افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8 تموز 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8 تموز 2022

Whats up

Telegram


افتتاحية صحيفة البناء:

«القومي» يحيي ذكرى الثامن من تموز: نستمدّ من سعاده في كلّ لحظة قوّة جديدة

الحرب على روسيا تطيح جونسون… وسخونة على الخط الأميركي الإيراني عبر قطر
مجلس الأمن يدعو لحكومة جديدة والإصلاحات… والسعودية تعفي اللبنانيين من تعقيدات العودة
المصرف المركزي يفتح اعتماد الكهرباء… وحمية يسأل: لماذا دائما لا يتحرك إلا بعد الواقعة؟

 

جمود عطلة عيد الأضحى مسيطر حكومياً، ومستقبل مفاوضات الترسيم ينتظر الوضوح خلال الأسبوع المقبل، بعد كلام رئيس الجمهورية عن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق يحفظ مصلحة لبنان، والمقاومة على جهوزيتها في كلّ الأحوال.

دولياً جملة تطورات توحي بتراجع عناصر القبضة الأميركية التي خاضت الحرب على روسيا من البوابة الأوروبية مع ترنّح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، استعداداً لسقوط، فيما مشهد الحرب يسجل المزيد من التقدّم الروسي العسكري المتسارع من جهة، والاستعداد لاحتمالات فتح جبهة بولندا من قبل بيلاروسيا، من بوابة أزمة الحصار على كالينينغراد، مع تحذيرات روسية لبولندا من محاولة اللعب بالنار والتفكير بالتوغل في غرب أوكرانيا، بينما سجلت قنوات الاتصال التي تديرها الدوحة بين واشنطن وطهران مزيداً من السخونة، بما يوحي بوجود فرصة لاستئناف المفاوضات بعد الانتهاء من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة.

بالنسبة للبنان ظهرت مؤشرات إيجابية دولياً عبر ما صدر عن مجلس الأمن الدولي من إشارات توحي بوجود مناخ دولي عبر عنه المجلس، بالإشارة إلى مصلحة الدول المؤثرة في القرارات والبيانات التي تصدر بإجماع الأعضاء بالحفاظ على استقرار لبنان ومنعه من السقوط، وتضمّن البيان الدعوة إلى تشكيل سريع لحكومة شاملة جديدة وتنفيذ عاجل للإصلاحات الملموسة المحدّدة مسبقاً، بما في ذلك الاعتماد السريع لميزانية مناسبة لعام 2022 من شأنها أن تمكّن من إبرام سريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، للاستجابة لمطالب اللبنانيين، بينما عبّر القرار السعودي عن إعفاء اللبنانيين من شرط الإقامة خارج لبنان لـ 14 يوماً في طريقهم إلى السعودية، عن إشارة لفكفكة التعقيدات التي ظهرت خلال فترة التأزّم اللبناني ـ الخليجي، بما يوحي أيضاً ببدء زوال المناخ العدائي الذي كانت له مترتبات وانعكاسات اقتصادية ومالية، سواء بالنسبة للصادرات اللبنانية الى الخليج، أو بالنسبة لما ينتظره المسؤولون الحكوميون اللبنانيون من فكّ الحظر عن مشاركة السعوديين في تنشيط موسم السياحة الصيفية التقليدية إلى لبنان.

في الشأن الحياتي بقي ملف الاتصالات وزيادة الأسعار في الواجهة، بعدما تمّ السطو على أرصدة اللبنانيين في هواتفهم بإعادة تسعيرها على سعر يعادل خمسة أضعاف على الأقلّ للأسعار التي تمّ شراؤها على أساسه، بينما جاء انقطاع الكهرباء الكلي بسبب عدم قيام مصرف لبنان بتسديد مستحقات الشركة المشغلة، ثم انفرج الوضع بعد قيام المصرف في اللحظة الأخيرة بالإفراج عن المستحقات، ما دفع وزير الأشغال علي حمية، من موقع مسؤوليته عن تأمين الكهرباء لمطار بيروت، لطرح السؤال، عن سبب تكرار ظاهرة امتناع وتدخل مصرف لبنان على قاعدة إنتاج الأزمة والتحكم بحلها؟

 

فيما فرضت عطلة عيد الأضحى وسفر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حالة من الاسترخاء السياسي والحكومي، وبالتالي إرجاء المشاورات الرئاسية حول تأليف الحكومة الجديدة وجملة ملفات سياسية وحيوية أساسية كترسيم الحدود البحرية الى ما بعد العطلة، تقدّمت الملفات الحياتية والمعيشية الى الواجهة في ظلّ ارتفاع النقمة الشعبية وغضب الشارع على الحكومة وقراراتها الأخيرة التعسّفية بحقّ المواطنين لا سيما الشريحة الشعبية الفقيرة التي باتت تشكل أغلب الشعب اللبناني وفق إحصاءات منظمات دولية.

وتعمّق سلسلة الأزمات المتراكمة وقرارات الحكومة، فجوة الفقر في لبنان لا سيما القرار الأخير الذي اتخذه وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني قرم بالتكافل والتضامن مع شركتي الاتصالات «ألفا» و «أم تي سي»، وبتغطية من الرئيس ميقاتي، من خلال رفع تعرفة الاتصالات بشكل عشوائي في ظلّ لائحة أسعار جديدة صدمت المواطنين، ما سيؤدّي الى سحق شريحة واسعة من المواطنين في ظلّ تهاوي قيمة رواتبهم وأجورهم ما سيحملهم أعباء إضافية.

ويبرّر وزير الاتصالات قرار رفع التعرفة بحماية قطاع الاتصالات من الانهيار وتجنب انقطاع الاتصالات عن المواطنين، فيما يشير خبراء قانونيون لـ «البناء» الى أنّ قرار رفع التعرفة مخالف للقانون كونه لم يدرَج في قانون الموازنة الذي لم يقرّ بعد ولم يتمّ الاتفاق على سعر الصرف الذي سيتمّ الانفاق والجباية على أساسه في الموازنة. لكنهم يوضحون أنّ رفع هذه الخدمة التي تقدّمها شركات خاصة تختلف عن الضرائب وبالتالي لا تحتاج الى تشريع من مجلس النواب.

كما يبرر الوزير قراره بمكافحة الاحتكار في سوق الخطوط وتشريجها وتقديم الخدمات، لكن وفق مصادر متابعة لملف الاتصالات لـ «البناء» فإنّ الاحتكار مستمرّ، كما لم تتحسّن خدمة الاتصالات، فضلاً عن الفوضى التي تسود سوق الخدمات في ظلّ فقدان «كروت التشريج»، وكذلك الدولارات رغم وصول الدولار وفق سعر صيرفة الى 50 ألف ليرة في السوق السوداء، وبلغت الـ 10 «جيغابايت» إلى 500 ألف ليرة! وتكشف المصادر أنّ جهات ما قننت بيع «كروت التشريج» لدفع المواطنين الى تشريج خطوطهم بالدولارات كون سعر الدولار ضمن «الكارت» أقلّ بكثير من سعره من دون «كارت»، فضلاً عن مضاعفة شركتي الاتصالات تعرفة الخطوط الثابتة عن شهر حزيران، أيّ قبل دخول قرار رفع التعرفة حيز التنفيذ. وتشير المصادر الى أنّ قرار وزارة الاتصالات أشبه بـ»هيركات» على «دولارات الهواتف» على غرار «الهيركات» التي تتمّ على الودائع المصرفية، إذ كيف يمكن تحويل الدولارات على الخطوط من الدولار الى الليرة وفق سعر الصرف الرسمي ويتمّ تسعير تعرفة الاتصالات الجديدة على سعر صيرفة؟ فهل يتقاضى المواطنون رواتبهم وأجورهم وفق سعر صيرفة؟ وهل يتمّ إنقاذ قطاع الاتصالات من جيوب المواطنين؟ وما دور شركتي الاتصالات بقرار الوزير؟ وعلمت «البناء» أنّ الكثير من التجار تكبدوا خسائر فادحة، إذ قام أحد التجار وقبل دخول قرار رفع التعرفة حيّز التنفيذ الى جمع أكثر من مليون دولار على مجموعة واسعة من الخطوط الهاتفية التي يملكها، لكن تمّ تحويل هذه الدولارات الى الليرة اللبنانية.

ووفق معلومات «البناء» فإنّ قرار وزير الاتصالات استند الى استشارات عدة لهيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، لكن إحدى الاستشارات أبدت موافقة للوزير على تحويل الرصيد في الخطوط الهاتفية من الدولار الى اللبناني، لكن شرط عدم المسّ بالأرصدة وصلاحية الأرصدة.

وتوضح مصادر في وزارة الاتصالات لـ «البناء» أنّ السبب الرئيسي لقرار الوزير، هو ارتفاع كلفة تشغيل هذا قطاع الاتصالات التي تشكل فاتورة المازوت نصف هذه الكلفة، ما أرهق القطاع في ظلّ ارتفاع صفيحة المازوت وتسعيرها بالدولار، فضلاً عن رفع رواتب الموظفين، في وقت تقدّم الكثير من الموظفين في مواقع الإدارة باستقالتهم للعمل في الخارج.

وكشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال ​جوني القرم أنّ الحكومة طلبت منه أن يؤجّل موضوع رفع تعرفة الاتصالات لما بعد الانتخابات النيابية. مشيراً إلى أنه “قبل 5 أشهر وضعنا بطاقات تشريج بكميات كبيرة في ​السوق السوداء​ لوقف الاحتكار وهذا لم يكن خياراً”، كاشفاً أنّه “كان هناك 450 مليون دولار بيد أقليّة محتكرة”.

وذكر قرم أنّ مبلغ الـ2700 مليار التي كانت ستخسرهما شركتا “​ألفا​” و”​تاتش​” كان سيتحمّلها المواطن”، مؤكداً أنه “قمنا بزيادة التعرفة لأنّ هناك تهديداً بإفلاس القطاع”، كاشفاً أنّ “كلّ الأحزاب لديها علم بشأن تعرفة الاتصالات”، موضحاً أنه “لدينا 160 طاقة شمسية في “ألفا”، ومثلها في “تاتش”، والملايين تمّ توفيرها اليوم من زيادة التعرفة من أجل المازوت”. وتساءل: “كيف يستمرّ القطاع إنْ لم أرفع التعرفة؟” لافتاً إلى أنّ “​قطاع الاتصالات​ لن ينقطع، وذلك نتيجة للزيادة”، مشيراً الى أنّ “مصاريف القطاع تبلغ 295 مليون دولار”.

على صعيد الملف الحكومي، لم يسجل أيّ جديد، في ظلّ استمرار الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ميقاتي حول حجم الحكومة ورفض عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التعديلات على التشكيلة الحكومة الحالية، التي تمسّ بالتوازن السياسي والطائفي وتستهدف التيار الوطني الحر كما تعتبر مصادره لـ “البناء”، والتي تتهم ميقاتي بابتداع إشكالية وزارة الطاقة لعرقلة التأليف واتهام التيار بذلك، وهو يعرف أيّ ميقاتي أنّ الضوء الأخضر الخارجي لم يأتِ بعد للإفراج عن الحكومة، لأسباب عدة، وتشدّد المصادر على أنّ “التيار لن يقف حجر عثرة امام تأليف الحكومة.

لكن يبدو أنّ ميقاتي وفق مصادر سياسية لـ”البناء” غير مستعجل للتأليف ويخفي قراراً خارجياً بتجميد الحكومة بانتظار استحقاق رئاسة الجمهورية، لعدم منح عون وباسيل أي ورقة قوة في الحكومة الجديدة التي سترث صلاحيات رئاسة الجمهورية، فضلا عن أن المطلوب إبقاء البلد بلا حكومة وإضعاف الموقف الوطني اللبناني في استحقاقات حيوية واستراتيجية كترسيم الحدود وأزمة النزوح، وذلك للضغط على لبنان للتنازل بملف الترسيم، مقابل وعود أميركية بالإفراج عن خط الغاز العربي الى لبنان ومليارات صندوق النقد الدولي.

ودعا ​مجلس الأمن الدولي​، في بيان، “لتنفيذ عاجل للإصلاحات في ​لبنان​ بشكل يتيح إبرام اتفاق سريع مع ​صندوق النقد الدولي”. كما دعا إلى “تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية وتنفيذ إصلاحات ملموسة”.

على صعيد أزمة الكهرباء، أفضت الاتصالات بين مرجعيات رئاسية مع وزير الطاقة ومصرف لبنان الى صرف الاعتمادات المخصصة للشركات المشغلة لمعملي الزهراني ودير عمار، لرفع ساعات التغذية الكهربائية في مختلف المناطق لتمرير عطلة عيد الأضحى وفق معلومات “البناء”، لكن المصادر أكدت بأنّ الأزمة ستعود مطلع الأسبوع المقبل.

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه ستتمّ المباشرة بإعادة وضع معمل دير عمار في الخدمة مجدّداً في الثانية بعد ظهر اليوم (أمس) من أجل رفع عدد ساعات التغذية قدر المستطاع خلال فترة عيد الاضحى. ولفتت المؤسسة في بيان إلى أنه “سيُصار بعد انقضاء تلك الفترة إلى إعادة تعديل الخطة الإنتاجية، بما يتجانس مع الخزين المتبقي لديها في حينه من مادة الغاز أويل، لإطالة فترة إنتاج الطاقة قدر المستطاع، تجنباً للوقوع في العتمة الشاملة في لبنان والاستمرار في تغذية المرافق الحيوية الأساسية في البلد (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، المرافق الأساسية في الدولة)، وذلك لحين وصول وتفريغ شحنة الغاز أويل المخصصة لشهر تموز 2022”.

في ملف انفجار مرفأ بيروت، وإذ اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير العدل هنري خوري، نفذ أهالي الموقوفين في انفجار المرفأ، وعددهم 17 موقوفاً وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بتحريك التحقيقات من أجل محاكمة المذنبين والإفراج عن البريئين.

والتقى الاهالي قبيل الوقفة الرئيس الأول القاضي سهيل عبود، كما التقى وفد منهم الوزير الخوري الذي استمع الى ما عرضه الوفد من مطالب أبرزها البتّ بطلبات تخلية السبيل المقدمة من الوكلاء القانونيين للموقوفين بعد قرابة سنتين على توقيفهم.

وأشار الى “ضرورة إنشاء هيئة اتهامية عدلية تعمل على تعجيل دراسة وبت عدد من القرارات المتخذة من قبل المحقق العدلي القاضي فادي صوان ثم خلفه القاضي طارق البيطار، وهي خطوة تحتاج الى تشريع في مجلس النواب”.

وفي سياق ذلك، أوردت وسائل إعلام تسجيل سري لوزير المال في حكومة تصريف الأعمال ​يوسف الخليل ​يؤكد فيه عن “وجود أجواء إيجابية من السياسيين الكبار، لحلّ مسألة ​التعيينات القضائية​ الجزئية”، لافتاً إلى أنه “لأسباب عديدة لا يمكنني أن أوقّع مرسوم التعيينات”. ولفتت الى أنّ “التشكيلات الجزئية لمحكمة التمييز​، صدرت منذ أشهر عدة، وقد اعتمدت التوزيع الطائفي من دون أي تعديل”.

على صعيد آخر، أبلغ المدير الإقليمي لشركة “الفاريز ومارسال” جايمس دانيال، رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ “الشركة بدأت بالفعل عملها في 27 حزيران 2022 في التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان، بعد استكمال جمع الداتا والمعلومات والمستندات المطلوبة، أيّ بعد ما يناهز سنتين و3 أشهر من القرار الذي كان اتخذه مجلس الوزراء في ذلك الوقت بإجراء هذا التدقيق”.

وعبّر الرئيس عون، عن “ارتياحه لما آلت اليه الأمور أخيراً بالنسبة الى موضوع التدقيق المحاسبي الجنائي، مع بداية عمل فريق شركة “ألفاريز ومارسال”، مؤكدًا أنّ “اللبنة الأولى من مسار الإصلاح الذي اصرّ عليه لأكثر من سنتين و3 أشهر، قد وضعت، ما يعني انّ المسيرة الإصلاحية لن تتوقف بعد اليوم، وانّ المساءلة سوف تحصل على المستويات كافة”…

*****************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

لا حكومة... وبازار الرئاسة فُتح

 

عملياً، بات الجميع يتصرّفون على أساس أن لا حكومة سيشكّلها الرئيس نجيب ميقاتي قبل نهاية العهد. الاتصالات في هذا الشأن متوقفة تماماً، باستثناء «عروضات» لملء الوقت يقدّمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية ميشال عون، من بينها إبداؤه الاستعداد لأي صيغة يُتفق عليها، إما بتعويم الحكومة الحالية أو بإجراء تعديل وزاري أو بتشكيلة جديدة، وهو ما رأت فيه مصادر مطلعة «رمياً للطابة في ملعب رئاسة الجمهورية وتقطيعاً للوقت» في انتظار دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مطلع أيلول المقبل على الأرجح. لذلك، فإن الجميع تجاوز اليوم موضوع تشكيل الحكومة إلى البحث في الاستحقاق الرئاسي.

ورغم محاولات إيجاد فتاوى دستورية تتيح لحكومة تصريف الأعمال الحالية تغطية أي فراغ رئاسي، إلا أن مصادر مطلعة ذكّرت بتأكيد رئيس الجمهورية لـ«الأخبار» في 21 حزيران الماضي أن «انتخابات الرئاسة ستجرى في موعدها، ولن يكون هناك فراغ دستوري». وإذ أشارت الى أن كلام عون «يستند إلى معطيات، وأنه حدّد تاريخ انتخاب الرئيس المقبل بين 31 آب و21 تشرين الأول»، لفتت إلى أن هناك اهتماماً أوروبياً، وخصوصاً فرنسياً، بإجراء انتخابات الرئاسة في موعدها يشبه تماماً الحرص الأوروبي والفرنسي على إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة في موعدها، وهو ما جرى فعلاً رغم كل التشكيك الذي سبقها».

المصادر نفسها أكّدت أن «ستاتيكو» اللاحرب واللاسلم في الإقليم، مع تأخر التفاهمات الإقليمية والدولية، سواء السعودية - الإيرانية أو الإيرانية الأميركية، قد توفر فرصة للبنانيين لكي «يزمطوا» بانتخاب رئيس في الوقت الضائع، وخصوصاً أن لا أحد من الأفرقاء قادر على أن يأخذ بصدره تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس في ظلّ تفاقم الأزمة المالية والمعيشية.

وفيما تكاد حظوظ وصول سمير جعجع إلى المنصب معدومة، فإن المرشحَين الأبرز حتى الآن هما الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل، علماً بأن المصالحة التي أجرتها حارة حريك بين الرجلين قبل الانتخابات النيابية الأخيرة وتبادلهما العلني لرسائل «الغزل» بعدها، ترجّح إمكانية التوصل إلى اتفاق بينهما على كيفية خوض الاستحقاق. وبحسب المصادر، فإن «إجراء الانتخابات النيابية وفق الظروف القائمة في لبنان اليوم يسمح بالقول براحة تامة إن فرنجية قادر على الوصول إلى بعبدا بعد تفاهمات على المرحلة التي تلي الانتخابات مع باسيل». إذ إن زعيم تيار المردة «يحظى داخلياً بدعم مروحة واسعة من الأطراف تضم الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي»، و««لا يواجه اعتراضات أوروبية أو خليجية كتلك التي يواجهها رئيس التيار الوطني الحر»، مشيرة إلى زيارتَيه لباريس وموسكو في آذار الماضي وما أشيع يومها عن لقائه مسؤولين فرنسيين بعيداً عن الإعلام، فيما توافرت لـ«الأخبار» معلومات عن زيارة له لباريس الأسبوع الماضي على هامش رحلة استجمام أوروبية يقوم بها حالياً ولقائه مسؤولين فرنسيين، وهو ما نفته مصادر فرنجية تماماً.

******************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

طلائع مخاوف دولية من تأخير تشكيل الحكومة

بدا لافتا امس ان أصداء القلق الدولي حيال تصاعد مؤشرات ازمة تاليف حكومة جديدة في لبنان، بعد أسبوعين من تكليف الرئيس #نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة، لم تتأخر عن الظهور بسرعة غير اعتيادية هذه المرة، نظرا الى ادراك الاسرة الدولية خطورة استنزاف عامل الوقت المحدود والمهلة القصيرة المتبقية من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، بما لا يسمح بالتهاون مع ترف الانتظار طويلا. وهذا ما يفسر مبادرة مجلس الامن الدولي الى اصدار بيان صحافي استعجل عبره تشكيل حكومة جديدة في لبنان، كما حض على التنفيذ العاجل للإصلاحات لا سيما منها تلك التي تتيح للبنان ابرام اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي. هذا الموقف جاء في اطار بدء ظهور معالم الضغوط الدولية على لبنان لمنع استشراء الازمة الحكومية التي بدأت، على ما توضح المعطيات الأخيرة، تتجه نحو انسداد طويل ومثير للاخطار، التي اقلها البقاء على حكومة تصريف الاعمال راهنا، واقصاها تعذر تشكيل حكومة جديدة، وفتح ازمة اشد خطورة تتصل بالاستحقاق الرئاسي. وإذ بدا محبطا وصادما لكثيرين ان الساعات الأخيرة لم تشهد أي محاولة سياسية لاحداث اختراق في جدار الانسداد، بدليل مغادرة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي البلاد الى منتصف الأسبوع المقبل، وبدء إجازة الأضحى المديدة بلا أي مؤشرات لحلحلة الازمة، لاحت معالم الاتجاه الى التعويض عن استنزاف الوقت من خلال تزخيم الاستعدادات لعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب في مهلة قريبة تدرج في جدول اعمالها المشاريع الأساسية التي يتطلب انجاز الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي ابرامها تصديقها في مجلس النواب. وتنامى هذا الاتجاه في ظل تصاعد الازمة الحكومية التي ترجمها قطع كل مسالك الاتصالات واللقاءات والمشاورات بين بعبدا والرئيس المكلف، اذ تشير المعلومات الى مخاوف من خطوات تصعيدية قد يقدم عليها العهد وتياره والوزراء المحسوبين عليهما بعد عطلة الأضحى بما قد يدفع ميقاتي الى الرد بخطوة دراماتيكية. ولم تظهر معالم أي وساطات لتبريد التوتر بين الجانبين بما يخشى معه ان تمهد عطلة الأضحى لانفجار الازمة.

 

 

#مجلس الأمن

وفي غضون ذلك، صدر عن أعضاء مجلس الامن الدولي بيان صحافي عن لبنان جاء فيه “أحيط أعضاء مجلس الأمن علما بتعيين نجيب ميقاتي رئيسا جديدا للوزراء في 23 حزيران، وكذلك عرض الأخير لتشكيلته الحكومية أمام رئيس الجمهورية اللبنانية في 29 حزيران. بعد أكثر من شهر من الانتخابات التشريعية في لبنان، يدعو أعضاء مجلس الأمن إلى الإسراع في تشكيل حكومة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة. بالنظر إلى حدة الأزمات المتفاقمة في لبنان، فمن مسؤولية وواجب جميع الفاعلين السياسيين العمل معًا لإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية والارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الشعب اللبناني. وشجع أعضاء مجلس الأمن على اتخاذ تدابير لتعزيز مشاركة الشباب وتعزيز المشاركة السياسية الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة وتمثيلها، بما في ذلك في الحكومة الجديدة، فضلا عن تمكينها اقتصاديا. وشددوا على الأهمية الحيوية للالتزام بالتقويم الدستوري حتى تجري الانتخابات الرئاسية في موعدها. وأشار أعضاء مجلس الأمن أيضا إلى الحاجة إلى التنفيذ العاجل للإصلاحات الملموسة التي تم تحديدها سابقا والتي من شأنها أن تمكن من إبرام سريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي للاستجابة لمطالب اللبنانيين. وشددوا على دور المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك البرلمان المنتخب حديثاً والحكومة الجديدة، في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة غير المسبوقة، واجتثاث الفساد، وتحقيق حوكمة أكثر استجابة. كما شددوا على أهمية تنفيذ تلك الإصلاحات من أجل ضمان الدعم الدولي الفعال. وأكدوا أن استقرار لبنان أولوية مشتركة”.

 

وفي سياق غير بعيد عن الموقف الاممي، اتخذت زيارة قام بها امس وفد مؤلف من 15 عضوا من سفراء وكبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لمقر “اليونيفيل” ومنطقة عملياتها في الناقورة، دلالات ديبلوماسية بارزة، عشية تجديد التفويض لقوات اليونيفيل وفي وقت تتصاعد فيه المخاوف حيال ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في ظل التوترات الأخيرة. وتوجه رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولدو لازارو بالشكر الى كتلة الاتحاد الأوروبي على دعمها وقال: “لقد دعمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليونيفيل وكان هذا ضروريا لمساعدتنا في تطبيق ولايتنا،” مضيفا: “تشكل قوات الاتحاد الأوروبي ثلث أفراد البعثة البالغ عددهم أكثر من 10 آلاف جندي في البر والبحر. لقد ساهم عملهم وتضحياتهم بشكل مباشر في الحفاظ على 16 عاما من الاستقرار والامن غير المسبوق على طول الخط الأزرق”.

 

وقد ضم الوفد برئاسة سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، ممثلين عن: النمسا، وبلغاريا، وجمهورية التشيك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والمجر، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وإسبانيا.

 

وأشاد اللواء لازارو بالاتحاد الأوروبي لدعمه المجتمعات المحلية في جنوب لبنان والقوات المسلحة اللبنانية. وقال:”أظهرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضا التزاما عميقا بتطوير قدرات القوات المسلحة اللبنانية، الذين هم شركاء اليونيفيل الاستراتيجيين. رؤيتكم ودعمكم المالي لمقر قيادة الفوج النموذجي اللبناني يساعد الجيش في نشر المزيد من القوات في الجنوب. وهذا سيعزز قدرة الحكومة على ممارسة سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، وهو الأمر الذي كان عنصرا هاما في ولاية اليونيفيل منذ القرار 1701″ .

 

من جهته، أشار السفير طراف إلى “أن ولاية اليونيفيل كانت حاسمة في الحفاظ على وقف الأعمال العدائية”، منوها بـ”الدور الرئيسي للبعثة في تخفيف التوترات بين لبنان وإسرائيل”. وقال: “من خلال آليات الاتصال والتنسيق، توفر “اليونيفيل” منصة مهمة للاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان، وتلعب دورا حاسما في خفض التصعيد وإدارة الصراع وبناء الثقة”.

 

جلسة تشريعية

وبالعودة الى المشهد الداخلي، تجري وسط احتدام الازمة الحكومية الاستعدادات لعقد جلسة لمجلس النواب بعد عطلة عيد الأضحى لم يحدد موعدها بعد لدراسة واقرار عدد من مشاريع القوانين والاقتراحات المتصلة بخطة التعافي المالي والاصلاحات المطلوبة لاسيما من صندوق النقد الدولي .

 

ويفترض ان يعقد اجتماع لهيئة مكتب المجلس يرأسه رئيس المجلس نبيه بري لتحديد جدول الاعمال الذي يتوقع ان يتضمن مشروع الموازنة العامة التي يفترض بلجنة المال والموازنة الانتهاء من دراستها والصياغة النهائية لها ليتمكن النواب من مناقشتها والموافقة عليها ، ومشروع فتح اعتمادات اضافية من اجل تمويل بعض المشاريع الحياتية الملحة التي توجبها المسيرة العامة للدولة ، ومشروع الكابيتال كونترول ، ومشروع قانون السرية المصرفية الذي يحتاج الى بعض التعديلات . وخطة التعافي المفترض ان تناقش في شكل تفصيلي لمعرف التوجهات المستقبلية للاقتصاد اللبناني.

 

وامس أحالت لجنة المال مشروع الحكومة لقانون السرية المصرفية على لجنة فرعية برئاسة النائب ابرهيم كنعان لانجازه تمهيداً لعرضه على الهيئة العامة.

 

وقال كنعان بعد اجتماع للجنة ان لجنة المال تخطّت الأخطاء الشكلية الواردة في مشروع الحكومة تسهيلاً لانجازه بعد دراسة معمقة لمواده واعتبرت أهدافه الإصلاحية بمكافحة الفساد والحدّ من التهرب الضريبي ضرورة وطنية قبل أن تكون مطلباً دولياً. اضاف: طالبت اللجنة رئاسة المجلس وضع قانون رفع السرية المصرفية عن القطاع العام المقرّ في اللجنة منذ تشرين الأوّل ٢٠٢١ على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة.

 

وأفادت دوائر بعبدا امس ان المدير الإقليمي لشركة “الفاريز ومارسال” جايمس دانيال اطلع الرئيس عون على ان “الشركة بدأت بالفعل عملها في 27 حزيران 2022 في التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان، بعد استكمال جمع الداتا والمعلومات والمستندات المطلوبة، أي بعد ما يناهز سنتين و3 اشهر من القرار الذي كان اتخذه مجلس الوزراء في ذلك الوقت باجراء هذا التدقيق”.

 

ونقلت عن الرئيس عون “ارتياحه الى ما آلت اليه الأمور اخيراً بالنسبة الى موضوع التدقيق المحاسبي الجنائي، مع بداية عمل فريق شركة الفاريز ومارسال”. واكد خلال استقباله دانيال في حضور وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل، ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستيل واكيم ان “اللبنة الأولى من مسار الإصلاح الذي اصر عليه لاكثر من سنتين و3 اشهر، قد وضعت، ما يعني ان المسيرة الإصلاحية لن تتوقف بعد اليوم، وان المساءلة سوف تحصل على المستويات كافة”.

*************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

مجلس الأمن: للإسراع في “التشكيل” والتزام “الموعد الرئاسي”

عون وميقاتي… من “جسّ النبض” إلى “عضّ الأصابع”!

 

كما ذهبت كل المناشدات الداخلية والخارجية منذ اندلاع الأزمة اللبنانية وحتى اليوم أدراج الرياح ولم تنفع في إعادة إحياء ضمير السلطة الميت، كذلك سيذهب هباءً استصراخ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان المسؤولين ودعوتهم إلى “صحوة ضمير لإنقاذ لبنان” ولن تجدي نفعاً كل النداءات الوطنية والروحية والعسكرية والمدنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والطبية في استثارة حسّ المسؤولية لدى أركان الحكم، ولن يبقى منها سوى مجرد التذكير بـ”الغصة والألم والجرح في قلوب اللبنانيين” نتيجة معاناتهم المستمرة، حسبما عبّر دريان في كلمته أمس من مكّة المكرَّمة لمناسبة عيد الأضحى، محملاً مسؤولية التدهور وانهيار الوطن إلى “كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط المناقضة بوجه الإسراع في تشكيل الحكومة والتزام روحية الدستور لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية الخطيرة التي يشهدها لبنان”.

 

وعلى ذلك، سيبقى التناحر يتسيّد المشهد الحكومي تحت وطأة احتدام صراع الصلاحيات بين قصر بعبدا والسراي الكبير بعدما انتقل كباش الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من مرحلة “جس النبض” إلى “عضّ الأصابع” بانتظار من يصرخ فيهما أولاً، وفق ما لخصت مصادر مواكبة الوضعية السائدة راهناً في عملية التأليف، موضحةً أنّ التطورات باتت تدفع باتجاه إدخال هذه العملية في “صدام رئاسي من شأنه أن يفاقم تعقيدات الولادة الحكومية”.

 

ونقلت المصادر أنّ عدم إقدام الرئيس المكلف على زيارة قصر بعبدا مطلع الأسبوع كما كان مقرراً للردّ على مقترحات وملاحظات رئيس الجمهورية حيال التشكيلة الوزارية المطروحة، اعتبرته دوائر الرئاسة الأولى “تطنيشاً متعمداً وتهميشاً مقصوداً من ميقاتي لدور عون وصلاحياته في عملية التشكيل”، وعليه انكبّ الفريق العوني خلال الساعات الأخيرة على “تدارس الخيارات المتاحة في مواجهة خطة الرئيس المكلف الهادفة إلى حشر رئيس الجمهورية بين خيارين لا ثالث لهما، إما الرضوخ لشروطه في التأليف أو الاستسلام أمام الأمر الواقع الذي يحتّم بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد”.

 

ومن بين هذه الخيارات، ما عبّرت عنه قناة “أو تي في” في تقريرها الإخباري أمس، لناحية تشديدها على أنّ عون “ما بينزرك” ولديه المخارج اللازمة “لإحداث صدمة كفيلة بتحريك المياه الراكدة”، ملمحةً صراحةً في هذا المجال إلى “السيناريو الذي يقوم على استقالة عدد من الوزراء المسيحيين من حكومة تصريف الأعمال بهدف الضغط على ميقاتي”.

 

وتوازياً، برزت أمس رسالة تأنيب واضحة من جانب “حزب الله” للرئيس المكلف على خلفية الموقف الذي أصدره عقب غارة “المسيّرات” على حقل كاريش، حتى بدت الرسالة في شقّ منها عازمة على تدفيعه ثمن هذا الموقف حكومياً من خلال التصويب على أنّ من يريد أن يتصدى للشأن العام “يجب أن يكون رجلاً حقيقياً يتحمل المسؤولية ويتقدم إلى الامام ولا يتهرّب ويهرب تحت عناوين عديدة”، وفق ما جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، مضيفاً: “مشكلتنا أنّ هناك مجموعة في لبنان خياراتهم ضيقة يخافون من الأميركيين ومن بعض دول الخليج ثم يأتينا أحدهم ويحشرنا في مواقف وهو إما يخاف أو لا يعرف كيف يتصرف أو أن أذنيه وعقله في السفارة الأميركية”.

 

وفي الغضون، دخل مجلس الأمن أمس على خط الاستحقاقين الحكومي والرئاسي في لبنان، فأعلن في بيان صحافي أنّ أعضاء المجلس أحيطوا علماً “بتسمية نجيب ميقاتي رئيساً جديداً للوزراء في 23 حزيران وبعرض تشكيلته الحكومية أمام رئيس الجمهورية في 29 حزيران”، وبناءً على ذلك فإنّهم “يدعون إلى الإسراع في تشكيل حكومة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة بالنظر إلى حدة الأزمات المتفاقمة في لبنان”، انطلاقاً من “مسؤولية وواجب جميع الفاعلين السياسيين العمل معًا لإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية والارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الشعب اللبناني”، مع التشديد في الوقت عينه على “الأهمية الحيوية للالتزام بالتقويم الدستوري حتى تجري الانتخابات الرئاسية في موعدها”.

 

 

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل تؤكد موافقة لبنان على حصتها في حقل كاريش للغاز

تل أبيب تنتظر ضمانات «الثنائي الشيعي» والوسيط الأميركي في المنطقة الأسبوع المقبل

 

كشفت مصادر مطلعة في تل أبيب بأن الاتفاق الذي بلوره الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، آموس هوكشتاين، والمبني على تنسيق مع قادة البلدين، ينص على مبدأ «بئر قانا للبنان وحده وبئر كاريش لإسرائيل وحدها». وأكدت المصادر أن غالبية القادة السياسيين في لبنان يؤيدون هذا الاتفاق باستثناء «حزب الله» و«أمل»، ولذلك جاء إطلاق الطائرات الأربع المسيرة نحو المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية، والتي تم تدميرها في الجو.

وجاء في مسودة الاتفاق الذي توصل إليه هوكشتاين أن الخلاف يقتصر على مساحة 860 كيلومترا مربعا، وليس 2350 كيلومترا كما يطلب لبنان، حيث إن الأميركيين اقتنعوا بما تقوله إسرائيل في هذا الشأن وهو أن لبنان نفسه قدم وثيقة رسمية إلى الأمم المتحدة حدد فيها هذا الرقم. وقد كانت إسرائيل وافقت على منح لبنان 58 في المائة من هذه المساحة، فاقترح الوسيط الأميركي زيادتها أكثر قليلا. وقد وافق لبنان، حسب المصادر الإسرائيلية، وبقي إعطاء الموقف الإسرائيلي «الذي يتأخر لأن تل أبيب تطلب ضمانات أن يكون موقف لبنان ملزما لحزب الله وأمل، فلا يطلقون طائرات مسيرة على الآبار الإسرائيلية».

وقد تعززت هذه المخاوف الإسرائيلية على أثر قيام حزب الله بإطلاق ثلاث طائرات باتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية، بعد ظهر يوم السبت الماضي، والتي دمرتها إسرائيل وهي في الجو بعيدا عن الآبار. وتبين من منشورات مقربين من حزب الله أكدها الجيش الإسرائيلي، أول من أمس، أن هجوما بطائرة مسيرة رابعة كان قد نفذ باتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية في يوم الأربعاء، قبل تسعة أيام، وأن الطيران الإسرائيلي أسقطها وهي في الطريق، قرب الحدود مع لبنان. ولكن الطرفين احتفظا بالصمت على ذلك. وفوجئت إسرائيل بأن حزب الله بادر إلى النشر حول الموضوع، فأصدر الناطق بلسان الجيش في تل أبيب بيانا يؤكد فيه وقوع الحادث. وقال مصدر عسكري لموقع «واللا» الإخباري، أمس الخميس، إن إسرائيل لم تعلن عن الحدث في حينه حتى تتيح لحزب الله حيز الإنكار ولا تحرجه. وأضاف: «في مثل هذه الحالات يفضل الصمت حتى لا تشعر خصمك بأن عليه أن يرد على العملية».

وفي محاولة منه لإقناع إسرائيل بالرد الإيجابي المتبلور حول الاتفاق مع لبنان، سيصل إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، الوسيط هوكشتاين، وذلك ضمن الوفد المرافق للرئيس جو بايدن في المنطقة. وسيجتمع مع وزيرة الطاقة، كارين إلهرار، وغيرها من المسؤولين في تل أبيب لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وبحسب هيئة البث الإسرائيلي («كان 11»)، فإن مسؤولا إسرائيليا رفيعا، قال إن «هناك احتمالية لإحراز تقدم كبير في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال الزيارة المتوقعة لهوكشتاين»، مشيرا إلى أن «الوسيط الأميركي سينقل للجانب الإسرائيلي المستجدات على صعيد المواقف اللبنانية في هذا الشأن».

ومع أن غالبية المسؤولين الإسرائيليين يؤيدون صيغة الاتفاق التي توصل إليها الوسيط الأميركي، وهم مقتنعون بأن غالبية المسؤولين في لبنان معنيون بالمضي قدما في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول المناطق المتنازع عليها، إلا أن بعض الأوساط في تل أبيب تحذر من اتفاق لا يوافق عليه حزب الله وتقول إن «محاولات التصعيد ضد إسرائيل في حقل كاريش للغاز، لم تأت صدفة بل هي إعلان نوايا بأن حزب الله سيظل معارضاً وسيستغل المعارضة لإبقاء آبار الغاز حلبة صراع حربي مفتوحة، وهذا لا تستطيع إسرائيل الموافقة عليه. ويجب توجيه ضربة عسكرية تهز الحزب وتجعله يتراجع». ويدخل هؤلاء في نقاشات حادة مع مسؤولين إسرائيليين يؤيدون الاتفاق، رغم معارضة حزب الله. ويقول السفير السابق، يستحاق لبنون، إن الحل الوحيد الممكن والأفضل لهذه المعضلة هو الدبلوماسية وليس الحل العسكري. وقال لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس الخميس، إن «اعتداءات حزب الله يمكن معالجتها بقوة وصرامة. لكن على إسرائيل أن توافق على التسوية التي يجلبها هوكشتاين. فهي جيدة. ويوافق عليها كل السياسيين في لبنان باستثناء أمل وحزب الله. والموافقة الإسرائيلية عليها تضع حزب الله في عزلة داخل لبنان».

 

*************************************​

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: التأليف الى ما بعد الأضحى.. وتطويق إنتكاسة ما بعد المسيّرات

بَدا من المواقف امس انّ تشكيل الحكومة الجديدة يواجه مزيدا من التعقيد بعدما بَدا انّ المعنيين باشروا تبادل الضغوط كل في الاتجاه الذي يؤكد تمسّكه بموقفه من التشكيلة التي سلمها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبدى ملاحظات عليها، ويقول قريبون منه انه ينتظر من ميقاتي رداً عليها منذ لقائهما الثاني. ولكن اتصالاً حصل بينهما امس وفُهم انهما قد يلتقيان بعد عطلة عيد الاضحى.

 

وفي هذه الاجواء دعا مجلس الامن الدولي الى الاسراع في تشكيل الحكومة لكي تنفذ الاصلاحات لإخراج لبنان من الازمات التي يعيشها.

وقف ملف تشكيل الحكومة على «جبل عرفة» قبل حجاج بيت الله الحرام واستعد للدخول في أيام «أضاحي» الوقت والفرص والتنازلات في سبيل الإسراع بتشكيل حكومة يدهمها الوقت وتدهم الانهيارات المكدسة من دون خطط وحلول، وكأن الجميع سلّم لهذا الوقت الضائع الفاصل عن الانتخابات الرئاسية. واذا كان هناك من حراك يمكن ان يعكس صورة امام الرأي العام للقول «اننا نسعى ليسعى الله معنا»، فسيكون حتماً بعد عيد الأضحى حيث يتوقع ان يُرمى الحجر في المياه الراكدة في الاجتماع التشاوري الثالث الذي طلب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي موعده من القصر الجمهوري امس قبل أن يسافر الى لندن لقضاء عطلة العيد وسمع الجواب: «بعد العيد إن شاء الله».

 

وكانت قد سادت تكهنات بانعقاد اجتماع بينهما الاثنين الماضي لكن ميقاتي أطل من دار مطرانية بيروت للروم الاورثوذكس في الاشرفية بدلاً من القصر الجمهوري متفائلاً بحصول «الخلاص»، وجاء هذه اللقاء ذلك بعد زيارته الديمان السبت الماضي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

 

وعلى هذه الخلفيات قالت مصادر عليمة من دائرتي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لـ«الجمهورية» انه لا يبدو انه سيكون هناك اجتماع بينهما قبل عطلة عيد الاضحى التي تشكل امتداداً لعطلة نهاية الأسبوع الحالي، وتستمر حتى يوم الاربعاء المقبل لتعود الحركة الى الدوائر الرسمية.

 

ولفتت المصادر الى انه والى جانب الخلاف الذي ما زال مُستحكماً حول الصيغة التي اقترحها الرئيس المكلف بعد استشاراته النيابية غير الملزمة كما بالنسبة الى ملاحظات رئيس الجمهورية عليها بحيث لم يلتقيا عند اي اقتراح، سواء لجهة شكل الحكومة او حجم المداورة المقترحة في بعض الحقائب الوزارية كما اقترحها الرئيس المكلف، وهو ما قاد إلى الاعتقاد انّ اياً منهما لن يستطيع تشكيل الحكومة البديلة من حكومة تصريف الأعمال ذات التوازنات المقبولة لدى جميع الاطراف وليس مهماً ان كانت بكل مواصفاتها الدستورية او انها حكومة تصريف اعمال منقوصة الصلاحيات الى أضيق المجالات المتاحة.

 

إستقالات

 

الى ذلك أكد مصدر سياسي مطلع لـ«الجمهورية» انّ «احتمال استقالة الوزراء القريبين من رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» هو احتمال وارد اذا استمر التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة». وأشار الى انه «حتى لو انّ الحكومة هي راهناً في موضع تصريف الأعمال فإنّ استقالة الوزراء المسيحيين ممكنة من حيث المبدأ»، موضحاً «ان اي خيار اضطراري من هذا النوع إنما يرمي، اذا تمّ اعتماده، الى الضغط على المعنيين للتعجيل في تشكيل الحكومة لأن ليس مقبولاً الاستمرار في تصريف الأعمال حتى نهاية ولاية الرئيس ميشال عون وبالتالي تعطيل أشهرها الأخيرة».

 

وأكد المصدر «ان عون و«التيار الوطني الحر» يريدان ولادة حكومة أصيلة ومكتملة المواصفات ولا مصلحة لهما في عرقلة ولادتها، لأنه يهمهما ان ينتهي العهد بتحقيق إنجازات على مستوى الملفات الحيوية».

 

مغامرات دونكيشوتية

 

لكنّ موقع «لبنان 24» القريب من ميقاتي نسب الى «اوساط معنية» تعليقها على هذا السيناريو بالقول: «إنه بالتأكيد فصل جديد من المغامرات الدونكيشوتية في محاربة طواحين الهواء التي باتت سِمة السنوات الماضية، وهذه «المغامرة» التي يتم رسم فصولها سيدفع ثمنها اللبنانيون بالدرجة الاولى، وستؤدي الى تقويض ما تبقى من مقومات للدولة، وعندها فليتحمّل من رسمَ هذا السيناريو تبعات ما قد يحصل».

 

واستغربت الاوساط «انّ البعض لا يزال مصرّاً على استنزاف العهد حتى الرمق الاخير لخدمة اهداف شخصية وتطبيق اجندته الخاصة، ولو على حساب البلد والناس». ولفتت الى «انّ مَن سرّب الخبر فضح، من حيث يقصد او لا يقصد، انّ باسيل هو شريك اساسي في القرار الرئاسي على كل المستويات، مؤكداً ما تقوله غالبية اللبنانيين والمعنيين محليا وخارجيا في هذا الصدد».

 

واضافت هذه الاوساط «انّ الرئيس المكلّف قام بواجباته في تقديم تشكيلته التي رسمت الاطار الفعلي لتصوّره الحكومي، وهو بانتظار ان يستكمل مع رئيس الجمهورية ملاحظاته عليها. كما انه مستمر مع الوزراء في متابعة الملفات كافة واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، بالتوازي مع الاستعدادات للجلسة النيابية المتوقعة بعد العيد لإقرار المشاريع الاصلاحية». وختمت «أمّا اذا كان هناك من يريد بعد كل ما حصل أن يقود البلد الى مغامرة جديدة فليتحمل تبعات فعلته، وطنيا ودستوريا وسياسيا».

 

مجلس الامن

 

في غضون ذلك إنضَم مجلس الأمن الدولي إلى غالبية الحكومات الغربية والاوروبية والعربية الداعية إلى الإسراع في تشكيل حكومة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة في لبنان. وقال المجلس في بيان: «بالنظر إلى شدّة الأزمات المتفاقمة في لبنان، فمن مسؤولية جميع الفاعلين السياسيين وواجبهم العمل معًا لإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية والارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الشعب اللبناني».

 

وقد شجّع أعضاء مجلس الأمن على «اتخاذ تدابير لتعزيز مشاركة الشباب وتعزيز المشاركة والتمثيل السياسي للمرأة على نحو كامل ومُتكافئ وهادف، بما في ذلك في الحكومة الجديدة، فضلاً عن تمكينها اقتصاديا». وشددوا على «الأهمية الحيوية للالتزام بالجدول الدستوري حتى تتم الانتخابات الرئاسية في موعدها».

 

وأشار أعضاء مجلس الأمن أيضا إلى «الحاجة إلى التنفيذ العاجل للإصلاحات الملموسة التي تم تحديدها سابقاً، والتي من شأنها أن تمكّن من إبرام سريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي للاستجابة لمطالب اللبنانيين».

 

وشددوا على «دور المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك البرلمان المنتخب حديثاً والحكومة الجديدة، في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة غير المسبوقة، واجتثاث الفساد، وتحقيق حكم أكثر استجابة. كذلك شددوا على أهمية تنفيذ تلك الإصلاحات من أجل ضمان الدعم الدولي الفعّال. وأكدوا أنّ الاستقرار في لبنان أولوية مشتركة.

 

دريان

 

وفي جديد المواقف الداخلية رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من مكة المكرمة، في كلمة له الى اللبنانيين لمناسبة عيد الأضحى المبارك، انّ «عيد الأضحى يمر هذا العام وفي قلوب اللبنانيين غصة وألم وجرح ومعاناة اقتصادية ومعيشية واجتماعية وصحية، ولا يمكن ان تجترح الحلول والمخارج للأزمات التي يعيشها لبنان «إلا بالإسراع في تشكيل الحكومة والتزام روحية الدستور لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية الخطيرة التي يشهدها لبنان».

 

وإذ حمّل مسؤولية التدهور وانهيار الوطن «الى كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط المناقضة في وجه تشكيل الحكومة»، دعا الى» صحوة ضمير لإنقاذ لبنان العربي التاريخ والحضارة والعيش المشترك والمحبة والتضامن والوحدة»، ولفت الى ان «بعض المسؤولين اللبنانيين في غيبوبة وربما يعانون من قصور ولا يتحملون مسؤولياتهم الوطنية لحماية الدولة ومؤسساتها من الأزمات الصعبة التي يواجهها، والتي تشكل خطراً على مستقبله ووجوده»، وأكد انّ «التغيير الحقيقي يكون في العمل والتعاون والتضامن ووجود أرضية صلبة للإصلاح في الحياة الوطنية وهذه مسؤولية وطنية جامعة، لإنقاذ ما تبقّى من مؤسساتنا التي أصبحت في حالة ترهّل وضياع». وناشد «الدول العربية الشقيقة احتضان لبنان وإخراجه من المحاور الإقليمية والدولية ليعود الى ما كان عليه من المنعة والازدهار والتقدم».

 

بخاري

 

وبالتزامن، غرّد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري عبر حسابه على «تويتر»: «السعودية تُعلن السماح للمواطنين اللبنانيين بالقدوم مباشرة من لبنان إلى المملكة من دون الحاجة إلى قضاء مدة 14 يوما خارج لبنان قبل الدخول إلى المملكة».

 

ملف الترسيم

 

وعلى صعيد ملف الترسيم، وفيما ترددت معلومات عن ان الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين سيزور اسرائيل الاسبوع المقبل، علمت «الجمهورية» من مصادر على علم بمضمون الاتصالات التي حصلت في الساعات القليلة الماضية انّ محاولات ترميم انتكاسة ما بعد المُسيّرات على مستوى الموقف الرسمي نجحت بعد اجتماعات رفيعة المستوى دامت ساعات، تم في خلالها نقاش كل موقف اتخذ على الصعيد الداخلي وخصوصاً بيان ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب لتصبّ في الختام في إطار اعتبارها مناورات جائزة، كل من موقعه، على ان تعتبر جميعها تصبّ في مصلحة التفاوض وتحسين الشروط، فميقاتي أراد لَمّ الربط مع الاميركيين وترك القنوات مفتوحة، و»حزب الله» أوصلَ رسالة من موقع قوة لا علاقة لها بالترسيم بل باستخراج النفط من حقل كاريش قبل الاتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود، ورئيس الجمهورية ترك لنفسه الكلمة الأخيرة… والنتيجة انّ الموقف الموحد بدأ العودة وسيترجم في الأيام المقبلة في استئناف التفاوض الرسمي مع الوسيط الأميركي بلغة واحدة.

 

الموقف الاسرائيلي

 

وفي جديد مواقف اسرائيل أكّد وزير دفاعها بيني غانتس أمس أنّ «الطائرات المسيرة التي أطلقها «حزب الله» في اتجاه منصة غاز كاريش الأسبوع الماضي كانت طائرات إيرانية بدون طيار». وأضاف: «حزب الله» استخدم الطائرات بدون طيار المصنوعة في إيران في عمليته ضد كاريش، ويجب القول انه يقوم بمهمات لصالح ايران».

 

ولفت غانتس إلى أنَّ «سلاح هذا الحزب هو عبارة عن اسلحة صُنعت في ايران سواء تم تصنيعها هناك أو المعرفة التي حصلوا عليها». وحذّر «من أنَّ اسرائيل ستستمر في العمل حيثما كان ذلك ضرورياً».

 

الى ذلك، قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أمير برعام في حديث مع مستوطني الحدود الشمالية في المطلة: «إنّ هضبة الجولان هي مثل المغناطيس، الذي يجذب إليه أمورًا كثيرة من طهران مرورًا بالعراق، وحتى منطقة حرمون. وبهذا نحن منشغلون يوميًا في الجبهة الشمالية – الشرقية للقيادة»، وفقًا لقوله.

 

وقال برعام وفق ما نقل عنه موقع «إسرائيل هيوم»: «إنّ الجيش السوري لا يشكل تهديدًا علينا، في المقابل، «حزب الله» يشغلنا كل الوقت». وأضاف: «من يعيش في الشرق الأوسط عليه أن يعرف كيف يستعد للحرب، هذا يمكن أن يحصل من صفر إلى مئة».

 


 

وفي الموازاة، نشر الموقع نفسه تقريرًا تناولَ فيه ما سمّاه «اعتراض الجيش الإسرائيلي» لطائرة إضافية لـ»حزب الله»، قائلًا: «إنّ منظومات الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي شخّصت الأسبوع الماضي طائرة غير مأهولة في طريقها من لبنان في اتجاه المياه الاقتصادية».

 

واضاف «إنّ قوات الجيش الإسرائيلي أسقطت الطائرة في مسافة بعيدة عن الحدود البحرية ولم تشكّل أي تهديد أو خطر». وأشار إلى أنّ «الطائرة تابعة لـ»حزب الله» وتم إسقاطها في المجال البحري اللبناني».

 

ونقل الموقع عن «مصادر أمنية في الشمال» انها «لا تتوقع تسخين الحدود الشمالية في المدى الفوري»، معتبرة أنّ «سكان الحدود الشمالية أصبحوا معتادين على سماع طنين الطائرات من دون طيار مرات عدة في الأسبوع».

 

رواتب القضاة

 

من جهة ثانية، علّق وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم ببيان أمس على طلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن يتم تحويل رواتب القضاة على سعر 8000 ليرة للدولار الاميركي، فأيّدَ مبدئيأ «تصحيح الوضعية المالية للقضاة وهذا منطق وحق». ولكنه قال انه تفاجَأ «بالكيفية التي يتصرف بها بعض المسؤولين وتحديداً الحاكم، إذ فجأة تغيب فكرة خطورة ضَخ الأموال والتضخم في الكتلة النقدية وهي الحجج التي نسمعها في إطار مطالباتنا المتكررة لحقوق الموظفين».

 

وأضاف: «نستغرب إدارة الإنتقائية غير المدروسة والإرتجالية في محاولة إنصاف قطاع أو مرفق وتجاهل قطاعات اخرى، وفي الحالتين تغيب الرؤية الصحيحة والعلمية». وتابع قائلاً «اننا نسعى مع غيرنا من معنيين (بعض الوزراء ورؤوساء اجهزة رقابية وموظفين وغيرهم..) بجهد وتعب وعناية وتقديم اقتراحات متوقعين أن تتم الإستجابة بشكل منطقي، متفهّمين مسبقاً حالة الدولة ماليا ومتحفظين عن إضراب مفتوح (ونشدد على عبارة المفتوح من دون سائر وسائل الضغط المشروعة) كي لا تتضرر مصالح الناس وتتعطّل المرافق العامة، فننام على تعب وأمل بالتصحيح لنستيقظ فجأة ونجد أن حلاً يخرج من مكان ما ليركّز على قطاع آخر (وإن كان ذلك حقاً له طبعاً)، وفي ذلك فوضى في إدارة الأزمات».

 

وختم: «إننا إذ نصدر هذا البيان ورغم التنحي عن هذا الملف لأسباب باتت معروفة إلّا من باب «اللهم إشهد أنّي بلّغت»، داعياً إلى إدارة صحيحة للأزمة تجمع بين العلمية والإنصاف للموظفين في القطاع العام بمختلف مسمياتهم، بالتوازي مع تسيير مصالح الناس والمرافق العامة وعدم ضرب واردات الدولة وتجنب تعاكس المصلحة بين الموظف وناسه».

 

صرخة المودعين

 

الى ذلك، نفّذت جمعية «صرخة المودعين» وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان لتجديد المطالبةِ باسترداد الاموال من المصارف، وطالبت بإعطاء الاموال للمودعين على سعرِ المنصة ورفع جزء من الاحتياطي المتبقّي في مصرف لبنان وإعطائه لهم.

 

*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

التأليف خارج التقاطع الرئاسي.. وأولوية بعبدا التدقيق الجنائي!

تصعيد وظيفي بعد تحويل رواتب القضاة 8 أضعاف.. وبخاري يُعلن إعفاء الحجاج اللبنانيين من الحجر

 

في وقفة عيد الأضحى المبارك، بدا لكل مسؤول الأجندة الخاصة به، فالحكومة المزمع تأليفها لم تعد قاسماً مشتركا، فلا اتصالات ولا مشاورات ولا من يحزنون.

في بعبدا، ينشغل الرئيس ميشال عون، باستقبال ممثّل شركة الفاريز ومارسال، ويعلن انه اطلع من المدير الإقليمي للشركة جايمس دايال انها بدأت بالعمل في 27 حزيران 2022 في التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وذلك بعد استكمال جمع الداتا والمعلومات والمستندات المطلوبة، أي بعد ما يناهز سنتين و3 اشهر من القرار الذي كان اتخذه مجلس الوزراء في ذلك الوقت باجراء هذا التدقيق.

وفي البيان الرئاسي ان رئيس الجمهورية اعرب عن ارتياحه لما آلت اليه الأمور اخيراً بالنسبة الى موضوع التدقيق المحاسبي الجنائي، مع بداية عمل فريق شركة «الفاريز ومارسال». مؤكدا ان اللبنة الأولى من مسيرة الإصلاح انطلقت فعلياً، ولن تتوقف بعد اليوم، ولو ان الموضوع أخذ وقتا أكثر بفعل العراقيل المصطنعة.

وقالت المعلومات تم خلال اللقاء، عرض المراحل التي قطعتها مسألة تقديم الملفات والمستندات المطلوبة للشركة التي تسمح لها بالقيام بعملها التدقيقي، وشدد رئيس الجمهورية على ان تمسكه بهذه المسألة انما ينطلق من حرصه على احقاق الحق والعدالة في تحديد المسؤولية عن الاموال التي تم حرمان الشعب اللبناني منها، وعن كل من ارتكب إساءة في هذا الموضوع بحق لبنان وشعبه وساهم بشكل مباشر في تفاقم الازمة المالية والاقتصادية على مدى اكثر من سنتين.

وفي السرايا الكبير، حضرت قضية الكهرباء، على طاولة الاجتماع بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ووزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض العائد لتوه من العراق ومصر، والذي كشف عن انتظار التمويل من البنك الدولي، والضوء الأخضر الأميركي بعدم وجود عقوبات من جرّاء قانون قيصر.

وقال فياض: نحضر لزيارة ثانية إلى العراق من الممكن ان ينضم الرئيس ميقاتي واللواء عباس إبراهيم لبلورة الصيغة الجديدة للاتفاقية وتمديدها.

وقال فياض: وتطرقنا لزيارة العراق ووضعته في أجواء هذه الزيارة الإيجابية جدا التي عبّر لنا من خلالها الإخوان في العراق من وزراء مالية ونفط وكهرباء، اضافة الى حاكم المصرف المركزي، عن نيتهم بالوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة واستكمال العمل الإيجابي الذي يقومون به، وتمديد اتفاقية الفيول التي تمكننا من أن يكون لدينا عدد قليل من ساعات الكهرباء. فهم يزودوننا بـ80 الف طن في الشهر، ولكن في هذه الفترة الكمية أقل بسبب اختلاف السعر وزيادة سعر الفيول فانخفضت الكمية الى 40 الف طن تؤمن لنا ساعتين من التغذية بدل ٤ ساعات.»

بشرى سعودية سارة

والبشرى السارة كانت مساء أمس ما أعلنه سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري من ان «السعودية تعلن السماح للمواطنين اللبنانيين بالقدوم مباشرة من لبنان إلى المملكة، دون الحاجة إلى قضاء مُـدّة 14 يوما خارج لبنان قبل الدخول إلى المملكة».

الحكومة والرئاسة

على الصعيد الحكومي، يبدو ان اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون ونجيب ميقاتي تأجل الى ما بعد عيد الاضحى، لعدم ظهور اي بوادر جديدة تتعلق بالتشكيلة التي قدمها ميقاتي لرئيس الجمهورية، حيث ذكرت مصادر متابعة ان الرئيس المكلف سيغادر خلال الساعات المقبلة بيروت الى المملكة العربية السعودية لاداء مناسك العمرة في عيد الاضحى. وبعد ذلك سيتوجه الى المملكة المتحدة لقضاء عطلة العيد مع العائلة، ويعود منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت.

لكن ثمة من يخشى ان لا يتم تشكيل الحكومة قبل نهاية ولاية الرئيس عون وتتولى الحكومة الحالية تصريف الاعمال، خاصة ان كل الجو السياسي في البلد بدأ يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي وإجراء الانتخابات باكراً لكن ضمن المهلة الدستورية بين شهري آب وايلول، كأولوية على تشكيل حكومة لن تعيش اكثر من ثلاثة اشهر ومن الصعب تشكيلها بتوازنات جديدة سياسياً. كما هناك خشية من عدم حصول زيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين الى بيروت قبل اجراء الانتخابات الرئاسية، وبحجة اطلاق حزب الله طائرات مسيّرة فوق حقل «كاريش» الاسرائيلي والمنطقة المتنازع عليها. وفي الحالتين سيعيش لبنان حالة انتظار لها نتائجها الصعبة ان لم تكن الكارثية، نتيجة عدم تشكيل الحكومة وعدم انجاز مفاوضات ترسيم الحدود.

واشارت المصادر المتابعة ان بدء التداول باسماء المرشحين للرئاسة هو دليل على ان الاستحقاق بات اولوية، لكنها اعتبرت ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع نفسه للرئاسة هو مجرد مناورة سياسية رئاسية للوصول الى وضع نفسه في موضع الناخب المسيحي الاقوى، وليس ترشيحاُ جدياً، بينما كان جبران باسيل اكثر واقعية إذ استبعد نفسه من السباق الرئاسي بإعلانه انه لم يترشح للرئاسة خلافا لجعجع، ولعلمه ايضاً ان لا حظوظ لديه. ويبقى من بين التقليديين سليمان فرنجية وقائد الجيش، عدا المستقلين من جماعة المجتمع المدني والدولي.

وأشارت مصادر سياسية إلى الجمود بمسار تشكيل الحكومة الجديدة ما يزال مستمرا، ولم تسجل خلال الساعات الماضية، اي محاولات جدية لانهاء هذا الجمود، واعادة التواصل والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، الى حركتها المعهودة، لتذليل العقبات من طريق تأليف الحكومة المتعثرة.

وتوقعت المصادر ان يستمر الجمود الحاصل بمسار التشكيل الى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وقد يطول الى وقت غير معلوم، اذا استمرت مواقف الرئاسة الاولى على حالها، وتشبث الرئيس المكلف بالتشكيلة الوزارية التي قدمها الى عون، بلا تبدل او تغيير.

واعتبرت المصادر ان نوايا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وتوجهاته، إزاء الرئيس المكلف، لا توحي بالتفاؤل، وإمكانية تحقيق اي تقدم ملموس بمسار التشكيل، في حين تؤشر وقائع التحركات والاتصالات التي يجريها باسيل على الأرض، باستحالة تحقيق اي تقدم في مسار التشكيل،لا سيما محاولاته لتحريض الوزراء المحسوبين على التيار، للاستقالة من الحكومة المستقيلة، في حال بقيت المواقف على حالها، وفشلت محاولات التشكيل.

ولاحظت المصادر ان قواعد تشكيل الحكومة المعتادة التي انتهجها باسيل ،قد تبدلت عما كانت عليه من قبل، ولم تعد أساليب الضغط والابتزاز المعمول بها سابقا، تحقق شروطه التعجيزية، بل اصبحت معظمها بلا جدوى، او تعطي نتائج عكسية، كما هو الحال اليوم.

ونصحت المصادر بضرورة التمعن بالمتغيرات الناجمة عن الانتخابات النيابية الاخيرة، وقرب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ووجود الرئيس المكلف على رأس حكومة تصريف الأعمال والتصرف بواقعية، والاستفادة من تشكيل الحكومة الاخيرة في العهد اذا تالفت، قدر الامكان، لان هذا افضل بكثير من الاصرار على تعطيل تشكيل الحكومة، وبقاء لبنان بلا حكومة جديدة.

من جهة ثانية، اشارت المصادر السياسية، الى ان ما اعلنه وزير الطاقة وليد فياض بالامس امام لجنة الأشغال العامة النيابية بالامس،عن استنسابية كبيرة تتبعها مؤسسة كهرباء لبنان، بتوزيع التيار الكهربائي بين المناطق، كاشفا ان هناك مناطق تتغذى لمدة مابين ١٨ساعة و٢٢ ساعة يوميا،مقابل تغذية مناطق مجاورة بساعتين يوميا، لافتا الى ان العدالة بالتوزيع تتطلب توافقا سياسيا، انما يشكل فضيحة مدوية، تتطلب التعاطي معها باهتمام استثنائي، واحالتها الى القضاء لملاحقة المسؤولين عن هذا التمييز بتوزيع التيار الكهربائي، لكشف كل الحقائق والمرتكبين وملاحقتهم ومحاسبتهم، لانه لا يجوز استمرار هذا التصرف على النحو،بلا حسيب او رقيب.

ووأوضحت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» أن كل ما يقال في الملف الحكومي يندرج في خانة البازار السياسي وهذا ما ينطبق على الكلام عن اعتذار ميقاتي أو محاصرته من قبل رئيس الجمهورية، وأشارت إلى أن مسألة التشكيل يجب أن تترك لهما وبمعنى آخر أن تناط بهما فقط من دون دخول اي طرف ثالث، ولفتت إلى أن ما من تفاصيل جديدة باستثناء ما جرى في اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف عن اقتراحات رئيس الجمهورية بشأن توسعة الحكومة والصبغة السياسية والحصص الوزارية والتوزيع الطائفي.

*************************************

افتتاحية صحيفة الديار  

«إسرائيل» «تتخبط» و«مُسيّرات» حزب الله تعزز فرص حصول انفراج في الترسيم الأسبوع المقبل؟

ضغوط دولية لمنع التنسيق مع دمشق في ملف اللاجئين وتشكيك في قدرة ميقاتي على «الصمود»

 الرئيس المكلف غير «مُستعجل» لتأليف الحكومة: عون يعد الأيام وغير قادر على فرض شروطه! – ابراهيم ناصرالدين

 

تدخل البلاد عطلة عيد الاضحى دون اي بارقة أمل في خروج قريب من النفق المظلم. لا مؤشرات سياسية او اقتصادية توحي بان لدى المسؤولين «خارطة طريق» لمواجهة الاستحقاقات الداهمة القريبة منها والبعيدة. كل شيء معطل في البلاد، ولولا «همروجة» السياحة والترويج للمهرجانات ومجيء المغتربين الذين يستفيدون من انهيار العملة الوطنية، دون ان يترك حضورهم اي اثر اقتصادي بنيوي، لكان المشهد اكثر قتامة. لبنان المتروك لمصيره في غياب اي اهتمام اقليمي او دولي باعتباره ملفا ملحقا بقضايا اكثر اهمية في المنطقة، لا يملك اي من مسؤوليه القدرة على المبادرة نحو ابتكار تسويات داخلية تلاقي الخارج عندما يحين وقت «التسوية» الكبرى. الكل ينتظر «كلمة السر» غير المتاحة راهنا ما يضع البلاد امام ازمة مفتوحة على كل الاحتمالات اذا بقي الوضع على حاله حتى موعد الاستحقاق الرئاسي. فرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة «غير مستعجل» كما ينقل عنه زواره «فالرئيس عون هو من يعد الايام وليس انا»، يقول ميقاتي، الذي يعتقد ان الرئاسة الاولى اضعف من اي يوم مضى وليست في موقع يسمح لها بفرض شروطها. في المقابل لا يرى رئيس الجمهورية ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ما يجبرهما على تقديم التنازلات وتسليم البلد الى ميقاتي «واعوانه» بحكومة مكتملة الاوصاف عشية «الفراغ» الرئاسي المحتمل. وقد ازدادت نقمة «ميرنا الشالوحي» خلال الساعات القليلة الماضية على حزب الله المتهم برايها «بسوء التقدير» مجددا من خلال الاصرار على تكليف ميقاتي غير الجدير «بالثقة»! في هذا الوقت وضع ميقاتي نفسه تحت الاختبار في ملف شديد الحساسية وربما الخطورة بعدما رفع الصوت في ملف اللجوء السوري، ويستعد»لكسر» المقاطعة الرسمية لدمشق، وبحسب مصادر نيابية بارزة، سنكون بعد عطلة العيد امام اختبار جدي لمدى استعداده للذهاب بعيدا في هذا الملف، خصوصا بعدما وصلت الى بيروت «رسائل ديبلوماسية» غربية تصف الموقف اللبناني بانه «لعب بالنار»، في تهديد مباشر لاي مسعى جدي للتعاون مع النظام السوري في هذا الملف. فهل يصمد ميقاتي؟

«انفراج» في «الترسيم»؟

 

في هذا الوقت، تمسك الولايات المتحدة لبنان من «ذراعه» التي «توجعه» ومسالة ابتزازه كهربائيا وغازيا لم تعد خافية على احد. وقد جدد وزير الطاقة وليد فياض بالامس الحديث عن الضمانات الاميركية الغائبة لاعفاء الاردن ومصر من عقوبات «قيصر»، ما يعني ان اتفاق الاستجرار سيبقى «حبرا على ورق» الى حين يتجاوب لبنان مع ملف «الترسيم» البحري مع اسرائيل، علما ان «التنازلات» عن الخط 29 لم تفض الى النتيجة المرجوة، كما سبق ووعد «الوسيط» عاموس هوكشتاين. وقد رأت مصادر مطلعة «للديار»، ان التخلي المجاني ودون ثمن عن «الحقوق» يفضح هشاشة المفاوض اللبناني غير «الكفوء»، هذا اذا ابتعدنا عن «سوء الظن». لكن تلك المصادر لم تستبعد ان تحدث انفراجة في هذا الملف الاسبوع المقبل، بعد وصول عاموس هوكشتاين الى اسرائيل برفقة الرئيس جو بايدن، واذا لم تحدث مفاجآت فان كل الاجواء داخل كيان العدو تشير الى رغبة في «التسوية» بعد ان ثبت حزب الله معادلة جديدة من خلال «المسيرات»، فمصلحة اسرائيل تكمن في استخراج الغاز لا تعطيل الاستخراج.

نقاش سري

 

وفي هذا السياق، وفيما اخفق لبنان الرسمي في استثمار دخول حزب الله على «خط حماية الثروة الوطنية، لا تزال تداعيات «مسيرات» حزب الله مادة رئيسية في اسرائيل مع استمرار حالة الارباك السياسي، والامني، والعسكري، والجديد في هذا الملف ما كشفته القناة «13» الاسرائيلية عن اجتماع حضرته وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين ألهرار التي خاضت نقاشاً «سريا جدا» شارك فيه ممثلون عن جميع الجهات الأمنية والإعلامية ذات الصلة، وممثل عن الجيش الاسرائيلي، وكذلك «لموساد»، ومجلس الأمن القومي، لمناقشة تداعيات إسقاط المسيرات في ظل مخاوف من حصول محاولة هجوم إضافية. ووفقا للمعلومات، وُجّهت خلال الاجتماع انتقادات لتصرف الناطق باسم الجيش يوم الهجوم من قبل حزب الله، كون «الرسائل لم تكن موحدة، ولم تنسق بشكل جيد».

لماذا لم ترد اسرائيل؟

 

وفي هذا الاطار، كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن ضغوط مارستها وزارة الطاقة الإسرائيلية لمنع نشر أخبار عن «المسيرات» خوفا من التداعيات الاقتصادية. وهذا ما حصل بالفعل بعد ساعات من المواجهة قرب «كاريش» حين هبطت أسهم شركة «انرجين» النفطية بنحو 2.55% ضمن تعاملات بورصة تل أبيب. وقد فشلت كل المحاولات لتثبيتها على رقم مرتفع بسبب التحديات الامنية. من جهتها، قالت صحيفة «إسرائيل هيوم» ان الجيش الاسرائيلي تعمد عدم نشر أمر إسقاط «مسيرة» جديدة يوم الأربعاء، رغبةً منه في الحفاظ على مساحة من الغموض إزاء حزب الله، وبرأيها فان القرار الإسرائيلي بعدم الرد هذه المرة قد يكون مرتبطا بزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للمنطقة الأسبوع المقبل، لكن الارجح أنّ إسرائيل تواجه ردعاً حقيقيا من قوة حزب الله.

ماذا سمع الفرنسيون؟

 

وفي موقف يعكس ضعف رد الفعل الاسرائيلي، ووسط انشغال الاوروبيين بالحرب الاوكرانية، شكل طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال الاسرائيلية لبيد من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، «الجريح» سياسيا، بالضغط على حزب الله، مؤشرا على غياب الخيارات الاسرائيلية في هذا الملف. وسخرت مصادر معنية بالملف من محاولة اسرائيل توريط الاوروبيين في هذا الملف عبر ابلاغ مسؤولين اسرائيليين نظراءهم في دول الاتحاد الاوروبي بان حزب الله لم يستهدف «كاريش» وانما مصالحكم الحيوية كون الحقل مصدر تزويد اوروبا بالغاز! ولفتت الى ان محاولة حرف الانظار عن المشكلة الحقيقية المتمثلة برغبة اسرائيل بسرقة الحقوق اللبنانية، لن تجدي نفعا، وقد تبلغ الاسرائيليون كلاما فرنسيا واضحا حيال انعدام القدرة على التاثير في قرارات او خيارات حزب الله، ولكن هذا لا يمنع القيام بمحاولة للتهدئة، بحسب باريس» التي ترى ان الحل يبقى في التوصل سريعا الى اتفاق على «الترسيم». اما تقديم لبيد مواد استخبارية جديدة لماكرون توضح كيف أنّ حزب الله يعرّض سلامة لبنان وأمنه للخطر، ويهدد امن الطاقة العالمية، فلم يحمل اي جديد، بحسب تلك الاوساط، لان باريس لا تزال على قناعة بوجوب استمرار قناة الاتصال مع حزب الله بما يؤمن استمرارية نجاح عمل قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان. كما تمنح هذه «القناة» باريس «نافذة» فاعلة جدا في سوريا وايران. لكن تبقى الاشارة الى ان الفرنسيين سمعوا كلاما واضحا حيال عدم حياديتهم في هذا الملف وقيل لهم ان الوقت قد حان لقيام شركة توتال بمقتضيات العقد الموقع معها والبدء بعمليات استكشاف جدية للغاز اللبناني. وعدم المبادرة بهذه الخطوة سيجعل باريس في موقع «الشبهة» المبررة.

ميقاتي مش مستعجل.. «والتيار» عاتب!

 

ووسط كل هذه الانهيارات لا تبدو الحكومة اولوية عند احد، فالاتصالات المتوقفة اصلا، ستستأنف بعد عطلة عيد الاضحى، وفيما يستعد رئيس الحكومة المكلف لتمضية الاجازة في الخارج لم يلحظ زواره انه قلق من التاخير في عملية التشكيل لانه يمارس صلاحيته كرئيس لحكومة تصريف الاعمال، وهو يعتبر ان «الكرة» في «ملعب» رئيس الجمهورية ميشال عون. ووفقا لميقاتي فان «لعبة الوقت» ليست هذه المرة في مصلحة الرئاسة الاولى وفريقها السياسي، «فالرئيس عون هو من يعد الايام» وهو لديه فرصة اخيرة لكي يضع توقيعه على حكومة العهد الاخيرة، وهو بات يعرف جيدا موقفي وحدود «تدوير الزوايا» التي ارتضى بها لقيادة حكومة فعالة ومنتجة. في المقابل لا تزال الاجواء الرئاسية عند مربع عدم القبول «بشتاء وصيف» فوق «سطح واحد»، فاما المداورة للجميع او لا مداورة. كما انه لا يجوز ترك البلاد بين «يدي» حكومة غير سياسية في وقت ستواجه البلاد محطات مصيرية. اما اوساط التيار الوطني الحر فتبدو غير متفاجئة بموقف الرئيس ميقاتي»لعلمنا المسبق بطريقة تفكيره وادارته للامور وخلفيات شروطه». وفي هذا السياق، لايمكن اغفال وجود «عتب» واضح على خيارات حزب الله الحكومية، وهنا لا تجد اجوبة واضحة لدى «التيار»حول خلفية التمسك بميقاتي الذي اثبت في موقفه من «المسيرات» انه خيار «غير موفق»…!

ضغوط في ملف اللاجئين

 

في غضون ذلك، لم يتوقف «هاتف» رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن «الرن» منذ اعلانه البدء بخطوات قانونية لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم. ووفقا لمصادر مطلعة لم تبق دولة غربية معنية بالملف الا ومارست ضغوطا لمنع حصول اي تفاهم ثنائي بين بيروت ودمشق حول الملف. وفضلا عن الوعود بمزيد من التقديمات المالية، كانت التحذيرات «فاقعة» لجهة التهديد بتداعيات غير محسوبة على الحكومة اللبنانية التي ستكون متهمة بخرق حقوق الانسان وتعريض اللاجئين للخطر المحدق.

تحذير اميركي

 

ووفقا لمعلومات «الديار»، حذرت السفارة الاميركية في بيروت عبر سفيرتها دوروثي شيا، كلا من ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مغبة التفرد باستراتيجية حيال اللاجئين بعيدا عن التنسيق مع المجتمع الدولي. وكان التحذير واضحا لجهة رفض واشنطن «لكسر» القطيعة الرسمية مع النظام السوري، معتبرة ان لبنان ليس كغيره من دول الخليج ولا يستطيع تحمل كلفة خطوة مماثلة قد تكون اكلافها كبيرة.

تنسيق مع دمشق

 

وفي هذا السياق، سيشهد الاسبوع المقبل تحركا للسفراء الغربيين باتجاه رئيس الحكومة لثنيه عن القيام بخطوات عملية في هذا الاتجاه، وسيكون ميقاتي امام «اختبار» جدي هو الاول من نوعه في مواجهة المجتمع الدولي، بعدما كلف وزير المهجرين عصام شرف الدين للتنسيق مع الجانب السوري رسميا، وهو قد انهى اعداد زيارته الى دمشق للقاء وزير الإدارة المحلية في سوريا بعد عيد الاضحى لمناقشة الخطة اللبنانية، وتنسيق تفاصيل العودة الآمنة، والبحث في القدرة الاستيعابية المتوافرة لدى الحكومة السورية لاستقبال العائدين وتأمين الظروف الملائمة لعودتهم. ووفقا للمعلومات، حصل توافق مسبق مع السلطات السورية حيث تم وضعها بتفاصيل الخطة التي حازت موافقة دمشق، وتبلورت ترتيبات لعودة تدريجية تقوم على إعادة 15 ألف نازح شهرياً، وتم التفاهم على أن تكون عودة النازحين على أساس جغرافي وأن تكون هناك مراكز إيواء للنازحين ضمن قراهم ومناطقهم في سوريا.

هل يصمد ميقاتي؟

 

وقد شككت مصادر نيابية بارزة في قدرة ميقاتي على الصمود امام حجم الضغوط الدولية. وفي هذا السياق، وبعد ساعات على رفض الامم المتحدة التعاون مع الجانب اللبناني اصدرت منظمة»هيوومن رايتس ووتش» بيانا وصفت فيه الخطوة اللبنانية بانها غير قانونية داعية الى مساعدة الدول المستضيفة ومنها لبنان على رعاية اللاجئين فوق اراضيها، واعلنت رفضها لما اسمته العودة «القسرية». وكانت المفوضية العليا للاجئين قد رفضت المشاركة في لجنة «ثلاثية» مع لبنان وسوريا، واكدت انها لن تعلّق تقديماتها المالية والعينية للنازحين في لبنان، وفي المقابل لن تعمل على تسديدها في حال انتقل هؤلاء إلى الداخل السوري، اي عمليا تأمين الظروف اللوجستية لبقائهم وعدم عودتهم.

واشنطن «تبتز» كهربائيا

 

وفيما يروج بعض الاعلام وعدد من السياسيين لمقولة ان خطوة حزب الله ستعطل العملية التفاوضية وستمنع تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية «بلع» الجميع «السنتهم» ولم تشن اي حملة على الموقف الاميركي بمنع لبنان من الاستفادة من استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر عدم منح الموافقة الخطية على عدم تعرضهما لعقوبات «قيصر»، وقد كشف وزير الطاقة وليد فياض امس أنّ المسؤولين المصريين أكدوا جهوزيّتهم لضخّ الغاز لكنّهم «في انتظار الضوء الأخضر الأميركي بعدم وجود عقوبات كما ينتظرون موافقة البنك الدولي على التمويل»، فكل الامور جاهزة على المستوى التجاري والتعاقدي والفني، أي أنّ الخط جاهز والكميات متوافرة والعقد جاهز أيضاً، لكن «الفيتو» الاميركي يمنع البدء بتنفيذ الاتفاق، كما تقول مصادر وزارية اكدت ان واشنطن تساوم لبنان على ملف «الترسيم» وكل حديث آخر «ذر للرماد في العيون»، وكل حديث عن شروط البنك الدولي في موضوع اقرارالإصلاحات ومنها إعادة النظر بالتعرفة وتشكيل الهيئة الناظمة، ليس الا حججا واهية لعرقلة الملف.

الاتصالات مع العراق

 

وقد وضع فياض ميقاتي في اجواء زيارته لكلّ من مصر والعراق، واعلن انّ وزراء المالية والنفط والكهرباء وحاكم المركزي في العراق عبّروا عن نيّتهم تمديد اتفاقية الفيول التي تمكّننا من أن يكون لدينا عدد قليل من ساعات الكهرباء. وأشار إلى أنّهم «يزوّدوننا بـ 80 ألف طن في الشهر، ولكن في هذه الفترة الكمية أقل بسبب اختلاف السعر وزيادة سعر الفيول فانخفضت إلى 40 ألف طن تؤمّن لنا ساعتين من التغذية بدل 4 ساعات. ولفت إلى أنّه يجري العمل من أجل التحضير لزيارة أخرى للعراق من الممكن أن تضمّ ميقاتي واللواء عباس ابراهيم لبلورة الصيغة الجديدة للاتفاقية وتمديدها، ولنظهر للجانب العراقي أننا ملتزمون من طرفنا تسديد المستحقات ولو بشكل متدرّج ومرحلي عبر تقديم الخدمات للإخوان في العراق…! وفي هذا السياق علم ان وزير المال العراقي ابلغ فياض بان الصيغة الحالية للدفع لم تعد مناسبة وتحتاج الى تعديل.

كهرباء في العيد؟

 

وفي سياق متصل، اعادت مؤسسة كهرباء لبنان وضع معمل دير عمار في الخدمة مجددا من أجل رفع عدد ساعات التغذية قدر المستطاع خلال فترة عيد الاضحى. ولفتت المؤسسة إلى أنه سيصار بعد انقضاء تلك الفترة إلى إعادة تعديل الخطة الإنتاجية، بما يتجانس مع الخزين المتبقي لديها في حينه من مادة الغاز أويل، لإطالة فترة إنتاج الطاقة قدر المستطاع، تجنبا للوقوع في العتمة الشاملة في لبنان والاستمرار في تغذية المرافق الحيوية الأساسية في البلد وذلك لحين وصول وتفريغ شحنة الغاز أويل المخصصة لشهر تموز 2022 والبدء من ثم باستخدام تلك الكميات مساء الخميس الواقع فيه 28/07/2022 على أقرب تقدير، وهذا يعني ان ساعات التغذية بعد العيد لن تتجاوز الساعتين!

 

*************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

السياسة في إجازة .. والأزمات المعيشية على حالها  

 

في العتمة الكهربائية التي تم استدراك مفاعيلها الهدّامة بالوساطات و”النواح” السياسي والسياحي، وفي الطاقة التي يبحث عنها وزيرها في الخارج لانعدامها في لبنان، لم يعد من طاقة لدى اللبنانيين الذين استنفدوا كل ما لديهم بحثا عن حلول لازمات ادارت السلطة السياسية ظهرها لها وأشاحت نظرها ما اضطرهم الى المواجهة وحيدين باللم الحيّ، فيما المنظومة بالها في مكان آخر، تبحث عن حصص ومكاسب في حكومة لن يكتب لها ان تبصر النور هي ايضا، ما دام سعاة الخير و”حلالو المشاكل” منكفئين ليقينهم بأن لا جدوى من التعب والجهد لحكومة بضعة اشهر والعين والجهد يوفران لاستحقاق تشرين.

 

فغداة الازمة الكهربائية التي كادت تُغرق لبنان ومرافقه الحيوية في الظلمة الشاملة، والتي حُلّت بـ”التي هي احسن”، لم يتحرّك المسؤولون على ضفة تشكيل الحكومة المطلوبة بإلحاج، بل بقي الجمود سيد الموقف وسط تباينات بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة والسراي من جهة ثانية، تبدو حتى الساعة، عصية على الكسر. حتى الزيارة الموعودة للرئيس نجيب ميقاتي الى بعبدا لم تحصل ولن تحصل قبل العيد على الارجح كون الرئيس المكلف سيغادر الى الخارج خلال الساعات المقبلة لتمضية عطلة العيد مع العائلة.

 

معرقلو التشكيل

 

وحمل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من مكة المكرمة في كلمة له الى اللبنانيين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك مسؤولية التدهور وانهيار الوطن “الى كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط المناقضة بوجه تشكيل الحكومة”، ولفت الى ان “بعض المسؤولين اللبنانيين في غيبوبة وربما يعانون من قصور ولا يتحملون مسؤولياتهم الوطنية لحماية الدولة ومؤسساتها من الأزمات الصعبة التي يواجهها والتي تشكل خطراً على مستقبله ووجوده”، وأكد ان “التغيير الحقيقي يكون في العمل والتعاون والتضامن ووجود أرضية صلبة للإصلاح  في الحياة الوطنية وهذه مسؤولية وطنية جامعة، لإنقاذ ما تبقى من مؤسساتنا التي أصبحت في حالة ترهل وضياع”.

 

الضوء الاخضر الاميركي

 

في الغضون، حضر ملف الكهرباء على طاولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي عقد سلسلة اجتماعات وزارية في السراي، استهلها باجتماع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي قال بعد اللقاء  وضعته في أجواء الزيارة التي قمت بها لمصر حيث أكد لنا الاخوان فيها على جهوزيتهم لضخ الغاز، وهم بانتظار الضوء الأخضر الأميركي بعدم وجود عقوبات من جراء قانون قيصر، وبانتظار التمويل من البنك الدولي.

 

وتطرقنا لزيارة العراق ووضعته في أجواء هذه الزيارة الإيجابية جدا التي عبّر لنا من خلالها الإخوان في العراق من وزراء مالية ونفط وكهرباء، اضافة الى حاكم المصرف المركزي، عن نيتهم بالوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة واستكمال العمل الإيجابي الذي يقومون به، وتمديد اتفاقية الفيول التي تمكننا من أن يكون لدينا عدد قليل من ساعات الكهرباء. فهم يزودوننا بـ80 الف طن في الشهر، ولكن في هذه الفترة الكمية أقل بسبب اختلاف السعر وزيادة سعر الفيول فانخفضت الكمية الى 40 الف طن  تؤمن لنا ساعتين من التغذية بدل ٤ ساعات”. وتابع “نعمل من اجل تحضير زيارة ثانية الى العراق من الممكن أن تضم الرئيس ميقاتي واللواء عباس ابراهيم لبلورة الصيغة الجديدة للاتفاقية وتمديدها، ولنظهر للجانب العراقي أننا ملتزمون من طرفنا بسداد المستحقات ولو بشكل متدرج ومرحلي عبر تقديم الخدمات للأخوان في العراق، وكلفني الرئيس ميقاتي دراسة هذا الأمر لتحديد هذه الخدمات للجانب العراقي لتفعيل هذه الاتفاقية”.

 

دير عمار

 

ليس بعيدا، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه سيتم المباشرة بإعادة وضع معمل دير عمار في الخدمة مجددا في الثانية بعد ظهر اليوم الواقع فيه 2022/07/07 (امس)، من أجل رفع عدد ساعات التغذية قدر المستطاع خلال فترة عيد الاضحى. ولفتت المؤسسة في بيان إلى أن سيصار بعد انقضاء تلك الفترة إلى إعادة تعديل الخطة الإنتاجية، بما يتجانس مع الخزين المتبقي لديها في حينه من مادة الغاز أويل، لإطالة فترة إنتاج الطاقة قدر المستطاع، تجنبا للوقوع في العتمة الشاملة في لبنان والاستمرار في تغذية المرافق الحيوية الأساسية في البلد (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، المرافق الأساسية في الدولة)، وذلك لحين وصول وتفريغ شحنة الغاز أويل المخصصة لشهر تموز 2022 والبدء من ثم باستخدام تلك الكميات مساء يوم الخميس الواقع فيه 2022/07/28 على أقرب تقدير.

 

المواد الغذائية

 

في الاثناء، وغداة الانفراجة الجزئية في موضوع افراغ الحاويات في المرفأ، أكّد نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن “لا تغيير في طريقة الدفع وتوصية النقابة لا تزال أن يكون الدفع 50 في المئة بالبطاقة و50 في المئة نقداً”. وقال في حديث تلفزيوني “الأموال التي تُقبض من السوبرماركت هي بحد ذاتها محجوزة لذلك الوضع كما هو صعب على المواطن إنما أيضاً على أصحاب السوبرماركت لذلك المشكلة تواجه الجميع وهذه نتيجة نتوقعها من سياسة الليلرة”. وأضاف “لا تأخير في وصول المواد الغذائية أما التأخير الذي حصل في مرفأ بيروت فقد أثّر طبعاً على الوضع لكن لا نستطيع أن نقول إن هناك انقطاعاً في بعض الأصناف”.

 

بيروت محرومة من الكهرباء بقرار سياسي

 

علمت «الشرق» ان اجتماع لجنة الاشغال النيابية بالامس والذي ناقش موضوع الكهرباء شهد سجالاً حاداً بين المشاركين بعدما انفضح أمر الوزير وليد فياض الذي يقف خلف فضيحة التوزيع غير العادل للتيار الكهربائي، إذ تحظى بعض المناطق بـ22 ساعة تغذية يومياً في حين ان العاصمة بيروت تحظى بساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر.

 

واللافت ان الوزير فياض اعترف بذلك في تصريحه رامياً المسؤولية على القوى السياسية.

 

وقال فياض حرفياً: «هناك مناطق في لبنان تحصل على كهرباء بين 18 و22 ساعة يومياً، ومناطق مجاورة لها تحصل على ساعتين. ولذلك هذا الموضوع ضروري ان يوضع على سكة الاصلاح والعدالة ويجب ان يكون هناك توافق سياسي حوله وإلا نسبب مشاكل اجتماعية».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram