هوكشتاين الحفّـارة والحفّـارون

هوكشتاين الحفّـارة والحفّـارون

Whats up

Telegram

غازي العريضي* 

كان الأميركيون يقولون : " لن يأتي هوكشتاين الى بيروت إلا إذا كان ثمة جواب لبناني رسمي واضح " . الرجل ليس لديه وقت " يضيّعه " معنا وهو أصبح اليوم كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة في العالم ومن أبرز المقربين إليه . جاء فجأة بعد أن سبقته " الحفّارة " الى حقل " كاريش " ، وبعد مناشدة عدد من المسؤولين اللبنانيين التي تزامنت مع " نوبة " مواقف مستجدة من قوى لم تكن تهتم بالحدود البحرية وترسيمها ، وتحوّلت الى مطالب باعتماد الخط ٢٩ ، وقوى أخرى كانت تقارب الموضوع من زاوية ضرورة إنهائه ليستفيد لبنان من ثروته ولا يحشر نفسه في موقف " حدودي " أو عند " خط " معين ، فجأة أيضاً انبرت قوى وتحت عنوان السيادة الى المطالبة بالذهاب الى أقصى الحدود لحفظ الثروة ، ولمنع إسرائيل من مصادرتها ، وذهب مسؤولون ليسوا معروفين بالشجاعة والإقدام والصدق الى حد اعتبار الخطوة الإسرائيلية " عدواناً " على لبنان . رئيس الجمهورية أصرّ على الإمساك بملف التفاوض لأنه من صلاحياته  . كان له ما أراد . قلب الطاولة في وجه الجميع . دعا الى تغيير المرسوم ٦٤٣٣ والى اعتماد الخط ٢٩ ودفع بالوفد العسكري المفاوض الى أقصى التشدّد وخاض معركة فرض التغيير والتوقيع على المرسوم . وعندما وقّع الجميع امتنع الرئيس وأبدى ليونة وحرصاً على التفاهم مع الأميركيين . كان تغليب للمصلحة السياسية الشخصية في محاولة رفع العقوبات عن الوزير جبران باسيل على المصلحة الوطنية ، وبدأ المفاوضون في كيل التهم والتحذير والتنبيه من مخاطر ما يجري . خرج جبران بموقف يقول : " كاريش مقابل قانا ".لا نوقّع مرسوماً جديداً . المسألة مرتبطة بالتفاوض إذا لم ننجح نعود الى ال ٢٩ " . كأن الأميركي والإسرائيلي في خدمتنا والظروف المحيطة بنا تحمينا ، وهذا الأداء كله المميز بالتخبّط والتردّد ونصب الكمائن بين مختلف القوى السياسية التي انبرت الى المزايدة ومحاولات تصفية الحسابات أضعف الموقف اللبناني بالتأكيد . أما حزب الله فقد أعلن أنه وراء " قرار الدولة " . وكانت تساؤلات كثيرة حول الموضوع لأن كثيرين يعتبرون أنه لم يتصرف سابقاً وفي ملفات وطنية أساسية على هذا الأساس . لكن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وفي إطلالته الأخيرة  بعد استقدام الحفّارة والبدء باستخراج النفط والغاز من حقل " كاريش " ركّز على مسألة عدم جواز بدء الاستخراج والدولة لم تقل كلمتها ولم تصل الى اتفاق بالمفاوضات بعد . وهذا ما أكد عليه الرئيس نبيه بري على طريقته في مقاربة الموضوع الذي أداره لمدة طويلة من الزمن بحكمة وحنكة وصولاً الى اتفاق الإطار الموقّع مع الموفد الأميركي هوكشتاين نفسه والذي يشير الى العودة الى المفاوضات للوصول الى الترسيم النهائي فيوقّع الاتفاق وترسل الوثائق الى الأمم المتحدة ويمكن لكل فريق أن يبدأ بالحفر والاستخراج في " مناطقه " !! وعلى هذا الأساس اعتبر الرئيس بري بعد لقائه السيد هوكشتاين أن ما يجري اليوم هو مخالف لهذا الاتفاق ،  وذلك بعد يوم طويل من الزيارات واللقاءات وكالعادة الحديث عن إيجابيات وتقدّم ثم نعيش الخيبات . لكننا اليوم أمام واقع جديد . ثمة " حفّارة " تعمل في كاريش وإسرائيل تستخرج النفط والغاز والحفّارة جاءت بقرار أميركي إسرائيلي مشترك ، وفي توقيت حسّاس ودقيق لأن أميركا وعدّة شغلها الكاملة ، وكذلك إسرائيل واندفاعاتها تعيش الوضع التالي : 
- هي في حرب مع روسيا التي " تبتزها " في نظرها بورقة الغاز والنفط . ثمة قلق في أميركا من ارتفاع الأسعار وصرخة الناس والتضخّم وإدارة بايدن على أبواب انتخابات نصفية في تشرين الثاني ولا تحتمل الخسارة ، كما لا تحتمل ربح روسيا بالحرب المفتوحة معها . وفي أوروبا " عنعنات " كثيرة رغم العقوبات على روسيا والبطولات . ثمة قلق كبير وفوضى كبيرة في الأسواق والشتاء على الأبواب والبديل لم يتوفّر بعد . الكل تقريباً يفرض حظراً على النفط الروسي ولكن قلة أمّنت البديل . فما الحل ؟؟ فشلت المساعي مع فنزويلا . لم يتم التوصل الى اتفاق مع إيران في مفاوضات فيينا . لا يمكن البقاء دون بديل . ثمة بدائل كثيرة من دول منتجة للغاز والنفط ولكن عملية النقل تتطلب وقتاً ، لذلك وفي تقاطع المصالح بين أميركا وإسرائيل في مواجهة روسيا وإيران ، يبقى الخط من إسرائيل الى المتوسط الى أوروبا هو الأقرب في انتظار رسم الخطط مع الآخرين من تركيا الى قطر ودول خليجية أخرى . المهم تأمين البديل الآن للاطمئنان وتحقيق شيئ من التماسك لاستكمال المواجهة في أوكرانيا ومنع الروسي من الانتصار . 
- ترافق هذا الأمر مع استهداف مباشر لإيران في سوريا ، وللنظام السوري أيضاً من خلال ضرب شحنات الأسلحة الإيرانية ، والمخازن والمستودعات وصولاً الى ضرب مطار دمشق في رسالة الى رأس النظام الذي تدور مفاوضات معه حول قضايا أميركية محدّدة لم تحل بعد أبرزها " تحرير " الصحافي الأميركي تايس أوستن . يضاف الى ذلك عمليات ضد " القوافل " الإيرانية من الأراضي العراقية ، وعمليات أمنية ضد المنشآت النووية والخبراء النوويين داخل إيران ، وردود من وقت لآخر من قبل إيران ، لكن الهجمة الإسرائيلية – الأميركية ستستمر وإسرائيل في الأساس تحرّض ضد الاتفاق النووي ، وحققت اختراقات في العالم العربي في مجالات كثيرة وباتت بعض " الأجواء " العربية مفتوحة أمام حركة طيرانها وهي تهدّد بتوجيه ضربة الى إيران ، ولا ننسى ضم أميركا إسرائيل الى القيادة المركزية الوسطى لقواتها في المنطقة ، والمناورات الأميركية الإسرائيلية المشتركة التي تحاكي سيناريوهات كثيرة منها إيران ولبنان وسوريا وغزة . 
- كل هذا يجري وروسيا في وضع مختلف في سوريا وإن هي خففت من تواجدها ستكون إيران اكثر حضوراً وهذا ممنوع أميركياً واسرائيلياً . هنا الاندفاعة التركية في المنطقة الحدودية . كل دولة تبحث عن ثمن . تركيا تستغل الحاجة اليها روسياً وأميركياً في موضوع أوكرانيا . وتنفتح على إسرائيل . وموضوع أنابيب النفط أساسي ، والرئيس أردوغان على أبواب انتخابات يريد الفوز فيها ، وهذا يترك أثره على المستوى الفلسطيني حيث الإنكفاء التركي عن الدعم الكبير الذي كان يقدّم لبعض الفصائل وكذلك إيران وقد أربك ذلك اسرائيل في كل مواجهاتها التي شارك الفلسطينيون في التصدي لها في كل المناطق . المعادلة اليوم مختلفة نسبياً وإن كان الواقع الفلسطيني رغم كل الصعوبات هو الأصعب في وجه إسرائيل التي تنتظر زيارة بايدن للتأسيس ل "  الناتو العربي - الإسرائيلي " . تكاد تكون إسرائيل في كل مكان لكن لبنان يقلقها ، يؤرقها .لم تنسى هزيمتها النكراء على أرضه ، ولا تستطيع أن تعيش مع هذا القلق على " باب بيتها " كما يقول قادتها الإرهابيون ، بينما تشعر بالحفاوة والهناء والرجاء في الأمكنة التي ذهبت إليها . 
- في هذا التوقيت والظرف جاءت " الحفّارة " الى " كاريش " وجاء بعدها ممثل من أرسلها وشهدنا الفولكلورات التي تحدثت عن " التوافق الوطني " والوقوف وراء فخامة الرئيس وفجأة وبشكل لافت حلّ العشق والغرام بين أعداء الساعات الماضية التي سبقت وصول الزائر الكبير ، تماماً مثلما حلّ الوحي على كثيرين بالذهاب الى مواقف متشددة وضرورة التمسّك بالخط ٢٩ !!
منذ مدة لم أنشر شيئاً عن الواقع الداخلي اللبناني ، رغم علم كثيرين أنني ومنذ عقود من الزمن أكتب وأدوّن يوميات الحياة السياسية ومحاضر جلسات والمعلومات التي أستقيها . لكن أمام هذا المشهد ، وعملية التضليل الكبرى التي نعيشها كان لا بدّ من هذه الكلمات ولو جاء سردها طويلاً وقد خبرت كثيراً من المسؤولين " الأبطال " في مواقع المسؤولية خصوصاً عندما كنت وزيراً للأشغال ، وشهدت الكثير من المزايدات ومحاولات البيع والشراء في هذا الملف الحيوي المصيري بالنسبة إلينا ، لذلك أسجّل الملاحظات التالية وفيها بعض المعلومات : 
١ – " الحفّارة " لم تأت الى لبنان بقرار أميركي إسرائيلي لتقف ويتفرج عليها الجميع حتى "يصفو خاطر " اللبنانيين !! أو لتسحب إذا استمر الخاطر " غير صاف " . جاءت بقرار كبير خطير لتحفر وتستخرج . 
٢ – العالم يراقبنا ويتابع سوء إدارتنا . لبنان لا يستطيع أن يستمر على هذا المنوال . ثمة مرسوم رقمه ٦٤٣٣ صدر عام ٢٠١١ أصررنا على تضمينه فقرة تتحدث عن إمكانية تعديله إذا برزت معطيات جديدة أو توصلنا الى شيئ ما مع دول الجوار . وبالتالي نحن أمام خيارين : إما أن نتمسك بهذا المرسوم أو نعدّله . لكن لا نستطيع أن نبقى في وضع " لا نتمسّك " ولا نعدّل " . لن يسأل أحد عنا ، وما سبق وذكرناه خير شاهد على ذلك . الفارق الأساسي أن الحفّارة أمامنا ماذا سنفعل ؟؟
٣ – هل ستذهب الأمور الى مواجهة لنقلها بصراحة الى حرب ؟؟ في معزل عمن يمارس لعبة الاستدراج بفعل الإصرار الإسرائيلي على الإستخراج ؟؟
٤ – في المعلومات التي لم تنشر حول زيارة هوكشتاين يسجّل التالي : 
      - معادلة باسيل " كاريش مقابل قانا " مرفوضة . ليس هذا ما اتفقنا عليه معه كما قال هوكشتاين. 
  - يجب تغيير اسم حقل " قانا " . نعم هذه نقطة تصرّ عليها إسرائيل وأشار إليها الموفد الأميركي . حتى هذه الرمزية تقلقهم وتذكّرهم بمجزرة قانا التي ارتكبها الإرهابيون الاسرائيليون عام ١٩٩٦  .
-  كانت تمريرات واضحة : إذا وقعت الحرب لن يقف الخليج معكم سياسياً ومالياً والعراق أبلغ بذلك . 
-  السفينة أوروبية فأي استهداف لها هو استهداف لأوروبا . وأنتم كلبنانيين بحاجة الى أوروبا وفرنسا على رأس اتحادها .
-  ضرب السفينة سيولّد مشكلة مع الدول الكبرى وستكونون وحدكم . 
-  سبب رئيسي من أسباب مجيئ هوكشتاين متابعة ورصد أبعاد موقف حزب الله وأمينه العام .
- في هذا السياق نُقلت الى إسرائيل رسالة من جهة دولية موثوقة مفادها أن " التهديدات " من قبل الحزب جدية وهي تنطلق من عدم القدرة على تحمّل كل هذا الضغط الأميركي الإسرائيلي على لبنان وما سبق ذكره عن إيران وسوريا .. 
* فجأة تمّ توقيع الاتفاق بين إسرائيل - مصر - الاتحاد الأوروبي لتأمين تمرير النفط من إسرائيل الى أوروبا . فوراً بادر الاتحاد الأوروبي الى تقديم مساعدات لمصر !! بعد خلاف معها حول كثير من الأمور . 
- هوكشتاين طلب الى لبنان الإسراع في توقيع الاتفاق مع مصر لاستجرار الغاز منها عبر سوريا واعداً بتحييدها عن عقوبات قانون قيصر وبالضغط على البنك الدولي للمساعدة في تنفيذ المشروع . لماذا الآن بعد الإنكفاء لمدة سبعة أشهر عن هذه الخطوة ؟؟ 
الوضع خطير جداً . فلتتوقف عملية التضليل والمزايدات والشعبوية والعبثية ولنتعامل مع الأمور بعقل بارد . لم أكن ولن أكون أسير نظـرية المؤامرة . لكن لم أكن ولن أكون إلا في دائرة المقتنعين بحقد وكراهية وعنصرية إسرائيل واستهداف كل شيئ في منطقتنا وفي بلادنا خصوصاً وبدعم كامل من أميركا وهذا موضع متابعة بدقة من قبلي . لكن لن أغيّر رأيي الذي " انبرى " لساني وأنا أكرره منذ سنوات طويلة : هدر المليارات على الكهرباء ولا كهرباء ، عدم معالجة مشكلة النفايات ، غرق البلاد في دوامة الهدر والفساد ، مسلسل الأزمات المتفجرة التي مررنا بها ووصلنا إليها هي من صنع لبنانيين ولم تكن بقرار خارجي ، ولا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي أو الإيراني الأميركي ، أو الروسي الأميركي في سوريا وغيرها أو أو أو .... لم يأت سيّاح الى لبنان وفعلوا ما فعلوا وأوصلونا الى ما نحن فيه . ثمة مسؤولون لبنانيون عن ذلك. أعداؤنا جاؤوا ليستغلوا هذا الأمر ، والآن زادت الأزمات أكثر وازدادت معها محاولات الاستغلال ، وتبقى المسؤولية لبنانية . 
رئيس حكومة العدو الإرهابي بينيت الذي لم يتوقف هو ورئيس أركانه ووزراؤه عن التهديد والوعيد بتكسير لبنان وإعادته الى القرون الوسطى " يشمت "  بنا " ويغار " علينا فيعطينا النصائح بعدم التلهّي بالخلافات الداخلية ولبنان يعيش أخطر أزمة اقتصادية مالية اجتماعية ، ويدعونا الى الاتفاق وفي حسابه نقاط ضعفنا تلك وانقساماتنا الداخلية وأحقادنا على بعضنا البعض " وعزلة " حزب الله كما يراها وغيره من اللبنانيين ، مما يعني أن الحرب إذا وقعت لن يكون هناك من يساعد ويلمّ كما ذكرنا ولن يكون احتضان للمهجرين وسيدمّر كل شيئ ، وتكون خضّات داخلية وهم مصرّون على استخراج الغاز وعدم تفويت الفرصة .
 الحفارة مستمرة في الحفر فماذا سنفعل ؟؟ هل سنتركها تقوم بعملها ؟؟ لماذا هذه البطولات والعنتريات إذاً ؟؟ هل سيكون بازاراً حولها ؟؟ وإذا حصل هل سيكون اتفاق حوله ولو بالحد الأدنى بين المسـؤولين المختلفين على كل شيئ " والمربّطين " بحسابات داخلية وخارجية من أميركا الى إيران الى أوروبا والداخل ؟؟ هل سنضربها ؟؟ من سيأخذ القرار ؟؟ هل ثمة اتفاق بين هؤلاء المسؤولين على الأقل والى جانبهم الأبطال الأشاوس سياديين وتغييريين الذين اندفعوا فجأة الى أقصى الحدود كما ذكرنا ؟؟ الحفّارة تحفر وثمة " حفّارون " لبنانيون ببعضهم البعض في كل المحطات وعلى كل المفترقات يكيدون المكائد ويزرعون الأفخاخ ؟؟
كنت دائماً أقول : الهموم واحدة . الاهتمامات ليست واحدة . هل ثمة هموم أكبر ضغطاً وخطراً من تلك التي نعيشها جميعاً اليوم ؟؟ وهل ثمة استحقاقات أخطر من التي نواجه وما ينتظرنا ؟؟ هل نفكر بعقل جماعي بأن تكون الاهتمامات واحدة ؟؟ ليس لدينا الوقت لممارسة ما يقترفه كثيرون . إذا وقعت الحرب ، حتى لو خسرت إسرائيل مرة جديدة ،  لن يبقى شيئ في البلد. سنعود الى تفاهم ولكن سنكون واقفين على ركام بلد ودولة وبقايا وأشلاء مؤسسات . هل ثمة أخطر من ذلك ؟؟
عام ٢٠٠٦ كنا موعودين بصيف مزدهر وآمن وحصل ما حصل . 
اليوم ٢٠٢٢ نحن موعودون بصيف مزدهر وكأنه الإنقاذ . أتمنى ألا يحصل شيئ وأن يكون التحليل كله خاطئاً ، وأن تكون المعلومات خاطئة مع إدراكي وقناعتي بأن ثمة من ينتظر شيئاً مما أشرت إليه . وأضيف ، إن التلازم بين الإرادة والإدارة أمر أساس في ضمان نجاح أي قضية . لا إرادة واحدة في لبنان اليوم . والإدارة من أسوأ ما يكون .  اللهم إحم لبنان وارحم شعبه. 

*نائب ووزير سابق

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram