوطني الحر لتؤكد المهلة الدستورية وبقاء الرئيس عون في منصبه حتى آخر يوم من ولايته.

شكوى ضد حزب الله

والجديد، في التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ان الأخيرة تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن ضد مسيرات حزب الله.

ونقل عن سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد اردان قوله ان «حكومة بلاده طالبت مجلس الأمن بالتدخل بعد إطلاق حزب الله لطائرات دون طيّار فوق منصة كاريش للغاز الطبيعي الأسبوع الماضي».

وأعلنت المملكة العربية السعودية انها تمكنت من إحباط محاولة تهريب مخدرات بحراً من لبنان إلى المملكة العربية السعودية عبر نيجيريا، لافتة إلى ان المحاولة هي لشبكة إنتاج وتهريب المخدرات مرتبطة بحزب الله.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال سلهوب قوله ان «المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الاجرامية التي تمتهن تهريب المخدرات إلى المملكة، أسفرت عن إحباط محاولة إحدى شبكات إنتاج وتهريب المخدرات المرتبطة بحزب الله اللبناني الارهابي لتهريب 451.807 اقراص «إمغيتامين» إلى المملكة بحراً من لبنان إلى جمهورية نيجيريا الاتحادية، مخبأة داخل معدات ميكانيكية حيث تمّ بالتنسيق مع الجهات النظيرة في جمهورية نيجيريا ضبطها قبل شحنها إلى دولة أخرى وإرسالها إلى المملكة».

لا كهرباء ولا خبز

على الصعيد المعيشي والحياتي، ترددت معلومات أن معمل الزهراني توقف عن العمل منتصف ليل امس الثلاثاء، بسبب نفاد مادة المازوت على أن يستأنف العمل اواخر تموز الجاري. وتبين أنّ خزينه من مادة الفيول أويل قد نفد تماماً قبل الوقت المُحدّد له.

مصادر في مؤسسة «كهرباء لبنان» قالت لـ»لبنان24» : إنّه من المرتقب وصول شحنة من مادة الغاز أويل المخصصة لشهر تموز أواخر الشهر الجاري، على أن يتم تفريغ حمولتها يوم 28 تموز، وبعد ذلك، سيُصار إلى إعادة وضع معمل الزهراني ضمن الخدمة.

كما أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في بيان، «توقيف مجموعات الإنتاج في معمل بولس ارقش يوم غدٍ الخميس من التاسعة صباحا ولغاية الثالثة بعد الظهر، لإجراء أشغال ضرورية في المعمل.

وكالعادة بشرت مؤسسة كهرباء لبنان بأن لبنان على وشك الدخول في العتمة الشاملة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد خروج معمل الزهراني من الخدمة، بفعل عدم توافر مادة الفيول، وبقي معمل دير عمار في الخدمة بمفرده.

وفي الموضوع المعيشي، أدت طوابير الانتظار وكثافة ازدحام المواطنين أمام أفران العنتبلي في منطقة باب الحديد – طرابلس، إلى قطع مسلك من الطريق هناك، وبحسب المعلومات، فإن المواطنين تجمعوا أمام الأفران منذ الصباح الباكر بغية شراء حاجاتهم من الخبز اليومي، وقد وصلت طوابيرهم إلى الشارع العام.

كما اُفيد عن قيام احد المواطنين بقطع الطريق في مدينة المنية، مطالبا بتأمين الخبز له ولعائلته، ورفع ورقة كتب عليها «بدي خبز».

كذلك حصل خلاف في منطقة البداوي امام فرن «الريداني» بين متجمعين لشراء الخبز، ادى الى تضارب واطلاق نار اصيب نتيجته ثلاثة مواطنين بجروح بينهم شخص اصيب برقبته اصابة بالغة، ما دفع صاحب الفرن الى اقفاله.

لكن رئيس نقابة أصحاب المطاحن اللبنانية أحمد حطيط، ابلغ وكالة «رويترز» إن لبنان سيتسلم 35 ألف طن من القمح من أوكرانيا وروسيا هذا الأسبوع، في خطوة قد تخفف مؤقتا مشكلة نقص القمح في البلاد.

وأضاف: أن السفن تبحر من ميناءي ريني وإسماعيل على ضفاف نهر الدانوب في أوكرانيا، وميناءي روستوف أون دون والقوقاز الروسيين.

وفي السياق المعيشي والمطلبي، تداعت جميع روابط القطاع العام (المتقاعدون ومن لا زالون في الخدمة) الى عقد اجتماع هام بعد ظهر اليوم «للخروج بخطة تصعيدية صارمة تجاه الوضع الذي وصلت اليه المعاشات والرواتب واللامبالاة التي يظهرها المسؤولون حيال تصحيحها، كذلك محاولة استرضاء القضاة بتحويل رواتبهم على أساس دولار يساوي ٨٠٠٠ ل.ل. دون سواهم من مكونات القطاع العام». كما ورد في بيان الروابط.

785 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 785 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1127196 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 202.

 

نبض بيروت في شارع الحمراء

 

في غمرة عطلة الأضحى المبارك، والتبعات المالية غير الممكنة المترتبة عن المناسبة التي ينتظرها الصغار والكبار للفرح والاحتفال بالعيد الكبير عند المسلمين، سجل معرض نبض بيروت، الذي نظمته جمعية تجار بيروت، للمأكولات والمونة البلدية والأعمال الحرفية والفنية في شارع الحمراء الرئيسي، خطوة باتجاه التنشيط الاقتصادي، وتأمين الوفرة للمحتاجين، في إشارة إلى قوة الحياة في عاصمة لبنان بيروت..

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

بايدن في الشرق الاوسط وبوتين في طهران: من يصرخ اولا؟!

 اللبنانيون يشحذون ربطة الخبز

 باسيل يدرس خياراته الرئاسية وعون مطمئن لنهاية ايجابية لـ «الترسيم» – بولا مراد

 

في الوقت الذي يبدأ اليوم الرئيس الاميركي جو بايدن زيارة هي الاولى له الى منطقة الشرق الأوسط منذ انتخابه رئيسا، أُعلن أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتوجه إلى طهران الثلاثاء المقبل للمشاركة في قمة ثلاثية مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتكتسب هذه الحركة اهمية قصوى باعتبارها تحدد مصير اكثر من ملف حيوي وبالتالي ما اذا كانت المنطقة مقبلة على تهدئة او انفجار خاصة في ظل استمرار النهج الاميركي القائم على استكمال مسار الضغوط القصوى الذي كان انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سعيا لاخضاع طهران للشروط الاميركية المرتبطة بالاتفاق النووي، وهي ضغوط تمارسها واشنطن ايضا على موسكو بهدف اخضاعها بملف اوكرانيا، علما ان اوراق الجوكر التي يلعبها بوتين وبخاصة ورقة قطع الغاز عن اوروبا باتت تقض مضاجع الولايات المتحدة ومعها الدول الاوروبية ما يجعلها تستعجل انجاز اتفاق بين لبنان و»اسرائيل» يتيح لهما استخراج الغاز من البحر المتوسط لسد احتياجات القارة العجوز، ما يتيح اختصار المشهد الاقليمي- الدولي باطار معادلة «من يصرخ اولا»؟!

عون متفائل

 

ويبدو ان لبنان الرسمي يتوقع ان يكون مستفيدا من التطورات الحاصلة على صعيد ملف الغاز، خاصة وان زوار رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون نقلوا عنه لـ»الديار» انه متفائل للوصول إلى خواتيم سعيدة بما يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية، حتى أنه قال ان «هذه الإيجابية قد تنعكس أيضا على الحدود البرية».

 

وفي هذا السياق، وفي ذكرى 12 تموز 2006، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري المجتمع الدولي الى «تحمل مسؤولياته للضغط على المستويين السياسي والأمني على الكيان الإسرائيلي وكبح جماح عدوانيته والإذعان للقرارات الدولية ذات الصلة»، مؤكدا «الدفاع عن مواردنا البحرية والبرية تماماً بل أكثر مما دافعنا فيه عن برنا».

كباش حكومي- شخصي

 

وبما يؤكد الوصول باكرا الى ما يشبه الحائط المسدود بملف تشكيل الحكومة، اعتبر بري يوم امس ان اللبنانيين «أمام إمتحان جديد مدعوون فيه لإستحضار كل العناوين التي مكنتهم من الإنتصار في تموز عام 2006 وفي مقدمها الوحدة والحوار والإقلاع عن أي محاوله لإسقاط لبنان من داخله بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ والكف عن الإمعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الاحقاد الشخصية والأنانية»، معتبرا انها «أفعال وسياسات من حيث يدري أو لا يدري مرتكبوها ترقى الى مستوى الجريمة لا بل الخيانة بحق لبنان واللبنانيين».

 

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة على ملف تشكيل الحكومة ان «الموضوع تطور سريعا بعدما كشف كل فريق نواياه للآخر وتحول الصراع من كباش على الحصص والصلاحيات الى كباش شخصي بين عون وباسيل من جهة وبري وميقاتي من جهة اخرى».

 

وتقول المصادر لـ»الديار»:» ليس مستبعدا ان تستمر الشكليات في عملية التشكيل فيزور ميقاتي قصر بعبدا قريبا لكنه سيكون خالي الوفاض متمسكا بتشكيلته التي سبق ان قدمها الى عون منفتحا على تعديلات بالشكل لا بالمضمون، وهو ما سيرفضه عون الذي بات على يقين ان ما يحصل محاولة لكسره اكثر لا بل ابعد من ذلك محاولة لانهاء عهده قبل ان ينتهي دستوريا، لذلك لن يتردد والنائب باسيل بمحاولة تطويق كل هذه المحاولات ايا كانت التداعيات».

 

وبحسب معلومات «الديار» فقد باشر باسيل حصر خياراته للتعامل مع المرحلة المقبلة بعدما بات على قناعة بانعدام حظوظه الرئاسية وبأنه من الافضل له عدم خوض معركة خاسرة تفاقم خساراته والعماد عون، على ان ينصرف في السنوات المقبلة لحصر الخسارات ومحاولة استيعابها وترتيب البيت العوني الداخلي وبالتوازي العلاقات مع مختلف القوى السياسية الداخلية تمهيدا للاستحقاق الرئاسي عام 2028».

 

وتشير المعلومات الى ان «ذلك لا يعني ان باسيل سيقبل الظهور بموقع الخاسر او المستسلم في المرحلة الحالية بل بالعكس سيسعى لرفع سقفه ووضع جملة من الشروط تسبق اي تنازل يقدمه ايا كان شكله لقناعته انه كان ولا يزال صاحب اكبر كتلة نيابية مسيحية ولا يمكن تخطيه».

شحادة الخبز

 

وفيما يبدو الافق السياسي مغلقا بانتظار ما سيرشح من تطورات بعيد حراك بايدن وبوتين، وما ستحمله كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المرتقبة في الساعات المقبلة، وهي كلمة ستضع النقاط على الحروف بملف الترسيم بعد البيان «المزعج» الذي صدر عن ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، تتواصل مآسي اللبنانيين مع الكهرباء والمياه والخبز الذي انقطع بشكل شبه كلي يوم امس، ما اضطر العشرات للاصطفاف في طوابير طويلة امام بعض الافران التي فتحت ابوابها والتي لم تعط كل شخص الا ربطة واحدة.

 

ورد رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف في حديث صحفي تجدد ازمة الخبز لـ»اقفال المطاحن لأول مرة 5 أيام متتالية خلال فترة الأعياد، الأمر الذي فاقم أزمة الرغيف».

 

وأعلن أنّ «المطاحن عاودت إنتاجها إعتباراً من صباح الثلاثاء ، وهي بدأت بإنتاج الطحين وسيتم توزيعه على الأفران بشكل كامل»، مرجحا انتهاء الازمة «في غضون 24 أو 48 ساعة المقبلة على أبعد تقدير».

 

وأوضح سيف أنّ «هناك شحنات من القمح في طريقها إلى لبنان وقد تمّ التعاقد عليها على السعر المدعوم». وناشد المعنيين «بضرورة شراء الإنتاج اللبناني من القمح القاسي وتقدّر كميته بحوالي 50 ألف طن، إذ بالإمكان خلطه مع القمح الطري لإنتاج الطحين، وهذا ما يتيح للبنان خلق مخزون من القمح المعد للطحن وإنتاج طحين يكفي السوق المحلية لحوالي الشهرين أو أكثر».

 

من جهتها، قالت مصادر مواكبة لهذا الملف لـ»الديار «:»لا يبدو ان ازمة الخبز ستنتهي قريبا. فهي ما تلبث ان تخفت حتى تنفجر مجددا.طالما الطحين مدعوم ستبقى الازمة مفتوحة وستبقى معاناة اللبنانيين قائمة».

 

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

خلاف عون – ميقاتي يجمّد الأوضاع السياسية  

 

امام الحدث الدولي الكبير المتمحور على جبهتين وانعكاساته البالغة على دول المنطقة يصبح الحديث في تفاصيل اليوميات اللبنانية صغيرا وصغيرا جدا.

 

اليوم يصل الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل قبل محطة مهمة في السعودية سيحاول خلالها اقناع ولي العهد الامير محمد بن سلمان بزيادة ضخ النفط، بعدما اغلقت روسيا خط غاز السيل الشمالي نحو أوروبا لإجراءات ادعت انها تتصل بالصيانة. ويشارك في القمة الخليجية التي تنعقد بحضور مصر والاردن والعراق. وفي ضوء المحادثات الاميركية- الاسرائيلية، ثم الاميركية – السعودية سيتحدد الكثير من معالم المنطقة.

 

طهران التي رأت في الخطوة استفزازا يهدد الامن القومي لايران والاقليم، سارعت امس الى الكشف اولا عن زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليها قبل ان يعلن الكرملين عن  قمة بين بوتين والرئيسين الايراني ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان بشأن سوريا في طهران في 19 الجاري، علما ان اردوغان اجرى امس اتصالاً هاتفيًّا مع ولي العهد السعودي لمناسبة عيد الأضحى.

 

لقاء مرتقب؟

 

وفي انتظار ما سيترتب من نتائج جراء المحطتين، يبقى لبنان في موقع المترقّب، وغارقا في العطلة الرسمية لعيد الاضحى التي تستمر حتى اليوم الاربعاء. وعليه، يفترض ان تتحرك في الساعات المقبلة عجلات عربة التأليف الحكومية المشلولة منذ ايام، مع عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج حيث يتوقّع ان يزور قصر بعبدا لاستكمال مشاوراته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هذا اذا ما تم تحديد موعد له من قِبل القصر، علما ان اي لقاء مرتقب بين الرجلين، من المستبعد ان يؤدي الى اي خرق ايجابي في جدار التشكيل.

 

الجريمة والخيانة

 

وفي السياق، وفي مناسبة ذكرى 12 تموز، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري “الى الإقلاع عن أي محاوله لإسقاط لبنان من داخله بضربات التعطيل وإغراق مؤسساته في الفراغ والكف عن الإمعان في العبث السياسي والدستوري والتضحية بالوطن على مذبح الاحقاد الشخصية والأنانية، فهي أفعال وسياسات من حيث يدري أو لا يدري مرتكبوها ترقى الى مستوى الجريمة لا بل الخيانة بحق لبنان واللبنانيين”. وقال “كما كان اللبنانيون في مثل هذا اليوم من تموز عام 2006 أمام اختبار في إنتمائهم الوطني والقومي الأصيلين هم اليوم أمام ما يحدق بوطنهم من مخاطر وتحديات أمام إمتحان جديد مدعوون فيه لإستحضار كل العناوين التي مكنتهم من الإنتصار في تموز عام 2006 وفي مقدمها الوحدة والحوار”.

 

كلمة لنصرالله

 

وليس بعيدا، تتجه الانظار الى الكلمة التي يلقيها مساء اليوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتي سيتطرق فيها الى قضايا الساعة من التشكيل الى الترسيم البحري الجنوبي، وسط اجواء تفيد بأن الضاحية منزعجة من البيان الذي أصدره ميقاتي ووزير الخارجية في حكومته عبدالله بوحبيب في هذا الشأن الاسبوع الماضي.

 

عمل تخريبي

 

في المواقف انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  المراوغة واللامبلاة المستمرة في موضوع تشكيل الحكومة، معتبرا ان عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنيا وسياسيا وميثاقيا لهو عمل تخريبي.

 

واضاف: ونرفض أيضا مع شعبنا التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية. نتمسك بضرورة احترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسيا وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته. ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحديا لأحد، ويكون قادرا على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية، وعلى جمع المتنازعين الشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي. وتقتضي ظروف البلاد أن يتم انتخاب هذا الرئيس في بداية المهلة الدستورية لا في نهايتها ليطمئن الشعب وتستكين النفوس وتنتعش الآمال”.

 

قدرات الجيش

 

من جهة ثانية، بحث قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، مع قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال Cooper Charles ، في علاقات التعاون بين جيشي البلدين ولا سيما تطوير قدرات القوات البحرية في الجيش اللبناني بحضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا ووفد مرافق.

 

شكوى إسرائيلية ضد لبنان

 

تقدّم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، بشكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن طائرات “حزب الله” المسيرة فوق حقل كاريش.

 

واكد أردان، أن “حكومة بلاده طالبت مجلس الأمن بالتدخل بعد إطلاق حزب الله لطائرات دون طيار فوق منصة كاريش للغاز الطبيعي الأسبوع الماضي”.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram