افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 8 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 8 حزيران 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة البناء

 

الترسيم إلى التريّث لأسبوع بانتظار هوكشتاين… وحزب الله يكلّف الموسويّ… ونصرالله غداً / لبنان يرفض المقترح الأميركيّ… ويشترط وقف العمل في كاريش لاستئناف التفاوض / كما في الرئاسة ونائب الرئيس وهيئة المكتب… في اللجان عودة القديم… والتغيير ظاهرة صوتيّة /

 

مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في مطلع الأسبوع المقبل، الإعلان الإسرائيلي عن نية إفساح المجال للحل التفاوضي حول الحدود البحرية مع لبنان، وما أكدته الإحداثيات الجغرافية لسفينة الاستخراج اليونانية حول وجودها خارج نطاق الخط 29، تراجع مناخ التصعيد لحساب التريّث لأسبوع مقبل يكشف معه المبعوث الأميركي ما في جعبته من جديد، حيث تعتقد مصادر متابعة للملف أن عدم الرد اللبناني على ورقة هوكشتاين كان رفضاً صامتاً لمقترحاته التي تقوم على اعتماد الخط 23 حتى منتصف عمق المدى البحري وتتعرج شمالاً، بينما لبنان متمسك بحد أدنى هو الخط 23 من جهة وكامل حق الاستثمار في حقل قانا، وفق معادلة كاريش مقابل قانا، من جهة، ووقف العمل في حقل كاريش شرطاً لعودة لبنان الى المفاوضات، من جهة موازية. وتقول المصادر إن الأرجح ان يقترح لبنان على هوكشتاين حلاً يقوم على اعتماد شمال الخط 23 لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، وجنوب الخط 29 للحقوق الاقتصادية الخالصة لفلسطين المحتلة، مقابل اعتبار المنطقة الواقعة بين الخطين 23 و29 منطقة حرام لا يتم الاستثمار فيها الا بالتوافق برعاية الأمم المتحدة والوسيط الأميركي، كمثال قانا مقابل كاريش.

المصادر المتابعة للملف تستنتج أن مجيء سفينة الاستخراج كان بقرار أميركي «إسرائيلي» لتحريك المسار التفاوضي، مع بقاء الحذر من أي تدحرج للوضع نحو المواجهة، في ظل ما تملكه المقاومة من مقدرات وإرادة، وأن هذا ما يفسّر الاستجابة السريعة لهوكشتاين للطلب اللبناني بالحضور، خصوصاً مع انتقال رئيس مجلس النواب نبيه بري من موقع الدعوة لأحادية الخيار التفاوضي الى منح المفاوضات مهلة شهر تنتهي الجمعة، ودعوته لاحقاً لتوقيع مرسوم تعديل الخط الحدودي من الـ 23 الى الـ 29 اذا لم يصل التفاوض الى إيجابية او تقدم جدي، والأميركيون يتابعون بانتباه شديد موقف بري، ويرون من خلاله المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الأمور، باعتبار موقف المقاومة يجب ان يكون أعلى بدرجة من موقف بري، وبالكلام التصعيديّ لبري يقرأون اتجاه الأمور نحو المواجهة ما لم تتقدم المفاوضات نحو حل يرضي لبنان.

في موقف المقاومة، تأتي إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غد لتقديم مقاربة شاملة لملف الترسيم وثروات النفط والغاز وموقف المقاومة وحيثياته ومندرجاته، وتأتي الإطلالة بعد جملة من المواقف لقادة المقاومة كان أبرزها موقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اول أمس، وجاء تعيين النائب السابق نواف الموسوي مسؤولاً عن الملف إشارة لمقاربة خاصة لمواكبة المواجهة السياسية والاستراتيجية التي ينظر من خلالها حزب الله لقضية الترسيم، لما يتمتع به الموسويّ من مؤهلات وخبرات في هذا المجال.

نيابياً جاءت نتائج اليوم الماراتوني الطويل لمجلس النواب في تشكيل اللجان النيابية بنتيجة الجلسة الماضية ذاتها التي تضمنت انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب لمجلس النواب، سواء لجهة ظهور نواب التغيير كظاهرة صوتيّة لا تصويتيّة وعجزهم عن تظهير حضور فاعل في العمل المجلسيّ، لحساب الاكتفاء باستخدام منبر المجلس للمشاغبة والمشاكسة الشكليّة التي لا تغير ولا تبدل شيئاً، او لجهة النتائج التي أعادت القديم، كما حدث في جلسة الأمس، وكما ضاعت فرص تمثيل الكتلة التي تتزعمها النائبة بولا يعقوبيان بنيل موقع فاعل في جلسة الثلاثاء الماضي قادت نواب كتلتها في مسار مشابه هذا الثلاثاء مكتفية معهم بخوض معارك تعليقات وتشاوف ومعارك كلاميّة، وخسارة فرص التحوّل الى عامل مؤثر مجلسياً، وما تعنيه الظاهرة التصويتيّة لا الظاهرة الصوتيّة.

وبقي ملف ترسيم الحدود البحرية ودخول الباخرة «الإسرائيلية» الى حقل «كاريش» للبدء باستخراج الغاز، في واجهة الاهتمام الرسمي، في ظل مراوحة الموقف اللبناني عند حدود اعتبار التنقيب في المنطقة المتنازع عليها اعتداء على الحقوق اللبنانية، واستجداء الوساطة الأميركية، من دون أن يتطور الموقف الى حدود عقد جلسة طارئة للحكومة لتعديل المرسوم 6433 وإرساله الى الأمم المتحدة وتحذير العدو «الإسرائيلي» بأن لبنان سيواجه الاعتداء على ثروته النفطية بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة بما فيها المقاومة الوطنية المسلحة.

واقترح خبراء استراتيجيون وعسكريون مبادرة الحكومة اللبنانية الى تكليف شركة أجنبية للتنقيب في المنطقة المتنازع عليها على غرار ما فعلت «إسرائيل» لفرض توازن الردع التقني، وبالتالي أي اعتداء على الشركة المكلفة من لبنان بالتنقيب، يتم استهداف الشركة المكلفة من «إسرائيل». ولفت الخبراء لـ»البناء» الى أن القوة العسكرية هي التي تردع «إسرائيل» فقط وليست أية وسيلة أخرى، وإن تم تعديل المرسوم وارساله الى الأمم المتحدة التي لم تستطع أن تلزم «إسرائيل» بالانسحاب من جنوب لبنان على مدة عقود إلا بقوة المقاومة العسكرية»، مؤكدين بأن «إسرائيل لن ترتدع وتتراجع عن احتلالها وأعمالها العدوانية على الحدود إلا اذا شعرت بأن الأمور ستخرج عن السيطرة باتجاه اندلاع حرب عسكرية مع لبنان». ودعا الخبراء الدولة الى «موقف موحد يقف أمام المقاومة لتحرير الثروة النفطية من التهديد الإسرائيلي».

وفي سياق ذلك، رأى الرئيس السابق للوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، العميد بسام ياسين، في تصريح أنّ «كل الخيارات متاحة، كل حريص على لبنان مطلوب منه أن يكون جاهزاً للدفاع عن لبنان، سلاح المقاومة هو من ضمن الأسلحة التي يستخدمها لبنان للدفاع عن أرضه وحقوقه».

ولفت ياسين في تصريح الى أن «على لبنان إثبات أن حق كاريش متنازع عليه، وعليه أن يلزم شركة «إنرجيان» بالتوقف فوراً عن أعمالها في حقل كاريش وأن يهددها باستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية وحتى العسكرية إذا لزم الأمر». موضحاً أن «إسرائيل تريد وضعنا تحت الأمر الواقع وبدء التنقيب عن الغاز من حقل كاريش»، معتبراً أن «التراجع عن خط 29 عبارة عن تنازل للعدو الإسرائيلي عن مساحات شاسعة».

وأعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مستهل جلسة انتخاب اللجان النيابية، أنّ الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين، سيأتي الى لبنان الأحد أو الاثنين المقبلين للبحث بموضوع الترسيم.

وعلمت «البناء» أن زيارة الموفد الأميركي جاءت بعد رسائل شديدة اللهجة وصلت من لبنان الى واشنطن تحذّر الاحتلال الإسرائيلي من مغبة التمادي بالسطو على ثروة لبنان الذي يحتفظ بحقه في الدفاع عن حدوده الإقليمية، وفقا للوثائق والخرائط التي قدمها الوفد العسكري المفاوض خلال جلسات التفاوض التي حصلت في الناقورة.

ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء غدٍ الساعة 8 ونصف مساء في كلمة له عبر قناة «المنار» ويتطرق بحسب معلومات «البناء» الى المستجدات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة والتحرك «الإسرائيلي» الجديد الذي يشكل خطراً استراتيجياً على الحقوق السيادية اللبنانية. ومن المتوقع أن يحدّد السيد نصرالله موقف الحزب من ملف الترسيم ويطلق جملة مواقف ستتسم بالتصعيد ضد «إسرائيل» وإعلان أن المقاومة قادرة على ردع العدو بعد أن تحسم الدولة أمرها وتحدد أياً من الخطوط تشكل الحدود الرسمية، وذلك بعد أن يشرح السيد نصرالله خلفيات الملف وحيثياته وأبعاده السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، كما سيحث الدولة على اتخاذ موقف أكثر حزماً»، كما سيردّ السيد نصرالله على تهديدات العدو ضد لبنان وعلى تصاريح بعض القوى السياسية الداخلية المشبوهة والمموّهة بالتبعية الخارجية التي تأخذ على المقاومة عدم الرد على العدوان الإسرائيلي وتحمل رئيس الجمهورية مسؤولية دخول الباخرة بسبب تأخره بتوقيع المرسوم».

وفي سياق ذلك، كشف وزير العمل مصطفى بيرم، أنّ «حزب الله كلّف مسؤولاً حزبياً كبيراً، لمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل»، ويمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، ومعه فريق من أهمّ المهندسين والجغرافيين الذين يعملون ليلاً ونهاراً، بشكل دقيق». موضحاً أنّه «يمكن أن يكون معنياً بتقديم رؤية متكاملة للقيادة التي عينته، ولكن الأمر متروك للدولة اللبنانية بالكامل، وهذه مصلحة للبنان ولكل اللبنانيين».

وأكّد أنّ «الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والمعنيين في «إسرائيل»، وصلت إليهم منذ الأمس (أول أمس) الرسائل اللازمة، بأن أي اختراق لمنطقة متنازع عليها لن يتم السكوت عنه»، موضحاً أنّ ذلك «لا يعني التصرّف بانفعال وفردية، بل ليكن هذا الموقف إجماعياً».

في المقابل واصل المسؤولون «الإسرائيليون» تهديداتهم للبنان، ونقل المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عن قائد «المنطقة الشمالية» في ذكرى عدوان تموز 2006 قوله، في تصريح أننا «في الحرب المقبلة سنقوم بتدمير كل البنى التحتية على خط التماس العسكريّ هذا، ولن يبقى حجر على حجر».

وأقدمت دوريّة لجيش الاحتلال على مضايقة المزارعين اللّبنانيّين الّذين يعملون في أرضهم في سهل مرجعيون، المحاذية للسياج التقني المحيط بمستعمرة المطلة، حيث ترجّل أحد الجنود من الجيب العسكري، وقام برفع سلاحه بوجه المزارعين، طالبًا منهم المغادرة المكان؛ مهدّدًا إيّاهم بإطلاق النّار في حال عدم الاستجابة.

وبانتظار ما يحمله الوسيط الأميركي من مقترحات، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدّت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وتلقى أمس تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

كما تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن الملف، وما هو متوقع على صعيد مهمة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين. وجدّد ميقاتي التأكيد «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز والذي تجري معالجته بالطرق الدبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجدداً». وشدد على «أهمية ابعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، لكونه يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره».

وتوقعت أوساط سياسية مطلعة على الملف لـ»البناء» أن يأخذ هذا الملف الكثير من الجدال السياسي والقانوني والتشاور بين الرؤساء عون وبري وميقاتي لبلورة الموقف الرسمي الذي سيبلغ الى الأمم المتحدة ولتحديد لاحقاً كيفية المواجهة، لكن لن يتقدم الموقف الرسمي حتى يصل الوسيط الأميركي لمعرفة ما سيحمل في جعبته، فهل سيطلب من الطرفين اللبناني والإسرائيلي العودة الى طاولة المفاوضات في الناقورة للبحث بحل للنزاع والطلب من الحكومة الإسرائيلية وقف الأعمال التحضيرية للتنقيب وإبعاد الباخرة الى خارج المنطقة المتنازع عليها، أم أن هوكشتاين سيأتي فقط لاحتواء ردة الفعل اللبنانية بجرعات مخدر لمنح «إسرائيل» وقتاً إضافياً وفرصة لفرض الأمر الواقع واستكمال التحضيرات للبدء بأعمال استخراج النفط؟».

وحذرت الأوساط من أن «تشتت الموقف اللبناني وتلهي المسؤولين بالاتهامات والسجالات والمصالح السياسية والخاصة، سيساهم بدورها في منح «إسرائيل» قوة فرض الأمر الواقع على لبنان وهضم حقوقه النفطية والغازية تقدر بمليارات من الدولارات فيما لبنان يرزح تحت أزمة مالية واقتصادية واجتماعية هائلة تهدد وجوده ومصيره»، وتساءلت الأوساط: «لماذا توقفت الشركات الأجنبية الفرنسية والإيطالية عن أعمال التنقيب في عدد من البلوكات غير المتنازع عليها لا سيما قبالة البترون وطرابلس وصور والناقورة؟ ولماذا لا تطلب الحكومة من هذه الشركات استكمال التنقيب أو سحب التلزيم منها وتكليف شركة أخرى؟ ولماذا لا يتم تكليف شركة أجنبية أخرى روسية أو إيرانية لاستخراج النفط والغاز من البلوكات غير المتنازع عليها».

وحضر ملف الترسيم في ساحة النجمة عبر السجال بين الرئيس بري والنائب بولا يعقوبيان، إذ ردّ بري على ما جاء على لسان يعقوبيان بشأن موضوع جلسة تشريعية في ملف ترسيم الحدود البحرية وقولها «ان الرئيس بري لم يقبل بعقد جلسة تشريعية»، وقال: «وين كانت بولا يوم كنت من 12 سنة «عم خابط» في موضوع الثروة النفطيّة. «كانت بعدا ما تزوّجت». ما بدنا نحكي مش كرمالها كرمال زوجها، زوجها صاحبنا». ألف باء التشريع تقول لا تشريع خلال جلسة الانتخاب يبدو في «ناس جايي عالمجلس حتى تتشاوف فقط».

بدورها، ردّت يعقوبيان: «كلامه مرفوض ومعيب وهو سبق أن أنهى أكثر من مرّة جلسة الانتخاب وبدأ بجلسة تشريعية «بس يكون في تمريقة بدن يمرقوها». أضافت: نحن نعمل وفق النظام واليوم موضوع ترسيم الحدود لا يحتمل التأجيل لأنه تجب حماية حقوقنا وليس القيام بـdeal مع هوكشتاين.

وردّت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائبة عناية عزالدين على يعقوبيان، في تصريح بالقول: «من المعيب أن تكون الزميلة لم تقرأ النظام الداخلي حيث لا تشريع قبل اكتمال اللجان»، مشيرة إلى أنه «آخر الزمان ان يزايد على رئيس مجلس النواب نبيه بري، بموضوع حقوق لبنان، وهو صاحب شعار «لن أسمح بالتخلي عن كوب ماء واحد من ثروتنا»، وكفى شعبوية».

وكانت جلسة انتخاب اللجان النيابية، قد انطلقت برئاسة الرئيس بري، صباح أمس بعد سقوط التوافق على توزيع اللجان، واستمرت الجلسة ساعات طويلة وقد استدعت جلسة مسائية للمجلس عقدت في السادسة. وبدأ التصويت بانتخاب أعضاء لجنة المال والموازنة وقد ترشح 20 نائباً فيما هي مؤلفة من 17 نائباً، وعادت رئاستها، نظراً الى هوية الفائزين، الى النائب إبراهيم كنعان، في وقت سقط النائبان التغييريان فراس حمدان ومارك ضو.

وفيما لم تشهد سائر اللجان تغييرات جذريّة، لم تخلُ الجلسة الصباحية من السجالات، فقد اصطدم النائبان حمدان وعلي حسن خليل على خلفية آلية ترشحه إلى لجنة المال بعد إصرار حمدان على الترشح من دون أن يضع اسمه لدى الأمانة العامة. وقال حسن خليل لحمدان «ما تقاطعني يا ابني» فردّ حمدان «أنا مش ابنك أنا زميلك». واعترض حمدان على عدم وجود اسمه بين الأسماء المطبوعة ليعود بري ويؤكد إمكانية إضافة اي اسم على اللوائح بخط اليد.

واستأنف مجلس النواب جلسته المسائيّة لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، وفاز نواب لجنة الزراعة والسياحة النيابيّة بالتزكية، كما فازت لجنة البيئة بالتزكية بعد أن سحب النائب أكرم شهيّب ترشيحه واستبدله بالنائب هادي أبو الحسن.

وكان المجلس انتخب في الجلستين الصباحية والمسائية أعضاء عدد كبير من اللجان كالمال والموازنة والدفاع والأشغال العامة والنقل.

والفائزون في لجنة المال والموازنة هم: ابراهيم كنعان – راجي السعد – علي حسن خليل – أيوب حميد – حسن فضل الله – ميشال معوض – سليم عون – غادة أيوب – ألان عون – جان طالوزيان – فؤاد مخزومي – غازي زعيتر – علي فياض – ابراهيم منيمنة – غسان حاصباني – إيهاب مطر- جهاد الصمد.

ورفع بري الجلسة وحدد جلسة أخرى للمجلس عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة لاستكمال انتخاب اللجان وانتخاب رؤساء اللجان والمقرّرين.

أعضاء لجنة الاقتصاد الوطنيّ والتجارة والصناعة والتخطيط

وضمّت لجنة الاقتصاد الوطنيّ والتجارة والصناعة والتخطيط كلّا من:
 – فريد البستاني

–  ناصر جابر

–  حسن عزالدين

–  ميشال ضاهر

–  أمين شري

–  ملحم طوق

–  محمد سليمان

–  هاغوب ترازيان

–  نقولا صحناوي

–  فيصل الصايغ

–  طوني فرنجية

–  رازي الحاج.


------------------------------------------------------------------------------------------------


افتتاحية جريدة الأخبار

 

حزب الله «يقارب» ملفّ الترسيم وكلمة لنصر الله غداً: إسرائيل تحفر ولبنان ينتظر هوكشتين

 

فيما تواصل إسرائيل نشاطها النفطي بحراً، وإن خارج الخطّ 29 حتى الآن، كرّس لبنان كل جهده الدبلوماسي من أجل استئناف «المسار الدبلوماسي» وعودة الوسيط الأميركي في الملف عاموس هوكشتين إلى بيروت «الأحد أو الاثنين»، كما أعلن الرئيس نبيه بري، أمس، فيما بدأ حزب الله «مقاربة» قضية الترسيم بعد طول ابتعاد، على أن يكون له موقف غداً في كلمة لأمينه العام السيد حسن نصر الله

 

فيما تسعى «إسرائيل» إلى فرض أمر واقع حول حقل «كاريش» عبر ربط المنصة العائمة بالنسخة البحرية من القبة الحديدية، مجدّدة التحذير من أن «أي ضرر تتعرّض له منصات الغاز الخاصة بها سيكون بمثابة إعلان حرب»، استمر لبنان الرسمي أمس في محاولات احتواء الموقف من خلال تحريك «ديبلوماسيته» على أكثر من خطّ، بدءاً بنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي استكمل جولة اتصالاته محلياً ودولياً وتواصل مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين من أجل ترتيب زيارة له لبيروت استناداً إلى «توافق الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على دعوة الوسيط للحضور إلى لبنان للبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها بأسرع وقت»، إضافة إلى التواصل مع الأمم المتحدة ومع سفراء الدول لشرح موقف لبنان. ومع أن المعلومات والإحداثيات تؤكد أن السفينة لم تدخل موقعاً جغرافياً متنازعاً عليه حتى الآن، انقسم لبنان بين طرف يتمسّك بالخط 29 انضم إليه النواب «التغييريون» وآخر يتمسّك بالخط 23 ويرفض تعديل المرسوم رقم 6433 الصادر عام 2011. فيما برزَ أمس معطى جديد تمثل في إعلان تعيين حزب الله النائب السابق نواف الموسوي مسؤولاً عن الملف بشكل رسمي في إشارة إلى إيلاء الحزب هذا الملف أهمية عالية بعدما اختار الصمت لفترة طويلة، وفي الموقف الذي سيعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في كلمة أُعلن أمس أنه سيلقيها غداً.

 

============================================================================================


انتخابات اللجان النيابية: فنّ للفن!


في الجلسة الثانية المخصصة لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، حصلت انتخابات للمرة الأولى بعد اعتياد الأحزاب السياسية التوافق وتشكيل اللجان بالتزكية. فاز نواب «قوى التغيير» بعضوية بعض اللجان، لكن بدعم من الأحزاب السياسية، وهي النتيجة نفسها التي كان يمكن الوصول إليها عبر تفاهمات مسبقة. عملياً، ما جرى، أمس، في الجلسة الثانية لبرلمان 2022 كان «انتخابات للانتخابات» على طريقة «فن للفن»!


حتى ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، كان هناك تعويل على إرساء توافق مبدئي حول اللجان النيابية، بالطريقة نفسها التي كانت تجري فيها تزكية كل أعضاء اللجان منذ ما بعد الطائف، بما يجنّب الذهاب إلى انتخابات. لكن ما شهدته جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمينيّ السر كان تفصيلاً أمام انتخابات أعضاء اللجان النيابية. ففي مسعى لتليين موقف الكتل السياسية وكتلة المعارضة، ذكّر الرئيس نبيه بري بداية بأن النائب يمكن أن يشارك في لجنة حتى لو لم يكن عضواً فيها. لكنه قال إنه لم يلمس أي توافق «رغم إفساح المجال لذلك». كلام برّي دحضته رواية «التغييريين» التي تؤكد أن أحداً لم يتواصل معهم، سواء الأحزاب الأساسية أو أمين عام المجلس عدنان ضاهر الذي وعدهم بالعودة إليهم بعد تسليمه أسماء مرشحيهم. وعليه، «تُرك الأمر لتسوية الساعات الأخيرة، ربما للضغط علينا ودفعنا إلى القبول بالفتات أو إحراجنا لإخراجنا» كما قال أحد النواب الـ13 لـ«الأخبار».


===========================================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

لبنان “الموعود” بالوسيط الأميركي: أي موقف؟

بات في حكم المرجح ان “جبهة” المفاوضات حول ملف ترسيم #الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ستفتح مجددا، وعلى وقع ساخن املته التطورات الجديدة التي حصلت في الأيام الأخيرة عقب وصول السفينة “انرجين باور” الى حقل كاريش وما اثاره وصولها وشروعها في المهمة التي استحضرتها إسرائيل من اجلها من تداعيات لدى الجانب اللبناني. والتطور الجديد تمثل في تثبيت رسمي لاستجابة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين طلب لبنان حضوره بغية تحريك ملف المفاوضات، الامر الذي بادر الى إعلانه رئيس #مجلس النواب نبيه بري في مستهل جلسة المجلس امس لانتخاب اللجان النيابية مرجحا وصول هوكشتاين الاحد او الاثنين الى بيروت.

 

ولكن الخارجية الأميركية لم تشأ نفي أو تأكيد ما أعلنه برّي وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: “ليس لدينا أي شيء نضيفه إلى ما قاله المتحدث نيد برايس أمس”. ورفضت السفارة الاميركية في بيروت تأكيد او نفي موعد الوصول، او اضافة اي تفصيل على ما اعلنه لبنان.


 
 

وكان برايس قد أكد أنه “ليس لديه أي إعلان عن سفر هوكشتاين في هذا الوقت”.


 
وقال إن مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل “قرار يجب اتخاذه من قبل الدولتين”، مضيفاً: “نعتقد أن الصفقة ممكنة إذا تفاوض الجانبان بحسن نية وحققا فائدة لكلي البلدين. وندعم بقوة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين”.

 

واذا كان تحريك الوساطة الأميركية بطلب لبنان يعتبر خطوة نحو احتواء التوتر وإعادة التعامل مع الوقائع القانونية الشديدة التضارب فان ذلك لا يحجب موقع لبنان السلبي الذي ينتظر مجيء هوكشتاين فيما من غير المعروف بعد أي موقف موحد سيبلغه إياه واستنادا الى أي استراتيجية تفاوضية ما دام الموقف الرسمي للدولة اللبنانية حتى الساعة لا يكفي لاعتبار ان إسرائيل اعتدت على ارض متنازع عليها مع لبنان. فحتى الان تنفي تل أبيب أن تكون سفينة انرجين دخلت المنطقة المتنازع عليها مع لبنان خصوصا ان لبنان لم يعدل المرسوم 6433 وبالتالي النقطة التي تعمل عليها السفينة تأتي خارج الخط 23 الذي يعتبره لبنان الرسمي الخط الاساسي المثبت للتفاوض في مسألة ترسيم الحدود. وليس خافيا ان اسرائيل أفادت من التخبط في الداخل اللبناني لناحية تحديد خط التفاوض والانقسام حول اعتماد الخط 23 او الخط 29 فسارعت الى إطلاق الاعمال على حقل كاريش الذي يعتبر حتى هذه اللحظة امام الامم المتحدة ومجلس الامن ضمن منطقة غير متنازع عليها مع لبنان لكون لبنان لم يعدل خطوطه البحرية أمام الامم المتحدة.


 
 

وثمة من يشير الى ان دائرة التنسيق بين الرئاسات الثلاث وكذلك مع “#حزب الله” ضمنا شهدت تكثيفا ملحوظا في الأيام الأخيرة من اجل السعي لتدارك الثغرات المثيرة للقلق في الموقف اللبناني ومن اجل التوافق على اعتماد لغة واحدة وموقف لبناني تفاوضي واحد يجري إبلاغه الى الوسيط الأميركي علما ان العارفين بهوكشتاين يدركون انه سيسارع الى تذكير محادثيه اللبنانيين بعرض قدمه الى بيروت ولم يلق جوابا عليه.

وفي غضون ذلك اعلن قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية ميشال عون كثف الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة “انرجين باور” قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وتلقى امس تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

كما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تابع بدوره نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن الملف، وما هو متوقع على صعيد مهمة الوسيط الاميركي أيموس هوكشتاين. وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد “أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز والذي تجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجددا”. وشدد على “أهمية ابعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره”.

انخراط “حزب الله”؟

ولعل ما تجدر الإشارة اليه في هذا السياق ان “حزب الله” بدا في الساعات الأخيرة راغبا في اظهار تقدمه الى الواجهة العلنية للتطورات المتصلة بهذا الملف وعدم الاكتفاء بالموقف الذي اتخذه لجهة انتظاره ما تعلنه الدولة اللبنانية ليبني على الشيء مقتضاه. واذا كانت لمؤشرات اظهار انخراط الحزب في الاستعدادات الجارية لتحريك المفاوضات الديبلوماسية من دلالات، فهي تعني ان الحزب قرر ان ينتقل من القيادة الخلفية التي تؤثر بقوة على موقف السلطة ويجلس في القيادة الامامية المباشرة، ولو انه لن ينخرط بطبيعة الحال في عملية التفاوض. وفي هذا السياق أفادت معلومات “النهار” ان “حزب الله” كلف النائب السابق نواف الموسوي ملفّ الحدود البحريّة وعمليّة الترسيم، بالإضافة إلى تنسيق المواقف مع القوى السياسيّة . وجاء ذلك بعدما اعلن وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم أنه “تم تعيين مسؤول رفيع المستوى في “حزب الله” متخصص بملف ترسيم الحدود ومعه فريق يعملون 24/24 “من تحت لتحت” بعيداً عن الإعلام وبتريث من أجل الحفاظ على الإجماع الوطني حول الملف”.

كما افيد مساء امس ان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سيتحدث حول آخر التطورات السياسية في الثامنة والنصف من مساء غد الخميس .

 

انتخابات اللجان

في أي حال اخترق ملف الترسيم الحدودي مرات عدة جلسة مجلس النواب امس بشقيها النهاري والمسائي لانتخاب اللجان النيابية، ولم تخل المناقشات من تسجيل المواقف الحادّة والسجالات السياسية والمطالبة بتحويل الجلسة إلى جلسة مناقشة لموضوع التنقيب الإسرائيلي عن الغاز. اما المفارقة الجديدة التي سجلتها الجلسة فتمثلت في كونها شهدت للمرة الأولى منذ زمن بعيد استحقاقا انتخابيا لمعظم اللجان وليس عملية توزيع الية كانت تعتمد دوما ويعود فيها القديم على قدمه. ومع ان كثيرا من القديم عاد امس فان عددا لا يستهان به من اللجان اختير بعلميات انتخابية في جلستين نهارية ومسائية مزجتا التوزيع بالتزكية في عدد من اللجان بالمعارك الانتخابية في عدد اخر منها . ولكن العملية اتسمت ببطء شديد في عمليات التصويت والفرز وقرر رئيس المجلس نبيه بري ليلا استكمال انتخاب اللجان ورؤساء اللجان ومقرريها في جلسة دعا اليها في الثالثة بعد ظهر الجمعة.

وإن كان الاقتراع اقتصر على لجنتي الإدارة والعدل والمال والموازنة في الفترة النهارية، فإن التزكية كانت من نصيب الخارجية والمغتربين والإعلام والاتصالات والشباب والرياضة والمرأة والطفل ولجنة حقوق الإنسان. وبعد سقوط التوافق على توزيع اللجان قبل الظهر انطلقت عملية الانتخاب التي استمرت ساعات طويلة واستدعت جلسة مسائية لاحقا.

وفيما لم تشهد معظم اللجان تغيرات جذرية، لم تخل الجلسة النهارية من السجالات، فقد اصطدم النائبان فراس حمدان وعلي حسن خليل على خلفية آلية الترشح إلى لجنة المال بعد إصرار حمدان على الترشح من دون أن يضع اسمه لدى الأمانة العامة. وقال حسن خليل لحمدان “ما تقاطعني يا ابني” فردّ حمدان “أنا مش ابنك أنا زميلك”.

اما في ملف الترسيم البحري، فردّ بري على ما جاء على لسان النائبة بولا يعقوبيان بشأن موضوع جلسة تشريعية في ملف ترسيم الحدود البحرية وقولها “ان الرئيس بري لم يقبل بعقد جلسة تشريعية”، وقال : “وين كانت بولا يوم كنت من 12 سنة “عم خابط” في موضوع الثروة النفطية. كانت بعدا ما تزوجت. ما بدنا نحكي مش كرمالها كرمال زوجها، زوجها صاحبنا. ألف باء التشريع يقول لا تشريع خلال جلسة الانتخاب يبدو في ناس جايي عالمجلس حتى تتشاوف فقط” .


 بدورها، ردت يعقوبيان: “كلامه مرفوض ومعيب وهو سبق أن أنهى أكثر من مرّة جلسة الانتخاب وبدأ بجلسة تشريعية بس يكون في تمريقة بدن يمرقوها. اضافت: نحن نعمل وفق النظام واليوم موضوع ترسيم الحدود لا يحتمل التأجيل لأنه يجب حماية حقوقنا وليس القيام بـdeal مع هوكشتاين”.

وفي الجلسة المسائية جرت عمليات انتخابية للجان الامن والدفاع الوطني والاقتصاد والخارجية والاشغال فيما تمت تزكية لجان البيئة والزراعة والسياحة والصحة والمهجرين وتكنولوجيا المعلومات.

وفي موضوع الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة بدأ التاخير الحاصل في تحديد موعدها بذرائع مختلفة يثير ردود فعل تعكس تصاعد الشكوك حول اهداف هذا التاخير. وفي هذا السياق شدد امس رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على “أن الاستشارات النيابية الملزمة هي من أهم الاستحقاقات في هذه المرحلة”، مشيراً الى “ان على رئيس الجمهورية أن يدعو اليها بأسرع وقت ممكن لكي تنطلق عجلة تشكيل الحكومة بسرعة”، وقال “في كل يوم مماطلة يمرّ، يستنزف لبنان ما تبقى من احتياطه، وحاكم مصرف لبنان يصرف يومياً من هذا الاحتياط من أجل ضخ سيولة بالعملة الاجنبية في السوق للحفاظ على سعر الصرف الموجود حالياً.”

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

هوكشتاين يريد “جواباً خطياً”: زيارة بيروت يجب أن تكون “حاسمة”

تقرير الجيش “بديهي”: عون طلبه لمزيد من “المَرْجَحة”!

 

مع استغراق المجلس النيابي في مهمة إنجاز انتخابات اللجان حتى نهاية الأسبوع وتحديد رئيس المجلس يوم الجمعة المقبل موعداً لاستكمال المهمة وانتخاب الرؤساء والمقررين، باتت الفسحة الزمنية متاحة أمام قصر بعبدا لمزيد من المماطلة في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، أقله حتى الأسبوع المقبل بذريعة انتظار انتهاء تكوين الهيئة المجلسية، لتكون الفرصة مؤاتية أكثر أمام العهد وتياره لاستنزاف الوقت بغية تحصيل أكبر قدر ممكن من المغانم الحكومية على حساب مصلحة البلد التي تحتّم استعجال تكوين السلطة التنفيذية والشروع في الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ اللبنانيين بعدما باتوا يعيشون في إحدى “البؤر الساخنة للجوع” حسبما جاء في التقرير المشترك الصادر عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة “فاو”، والذي صنّف لبنان ضمن قائمة الدول المهددة بخطر “انعدام الأمن الغذائي” خلال الفترة المقبلة.

 

وكما على البرّ كذلك في البحر، تستمر لعبة التسويف والمماطلة في حسم الموقف الرسمي من خطوط الترسيم الحدودية مع إسرائيل تحت وطأة المحاولات اليائسة لمقايضة حقوق اللبنانيين وثرواتهم الوطنية بمسألة رفع العقوبات الأميركية عن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ما أتاح للإسرائيليين اقتناص الفرصة والمبادرة إلى استباحة المياه الإقليمية والتفرّد بعملية استخراج الغاز من الحقول المشتركة مع لبنان، الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الهروب للأمام بخطوة “فولكلورية لا تقدم ولا تؤخر” في حفظ الحقوق، حين طلب من قيادة الجيش “تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية حول وصول الباخرة “إنرجين باور” إلى المنطقة المتنازع عليها ليُبنى على الشيء مقتضاه”. وأمس تسلّم عون التقرير العسكري الذي جاء مضمونه “بديهياً لا يحمل جديداً خارج إطار المعطيات المعروفة حول الموضوع”، وفق تأكيد مصادر مواكبة للملف، معتبرةً أنّ كل ما في الأمر أنّ عون طلب من الجيش إعداد التقرير لكسب الوقت والمزيد من “المرجحة” بانتظار أي جديد يتصل بـ”البازار المفتوح مع الأميركيين حول خطوط الترسيم”.

 

وفي هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أنّ المعطيات العسكرية التي رُفعت إلى رئيس الجمهورية بالاستناد إلى ما تم الحصول عليه من معلومات عبر تقنيات الرصد والرادارات الملاحية حول حركة السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية، بينت أنّها اتخذت نقطة تمركزها إلى جنوب حقل “كاريش” من الناحية الإسرائيلية ضمن مسافة تقدر بنحو ميلين بعيداً عن الخط 29، غير أنّ الخبراء العسكريين يؤكدون أنّ “المشكلة لا تكمن في مكان تموضع السفينة بل في بدئها عملية التشبيك مع الأنابيب في حوض حقل “كاريش”، ما يعني أنها عندما تبدأ باستخراج الغاز تكون عملياً تسحبه من الحقول الموجودة في المنطقة المتنازع عليها”، مع التشديد انطلاقاً من ذلك على أنه “من الخطأ التركيز على مسألة عدم خرق السفينة الخط 29 لأنّ الخطر لا يتعلق فقط بمكان تمركزها إنما أيضاً بإنتاجها الذي لا شك في أنه سيضخ كميات من الغاز اللبناني في الأنابيب الإسرائيلية”.

 

وأمام هذا الواقع، انتقلت السلطة اللبنانية من مربع التفاوض الندّي لتحصين الثروة النفطية البحرية إلى مربع استجداء الوسيط الأميركي لزيارة بيروت بعدما كانت طيلة الفترة الماضية تتعالى على طروحاته وتتجاهل الرد عليها، إلى أن وقعت الواقعة وبدأت إسرائيل باستخراج الغاز أحادياً قبل التوصل إلى اتفاق حدودي مع لبنان. وبالأمس بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري كمن يسابق الزمن في الإعلان عن “سبق صحافي” من خلال تأكيده أنّ السفير آموس هوكشتاين سيصل إلى بيروت “الأحد أو الاثنين” لاستكمال البحث في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

 

لكن في المقابل، آثرت وزارة الخارجية الأميركية عدم تأكيد زيارة هوكشتاين لبيروت واكتفى متحدث باسمها تعليقاً على إعلان بري موعد الزيارة بالقول لقناة “الحرة”: “ليس لدينا أي شيء نضيفه إلى ما قاله المتحدث نيد برايس أمس” الأول، في إشارة إلى تصريح برايس الذي جاء فيه: “ليس لديّ أي إعلان عن سفر هوكشتاين في هذا الوقت”.

 

وفي هذا الإطار، نقلت مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أنّ الوسيط الأميركي لا يبدو في وارد تأكيد زيارته لبنان “قبل التأكد من أنه سيحصل على جواب خطي رسمي من الجانب اللبناني على الطرح الخطي الذي سبق أن حمله معه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت”، كاشفةً أن “هوكشتاين حريص على المضي قدماً في الوساطة الحدودية بين لبنان وإٍسرائيل لكنه في الوقت نفسه مصمم على أن تكون أي زيارة جديدة يقوم بها إلى لبنان منتجة وحاسمة في تحديد الخيارات والمواقف من جانب المسؤولين اللبنانيين من دون المزيد من المناورات العقيمة”.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان يراهن على الوساطة الأميركية لتطويق التصعيد مع إسرائيل

التوتر قائم على الحدود الجنوبية… وتل أبيب ترى الخلاف «قضية مدنية»

  نذير رضا

يترقب لبنان وصول الوسيط الأميركي لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين أواخر الأسبوع الحالي ليطلع على ما يحمله من مبادرات لحل النزاع الحدودي، وسط تمسك لبناني بالوساطة الأميركية وبالجهود الدبلوماسية لتجنب التوتر وتطويق أي تصعيد على حدوده الجنوبية.

ووصلت سفينة تديرها شركة «إنرجين» ومقرها لندن يوم الأحد الماضي إلى حقل غاز يقول لبنان إنه يقع ضمن المياه المتنازع عليها. وتقول إسرائيل إن حقل كاريش الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً غربي مدينة حيفا جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة. وقالت إسرائيل أول من أمس الاثنين إن الخلاف «قضية مدنية» يتعين حلها دبلوماسياً بوساطة أميركية.

وتحرك لبنان على خط دعوة الوسيط الأميركي إلى بيروت لمعالجة التطورات الناشئة. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس أن هوكشتاين سيزور لبنان الأحد أو الاثنين للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية.

كذلك، أعلنت الرئاسة اللبنانية أمس، أن الرئيس ميشال عون تابع الاتصالات الجارية لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وأفادت بأن الوسيط الأميركي «سيصل إلى بيروت خلال نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل، بناء على طلب الجانب اللبناني للبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن». وقالت إن عون تلقى تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

وبدا أن اعتماد الحل الدبلوماسي عبر تفعيل الوساطة الأميركية، يهدف إلى سحب فتيل التوتر الذي نشأ عقب وصول سفينة الإنتاج إلى حقل كاريش. وقالت مصادر لبنانية على صلة مباشرة بالملف، إن الحل الدبلوماسي على قاعدة حصول لبنان على كامل حقوقه، هو المدخل الوحيد لسحب فتيل النزاع، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوتر «لا يزال قائماً طالما أن هناك ادعاءً إسرائيلياً بحق مزعوم في المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان»، مشددة على أنه «ليس لبنان هو المعتدي، بل إسرائيل هي التي تعتدي على المنطقة الاقتصادية اللبنانية».

ونفت المصادر اللبنانية معرفتها ما إذا كان هوكشتاين يحمل حلاً كاملاً معه في الزيارة المرتقبة الأحد المقبل، قائلة: «كان هناك إصرار على استعجال زيارته لأن الأمور سيئة، ومن الضروري أن يستأنف مهامه كوسيط بين الطرفين»، علماً بأن الدعوة اللبنانية قابلتها دعوة إسرائيلية أيضاً عبّر عنها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أول من أمس الاثنين بالقول إن النزاع مع لبنان «هو قضية مدنية سوف يتم حلها دبلوماسياً بوساطة أميركية».

وقالت المصادر اللبنانية: «لا شيء محسوم حتى الآن حول ما سيحمله هوكشتاين، والثابت الوحيد هو اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس بري في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وينص على ترسيم الحدود البحرية وتحديد كل طرف لمياهه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة به»، مشددة على أن اتفاق الإطار «هو الصيغة والآلية الوحيدة المتوفرة لترسيم الحدود وحل النزاع».

وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز الذي تجري معالجته بالطرق الدبلوماسية للخروج بنتائج إيجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجدداً». وشدد على «أهمية إبعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه ملفاً يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره»، وذلك في أعقاب نقاشات ودعوات للسلطة التنفيذية لتوقيع التعديلات على المرسوم رقم 6433 الذي أودعه لبنان في الأمم المتحدة في عام 2010، وينص على أن تكون النقطة البحرية رقم 23 هي نقطة الحدود اللبنانية، بينما ينص المعدل على أن تكون النقطة 29 هي الحدود البحرية الرسمية ما يوسع مساحة النزاع إلى 2290 كيلومتراً بدلاً من 860 كيلومتراً.

وتصاعدت التجاذبات السياسية خلال الأيام الثلاثة الماضية على خلفية الدعوة لتوقيع المرسوم المعدل، حيث شهدت البلاد اصطفافات سياسية، علماً بأن الحقل الذي تنوي إسرائيل الإنتاج منه في الربع الثالث من هذا العام، بدأت مسار استكشافه وتطويره والتنقيب فيه قبل ثماني سنوات.

وبرزت تقديرات لبنانية أمس بأن لبنان أمام حلّين يتمثلان في الاختيار بين خطّ هوف (الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها بمساحة 860 كيلومتراً بين الطرفين) وخط هوكشتاين (الذي يقضم مساحة 20 في المائة من المساحة التي يعتبرها لبنان حقه).

لكن مصادر لبنانية مواكبة للملف أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «خط هوف انتهى منذ زمن طويل بعد طرحه من قبل الموفد الأميركي فريدريك هوف في عام 2012»، مضيفة أن مبادرة هوكشتاين «تمت مواجهتها بموقف لبناني موحد على إثر اللقاء الذي جمع الرؤساء عون وبري وميقاتي في 18 مارس (آذار) الماضي ودعوا الوسيط الأميركي لمعاودة نشاطه وفق اتفاق الإطار»، مشددة على أن لبنان متمسك بحقوقه كاملة.

وتدعم الأمم المتحدة الدعوة اللبنانية لاستئناف المفاوضات الدبلوماسية، حيث أكدت أمس أنها تشجع لبنان وإسرائيل على حل أي خلافات بينهما عبر المفاوضات. وأوضحت المنظمة أنها أخذت علماً بوصول سفينة تخزين وتفريغ عائمة أول من أمس الأحد إلى حقل كاريش للغاز الطبيعي، لبدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل في منطقة بحرية متنازع عليها مع لبنان.

ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش قوله: «إننا نتابع الوضع عن كثب ويوانا فيرونتسكا، المنسقة الخاصة للبنان، على اتصال مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى فيما يتعلق بهذه المسألة». وأضاف: «يجدر التأكيد على أننا نشجع كلاً من إسرائيل ولبنان على حل أي خلافات عبر الحوار والمفاوضات».

وأكد دوجاريك أنه عندما تم إطلاق اتفاق الإطار بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الذي أعلن عنه في أكتوبر 2020، قال الأمين العام غوتيريش في ذلك الحين إن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بالكامل بدعم العملية «كما طلبت الأطراف وفي حدود قدرتنا وتفويضنا».

كذلك، تدعم الولايات المتحدة استئناف التفاوض. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في إفادة إعلامية الاثنين إن التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية ممكن «إذا تفاوض الجانبان بحسن نية وحققا فائدة للبلدين. ولتحقيق هذه الغاية، ندعم بشدة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يعود بالنفع على الجانبين».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

أزمة الترسيم تنتظر هوكشتاين.. وإستشارات التكليف الأسبوع المقبل

لم تحجب جلسة انتخاب أعضاء اللجان النيابية ورؤسائها والمقررين امس الاهتمام بملف ترسيم الحدود الذي اشتعل بنيتجة توجّه باخرة الحفر والتنقيب عن النفط والغاز اليونانية «انرجين باور» الى حقل كاريش البحري المتنازَع عليه بين لبنان واسرائيل، في وقت أعلن لبنان انّ الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين لبّى دعوته وسيزور بيروت الاحد او الاثنين المقبلين ليستأنف رعاية مفاوضات الناقورة لترسيم الحدود البحرية. ويُنتظر ان يواكب وصول هوكشتاين انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف الشخصية التي ستؤلف الحكومة الجديدة وتترأسها.

 

تتبّع المسؤولون باهتمام أمس الاتصالات الجارية لمعالجة التطورات التي استجدت بعد تحركات سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال «Energean Power» قبالة المنطقة الحدودية البحرية اللبنانية المتنازَع عليها، واطلعوا على التقارير حول المنطقة التي وصلت اليها، لا سيما منها تلك التي رفعتها إليهم قيادة الجيش ومراجع اخرى لديها الامكانات عينها.

 

جنوب الخط 29

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ الباخرة لم تدخل المنطقة المتنازع عليها وهي لا تزال على بعد ثلاثة اميال جنوب الخط 29 الى الجانب الاسرائيلي من المنطقة الاقتصادية، في خطوة وُصِفت بأنها تعبّر عن تريّث اسرائيل في القيام بأي عمل استفزازي انتظاراً لوصول الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين الى المنطقة نهاية الأسبوع الجاري، ومنعاً لخلق اجواء من التوتر لا تريدها الحكومة الاسرائيلية بفِعل الضغوط الاميركية التي دخلت على الخط في انتظار الجديد اللبناني على رغم مخاوف تل أبيب من قدرة الجانب اللبناني على وقف العملية.

وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» انّ الاتصال الذي أجراه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب مع هوكشتاين أمس الأول انتهى بإبلاغه انه سيكون في بيروت خلال نهاية الأسبوع الجاري او بداية الأسبوع المقبل، اي ما بين الاحد او الاثنين، وهو ما سيؤكده في وقت لاحق قبل هذا الموعد، مؤكداً انّ الزيارة ستكون بناء على طلب الجانب اللبناني للبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والعمل على إنهائها في اسرع وقت ممكن.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد قال خلال جلسة انتخاب اللجان النيابية أمس، رداً على استفسارات بعض النواب ودعوتهم الى مناقسة اقتراح قانون موجود حول الخط 29، «إنّ الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، آموس هوكشتاين، سيصل إلى العاصمة بيروت الأحد أو الإثنين المقبلين».

 

لا نفي ولا تأكيد

ولم تشأ وزارة الخارجية الأميركية نفي أو تأكيد ما أعلنه بري، من أنّ هوكشتاين سيزور بيروت الأحد أو الاثنين المقبلين للبحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

ونقلت قناة «الحرة» الاميركية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قوله: «ليس لدينا أي شيء نُضيفه إلى ما قاله المتحدث نيد برايس أمس (الأول)».

وكان برايس قد أكد في مؤتمره الصحافي امس الاول أنه «ليس لديه أي إعلان عن سفر هوكشتاين في هذا الوقت». وقال إن مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل «قرار يجب اتخاذه من قبل الدولتين»، مضيفاً: «نعتقد أن الصفقة ممكنة إذا تفاوضَ الجانبان بحسن نية وحقّقا فائدة لكلي البلدين. وندعم بقوة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين».

 

ميقاتي

من جهته، تَتبّعَ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية في شأن ملف ترسيم الحدود البحرية، وما هو متوقع على صعيد مهمة الوسيط الاميركي، وكرّر التأكيد «أنّ الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز وتجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجدداً». و شدد على «أهمية إبعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه يخصّ جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره».

الى ذلك ينتظر ان يتناول الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله آخر التطورات السياسية وفي مقدمها ملف الحدود البحرية، وذلك في إطلالة تلفزيونية عند الثامنة و35 دقيقة مساء غد.

وكان اللافت امس ما قاله الرئيس السابق للوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد بسام ياسين، في تصريح لشبكة «يورونيوز»، من أنّه «وفقاً للرسالة اللبنانية الى الأمم المتحدة المؤرّخَة في 28/12/2021، يعدّ حقل كاريش متنازعاً عليه». وقال: «إن إسرائيل لم تبدأ عملية الحفر والتنقيب الآن بل بدأت بالحفر والتنقيب منذ العام 2013. والآن بدأت، وبوصول هذه الباخرة، عملية استخراج الغاز من كاريش، وهذه مشكلة كبيرة، فمنَ اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاستخراج، يصبح حقل كاريش خارج المعادلة، وبالتالي يُسقِط لبنان أهم ورقة بملفه التفاوضي». وأضاف: «نحن أمام مرحلة جديدة لم يعد تَرف الوقت موجودا فيها، وبالتالي يتوجّب على الحكومة اللبنانية مجتمعة، حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال، أن تجتمع وأن تشدّد على الخط 29 وعلى الإحداثيات، وأن ترفع هذه الإحداثيات إلى الأمم المتحدة». ورأى أن «جميع الخيارات متاحة بما فيها الخيار العسكري للحفاظ على حقوق لبنان وحماية ثرواته، وسيكون هناك أيام صعبة، سيكون هناك ضغط كبير في لبنان من أجل توقيع المرسوم، وإيداع الأمم المتحدة هذه الإحداثيات، وبالنتيجة كل الخيارات متاحة أمام لبنان».

ورَدّ ياسين على قول وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من انه سيتم حل الخلاف في شأن الغاز عبر الديبلوماسية بوساطة أميركية، فقال: «إننا جرّبنا الوساطة الأميركية ولم تكن سوى ترداد للموقف الإسرائيلي فقط، فلنقم الآن بتعديل المرسوم، وتأتي الوساطة وفق معطيات جديدة، للبنان خط قانوني جدي وقوي ولتكن الوساطة الأميركية على ضوء التغيّر الجديد حتى يأخذ لبنان حقه في الترسيم». واضاف: «لا يهمنا إطلاقاً أين تقف الباخرة اليوم ان كانت جنوب الخط 29 أو شماله، إذ انّ الاعتداء هو في سرقة حقل كاريش». وشدد على أنه «لتكن الصورة واضحة، الاعتداء هو سرقة الثروات وسرقة حقل كاريش المتنازع عليه، لبنان يجب أن يثبت حقه وأن يؤكد أنّ هذا الحقل متنازع عليه، وعليه أن يلزم شركة «إنرجين باور» بالتوقف فوراً عن أعمالها في حقل كاريش، وأن يهددها باستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية وحتى العسكرية إذا لزم الأمر».

 

تهديد إسرائيلي

في غضون ذلك، اطلقت اسرائيل تهديداً جديداً ضد لبنان، حيث نقل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، عبر «توتير»، تصريحاً لقائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أمير برعام لمناسبة الذكرى الـ16 لحرب تموز 2006، قال فيه: «16 عامًا مرّت على الحرب ومنظمة «حزب الله» الإرهابية تحاول فرض التحديات أمامنا لكنها لا زالت مردوعة جدًّا. الاستقرار الأمني على الجبهة الشمالية الذي نتج من هذه الحرب هو خير تأكيد على قوة الردع التي خلقتها». واضاف: «في الفترة الأخيرة ازدادت الأعمال لإقامة مواقع أمامية لـ»حزب الله» على الحدود. نحن نرصد نشطاء هذا الحزب في منطقة السياج الحدودي. من أين أتوا وأين يعملون، في النهاية سيدفعون الثمن، هم ومرسيلهم وطائفتهم أيضًا والقرية التي تسمح لهم باستخدامها كقاعدة عسكرية للإرهاب».

وعن تَموضع «حزب الله» في القرى جنوب لبنان، قال برعام: «في الحرب سنقوم بتدمير كل البنى التحتية على خط التماس العسكري هذا، ولن يبقى حجر على حجر! هذا ما سيكون عليه مصير كل مُنشأة في القرى أو المدن التي يستخدمها هذا الجيش الإرهابي».

واضاف: «دولة لبنان ستبقى على ما يبدو داخل مزبلة «حزب الله» – إيران الفاشلة، ونحن في جيش الدفاع سنستمر في العمل في سوريا ولبنان، سواء عبر تأمين الأمن اليومي أو من خلال المعركة الخفية بين الحروب من أجل تقويض كل جهود الإرهاب، وتَموضعه وتعاظمه».

 

نهار نيابي طويل

من جهة ثانية، أقفل النهار النيابي الطويل على دعوة وجّهها بري الى جلسة نيابية جديدة تعقد الثالثة بعد ظهر غد، لإستكمال انتخاب ما تبقى من اعضاء اللجان النيابية ثم انتخاب رؤساء كل اللجان ومقرريها.

وكانت جلسة الامس، التي انعقدت على مرحلتين قبل الظهر ومساء، قد انتهت الى فوز 9 لجان بالتزكية بينها لجنة الخارجية، وفوز 5 لجان بالانتخاب بينها لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الدفاع والداخلية، الاشغال والطاقة. على ان تُنتخَب لجنتا الصحة والتربية في جلسة بعد غد.

وتبيّن انّ المعركة التي خاضها نواب قوى التغيير قد خَسّرتهم مقاعد في عدد من اللجان، وخصوصاً في لجنة الادارة والعدل التي لم يربحوا اي عضو فيها، ما دفعهم الى عقد اتفاقات جانبية أمّنت لهم الفوز بعضوية عدد من اللجان. مع العلم انّ بري قال خلال الجلسة: «موضوع اللجان ليس كالجلسة الاولى، كلها مشاركة، وعلينا ان نقوم بالواجبات نفسها، ويستطيع النائب ان يشارك في لجنة ليس عضواً فيها. بنتيجة الامر لم أر هذا الجو، اذا بقينا نَصوّت في كل أمر تأكدوا اننا لن ننتهي في أسابيع. أتمنى ان نخفّف قليلاً ونرى المصلحة الحقيقية، المطبخ الحقيقي هو هنا».

ولوحِظ انّ الجلسة اتّسَمت بمُشادات كلامية عكست الهوة الكبيرة بين نواب قوى التغيير ونواب الاحزاب.

 

النواب التغييريّون

وفي ظل الاجواء التي شهدتها الجلسة اعتبرت اوساط سياسية مواكبة لانتخاب اللجان النيابية للمجلس الجديد «انّ النواب التغييريين أثبتوا انهم لا يزالون متواضعي الخبرة»، مشيرة الى «انّ إصرارهم على عدم مَد جسور او نسج تفاهمات مع مكونات المجلس الأخرى سيؤدي الى إضعاف فعاليتهم وتهميش دورهم».

وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية»: «انّ القوى السياسية أيضا وفي طليعتها مكونات 8 آذار مَدعوّة الى استيعاب الجسم الجديد الذي دخل الى المجلس والتعاطي معه ببراغماتية من خلال اعطائهم مساحة مقبولة في اللجان حتى يشاركوا الآخرين في تَحمّل المسؤولية»، مشددة على انه «من الضروري التَكيّف مع تركيبة المجلس المنتخب وإعطاء اشارة الى الداخل والخارج أنّ هناك ارادة للتفاعل الايجابي مع نواب المجتمع المدني الذين يجب التمييز بينهم وتَفادي وَضعهم جميعاً في سلة واحدة، «إذ انّ مواقف بعضهم حيال الخيارات الاستراتيجية، وتحديداً المقاومة، هي جيدة وتتقاطع الى حد كبير مع اتجاهات قوى أساسية على ضفة 8 آذار».

 

الاستشارات المُلزمة والحكومة

في غضون ذلك، وبعد الانتهاء من انتخاب اللجان النيابية، سيتصدر الاسحقاق الحكومي وجهة الاهتمامات الى جانب موضوع ترسيم الحدود البحرية. وعلمت «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية ميشال عون يَعتزم توجيه الدعوة غداً او بعد غد الى الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها في القصر الجمهوري لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، على ان يكون موعد هذه الاستشارات الاسبوع المقبل، وذلك بعد إتمام مشاوراته التي يُجريها بعيداً عن الاضواء مع بعض القيادات والقوى السياسية.


وقالت مصادر مطلعة على جانب من الاتصالات لـ»الجمهورية» انّ الرئيس نجيب ميقاتي هو المرشح الوحيد لتأليف الحكومة الجديدة حتى الآن. وكشفت «انّ عملية التكليف ليست مرتبطة بأيّ ملف آخر على الاطلاق، وهي استحقاق سيحصل في حدّ ذاته بعيداً عن تفاهمات مسبقة او ضمانات او غيرها من الامور المرتبطة بالتأليف، والتي تُنشَر وتُبثّ في بعض وسائل الاعلام.

 

 


أمّا شكل الحكومة، فرجّحت المصادر ان يعمل ميقاتي، في حال تكليفه، على تأليف حكومة شبيهة بالحالية، من دون ان يعني ذلك انه سينجح في هذه المهمة.

******************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

عودة الوسيط الأميركي الإثنين.. وارتفاع لهجة الحرب قبل التفاوض!

«ماراتون» اللجان يمتد إلى الجمعة.. وعقدة الطاقة تؤخّر الإستشارات الملزمة

 

ولتكن تجربة جديدة من تجارب الديمقراطية على الطريقة اللبنانية: انتخاب أعضاء اللجان النيابية، بيوم وأكثر، وجلسة وأكثر، وليس بنصف ساعة فقط، بعد التفاهم بين الكتل كأقصر الطرق إلى بناء المطبخ التشريعي من المكتب إلى رؤساء ومقرري اللجان، إذ دعا الرئيس نبيه برّي إلى جلسة بعد ظهر الجمعة في العاشر من الجاري لانتخاب ما تبقى من اللجان والرؤساء والمقررين، وهو يمعن في التفكير، على قاعدة «عيش كتير بتشوف كتير» بعدما غاب التوافق في جلسة انتخاب اللجان النيابية وعددها 16 أو في معظمها، خلافاً لما كانت عليه الحال في عقود مضت منذ انتخاب أوّل مجلس نيابي بعد الطائف عام 1992.

 

موعد الاستشارات الملزمة الاسبوع المقبل

وهذا التباطؤ النيابي في انجاز ملف اللجان النيابية ادى الى تأخير موعد الاستشارات إلى الأسبوع المقبل إلا إذا برزت معطيات تسرع في الأمر مع العلم أنه لم تبرز حتى الآن أية أسماء مرشحة كما أن الكتل النيابية ستعقد اجتماعات لتقرر الأمر.

واعتبرت المصادر نفسها أن الكلام يدور حول الأصوات التي تحصل عليها الشخصية التي تكلف رئاسة الحكومة في ظل تعذر التوافق على اسم وإمكانية لجوء كتل أخرى إلى الأمانات عن التسمية أو غير ذلك، مشيرة إلى أنه يفترض ان يتبلور المشهد الحكومي بعد جلسة الجمعة.

وتتوقع مصادر سياسية ان يباشر الرئيس عون، الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة الاسبوع المقبل بعد ان اهدر الاسبوع الحالي دون طائل، بحجة انتظار تكتلات النواب الجدد، مع انها معروفة، وبعد استنفاذ محاولات استحضار مرشحين محتملين لرئاسة الحكومة، من الخارج والداخل، لابتزاز الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتصدر كل المرشحين لتولي رئاسة الحكومة.

وتكشف المصادر النقاب عن ان محاولات والاعيب باسيل، للتلويح بتسمية شخصيات مغمورة، او معروفة لرئاسة الحكومة الجديدة، بمعزل عن الاتفاق مع حليفه حزب الله، ووجه برفض وردود فعل سلبية من خصومه ايضا، جعلت ميقاتي يتقدم على جميع من طرحهم باسيل سرا وعلنا، واستوجب فتح قنوات اتصال لمقايضة ميقاتي على شكل وتركيبة الحكومة العتيدة وطرح المطالب والشروط المعهودة التي تشكل عوامل عرقلة وتباطؤ عملية التشكيل.

واشارت المصادر ان محاولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران التلويح بتسمية الخبير المالي والاقتصادي صالح النصولي، لمواجهة ميقاتي، فشلت لانه ليس بامكان باسيل، تأمين مقومات وصوله لرئاسة الحكومة بمفرده وبمعزل عن توفير دعم عدد كاف من النواب لتاييده فقط، بل لان نصولي الذي يحمل مشروعا متكاملا لحل الازمة المالية والاقتصادية خلال ستة اشهر، ويصر على تشكيل حكومة من فريق عمل اختصاصي متجانس يختاره هو، ويرفض تدخل السياسيين في برنامجها ومهماتها، لم يلاق التجاوب المطلوب لمشروعه للانخراط بهذه المهمة، فغادر لبنان بعد زيارة استمرت خمسة أيام، قام خلالها بجولة على كبار السياسيين وبعض المراجع الدينية، بينما قوبل التهويل بترشيح شخصيات اخرى غير قابل للصرف من قبل الوسط السياسي عموما، ما أبقى ميقاتي مرشحا وحيدا في مواجهة طموحات باسيل اللامتناهية والاستفزازية.

وكشف مصدر واسع الاطلاع ان العقد الأساسية تكمن برفض الرئيس ميقاتي، ومعه كتل نيابية وازنة ان تبقى وزارة الطاقة من حصة التيار الوطني الحر، كما يطالب النائب باسيل.

وارتفعت في الجلسة أصوات التقليد على أصوات «التجديد» أو التغيير، فجرى تذكير هؤلاء على لسان نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، ان عى هؤلاء النواب «التغييريين» ان ينتهبوا إلى انهم تحت قبة البرلمان وليس في الشارع، في وقت ارتفعت فيه لهجة تهديد إسرائيلي، من تدمير البلد على أهله، حجراً إثر حجر، في معرض الكلام عن احتمالات الحرب أو المواجهة جنوباً، وهو الموضوع الذي سيتطرق إليه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في اطلالة له غداً الخميس.

وبعدها، ثلاثة أيام فاصلة ويصل الوسيط الأميركي الذي استعجله لبنان، لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين، إلى بيروت لاستئناف وساطته، مسبوقاً ربما بعودة عاجلة للسفيرة الأميركية دورثي شيا من الولايات المتحدة.

وكشفت مصادر سياسية ان وصول باخرة استخراج الغاز إلى قرب المناطق البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، كان معلوما ومعلن عنه من قبل في المواقف ووسائل الإعلام الدولية، ولم يكن مفاجئا، كما يحاول بعض المسؤولين الفاشلين الترويج له، لتبرير تقاعسهم عن التعاطي باهتمام وجدية ومسؤولية في هذا الملف الوطني المهم والحساس، الذي يعني ويعود بالفائدة على كل اللبنانيين من دون استثناء، وقالت، ليس الاعلان عن عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى لبنان بعد ايام وقبل مباشرة السفينة المذكورة مهماتها من دون التوصل الى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، هو المهم فقط لتلافي تطور الوضع نحو الأسوأ، بل المهم هو كيفية صياغة موقف لبناني موحد بين كل المسؤولين والمعنيين، لتسليمه للوسيط الاميركي، لمواجهة إسرائيل وفرض واقع جديد، لا يمكن لاي دولة أو طرف تجاهله او القفز فوقه.

واعتبرت المصادر ان عوامل ضعف وهشاشة الموقف اللبناني الذي تحاول ان تستغله إسرائيل حاليا، هو تعدد المواقف واختلاف اساليب التعاطي الرسمي مع هذا الملف الشديد الأهمية، لغياب القرار الرسمي الموحد، ووجود اكثر من ستة مراجع رسمية، او اصحاب نفوذ سياسي او امني او حزبي، ثلاثة منها في القصر الجمهوري وحده، ومرورا بالرئيس نبيه بري وانتهاء بحزب الله علنا أو بالواسطة، ولكل جهة أو مرجعية منها، وجهة نظره وحساباته ومصالحه، يسعى لتحقيقها، ما اضعف الموقف اللبناني، وشتت الاهتمام الأميركي والدولي، وشجع إسرائيل لمباشرة استخراج النفط والغاز، بمعزل عن أي اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، كما يجري مع باقي الدول الاخرى.

وتابع العماد ميشال عون الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة «انيرجين باور» قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وتلقى امس تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

كما تابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن الملف، وما هو متوقع على صعيد مهمة الوسيط الاميركي هوكشتاين. وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز والذي تجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجدداً».

وشدد ميقاتي على «أهمية إبعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره».

وكشف وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم أنه تم تعيين مسؤول رفيع المستوى في حزب الله متخصص بملف ترسيم الحدود ومعه فريق يعملون 24/24 «من تحت لتحت»، بعيداً عن الإعلام وبتريث من أجل الحفاظ على الإجماع الوطني حول الملف.​

وعلمت «اللواء» ان المسؤول المعني هو النائب السابق نواف الموسوي، وانه يتابع ملف الترسيم من وقت طويل وليس مستجد. وذكرت المصادر المتابعة ان الموسوي يعمل على تكوين المعطيات الكاملة حول الموضوع، لتقرر قيادة الحزب في ضوئها وفي ضؤ موقف الدولة كيفية التصرف. وان هذه اللجنة ليست بديلاً عن عمل الدولة وقرارها.

في غضون ذلك، استمر السجال بين داعٍ الى تعديل المرسوم 6433 لتعديل حدود لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة من الخط 23 الى الخط 29، ومتريث في هذا الامر لحين وصول هوكشتاين والاطلاع على ما يحمله من افكار يَخشى البعض ان تحمل مزيداً من المماطلة بما يُفيد عمليات العدو الاسرائيلي في تكريس الامر الواقع وفرضه على لبنان وبما يؤدي الى توتر كبير سياسي وربما امني.

وفي ملف الترسيم البحري، ردّ الرئيس بري على ما جاء على لسان النائبة بولا يعقوبيان بشأن موضوع عقد جلسة تشريعية لمناقشة اقتراح قانون تقدم به تكتل «النواب التغيير» لتعديل المرسوم 6433، وقولها «ان الرئيس بري لم يقبل بعقد جلسة تشريعية»، وقال بري: «وين كانت بولا يوم كنت من 12 سنة عم خابط في موضوع الثروة النفطية. كانت بعدا ما تزوجت. ما بدنا نحكي مش كرمالها كرمال زوجها، زوجها صاحبنا». واضاف: ألف باء التشريع تقول لا تشريع خلال جلسة الانتخاب. لكن يبدو في «ناس جايي عالمجلس حتى تتشاوف فقط».

بدورها، ردت يعقوبيان: كلامه مرفوض ومعيب وهو سبق أن أنهى أكثر من مرّة جلسة الانتخاب وبدأ بجلسة تشريعية «بس يكون في تمريقة بدن يمرقوها». نحن نعمل وفق النظام واليوم موضوع ترسيم الحدود لا يحتمل التأجيل لأنه يجب حماية حقوقنا وليس القيام بإتفاق مع هوكستاين.

وعلى خطٍ موازٍ، اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء «رصد نشطاء لحزب الله في منطقة السياج الحدودي». وقال: سندمر البنية التحتية في القرى التي يستخدمونها ولن يبقى حجر على حجر.

وهدّد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمير برعام، بتدمير البنى التحتية في جنوب لبنان، قائلاً إنّه «لن يبقى حجر على حجر».

وأضاف في سلسلة مواقف نشرها له المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر «تويتر»: «الاستقرار الأمني على الجبهة الشمالية الذي نتج عن هذه الحرب لهو خير تأكيد على قوة الردع التي خلقتها».

وعن تموضع «حزب الله في القرى جنوب لبنان، قال برعام: «في الحرب سنقوم بتدمير كل البنى التحتية على خط التماس العسكري هذا، ولن يبقى حجر على حجر! هذا ما سيكون عليه مصير كل منشاة في القرى أو المدن التي يستخدمها هذا الجيش الإرهابي!».

ورأى أنّ «دولة لبنان ستبقى على ما يبدو داخل مزبلة «حزب الله – إيران» الفاشلة ونحن في جيش الدفاع سنستمر في العمل في سوريا ولبنان سواء عبر تأمين الأمن اليومي أو من خلال المعركة الخفية بين الحروب من أجل تقويض كل جهود الإرهاب، و تموضعه وتعاظمه».

 

 

انتخاب اللجان

انطلقت عند الحادية عشرة من قبل الظهر في ساحة النجمة، جلسة انتخاب اللجان النيابية، برئاسة الرئيس نبيه بري. وبعد سقوط التوافق على توزيع بعض اللجان الاساسية كالمال والموازنة والادارة العدل والاشغال العامة والنقل والطاقة، انطلقت عملية الانتخاب التي استمرت ساعات طويلة وقد استدعت جلسة مسائية للمجلس في السادسة. وقد نصح بري نواب التغيير بأن التوافق قد يوفر لهم اربعة اعضاء في كل لجنة بدل عضو او اثنين، لكنهم اصروا على الانتخاب.

وبدأ التصويت بانتخاب اعضاء لجنة المال والموازنة وقد ترشح 20 نائبا فيما هي مؤلفة من 17 نائبا، وعادت رئاستها، نظرا الى هوية الفائزين، الى النائب ابراهيم كنعان، في وقت سقط النائبان التغييريان فراس حمدان ومارك ضو. كما جرى انتخاب اعضاء لجنة الادارة والعدل من 17نائباً برئاسة جورج عدوان وترشح لها 22 نائباً.

اما اللجان الاخرى التي تشكلت في الجلسة الصباحية فكانت بالتزكية وهي لجان: الشؤون الخارجية والمغتربين، المرأة والطفل، الاتصالات والاعلام، الشباب والرياضة وحقوق الانسان.

وفي الجلسة المسائية جرى انتخاب لجان الدفاع الوطني والداخلية والبلديات وترشح لها 20 نائباً، الاشغال العامة والنقل والطاقة وترشح لها 30 نائباً…

وفاز المرشحون للجنة البيئة بالتزكية بعدما سحب النائب أكرم شهيب ترشيحه لها واستبدال اسمه بالنائب هادي أبو الحسن، وكذلك لجنة الزراعة والسياحة.

وبغض النظر عن آلية انتخاب اللجان التي كانت ذات طابع ديموقراطي رغم ما شابها من محاولات البعض تسجيل اعتراضات لم يؤخذ بها، واعتبار ان بعض اللجان جاءت معلبة من قبل الأحزاب، وهو ما تولى الرد عليه بالإضافة إلى الرئيس برّي نائبه بو صعب وعدد من نواب الكتل الذين نبهوا النواب «التغييريين» بأنهم تحت قبة البرلمان وليسوا في الشارع لاستخدام لغة المزايدات والشعبوية، فإن جلسة الأمس رسمت صورة غير مريحة لما سيكون عليه المشهد البرلماني في الجلسات التي ستعقد مع قابل الأيام، حيث يحاول عدد من النواب الجدد التمايز في طرح الأمور وتصوير أنفسهم على انهم رأس حرية ممارسة الديمقراطية، ومحاربة ما يعتبرون تحالف الأحزاب وأهل السلطة، وهو ما يعني اننا سنكون امام جلسات نيابية لا تخلو من السجالات والمناكفات مهما كان نوع هذه الجلسات كون ان التناغم غائب من الآن عن جزء كبيز من مكونات المجلس الجديد.

ووفق ما ظهر من نتائج على مستوى اللجان التي تمّ انتخابها فإن سائر هذه اللجان لم تشهد تغييرات جوهرية على مستوى الأعضاء، وهذا الأمر سينسحب على رؤساء ومقرري اللجان كون ان هوية الفائزين تدل بشكل واضح على من ستؤول إليه رئاسة اللجنة.

هذه الجلسة التي تعتبر انها أخذت وقتاً طويلاً قياساً للجلسات السابقة، لم تخل من السجالات والصوت العالي، وعلى وجه الخصوص بين النائب علي حسن خليل والنائب «التغييري» فراس حمدان على خلفية إصرار حمدان على الترشح للجنة المال من دون ان يكون قد وضع اسمه لدى الأمانة العامة للمجلس، وعندما كان خليل يخاطب حمدان قال له «اسمع يا ابني» ليرد عليه حمدان «أنا مش ابنك أنا زميلك»، وأمام إصرار حمدان أكّد الرئيس برّي إمكانية إضافة أي اسم لأي مرشّح لأي لجنة على اللوائح المطبوعة بخط اليد.

ومن طرائف الجلسة، ما دار بين النواب من كلام، إذ توجه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار إلى الرئيس برّي، بعدما لاحظ مغادرة معظم النواب: «دولة الرئيس، وينن اللي فوتونا بها الماراتون الطويل العريض»، فرد عليه النائبان وضاح الصادق وملحم خلف: نحن هون، اما النائب جهاد الصمد، فرد: «انتو المقاومة وبالكن طويل».

فرنسا والسعودية

على صعيد الوضع الاقتصادي ودعم لبنان، تم امس، توقيع اتفاقية تكميلية مرتبطة بالصندوق السعودي -الفرنسي في الرياض وذلك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من الجهة السعودية وCDCS من الجهة الفرنسية، وذلك بحضور الموفد الفرنسي الرئاسي بيار دوكان والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الوزير عبدالله الربيعة.

وبرغم كل المآسي التي حلّت بطلاب الهجرة غير الشرعية فهي استمرت امس، حيث أوقفت وحدة من الجيش 64 شخصًا من الجنسيّات: اللبنانيّة والسوريّة والفلسطينيّة، على الشاطئ بين منطقتي القليعات والشيخ زناد – الشمال، أثناء محاولتهم مغادرة البلاد عبر البحر بطريقة غير شرعية، ومن بينهم امرأة حامل مصابة بنزيف تم نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة. وسُلّمَ المتورطون بعملية النقل الى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.

111 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن 111 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، مما رفع العدد التراكمي للاصابات إلى 1100007 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

استنفار لبناني رسمي لمواكبة زيارة «مصيرية» لهوكشتاين الى بيروت

 قوى «التغيير» تفرض التصويت في انتخابات اللجان : وداعاً للتسويات المعدّة مسبقاً

عون غير مُستعجل على الاستشارات… وأسعار المحروقات تُحلّق – بولا مراد

 

تتخذ الزيارة المرتقبة للوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين الى بيروت يوم الأحد أو الاثنين أهمية استثنائية، حتى أنه يمكن وصفها بـ «المصيرية» لتحديد المسار الذي سوف تسلكه المفاوضات حول الحدود البحرية وما اذا كنا سنكون على موعد مع جلسة جديدة من المباحثات غير المباشرة مع «اسرائيل» او مع مواجهة مفتوحة قد تتخذ بُعدا عسكريا. وكما بات واضحا ينتظر المسؤولون اللبنانيون ما سيحمله هوكشتاين، كما ما سيكون رده على ما سيعرضه لبنان الرسمي عبر رئيس الجمهورية الذي تشير معلومات «الديار» الى انه سيؤكد على  مضمون الرسالة التي بعثها الى الأمم المتحدة في شباط الماضي وبالتحديد لجهة ان حقل كاريش بات حقلاً متنازعاً عليه وليس حقلاً إسرائيليا، من هنا وجوب توقف أي اعمال تقوم بها السفينة اليونانية Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها، حتى انتهاء المفاوضات.

 

وبحسب المعلومات أيضا فان القوى السياسية الرئيسية مُجمعة على وجوب عدم استباق زيارة هوكشتاين بتصعيد لبناني كتعديل المرسوم 6433 او اقرار اقتراح القانون الذي تقدم به النائب حسن مراد والذي يتخذ الخط 29 خطا حدوديا بدلا عن الخط 23، وهو ما ضغطت باتجاهه النائبة بولا يعقوبيان خلال جلسة انتخاب اللجان يوم أمس. الا ان انفعال الرئيس بري بالرد عليها سببه الرئيسي هو اقتناعه كما الرئيسين عون وميقاتي ان هذا الملف لا يحل بشعبوية ولا بالفرض والقوة انما بالدبلوماسية، لذلك وجب انتظار نتائج الزيارة المرتقبة لهوكشتاين ليبنى على الشيىء مقتضاه. وكان لافتا بالأمس ما كشفه وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم، لجهة تعيين حزب الله «مسؤولا رفيع المستوى متخصص بملف ترسيم الحدود ومعه فريق يعملون ٢٤/٢٤ « بعيداً عن الإعلام وبتريث من أجل الحفاظ على الإجماع الوطني حول الملف»، وهو ما يؤكد ان حزب الله يجد نفسه معنيا رئيسيا بالملف، ويستعد لكل السيناريوهات سواء الدبلوماسية منها او العسكرية.

 

ويمكن الحديث عن نوع من الاستنفار الرسمي اللبناني بانتظار هوكشتاين. اذ أعلن يوم أمس ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وتلقى تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

 

كما تابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن الملف، وجدد التأكيد «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز والذي تجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجددا». وشدد على «أهمية ابعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره».

  التغييريون فرضوا التصويت!

 

وبالتوازي، انشغلت الأوساط السياسية يوم أمس بجلسة انتخاب اللجان النيابية، بعد ان فشل المعنيون بالتوصل لتفاهم على تقاسم عضوية اللجان ورئاستها، كما كان يحصل في الأعوام الماضية، اذ فرضت قوى «التغيير» ايقاعها فارضة اللجوء للتصويت في انتخاب اللجان الاساسية وأبرزها الادارة والعدل والمال والموازنة ما أدى لتحديد بري جلسة مسائية لاستكمال الانتخابات. وقال أحد نواب «التغيير» لـ «الديار» انه «وان كنا لم نتمكن من تحقيق كل ما كنا نسعى اليه لجهة ترؤس بعض اللجان والانضواء في لجان اخرى، لكننا في نهاية المطاف أعدنا للعملية الديموقراطية داخل البرلمان اعتبارها، سواء بجلسة انتخاب رئيس للمجلس ونائب له او في جلسة انتخاب اللجان يوم أمس… من الآن وصاعدا فليقولوا وداعا للتسويات المعدة مسبقا». وأضاف النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه: «على كل الأحوال يحق للنائب المشاركة في جلسات اي لجنة وان لم يكن عضوا فيها وبالتالي مهما حاولوا ابعادنا كي يستمروا بسياسة المحاصصة وتقاسم المغانم، سنكون لهم بالمرصاد، وليس ما يحصل في الجلسات العامة الا سيناريو مبسط عما سيحصل داخل اللجان بحيث سنتابع ونسأل عن الشاردة والواردة».

  تكليف فلا تأليف؟

 

وعلى قاعدة التعامل مع الاستحقاقات على القطعة الذي تُجمع القوى السياسية على اعتمادها، وبعد انتهاء استحقاق الانتخابات النيابية وبعدها استحقاق انتخاب رئيس للبرلمان ونائب له وصولا لانتخاب اللجان النيابية، تتجه الأنظار الآن الى قصر بعبدا بحيث يفترض ان يحدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريبا موعدا للاستشارات النيابية لاختيار رئيس جديد للحكومة. ولا يبدو عون مستعجلا للخطوة وان كان بدأ يشعر أنه يتعرض للضغوط سواء الداخلية والخارجية. وتشير معلومات «الديار» الى ان «رئيس الجمهورية لن يدعو للاستشارات هذا الاسبوع، فهو يريد ان يكفل ان يؤدي التكليف لتأليف حكو مة جديدة لا ان تستمر المحاولات اشهرا من دون ان تودي الى نتيجة فتنتهي ولايته من دون انجاز عملية التشكيل خاصة وان الاجواء الحالية تؤكد اننا نتجه لتكليف من دون تأليف»، لافتة الى ان «ميقاتي لا يزال من دون منازع المرشح الاكثر حظوظا بغياب اي ترشيحات جدية بوجهه واي شخصية قادرة على منافسته بالاصوات التي ستنالها لتعذر اتفاق القوى التي لن تسمي ميقاتي على مرشحا اوحد». ويبدو واضحا ان كل جهود باسيل لطرح أسماء جديدة لخلافة ميقاتي باءت بالفشل نتيجة تمسك «الثنائي الشيعي» به على قاعدة «الذي تعرفه ورغم مساوئه أفضل ممن تجهله». ورجحت مصادر معنية ان يدعو عون للاستشارات كحد اقصى خلال اسبوع لغياب التبريرات التي تحول دون ذلك.

  أسعار المحروقات تحلق

 

في هذا الوقت وفيما ينشغل المسؤولون بالاستحقاقات السياسية، يتواصل الانهيار من دون مكابح، فرغم استقرار سعر صرف الدولار نوعا ما عند حدود الـ27 ألف و 500 ليرة، تسجل أسعار المحروقات أسعارا خيالية اذ وصل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 642000 اي باضافة 18000، كما صفيحة البنزين 98 أوكتان 653000 (+18000)-  مازوت: 643000 (+24000) – غاز: 362000 (-3000).

 

وردت مصادر معنية بالقطاع السبب الرئيسي لهذا الارتفاع للتطورات الخارجية وبخاصة الكباش الغربي – الروسي نتيجة حرب اوكرانيا، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان لا سقف لارتفاع المحروقات في المرحلة الراهنة تماما كما ان الاستقرار الذي يشهده سعر الصرف مرحلي والارجح اننا سنكون على موعد مع ارتفاع جديد منتصف الشهر وان كنا نستبعد قفزات كبيرة كالتي شهدناها قبل اسبوعين.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

 

هوكشتاين عائد .. والموقف الإيراني لا يزال غامضاً !  

 

اعلنها الرئيس نبيه بري بالامس: الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين سيزور بيروت الاحد او الاثنين، لاطفاء الغليان المستجد في ملف الغاز والنفط المدفون في المنطقة المتنازع عليها لبنانيا بالمواقف واسرائيليا بالعمل الجدي لاستخراج ما امكن من ثروة لبنان، المتلهية دولته عن حقوقه بصغائر الامور واتفهها بدل انكبابها على تثبيتها بالوثائق في الامم المتحدة لردع العدو عن «السرقة» وفق مقولة «الرزق السايب بعلّم الناس الحرام». فهل تكفي الزيارة الاميركية لحفظ حق لبنان وتثبيته ام تكون جرعة مخدر في ما تبقى آلاف الكيلومترات سائبة بين الخطين 23 و29 إن لم يسارع لبنان الى ارسال مرسوم تعديل الحدود الرقم 6433، تستفيد منها تل ابيب ولا من يسأل .. هنا لا بد من الإشارة إلى ما أعلنه الشيخ نعيم قاسم عبر وكالة «رويترز» بالأمس من أن الحزب ينتظر موقف الدولة ليتخذ القرار المناسب.

 

هل تفرج واشنطن

 

عن الأرصدة الإيرانية؟

 

من ناحية ثانية هناك معلومات عن تقدم بشكل صامت في المباحثات الأميركية – الإيرانية حول الملف النووي في محادثات فيينا، ويقول بعض المراقبين إن وجهات النظر أصبحت قريبة حيث ستفرج واشنطن عن المليارات المحجوزة لديها، وهناك قبول وتعهد إيراني بالنسبة لإسرائيل!..

 

هذا على الجبهة النفطية، اما الجبهة النيابية فشهدت جلسة ماراتونية في ساحة النجمة انتخب خلالها المجلس الجديد بعض لجانه رؤساء واعضاء، في غياب التوافق.

 

متابعة رئاسية

 

وفي انتظار ما يحمله الوسيط الاميركي، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة Energean Power.

 

كما تابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن الملف، وقال: «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز والذي تجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية.

 

تعديل المرسوم اولا

 

إلا ان مصدرا معنيا بالملف، اكد  ان الموضوع لا يقتصر فقط على حقل «كاريش» ولا على أن الإنتاج التجاري سيبدأ في غضون شهر أو شهرين، إنما ابعد من ذلك بكثير…. لدينا 1430 كلم2 بين الخط 23 والخط 29، ونحن حتى الآن لم نحدّد خطَّنا البحري لدى الأمم المتحدة، الأمر الذي يدفع إسرائيل والشركات المنتِجة للنفط إلى اعتبار هذه المساحة من الناحية القانونية، ملكاً لها. لذلك نَجِد إسرائيل مرتاحة جداً لوضعها حالياً، ما يُثير الاعتقاد أن مساحة الـ1430 كلم2 قد تكون تضمّ 100 حقل كـ»كاريش» وربما جزءاً من حقل «قانا».

 

واضاف المصدر: إذا كنا ننتظر قدوم آموس هوكشتاين ليُطلعنا على أفكار جديدة ويعمل على «تنفيس» الموضوع و»تنييمه» شهراً أو شهرين أو أربعة، فيكون بذلك يعطي الوقت للجانب الإسرائيلي كي يُطلق دورة التراخيص الجديدة… لذلك علينا أولاً تعديل المرسوم الرقم 6433 اليوم قبل الغد، لا أن ننتظر وعود هوكشتاين…اذ بتعديل المرسوم نفرض أمراً واقعاً تكون فيه إسرائيل غير قادرة عل التلزيم ضمن البلوك «72» حتى أن شركة «إنرجِن باور» التي تعمل في حقل «كاريش» تُصبح مهدَّدة من الناحية الأمنية والقانونية.

 

جلسة ماراتونية

 

برلمانياً، عقدت جلسة انتخاب اللجان النيابية، برئاسة الرئيس بري. وبعد سقوط التوافق على توزيع اللجان، وانطلقت عملية الانتخاب التي استمرت ساعات طويلة وقد استدعت جلسة مسائية للمجلس عقدت السادسة. وبدأ التصويت بانتخاب اعضاء لجنة المال والموازنة وقد ترشح 20 نائبا فيما هي مؤلفة من 17 نائبا، وعادت رئاستها، نظرا الى هوية الفائزين، الى النائب ابراهيم كنعان، في وقت سقط النائبان التغييريان فراس حمدان ومارك ضو.

 

بري – يعقوبيان

 

اما في ملف الترسيم البحري، فردّ بري على ما جاء على لسان النائب بولا يعقوبيان بشأن موضوع جلسة تشريعية في ملف ترسيم الحدود البحرية وقولها «ان الرئيس بري لم يقبل بعقد جلسة تشريعية»، وقال : «وين كانت بولا يوم كنت من 12 سنة «عم  خابط» في موضوع الثروة النفطية.»كانت بعدا ما تزوجت». ما بدنا نحكي مش كرمالها كرمال زوجها، زوجها صاحبنا». ألف باء التشريع تقول لا تشريع خلال جلسة الانتخاب يبدو في «ناس جايي عالمجلس حتى تتشاوف فقط»… بدورها، ردت يعقوبيان: كلامه مرفوض ومعيب وهو سبق أن أنهى أكثر من مرّة جلسة الانتخاب وبدأ بجلسة تشريعية «بس يكون في تمريقة بدن يمرقوها». اضافت: نحن نعمل وفق النظام واليوم موضوع ترسيم الحدود لا يحتمل التأجيل لأنه يجب حماية حقوقنا وليس القيام بـdeal  مع هوكشتاين.

 

المحروقات تحلّق

 

في الاثناء، الانهيار يشتد. وامس، أصدرت وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط جدول تركيب أسعار المحروقات، وجاء على النحو الآتي: – بنزين 95 أوكتان: 642000 (+18000) – بنزين 98 أوكتان: 653000 (+18000)-  مازوت: 643000 (+24000) – غاز: 362000 (-3000).

 

الصندوق السعودي – الفرنسي

 

ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي الصعب، تم توقيع اتفاقية تكميلية مرتبطة بالصندوق السعودي -الفرنسي في الرياض وذلك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من الجهة السعودية وCDCS من الجهة الفرنسية، وذلك بحضور الموفد الفرنسي الرئاسي بيار دوكان والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الوزير عبدالله الربيعة.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram