السنيورة يستبق الفراغ الرئاسي في لبنان بالدعوة إلى انتخابات مبكرة

السنيورة يستبق الفراغ الرئاسي في لبنان بالدعوة إلى انتخابات مبكرة

Whats up

Telegram

استبق رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة الفراغ الرئاسي المرتقب بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة لخلافة الرئيس ميشال عون الذي لوح مرارا باستعداده للبقاء في منصبه بعد الحادي والثلاثين من أكتوبر القادم إذا قرر البرلمان ذلك.

واقترح السنيورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل أربعة أشهر من انتهاء ولاية عون، معتبرا أن هذه المدة “ليست كبيرة”.

وقال السنيورة “كانت لدينا سابقة في انتخاب الرئيس إلياس سركيس قبل نهاية ولاية الرئيس سليمان فرنجية بعدة أشهر”.

وأضاف أن “المشكلة التي نراها أمامنا اليوم ليست فقط بإجراء استشارات نيابية ملزمة بل أيضا لدينا استحقاق أساسي هو انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي علينا استخراج الدروس من هذه الممارسة”.

وأوضح أن حكومة تصريف الأعمال هي التي تتولى بحسب الدستور زمام الأمور عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ولا يوجد في الدستور ما يسمح بإطالة ولاية رئيس الجمهورية، محذرا من أن “هذا الأمر إن كان يجول بخاطر البعض فهذا يعتبر اغتصابا للسلطة”.

وقال عون في وقت سابق إنه لن يترك موقعه إلا بعد الكشف عن كل فاسد، لكنه ألقى مهمة إعادة النهوض بلبنان إلى من سيخلفه. وانتخب عون رئيسا عام 2016 لينهي فراغا رئاسيا استمر 29 شهرا.

وتشير مصادر سياسية لبنانية إلى أن لبنان ذاهب في طريق فراغ رئاسي نتيجة ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية التي عقدت في الخامس عشر من مايو الماضي من توازنات جديدة داخل البرلمان الذي ينتخب الرئيس.

ولا يخفي عون دفعه باتجاه انتخاب صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلفا له في قصر بعبدا، إلا أن فقدان حليفيه حزب الله وحركة أمل للأغلبية البرلمانية يعقد المسألة أكثر إلى جانب الخلافات بين باسيل وحركة أمل.

وصوت باسيل الثلاثاء بورقة بيضاء في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب اللبناني الجديد والتي أسفرت عن فوز رئيس حركة أمل نبيه بري بولاية سابعة.

وفرضت نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية تغيرا ملموسا في موازين القوى بالبرلمان، ما دفع بعض الخبراء إلى التحذير من فراغ حكومي ورئاسي.

ومع وجود ثلاثة تكتلات أساسية ونواب آخرين مستقلين، فإن الأغلبية البرلمانية لم تعد محصورة بيد فريق سياسي معين، إنما بات الثقل موزعا في عدة اتجاهات، وهو ما يراه خبراء أنه قد يعقد المشهد السياسي بالبلاد.

وقال المحلل والكاتب السياسي طوني بولس إن “القوى الممسكة حاليا بالسلطة، وهي حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، لم تعد تملك الأكثرية النيابية، وبالتالي قد تلجأ إلى عرقلة الاستحقاق الدستوري”.

وتوقع بولس أن “يكون هناك صدام داخل البرلمان، إذ أن القوى الجديدة التي دخلته ستحاول إثبات نفسها، كما أن الفريق المهزوم سيحاول التخفيف من الأضرار الواقعة عليه ولن يتخلى عن الحكم بسهولة”.

ويشير مراقبون إلى وجود أزمة في تكليف شخصية سُنّية لتشكيل الحكومة، وذلك بناء على الدستور الذي ينصّ على قيام رئيس الجمهورية باستشارات نيابية ملزمة له لتكليف شخصية بهذه المهمة.

ولفتوا إلى أن ذلك مطروح بغض النظر عما إذا كان رئيس البلاد سيدخل هذا الاستحقاق في بازار المساومات، بالنظر إلى اقتراب موعد مغادرته القصر الجمهوري، وسعيه غير المعلن لتوريث صهره.

ويقول المحلل السياسي جوني منيّر إن “لبنان سيكون أمام فراغ رئاسي نهاية العام الجاري”، مشيرا إلى أنه “في العام 2022 سنكون أمام فراغ رئاسي، ومن حوله اشتباك يتعلّق بإعادة ترتيب هرميّة السّلطة في لبنان”.

وتوقّع منيّر أن “تحدث اشتباكات وضغوط قبل ترك عون كرسي الرئاسة تتعلّق ببقائه أو مغادرته”، مؤكّدا أنه “لا مجال لبقائه ساعة إضافيّة في قصر بعبدا، وهذا قرار دولي”.

ولا يحظى باسيل بدعم حزب الله المطلق لخلافة عون، كما أن حركة أمل لا تدعمه إذ سبق وأن فضلت انتخاب رئيس تيار المردة فرنجية رئيسا للجمهورية عوض عون في 2016، إلا أن حزب الله حسم الأمر.

ولا تبدو نتائج الانتخابات والظروف الإقليمية والداخلية شبيهة بتلك في 2016، ما يعقد مهام انتخاب رئيس للجمهورية.

وأمام إصرار عون على أن يخلفه صهره، يشير مراقبون إلى أن الظروف الموضوعية تصب لصالح فرنجية هذه المرة على حساب باسيل.

وتمثل مواقف باسيل المتناقضة منذ تولي عون الرئاسة واندفاعه إلى مهاجمة الحلفاء قبل الخصوم في كل حين وفي كل أزمة تمر بها البلاد، عائقا أمام حصوله على دعم الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) لتوليه الرئاسة.

وانتقد فرنجية في وقت سابق أداء عون داعيا إلى ضرورة انتخاب “رئيس قوي قادر على تجميع اللبنانيين وحل مشاكلهم المتعددة”.

ويحمل اللبنانيون عون وصهره جزءا من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ويتعلل عون بعدم حصول إنجازات في عهده بالصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram