عصر "حسّان"؟!

عصر

Whats up

Telegram

اتّخذ الصّراع العربيّ–الإِسرائيليّ أَشكالًا مُختلِفةً... ومنه الأَجدى والأَكثر فعاليّةً في مُقاومة الاحتلال الاسرئيليّ انتفاضة أَطفال الحجارة في الأَراضي المُحتلّة في الماضي القريب... ومسيّرة حسّان الّتي قد يكون هذا الصّراع المُزمِن قد دخل عصرها!. فهل نحن الآن أَمام "مُتحوّرٍ" جديدٍ من المُواجَهة مع الإِسرائيليّين، بعد سلسلة الانتفاضات الفلسطينيّة في الأَراضي المُحتلّة؟.

فالانتفاضة الفلسطينيّة الأُولى أَو "انتفاضة الحجارة"، الّتي كانت أَداة الهُجوم والدّفاع الّتي استخدمها "المُقاومون" ضدّ عناصر الجيش الإِسرائيلي، كما وقد عُرف الصّغار مِن رُماة الحِجارة بـ "أَطفال الحجارة". وقد بدأَت الانتفاضة يوم 8 كانون الأَوّل 1987، وكان ذلك في "جباليا"، في قطاع غزة. ومِن ثمّ انتقلت "الانتفاضة" إِلى كُلّ مُدن فلسطين المُحتلّة وقُراها ومُخيّماتها... وقد هدأَت الانتفاضة في العام 1991، وتوقّفت نهائيًّا مع توقيع اتّفاق أُوسلو بَيْن إِسرائيل و"مُنظّمة التّحرير الفلسطينيّة" في العام 1993.

وأَمّا "حسّان" فقد باتَت اليَوْم، في العام 2022، تُرعِب مُستَوْطِني الجَليل... وتُطمْئِن قُلوب الجنوبيّين، بعد عُقودٍ مِن الرُّعب المُمارس على جنوب لُبنان، مُخلّفًا وراءَه نُزوحًا جماعيًّا أَحيانًا، في ثمانينات القرن الماضي، واجتياحًا إِسرائيليًّا واسع النّطاق... وصولًا إِلى بَيْروت في العام 1982. فهل نحن الآن في "عصر حسّان"؟.

إِشارة إِلى أَنّ "المُقاومة ‏الإِسلامية" أَطلقت يوم الجمعة الماضي، الطّائرة المُسيَّرة "حسّان"، داخل الأَراضي الفلسطينيّة ‏المُحتلّة، وجالت في المنطقة المُستهدَفَة، لأَربَعين دقيقةً، في مهمّةٍ ‏استطلاعيّةٍ امتدّت على طول سبعين كيلومترًا شمال فلسطين المُحتلّة، ‏وعلى رُغم كُلّ مُحاولات العدوّ المُتعدّدة والمُتتالية لإِسقاطها عادت ‏الطائرة "حسّان" مِن الأَراضي المُحتلّة سالمةً، بعدما نفّذت "المهمّة ‏المطلوبة في نجاحٍ ومِن دُون أَن تُؤثّر في حركتها" كُلّ الإِجراءات الإِسرائيليّة ‏المُتاحَة!...

لقد أُطلقَ تزامُنًا مع انطلاق "حسّان"، شِعار "تكْنِيس" الخُصوم... فهل بات "الحُلم العربيّ" الآن سهل المنال؟ أَم أَنّ "حسابات الحَقْل"... لا تنطبِق هذه المرّة على "حسابات البَيْدَر"؟...

وإِذا أَخفقت "حسّان"، على اعتبار أَنّ لكُلّ وسيلةٍ عسكريّةٍ أُسلوبَ ردعٍ يُحضّر "غُبّ الطّلَب" لمُواجهتها... فكيف سيكون الردّ على الردّ الإِسرائيليّ؟ وبكلامٍ آخر، هل ثمّة أَساليب أُخرى لمُواجهة الإِسرائيليّين تزامُنًا مع المُفاوضات الجارية الآن بالواسطة الأَميركيّة في شأن الغاز؟...

علينا الاتّحاد
وفيما الردّ الخليجيّ على لُبنان غائبٌ بقوّةٍ، عقِب الوسطة القائِمة لرأْب الصّدع اللُبنانيّ–الخليجيّ، وفي حين أَنّ الأَفضليّة لمَقولة الصّمت أَبلغ مِن الكلام... فقد جاءت "حسّان" لتَزيد الإِبهام إِبهامًا... في حين دعت دَولة الإِمارات العربيّة المُتّحدة، "الجُيوش الحليفة، إِلى بناء درعٍ تمنع خطر المُسيّرة، رافعةً مِن جهتها شعار: "علَيْنا الاتّحاد"...

المَشهد العامّ
ولا يُمكن فصل مشهديّة إِطلاق المُسيّرات، مِن حَيْث تَوْقيته، عن المَشهد العالميّ العامّ، القابِع على "كفّ عفريتٍ"... فطُبول الحرب تُقْرَع بَيْن روسيا وأُوكرانيا... وثمّة انتهاكاتٌ لوَقْف إِطلاق النّار... وتدريباتٌ نوويّةٌ استراتيجيّةٌ... فيما وقّع الرّئيس الرُّوسيّ فلاديمير بوتين مرسومًا باستدعاء الاحتياط للتّدريب العسكريّ... وأَمّا في فيينّا فالمُفاوضات النّوويّة الإِيرانيّة أَمام أَيّامٍ دقيقةٍ وحاسمةٍ!... وقد أَعلن وزير الخارجيّة السّعوديّة فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، في مُؤتمر ميونيخ للأَمن الأُسبوع الماضي: "نتطلّع إِلى جَوْلةٍ خامسةٍ مِن المُحادثات مع إِيران، على رُغم عدم إِحراز تقدُّمٍ جوهريٍّ في الجَوْلات السّابقة!"... ووَفق كلّ هذه "الخَبيصة"، تصُول المُسيّرات وتجول!.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram