البرلمان الجديد "ينطلق"... هل تنقذ "المقايضة" برّي من "الإحراج"؟!

البرلمان الجديد

Whats up

Telegram

مع بدء ولاية ​المجلس النيابي​ الجديد، الذي تنتظره "تحديات" أكثر من أن تعدّ أو تحصى، تتّجه كلّ الأنظار نحو "الاستحقاق الأول" الذي ينتظره في غضون أسبوعين، ألا وهو انتخاب رئيسه، إضافة إلى نائب له وهيئة المكتب، وهو الاستحقاق الذي يعتقد كثيرون أنّه سيكون "حاسمًا" في رسم "خريطة" البرلمان وبلورة "حدود" تحالفاته، بشكل أو بآخر.

بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ هذا الاستحقاق "محسوم سلفًا"، ولن يحمل معه أيّ "مفاجآت"، باعتبار أنّ رئيس كلّ المجالس منذ ما بعد الطائف، ورئيس السنّ في البرلمان الحاليّ للمفارقة، ​نبيه بري​، يكاد يكون "المرشح الوحيد" للمنصب، إلا إذا اختار "العزوف" من تلقاء ذاته، واختيار بديل عنه، نظرًا لكون جميع النواب الشيعة في البرلمان يغرّدون في سربه.

لكن، رغم ذلك، ثمّة "انتظار ثقيل" لجلسة الانتخاب التي يفترض أن يدعو إليها بري نفسه في غضون أسبوعين، لمعرفة حجم "الأصوات" التي سيحصل عليها، والتي "يراهن" كثيرون على أنّها ستكون "الأدنى" على الإطلاق في مسيرته، ما قد يضعه في موقف "حَرِج"، إن لم يتداركه سلفًا، من خلال "مقايضة" يُحكى عنها على منصب نائب رئيس المجلس.

فما هي "السيناريوهات" المطروحة لجلسة انتخاب رئيس البرلمان؟ هل ينجح بري في انتزاع أكثرية "مريحة" تقيه شرّ "الإحراج"، أم أنّ "المشاغبات" ستكون له بالمرصاد؟ كيف يتعامل رئيس البرلمان مع تلويح الكثير من الكتل، وخصوصًا المسيحيّة، بعدم التصويت له؟ وهل من مرشح "مفضّل" له بين الأسماء المطروحة لـ"نيابته"؟!.

بعيدًا عن الغوص في آلية انتخاب رئيس مجلس النواب، التي تتحدّث عن أكثرية مطلقة من أصوات المقترعين في دورتين، تتحوّل إلى "نسبية" في ثالثة، إن تطلّب الأمر، وبعيدًا عن الجدل "القانوني" حول احتساب الأوراق البيضاء أو الملغاة من ذلك، فإنّ الأكيد أنّ بري يواجه "مأزقًا" سياسيًا وميثاقيًا في حال بقيت مواقف الكتل النيابية المختلفة على حالها من إعادة انتخابه رئيسًا للبرلمان، ولو كان "يضمن" سلفًا أنه "راجع" في نهاية المطاف.

يقول البعض إنّ بري لم يكن راضيًا أساسًا عن النتيجة التي حصّلها بعد انتخابات 2018 حين "قارب" عدد المصوّتين لصالحه المئة، فكيف بالحريّ اليوم، وما هو "مضمون" أقلّه حتى الآن، لا يرقى إلى نصف عدد النواب، مع "تنافس" الكتل الكبرى، خارج "​حزب الله​" وحلفائه، على إعلان "تمرّدها" عليه، وعدم رغبتها في التصويت لصالحه، وإن كانت مدركة في قرارة نفسها أنه عائد بأصواتها أو من دونها.

وفي هذا السياق، كان موقف "​التيار الوطني الحر​" مثلاً واضحًا، حيث خاض المعركة الانتخابية على أساس "الخصومة" مع بري، رغم "تحالفه" معه في العديد من الدوائر، بحكم "المصلحة الانتخابية" التي ميّزها باسيل عن "التحالف السياسي"، وقد نُسِب إليه أخيرًا قوله إنّ "لا داعي" لتصويت تكتل "لبنان القوي" لصالح بري، علمًا أنّ "التيار" لجأ في الدورة السابقة إلى "حيلة" منح أعضائه "الحرية" لانتخابه من عدمه.

أما موقف "القوات اللبنانية" فكان أكثر وضوحًا، حيث جزم رئيسه ​سمير جعجع​ بعد أول اجتماعات تكتل "الجمهورية القوية" بصيغته الجديدة، أنّ بري ليس "مطابقًا للمواصفات" التي تريدها "القوات" لشخص رئيس البرلمان، رافضًا سلفًا الخوض في أيّ "مقايضة" على هذا الصعيد، في محاولة للإيحاد بـ"مبدئية" تتعامل من خلالها "القوات" مع الاستحقاقات، وهي التي تسعى لـ"قيادة" الأكثرية الجديدة.

ويبقى نواب "التغيير" الذين تنصبّ كلّ الأنظار نحوهم في هذه المرحلة، لمعاينة "مقارباتهم" لمختلف الاستحقاقات، ومدى "اتحادهم" أساسًا في مواجهتها، وقد بيّنت المؤشّرات الأولية أنّهم لن ينتخبوا برّي أيضًا، لأنّ ذلك سيعني "سقوطهم" من اليوم الأول، باعتبار أنّه لا يمكنهم أن يخوضوا "معركة" ضدّ المنظومة الحاكمة بكلّ "أفرعها"، ثمّ يعمدوا لانتخاب أحد أبرز "رموزها" الثابتين منذ الطائف رئيسًا للمجلس.

ومع أنّ البعض حاول "جسّ النبض" من خلال رمي بعض الأسماء في "البازار" كالوزيرة السابقة عناية عز الدين، رغم أنّها عضو في كتلة بري النيابية، "التنمية والتحرير"، فإنّ المحسوبين على "أمل" والمقرّبين من رئيس المجلس يعتبرون الأمر أقرب إلى "البهلوانيات"، ويحذرون من أيّ "مشاغبات" لن تقدّم أو تؤخّر، إلا إذا كان البعض بإصرارهم على "الاستفزاز" يريد جرّ البلاد نحو "معارك" لا طائل منها في الظرف الحالي.

وفي الانتظار، يبدو أنّ لدى بري "خطة تكتيكية" للمواجهة، تقوم أساسًا على "المقايضة" بين رئيس البرلمان ونائبه، ولا سيما أنّ للأطراف الثلاثة السالفة الذكر "مرشحها الطبيعي" لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، من دون أن يكون أيّ منها قادرًا على إيصال مرشحه بمفرده، حيث تشمل الأسماء المطروحة كلاً من ​الياس بو صعب​ عن "التيار الوطني الحر"، و​غسان حاصباني​ عن "القوات اللبنانية"، و​ملحم خلف​ عن "نواب التغيير"، إن جاز التعبير.

ومع أنّ الأخير نفى في اليومين الماضيين "تطلّعه" لأيّ منصب، كما نفى بعض المعلومات الصحافية التي تحدّثت عن لقاء جمعه مع بري بحث مثل هذه التفاصيل، ثمّة من يرى أنّ الرجل يبقى "المرشح المفضّل" لبري، ولا سيما أنّ العلاقة بينهما ليست جديدة، وليس خافيًا على أحد أنّ بري و"حزب الله" دعماه سابقًا في "معركة" نقابة المحامين الشهيرة، إلا أنّ "العوائق" التي قد تحول دون دعمه هذه المرّة "غير يسيرة".

وإذا كان هناك من يراهن على "تمايز" بين قوى التغيير نفسها، ولا سيما أنّ نوابها غير متفقين على الكثير من الأمور، وهو ظهر منذ الأيام الأولى، وهو ما قد لا يكون أمرًا سلبيًا، فإنّ "الرهان الأكبر" يبقى في "اجتذاب" إحدى الكتلتين المسيحيتين الرئيسيتين، باعتبار أنّ ذلك يسهّل المهمّة على بري، ويجعله مرتاحًا على المستويين السياسي والميثاقي، ويجنّبه إحراجًا لا يريده في مثل هذه المرحلة.

ويقول البعض إنّ "التركيز" قد ينصبّ في هذا السياق على كتلة "التيار" التي قد تكون "مَرِنة" أكثر، رغم الخلاف مع بري، ولا سيما في ظلّ "الحليف المشترك"، أي "حزب الله"، القادر على إقناع باسيل بما يمتلك لديه من "مَوْنة"، بتجاوز الخلاف، ومنح بري ما يحتاجه من أصوات، علمًا أنّ ذلك لن يؤدي إلى إحراج "التيار"، الذي يستطيع "تبريره" برغبته في المقابل بإيصال مرشحه إلى مركز نائب الرئيس.

في المحصّلة، قد يمرّ استحقاق رئاسة المجلس بسلاسة في نهاية المطاف، رغم كلّ التعقيدات المحيطة به، ولا سيما أنّ الاعتقاد أنّ بري، وهو رئيس السنّ، لن يدعو إلى الجلسة قبل التوصل إلى "توافق" يكون راضيًا عنه. لكنّ الأكيد أنّه يعطي اللبنانيين سلفًا "فرصة" عمّا ينتظرهم في مجلس "منقسم"، سيبقى "أسير" أكثرية "ضائعة" لا يملكها أحد!.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram