عون في "بوز المدفع" والحملة عليه تزداد

عون في

Whats up

Telegram

ما قيل ويقال عن شخصية واحدة فقط، على غرار النائب سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق حسان دياب، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وغيرهم... من انهم ليسوا وحدهم المسؤولون عن تدهور الوضع في لبنان، بات اليوم يشمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يجد نفسه في الوقت الحالي وفق المصطلح اللبناني "في بوز المدفع" (اي انه في فوهة المدفع)، في وقت تزداد الحملات عليه في مواضيع عديدة ليس اولها ترسيم الحدود البحريّة ولا آخرها مسألة الدولار الطالبي. فبين هذه وتلك من المشاكل التي يعاني منها لبنان، يقف عون في ساحة الرماية حالياً، وهو يحاول القتال للابقاء على "ارثه" الذي تركه للنائب جبران باسيل قبيل الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر ايار المقبل، وقبل اشهر قليلة على انتهاء ولايته الرئاسية التي ستضعه عملياً خارج الحياة العامّة للمرة الاولى منذ ثمانينات القرن الماضي. اسباب وجود عون في هذه الساحة كثيرة، وهو يتحمل طبعاً جزءاً منها، ولكن الحسابات السياسية والتغييرات في المنطقة فرضت حصول هذا السيناريو الذي نشهده حالياً. ولكنّه ليس من النوع الذي يعتمد سياسة "النأي بالنفس"، فهو يختار رهاناً ويخوضه فإما ان يخسره واما ان يربحه، وهو اليوم يخوض رهان ما تبقى من حياته السياسية العامة، فإما ان يبقى في اللعبة السياسية واما ان يغادرها بهدوء.

ويعتمد رئيس الجمهورية على اكثر من عامل لمعادلة كفة المواجهة، خصوصاً في مسألتي ترسيم الحدود والشؤون الماليّة. ففي الموضوع الاول، تلقّى دعماً مبطّناً من حزب الله عبر امينه العام الذي لم يصدر اي موقف يدين او يحذّر او يهدّد بالتفريط بالحدود او الحقوق والثروات الطبيعية للبنان، وهو موقف تلاقى مع مواقف الدول الغربيّة وبالاخص الراعي الابرز اي الولايات المتحدة الاميركية التي ستأخذ على عاتقها ادارة اللعبة بصفة "وسيط". ووفق ما يقال في الصالونات السياسية، فإن دفاع عون في هذه المسألة يرتكز الى عبارة "افضل الممكن" والا سنبقى ندور في حلقات مفرغة الى ما لا نهاية، وسيخسر لبنان في المماطلة اكثر بكثير مما سيكسبه اليوم. هذا الموقف قد يكون صحيحاً وقد لا يكون، لان اللعبة الدولية تتغير وفق تغيّر الظروف، و"اتفاق فيينا" خير دليل على ذلك حالياً. وبالنسبة الى موضوع الترسيم الحدودي البحري، فإنه ليس خفياً ايضاً رغبة عون في الانتهاء من هذه المسألة قبل انتهاء ولايته، فيضم مكسباً الى سيرته الرئاسيّة التي ينقصها العديد من الانجازات، والتي تتعرّض للتهميش يومياً من قبل الاخصام السياسيين، وهو يدرك جيداً انّ أي اتّفاق يتمّ التوصّل اليه لن يتغيّر لعقود وربما سيبقى ثابتاً الى الابد، لان لا قدرة للاعبين المحليّين على التدخل فيه فيما سيرضى اللاعبون في الخارج بما سيتم اقراره من دون محاولة التلاعب بالاتّفاق تحت أي مسمى نظراً الى دقّة الوضع وحساسيّة المعطيات الجغرافية فيه.

اما على صعيد الدولار الطالبي والشؤون الماليّة، فرهان عون قائم على شخص رياض سلامة وعلى امكان التحقيق معه وربما ازاحته من منصبه، والشروع بحصد نتائج التدقيق الجنائي المالي. ولكن، هذا الهدف يبدو بعيداً جداً عن متناول اليد، لظروف تمّ تعدادها مراراً وتكراراً ابرزها الغطاء الدولي المتوفّر لسلامة من جهّة، وقلّة الدلائل الحسّية التي تدينه في الخارج والداخل من جهة ثانية. ويجب القول ان الحملة المضادة المتمثلة بقضية الدولار الطالبي، تعطي ثمارها سريعاً نظراً الى شعبيّتها، فيما بدا للمودعين ان عون يقف الى جانب المصارف ضدهم وضد اولادهم. من هنا، يجب على عون التصرّف بحذر ودقّة في التعاطي مع هذه المسألة، خصوصاً على ابواب الانتخابات، والا فإنّ رهانه سيكون خاسراً.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram